أمير درنة
2010-05-07, 02:43 AM
رفض فكرة أن محمد مؤلف القرآن
أما الوجه الثاني من الشُبه الذي يقول بأن محمد -صلوات ربي وسلامه عليه- هو المؤلف الوحيد للقرآن الكريم بعد أن أتم دراسة الكتب السماوية السابقة تحت يد الراهب بحيرا وأنه تلقى هذا العلم عندما كان هب للتجارة إلى الشام حتى بلغ عمره الأربعون سنة وعندها أدعى النبوة بعد أن أتم علمه
هذا ما يقولونه في حق رسول الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- أما نحن كمسلمون فنقول بأن القران الكريم من عند الله -عز وجل- وسأثبت هذا إن شاء الله فهناك أسباب كثيرة واضحة تدل على أن القرآن الكريم هو ليس من عند محمد -صلى اللّه عليه وسلم- ولمعرفة أهم الأسباب سأدعك أخي القارئ تجيب على هذه التساؤلات:-
1- لماذا توجد كلمة "قل" في القرآن الكريم؟
2- لماذا لم تُدمج الأحاديث النبوية مع القران الكريم؟
3- لماذا يعاتب المؤلف نفسه؟
4- لماذا لم يذكر المؤلف أسماء بعض أحب أصدقائه المقربين تكريما لهم ؟
5- هل هذا كلام بشري؟
وسنجيب عن هذه التساؤلات بالتفصيل
أولاً : لماذا توجد كلمة "قل" في القرآن الكريم؟
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} "سورة التوبة الآية 105"
{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} "سورة التغابن الآية 7"
{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} "سورة الأحزاب الآية 63"
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} "سورة المؤمنون الآية 85"
{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} "سورة يونس الآية 34"
لماذا توجد كلمة قل في القرآن الكريم لو كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من ألف القران الكريم لما وضع كلمة "قل" في الآيات الموجهة إليه مباشرة فمثلا في المثال الأول لو كنت مكانه لقلت ( اعملوا فسيرى الله عملكم ) وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن الله هو من يلقن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول له في تفسير الآية ( يا محمد قل للناس أن يعملوا ما شاءوا فاني سأحاسبهم بأعمالهم ).
فلماذا يتعب محمد -صلى الله عليه وسلم- نفسه بكلمة قل إلا إن كان ما يقوله فعلا من عند الله
ثانياً : لماذا لم تُدمج الأحاديث النبوية مع القران الكريم؟
لماذا لم يتم دمج الأحاديث النبوية مع القران الكريم في كتاب واحد مادام النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو من ألف القران الكريم بل أننا نجد أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد منع بعض الصحابة في أول أمر الدعوة من كتابة الأحاديث النبوية حتى لا تختلط بالقرآن الكريم ثم بعد استيعاب الصحابة تماماً لأمر الدين أمرهم بتدوين الأحاديث
فلماذا يُشغِل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أمره بموضوع الاختلاط بين القرآن الكريم والأحاديث المطهرة إلا إذا كان مصدر القرآن الكريم يختلف تماما عن الأحاديث النبوية التي ينطق بها سيد البرية محمد -صلوات ربي وسلامه عليه-
فلو اطلعنا على العهد الجديد من الكتاب المقدس على سبيل المثال لرأينا انه سيرة متكاملة عن أقوال وأفعال السيد المسيح ولكن القرآن الكريم منعزل تماما عن أقوال وأفعال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- "السنة" وحتى الآيات التي تتحدث عن النبي فهي تتحدث إما عن حديث الله للرسول وعن قومه وإعطائه العقائد والتشريعات للدين الإسلامي أو تتحدث عن أمور قد حدثت مع النبي وقومه لإعطاء العبر لما يليهم من أقوام وهي كما قلنا منفصلة تماماً عن الأحاديث النبوية.
