مشاهدة النسخة كاملة : لطائف الوقف والإبتداء
السراج الوهاج
2010-05-18, 09:09 AM
) تعريف الوقف الكافي :
الوقف على كلام تم معناه وتعلق بما بعده معنى لا لفظاً ، أي وقفنا على جملة تفيد معنى بحسن السكوت عليه ولكن لها تعلق بما بعدها من ناحية المعنى.
20) بيان صور وأمثلة الوقف الكافي وموقعه من الآيات :
(يعتبر أكثر الوقوف ورودا في القرآن قياساً على الوقف التام).
أولا : على رؤوس الآيات :
1. (أم لم تنذرهم لا يؤمنون)البقرة6.
الوقف هنا كاف ولا يوجد على الكافي في رؤوس الآيات رمز إنما يوجد في أواسط الآيات لأن الوقف على رؤوس الآيات سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام على قول الجمهور والسبب في الكفاية أنها أفادت معنى بحسن الوقوف عليه وهو أن الكفار لا يتأثرون بالإنذار وهو الإعلام مع التخويف والترهيب.
لماذا الوقف كاف ؟ لأن الآية بعدها (ختم الله على قلوبهم) بها ضمير عائد على الكفار في الآية قبلها. وفي نهاية الآية قوله تعالى (ولهم عذاب عظيم) يكون الوقف تام لانتهاء الكلام عن الكفار.
2.(إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)الحجرات4.
الوقف هنا كاف لأنه أفاد معنى يحسن السكوت عليه وما بعده مرتبط به من حيث المعنى في قوله تعالى (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم والله غفور رحيم) .
سبب نزول الآية : في عهد النبي عليه الصلاة والسلام جاء وفد من تميم عددهم 70 لم يأتوا للإسلام ولكن من أجل المفاخرة ، كان معهم 70 من الوجوه وخطيب ، فجاءوا إلى حجرات النبي عليه الصلاة والسلام وعددها 9 لكل زوجة حجرة متواضعة زاهدة ، جاءوا في وقت لا يليق للمقابلة ونادوا بأعلى صوتهم (يا محمد أخرج إلينا) نادوه باسمه مجرداً بقلة أدب , الله عز وجل لم يناد النبي عليه الصلاة
والسلام باسمه المجرد وذلك لعلو منزلته وقال الخطيب (فإن مدحي زين وذمي شين), فخرج النبي عليه الصلاة والسلام قائلاً ذلك هو الله.
ثانيا : في وسط الآيات :
1. (ربكم أعلم بما في نفوسكم)الاسراء 25.
الوقف كافي لأنها جملة أفادت السامع معنى يحسن الوقف عليه ، ولاستمرار الخطاب لنفس الفئة في الآية بعدها.
سبب نزول الآية : أن الآيات تتكلم عن بر الوالدين ، وهذا فيه ترهيب للإبن بعدم إضمار التضجر في النفس والله يبين أن الولد لو رفع صوته على والديه أو اضمر شيئا في نفسه ثم رجع إلى الله فإن الله يغفر له.
2. (وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا)البقرة127.
هذه الآية تبين أن الوقف الكافي قد يتفاضل في الكفاية فالوقف على كلمة (تقبل منا) وقف كافي والوقف على تتمة الآية في قوله تعالى (السميع العليم) يكون أكثر كفاية ، أما الوقف على الآية بعدها (العزيز الحكيم)البقرة129, فإنه تام لانتهاء الدعاء.
3. (قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون)البقرة13.
فالوقف على السفهاء الأول كافي وعلى (لايعلمون) أكثر كفاية.
21) تنبيه : اختلاف نوع الوقف باختلاف الإعراب والقراءات :
قد يكون الوقف كافي على إعراب وغير كافي على إعراب آخر:
مثال (1) : قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ..)البقرة102 فالوقف على كلمة (السحر) يكون كافيا إذا
أعربت (ما) بعدها نافية معنى لم ينزل على الملكين شئ من هذه الأكاذيب.
وإن جعلت (ما) اسم موصول بمعنى الذي يكون الوقف حسنا ، بتقدير: والذي أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت , فلا يبتدأ بها.
لذلك لم توضع علامة في القرآن على كلمة السحر.
مثال (2) : (ونحن له مخلصون) (أم تقولون ..)البقرة140,139.
الوقف على (مخلصون) وقف كافي إن قرئ ما بعدها بتاء الخطاب وذلك على قراءة ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف ورويس.
ويكون الوقف تاما على قراءة الباقين بياء الغيبة.
22) بيان حكمـه ورمـزه :
حكـمه : يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده.
رمـزه : في الطبعات الحديثة ( ) ، في الطبعات القديمة ( ) .
