الصارم الصقيل
2010-05-06, 01:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين يصطفي من خلقه من يشاء .
و الصلاة و السلام على أفضل سيد ولد آدم نسبا و شرفا.
أما بعد :
فإن حقد الكفرة كالنار في الهشيم ينتشر و يمتد فياتي على الأخضر و اليابس إلا أن تُطفى. و من حقدهم تطاولهم على سيد السادة من له الريادة و أمره في زيادة كما أخبر هرقل عظيم النصارى .و تطاولهم ما هو إلا محاولات يائسة و هجومات "كاميكازية" انتحارية : ياتي بالفرية صاحبها فيفري المسلمون أوداجه .
لقد تعدى النصارى الحدود و رفعوا لسوء الأدب و الخيانة البنود فقالوا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا علاقة له بالنسب و الحسب .و أقسم بالله إني لأستحيي أن أكتب ما قالوا حياء من الله تعالى و رسوله فحاولت جاهدا ما أمكنني الوسع أن أنقل كلام المتخرصين بمعنى يسمو فوق قمامة الأنجاس و نجاسة الأرجاس.
و ردي سيكون شهادات أسوقها من القرآن الكريم و الحديث النبوي و كلام الصحابة و حتى أعداء الدين . شهادات نقطع بها الطريق على كل كافر متخرص كذاب .
و قبل البدء لا بد أن اشير إلى أمر مهم جدا و هو أن الروايات التي اعتمدها الفجرة الكفرة منطلقا لفريتهم غير ثابتة بسند صحيح .قال شعبة بن الحجاج الوردي العتكي:
لا يأتيك بالخبر الشاذ إلا الرجل الشاذ . أو كما قال رحمه الله.
1 _ شهادة الله لرسوله صلى الله عليه و سلم:
قال تعالى في سورة الفتح:
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)
هل يستقر في القلوب و العقول أن يعزر الناس و يوقروا إنسانا فيه ما قلتم؟
حاشا لله .و إن الواقع ليشهد بذلك .فتوقير الإنسان يكون بأمور منها إسلامه و إيمانه و إن انضاف إلى ذلك نسب شريف زاده ذلك شرفا و رفعة .
و قال سبحانه و تعالى في سورة الأحزاب:
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)
قال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن:
{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} وهو أب لهم، وهذه الأبوّة أبوّة دينية، وهو صلى الله عليه وسلم أرأف بأُمّته من الوالد الشفيق بأولاده، وقد قال جلَّ وعلا في رأفته ورحمته بهم: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ، وليست الأبوّة أبوّة نسب؛ كما بيّنه تعالى بقوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، ويدلّ لذلك أيضًا حديث أبي هريرة عند أبي داود والنسائي وابن ماجه: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطب بيمينه" انتهى بنصه.
فهل يرضى المسلمون أن يكون لهم والد بالوصف الذي قلتم ؟
حاشا لله.
قال أبو حيان في البحر المحيط:
وهو أب لهم ، فأقسم تعالى به وبأمته بعد أن أقسم ببلده ، مبالغة في شرفه عليه الصلاة والسلام.انتهى قوله رحمه الله بالحرف.
فإذا كان القرآن يهدم التبني مع علم الناس بوالد زيد رضي الله عنه و هو حارثة بن شراحيل رضي الله عنه و عن الصحابة أجمعين. فكيف القول فيمن تقولون فيه مقالتكم ؟
أيكون من الجور نسبة الولد غلى غير أبيه و يتتابع المسلمون على قول محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم؟
لعنة الله عليكم يا فسقة .
لعن الله الكاذبين و خيب الله ظنونكم.
2 _ شهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه:
في صحيح البخاري عن :
عن أنس أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
في صحيح السيرة النبوية:
باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف
قال الله تعالى : ؟ الله أعلم حيث يجعل رسالته ؟ [ الأنعام : 124 ]
ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان تلك الأسئلة عن صفاته عليه الصلاة والسلام قال : كيف نسبه فيكم ؟ قال : هو فينا ذو نسب . قال : كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها . يعني : في أكرمها أحسابا وأكثرها قبيلة صلوات الله عليهم أجمعين
فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة
أبو القاسم وأبو إبراهيم محمد وأحمد والماحي الذي يمحى به الكفر والعاقب الذي ما بعده نبي والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه والمقفي ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة وخاتم النبيين وعبد الله
قال البيهقي : وزاد بعض العلماء فقال : سماه الله في القرآن رسولا نبيا أميا شاهدا مبشرا نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ورؤوفا رحيما ومذكرا وجعله رحمة ونعمة وهاديا
وهو ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من ولد إسماعيل لا محالة على اختلاف كم أب بينهما
وهذا النسب بهذه الصفة لا خلاف فيه بين العلماء فجميع قبائل عرب الحجاز ينتمون إلى هذا النسب ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى : ؟ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ؟ [ الشورى : 23 ] : لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم
وقد روي من طرق مرسلا وموصولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ) . وهذا رواه ابن عدي عن علي بن أبي طالب وسند المرسل جيد
وثبت في ( صحيح البخاري ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه )
وفي ( صحيح مسلم ) من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )
وروى الإمام أحمد عن المطلب بن أبي وداعة قال : قال العباس :
بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس قال : فصعد المنبر فقال : ( من أنا ؟ ) . قالوا : أنت رسول الله . قال :
( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فرقتين فجلعني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ) . صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم الدين
وثبت في ( الصحيح ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) انتهى بنصه .
فهل من تقولون فيه مقالتكم الشنيعة يستحق السيادة ؟
كلا و الله و إنكم لكاذبون .
رسول الله أفضل الناس و أكرمهم عليه .
3 _ شهادة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
روى مسلم في صحيحه سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة قال فحله فجعله على منكبه فسقط مغشيا عليه قال فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا.
و قال أبو طالب عم النبي صلى الله عليه و سلم مخاطبا قريشا :
ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة يعني : الشمس عن عقيل بن أبي طالب قال : جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ؟ يؤذينا في نادينا وفي مسجدنا فانهه عن أذانا فقال : يا عقيل ! ائتني بمحمد فذهبت فأتيته به فقال : يا ابن أخي ! إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانته عن ذلك : فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ) إلى السماء فقال : ( فذكره ) قال : فقال أبوطالب : ما كذب ابن أخي فارجعوا .
