عزتي بديني
2010-04-27, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرجيم
كيف ننمي شخصية المسلم؟ وما هي العوامل الأساسية في بناء الفرد الإيجابي ليصبح داعية في مجتمعه؟
لاشك أن الاهتمام بشخصية الفرد المسلم أمر مهم وحساس، خاصة أننا نتعامل هنا مع الجانب الروحي في الإنسان، وهو بكل تأكيد أكثر صعوبة من التعامل مع الجانب المادي، لما لهذا الجانب من تأثير في حياة الفرد بل وأمته.
ولا بد من إدراك أن شخصية المسلم - كما جسده - تحتاج إلى غذاء متوازن، وهذا الغذاء لابد أن يجمع بين عناصر الارتقاء الدينية والفكرية والثقافية والحضارية والاجتماعية.
وتنمية شخصية المسلم هي درجة أولى على سلم تنمية هذه الأمة والارتقاء بها، وبناء الفرد المسلم بشكل عام، وتنمية شخصيته يجب أن يقوم أولا على بناء قاعدة قوية في نفس هذا المسلم، قاعدة إيمانية وتربوية يعود فيها إلى المنابع الأصيلة من قرآن كريم وسنة نبوية مطهرة، ويزود نفسه بقدر كاف من العلم الشرعي، ويرسخ فيها معاني مهمة مثل الإخلاص والتقوى وما إلى ذلك.
فإذا بنيت هذه القاعدة المتينة أمكننا أن نكمل البناء فوقها، هنا تأتي عوامل كثيرة لها أثرها البالغ في عملية بناء الداعية الإيجابي، ومن هذه العوامل تشجيع الفرد على الاختلاط بمجتمعه، وتوسيع دائرة معارفه، وإثراء ثقافته ومعلوماته.
ولابد أن يرافق ذلك كله توعية المسلم بدوره في التفاعل مع هذا كله، مستندا إلى مبادئه الإسلامية، فلابد من تشجيع المسلم على أن يكون راصدا لكل ما حوله، مواكبا للمتغيرات التي تجري في هذا العالم، فبناء هذه الشخصية لا يمكن أن يتم بمعزل عن هذا كله، وهذا لا يعني أن يكتفي بالعلم بها، وإنما أن يؤدي دورا فاعلا في تغييرها أو المبادرة بتطويرها وتسييرها لما يراه الأفضل.
ولا بد من إدراك أن الإسلام أكبر مشجع لنا على الإيجابية، وإلا فما معنى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من أكبر مظاهر الإيجابية التي تنبني على ملاحظة المحيط الذي يعيش فيه المسلم والمبادرة بتغييره.
ويأتي دور المربين في تنظيم النشاطات والفعاليات التي تساهم في تقوية صلة الفرد بمجتمعه، واكتشاف مواهبه، وتوفير الجو المناسب للإبداع، وبث روح المبادرة، وتقوية الشخصية، وهذه النشاطات لها أهمية كبيرة خاصة إذا خصص قسم منها للناشئة.
ولا شك أن الإيجابية لا بد أن يسبقها شعور بالمسئولية حتى تتحقق؛ فالإنسان الذي يشعر بالمسئولية نحو مجتمعه وأمته هو الذي يسعى دوما لإصلاحه والمساهمة في رفعته.
ويكون المسلم إيجابيا بقدر انتمائه لرسالته وإحساسه بأهمية دوره في توصيلها، وأنه محاسب على ذلك يوم القيامة، ومستفيد من ذلك في الدنيا والآخرة.
ومن المهم أيضا زرع الثقة في نفس المسلم وحثه على التفوق في حياته العلمية والعملية ليساعده ذلك على المضي قدما في إيصال دعوته.
كما أن متابعة سير المبدعين ومن كان لهم شأن في تغيير سطح الكرة الأرضية في أي مجال كان، من شأنه أيضا أن يحفز المسلم ويقوي عزيمته.
وفي هذا الطريق لابد من الحذر أيضا من محاولات التثبيط من قبل الآخرين أو حتى الوساوس الشيطانية التي تنتاب هذا الداعية وتحصين النفس ضدها.
إذن فالشخصية الإيجابية هي شخصية جمعت بين التدين، والعلم، والمعرفة، ومهارات التعامل الاجتماعي، وآمنت بأنها تمتلك أعظم رسالة في العالم من شأنها أن تغير مجرى التاريخ إذا تم إيصالها بالشكل الصحيح.
( الأستاذة لما التكروري)
ويضيف الدكتور عماد حسين:
إضافة لما تفضلت به الأخت الفاضلة، فإن الفاصل بين شخصية المسلم العادي وشخصية الداعية هو الإيجابية، وهذا يستدعي قدرا من التفصيل في القول، فالإيجابية تحمل المسلم على استثمار ما يعرض له من ظروف ومواقف في الدعوة إلى الله، ولا يقتصر المقام على خطب منبرية أو تسطير المقالات، بل قد يكون في كلمة لشخص في وقت مناسب أشد تأثيرا من كتب ومقالات مطولة.
وقد رأينا الطبيب المسلم يحسن عمله، ولكن رأينا الطبيب الداعية ينصح المريض بالصلاة، وأن يترك المعاصي حتى يجعل الله الدواء يسبب الشفاء، ونرى المحامي المسلم يتقن عمله، ولكن نرى المحامي الداعية يطلب من موكله ألا يظلم وألا يأكل الحقوق لأن في هذا هلاكه يوم لقاء الله.
وما يجب أن يكون واضحا أن الداعية ليس فقط الذي يحسن الخطابة أو الكتابة، بل هو كل من يستطيع أن يقدم قولا أو فعلا يهدي إلى الخير، مهما كانت بضاعته قليلة من العلم أو الثقافة الإسلامية.