23) بيان الأصل فيه من السنة :
الدليل على جواز الوقف الكافي عن النبي عليه الصلاة والسلام :
طلب النبي عليه الصلاة والسلام من عبدالله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن من أول النساء ، فقال ابن مسعود : أأقرأه عليك وعليك أنزل يا رسول الله ؟
فقال عليه الصلاة والسلام : إني أحب أن اسمعه من غيري ، حتى وصل ابن مسعود إلى قوله تعالى (وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) فقال له حسبك ولم يقل له صدق الله العظيم ، ومعناها طلب منه قطع القراءة وإنهائها على وقف كافي لأن
ما بعدها (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض) النساء42 متعلق بها تعلق معنوي.
كان عبدالله بن مسعود يتميز بحسن صوته ، قال بعض الصحابة عندما صلى بهم عبدالله بن مسعود وقرأ سورة الإخلاص : (وددت لو أنه قرأ البقرة كاملة).
24) سـبب تسـميته :
سبب التسمية : سمي كافياً نظراً للاكتفاء به واستغنائه عما بعده لفظاً أي إعراباً.
25) ضوابطه :
1. أن يكون ما بعده مبتدأ ، مثل (وماالله بغافل عما تعملون أولئك الذين ..).
2. أن يكون ما بعده فعل مستأنف مثل (أو عدل ذلك صياماً ليذوق وبال أمره عفا الله) (فعل مستأنف).
3. أن يكون ما بعده مفعول لفعل محذوف ، مثل : (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (منيبين إليه).
منيبين : مفعول لفعل محذوف وتقديره رجعنا إلى الله منيبين.
4. أن يكون ما بعده استفهام ، مثال : (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) (ألـم يعلموا أن الله).
5. أن يكون بعده همزة إن مكسورة الهمزة ساكنة النون ، مثال:
(ينصركم من دون الرحمن إن الكفرون إلا في غرور).
6. أن يكون ما بعده كلمة( بل )، مثال : (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم) .
26) تعريف الوقف الحسن :
السراج الوهاج
2010-05-18, 09:10 AM
تعريف الوقف الحسن :
الوقف على كلام تم معناه وتعلق بما بعده لفظاً ومعنى .
المراد بالتعلق اللفظي : التعلق من جهة الإعراب كأن يكون ما بعد اللفظ الموقوف عليه شديد التعلق بما قبله أو صفة له أو حالا منه أو معطوفا عليه أو مستثنى منه .
وهناك توضيح آخر أنه يلزم من التعلق اللفظي التعلق المعنوي والعكس غير صحيح.
27) بيان صور وأمثلة الوقف الحسن وموقعه من الآيات :
أولا : على رؤوس الآيات :
1. (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا) (وإذاً لآتينهم من لدنا أجراً عظيماً).
الوقف على ما تحته خط وقف حسن أي يحسن الوقف عليه لكن الابتداء بما بعده فيه تفصيل ، لأن (لو) لها جواب وبداية الجواب من قوله (لكان) وتكملته (وإذاً).
2. (ويومئذ يفرح المؤمنون) (بنصر الله) الوقف على الآية حسن لأن تمام المعنى في قوله تعالى (بنصرالله) فهي جار ومجرور متعلق بالفعل يفرح.
3. (لعلكم تتفكرون) (في الدنيا والآخرة) الوقف حسن لأن الجملة بعدها تعرب جار ومجرور متعلق بالفعل تتفكرون.
4. (الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم) الوقف حسن لأن ما بعدها صفة لله والصفة والموصوف كالشئ الواحد ، فالصفة تتبع موصوفها إعراباً وتذكيراً وتأنيثاً وجمعاً وإفراداً.
في جميع هذه الأمثلة يطلق على الآية بعد الوقف الحسن أنها شديدة التعلق بما قبلها.
ثانيا : في أوساط الآيات :
1. (بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار ..)
الوقف على مافوق الخط حسن لأن ما بعدها (تجري) صفة للجنات ، لكن لا نبتدئ بـ (جنات) لأن هذا الابتداء يوحي أن الجنات تجري لكن الجري هو للأنهار.
2. (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً).
وقف حسن لأن الوقف على الكلمة يعطي معنى يحسن السكوت عليه لكن ما بعده حال للنبي ، أي حال كونه شاهداً ، إعراب كلمة شاهداً : حال من الضمير المفعول في أرسلنك.
3. (الله يبدئ الخلق ثم يعيده).
الوقف حسن ، لكن عندما يريد الاستئناف لا يبتدئ القارئ بـ (ثم) لأنها حرف عاطف تفيد الترتيب والتراخي الزمني.
4. (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين).
في الآية خطاب من الله عز وجل للشيطان ، وفيها استثنى الله فئة من الضمير المجرور في (عليهم).
28 بيـان سـبب تسـميته :
أن الوقف عليه أفاد السامع معنى يحسن السكوت عليه ، مثلاً : (الحمد لله) من الفاتحة أعطت معنى لكن الابتداء بما بعده هو الذي فيه تفصيل.