قال الألباني ( حسن ) هذا إسناد حسن رجاله كلهم رجال مسلم و في يونس به بكير و طلحة ابن يحيى
كلام لا يضر .و الحديث أخرجه أبو جعفر البختري في " حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب و ابن عساكر .
وهذه شهادة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابن أخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم:
في مصنف ابن أبي شيبة قِيلَ لِلْعَبَّاسِ : أَنْتَ أَكْبَرُ ، أَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ : هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي ، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد:
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
إنه يعلم أنه ولد قبله و يقول هو أكبر مني شرفا و منزلة فسحقا لجهلة النصارى ما أشد بعدهم عن المحجة.
و هذه شهادة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يتحدث بصيغة الجمع يقول رضي الله عنه:
في صحيح السيرة النبوية:
روى البيهقي بسنده عن المغيرة بن شعبة قال :
إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل :
( يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله أدعوك إلى الله )
فقال أبو جهل : يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل علي فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء إن بني قصي قالوا : فينا الحجابة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم . ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي والله لا أفعل ..
فعدوه اللدود يعترف له بالنبوة و لكنه لم يصدقه لحسده الذي أخبر به .و كان سببا في إسلام المغيرة و معرفته الحق بحسب ما قال. أفيعرفون نسبه و ما فيه ثم لا يخبر به ؟
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في كلام طويل رواه أهل السير:
وصفتنا فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أحد أسوأ حالا منا وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات فنرى ذلك طعاما وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض ولا نلبس إلا ما غزلنا من اوبار الإبل وأشعار الغنم ديننا أن يقتل بعضنا بعضا ويغير بعضنا على بعض فإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامنا فكانت حالتنا قبل اليوم على ما ذكرت لك وبعث الله إلينا رجلا معروفا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال التي كان فيها أصدقنا واجملنا فدعانا إلى أمر فلم يجبه أحد أول من ترب له كان الخليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا وزاد ونقضنا فلم يقل شيئا إلا كان فقذف الله في قلوبنا اتباعه والتصديق له فصار فيما بيننا وبين رب العالمين...
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
أبعد المعرفة نستمع إلى اصحاب الجهل و العي و الظلمة؟
و هذه شهادة ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه :
: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقة وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله عز و جل لنوحده ونعبده .. إلخ.
هذا الكلام قاله بحضرة النجاشي و حضر أعداؤه و منهم عمرو بن العاص الذي لو ثبت ما قلتم لعاب به رسول الله صلى الله عليه و سلم في حضرة النجاشي و هو أحرص الناس على الإساءة إلى الإسلام و رسوله صلى الله عليه و سلم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين يصطفي من خلقه من يشاء .
و الصلاة و السلام على أفضل سيد ولد آدم نسبا و شرفا.
أما بعد :
فإن حقد الكفرة كالنار في الهشيم ينتشر و يمتد فياتي على الأخضر و اليابس إلا أن تُطفى. و من حقدهم تطاولهم على سيد السادة من له الريادة و أمره في زيادة كما أخبر هرقل عظيم النصارى .و تطاولهم ما هو إلا محاولات يائسة و هجومات "كاميكازية" انتحارية : ياتي بالفرية صاحبها فيفري المسلمون أوداجه .
لقد تعدى النصارى الحدود و رفعوا لسوء الأدب و الخيانة البنود فقالوا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا علاقة له بالنسب و الحسب .و أقسم بالله إني لأستحيي أن أكتب ما قالوا حياء من الله تعالى و رسوله فحاولت جاهدا ما أمكنني الوسع أن أنقل كلام المتخرصين بمعنى يسمو فوق قمامة الأنجاس و نجاسة الأرجاس.
و ردي سيكون شهادات أسوقها من القرآن الكريم و الحديث النبوي و كلام الصحابة و حتى أعداء الدين . شهادات نقطع بها الطريق على كل كافر متخرص كذاب .
و قبل البدء لا بد أن اشير إلى أمر مهم جدا و هو أن الروايات التي اعتمدها الفجرة الكفرة منطلقا لفريتهم غير ثابتة بسند صحيح .قال شعبة بن الحجاج الوردي العتكي:
لا يأتيك بالخبر الشاذ إلا الرجل الشاذ . أو كما قال رحمه الله.
1 _ شهادة الله لرسوله صلى الله عليه و سلم:
قال تعالى في سورة الفتح:
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)
هل يستقر في القلوب و العقول أن يعزر الناس و يوقروا إنسانا فيه ما قلتم؟
حاشا لله .و إن الواقع ليشهد بذلك .فتوقير الإنسان يكون بأمور منها إسلامه و إيمانه و إن انضاف إلى ذلك نسب شريف زاده ذلك شرفا و رفعة .
و قال سبحانه و تعالى في سورة الأحزاب:
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)
قال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن:
{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} وهو أب لهم، وهذه الأبوّة أبوّة دينية، وهو صلى الله عليه وسلم أرأف بأُمّته من الوالد الشفيق بأولاده، وقد قال جلَّ وعلا في رأفته ورحمته بهم: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ، وليست الأبوّة أبوّة نسب؛ كما بيّنه تعالى بقوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، ويدلّ لذلك أيضًا حديث أبي هريرة عند أبي داود والنسائي وابن ماجه: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطب بيمينه" انتهى بنصه.
فهل يرضى المسلمون أن يكون لهم والد بالوصف الذي قلتم ؟
حاشا لله.
قال أبو حيان في البحر المحيط:
وهو أب لهم ، فأقسم تعالى به وبأمته بعد أن أقسم ببلده ، مبالغة في شرفه عليه الصلاة والسلام.انتهى قوله رحمه الله بالحرف.
فإذا كان القرآن يهدم التبني مع علم الناس بوالد زيد رضي الله عنه و هو حارثة بن شراحيل رضي الله عنه و عن الصحابة أجمعين. فكيف القول فيمن تقولون فيه مقالتكم ؟
أيكون من الجور نسبة الولد غلى غير أبيه و يتتابع المسلمون على قول محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم؟
لعنة الله عليكم يا فسقة .