ثالثاً : لماذا يعاتب المؤلف نفسه؟
لماذا يعاتب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نفسه في القرآن الكريم إذا كان هو من ألفه؟
فقد جاء في القرآن الكريم في سورة عبس {عَبَسَ وَتَوَلَّى 1 أَن جَاءهُ الْأَعْمَى 2 وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى 3 أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى 4 أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى 5 فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى 6 وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى 7 وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى 8 وَهُوَ يَخْشَى 9 فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى 10 كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ 11} "سورة عبس"
وجاءت هذه السورة لعتاب الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم فقد قال فيها الله بأن الرسول ظهر التغير والعبوس في وجهه الكريم, وأعرض لأجل أن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم جاءه مسترشدا, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم منشغلا بدعوة كبار قريش إلى الإسلام.وقال له ربه وأيُّ شيء يجعلك عالمًا بحقيقة أمره؟ لعله بسؤاله تزكو نفسه وتطهر, أو يحصل له المزيد من الاعتبار والازدجار أما مَن استغنى عن هديك, فأنت تتعرض له وتصغي لكلامه, وأي شيء عليك ألا يتطهر من كفره؟ وأمَّا من كان حريصا على لقائك, وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد, فأنت عنه تتشاغل. ليس الأمر كما فعلت أيها الرسول, إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ.
فلا يوجد أي شخص يكتب كتابا ويعاتب نفسه في ذلك الكتاب عتاباً شديداً مثل ما هو موجود سورة عبس وحتى لو سلمنا جدلا انه ( النبي ) هو من وضع هذه الآية فلماذا يأتي بصيغة المجهول، يعني لو كنت مكانه لقلت ( عبست وتوليت )وهكذا إلى تتمة السورة.
وجاء في الحق سبحانه وتعالى في سورة الحاقة مخاطباً نبينا الكريم قائلا {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ "44" لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ "45" ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ "46" فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ "47"} سورة الحاقة
في هذه الآية وعيد من الله -عز وجل- إلى نبيه الكريم بأنه إذا تقول على الله بعض الأقاويل سينتقم منه ويأخذ باليمين, ثم ليقطع منه نياط قلبه,"هو عرق متصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه" ولا يقدر أحد منكم أن يحجز عنه عقابنا.
وكذلك في سورة الأحزاب {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ....} "سورة الأحزاب الآية 37"
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} "سورة التحريم الآية 1"
فأي مؤلف هذا الذي يقول كل هذا الكلام في حقه؟؟؟
كما أن القرآن الكريم كان كثيرا ما يخاف النبي في قراراته الشخصية بل ويوافق على رأي عمر بن الخطاب تارة أخرى مقابل رأي النبي كما حصل في أمر أسرى بدر فقد رأى رسول الله وأبو بكر الصديق أن يقبلوا الدية مقابل الأسرى فخالفهم عمر بن الخطاب في ذلك ورأى أن يقتلهم والغريب جاء القرآن موافقا لقرار عمر وليس كما رأى النبي {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} "سورة الأنفال الآية 67"
وكذاك حصل الأمر ذاته في موضوع صلاة النبي على أحد موتى المنافقين " عبد الله بن أبي بن سلول " فحاول عمر منعه ولكن النبي أصر على الصلاة وجاء القرآن معاتباً لرسوله {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} "سورة التوبة الآية 84"
فهل يعقل بعد كل هذا يأتي شخص ويقول بأن محمد -صلى الله عليه وسلم- هو مؤلف القرآن؟؟؟؟
رابعاً : لماذا لم يذكر المؤلف أسماء بعض أحب أصدقائه المقربين تكريما لهم ؟
