جــواد
2008-02-06, 04:42 PM
ياعائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله رواه مسلم
يعد النخيل من أقدم النباتات التي عرفها الانسان وتعايش معها وعرف أسرارها حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس منذ بداية الحياة على البسيطة وحتى عهدنا هذا لازالت النخلة تحافظ على مكانتها الشامخة في حياة الانسان ..
ومن ينظر إلى النخلة وخلقها الباسق العجيب لا يملك الا ان يسبح الله ويحمده متفكراً في عظمة الخالق وجمال المخلوق ..
قال تعالى: {والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج} سورة ق الآيتان ( 10- 11 ).
النخلة هي تلك الشجرة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من سورة وفي أكثر من آية ولقد تعدد ذكرها في أكثر من عشرين آية ومن ست عشرة سورة، وكما يطلق عليها فهي شجرة الأديان السماوية وهي الشجرة المباركة والكلمة الطيبة كما وصفها الله تعالى ورسوله الكريم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه وتعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} قال عليه السلام: "هي النخلة" وقال عليه السلام: في الشجرة الخبيثة هي "الحنظل "..
ولقد احتلت النخلة مكانة كبرى بين زميلاتها في المملكة النباتية فالنخلة من أقدم الأشجار التي عرفها الانسان فيالها من شجرة اذا رأيتها رأيت فيها الاباء والشمم وصدق القائل :
الدار واسعة والنخل شارعة
والبيض يرفلن في القسى كالبرد
فيها القناعة وفيها الزهد وفيها الشبع وفيها الارتواء والراحة والخلود لقوله تعالى: {فكلي واشربي وقري عيناً }.
وشجر نخيل التمر موجود في الجزيرة العربية قبل فجر التاريخ واتخذه العرب مادة أساسية لعاداتهم قد تحدثوا عن النخيل وتمره باسهاب في نثرهم وشعرهم، ويقال إن النخيل وجد في تاروت أو دارين في منطقة الاحساء بالسعودية ومنها انتشرت زراعة النخيل في شبه الجزيرة العربية .
ولقد كانت ولا تزال هذه النخلة من مقاييس الثراء، ولم تكن يوما مصدرا للغذاء فقط ولكنها كانت عنواناً لحياة كاملة، ثمرها غذاء ودواء، وعنوان للضيافة العربية، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ياعائشة بيت لا تمر فيه جياع أهلها ياعائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله".. قالها مرتين أو ثلاثا .
هل سألت نفسك يوما لماذا الإفطار على التمر؟ ولماذا اختار الله تعالى الرطب غذاء لمريم البتول عند الولادة؟؟ !
لقد توصل الطب الحديث بما يحتويه من تقدم علمي ان الاسلام سباق في مضمار العلم وقد توصل الى الحكمة من أن يكون طعام مريم الرطب وأن يكون افطارالمسلمين الصائمين على تمر أو رطب .
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على رطبات فإن لم يجد فعلى تمرات" وقد رغب الرسول الكريم بالتسحر على تمر لما أخرجه ابن حبان عن جابر رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال :
" نعم السحور التمر".
وفي التمر غذاء وشفاء للنساء ..
وتأثيره كالآتي :
1- المواد السكرية والنشوية تمد الجسم بالطاقة.
2- الرطب يقوم بدور الهرمونات فيسهل انقباض الرحم لما به من مواد مقبضة تساعد على تسهيل الولادة وهذه المادة تشبه الاكسيتوسين وخاصيتها تنبيه تقلصات الرحم. وبه مادة تساعد على تقوية عضلة الرحم وتنظيمها وتسمى "التيوسين" كما ان هذه المادة تساعد على الطلق البارد وتهدئ الطلق الحام "الحار ".
3- مادة الكالسيوم الموجودة في الرطب توقف نزيف الدم المصاحب للولادة ويقي الأم من حمى النفاس ومخفض لضغط الدم عندما تتناوله الأم الحامل .
4- كما يحتوي على معادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم وهما مهدئتان للأعصاب المتعبة والمصاحبة للولادة .
5- ويوجد بالبلح مادة زمين السيروتونين وهو مهدئ للنفس ومزيل للألم ومجلب للاسترخاء والنوم وبه حمض الفلوتاميك وهو مطئن للنفس .