لعن الله الكاذبين و خيب الله ظنونكم.
2 _ شهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه:
في صحيح البخاري عن :
عن أنس أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
في صحيح السيرة النبوية:
باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف
قال الله تعالى : ؟ الله أعلم حيث يجعل رسالته ؟ [ الأنعام : 124 ]
ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان تلك الأسئلة عن صفاته عليه الصلاة والسلام قال : كيف نسبه فيكم ؟ قال : هو فينا ذو نسب . قال : كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها . يعني : في أكرمها أحسابا وأكثرها قبيلة صلوات الله عليهم أجمعين
فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة
أبو القاسم وأبو إبراهيم محمد وأحمد والماحي الذي يمحى به الكفر والعاقب الذي ما بعده نبي والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه والمقفي ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة وخاتم النبيين وعبد الله
قال البيهقي : وزاد بعض العلماء فقال : سماه الله في القرآن رسولا نبيا أميا شاهدا مبشرا نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ورؤوفا رحيما ومذكرا وجعله رحمة ونعمة وهاديا
وهو ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من ولد إسماعيل لا محالة على اختلاف كم أب بينهما
وهذا النسب بهذه الصفة لا خلاف فيه بين العلماء فجميع قبائل عرب الحجاز ينتمون إلى هذا النسب ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى : ؟ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ؟ [ الشورى : 23 ] : لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم
وقد روي من طرق مرسلا وموصولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ) . وهذا رواه ابن عدي عن علي بن أبي طالب وسند المرسل جيد
وثبت في ( صحيح البخاري ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه )
وفي ( صحيح مسلم ) من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )
وروى الإمام أحمد عن المطلب بن أبي وداعة قال : قال العباس :
بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس قال : فصعد المنبر فقال : ( من أنا ؟ ) . قالوا : أنت رسول الله . قال :
( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فرقتين فجلعني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ) . صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم الدين
وثبت في ( الصحيح ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) انتهى بنصه .
فهل من تقولون فيه مقالتكم الشنيعة يستحق السيادة ؟
كلا و الله و إنكم لكاذبون .
رسول الله أفضل الناس و أكرمهم عليه .
3 _ شهادة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
روى مسلم في صحيحه سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة قال فحله فجعله على منكبه فسقط مغشيا عليه قال فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا.
و قال أبو طالب عم النبي صلى الله عليه و سلم مخاطبا قريشا :
ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة يعني : الشمس عن عقيل بن أبي طالب قال : جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ؟ يؤذينا في نادينا وفي مسجدنا فانهه عن أذانا فقال : يا عقيل ! ائتني بمحمد فذهبت فأتيته به فقال : يا ابن أخي ! إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانته عن ذلك : فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ) إلى السماء فقال : ( فذكره ) قال : فقال أبوطالب : ما كذب ابن أخي فارجعوا .
قال الألباني ( حسن ) هذا إسناد حسن رجاله كلهم رجال مسلم و في يونس به بكير و طلحة ابن يحيى
كلام لا يضر .و الحديث أخرجه أبو جعفر البختري في " حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب و ابن عساكر .
وهذه شهادة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابن أخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم:
في مصنف ابن أبي شيبة قِيلَ لِلْعَبَّاسِ : أَنْتَ أَكْبَرُ ، أَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ : هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي ، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد:
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
إنه يعلم أنه ولد قبله و يقول هو أكبر مني شرفا و منزلة فسحقا لجهلة النصارى ما أشد بعدهم عن المحجة.
و هذه شهادة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يتحدث بصيغة الجمع يقول رضي الله عنه:
في صحيح السيرة النبوية:
روى البيهقي بسنده عن المغيرة بن شعبة قال :
إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل :
( يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله أدعوك إلى الله )
فقال أبو جهل : يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل علي فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء إن بني قصي قالوا : فينا الحجابة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم . ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي والله لا أفعل ..
فعدوه اللدود يعترف له بالنبوة و لكنه لم يصدقه لحسده الذي أخبر به .و كان سببا في إسلام المغيرة و معرفته الحق بحسب ما قال. أفيعرفون نسبه و ما فيه ثم لا يخبر به ؟
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في كلام طويل رواه أهل السير:
وصفتنا فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أحد أسوأ حالا منا وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات فنرى ذلك طعاما وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض ولا نلبس إلا ما غزلنا من اوبار الإبل وأشعار الغنم ديننا أن يقتل بعضنا بعضا ويغير بعضنا على بعض فإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامنا فكانت حالتنا قبل اليوم على ما ذكرت لك وبعث الله إلينا رجلا معروفا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال التي كان فيها أصدقنا واجملنا فدعانا إلى أمر فلم يجبه أحد أول من ترب له كان الخليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا وزاد ونقضنا فلم يقل شيئا إلا كان فقذف الله في قلوبنا اتباعه والتصديق له فصار فيما بيننا وبين رب العالمين...
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
أبعد المعرفة نستمع إلى اصحاب الجهل و العي و الظلمة؟
و هذه شهادة ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه :
: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقة وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله عز و جل لنوحده ونعبده .. إلخ.
هذا الكلام قاله بحضرة النجاشي و حضر أعداؤه و منهم عمرو بن العاص الذي لو ثبت ما قلتم لعاب به رسول الله صلى الله عليه و سلم في حضرة النجاشي و هو أحرص الناس على الإساءة إلى الإسلام و رسوله صلى الله عليه و سلم.
4 _ شهادة الأمة الإسلامية :
قال تعالى قي سورة البقرة الآية 143:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا.
قال الطبري في تفسير الآية:
يعني جل ثناؤه بقوله:"وكذلك جَعلناكم أمة وسطًا"، كما هديناكم أيّها المؤمنون بمحمد عليه والسلام وبما جاءكم به من عند الله، فخصصناكم بالتوفيق لقِبلة إبراهيم وملته، وفضلناكم بذلك على من سواكم من أهل الملل، كذلك خصصناكم ففضَّلناكم على غيركم من أهل الأديان، بأن جعلناكم أمة وسطًا.
