قلم من نار
2010-05-21, 03:13 PM
الحمد لله الذى حفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما حفظ كتابه فتكفل سبحانه بحفظ كتابه وقيض لسنة نبيه رجال انفقوا اعمارهم فى سبيل حفظ سنة نبيه بل كان احدهم يسافر الشهور طلبا لحديث واحد والتاكد من سنده فحظيت هذه الامة بما لم تحظى به امة اخرى ميزت بعلم حديثها وصونها لكلام نبيها عن التحريف او التبديل او دخول فيه ماليس فيه
حتى قال مرجليوث وكان من اشد اعداء الاسلام والذى لم يدع بابا من ابواب الاسلام الا طعن فيه لكن امام متانة هذا العلم وشموخة يجد نفسه مجبرا للاعتراف بمتانته وقوته وشموخه فقال (ليهنأ المسلمون بعلم حديثهم ) وذلك لما حظى به هذا العلم من اهتمام من السابقون واللاحقون والسبب فى ذلك انه يختص بحفظ اقوال النبى صلى الله عليه وسلم
لكننا نجد فى احدى مواضيع قول ياخروف واحنا معاك نجد سافه احمق يخرج علينا باحدى سخافاته التى لم تنقطع والتى تنضح بالجهل وتنم عن كم من الغباء لا مثيل له بين قومه طارحا تساؤلا اجاب عليه قبل ان يطرحه ببضعه كلمات لكن لو تأمل هذا الجاهل الامر ما قال ما قال ولا تسائل ولكن من اين له بالعقل وكأنى به يحاول ان يؤول كلام يسوع اذ قال (واما الرجل ففارغ عديم العقل )
يقول هذا الجاهل
نجد ان محمد نبى الإسلام بن آمنه قد تحدث بأحاديث كثيرة ومنها ما هو موضوع ومدسوس ومن الإسرائيليات والضعيف والذى لا سند ولا متن له
والسؤال الآن هو إذا كانت السنة النبوية المحمدية هى المصدر الثانى للتشريع إن لم تكن فى الحثيقة المصدر الأول له ولفهم المسلمين هذا القرآن
فلماذا لم يحم ِ و يحافظ إله القرآن على أحاديث نبيه طالما انها المصدر الثانى للتشريع ؟
يبدأ هذ الجاهل موضوعه بمجموعه كلمات ركبها بجوار بعضها دون وعى لما يسطر او يكتب وكأن النبى صلى الله عليه وسلم هو من تحدث بالموضوع او الضعيف
ثم يختم جملته بأن يصل الى ذروة الغباء فيقول ولا متن له وسبحان الله كيف يصدر هذا عن عاقل فيقول فى بداية الامر تحدث باحاديث كثيرة ثم يقول منها من لامتن له
وكأنه رأى فى كتب العلماء او سمع من اقوالهم سندا دون متن هل يقول بهذا عاقل فهل يصح ان اقول مثلا عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة ثم اسكت دون سرد المتن واقول هذا حديث ؟
فان عذرناه بجهله فى قوله ان النبى تحدث بالضعيف وفى حقيقة الامر لا عذر الا لمخبول او معتوه فكيف نعذره فقوله انه تحدث بما لا متن له والله ان المرء منا ليشفق على هؤلاء الخراف مما يعانون منه من الغباء الذى لا مثيل له
ورغم ان هذا السطر الذى ذكره على ما فيه من مغالطات واخطاء ينسف سؤاله
لماذا لم يحافظ اله القرآن على احاديث نبيه ؟
اذ ان معرفة الصحيح من الضعيف وتمييز الضعيف من الصحيح هو الحفظ بعينه فماذا يعنى الحفظ الا ان نميز كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم من غيره
الا اننا بحول الله سنتناول الامر بشىء من التفصيل لعل مثل هذا الجاهل يفهم فيكف عنا نباحه
بداية هل السنة محفوظة بحفظ الله كالقرآن ام لا ؟
نقول نعم محفوظة بحفظ الله كالقرآن قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
قال الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى : ( فأما السنة ؛ فقد تكفل الله بحفظها أيضاً ؛ لأن تكفله بحفظ القرآن يستلزم تكفله بحفظ بيانه وهو السنة ، وحفظ لسانه وهو العربية ؛ إذ المقصود بقاء الحجة قائمة والهداية باقية ، بحيث ينالها من يطلبها ؛ لأن محمداً خاتم الأنبياء ، وشريعته خاتِمة الشرائع ، بل دلَّ على ذلك قوله : { ثمّ إن علينا بيانه } فحفظَ الله السنة في صدور الصحابة والتابعين حتى كتبت و دوِّنت ) [ الأنوار الكاشفة ص33 ، نقلاً عن كتاب :تغيُر الفتوى . للشيخ محمد بازمول ص11 ]
