عزتي بديني
2010-04-30, 04:06 AM
المسلم بين الإيجابية والسلبية
الإيجابية والسلبية كلمتان شاع استعمالهما في الفترة الأخيرة استعمالاً كثيراً على كافة المستويات فما معناهما ؟
الإيجابية حالةٌ في النفس تجعل صاحبها مهمومًا بأمر ما ، ويرى أنه مسئول عنه تجاه الآخرين، ولا يألو جهدًا في العمل له والسعي من أجله.
والإيجابية : تحمل معاني التجاوب، والتفاعل، والعطاء، والشخص الإيجابي : هو الفرد، الحي، المتحرك، المتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه .
والسلبية : تحمل معاني التقوقع، والانزواء، والبلادة، والانغلاق، والكسل.
والشخص السلبي: هو الفرد البليد، الذي يدور حول نفسه، لا تتجاوز اهتماماته أرنبة أنفه، ولا يمد يده إلى الآخرين، ولا يخطو إلى الأمام .
والمجتمع السلبي الذي يعيش فيه كل فرد لنفسه على حسابالآخرين مجتمع زائل لا محالة، كما أن المجتمع الإيجابي مجتمع راقٍ عالٍ لا شك.
ما الفرق بين السلبي والإيجابي؟؟إنه الفرق بين الليل والنهار....الجماد والكائن الحي.... الفرق بينالوجود والعدم.
و الدليل على هذا قوله تعالى(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) النحل
لقد سمى الله السلبي في هذه الآية ( كّلاً ) والإيجابي بـ (يأمر بالعدل)(كلّ) أصعب من سلبي... لأن سلبي معناها غير فعال أما (كلّ) فمعناها الثقيل الكسول وقبل هذا فهو( أبكم ) لا يتكلم ولا يرتفع له صوت .
وهذا عبء على المجتمع؛ لأن النظرة التشاؤمية هي الغالبة عليها فيكافة تصرفاته ،وهذه الشخصية ضعيفة الفاعلية في كافةمجالات الحياة، و لا يرى للنجاح معنى ، ولا يؤمن بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بلليس عنده همة الخطوة الأولى، و لهذا لا يتقدم و لا يحرك ساكناَ و إن فعل في مرةيتوقف مئات المرات.
وهذه الشخصية مطعمة بالحجج الواهية والأعذار الخادعة بشكل مقصود،و هو دائم الشكوى و الاعتراض و العتابوالنقد الهدام.
و أما الآخر فإنه ( يأمر بالعدل ) فهو هنا الشخصية المنتجة في كافة مجالاتالحياة حسب القدرة والإمكانية ،المنفتحة على الحياة ومعالناس حسب نوع العلاقة ،ويمتلك النظرة الثاقبة…. ويتحرك ببصيرة(بالعدل ) فهو يوازن بين الحقوقوالواجبات (أي ما له وما عليه)مع الهمة العالية والتحرك الذاتي، والتفكير دائما لتطوير الإيجابيات وإزالةالسلبيات.
هل من المعقول أن يتساوى هذا وذاك؟ طبعا لا يستوون .
أهمية الإيجابية:
إن السلبية هيأخطر آفة يصاب بها فرد أو مجتمع.
بينما الإيجابية هي أهم وسيلة لنهضة أي أمة فمن الحقائق المسلِّم بهاأن نهضة الأمم تقوم على أفراد إيجابيين مميزين بالأفكار الطموحة والإرادة الكبيرةكما أنها نجاة من هلاك الأمم والشعوب قال تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلموأهلها مصلحون) ولم يقل صالحون إنما قال مصلحون ، وهناك فارق بين صالح ومصلح فالصالح صلاحه بينه وبين ربه ، أما المصلح فإنه يقوم بإصلاح نفسه ودعوة غيره .
فالمسلم الإيجابي عندما تعرض له مشكلة يفكر في الحل فهويرى أن كل مشكلة لها حل
والسلبي يفكر في أن المشكلة لا حل لها، بل يرى مشكلة في كل حل .