لماذا لم يذكر المؤلف أسماء بعض أحب أصدقائه المقربين تكريما لهممثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضوان الله عليهم- ولكن لم يأتي ذكر أي من هؤلاء في القران مع أنهم أعز أصدقاء للنبي وهم من ساندوه في رسالته الشريفة فلما لم يذكر أحد منهم فيشرفهم بذلك؟ أليس غريبا أن يؤلف هذا القرآن بأكمله دون أن يستطيع أن يضيف بعدة أسماء ؟ إلا أن كان مؤلفه غير محمد -صلوات ربي وسلامه عليه-
خامساً : هل هذا كلام بشري؟
سنناقش هذه الفقرة بكامل تفاصيلها الدقيقة في فصل الأعجاز العلمي في القرآن الكريم
أما الوجه الثاني من الشُبه الذي يقول بأن محمد -صلوات ربي وسلامه عليه- هو المؤلف الوحيد للقرآن الكريم بعد أن أتم دراسة الكتب السماوية السابقة تحت يد الراهب بحيرا وأنه تلقى هذا العلم عندما كان هب للتجارة إلى الشام حتى بلغ عمره الأربعون سنة وعندها أدعى النبوة بعد أن أتم علمه
هذا ما يقولونه في حق رسول الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- أما نحن كمسلمون فنقول بأن القران الكريم من عند الله -عز وجل- وسأثبت هذا إن شاء الله فهناك أسباب كثيرة واضحة تدل على أن القرآن الكريم هو ليس من عند محمد -صلى اللّه عليه وسلم- ولمعرفة أهم الأسباب سأدعك أخي القارئ تجيب على هذه التساؤلات:-
1- لماذا توجد كلمة "قل" في القرآن الكريم؟
2- لماذا لم تُدمج الأحاديث النبوية مع القران الكريم؟
3- لماذا يعاتب المؤلف نفسه؟
4- لماذا لم يذكر المؤلف أسماء بعض أحب أصدقائه المقربين تكريما لهم ؟
5- هل هذا كلام بشري؟
وسنجيب عن هذه التساؤلات بالتفصيل
أولاً : لماذا توجد كلمة "قل" في القرآن الكريم؟
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} "سورة التوبة الآية 105"
{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} "سورة التغابن الآية 7"
{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} "سورة الأحزاب الآية 63"
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} "سورة المؤمنون الآية 85"
{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} "سورة يونس الآية 34"
لماذا توجد كلمة قل في القرآن الكريم لو كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من ألف القران الكريم لما وضع كلمة "قل" في الآيات الموجهة إليه مباشرة فمثلا في المثال الأول لو كنت مكانه لقلت ( اعملوا فسيرى الله عملكم ) وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن الله هو من يلقن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول له في تفسير الآية ( يا محمد قل للناس أن يعملوا ما شاءوا فاني سأحاسبهم بأعمالهم ).
فلماذا يتعب محمد -صلى الله عليه وسلم- نفسه بكلمة قل إلا إن كان ما يقوله فعلا من عند الله
ثانياً : لماذا لم تُدمج الأحاديث النبوية مع القران الكريم؟
لماذا لم يتم دمج الأحاديث النبوية مع القران الكريم في كتاب واحد مادام النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو من ألف القران الكريم بل أننا نجد أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد منع بعض الصحابة في أول أمر الدعوة من كتابة الأحاديث النبوية حتى لا تختلط بالقرآن الكريم ثم بعد استيعاب الصحابة تماماً لأمر الدين أمرهم بتدوين الأحاديث
فلماذا يُشغِل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أمره بموضوع الاختلاط بين القرآن الكريم والأحاديث المطهرة إلا إذا كان مصدر القرآن الكريم يختلف تماما عن الأحاديث النبوية التي ينطق بها سيد البرية محمد -صلوات ربي وسلامه عليه-
فلو اطلعنا على العهد الجديد من الكتاب المقدس على سبيل المثال لرأينا انه سيرة متكاملة عن أقوال وأفعال السيد المسيح ولكن القرآن الكريم منعزل تماما عن أقوال وأفعال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- "السنة" وحتى الآيات التي تتحدث عن النبي فهي تتحدث إما عن حديث الله للرسول وعن قومه وإعطائه العقائد والتشريعات للدين الإسلامي أو تتحدث عن أمور قد حدثت مع النبي وقومه لإعطاء العبر لما يليهم من أقوام وهي كما قلنا منفصلة تماماً عن الأحاديث النبوية.