كيف ننمي شخصية المسلم؟ وما هي العوامل الأساسية في بناء الفرد الإيجابي ليصبح داعية في مجتمعه؟
لاشك أن الاهتمام بشخصية الفرد المسلم أمر مهم وحساس، خاصة أننا نتعامل هنا مع الجانب الروحي في الإنسان، وهو بكل تأكيد أكثر صعوبة من التعامل مع الجانب المادي، لما لهذا الجانب من تأثير في حياة الفرد بل وأمته.
ولا بد من إدراك أن شخصية المسلم - كما جسده - تحتاج إلى غذاء متوازن، وهذا الغذاء لابد أن يجمع بين عناصر الارتقاء الدينية والفكرية والثقافية والحضارية والاجتماعية.
وتنمية شخصية المسلم هي درجة أولى على سلم تنمية هذه الأمة والارتقاء بها، وبناء الفرد المسلم بشكل عام، وتنمية شخصيته يجب أن يقوم أولا على بناء قاعدة قوية في نفس هذا المسلم، قاعدة إيمانية وتربوية يعود فيها إلى المنابع الأصيلة من قرآن كريم وسنة نبوية مطهرة، ويزود نفسه بقدر كاف من العلم الشرعي، ويرسخ فيها معاني مهمة مثل الإخلاص والتقوى وما إلى ذلك.
فإذا بنيت هذه القاعدة المتينة أمكننا أن نكمل البناء فوقها، هنا تأتي عوامل كثيرة لها أثرها البالغ في عملية بناء الداعية الإيجابي، ومن هذه العوامل تشجيع الفرد على الاختلاط بمجتمعه، وتوسيع دائرة معارفه، وإثراء ثقافته ومعلوماته.
ولابد أن يرافق ذلك كله توعية المسلم بدوره في التفاعل مع هذا كله، مستندا إلى مبادئه الإسلامية، فلابد من تشجيع المسلم على أن يكون راصدا لكل ما حوله، مواكبا للمتغيرات التي تجري في هذا العالم، فبناء هذه الشخصية لا يمكن أن يتم بمعزل عن هذا كله، وهذا لا يعني أن يكتفي بالعلم بها، وإنما أن يؤدي دورا فاعلا في تغييرها أو المبادرة بتطويرها وتسييرها لما يراه الأفضل.
ولا بد من إدراك أن الإسلام أكبر مشجع لنا على الإيجابية، وإلا فما معنى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من أكبر مظاهر الإيجابية التي تنبني على ملاحظة المحيط الذي يعيش فيه المسلم والمبادرة بتغييره.
ويأتي دور المربين في تنظيم النشاطات والفعاليات التي تساهم في تقوية صلة الفرد بمجتمعه، واكتشاف مواهبه، وتوفير الجو المناسب للإبداع، وبث روح المبادرة، وتقوية الشخصية، وهذه النشاطات لها أهمية كبيرة خاصة إذا خصص قسم منها للناشئة.
ولا شك أن الإيجابية لا بد أن يسبقها شعور بالمسئولية حتى تتحقق؛ فالإنسان الذي يشعر بالمسئولية نحو مجتمعه وأمته هو الذي يسعى دوما لإصلاحه والمساهمة في رفعته.
ويكون المسلم إيجابيا بقدر انتمائه لرسالته وإحساسه بأهمية دوره في توصيلها، وأنه محاسب على ذلك يوم القيامة، ومستفيد من ذلك في الدنيا والآخرة.
ومن المهم أيضا زرع الثقة في نفس المسلم وحثه على التفوق في حياته العلمية والعملية ليساعده ذلك على المضي قدما في إيصال دعوته.
كما أن متابعة سير المبدعين ومن كان لهم شأن في تغيير سطح الكرة الأرضية في أي مجال كان، من شأنه أيضا أن يحفز المسلم ويقوي عزيمته.
وفي هذا الطريق لابد من الحذر أيضا من محاولات التثبيط من قبل الآخرين أو حتى الوساوس الشيطانية التي تنتاب هذا الداعية وتحصين النفس ضدها.
إذن فالشخصية الإيجابية هي شخصية جمعت بين التدين، والعلم، والمعرفة، ومهارات التعامل الاجتماعي، وآمنت بأنها تمتلك أعظم رسالة في العالم من شأنها أن تغير مجرى التاريخ إذا تم إيصالها بالشكل الصحيح.
( الأستاذة لما التكروري)
ويضيف الدكتور عماد حسين:
إضافة لما تفضلت به الأخت الفاضلة، فإن الفاصل بين شخصية المسلم العادي وشخصية الداعية هو الإيجابية، وهذا يستدعي قدرا من التفصيل في القول، فالإيجابية تحمل المسلم على استثمار ما يعرض له من ظروف ومواقف في الدعوة إلى الله، ولا يقتصر المقام على خطب منبرية أو تسطير المقالات، بل قد يكون في كلمة لشخص في وقت مناسب أشد تأثيرا من كتب ومقالات مطولة.
وقد رأينا الطبيب المسلم يحسن عمله، ولكن رأينا الطبيب الداعية ينصح المريض بالصلاة، وأن يترك المعاصي حتى يجعل الله الدواء يسبب الشفاء، ونرى المحامي المسلم يتقن عمله، ولكن نرى المحامي الداعية يطلب من موكله ألا يظلم وألا يأكل الحقوق لأن في هذا هلاكه يوم لقاء الله.
وما يجب أن يكون واضحا أن الداعية ليس فقط الذي يحسن الخطابة أو الكتابة، بل هو كل من يستطيع أن يقدم قولا أو فعلا يهدي إلى الخير، مهما كانت بضاعته قليلة من العلم أو الثقافة الإسلامية.