أمير درنة
2010-05-08, 06:24 AM
سنرد على زكريا بطرس وكتابه تساؤلات حول القرآن
ملاحظة:
ماهو مكتوب باللون الأزرق هو مانقل نصاً من كتاب زكريا بطرس
"رفع اسم إن
أ- في (سورة التوبة 20: 63) "قالوا إن هذان لساحران" كلنا يعرف أبسط قواعد النحو أن: اسم إن منصوب، وفي هذه الآية يجب أن ينصب بالياء والنون لأنه مثنى، فيكون التركيب الصحيح: "إن هذين"، ولكننا نجده مرفوعا بالألف والنون [إن هذان ...]"
الرد على الشبه:
أول نقطة هذه الآية لم ترد في سورة التوبة كما ادعى فقد وردت في سورة طه {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى }"سورة طه 63"
ثاني نقطة فكما قال "كلنا يعرف أبسط قواعد النحو أن: اسم إن منصوب"
ولكن كثير منا يجهل خفايا وقواعد اللغة العربية فهناك خمسة أوجه لنصب اسم أن يعرفها الدارسون لقواعد اللغة العربية وإليك إحداها
إنْ بالسكون وهى مخففة من إن، وإنْ المخففة تكون مهملة وجوباً إذا جاء بعدها فعل، أما إذا جاء بعدها اسم فالغالب هو الإهمال نحو إنْ زيدٌ لكريم
ومتى أُهمِلَت أ يقترن خبرها باللام المفتوحة وجوباً للتفرقة بينها وبين إنْ النافية كي لا يقع اللّبس. واسمها دائماً ضمير محذوف يُسمَّى ضمير (الشأن) وخبرها جملة، وهى هنا {هَذَانِ لَسَاحِرَان}
"ب- فى سورة المائدة5 : 69 "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون"
1ـ الصابئون هنا: اسم مرفوع بالواو والنون، في حين أنه يجب أن يكون منصوبا بالياء والنون، "أي الصابئين"، لأنه معطوف على منصوب لكونه إسم إن، ومما يزيد المشكلة تعقيدا أنه ورد كذلك منصوبا صحيحا في:
2ـ (سورة البقرة2: 62) فقد وردت نفس الآية وفيها الصابئين منصوبة، "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلهم أجرُهم عند ربهم فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون"
الرد على الشبه:
وردت كلمة "الصابئين" بياء النصب في سورة البقرة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62
وسورة الحج {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}الحج17
ووردت نفس الكلمة بواو الرفع في سورة المائدة ؛ في قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69
أما الآيتان الأوليان فلا إشكال في إعرابهما؛ لأن الكلمة فيهما وقعت معطوفه بالواو على كلمة محلها النصب، وهي " الَّذِينَ" اسم إن، فنصبت، وعلامة نصبها الياء، لأنها جمع مذكر سالم
وإنما محل الإشكال هو الآية الثالثة، آية سورة المائدة؛ فقد وقعت في نفس موقعها في الآيتين الأوليين، ومع ذلك جاءت مرفوعة
وقد ذكر النحاة والمفسرون في توضيح ذلك الإشكال عدة وجوه، وذكروا نظائرها المعروفة في لغة العرب، ونكتفي هنا بثلاثة منها، هي من أشهر ما قيل في ذلك
الأول : أن الآية فيها تقديم وتأخير، وعلى ذلك يكون سياق المعنى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى، من آمن بالله ...فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، والصابئون كذلك، فتعرب مبتدأً مرفوعا، وعلامة رفعه الواو، لأنه جمع مذكر سالم. ونظير ذلك من لغة العرب قول الشاعر
فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وَقَيَّار ٌبها لغريب