وقال الإمام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى : ( ولا شك أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي منزل, فقد حفظها الله كما حفظ كتابه, وقيض الله لها علماء نقادا, ينفون عنها تحريف المبطلين, وتأويل الجاهلين, ويذبون عنها كل ما ألصقه بها الجاهلون والكذابون والملحدون؛ لأن الله سبحانه جعلها تفسيرا لكتابه الكريم, وبيانا لما أجمل فيه من الأحكام, وضمنها أحكاما أخرى, لم ينص عليها الكتاب العزيز, كتفصيل أحكام الرضاع, وبعض أحكام المواريث, وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها, وبين المرأة وخالتها, إلى غير ذلك من الأحكام التي جاءت بها السنة الصحيحة ولم تذكر في كتاب الله عز وجل ) [ فتاوى الشيخ 1/221 ]
قال الإمام ابن حزم رحمه الله :
" فمضمون عند كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن ما تكفل الله عز وجل بحفظه : فهو غير ضائع أبدا ، لا يشك في ذلك مسلم ، وكلام النبي صلى الله عليه و سلم كله وحي ، بقوله تعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم/3، 4 . والوحي ذكر بإجماع الأمة كلها ، والذكر محفوظ بالنص ؛ فكلامه عليه السلام محفوظ بحفظ الله عز و جل ضرورة ، منقول كله إلينا لا بد من ذلك " . انتهى . "الإحكام في أصول الأحكام" (2/201)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ولكن هذه الأمة حفظ الله لها ما أنزله ، كما قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فما في تفسير القرآن ، أو نقل الحديث ، أو تفسيره ، مِن غلط : فإن الله يقيم له من الأمة مَن يبينه ويذكر الدليل على غلط الغالط وكذب الكاذب ، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة ، إذ كانوا آخر الأمم ، فلا نبي بعد نبيهم ، ولا كتاب بعد كتابهم " انتهى.
" الجواب الصحيح " (3/38-39)
والعجيب انه قال هو إذا كانت السنة النبوية المحمدية هى المصدر الثانى للتشريع إن لم تكن فى الحثيقة المصدر الأول له ولفهم المسلمين هذا القرآن
وبغض النظر عن فلسفته ومحاولته التعالم فقد قال ان السنة هى المصدر لفهم القرآن وقد اصاب فهى قاضية على القرآن اى مبينة له فاذا كانت السنة مبينة للقرآن افلا يستلزم من ذلك ان يحفظها الله بحفظ القرآن فهى المبينة لمعانيه الموضحة لها
قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) والحفظ يتضمن حفظ اللفظ من التغير او التبديل وحفظ المعنى من التحريف وصرفه الى غير مراده ولما كانت السنة موضحه للقرآن فتدخل ضمنيا فى الاية لان لها الدور الاكبر فى حفظ معانى القرآن والمراد منها فبضياع السنة تضيع الشريعة وتحرف معانى القرآن لذا فان الاية تدل على حفظ القرآن بدلالة المطابقة وتدل على حفظ السنة بدلالة التضمين ولكن ماذا نفعل فى هذه العقول المغيبة التى لا نجنى منها الا الطعن بجهل ودون علم
قال تعالى(وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم)
ويشرح ابن حزم عبارة "الذكر" الواردة في الآية بالوحي فيقول: "ولا خلاف بين أحدٍ من أهل اللغة والشريعة في أنّ كل وحي نزل من عند الله فهو ذكر منـزّل" وردّ على من زعم أنّ المراد بالذكر في الآية "القرآن وحده" بقوله: "هذه دعوى كاذبة مجرّدة عن البرهان، وتخصيص للذكر بلا دليل والذكر اسم واقع على كلّ ما أنزل الله على نبيه r من قرآن وسنة.