المسلم الإيجابي لا تنضب أفكاره والسلبي لا تنضب أعذاره .
*المسلم الإيجابي يرىفي العمل والجد أملا والسلبي يرى في العمل ألما
المسلم الإيجابي يصنع الأحداث والسلبي تصنعه الأحداث .
المسلم الإيجابي ينظرللمستقبل والسلبي يخاف المستقبل
المسلم الإيجابي يزيد في هذه الدنيا والسلبي زائد عليها .
يروى أن مسلمة بن عبد الملك كان في جملة من الجند يحاصرون إحدى قلاع الروم ، وكانت محصنة والدخول إليها صعباً إلا من نقب فيها تخرج منه أوساخ المدينة ، فوقف مسلمة ينادي في الجند : من يدخل النقب ويزيح الصخرة التي تحبس الباب ويبكر حتى ندخل....
فقام رجل قد غطى وجهه بثوبه وقال أنا يا أمير الجند ودخل النقب وفتح الباب ودخل الجند القلعة فاتحين ..
وبعدها وقف مسلمة بين الجند ينادي على صاحب النقب حتى يكرمه على ما فعل ، وكان يردد من الذي فتح لنا الباب فما يجيبه أحد !
فقال أقسمت على صاحب النقب أن يأتيني في أي ساعة من ليل أو نهار .
فطُرق باب مسلمة طارق ليلاً ، فيلقاه مسلمة مستبشراُ أنت صاحب النقب فقال الطارق هو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه .
قال مسلمة وما هي ؟
قال : ألا ترفع اسمه لدى الخليفة ولا تأمر له بجائزة ولا تنظر له بعين من التمييز ، قال مسلمة افعل له ذلك .
فقال الطارق أنا صاحب النقب وانصرف وترك جيش مسلمة ذاهبا إلى سد الثغور في أماكن أخرى" ( ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق 7/273 ) .
منقول
الإيجابية والسلبية كلمتان شاع استعمالهما في الفترة الأخيرة استعمالاً كثيراً على كافة المستويات فما معناهما ؟
الإيجابية حالةٌ في النفس تجعل صاحبها مهمومًا بأمر ما ، ويرى أنه مسئول عنه تجاه الآخرين، ولا يألو جهدًا في العمل له والسعي من أجله.
والإيجابية : تحمل معاني التجاوب، والتفاعل، والعطاء، والشخص الإيجابي : هو الفرد، الحي، المتحرك، المتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه .
والسلبية : تحمل معاني التقوقع، والانزواء، والبلادة، والانغلاق، والكسل.
والشخص السلبي: هو الفرد البليد، الذي يدور حول نفسه، لا تتجاوز اهتماماته أرنبة أنفه، ولا يمد يده إلى الآخرين، ولا يخطو إلى الأمام .
والمجتمع السلبي الذي يعيش فيه كل فرد لنفسه على حسابالآخرين مجتمع زائل لا محالة، كما أن المجتمع الإيجابي مجتمع راقٍ عالٍ لا شك.
ما الفرق بين السلبي والإيجابي؟؟إنه الفرق بين الليل والنهار....الجماد والكائن الحي.... الفرق بينالوجود والعدم.
و الدليل على هذا قوله تعالى(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) النحل
لقد سمى الله السلبي في هذه الآية ( كّلاً ) والإيجابي بـ (يأمر بالعدل)(كلّ) أصعب من سلبي... لأن سلبي معناها غير فعال أما (كلّ) فمعناها الثقيل الكسول وقبل هذا فهو( أبكم ) لا يتكلم ولا يرتفع له صوت .