وموطن الشاهد قوله "قيار"، وهو اسم لفرسه، أو جمله؛ فقد جاءت هذه الكلمة مرفوعة على أنها مبتدأ، ولم تجئ منصوبة على أنها معطوفة على اسم إن المنصوب وهو ياء المتكلم في قوله "فإني"
الثاني: أن "الصَّابِؤُونَ" مبتدأ، والنصارى معطوف عليه، وجملة من آمن بالله ... خبر لل"الصَّابِؤُونَ" وأما خبر "إن" فهو محذوف دل عليه خبر المبتدأ "الصَّابِؤُونَ" ونظير ذلك من لغة العرب قول الشاعر
نحن بما عندنا، وأنت بما عندك راضٍ، والأمر مختلف
والشاهد فيه أن المبتدأ "نحن" لم يذكر خبره ، اكتفاء بخبر المعطوف "أنت"؛ فخبره "راض" يدل على خبر المبتدأ الأول، وتقدير الكلام : نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راض
الثالث: أن "الصَّابِؤُونَ" معطوف على محل اسم "إن" فالحروف الناسخة، إن وأخواتها، تدخل على الجملة الاسمية المكونة من مبتدأ وخبر، واسم إن محله الأصلي، قبل دخول إن عليه الرفع لأنه مبتدأ، ومن هنا رفعت"الصَّابِؤُونَ" باعتبار أنها معطوفة على محل اسم إن . [ انظر : أوضح المسالك ، لابن هشام ، مع شرح محيي الدين ، 1/352-366 , تفسير الشوكاني والألوسي ، عند هذه الآية
وتلمس ابن عاشور الفائدة البلاغية من الإتيان بلفظ "الصَّابِؤُونَ" موفوعاً ، فقال ما معناه
إن الرفع في هذا السياق غريب، فيستوقف القارئ عنده: لماذا رفع هذا الاسم بالذات، مع أن المألوف في مثل هذا أن ينصب ؟
فيقال : إن هذه الغرابة في رفع "الصَّابِؤُونَ" تناسب غرابة دخول الصابئين في الوعد بالمغفرة، لأنهم يعبدون الكواكب، فهم أبعد عن الهدى من اليهود والنصارى، حتى إنهم يكادون ييأسون من الوعد بالمغفرة والنجاة فنبه بذلك على أن عفو الله عظيم. يشمل كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً وإن كان من الصابئين .
{2}
نصب الفاعل
( لاينال عهدى الظالمين )
فإني أنتقي مجرد الأمور البسيطة التي يستطيع أن يدركها عامة الناس. أما الآيات القرآنية الأخرى فأُرجِئُها، للحديث عنها مع المختصين في اللغة على انفراد.
كلمة "الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون؟؟؟!!!
الرد على الشبهه
ينال فعل متعدى بمعنى (يشمل أو يَعُم) كما في الآية أي لا يشمل عهدي الظالمين، فعهدي هنا فاعل، والظالمين مفعول به.
مثال لذلك لقد ناله ظلماً، وأسفنا لما ناله من إيهانه
والإمامة والعهد بالإمامة هنا معناه النبوة، وبذلك تكون جواباً من الله على طلب نبينا إبراهيم أن يجعل النبوة في ذريته فوافقه الله إلا أنه استثنى الظالمين، كما لو أنه أراد قول "إلا الظالمين من ذريتك "
وتجيء أيضاً بمعنى حصل على مثل: نال الظالم جزاءه
ومن مصادر اللغة , المعجمات القديمة التي جمعها لسان العرب وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي منه معروف" لسان العرب 11/685
نصب المعطوف على المرفوع
(أ) (سورة النساء4: 162)
"... والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، والمقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله واليوم الآخر، أولئك سنؤتيهم أجراً عظيما"
كان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع: والمرفوع في الآية: المؤمنون، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله. فلماذا يستثني "المقيمين الصلاة" في منتصف الجملة، إذ كان يجب أن يقول: "والمقيمون الصلاة"!!