اذا اتضح مما مضى حفظ الله لسنة نبيه ؟
بل نجد ايضا حرص النبى صلى الله عليه وسلم على حفظ سنته واقواله وتنبيه صحابته على ذلك وذكر فضل ذلك وفيما يلى نستعرض شيئا من ذلك
فقد رغب صلى الله عليه وسلم فى حفظ السنة وتبليغها فقال صلى الله عليه وسلم ((نضَّر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه، فرب مُبَلَّغٍ أوعى من سامع ))
قالت عائشة رضي الله عنها فيما أخرجه الترمذي: " ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يحفظه من جلس إليه ".
وايضا كان صلى الله عليه وسلم يكرر حديثه حتى يفهم عنه ويحفظه صحابته
عن أنس بن مالك عن النبي : (أنّه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ، حتى تفهم عنه)
عن البراء بن عازب أن رسول الله قال : (إذا أخذت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوّضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ، واجعلهن من آخر كلامك ، فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة) .
قال : فردّدتهن لأستذكرهن ، فقلت : آمنت برسولك الذي أرسلت ، قال : (قل : آمنت بنبيك الذي أرسلت)
فهاهو هو البراء بن عازب رضى الله عنه يكرر ما سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم لئلا ينسى شيئا من قوله ثم يرددها فيقول آمنت برسولك فيصحح له النبى صلى الله عليه وسلم فيقول له قل آمنت بنبيك وهذا ان اوحى بشىء فانه يوحى بانهم رضى الله عنهم كانوا يرددون الحديث امام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحح لهم ما اخطئوا فيه عناية منهم وحرصا منهم ومن رسول الله عليه وسلم على حفظ كلماته صلى الله عليه وسلم
بل حذر اصحابه ومن بعدهم من ان يتقول احدهم عليه او ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله قال صلى الله عليه وسلم (من كذب على فليتبوأ مقعده من النار)
لم يكن يطيل الحديث بل كان كلامه قصداً، قالت عائشة فيما هو متفق عليه: " كان يحدِّث حديثاً لو عدَّه العادُّ لأحصاه ".
أنه كثيراً ما يعيد الحديث لتعيه الصدور، روى البخاري و غيره عن أنس فقال: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه ".
كل هذا كان من حرص النبى صلى الله عليه وسلم ان يفهم اصحابه رضوان الله عليهم ما يقوله صلى الله عليه وسلم ويحفظونه
وهكذا كان حرص اصحابه رضوان الله عليهم على حفظ سنة النبى صلى الله عليه وسلم
ورد في الحديث الصحيح أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " من حدَّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبَين ".
إذاً فقد كان من طبع الصحابة الحرص الشديد و الخوف من الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف لا وقد مدحهم النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه البخاري: " الله الله في أصحابي لا تسبوهم ولا تؤذوهم فمن آذاهم فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله، والذي نفسي بيده لو أنَّ أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم و لا نصيفه ".
روى ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب أنَّ جدةً جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تُوَرَّث فقال: " ما أجد لكِ في كتاب الله شيئاً وما علِمتُ أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر لكِ شيئاً "، ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال: " سمعتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيها السدس" فقال: "هل معك أحد "؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه ( أي أعطاها السدس ).