6- مجموعة الفيتامينات الموجودة في الرطب تعوض ما فقده الجسم من الدم عند الولادة وبه مواد تساعد على ادرار اللبن مثل حمض الفلوسين والبوتاسيوم وأمين السيروتونين .
لكل هذا ولحكمة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى اختار الله جلت قدرته الرطب غذاء لمريم عليها السلام .
كما أمر الرسول الكريم بتحنيك المولود، لما رواه البخاري في كتاب العقيقة: عن ابي موسى رضي الله عنه قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه ابراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه الي ".
ويعد التمر صورة من صور تكريم الضيف وعنوانا للمدح والثناء لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لعائشة: "أنت أطيب من اللبأ بالتمر"، كما يعد التمر كفارة للمعصية وحجابا حاجزا عن النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "اتق النار ولو بشق تمرة" ويعد التمر مانعا باذن الله من السحر والسم لما ثبت عن سعد بن ابي وقاص انه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصبح بسبع تمرات عجوة - وفي لفظ من تمر العالية - لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر". هذا بالاضافة الى أن التمر قاتل للدود لقوله عليه السلام: "كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود".. ولقد ثبت أن التمر به ميزة مهمة قل ان تجدها في ثمار الفاكهة الأخرى وهي ان الله تعالى أودعه ميزة تتميز في المناعة الطبيعية التي يتمتع بها حيال نقل الجراثيم المرضية حتى ولو تعرض للتلوث بها، لقوله عليه السلام "خير تمركم البرني، يخرج الداء ولا داء فيه ".
فوائد التمر والأمراض التي يعالجها
التمر غذاء كامل للانسان خاصة إذا أضيف إليه اللبن، عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان الرسول يسمي التمر واللبن بالأطيبين"، فهو يمنع زوغان البصر والعشى الليلي والدوخة ويصلح الجهاز الهضمي ويمد الجسم بالقوة، ويكون غنياً جدا بالبروتين والدهن خصوصا اذا أكله الشخص مخلوطا بالسمن وسخن على النار "عجوة السمن "..
ويساعد على نمو الأطفال لأنه يحتوي على فيتامين (A) ويفيد البالغين ويساعدهم على النمو ويمدهم بالحيوية والنضارة، كما يفيد الرياضيين والعمال والناقهين والنساء الحوامل .
ويساعد التمر ايضا على نمو خلايا المخ لاحتوائه على الفسفور ويقوي أعصاب البصر ويحافظ على رطوبة العين وبريقها ويقوي الأعصاب السمعية ويحافظ على سلامة الأسنان .
ويعد التمر من أفضل الأطعمة علاجا لأمراض الصدر، هذا بالاضافة إلى أنه يلين الأوعية الدموية ويصلح أوجاع الظهر ويساعد على غسل الكلى وشفاء التهابات المسالك البولية ويقضي على حصيات الكلى والمرارة ومنظف للكبد خصوصا اذا استعمل مع الصنوبر، ويساعد أيضا التمر في التخلص من الحموضة لأن وجود الحموضة في الدم يسبب امراض الكلي - المرارة، النقرس، البواسير، ارتفاع ضغط الدم، وقد ثبت طبيا ان هذه الحموضة تقل لدى آكلي التمر نظرا لاحتوائه على الكالسيوم والفسفور والحديد القلوية المفعول .
كما ان القهوة والزبد من عوامل رفع نسبة الكوليسترول في الدم وبالتلحليل المعملي على مجموعة من العرب طعامهم القهوة والتمر والزبد وجد انه لا اثر لهذا المرض عندهم ولا يعانون من اي شكل من أشكال سوء التغذية، ويساعد التمر في ايقاف الاسهال والقيء والامساك والدود البطني والحمى البلغمية خصوصا اذا طبخ مع الحلبة، والمداومة على أكل التمر يساعد على تخفيف حدة البواسير والوقاية منها ويعد التمر واقيا من الاصابة بالسرطان لاحتوائه على الماغنيزيون وباستعمال لبخة من عجوة السمن الدافئة على الأورام كالخراج والدمامل وخلافه فانها شافية باذن الله تعالى، هذا بالاضافة الى أن استخدام التمر مع الحليب والقرفة يزيد في البأة ويخصب البدن، ويعطي القوة الجنسية، واذا تناول الطفل بضع تمرات في كل صباح كل يوم فان ذلك يؤدي إلى الهدوء والسكينة وتحد من تصرفاته واضطراباته، كما ان مزج التمر بالقثاء او الرطب يعالج الأشخاص الذين يعانون من النحافة.. لما روته السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم واراد ابواي ان يسمناني فلم أسمن فأمرهما النبي عليه السلام، أن أطعم القثاء بالرطب فسمنت ".