ثم قال :
وأما"الوسَط"، فإنه في كلام العرب الخيارُ. يقال منه:"فلان وَسَطُ الحسب في قومه"، أي متوسط الحسب، إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه، و"هو وَسَطٌ في قومه، وواسطٌ. انتهى قوله بالحرف .
أفيرضى الخيار العدول أن يكون نبيهم بالوصف الذي يقول متخرصو النصارى؟
زد على ذلك أن شهادة رسول الله يوم القيامة برهان على سيادته و فضله . فالعدل في الإسلام هو الذي يلي الشهادة .
قال الدسوقي في شرحه على الشرح الكبير بعد بيان عدم قبول شهادة ابن الزنى :
لِأَنَّ ابْنَ الزِّنَا يُتَّهَمُ فِي الرَّغْبَةِ عَلَى مُشَارَكَةِ غَيْرِهِ لَهُ فِي كَوْنِهِ ابْنَ زِنًا مِثْلَهُ.
يا من تعبدون سليل الزواني و الزناة أتعمدون إلى أفضل معدن و أنقاه و أنفس جوهر و أغلاه و تقولون فيه مقالتكم قطع الله ألسنتكم .
و قال تعالى في سورة البقرة :
وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)
أفنكتم خبر مثل ما تدعون أيها الفسقة المجرمون؟
و عندنا علم ما عندكم و لا قريبا منه .إنه علم الجرح و التعديل . أفيكون الذي يؤدي لنا عن الله تعالى كما وصفتم أيها المجرمون و نرضى به حلقة في السند ؟
فإذا قلنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الله تعالى و كان بالوصف الذي قلتم حاشا و لله .
5 _ شهادة أعداء الله و رسوله لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
قال سهيل بن عمرو لرسول الله لما أرادوا توقيع صلح الحديبية:
اكتب اسمك و اسم أبيك.
فكتبوا:
هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله.
و لم يعترض سهيل بن عمرو و لا غيره.
عن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية قال : فجئته بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزلني في منزله و أقمت عنده ثم بعث إلي و قد جمع بطارقته و قال : إني سائلك عن كلام فأحب أن تفهم عني قال : قلت : هلم قال أخبرني عن صاحبك أليس هو نبي ؟ قلت : بلى هو رسول الله قال : فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها ؟ قال : فقلت : عيسى بن مريم أليس تشهد أنه رسول الله ؟ قال : بلى قلت : فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حيث رفعه الله إلى السماء الدنيا ؟ فقال لي : أنت حكيم قد جاء من عند حكيم.
قال المقوقس:
قد علمت أن نبيا قد بقي، وكنت أظن أنه يخرج من الشام، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، ووصلت الهدايا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع وقيل: سنة ثمان ولم يسلم.
و قال أيضا :
" إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى إلا عن مرغوب عنه ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه آلة النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوى ، وسأنظر.
فالمقوقس و هو نصراني يعترف لرسول الله بالنبوة و الخلق السامي و قد واتته الفرصة ليهمس في اذن حاطب بتلك المقالة الشنيعة التي تلوكها ألسنتكم لكنه لم يفعل . أنى له ذلك وهو أمام سيد الناس و خيرهم و افضلهم.
و هذه شهادة أخرى تنضاف إلى شهادة المقوقس :
في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره
أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشأم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فقال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم نسبا فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله قلت لا قال فهل كان من آبائه من ملك قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فقلت بل ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف كان قتالكم إياه قلت الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال ماذا يأمركم قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة فقال للترجمان قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و
{ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون }
قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن الناظور صاحب إيلياء وهرقل سقفا على نصارى الشأم يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال بعض بطارقته قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناظور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة قالوا ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استخبره هرقل قال اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن وسأله عن العرب فقال هم يختتنون فقال هرقل هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل.
سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها
سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها
سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها
أبو سفيان كان ينتظر فرصة ليعيب النبي صلى الله عليه و سلم و الدليل قوله في رواية أخرى:
فوالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه
لما قال له قيصر:
فهل قاتلتموه ؟ فقال أبو سفيان:قلت : نعم قال : فكيف كان قتالهم إياه ؟ قلت : يكون الحرب بيننا وبينه سجالا : يصيب منا ونصيب منه في هدنة لا ندري ما هو صانع فيها
فهل الإمبراطور و القيصر الروماني يرضى أن يغسل عن قدم من تقولون فيه مقالتكم الشنيعة.بل إنه يشهد على صفاء جوهره و نقاء معدنه يا محبي القذارة أخزاكم الله. بل إن الكذبة ليعلمون صدقه و نقاءه و لم يعب عليه انتهازي واحد لوفرة عقولهم بالمقارنة معكم .في السيرة لابن إسحاق:
كتب مسيلمة بن حبيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سلام عليك أما بعد : فإني قد أشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأمر ، ولقريش نصف الأمر ، ولكن قريش قوم يعتدون ، فقدم عليه رسولان بهذا الكتاب . فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة : » بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين.
إنها الخسة و النذالة يا عابدي سليل الزناة و الزواني .
خاتمة مقتضبة:
النصارى يعانون ألوانا من العقد و الأمراض منها عقدة الإسقاط .ربهم ابن زنى بشهادة اليهود عليه و قبوله للأمر لم يحرك ساكنا .
الفرق بيننا و بينكم أن الأعداء لم يقولوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم تصريحا أو تلميحا ما ترومون و تقصدون لكن يسوعكم قال له اليهود:
ننا لم نولد من زنا لنا اب واحد و هو الله
يوحنا 8: 41
و انظروا سلسة نسب ربكم ايها النصارى كم هي مزينة و مرصعة بنساء قال فيهن كتبة وحي ربكم بإلهام من الروح القدس إنهن بغايا كراعوث و ثامار و راحاب .
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و الصلاة و السلام على المصطفى المختار و على آله و صحابته من المهاجرين و الأنصار .
ابو أنس الصارم الصقيل
ليلة الخميس من جمادى الأولى 1431
المغرب الأقصى
الحمد لله رب العالمين يصطفي من خلقه من يشاء .