و عن سعيد أنَّ أبا موسى رضي الله عنه سلَّم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من وراء الباب ثلاث مرات فلم يُؤذن له فرجع فأرسل عمر في أثره فقال: لم رجعت؟ قال:" سمعتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا سلَّم أحدكم ثلاثاً فلم يجب فليرجع "، قال: "لتأتيني على ذلك ببيِّنة أو لأفعلنَّ بك "، فجاءنا أبو موسى منتقعاً لونه و نحن جلوس فقلنا:" ما شأنك "؟ فأخبرنا و قال: " فهل سمع أحد منكم "؟ فقلنا: " نعم كلنا سمعه "، فأرسلوا معه رجلاً منهم حتى أتى عمر فأخبره. و قد قال عمر لغير واحد من الصحابة: " أما إني لم أتهمك و لكنني أحببتُ أن أتثبَّت ".
عن عروة ابن الزبير قال : قالت لي عائشة رضي الله عنها : يا بني يبلغني أنك تكتب عني الحديث ، ثم تعود فتكتبه ، فقلت لها : أسمعه منك على شيء ، ثم أعود فأسمعه على غيره ، فقالت : هل تسمع في المعنى خلافاً ؟ قلت : لا ، قالت : لا بأس بذلك
عن عروة بن الزبير قال : قالت لي عائشة : يا ابن أختي ، بلغني أن عبد الله بن عمرو مارّ بنا إلى الحج فالقه فسائله ، فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً ، قال : فلقيته ، فسألته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عروة : فكان فيما ذكر : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعاً ، ولكن يقبض العلماء ، فيرفع العلم معهم ، ويبقى في الناس رؤساء جهال يفتونهم بغير علم ، فيضلون ويضلون) ، قال عروة : فلما حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته ، قالت : أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ !
قال عروة : حتى إذا كان قابل : قالت له : إن ابن عمرو قد قدم ، فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم ، قال : فلقيته فسألته ، فذكره لي نحو ما حدثني به في مرته الأولى . قال عروة : فلما أخبرتها بذلك ، قالت : ما أحسبه إلا قد صدق ، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص شيئاً ، وفي رواية للبخاري أنها قالت : والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو
يتبع
حتى قال مرجليوث وكان من اشد اعداء الاسلام والذى لم يدع بابا من ابواب الاسلام الا طعن فيه لكن امام متانة هذا العلم وشموخة يجد نفسه مجبرا للاعتراف بمتانته وقوته وشموخه فقال (ليهنأ المسلمون بعلم حديثهم ) وذلك لما حظى به هذا العلم من اهتمام من السابقون واللاحقون والسبب فى ذلك انه يختص بحفظ اقوال النبى صلى الله عليه وسلم
لكننا نجد فى احدى مواضيع قول ياخروف واحنا معاك نجد سافه احمق يخرج علينا باحدى سخافاته التى لم تنقطع والتى تنضح بالجهل وتنم عن كم من الغباء لا مثيل له بين قومه طارحا تساؤلا اجاب عليه قبل ان يطرحه ببضعه كلمات لكن لو تأمل هذا الجاهل الامر ما قال ما قال ولا تسائل ولكن من اين له بالعقل وكأنى به يحاول ان يؤول كلام يسوع اذ قال (واما الرجل ففارغ عديم العقل )
يقول هذا الجاهل
نجد ان محمد نبى الإسلام بن آمنه قد تحدث بأحاديث كثيرة ومنها ما هو موضوع ومدسوس ومن الإسرائيليات والضعيف والذى لا سند ولا متن له
والسؤال الآن هو إذا كانت السنة النبوية المحمدية هى المصدر الثانى للتشريع إن لم تكن فى الحثيقة المصدر الأول له ولفهم المسلمين هذا القرآن
فلماذا لم يحم ِ و يحافظ إله القرآن على أحاديث نبيه طالما انها المصدر الثانى للتشريع ؟
يبدأ هذ الجاهل موضوعه بمجموعه كلمات ركبها بجوار بعضها دون وعى لما يسطر او يكتب وكأن النبى صلى الله عليه وسلم هو من تحدث بالموضوع او الضعيف