ثمرة النخيل وأطوارها
" قال الحكماء: ان النخلة: اطلعت ثم أبلحت ثم ابسرت ثم أزهت ثم أرطبت ثم أثمرت" إن ثمرة النخيل مراتبها سبعة هي كالتالي :
1- الطلع، 2- غريض (الحبابوك) 3- البلح، 4- الزهو 5- البسر 6- الرطب 7- التمر والتمر هو الطور الاخير لثمرة النخيل حيث يؤخذ الرطب بعد غسله ونشره في المساطح وخزنه لأيام الشتاء وكلمة تمر تختلف في المسمى من جهة لأخرى، ففي المناطق العربية المزروعة بنخل التمر تسمى تمر،وفي مصر تسمى بلح، وفي مسقط وعمان تسمى سحا او سح، وفي المغرب "مراكش" تسمى أبلوحاً .
وخبراء التمر لا يعتمدون في معرفة اصناف التمور غالبا على شكل او حجم أو لون الثمرة ولكن يستطيعون معرفة نوع الثمرة عن طريق البذرة باحدى طريقتين ..
الطريقة الأولى :موقع النقير في البذرة وله عدة حالات :
1- وسط البذرة مثل تمرة الحلوة.
2- قريب من رأس البذرة كالأشرس وهي عراقية.
3- قريب من ذنب البذرة مثل الخضراوي السعودي.
الطريقة الثانية :
عن طريق الشق "الأخدود" وهو موجود على أحد أوجه النواة :
1- اذا كان الشق واسعا فالتمر "خلاص".
2- اذا كان الشق ضيقا التمر "مكتوم".
3- اذا كان الشق ضيقا في الوسط وواسعا عند احدى الطرفين فهو "زهدي ".
4- اذا كان الشق ضيقا عند الذنب وواسعا عند القاعدة فهو "أشرسي".
وهناك أنواع كثيرة من التمور قد لا يحصيها العد ولكن أجودها الأصناف الآتية والمنتشرة غالبا في بلاد الخليج العربي ومصر والعراق وقلة من البلاد الأخرى، والتمور تحمل اسم الأم النخلة :
اللؤلؤ، الخلاص، الزبدة، الغرض، الخصاب، الخينزي، الحلوة، الروثان، نبوت السيف، الصقعي، المكتومي، السلج، المجنون، المسكاني، نبتة جلاجل، الحقي، الذاوي، السكري، البرحي، الخضري، سلج عيش، خيني، قطار اسود، قطار أبيض، شقرا، رزيزي، الصفري، سري، أبومنيف، خثرم، نبتة، سلطان، شبيبي، ريث البنات، قنع، مخشرم، نبتة عادية، فحال، ام الحنان .
هذا قليل من كثير وأوجودها اقبالا من الناس وشراء هي البرحي والسلج .
وافضلها تمر البرني وذلك لما رواه ابي سعيد قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم "خير تمركم البرني، يخرج الداء ولا داء فيه" وقال ابن الرومي في وصف التمر البرني وهو أحسن تمور المدينة :
بعثت ببرني حتى كأنه
مخازن تبر قد ملئن من الشهد
مختمة الأطراف تنقد قمعها
عن العسل الماذي والعنبر الهندي
تنقل من خضر الثياب وصفرها
إلى حمرها ما بين وشي الى ورد
فكم لبثت في شاهق لا ترى
ولا تجتني باللحظ الا عن البعد
ألذ من السلوى وأحلى من المنى
وأعذب من وصل الحبيب على الصد .