29) بيـان حكمـه :
يجوز الوقف عليه ، وأما الابتداء بما بعده فيه تفصيل : فإن كان في وسط الآية : يجوز الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظاً ومعنى. فمثلاً لا نبدأ بـ (رب العالمين) إنما نرجع مرة أخرى (الحمد لله رب العالمين)
وإن كان على رأس آية ، فقد اختلف فيه العلماء على 3 مذهب:
المذهب الأول : جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده مطلقاً مهما اشتد تعلقه بما بعده. وهذا المذهب كان يتبعه الرسول عليه الصلاة والسلام لكن الممنوع قطع القراءة وإنهائها نهائياً على ما تعلق بما بعده لفظاً ومعنى .
فمثلاً يقرأ في الصلاة (فويل للمصلين) ثم يقف ويركع لا يصح ، لكن مجرد الوقف ثم يستأنف القراءة وبذلك يكون تم المعنى والمستمع لا يزال يسمع ، لحديث أم سلمة عندما سئلت عن قراءة الرسول عليه الصلاة والسلام فقرأت فإذا بها تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفاً وتقول كان يقطع قراءته تقطيعاً وكان يمد مداً ، ومعنى التقطيع أن يقف على رأس كل ءاية بما أن لديها رقما حتى إن كانت الآية مكونة من كلمة واحدة ,لأن هذا الوقف هو الذي يعين على فهم وتدبر المعنى ، ومعنى يمد مداً، أي يأخذ بوجه المد لأنه يكون أدعى للتدبر.
المذهب الثاني : جواز الوقف الحسن في رؤوس الآيات والابتداء بما بعده في 3 شروط :
1. أن يكون ما بعده مفيداً لمعنى وإلا لا يحسن الابتداء به، وبذلك نصل (لعلكم تتفكرون) (في الدنيا والآخرة).
2. إذا كان ما بعده يوهم معنى فاسدا فلا يصح الابتداء به وإن كان الوقف صحيحاً، مثل (ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله ...) لا يجوز الوقف على كلمة (يقولون) لذلك نجد في بعض الطبعات فوقها رمز ( ) فلابد عندما نبدأ ننسب القول لقائله.
3. إذا كان الوقف عليه يوهم معنى فاسدا فلا يصح الوقف عليه بل يجب وصله ، مثال : (فويل للمصلين * الذين ..) لابد من الوصل لأن المصلين اسم ممدوح، فكيف يمدحهم الله ويكون لهم الويل.
المذهب الثالث : لا يجوز الوقف على رؤوس الآيات ولا غيرها إذا كانت شديدة التعلق بما بعدها. ودليلهم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقف على رأس الآية لبيان تمام الآية لتعليمهم الوقف,ولكن عندما تأكد من تعليمهم للوقف وصلها لاتمام المعنى , ولكن الآن المصاحف مرسوم بها أرقام الآيات ، فلا داعي للوقف.
إذن , المذاهب الثلاثة في الوقف الحسن هي :
ـ الجواز مطلقاً ، إذن نقف وهو السنة.
ـ نقف تحصيلاً لأجر السنة ثم نعيدها مع الوصل.
ـ الوصل مطلقاً.
30) بيان رمزه في رسم المصحف :
رمـزه : ( ) وهو رمز منحوت من كلمة الوصل أولى اختصارا أي نقف لكن ننتبه لوجود التعلق في المعنى واللفظ.
31) بيان الأصل فيه من السنة :
الأصل فيه : حديث أم سلمة السابق ذكره.
32) فائدة في إعراب الإسم الموصول :
كل اسم موصول يمكن أن يعرب على أربعة أوجه ، فهو إما يكون صفة لما قبله ، مثل (الذين هم عن صلاتهم ساهون) وممكن يكون في محل رفع خبر تقديره هم الذين ، أو في محل نصب .. أعني الذين أو يكون في محل رفع مبتدأ – في مواضع سبق ذكرها.
33) توضيح بخصوص عطف المفرد والجمل :
العطف نوعان :
1. عطف مفرد على مفرد ، كما في قوله تعالى في سورة الأحزاب (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ..)
فهذا عطف مفرد فلا يجوز الوقف على كل صفة من هذه الصفات ، وإذا انقطع النفس أثناء القراءة نبدأ من عند آخر صفة قرئت وذلك باتفاق القراء ,لأنه ينظر خبرا في نهاية الآية .
2. عطف جملة على جملة : وهو قسمان :
أ) أن ينتظر خبراً في آخر الآية ، كما في سورة البقرة (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ..).
فهذه جمل معطوفة تنظر اسم إن في آخر الآية ، كلمة (الآيات) اسم إن مؤخر اللام للتوكيد.
الوقف على إحدى هذه الصفات وقف قبيح لا يجوز الوقف عليه إلا اضطرارياً.