و الصلاة و السلام على أفضل سيد ولد آدم نسبا و شرفا.
أما بعد :
فإن حقد الكفرة كالنار في الهشيم ينتشر و يمتد فياتي على الأخضر و اليابس إلا أن تُطفى. و من حقدهم تطاولهم على سيد السادة من له الريادة و أمره في زيادة كما أخبر هرقل عظيم النصارى .و تطاولهم ما هو إلا محاولات يائسة و هجومات "كاميكازية" انتحارية : ياتي بالفرية صاحبها فيفري المسلمون أوداجه .
لقد تعدى النصارى الحدود و رفعوا لسوء الأدب و الخيانة البنود فقالوا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا علاقة له بالنسب و الحسب .و أقسم بالله إني لأستحيي أن أكتب ما قالوا حياء من الله تعالى و رسوله فحاولت جاهدا ما أمكنني الوسع أن أنقل كلام المتخرصين بمعنى يسمو فوق قمامة الأنجاس و نجاسة الأرجاس.
و ردي سيكون شهادات أسوقها من القرآن الكريم و الحديث النبوي و كلام الصحابة و حتى أعداء الدين . شهادات نقطع بها الطريق على كل كافر متخرص كذاب .
و قبل البدء لا بد أن اشير إلى أمر مهم جدا و هو أن الروايات التي اعتمدها الفجرة الكفرة منطلقا لفريتهم غير ثابتة بسند صحيح .قال شعبة بن الحجاج الوردي العتكي:
لا يأتيك بالخبر الشاذ إلا الرجل الشاذ . أو كما قال رحمه الله.
1 _ شهادة الله لرسوله صلى الله عليه و سلم:
قال تعالى في سورة الفتح:
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)
هل يستقر في القلوب و العقول أن يعزر الناس و يوقروا إنسانا فيه ما قلتم؟
حاشا لله .و إن الواقع ليشهد بذلك .فتوقير الإنسان يكون بأمور منها إسلامه و إيمانه و إن انضاف إلى ذلك نسب شريف زاده ذلك شرفا و رفعة .
و قال سبحانه و تعالى في سورة الأحزاب:
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)
قال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن:
{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} وهو أب لهم، وهذه الأبوّة أبوّة دينية، وهو صلى الله عليه وسلم أرأف بأُمّته من الوالد الشفيق بأولاده، وقد قال جلَّ وعلا في رأفته ورحمته بهم: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ، وليست الأبوّة أبوّة نسب؛ كما بيّنه تعالى بقوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، ويدلّ لذلك أيضًا حديث أبي هريرة عند أبي داود والنسائي وابن ماجه: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطب بيمينه" انتهى بنصه.
فهل يرضى المسلمون أن يكون لهم والد بالوصف الذي قلتم ؟
حاشا لله.
قال أبو حيان في البحر المحيط:
وهو أب لهم ، فأقسم تعالى به وبأمته بعد أن أقسم ببلده ، مبالغة في شرفه عليه الصلاة والسلام.انتهى قوله رحمه الله بالحرف.
فإذا كان القرآن يهدم التبني مع علم الناس بوالد زيد رضي الله عنه و هو حارثة بن شراحيل رضي الله عنه و عن الصحابة أجمعين. فكيف القول فيمن تقولون فيه مقالتكم ؟
أيكون من الجور نسبة الولد غلى غير أبيه و يتتابع المسلمون على قول محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم؟
لعنة الله عليكم يا فسقة .
لعن الله الكاذبين و خيب الله ظنونكم.
2 _ شهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه:
في صحيح البخاري عن :
عن أنس أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
في صحيح السيرة النبوية:
باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف
قال الله تعالى : ؟ الله أعلم حيث يجعل رسالته ؟ [ الأنعام : 124 ]
ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان تلك الأسئلة عن صفاته عليه الصلاة والسلام قال : كيف نسبه فيكم ؟ قال : هو فينا ذو نسب . قال : كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها . يعني : في أكرمها أحسابا وأكثرها قبيلة صلوات الله عليهم أجمعين
فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة
أبو القاسم وأبو إبراهيم محمد وأحمد والماحي الذي يمحى به الكفر والعاقب الذي ما بعده نبي والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه والمقفي ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة وخاتم النبيين وعبد الله
قال البيهقي : وزاد بعض العلماء فقال : سماه الله في القرآن رسولا نبيا أميا شاهدا مبشرا نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ورؤوفا رحيما ومذكرا وجعله رحمة ونعمة وهاديا
وهو ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من ولد إسماعيل لا محالة على اختلاف كم أب بينهما
وهذا النسب بهذه الصفة لا خلاف فيه بين العلماء فجميع قبائل عرب الحجاز ينتمون إلى هذا النسب ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى : ؟ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ؟ [ الشورى : 23 ] : لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم
وقد روي من طرق مرسلا وموصولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ) . وهذا رواه ابن عدي عن علي بن أبي طالب وسند المرسل جيد
وثبت في ( صحيح البخاري ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه )
وفي ( صحيح مسلم ) من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )
وروى الإمام أحمد عن المطلب بن أبي وداعة قال : قال العباس :
بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس قال : فصعد المنبر فقال : ( من أنا ؟ ) . قالوا : أنت رسول الله . قال :
( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فرقتين فجلعني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ) . صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم الدين
وثبت في ( الصحيح ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) انتهى بنصه .
فهل من تقولون فيه مقالتكم الشنيعة يستحق السيادة ؟
كلا و الله و إنكم لكاذبون .
رسول الله أفضل الناس و أكرمهم عليه .
3 _ شهادة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
روى مسلم في صحيحه سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة قال فحله فجعله على منكبه فسقط مغشيا عليه قال فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا.
و قال أبو طالب عم النبي صلى الله عليه و سلم مخاطبا قريشا :
ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة يعني : الشمس عن عقيل بن أبي طالب قال : جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ؟ يؤذينا في نادينا وفي مسجدنا فانهه عن أذانا فقال : يا عقيل ! ائتني بمحمد فذهبت فأتيته به فقال : يا ابن أخي ! إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانته عن ذلك : فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ) إلى السماء فقال : ( فذكره ) قال : فقال أبوطالب : ما كذب ابن أخي فارجعوا .