وتعد النخلة بالنسبة للشعراء العرب مصدر الهام ومضرب الأمثال فهي رمز القوة والصلابة ورمز الإباء والشمم لا تتطلع الا الى السماء ولا تنحني إلا اذا هرمت .
لذلك تسابق الشعراء على وصفها وبيان حسنها وجمالها واظهار فائدتها كوصف الرومي للتمر البرني وقول حسان بن ثابت :
أبلغ عبيدا بأني قد تركت له ****من خير ما يترك الاباء للولد
الدار واسعة والنخل شارعة ****والبيض يرفلن في القس كالبرد
وقول أمير الشعراء أحمد شوقي :
أهذا هو النخل ملك الرياض ****أمير الحقول عروس العزب
طعام الفقير وحلوى الغني ****وزاد المسافر والمغترب
فيانخلة الرمل لم تبخلي ****ولا قصرت نخلات الترب
وتعد النخلة روحا ووعدا وعطاء لقول أحد الشعراء :
كن كالنخلة عن الأحقاد مرتفعا ****بالطوب يرمى فيلقى أطيب الأثر
ومن الأمثال التي ذكر بها التمر قولهم :
( العيش بالقصة والتمر بالخصة)..
ومعنى هذا المثل: كل من الرز امامك واختر من التمر ما يحلو لك، نظرا لتعدد أنواع التمور .
وتعد العجوة من التمر ولكنه اللين منه القابل للعجن والذي يستعمل غالبا في صناعة الحلوى والكعك.. اما عصير التمر فهو عسله ويطلق عليه الدبس ويستعمل في الأكل وعلاج طبيعي للصدر والرئتين ويعطي التمر نكهة اضافية بصبه فوقه وهو غالي الثمن لقلته ..
التمر عنوان الضيافة العربية
وكما جرت عليه العادة فان التمر يعد من أهم صور تكريم الضيف. لما ثبت عن أنس بن مالك قال: عاد الرسول صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ على أتان، فأنزله وقرب اليه شيئين.. سمسما وشيئا من التمر، حت إذا أكل الرسول عليه السلام وأراد أن يقوم دعا له "..
يعد النخيل من أقدم النباتات التي عرفها الانسان وتعايش معها وعرف أسرارها حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس منذ بداية الحياة على البسيطة وحتى عهدنا هذا لازالت النخلة تحافظ على مكانتها الشامخة في حياة الانسان ..
ومن ينظر إلى النخلة وخلقها الباسق العجيب لا يملك الا ان يسبح الله ويحمده متفكراً في عظمة الخالق وجمال المخلوق ..
قال تعالى: {والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج} سورة ق الآيتان ( 10- 11 ).
النخلة هي تلك الشجرة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من سورة وفي أكثر من آية ولقد تعدد ذكرها في أكثر من عشرين آية ومن ست عشرة سورة، وكما يطلق عليها فهي شجرة الأديان السماوية وهي الشجرة المباركة والكلمة الطيبة كما وصفها الله تعالى ورسوله الكريم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه وتعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} قال عليه السلام: "هي النخلة" وقال عليه السلام: في الشجرة الخبيثة هي "الحنظل "..
ولقد احتلت النخلة مكانة كبرى بين زميلاتها في المملكة النباتية فالنخلة من أقدم الأشجار التي عرفها الانسان فيالها من شجرة اذا رأيتها رأيت فيها الاباء والشمم وصدق القائل :
الدار واسعة والنخل شارعة
والبيض يرفلن في القسى كالبرد
فيها القناعة وفيها الزهد وفيها الشبع وفيها الارتواء والراحة والخلود لقوله تعالى: {فكلي واشربي وقري عيناً }.
وشجر نخيل التمر موجود في الجزيرة العربية قبل فجر التاريخ واتخذه العرب مادة أساسية لعاداتهم قد تحدثوا عن النخيل وتمره باسهاب في نثرهم وشعرهم، ويقال إن النخيل وجد في تاروت أو دارين في منطقة الاحساء بالسعودية ومنها انتشرت زراعة النخيل في شبه الجزيرة العربية .