ب) أن تكون كل واحدة من الجمل تمثل وحدة مستقلة في المعنى عندئذ يصح الوقف على كل جملة ويكون الوقف كافيا .
كما في قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) وهذا مثله في الوقف على أية المحرمات في سورة النساء فالوقف عندها يكون كافيا لأن فيه عطف مفردات على جمل.
34) بيان تعريف الوقف القبيح :
السراج الوهاج
2010-05-18, 09:10 AM
بيان تعريف الوقف القبيح :
تعريفه : الوقف على كلام لم يتم معناه لشدة تعلقه بما بعده لفظاً ومعنى. أو أفاد معنى غير مراد من الآية الكريمة أو أخل بالعقيدة.
35) أنواعه وأمثلة كل نوع :
من التعريف نجد الأقسام تتدرج من قبيح إلى أقبح :
(1) الوقف على كلام لا يفهم منه معنى ، مثال: الوقف على (بسم) من (بسم الله الرحمن الرحيم) و(الحمد) من (الحمد لله رب العالمين) ، فالوقف على هذا ومثله قبيح لأنه لا يفهم منه شئ ، ولا يعلم إلى أي شئ أضيف.
(2) الوقف على كلمة توهم معنى لم يرده الله سبحانه ، مثل الوقف على قوله تعالى: (فلها النصف ولأبويه) ظاهر الوقف أن الأبوين نصيبهم مشترك مع ما قبلهم في مقدار النصف. وأيضاً الوقف على قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة) في سورة النساء ، فهذا وقف قبيح لأنه يوهم أن الله سبحانه ينهانا عن قربان الصلاة.
وأيضاً الوقف على قوله تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم) فهذا الوقف قبيح لإيهام عطف الكافر على الشاكر في زيادة النعمة.
(3) الوقف على كلمة توهم معنى لا يليق بالله لأن فيه إخلال بالعقيدة وهو أشد الأنواع قبحاً في مثل الوقف على قوله تعالى: (إن الله لا يستحي) و(فبهت الذي كفر و الله) و(للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله) وهذا المثال يعتبر من أشدها قبحاً.
ومنه أيضاً الوقف على النفي الذي بعده إيجاب ، مثل: (فاعلم أنه لا إله) (وما أرسلناك) و (وما خلقت الجن والإنس) و (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها).
36) بيان حكمه وسببه ورمزه في المصحف :
حكـمه : وجوب الوصل وعدم جواز الوقف عليه إلا لضرورة ، ويلزم الابتداء بالكلمة التي وقف عليها إن صلحت وإلا فبالكلمة التي قبل الوقف,أما من قصد به التحريف أثم وربما أفضى قصده الى الكفر.
سـبب تسميته : لقبح الوقف عليه حيث يخل ببهاء التلاوة ويذهب بالمقصود منها.
رمـزه : ( ) غير موجودة في جميع المواضع.
37) علامة الوقف القبيح :
ذكر العلماء قاعدة للوقف القبيح الذي لا يجوز للقارئ أن يقف عليه:
1. لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه (بسم/الله).
2. ولا على الموصوف دون صفته (أهدنا الصراط/المستقيم).
3. ولا على الرافع دون المرفوع (وأولئك /هم المفلحون).
4. ولا على الناصب دون المنصوب (أهدنا/ الصراط).
5. لا يجوز الوقف على إن وأخواتها دون أخبارهن ، مثل (أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات من بعد ما بينه في الكتاب) البقرة 159.
6. الوقف على ظن وأخواتها دون منصوباتها ، مثل (وظنوا/ أن لا ملجأ من الله إلا إليه).
7. ولا بين الشرط وجوابه ، مثال: (ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم).
8. ولا بين القسم وجوابه : (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله).
9. البدل والمبدل منه : (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلها ما بعوضة).
10. الحال وصاحبه : (قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا/ خالصة يوم القيامة).
38 بيان دليله من السنة :
الدليـل : أنه جاء رجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقام خطيباً وبعد أن حمد الله وتشهد قال: (أما بعد ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما) فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: قم بئس خطيب القوم أنت، ألا قلت من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى ، فأنكر الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الوقف القبيح حيث جمع بين حال من أطاع وحال من عصى.
فإن كان الوقف القبيح مستبشعا في الخطب ، فهو في كتاب الله أشد بشاعة.
39) تفصيل القول في أقسام الوقف على الكلمات الآتية :
1. نعـم. 2. بلـى. 3. كـلا.
{1} نعـم :
السراج الوهاج
2010-05-18, 09:12 AM
تفصيل القول في أقسام الوقف على الكلمات الآتية :
1. نعـم. 2. بلـى. 3. كـلا.
{1} نعـم :
هذه الكلمة هي حرف جواب يجاب بها على كلام قبلها .