ثم يختم جملته بأن يصل الى ذروة الغباء فيقول ولا متن له وسبحان الله كيف يصدر هذا عن عاقل فيقول فى بداية الامر تحدث باحاديث كثيرة ثم يقول منها من لامتن له
وكأنه رأى فى كتب العلماء او سمع من اقوالهم سندا دون متن هل يقول بهذا عاقل فهل يصح ان اقول مثلا عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة ثم اسكت دون سرد المتن واقول هذا حديث ؟
فان عذرناه بجهله فى قوله ان النبى تحدث بالضعيف وفى حقيقة الامر لا عذر الا لمخبول او معتوه فكيف نعذره فقوله انه تحدث بما لا متن له والله ان المرء منا ليشفق على هؤلاء الخراف مما يعانون منه من الغباء الذى لا مثيل له
ورغم ان هذا السطر الذى ذكره على ما فيه من مغالطات واخطاء ينسف سؤاله
لماذا لم يحافظ اله القرآن على احاديث نبيه ؟
اذ ان معرفة الصحيح من الضعيف وتمييز الضعيف من الصحيح هو الحفظ بعينه فماذا يعنى الحفظ الا ان نميز كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم من غيره
الا اننا بحول الله سنتناول الامر بشىء من التفصيل لعل مثل هذا الجاهل يفهم فيكف عنا نباحه
بداية هل السنة محفوظة بحفظ الله كالقرآن ام لا ؟
نقول نعم محفوظة بحفظ الله كالقرآن قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
قال الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى : ( فأما السنة ؛ فقد تكفل الله بحفظها أيضاً ؛ لأن تكفله بحفظ القرآن يستلزم تكفله بحفظ بيانه وهو السنة ، وحفظ لسانه وهو العربية ؛ إذ المقصود بقاء الحجة قائمة والهداية باقية ، بحيث ينالها من يطلبها ؛ لأن محمداً خاتم الأنبياء ، وشريعته خاتِمة الشرائع ، بل دلَّ على ذلك قوله : { ثمّ إن علينا بيانه } فحفظَ الله السنة في صدور الصحابة والتابعين حتى كتبت و دوِّنت ) [ الأنوار الكاشفة ص33 ، نقلاً عن كتاب :تغيُر الفتوى . للشيخ محمد بازمول ص11 ]
وقال الإمام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى : ( ولا شك أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي منزل, فقد حفظها الله كما حفظ كتابه, وقيض الله لها علماء نقادا, ينفون عنها تحريف المبطلين, وتأويل الجاهلين, ويذبون عنها كل ما ألصقه بها الجاهلون والكذابون والملحدون؛ لأن الله سبحانه جعلها تفسيرا لكتابه الكريم, وبيانا لما أجمل فيه من الأحكام, وضمنها أحكاما أخرى, لم ينص عليها الكتاب العزيز, كتفصيل أحكام الرضاع, وبعض أحكام المواريث, وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها, وبين المرأة وخالتها, إلى غير ذلك من الأحكام التي جاءت بها السنة الصحيحة ولم تذكر في كتاب الله عز وجل ) [ فتاوى الشيخ 1/221 ]
قال الإمام ابن حزم رحمه الله :
" فمضمون عند كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن ما تكفل الله عز وجل بحفظه : فهو غير ضائع أبدا ، لا يشك في ذلك مسلم ، وكلام النبي صلى الله عليه و سلم كله وحي ، بقوله تعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم/3، 4 . والوحي ذكر بإجماع الأمة كلها ، والذكر محفوظ بالنص ؛ فكلامه عليه السلام محفوظ بحفظ الله عز و جل ضرورة ، منقول كله إلينا لا بد من ذلك " . انتهى . "الإحكام في أصول الأحكام" (2/201)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ولكن هذه الأمة حفظ الله لها ما أنزله ، كما قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فما في تفسير القرآن ، أو نقل الحديث ، أو تفسيره ، مِن غلط : فإن الله يقيم له من الأمة مَن يبينه ويذكر الدليل على غلط الغالط وكذب الكاذب ، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة ، إذ كانوا آخر الأمم ، فلا نبي بعد نبيهم ، ولا كتاب بعد كتابهم " انتهى.