قال الألباني ( حسن ) هذا إسناد حسن رجاله كلهم رجال مسلم و في يونس به بكير و طلحة ابن يحيى
كلام لا يضر .و الحديث أخرجه أبو جعفر البختري في " حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب و ابن عساكر .
وهذه شهادة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابن أخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم:
في مصنف ابن أبي شيبة قِيلَ لِلْعَبَّاسِ : أَنْتَ أَكْبَرُ ، أَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ : هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي ، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد:
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
إنه يعلم أنه ولد قبله و يقول هو أكبر مني شرفا و منزلة فسحقا لجهلة النصارى ما أشد بعدهم عن المحجة.
و هذه شهادة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يتحدث بصيغة الجمع يقول رضي الله عنه:
في صحيح السيرة النبوية:
روى البيهقي بسنده عن المغيرة بن شعبة قال :
إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل :
( يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله أدعوك إلى الله )
فقال أبو جهل : يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل علي فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء إن بني قصي قالوا : فينا الحجابة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم . ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي والله لا أفعل ..
فعدوه اللدود يعترف له بالنبوة و لكنه لم يصدقه لحسده الذي أخبر به .و كان سببا في إسلام المغيرة و معرفته الحق بحسب ما قال. أفيعرفون نسبه و ما فيه ثم لا يخبر به ؟
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في كلام طويل رواه أهل السير:
وصفتنا فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أحد أسوأ حالا منا وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات فنرى ذلك طعاما وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض ولا نلبس إلا ما غزلنا من اوبار الإبل وأشعار الغنم ديننا أن يقتل بعضنا بعضا ويغير بعضنا على بعض فإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامنا فكانت حالتنا قبل اليوم على ما ذكرت لك وبعث الله إلينا رجلا معروفا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال التي كان فيها أصدقنا واجملنا فدعانا إلى أمر فلم يجبه أحد أول من ترب له كان الخليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا وزاد ونقضنا فلم يقل شيئا إلا كان فقذف الله في قلوبنا اتباعه والتصديق له فصار فيما بيننا وبين رب العالمين...
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
أبعد المعرفة نستمع إلى اصحاب الجهل و العي و الظلمة؟
و هذه شهادة ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه :
: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقة وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله عز و جل لنوحده ونعبده .. إلخ.
هذا الكلام قاله بحضرة النجاشي و حضر أعداؤه و منهم عمرو بن العاص الذي لو ثبت ما قلتم لعاب به رسول الله صلى الله عليه و سلم في حضرة النجاشي و هو أحرص الناس على الإساءة إلى الإسلام و رسوله صلى الله عليه و سلم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين يصطفي من خلقه من يشاء .
و الصلاة و السلام على أفضل سيد ولد آدم نسبا و شرفا.
أما بعد :
فإن حقد الكفرة كالنار في الهشيم ينتشر و يمتد فياتي على الأخضر و اليابس إلا أن تُطفى. و من حقدهم تطاولهم على سيد السادة من له الريادة و أمره في زيادة كما أخبر هرقل عظيم النصارى .و تطاولهم ما هو إلا محاولات يائسة و هجومات "كاميكازية" انتحارية : ياتي بالفرية صاحبها فيفري المسلمون أوداجه .
لقد تعدى النصارى الحدود و رفعوا لسوء الأدب و الخيانة البنود فقالوا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا علاقة له بالنسب و الحسب .و أقسم بالله إني لأستحيي أن أكتب ما قالوا حياء من الله تعالى و رسوله فحاولت جاهدا ما أمكنني الوسع أن أنقل كلام المتخرصين بمعنى يسمو فوق قمامة الأنجاس و نجاسة الأرجاس.
و ردي سيكون شهادات أسوقها من القرآن الكريم و الحديث النبوي و كلام الصحابة و حتى أعداء الدين . شهادات نقطع بها الطريق على كل كافر متخرص كذاب .
و قبل البدء لا بد أن اشير إلى أمر مهم جدا و هو أن الروايات التي اعتمدها الفجرة الكفرة منطلقا لفريتهم غير ثابتة بسند صحيح .قال شعبة بن الحجاج الوردي العتكي:
لا يأتيك بالخبر الشاذ إلا الرجل الشاذ . أو كما قال رحمه الله.
1 _ شهادة الله لرسوله صلى الله عليه و سلم:
قال تعالى في سورة الفتح:
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)
هل يستقر في القلوب و العقول أن يعزر الناس و يوقروا إنسانا فيه ما قلتم؟
حاشا لله .و إن الواقع ليشهد بذلك .فتوقير الإنسان يكون بأمور منها إسلامه و إيمانه و إن انضاف إلى ذلك نسب شريف زاده ذلك شرفا و رفعة .
و قال سبحانه و تعالى في سورة الأحزاب:
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)
قال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن:
{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} وهو أب لهم، وهذه الأبوّة أبوّة دينية، وهو صلى الله عليه وسلم أرأف بأُمّته من الوالد الشفيق بأولاده، وقد قال جلَّ وعلا في رأفته ورحمته بهم: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ، وليست الأبوّة أبوّة نسب؛ كما بيّنه تعالى بقوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، ويدلّ لذلك أيضًا حديث أبي هريرة عند أبي داود والنسائي وابن ماجه: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطب بيمينه" انتهى بنصه.
فهل يرضى المسلمون أن يكون لهم والد بالوصف الذي قلتم ؟
حاشا لله.
قال أبو حيان في البحر المحيط:
وهو أب لهم ، فأقسم تعالى به وبأمته بعد أن أقسم ببلده ، مبالغة في شرفه عليه الصلاة والسلام.انتهى قوله رحمه الله بالحرف.
فإذا كان القرآن يهدم التبني مع علم الناس بوالد زيد رضي الله عنه و هو حارثة بن شراحيل رضي الله عنه و عن الصحابة أجمعين. فكيف القول فيمن تقولون فيه مقالتكم ؟
أيكون من الجور نسبة الولد غلى غير أبيه و يتتابع المسلمون على قول محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم؟
لعنة الله عليكم يا فسقة .