وقد وقعت في القرآن الكريم في أربعة مواضع يوقف على واحدة فقط والثلاثة الباقية لا يوقف عليها ، فأما الموضع الأول الذي يقف القارئ عليه فهو في سورة الأعراف آية 44 في قوله تعالى (فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم) ويكون الوقف عليها كافي.
أما الثلاثة مواضع التي لا يوقف عليها ، فهي :
1) (قال نعم وإنكم لمن المقربين) سورة الأعراف114 ،
2) (قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين) الشعراء42،
3) (قل نعم وأنتم داخرون) الصافات18.
لايصح الوقف على (نعم) في هذه المواضع الثلاث لأنها معطوفة على الجملة المحذوفة ، فلابد من الوصل لإتمام المعنى.
{2} بـلى :
وقعت في القرآن الكريم في 22 موضعا في 16 سورة ، وهي على 3 أقسام، القسم الأول: ما يختار الوقف عليه لأنها جواب لما قبلها والوقف عليها كافي ، وذلك في 10 مواضع.
1. (أم تقولون على الله مالا تعلمون بلى) : للإيضاح نأتي بالآية من الأول من قوله تعالى (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة) القائل هم اليهود ، زعموا بأن الدنيا سبعة آلاف يوم وأن الله سيعذبهم من كل 1000 يوم يوماً ، فمجموع الأيام تكون 7 أيام فقط ، أو 40 يوم وذلك استناداً إلى قصة موسى عليه السلام عندما أمره الله أن يصوم 30 يوما ، فكأنه كره رائحة فمه فاستاك فأمره الله أن يرجع ويصوم 10 أيام وقال تعالى لموسى : (ألا تعلم أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك) فكان المجموع 40 يوم ذكرت القصة إجمالاً في البقرة وتفصيلها في الأعراف .
وهذا ما ادعاه اليهود أن الله إن أراد تعذيبنا يعذبنا 40 يوم ، فقال الله لنبيه (قل أتخذتم عند الله عهداً) بهذا الكلام ؟ فإن كان فإن الله لا يخلف وعده ، أم أنكم (تقولون على الله مالا تعلمون) ، فأجاب تعالى: (بلى) وهو حرف إيجاب على نفي مسبق موجود في قوله تعالى (لن تمسنا النار) فقوله تعالى بلى ، أي تمسكم إلى الأبد لأنهم ما توا على غير التوحيد.
وبذلك تكون (بلى) إثبات بنفي النفي ، عكس – نعم- فهي إيجاب لكلام سابق.
2. (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى) سورة البقرة111 ، لأنها جواب للنفي والتقدير بلى يدخلها ، لأن اليهود قالوا في أول الآيات (لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصرى) فكأن الجنة على ما زعموا خلقت لهم ، فالله يجيبهم (تلك أمانيهم) فهاتوا دليلا على ما تزعمون ، ويجيب تعالى: (بلى) أي يدخلها غيركم.
3. (ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون بلى من أوفى) آل عمران 75 ، 76
بداية الآية من قوله تعالى (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) ويقصدون بالأميين العرب ، فهم يستبيحون صراحة مال المسلم وعرضه ، والله يرد عليهم (بلى) أي عليكم فيهم سبيل وستؤخذون بكل ما تفعلون.
1. (بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى)آل عمران124, الوقف عليها كاف لتعلقها بما بعدها معنى لا لفظاً. الآيات تتكلم عن غزوة بدر ، حيث لم تنزل الملائكة وتقاتل قتالاً حقيقياً إلا في بدر.
2. (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) الأعراف 172.
قال ابن عباس لو قالوا نعم لكفروا.
3. (ما كنا نعمل من سوء بلى) النحل28 ، أي بلى عملتم السوء ، يقول الله في بداية الآيات (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) في ناس عند الوفاة يكونون ظلمة وناس يكونون طيبين ، فالنوع الأول ماتوا من غير توبة لأنهم ظالمون لأنفسهم بالشرك أو لغيرهم ، (فألقوا السلم) أي الاستسلام التام وذلك عند الاحتضار وقالوا (ماكنا نعمل من سوء) فهم ينفون أعمالهم فيرد سبحانه (بلى) أي بلى عملتم السوء.
4. (بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم) يس81, فالمعنى بلى قادر على ذلك .
5. (قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى) أي بلى أتتنا الرسل فالوقف عليها كاف.
6. (ولم يعيي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى ...) الأحقاف33.
الوقف عليها كاف وتام عند الإمام نافع ، والمعنى بلى يقدر.
7. (إنه ظن أن لن يحور بلى)الانشقاق14 , والمعنى بلى يرجع الى ربه .
القسم الثاني :
يمتنع الوقف عليها لتعلقها بما بعدها ، أي توصل بما بعدها , وذلك في سبعة مواضع :
1. (قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا)الأنعام 30, لأن بعدها صيغة قسم فالوقف عليها فيه فصل مقول القول عن قائله.