الرد على الشبهه
"المُقِيمِينَ الصَّلَاةَ" أي وأمدح المقيمين الصلاة، وفي هذا مزيد العناية بهم، فالكلمة منصوبة على المدح
هذه جملة اعتراضية بمعنى وأخص وأمدح وهى مفعول به لفعل محذوف تقديره وأمدح لمنزلة الصلاة، فهي أول ما سيحاسب عليه المرء يوم القيامة. وفيها جمال بلاغي حيث يلفت فيها آذان السامعين لأهمية ما قيل
أما "المُؤْتُونَ" بعدها على الرفع فهي معطوفة على الجملة التي قبلها
ت
ملاحظة:
ماهو مكتوب باللون الأزرق هو مانقل نصاً من كتاب زكريا بطرس
"رفع اسم إن
أ- في (سورة التوبة 20: 63) "قالوا إن هذان لساحران" كلنا يعرف أبسط قواعد النحو أن: اسم إن منصوب، وفي هذه الآية يجب أن ينصب بالياء والنون لأنه مثنى، فيكون التركيب الصحيح: "إن هذين"، ولكننا نجده مرفوعا بالألف والنون [إن هذان ...]"
الرد على الشبه:
أول نقطة هذه الآية لم ترد في سورة التوبة كما ادعى فقد وردت في سورة طه {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى }"سورة طه 63"
ثاني نقطة فكما قال "كلنا يعرف أبسط قواعد النحو أن: اسم إن منصوب"
ولكن كثير منا يجهل خفايا وقواعد اللغة العربية فهناك خمسة أوجه لنصب اسم أن يعرفها الدارسون لقواعد اللغة العربية وإليك إحداها
إنْ بالسكون وهى مخففة من إن، وإنْ المخففة تكون مهملة وجوباً إذا جاء بعدها فعل، أما إذا جاء بعدها اسم فالغالب هو الإهمال نحو إنْ زيدٌ لكريم
ومتى أُهمِلَت أ يقترن خبرها باللام المفتوحة وجوباً للتفرقة بينها وبين إنْ النافية كي لا يقع اللّبس. واسمها دائماً ضمير محذوف يُسمَّى ضمير (الشأن) وخبرها جملة، وهى هنا {هَذَانِ لَسَاحِرَان}
"ب- فى سورة المائدة5 : 69 "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون"
1ـ الصابئون هنا: اسم مرفوع بالواو والنون، في حين أنه يجب أن يكون منصوبا بالياء والنون، "أي الصابئين"، لأنه معطوف على منصوب لكونه إسم إن، ومما يزيد المشكلة تعقيدا أنه ورد كذلك منصوبا صحيحا في:
2ـ (سورة البقرة2: 62) فقد وردت نفس الآية وفيها الصابئين منصوبة، "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلهم أجرُهم عند ربهم فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون"
الرد على الشبه:
وردت كلمة "الصابئين" بياء النصب في سورة البقرة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62
وسورة الحج {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}الحج17
ووردت نفس الكلمة بواو الرفع في سورة المائدة ؛ في قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69
أما الآيتان الأوليان فلا إشكال في إعرابهما؛ لأن الكلمة فيهما وقعت معطوفه بالواو على كلمة محلها النصب، وهي " الَّذِينَ" اسم إن، فنصبت، وعلامة نصبها الياء، لأنها جمع مذكر سالم
وإنما محل الإشكال هو الآية الثالثة، آية سورة المائدة؛ فقد وقعت في نفس موقعها في الآيتين الأوليين، ومع ذلك جاءت مرفوعة
وقد ذكر النحاة والمفسرون في توضيح ذلك الإشكال عدة وجوه، وذكروا نظائرها المعروفة في لغة العرب، ونكتفي هنا بثلاثة منها، هي من أشهر ما قيل في ذلك
الأول : أن الآية فيها تقديم وتأخير، وعلى ذلك يكون سياق المعنى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى، من آمن بالله ...فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، والصابئون كذلك، فتعرب مبتدأً مرفوعا، وعلامة رفعه الواو، لأنه جمع مذكر سالم. ونظير ذلك من لغة العرب قول الشاعر
فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وَقَيَّار ٌبها لغريب
وموطن الشاهد قوله "قيار"، وهو اسم لفرسه، أو جمله؛ فقد جاءت هذه الكلمة مرفوعة على أنها مبتدأ، ولم تجئ منصوبة على أنها معطوفة على اسم إن المنصوب وهو ياء المتكلم في قوله "فإني"