لعن الله الكاذبين و خيب الله ظنونكم.
2 _ شهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه:
في صحيح البخاري عن :
عن أنس أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
في صحيح السيرة النبوية:
باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف
قال الله تعالى : ؟ الله أعلم حيث يجعل رسالته ؟ [ الأنعام : 124 ]
ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان تلك الأسئلة عن صفاته عليه الصلاة والسلام قال : كيف نسبه فيكم ؟ قال : هو فينا ذو نسب . قال : كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها . يعني : في أكرمها أحسابا وأكثرها قبيلة صلوات الله عليهم أجمعين
فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة
أبو القاسم وأبو إبراهيم محمد وأحمد والماحي الذي يمحى به الكفر والعاقب الذي ما بعده نبي والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه والمقفي ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة وخاتم النبيين وعبد الله
قال البيهقي : وزاد بعض العلماء فقال : سماه الله في القرآن رسولا نبيا أميا شاهدا مبشرا نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ورؤوفا رحيما ومذكرا وجعله رحمة ونعمة وهاديا
وهو ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من ولد إسماعيل لا محالة على اختلاف كم أب بينهما
وهذا النسب بهذه الصفة لا خلاف فيه بين العلماء فجميع قبائل عرب الحجاز ينتمون إلى هذا النسب ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى : ؟ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ؟ [ الشورى : 23 ] : لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم
وقد روي من طرق مرسلا وموصولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ) . وهذا رواه ابن عدي عن علي بن أبي طالب وسند المرسل جيد
وثبت في ( صحيح البخاري ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه )
وفي ( صحيح مسلم ) من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )
وروى الإمام أحمد عن المطلب بن أبي وداعة قال : قال العباس :
بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس قال : فصعد المنبر فقال : ( من أنا ؟ ) . قالوا : أنت رسول الله . قال :
( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فرقتين فجلعني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ) . صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم الدين
وثبت في ( الصحيح ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) انتهى بنصه .
فهل من تقولون فيه مقالتكم الشنيعة يستحق السيادة ؟
كلا و الله و إنكم لكاذبون .
رسول الله أفضل الناس و أكرمهم عليه .
3 _ شهادة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
روى مسلم في صحيحه سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة قال فحله فجعله على منكبه فسقط مغشيا عليه قال فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا.
و قال أبو طالب عم النبي صلى الله عليه و سلم مخاطبا قريشا :
ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة يعني : الشمس عن عقيل بن أبي طالب قال : جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ؟ يؤذينا في نادينا وفي مسجدنا فانهه عن أذانا فقال : يا عقيل ! ائتني بمحمد فذهبت فأتيته به فقال : يا ابن أخي ! إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانته عن ذلك : فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ) إلى السماء فقال : ( فذكره ) قال : فقال أبوطالب : ما كذب ابن أخي فارجعوا .
قال الألباني ( حسن ) هذا إسناد حسن رجاله كلهم رجال مسلم و في يونس به بكير و طلحة ابن يحيى
كلام لا يضر .و الحديث أخرجه أبو جعفر البختري في " حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب و ابن عساكر .
وهذه شهادة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابن أخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم:
في مصنف ابن أبي شيبة قِيلَ لِلْعَبَّاسِ : أَنْتَ أَكْبَرُ ، أَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ : هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي ، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد:
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
إنه يعلم أنه ولد قبله و يقول هو أكبر مني شرفا و منزلة فسحقا لجهلة النصارى ما أشد بعدهم عن المحجة.
و هذه شهادة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يتحدث بصيغة الجمع يقول رضي الله عنه:
في صحيح السيرة النبوية:
روى البيهقي بسنده عن المغيرة بن شعبة قال :
إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل :
( يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله أدعوك إلى الله )
فقال أبو جهل : يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل علي فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء إن بني قصي قالوا : فينا الحجابة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم . ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي والله لا أفعل ..
فعدوه اللدود يعترف له بالنبوة و لكنه لم يصدقه لحسده الذي أخبر به .و كان سببا في إسلام المغيرة و معرفته الحق بحسب ما قال. أفيعرفون نسبه و ما فيه ثم لا يخبر به ؟
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في كلام طويل رواه أهل السير:
وصفتنا فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أحد أسوأ حالا منا وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات فنرى ذلك طعاما وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض ولا نلبس إلا ما غزلنا من اوبار الإبل وأشعار الغنم ديننا أن يقتل بعضنا بعضا ويغير بعضنا على بعض فإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامنا فكانت حالتنا قبل اليوم على ما ذكرت لك وبعث الله إلينا رجلا معروفا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال التي كان فيها أصدقنا واجملنا فدعانا إلى أمر فلم يجبه أحد أول من ترب له كان الخليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا وزاد ونقضنا فلم يقل شيئا إلا كان فقذف الله في قلوبنا اتباعه والتصديق له فصار فيما بيننا وبين رب العالمين...
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير احسابنا وبيته اعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال
أبعد المعرفة نستمع إلى اصحاب الجهل و العي و الظلمة؟
و هذه شهادة ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه :
: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقة وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله عز و جل لنوحده ونعبده .. إلخ.
هذا الكلام قاله بحضرة النجاشي و حضر أعداؤه و منهم عمرو بن العاص الذي لو ثبت ما قلتم لعاب به رسول الله صلى الله عليه و سلم في حضرة النجاشي و هو أحرص الناس على الإساءة إلى الإسلام و رسوله صلى الله عليه و سلم.
4 _ شهادة الأمة الإسلامية :
قال تعالى قي سورة البقرة الآية 143:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا.
قال الطبري في تفسير الآية:
يعني جل ثناؤه بقوله:"وكذلك جَعلناكم أمة وسطًا"، كما هديناكم أيّها المؤمنون بمحمد عليه والسلام وبما جاءكم به من عند الله، فخصصناكم بالتوفيق لقِبلة إبراهيم وملته، وفضلناكم بذلك على من سواكم من أهل الملل، كذلك خصصناكم ففضَّلناكم على غيركم من أهل الأديان، بأن جعلناكم أمة وسطًا.