1. (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً) النحل38.
2. (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم ) سبأ3.
3. (لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي) الزمر59 ، الموضع الأول60.
4. (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا) الأحقاف24.
5. (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي) التغابن7.
6. (بلى قادرين على أن نسوي بنـانه) القيامة4.
القسم الثالث :
ما يخير القارئ فيه بين الوقف عليها أو وصلها بما بعدها والأرجح فيها الوصل ، وذلك في خمسة مواضع:
1. (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) البقرة260.
2. (قالوا بلى ولكن حقت كلمت العذاب) الزمر71.
3. (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) الزخرف80, والمعنى بلى تسمع .
4. (ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم) الحديد14.
5. (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا) الملك9,8 .
{3} كـلا :
وقعت في القرآن في 33 موضعا في 15 سورة كلها في النصف الثاني من القرآن الكريم كلها نزلت في القرآن المكي ، تنقسم إلى أربعة أقسام :
القسم الأول :
ما يحسن الوقف عليه على معنى الرد لما قبلها وهو الاختيار وهناك قول آخر يجوز الابتداء بها على معنى حقاً ، وذلك في 11 موضعا:
1. (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً كلا) مريم78.
سبب نزول الآية : نزلت في العاص بن وائل الذي قال عنه تعالى (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) ، كان الصحابي خباب بن الأرت له دين على العاص فذهب يطلب الدين منه ، فرد عليه قائلاً: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد ، فقال خباب: لن أكفر حتى تموت وتبعث ، فقال العاص : إذن دعني حتى أموت وأبعث وأعطيك المال ، وهذا من باب الاستبعاد لقدرة الله. وقال إن أنا مت وبعثت فالله سيعطيني مالاً وولداً مثل حاله في الدنيا ، فالله يرد عليه بـ (كلا) التي تفيد الردع والزجر فالله تعالى في الآيات يقول هل أطلع على اللوح المحفوظ وعلم ذلك (أم اتخذ عند الرحمن عهداً) فالله يردعه ويرد عليهم بقوله تعالى (سنكتب مايقول).
2. (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً كلا) مريم78.
الله عز وجل يرد على افتراءاتهم بـ (كلا) أي ازدجروا عن هذه العقيدة الخاطئة وفي النار سيكفرون بها.
يقول تعالى : (أنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) قال أحد المشركين بعد نزولها : أنا أستطيع أن أحاجج محمدا ، فقال له : إذا كان العابد والمعبود في النار ، واليهود عبدوا عزيز والمسيح عبدوا عيسى فالجميع في النار ، فقال تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) فهم لم يرضوا بعبادتهم.,
الوقف على الموضع (1) و (2) تام وقيل كافي وهو الراجح.
3. (لعلى أعمل صالحاً فيما تركت كلا أنها كلمة هو قائلها) المؤمنون 100.
4. (قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا) سبأ 27.
قيل تام للإمام نافع وأبي حاتم وكافي عند الجمهور.
5. (ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه كلا) المعارج 14 ، الوقف عليها تام
يقول تعالى إن المجرم يوم القيامة (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه) أي يريد أن يفتدي نفسه من العذاب ببنيه ؟!! وهم أعز شخص ومخلوق لديه ، وزوجته وإخوانه وقبيلته والأرض ، فالله يرد عليهم (كلا إنها لظى) وهي اسم من أسماء النار ولها 7 أسماء و7 أبواب.
1. (أيطمع كل أمرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا) المعارج38 ، الوقف تام.
2. (ثم يطمع أن أزيد كلا) المدثر15 ، وقف تام أي لا أفعل.
3. (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتي صحفاً منشرة كلا) المدثر 52 وقف تام على أنها للردع ,أي أن الكفار لا يعطون الصحف التي أرادوها .
4. (إذا تتلى عليه ءاياتنا قال أساطير الأولين كلا ) المطففين 13 ، الوقف تام|.
5. (فيقول ربي أهنن كلا ) الفجر16 ، الوقف تام ، وكافي عند ابن الجزري.
6. (يحسب أن ما له أخلده كلا ) الهمزة3 ، تام وقيل كافي.
السراج الوهاج
2010-05-18, 09:13 AM
القسم الثاني :
مالا يحسن الوقف عليه ولكن يبتدئ بها ، وذلك في 18 موضعا:
1. (وماهي إلا ذكرى للبشر كلا والقمر) المدثر31.
2. (بل لا يخافون الآخرة كلا إنه تذكرة) المدثر53.
3. (يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر) القيامة10.
4. (ثم إن علينا بيانه كلا بل تحبون) القيامة19.
5. (تظن أن يفعل بها فاقرة كلا إذا بلغت التراقي) القيامة25.
6. (الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون) النبأ3.