ولقد كانت ولا تزال هذه النخلة من مقاييس الثراء، ولم تكن يوما مصدرا للغذاء فقط ولكنها كانت عنواناً لحياة كاملة، ثمرها غذاء ودواء، وعنوان للضيافة العربية، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ياعائشة بيت لا تمر فيه جياع أهلها ياعائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله".. قالها مرتين أو ثلاثا .
هل سألت نفسك يوما لماذا الإفطار على التمر؟ ولماذا اختار الله تعالى الرطب غذاء لمريم البتول عند الولادة؟؟ !
لقد توصل الطب الحديث بما يحتويه من تقدم علمي ان الاسلام سباق في مضمار العلم وقد توصل الى الحكمة من أن يكون طعام مريم الرطب وأن يكون افطارالمسلمين الصائمين على تمر أو رطب .
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على رطبات فإن لم يجد فعلى تمرات" وقد رغب الرسول الكريم بالتسحر على تمر لما أخرجه ابن حبان عن جابر رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال :
" نعم السحور التمر".
وفي التمر غذاء وشفاء للنساء ..
وتأثيره كالآتي :
1- المواد السكرية والنشوية تمد الجسم بالطاقة.
2- الرطب يقوم بدور الهرمونات فيسهل انقباض الرحم لما به من مواد مقبضة تساعد على تسهيل الولادة وهذه المادة تشبه الاكسيتوسين وخاصيتها تنبيه تقلصات الرحم. وبه مادة تساعد على تقوية عضلة الرحم وتنظيمها وتسمى "التيوسين" كما ان هذه المادة تساعد على الطلق البارد وتهدئ الطلق الحام "الحار ".
3- مادة الكالسيوم الموجودة في الرطب توقف نزيف الدم المصاحب للولادة ويقي الأم من حمى النفاس ومخفض لضغط الدم عندما تتناوله الأم الحامل .
4- كما يحتوي على معادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم وهما مهدئتان للأعصاب المتعبة والمصاحبة للولادة .
5- ويوجد بالبلح مادة زمين السيروتونين وهو مهدئ للنفس ومزيل للألم ومجلب للاسترخاء والنوم وبه حمض الفلوتاميك وهو مطئن للنفس .
6- مجموعة الفيتامينات الموجودة في الرطب تعوض ما فقده الجسم من الدم عند الولادة وبه مواد تساعد على ادرار اللبن مثل حمض الفلوسين والبوتاسيوم وأمين السيروتونين .
لكل هذا ولحكمة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى اختار الله جلت قدرته الرطب غذاء لمريم عليها السلام .
كما أمر الرسول الكريم بتحنيك المولود، لما رواه البخاري في كتاب العقيقة: عن ابي موسى رضي الله عنه قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه ابراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه الي ".
ويعد التمر صورة من صور تكريم الضيف وعنوانا للمدح والثناء لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لعائشة: "أنت أطيب من اللبأ بالتمر"، كما يعد التمر كفارة للمعصية وحجابا حاجزا عن النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "اتق النار ولو بشق تمرة" ويعد التمر مانعا باذن الله من السحر والسم لما ثبت عن سعد بن ابي وقاص انه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصبح بسبع تمرات عجوة - وفي لفظ من تمر العالية - لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر". هذا بالاضافة الى أن التمر قاتل للدود لقوله عليه السلام: "كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود".. ولقد ثبت أن التمر به ميزة مهمة قل ان تجدها في ثمار الفاكهة الأخرى وهي ان الله تعالى أودعه ميزة تتميز في المناعة الطبيعية التي يتمتع بها حيال نقل الجراثيم المرضية حتى ولو تعرض للتلوث بها، لقوله عليه السلام "خير تمركم البرني، يخرج الداء ولا داء فيه ".
فوائد التمر والأمراض التي يعالجها
التمر غذاء كامل للانسان خاصة إذا أضيف إليه اللبن، عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان الرسول يسمي التمر واللبن بالأطيبين"، فهو يمنع زوغان البصر والعشى الليلي والدوخة ويصلح الجهاز الهضمي ويمد الجسم بالقوة، ويكون غنياً جدا بالبروتين والدهن خصوصا اذا أكله الشخص مخلوطا بالسمن وسخن على النار "عجوة السمن "..