ثم قال :
وأما"الوسَط"، فإنه في كلام العرب الخيارُ. يقال منه:"فلان وَسَطُ الحسب في قومه"، أي متوسط الحسب، إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه، و"هو وَسَطٌ في قومه، وواسطٌ. انتهى قوله بالحرف .
أفيرضى الخيار العدول أن يكون نبيهم بالوصف الذي يقول متخرصو النصارى؟
زد على ذلك أن شهادة رسول الله يوم القيامة برهان على سيادته و فضله . فالعدل في الإسلام هو الذي يلي الشهادة .
قال الدسوقي في شرحه على الشرح الكبير بعد بيان عدم قبول شهادة ابن الزنى :
لِأَنَّ ابْنَ الزِّنَا يُتَّهَمُ فِي الرَّغْبَةِ عَلَى مُشَارَكَةِ غَيْرِهِ لَهُ فِي كَوْنِهِ ابْنَ زِنًا مِثْلَهُ.
يا من تعبدون سليل الزواني و الزناة أتعمدون إلى أفضل معدن و أنقاه و أنفس جوهر و أغلاه و تقولون فيه مقالتكم قطع الله ألسنتكم .
و قال تعالى في سورة البقرة :
وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)
أفنكتم خبر مثل ما تدعون أيها الفسقة المجرمون؟
و عندنا علم ما عندكم و لا قريبا منه .إنه علم الجرح و التعديل . أفيكون الذي يؤدي لنا عن الله تعالى كما وصفتم أيها المجرمون و نرضى به حلقة في السند ؟
فإذا قلنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الله تعالى و كان بالوصف الذي قلتم حاشا و لله .
5 _ شهادة أعداء الله و رسوله لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
قال سهيل بن عمرو لرسول الله لما أرادوا توقيع صلح الحديبية:
اكتب اسمك و اسم أبيك.
فكتبوا:
هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله.
و لم يعترض سهيل بن عمرو و لا غيره.
عن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية قال : فجئته بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزلني في منزله و أقمت عنده ثم بعث إلي و قد جمع بطارقته و قال : إني سائلك عن كلام فأحب أن تفهم عني قال : قلت : هلم قال أخبرني عن صاحبك أليس هو نبي ؟ قلت : بلى هو رسول الله قال : فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها ؟ قال : فقلت : عيسى بن مريم أليس تشهد أنه رسول الله ؟ قال : بلى قلت : فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حيث رفعه الله إلى السماء الدنيا ؟ فقال لي : أنت حكيم قد جاء من عند حكيم.
قال المقوقس:
قد علمت أن نبيا قد بقي، وكنت أظن أنه يخرج من الشام، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، ووصلت الهدايا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع وقيل: سنة ثمان ولم يسلم.
و قال أيضا :
" إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى إلا عن مرغوب عنه ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه آلة النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوى ، وسأنظر.
فالمقوقس و هو نصراني يعترف لرسول الله بالنبوة و الخلق السامي و قد واتته الفرصة ليهمس في اذن حاطب بتلك المقالة الشنيعة التي تلوكها ألسنتكم لكنه لم يفعل . أنى له ذلك وهو أمام سيد الناس و خيرهم و افضلهم.
و هذه شهادة أخرى تنضاف إلى شهادة المقوقس :
في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره
أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشأم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فقال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم نسبا فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله قلت لا قال فهل كان من آبائه من ملك قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فقلت بل ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف كان قتالكم إياه قلت الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال ماذا يأمركم قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة فقال للترجمان قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و
{ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون }
قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن الناظور صاحب إيلياء وهرقل سقفا على نصارى الشأم يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال بعض بطارقته قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناظور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة قالوا ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استخبره هرقل قال اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن وسأله عن العرب فقال هم يختتنون فقال هرقل هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل.
سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها
سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها
سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها
أبو سفيان كان ينتظر فرصة ليعيب النبي صلى الله عليه و سلم و الدليل قوله في رواية أخرى:
فوالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه
لما قال له قيصر:
فهل قاتلتموه ؟ فقال أبو سفيان:قلت : نعم قال : فكيف كان قتالهم إياه ؟ قلت : يكون الحرب بيننا وبينه سجالا : يصيب منا ونصيب منه في هدنة لا ندري ما هو صانع فيها
فهل الإمبراطور و القيصر الروماني يرضى أن يغسل عن قدم من تقولون فيه مقالتكم الشنيعة.بل إنه يشهد على صفاء جوهره و نقاء معدنه يا محبي القذارة أخزاكم الله. بل إن الكذبة ليعلمون صدقه و نقاءه و لم يعب عليه انتهازي واحد لوفرة عقولهم بالمقارنة معكم .في السيرة لابن إسحاق:
كتب مسيلمة بن حبيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سلام عليك أما بعد : فإني قد أشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأمر ، ولقريش نصف الأمر ، ولكن قريش قوم يعتدون ، فقدم عليه رسولان بهذا الكتاب . فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة : » بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين.
إنها الخسة و النذالة يا عابدي سليل الزناة و الزواني .
خاتمة مقتضبة:
النصارى يعانون ألوانا من العقد و الأمراض منها عقدة الإسقاط .ربهم ابن زنى بشهادة اليهود عليه و قبوله للأمر لم يحرك ساكنا .
الفرق بيننا و بينكم أن الأعداء لم يقولوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم تصريحا أو تلميحا ما ترومون و تقصدون لكن يسوعكم قال له اليهود:
ننا لم نولد من زنا لنا اب واحد و هو الله
يوحنا 8: 41
و انظروا سلسة نسب ربكم ايها النصارى كم هي مزينة و مرصعة بنساء قال فيهن كتبة وحي ربكم بإلهام من الروح القدس إنهن بغايا كراعوث و ثامار و راحاب .
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و الصلاة و السلام على المصطفى المختار و على آله و صحابته من المهاجرين و الأنصار .
ابو أنس الصارم الصقيل
ليلة الخميس من جمادى الأولى 1431
المغرب الأقصى