" الجواب الصحيح " (3/38-39)
والعجيب انه قال هو إذا كانت السنة النبوية المحمدية هى المصدر الثانى للتشريع إن لم تكن فى الحثيقة المصدر الأول له ولفهم المسلمين هذا القرآن
وبغض النظر عن فلسفته ومحاولته التعالم فقد قال ان السنة هى المصدر لفهم القرآن وقد اصاب فهى قاضية على القرآن اى مبينة له فاذا كانت السنة مبينة للقرآن افلا يستلزم من ذلك ان يحفظها الله بحفظ القرآن فهى المبينة لمعانيه الموضحة لها
قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) والحفظ يتضمن حفظ اللفظ من التغير او التبديل وحفظ المعنى من التحريف وصرفه الى غير مراده ولما كانت السنة موضحه للقرآن فتدخل ضمنيا فى الاية لان لها الدور الاكبر فى حفظ معانى القرآن والمراد منها فبضياع السنة تضيع الشريعة وتحرف معانى القرآن لذا فان الاية تدل على حفظ القرآن بدلالة المطابقة وتدل على حفظ السنة بدلالة التضمين ولكن ماذا نفعل فى هذه العقول المغيبة التى لا نجنى منها الا الطعن بجهل ودون علم
قال تعالى(وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم)
ويشرح ابن حزم عبارة "الذكر" الواردة في الآية بالوحي فيقول: "ولا خلاف بين أحدٍ من أهل اللغة والشريعة في أنّ كل وحي نزل من عند الله فهو ذكر منـزّل" وردّ على من زعم أنّ المراد بالذكر في الآية "القرآن وحده" بقوله: "هذه دعوى كاذبة مجرّدة عن البرهان، وتخصيص للذكر بلا دليل والذكر اسم واقع على كلّ ما أنزل الله على نبيه r من قرآن وسنة.
اذا اتضح مما مضى حفظ الله لسنة نبيه ؟
بل نجد ايضا حرص النبى صلى الله عليه وسلم على حفظ سنته واقواله وتنبيه صحابته على ذلك وذكر فضل ذلك وفيما يلى نستعرض شيئا من ذلك
فقد رغب صلى الله عليه وسلم فى حفظ السنة وتبليغها فقال صلى الله عليه وسلم ((نضَّر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه، فرب مُبَلَّغٍ أوعى من سامع ))
قالت عائشة رضي الله عنها فيما أخرجه الترمذي: " ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يحفظه من جلس إليه ".
وايضا كان صلى الله عليه وسلم يكرر حديثه حتى يفهم عنه ويحفظه صحابته
عن أنس بن مالك عن النبي : (أنّه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ، حتى تفهم عنه)
عن البراء بن عازب أن رسول الله قال : (إذا أخذت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوّضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ، واجعلهن من آخر كلامك ، فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة) .