ويساعد على نمو الأطفال لأنه يحتوي على فيتامين (A) ويفيد البالغين ويساعدهم على النمو ويمدهم بالحيوية والنضارة، كما يفيد الرياضيين والعمال والناقهين والنساء الحوامل .
ويساعد التمر ايضا على نمو خلايا المخ لاحتوائه على الفسفور ويقوي أعصاب البصر ويحافظ على رطوبة العين وبريقها ويقوي الأعصاب السمعية ويحافظ على سلامة الأسنان .
ويعد التمر من أفضل الأطعمة علاجا لأمراض الصدر، هذا بالاضافة إلى أنه يلين الأوعية الدموية ويصلح أوجاع الظهر ويساعد على غسل الكلى وشفاء التهابات المسالك البولية ويقضي على حصيات الكلى والمرارة ومنظف للكبد خصوصا اذا استعمل مع الصنوبر، ويساعد أيضا التمر في التخلص من الحموضة لأن وجود الحموضة في الدم يسبب امراض الكلي - المرارة، النقرس، البواسير، ارتفاع ضغط الدم، وقد ثبت طبيا ان هذه الحموضة تقل لدى آكلي التمر نظرا لاحتوائه على الكالسيوم والفسفور والحديد القلوية المفعول .
كما ان القهوة والزبد من عوامل رفع نسبة الكوليسترول في الدم وبالتلحليل المعملي على مجموعة من العرب طعامهم القهوة والتمر والزبد وجد انه لا اثر لهذا المرض عندهم ولا يعانون من اي شكل من أشكال سوء التغذية، ويساعد التمر في ايقاف الاسهال والقيء والامساك والدود البطني والحمى البلغمية خصوصا اذا طبخ مع الحلبة، والمداومة على أكل التمر يساعد على تخفيف حدة البواسير والوقاية منها ويعد التمر واقيا من الاصابة بالسرطان لاحتوائه على الماغنيزيون وباستعمال لبخة من عجوة السمن الدافئة على الأورام كالخراج والدمامل وخلافه فانها شافية باذن الله تعالى، هذا بالاضافة الى أن استخدام التمر مع الحليب والقرفة يزيد في البأة ويخصب البدن، ويعطي القوة الجنسية، واذا تناول الطفل بضع تمرات في كل صباح كل يوم فان ذلك يؤدي إلى الهدوء والسكينة وتحد من تصرفاته واضطراباته، كما ان مزج التمر بالقثاء او الرطب يعالج الأشخاص الذين يعانون من النحافة.. لما روته السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم واراد ابواي ان يسمناني فلم أسمن فأمرهما النبي عليه السلام، أن أطعم القثاء بالرطب فسمنت ".
ثمرة النخيل وأطوارها
" قال الحكماء: ان النخلة: اطلعت ثم أبلحت ثم ابسرت ثم أزهت ثم أرطبت ثم أثمرت" إن ثمرة النخيل مراتبها سبعة هي كالتالي :
1- الطلع، 2- غريض (الحبابوك) 3- البلح، 4- الزهو 5- البسر 6- الرطب 7- التمر والتمر هو الطور الاخير لثمرة النخيل حيث يؤخذ الرطب بعد غسله ونشره في المساطح وخزنه لأيام الشتاء وكلمة تمر تختلف في المسمى من جهة لأخرى، ففي المناطق العربية المزروعة بنخل التمر تسمى تمر،وفي مصر تسمى بلح، وفي مسقط وعمان تسمى سحا او سح، وفي المغرب "مراكش" تسمى أبلوحاً .
وخبراء التمر لا يعتمدون في معرفة اصناف التمور غالبا على شكل او حجم أو لون الثمرة ولكن يستطيعون معرفة نوع الثمرة عن طريق البذرة باحدى طريقتين ..
الطريقة الأولى :موقع النقير في البذرة وله عدة حالات :
1- وسط البذرة مثل تمرة الحلوة.
2- قريب من رأس البذرة كالأشرس وهي عراقية.
3- قريب من ذنب البذرة مثل الخضراوي السعودي.