الثاني: أن "الصَّابِؤُونَ" مبتدأ، والنصارى معطوف عليه، وجملة من آمن بالله ... خبر لل"الصَّابِؤُونَ" وأما خبر "إن" فهو محذوف دل عليه خبر المبتدأ "الصَّابِؤُونَ" ونظير ذلك من لغة العرب قول الشاعر
نحن بما عندنا، وأنت بما عندك راضٍ، والأمر مختلف
والشاهد فيه أن المبتدأ "نحن" لم يذكر خبره ، اكتفاء بخبر المعطوف "أنت"؛ فخبره "راض" يدل على خبر المبتدأ الأول، وتقدير الكلام : نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راض
الثالث: أن "الصَّابِؤُونَ" معطوف على محل اسم "إن" فالحروف الناسخة، إن وأخواتها، تدخل على الجملة الاسمية المكونة من مبتدأ وخبر، واسم إن محله الأصلي، قبل دخول إن عليه الرفع لأنه مبتدأ، ومن هنا رفعت"الصَّابِؤُونَ" باعتبار أنها معطوفة على محل اسم إن . [ انظر : أوضح المسالك ، لابن هشام ، مع شرح محيي الدين ، 1/352-366 , تفسير الشوكاني والألوسي ، عند هذه الآية
وتلمس ابن عاشور الفائدة البلاغية من الإتيان بلفظ "الصَّابِؤُونَ" موفوعاً ، فقال ما معناه
إن الرفع في هذا السياق غريب، فيستوقف القارئ عنده: لماذا رفع هذا الاسم بالذات، مع أن المألوف في مثل هذا أن ينصب ؟
فيقال : إن هذه الغرابة في رفع "الصَّابِؤُونَ" تناسب غرابة دخول الصابئين في الوعد بالمغفرة، لأنهم يعبدون الكواكب، فهم أبعد عن الهدى من اليهود والنصارى، حتى إنهم يكادون ييأسون من الوعد بالمغفرة والنجاة فنبه بذلك على أن عفو الله عظيم. يشمل كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً وإن كان من الصابئين .
{2}
نصب الفاعل
( لاينال عهدى الظالمين )
فإني أنتقي مجرد الأمور البسيطة التي يستطيع أن يدركها عامة الناس. أما الآيات القرآنية الأخرى فأُرجِئُها، للحديث عنها مع المختصين في اللغة على انفراد.
كلمة "الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون؟؟؟!!!
الرد على الشبهه
ينال فعل متعدى بمعنى (يشمل أو يَعُم) كما في الآية أي لا يشمل عهدي الظالمين، فعهدي هنا فاعل، والظالمين مفعول به.
مثال لذلك لقد ناله ظلماً، وأسفنا لما ناله من إيهانه
والإمامة والعهد بالإمامة هنا معناه النبوة، وبذلك تكون جواباً من الله على طلب نبينا إبراهيم أن يجعل النبوة في ذريته فوافقه الله إلا أنه استثنى الظالمين، كما لو أنه أراد قول "إلا الظالمين من ذريتك "
وتجيء أيضاً بمعنى حصل على مثل: نال الظالم جزاءه
ومن مصادر اللغة , المعجمات القديمة التي جمعها لسان العرب وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي منه معروف" لسان العرب 11/685
نصب المعطوف على المرفوع
(أ) (سورة النساء4: 162)
"... والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، والمقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله واليوم الآخر، أولئك سنؤتيهم أجراً عظيما"
كان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع: والمرفوع في الآية: المؤمنون، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله. فلماذا يستثني "المقيمين الصلاة" في منتصف الجملة، إذ كان يجب أن يقول: "والمقيمون الصلاة"!!
الرد على الشبهه
"المُقِيمِينَ الصَّلَاةَ" أي وأمدح المقيمين الصلاة، وفي هذا مزيد العناية بهم، فالكلمة منصوبة على المدح
هذه جملة اعتراضية بمعنى وأخص وأمدح وهى مفعول به لفعل محذوف تقديره وأمدح لمنزلة الصلاة، فهي أول ما سيحاسب عليه المرء يوم القيامة. وفيها جمال بلاغي حيث يلفت فيها آذان السامعين لأهمية ما قيل
أما "المُؤْتُونَ" بعدها على الرفع فهي معطوفة على الجملة التي قبلها
ت