قال : فردّدتهن لأستذكرهن ، فقلت : آمنت برسولك الذي أرسلت ، قال : (قل : آمنت بنبيك الذي أرسلت)
فهاهو هو البراء بن عازب رضى الله عنه يكرر ما سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم لئلا ينسى شيئا من قوله ثم يرددها فيقول آمنت برسولك فيصحح له النبى صلى الله عليه وسلم فيقول له قل آمنت بنبيك وهذا ان اوحى بشىء فانه يوحى بانهم رضى الله عنهم كانوا يرددون الحديث امام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحح لهم ما اخطئوا فيه عناية منهم وحرصا منهم ومن رسول الله عليه وسلم على حفظ كلماته صلى الله عليه وسلم
بل حذر اصحابه ومن بعدهم من ان يتقول احدهم عليه او ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله قال صلى الله عليه وسلم (من كذب على فليتبوأ مقعده من النار)
لم يكن يطيل الحديث بل كان كلامه قصداً، قالت عائشة فيما هو متفق عليه: " كان يحدِّث حديثاً لو عدَّه العادُّ لأحصاه ".
أنه كثيراً ما يعيد الحديث لتعيه الصدور، روى البخاري و غيره عن أنس فقال: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه ".
كل هذا كان من حرص النبى صلى الله عليه وسلم ان يفهم اصحابه رضوان الله عليهم ما يقوله صلى الله عليه وسلم ويحفظونه
وهكذا كان حرص اصحابه رضوان الله عليهم على حفظ سنة النبى صلى الله عليه وسلم
ورد في الحديث الصحيح أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " من حدَّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبَين ".
إذاً فقد كان من طبع الصحابة الحرص الشديد و الخوف من الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف لا وقد مدحهم النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه البخاري: " الله الله في أصحابي لا تسبوهم ولا تؤذوهم فمن آذاهم فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله، والذي نفسي بيده لو أنَّ أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم و لا نصيفه ".
روى ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب أنَّ جدةً جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تُوَرَّث فقال: " ما أجد لكِ في كتاب الله شيئاً وما علِمتُ أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر لكِ شيئاً "، ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال: " سمعتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيها السدس" فقال: "هل معك أحد "؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه ( أي أعطاها السدس ).
و عن سعيد أنَّ أبا موسى رضي الله عنه سلَّم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من وراء الباب ثلاث مرات فلم يُؤذن له فرجع فأرسل عمر في أثره فقال: لم رجعت؟ قال:" سمعتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا سلَّم أحدكم ثلاثاً فلم يجب فليرجع "، قال: "لتأتيني على ذلك ببيِّنة أو لأفعلنَّ بك "، فجاءنا أبو موسى منتقعاً لونه و نحن جلوس فقلنا:" ما شأنك "؟ فأخبرنا و قال: " فهل سمع أحد منكم "؟ فقلنا: " نعم كلنا سمعه "، فأرسلوا معه رجلاً منهم حتى أتى عمر فأخبره. و قد قال عمر لغير واحد من الصحابة: " أما إني لم أتهمك و لكنني أحببتُ أن أتثبَّت ".
عن عروة ابن الزبير قال : قالت لي عائشة رضي الله عنها : يا بني يبلغني أنك تكتب عني الحديث ، ثم تعود فتكتبه ، فقلت لها : أسمعه منك على شيء ، ثم أعود فأسمعه على غيره ، فقالت : هل تسمع في المعنى خلافاً ؟ قلت : لا ، قالت : لا بأس بذلك
عن عروة بن الزبير قال : قالت لي عائشة : يا ابن أختي ، بلغني أن عبد الله بن عمرو مارّ بنا إلى الحج فالقه فسائله ، فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً ، قال : فلقيته ، فسألته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عروة : فكان فيما ذكر : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعاً ، ولكن يقبض العلماء ، فيرفع العلم معهم ، ويبقى في الناس رؤساء جهال يفتونهم بغير علم ، فيضلون ويضلون) ، قال عروة : فلما حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته ، قالت : أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ !
قال عروة : حتى إذا كان قابل : قالت له : إن ابن عمرو قد قدم ، فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم ، قال : فلقيته فسألته ، فذكره لي نحو ما حدثني به في مرته الأولى . قال عروة : فلما أخبرتها بذلك ، قالت : ما أحسبه إلا قد صدق ، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص شيئاً ، وفي رواية للبخاري أنها قالت : والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو
يتبع