وهذا عبء على المجتمع؛ لأن النظرة التشاؤمية هي الغالبة عليها فيكافة تصرفاته ،وهذه الشخصية ضعيفة الفاعلية في كافةمجالات الحياة، و لا يرى للنجاح معنى ، ولا يؤمن بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بلليس عنده همة الخطوة الأولى، و لهذا لا يتقدم و لا يحرك ساكناَ و إن فعل في مرةيتوقف مئات المرات.
وهذه الشخصية مطعمة بالحجج الواهية والأعذار الخادعة بشكل مقصود،و هو دائم الشكوى و الاعتراض و العتابوالنقد الهدام.
و أما الآخر فإنه ( يأمر بالعدل ) فهو هنا الشخصية المنتجة في كافة مجالاتالحياة حسب القدرة والإمكانية ،المنفتحة على الحياة ومعالناس حسب نوع العلاقة ،ويمتلك النظرة الثاقبة…. ويتحرك ببصيرة(بالعدل ) فهو يوازن بين الحقوقوالواجبات (أي ما له وما عليه)مع الهمة العالية والتحرك الذاتي، والتفكير دائما لتطوير الإيجابيات وإزالةالسلبيات.
هل من المعقول أن يتساوى هذا وذاك؟ طبعا لا يستوون .
أهمية الإيجابية:
إن السلبية هيأخطر آفة يصاب بها فرد أو مجتمع.
بينما الإيجابية هي أهم وسيلة لنهضة أي أمة فمن الحقائق المسلِّم بهاأن نهضة الأمم تقوم على أفراد إيجابيين مميزين بالأفكار الطموحة والإرادة الكبيرةكما أنها نجاة من هلاك الأمم والشعوب قال تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلموأهلها مصلحون) ولم يقل صالحون إنما قال مصلحون ، وهناك فارق بين صالح ومصلح فالصالح صلاحه بينه وبين ربه ، أما المصلح فإنه يقوم بإصلاح نفسه ودعوة غيره .
فالمسلم الإيجابي عندما تعرض له مشكلة يفكر في الحل فهويرى أن كل مشكلة لها حل
والسلبي يفكر في أن المشكلة لا حل لها، بل يرى مشكلة في كل حل .
المسلم الإيجابي لا تنضب أفكاره والسلبي لا تنضب أعذاره .
*المسلم الإيجابي يرىفي العمل والجد أملا والسلبي يرى في العمل ألما
المسلم الإيجابي يصنع الأحداث والسلبي تصنعه الأحداث .
المسلم الإيجابي ينظرللمستقبل والسلبي يخاف المستقبل
المسلم الإيجابي يزيد في هذه الدنيا والسلبي زائد عليها .
يروى أن مسلمة بن عبد الملك كان في جملة من الجند يحاصرون إحدى قلاع الروم ، وكانت محصنة والدخول إليها صعباً إلا من نقب فيها تخرج منه أوساخ المدينة ، فوقف مسلمة ينادي في الجند : من يدخل النقب ويزيح الصخرة التي تحبس الباب ويبكر حتى ندخل....
فقام رجل قد غطى وجهه بثوبه وقال أنا يا أمير الجند ودخل النقب وفتح الباب ودخل الجند القلعة فاتحين ..
وبعدها وقف مسلمة بين الجند ينادي على صاحب النقب حتى يكرمه على ما فعل ، وكان يردد من الذي فتح لنا الباب فما يجيبه أحد !
فقال أقسمت على صاحب النقب أن يأتيني في أي ساعة من ليل أو نهار .
فطُرق باب مسلمة طارق ليلاً ، فيلقاه مسلمة مستبشراُ أنت صاحب النقب فقال الطارق هو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه .
قال مسلمة وما هي ؟
قال : ألا ترفع اسمه لدى الخليفة ولا تأمر له بجائزة ولا تنظر له بعين من التمييز ، قال مسلمة افعل له ذلك .
فقال الطارق أنا صاحب النقب وانصرف وترك جيش مسلمة ذاهبا إلى سد الثغور في أماكن أخرى" ( ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق 7/273 ) .
منقول