الطريقة الثانية :
عن طريق الشق "الأخدود" وهو موجود على أحد أوجه النواة :
1- اذا كان الشق واسعا فالتمر "خلاص".
2- اذا كان الشق ضيقا التمر "مكتوم".
3- اذا كان الشق ضيقا في الوسط وواسعا عند احدى الطرفين فهو "زهدي ".
4- اذا كان الشق ضيقا عند الذنب وواسعا عند القاعدة فهو "أشرسي".
وهناك أنواع كثيرة من التمور قد لا يحصيها العد ولكن أجودها الأصناف الآتية والمنتشرة غالبا في بلاد الخليج العربي ومصر والعراق وقلة من البلاد الأخرى، والتمور تحمل اسم الأم النخلة :
اللؤلؤ، الخلاص، الزبدة، الغرض، الخصاب، الخينزي، الحلوة، الروثان، نبوت السيف، الصقعي، المكتومي، السلج، المجنون، المسكاني، نبتة جلاجل، الحقي، الذاوي، السكري، البرحي، الخضري، سلج عيش، خيني، قطار اسود، قطار أبيض، شقرا، رزيزي، الصفري، سري، أبومنيف، خثرم، نبتة، سلطان، شبيبي، ريث البنات، قنع، مخشرم، نبتة عادية، فحال، ام الحنان .
هذا قليل من كثير وأوجودها اقبالا من الناس وشراء هي البرحي والسلج .
وافضلها تمر البرني وذلك لما رواه ابي سعيد قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم "خير تمركم البرني، يخرج الداء ولا داء فيه" وقال ابن الرومي في وصف التمر البرني وهو أحسن تمور المدينة :
بعثت ببرني حتى كأنه
مخازن تبر قد ملئن من الشهد
مختمة الأطراف تنقد قمعها
عن العسل الماذي والعنبر الهندي
تنقل من خضر الثياب وصفرها
إلى حمرها ما بين وشي الى ورد
فكم لبثت في شاهق لا ترى
ولا تجتني باللحظ الا عن البعد
ألذ من السلوى وأحلى من المنى
وأعذب من وصل الحبيب على الصد .
وتعد النخلة بالنسبة للشعراء العرب مصدر الهام ومضرب الأمثال فهي رمز القوة والصلابة ورمز الإباء والشمم لا تتطلع الا الى السماء ولا تنحني إلا اذا هرمت .
لذلك تسابق الشعراء على وصفها وبيان حسنها وجمالها واظهار فائدتها كوصف الرومي للتمر البرني وقول حسان بن ثابت :
أبلغ عبيدا بأني قد تركت له ****من خير ما يترك الاباء للولد
الدار واسعة والنخل شارعة ****والبيض يرفلن في القس كالبرد
وقول أمير الشعراء أحمد شوقي :
أهذا هو النخل ملك الرياض ****أمير الحقول عروس العزب
طعام الفقير وحلوى الغني ****وزاد المسافر والمغترب
فيانخلة الرمل لم تبخلي ****ولا قصرت نخلات الترب
وتعد النخلة روحا ووعدا وعطاء لقول أحد الشعراء :
كن كالنخلة عن الأحقاد مرتفعا ****بالطوب يرمى فيلقى أطيب الأثر
ومن الأمثال التي ذكر بها التمر قولهم :
( العيش بالقصة والتمر بالخصة)..
ومعنى هذا المثل: كل من الرز امامك واختر من التمر ما يحلو لك، نظرا لتعدد أنواع التمور .
وتعد العجوة من التمر ولكنه اللين منه القابل للعجن والذي يستعمل غالبا في صناعة الحلوى والكعك.. اما عصير التمر فهو عسله ويطلق عليه الدبس ويستعمل في الأكل وعلاج طبيعي للصدر والرئتين ويعطي التمر نكهة اضافية بصبه فوقه وهو غالي الثمن لقلته ..
التمر عنوان الضيافة العربية
وكما جرت عليه العادة فان التمر يعد من أهم صور تكريم الضيف. لما ثبت عن أنس بن مالك قال: عاد الرسول صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ على أتان، فأنزله وقرب اليه شيئين.. سمسما وشيئا من التمر، حت إذا أكل الرسول عليه السلام وأراد أن يقوم دعا له "..