ثالثاً : لماذا يعاتب المؤلف نفسه؟
لماذا يعاتب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نفسه في القرآن الكريم إذا كان هو من ألفه؟
فقد جاء في القرآن الكريم في سورة عبس {عَبَسَ وَتَوَلَّى 1 أَن جَاءهُ الْأَعْمَى 2 وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى 3 أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى 4 أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى 5 فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى 6 وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى 7 وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى 8 وَهُوَ يَخْشَى 9 فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى 10 كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ 11} "سورة عبس"
وجاءت هذه السورة لعتاب الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم فقد قال فيها الله بأن الرسول ظهر التغير والعبوس في وجهه الكريم, وأعرض لأجل أن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم جاءه مسترشدا, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم منشغلا بدعوة كبار قريش إلى الإسلام.وقال له ربه وأيُّ شيء يجعلك عالمًا بحقيقة أمره؟ لعله بسؤاله تزكو نفسه وتطهر, أو يحصل له المزيد من الاعتبار والازدجار أما مَن استغنى عن هديك, فأنت تتعرض له وتصغي لكلامه, وأي شيء عليك ألا يتطهر من كفره؟ وأمَّا من كان حريصا على لقائك, وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد, فأنت عنه تتشاغل. ليس الأمر كما فعلت أيها الرسول, إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ.
فلا يوجد أي شخص يكتب كتابا ويعاتب نفسه في ذلك الكتاب عتاباً شديداً مثل ما هو موجود سورة عبس وحتى لو سلمنا جدلا انه ( النبي ) هو من وضع هذه الآية فلماذا يأتي بصيغة المجهول، يعني لو كنت مكانه لقلت ( عبست وتوليت )وهكذا إلى تتمة السورة.
وجاء في الحق سبحانه وتعالى في سورة الحاقة مخاطباً نبينا الكريم قائلا {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ "44" لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ "45" ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ "46" فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ "47"} سورة الحاقة
في هذه الآية وعيد من الله -عز وجل- إلى نبيه الكريم بأنه إذا تقول على الله بعض الأقاويل سينتقم منه ويأخذ باليمين, ثم ليقطع منه نياط قلبه,"هو عرق متصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه" ولا يقدر أحد منكم أن يحجز عنه عقابنا.
وكذلك في سورة الأحزاب {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ....} "سورة الأحزاب الآية 37"
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} "سورة التحريم الآية 1"
فأي مؤلف هذا الذي يقول كل هذا الكلام في حقه؟؟؟
كما أن القرآن الكريم كان كثيرا ما يخاف النبي في قراراته الشخصية بل ويوافق على رأي عمر بن الخطاب تارة أخرى مقابل رأي النبي كما حصل في أمر أسرى بدر فقد رأى رسول الله وأبو بكر الصديق أن يقبلوا الدية مقابل الأسرى فخالفهم عمر بن الخطاب في ذلك ورأى أن يقتلهم والغريب جاء القرآن موافقا لقرار عمر وليس كما رأى النبي {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} "سورة الأنفال الآية 67"
وكذاك حصل الأمر ذاته في موضوع صلاة النبي على أحد موتى المنافقين " عبد الله بن أبي بن سلول " فحاول عمر منعه ولكن النبي أصر على الصلاة وجاء القرآن معاتباً لرسوله {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} "سورة التوبة الآية 84"
فهل يعقل بعد كل هذا يأتي شخص ويقول بأن محمد -صلى الله عليه وسلم- هو مؤلف القرآن؟؟؟؟
رابعاً : لماذا لم يذكر المؤلف أسماء بعض أحب أصدقائه المقربين تكريما لهم ؟
لماذا لم يذكر المؤلف أسماء بعض أحب أصدقائه المقربين تكريما لهممثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضوان الله عليهم- ولكن لم يأتي ذكر أي من هؤلاء في القران مع أنهم أعز أصدقاء للنبي وهم من ساندوه في رسالته الشريفة فلما لم يذكر أحد منهم فيشرفهم بذلك؟ أليس غريبا أن يؤلف هذا القرآن بأكمله دون أن يستطيع أن يضيف بعدة أسماء ؟ إلا أن كان مؤلفه غير محمد -صلوات ربي وسلامه عليه-
خامساً : هل هذا كلام بشري؟
سنناقش هذه الفقرة بكامل تفاصيلها الدقيقة في فصل الأعجاز العلمي في القرآن الكريم