7. (فأنت عنه تلهى كلا) عبس10 ، 11.
8. (ثم إذا شاء أنشره كلا لما يقض ما أمره) عبس 23,22 .
9. (في أي صورة ماشاء ركبك كلا بل تكذبون بالدين) الإنفطار 8 ، 9.
10. (يوم يقوم الناس لرب العالمين كلا إن كتاب الفجار) المطففين 6 ،7.
1. (ماكانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) المطففين 15,14.
2. (ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون كلا إن كتاب الأبرار) المطففين 17، 18.
3. (وتحبون المال حباً جماً كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً) الفجر 20 ، 21.
4. (علم الإنسان مالم يعلم كلا) العلق 5 ،6.
5. (ألم يعلم بأن الله يرى * كلا) العلق 14، 15.
6. (ستدع الزبانية * كلا لا تطعه) العلق 18 ، 19.
7. (حتى زرتم المقابر* كلا سوف تعلمون) التكاثر 2 ،3.
8. (كلا لو تعلمون علم اليقين) التكاثر5.
القسم الثالث : مالا يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بها ، بل تكون موصولة بما قبلها من الكلام وبما بعدها ، وذلك في موضعين :
1. (ثم كلا سيعلمون) النبأ 5.
2. (ثم كلا سوف تعلمون) التكاثر4.
القسم الرابع : ما يحسن الوقف عليها ولا يجوز الابتداء بها بل توصل بما قبلها ، وذلك في موضعين :
1. (قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون) الشعراء 15,الوقف عليها تام عند أبي عمرو ونافع .
2. (قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين) الشعراء61 ، 62 الوقف عليها تام عند أبي عمر ونافع وأبي حاتم وكاف عند غيرهما.
40) بيان المواقف التي يجوز الوقف عليها في الكلمات الآتية : ذلك ، كذلك ، هـذا :
{1} ذلك :
معناها ذا : اسم إشارة ، لـ : للبعد ، ك : للخطاب تستعمل في بعض مواضعها للفصل بين الكلامين أو بين طرفي كلام واحد ولا يوقف عليها إلا في هذه المواضع الأربعة :
1. (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) الحج 30.
2. (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج32.
3. (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه ليصرنه الله) الحج 60.
4. (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض) محمد 4.
الوقف على – ذلك – كاف لأنها لا تتعلق بما بعدها لفظاً وما بعدها مستأنف لا محل له من الإعراب ، وهي متعلقة بما قبلها لفظاً ، وفيها 3 أعاريب :
أ. الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف .
ب. مبتدأ خبره محذوف .
ج. في محل نصب لفعل محذوف.
{2} كذلك :
يؤتي بها للانتقال من غرض إلى غرض ومن قصة إلى قصة ، ويصح الوقف على – كذلك – في أربعة مواضع :
1. (كذلك وقد أحطنا بما لديه خبراً) الكهف 91 : الوقف عليها كافي.
2. (كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء) فاطر28 : الوقف عليها كاف.
3. (كذلك وأورثناها بني إسرائيل) الشعراء 59 : الوقف عليها كاف أو حسن.
4. (كذلك وأورثناها قوماً ءاخرين) الدخان 28: الوقف عليها كاف أو حسن.
{3} هـذا :
معناها : تفيد الخروج من غرض إلى غرض آخر مناسب للأول ويحسن الوقف عليها في موضعين :
1. (هذا وإن للطغين لشر مئاب) ص آية55,الوقف عليها تام أو حسن.
2. (هذا فليذوقوه حميم وغساق) ص57,الوقف عليها تام.
وقد ورد الخلاف في الوقف على موضع ثالث والراجح عدم الوقف عليه ، وهو في قوله تعالى: (قالوا من بعثنا من مرقدنا هذا)سورة يس آية52.
41) بيان ما يتعلق بالوقف الشاذ أو ما يسميه بعض أهل العلم بوقف التعسف :
هذه الوقوف يلجأ إليها بعض القراء المحترفين الذين يتأكلون بالقراءة.
ويأخذون عليها أجراً ، وهي :
1. (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) البقرة6 ، فالوقف على ما فوق الخط مخالف للغة مخالفة صريحة ولجميع الأوجه ، لأنه يحمل اللفظ مالا يطيق.
2. (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) البقرة 158.
3. (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا) آخر آية في البقرة.
4. (بما قدمت إيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً) النساء 62.
الوقف على ما فوق الخط يجعل من الجار والمجرور صيغة قسم ، وهي لا تصلح لعدم وجود جواب القسم ، وصيغة القسم دائماً إذا أتت بالباء تسبق بالفعل (أقسموا).
5. (ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته) المائدة أيضاً هذا الوقف جعل من الجار والمجرور بعده قسم.
. (قالوا ياموسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز) الأعراف134.
7. (وإذ قال لقمان لإبنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) لقمان13.
8. (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم)الأنعام 3 .
9. (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)القصص68.
10. (فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) الروم 47.
11. (عينا فيها تسمى سلسبيلها) الإنسان18.
الابتداء سلسبيلا يكون بمعنى : سل (فعل أمر) + سبيلا (طريقاً).
ن يطوف بهما)12. (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) التكوير29.
13. (وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً) الإنسان 20.
14. (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك)القصص25.
حكمـه : لايجوز للقارئ تعمد شئ من هذه الوقوف وما شاكلها إلا لضرورة كضيق نفس أو عطاس ثم يبدأ مستأنفاً بما وقف عليه إن صح الابتداء به وإلا فبما قبله.
السراج الوهاج
2010-05-18, 09:29 AM
سورة الفاتحة
مكية مدنية لأنها نزلت مرتين مرة بمكة حين فرضت الصلاة ومرة بالمدينة حين حولت القبلة
وهي سبع آيات إجماعاً
لكن عد بعضهم البسملة منها والسابعة صراط الذين إلى آخرها
وإن لم تكن منها فالسابعة غير المغضوب إلى آخرها
وكلمها مع البسملة تسع وعشرون كلمة
وبغيرها خمس وعشرون كلمة
وحروفها بالبسملة وبقراءة ملك بغير ألف مائة وأحد وأربعون حرفاً قاله الأسنوي على أنَّ ما حذف رسماً لا يحسب
لأنَّ الكلمة تزيد حروفها في اللفظ دون الخط وبيان ذلك أن الحروف الملفوظ بها ولو في حالة كألفات الوصل وهي بها مائة وسبعة وأربعون حرفاً
وقد اتفق علماء الرسم على حذف ست ألفات ألف اسم من بسم وألف بعد لام الجلالة مرتين وبعد ميم الرحمن مرتين وبعد عين العالمين
والحق الذي لا محيص عنه اعتبار اللفظ وعليه فهل تعتبر ألفات الوصل نظراً إلى أنها قد يتلفظ بها في حالة الابتداء
أو لأنها محذوفة من اللفظ غالباً كل محتمل والأول أوجه فتحسب مائة وسبعة وأربعين حرفاً غير شداتها الأربعة عشر
وفيها ثلاثة وعشرون وقفاً
أربعة تامة
وستة جائزة يحسن الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بما بعدها لأنَّ التعلق فيها من جهة اللفظ والوقف حسن إذ الابتداء لا يكون إلاَّ مستقلاً بالمعنى المقصود
وثلاثة عشر يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها
فالتامة أربعة البسملة والدين ونستعين والضالين على عد أهل الكوفة وثلاثة على عد أهل المدينة والبصرة هو الدين ونستعين والضالين ومن قوله اهدنا إلى آخرها سؤال من العبد لمولاه متصل بعضه ببعض فلا يقطع لشدة تعلق بعضه ببعض)
(والجائزة) الحمد لله والعالمين والرحيم وإياك نعبد والمستقيم وأنعمت عليهم لكونه رأس آية وإنما جاز الوقف عليها على وجه التسامح ولا ينبغي الوقف على الأخير سواء نصب غير بدلاً أو نعتاً أو حالاً أو على الاستثناء قال أبو العلاء الهمداني ومن قرأ غير الرفع خبر مبتدأ محذوف حسن الابتداء به وهي قراءة شاذة
(والثلاثة عشر) التي يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها الحمد ورب ويوم وإياك فيهما واهدنا والصراط والذين وغير والمغضوب وعليهم الثاني ولا شك أنَّ الواقف على تلك الوقوف أحق أن يوسم بالجهل كما لا يخفى وبيان قبحها يطول
ما شاء الله ولا قوة الا بالله
أختي السراج الوهاج باركَ الله فيكِ
وجزاكِ عنا كل خير
لكن هناك شيء ممكن تبطيء في عرض الموضوع قليلا لكي نتواصل معك
أثابكِ الله ورفع قدرك
أبوحمزة السيوطي
2010-05-18, 09:52 AM
بارك الله فيك أختنا الكريمة السراج الوهاج
نفع الله بك وزادك من فضله
لو تفضلتي علينا أيضاً بأمثلة فيها زيادة معنى مما تلقيته وتكون جديدة علينا أيضاً
وجزاك الله خيراً
ذو الفقار
2010-05-18, 10:13 AM
جزاكم الله خيراً أختي الكريمة ونفعكم ونفع بكم ، أشد على ايديكم أختي الكريمة أن تكثروا من هذه المواضيع النافعة
نسأل الله لكم الأجر والثواب
أبوحمزة السيوطي
2010-05-18, 10:30 AM
وقف حسن :
في قوله تعالى :
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) } الأنعام
يقف القارئ عند { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ }
ثم يبدأ { الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir