مجد الإسلام
2010-05-24, 02:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم / مجدى داود
المصدر/ المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير http://www.tanseerel.com/main/articl...rticle_no=6527 (http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=6527)
وصلنى عبر البريد رسالة تحتوى على مقالة لكاتب يسمى رفيق رسمى يقول فيها إن أحد المسؤولين الكبار طلب منه أن يهاجم زكريا بطرس بكل ما يملك من مواهب وفصاحة وبلاغة ووقت وجهد, ويقول فى مقدمة مقاله أنه سيفعل ذلك بكل ما يملك ويتساءل من النتيجة؟!
وفى الحقيقة أنا لست هنا لأجيب على هذا السؤال بل لأرد بالحق والدليل والبرهان على ما تلا تلك المقدمة من افتراءات وأكاذيب, فالكاتب استخدم تلك المقدمة التى تشعر وتوهم القراء السذج أن الكاتب يهاجم زكريا بطرس فعلا أو على الأقل لا يوافقه فيما يقول, لكن الكاتب دس السم فى العسل وردد أكاذيب زكريا بطرس ولكن بطريقة أخرى, طريقة مكر وخديعة.
فيقول رفيق رسمى (ولكن ذكريا بطرس دائما وابدا يعلن انه ما هو الا مجرد قارىء لكتب تراثيه ( مع فريق ضخم من الباحثين بطرق علميه حديثه ) لم يتجرا احدا من قبل لمده قرون على مناقشته هذا التراث)
وهذا كذب بين وافتراء عظيم, فزكريا بطرس ليس مجرد قارئ كما يعلن, بل هو قارئ مخادع كذاب, يقرأ ما يحلو له ويترك الباقى الذى فيه الجواب الشافى الكافى, زكريا بطرس لا يناقش التراث الإسلامى بل هو يكذب على التراث الإسلامى, زكريا بطرس يقرأ التراث الإسلامى على طريقة (ولا تقربوا الصلاة أو ويل للمصلين) يقتطع من الكلام ما يدلل على خبث فكره وسوء نيته, زكريا بطرس يا أستاذ رفيق يدعى أنه يبحث بطريقة علمية ولكن أين العلم وأين البحث العلمى وأين الأمانة فى النقل, حين يكذب صاحبكم على البخارى ومسلم وعلى غيرهم من علمائنا وأئمتنا, وانظر إلى هذا المثال الذى آتيك به لتعلم كذب صاحبكم
كان يتكلم عن نسب النبى صلى الله عليه وسلم ويقول أنه ليس ابن عبدالله فقال (وهذا الكلام موجود فى كتب المسلمين فى البداية والنهاية لإبن كثير باب تزويج عبدالمطلب لإبنه عبدالله جزء (2/316) بلغ النبى أن رجالا من كنده يزعمون أن محمدا منهم وهم منه ..... فقال "إنا لا ننتفى من آبائنا نحن بنى النضر بن كنانة" ويعلق صاحبكم قائلا [بيعترف] )[1] انتهى
وفى هذا المثال يا أستاذ رفيق أكثر من دليل على كذب صاحبكم وافترائه, فبداية الحديث الذى ذكره ليس فى باب تزويج عبدالمطلب لإبنه عبدالله, بل هو فى الباب الذى يليه الذى هو باب (ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف) طبعا الآن علمت لماذا غير اسم الباب, لأن مجرد ذكر الباب الحقيقى الذى يندرج تحته الموضوع يتبين كذبه وافتراءه, ثم بعد ذلك قام ببتر النص, ثم بعد ذلك حاول خديعة الناس بقوله (بيعترف) مع أن النبى قال الحق وهو أنه بنى النضر من كنانة, فهو صلى الله عليه وسلم (محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة...) وهذا يا أستاذ رفيق مذكور فى نفس المصدر الذى جاء به صاحبكم, فهل ياترى لا زلت ترى صاحبكم باحث علمى أم أنك أدركت أنه لا صلة بينه وبين البحث العلمى, لا تتعجل فسآتيك بالمزيد.
يقول صاحبكم (أبو بكر جاء للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقابله وهو عريان ، ثم جاء عمر فقابله وهو عريان ، ثم جاء عثمان فتغطى فقالت له عائشة لم تفعل هذا فيقول : كيف لا أخشى من رجل تخشى منه الملائكة)[2]
وهذا الكلام أيها الكاتب القبطى لا دليل عليه البتة, لكن صاحبكم يحرف الكلام على هواه, والحديث عند مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث رقم (4414) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ قَالَ مُحَمَّدٌ وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ "
فأين العرى هاهنا يارجل, رجل يكشف ساقه أو جزء من فخذه, أهذا عرى فما بالكم بالعرى الفاضح فى الكنائس, رجل يجلس مع إخوانه وأحبابه ويأخذ راحته فى جلسته هل هذا عرى؟ أم أن الذى يحدث فى الكنائس هو الشئ الذى تتقزز منه النفس البشرية.
ويقول صاحبكم (الكائن الذي رآه في غار حراء كان يخنقه ، ويستدل بهذا على أنه كان شيطان ولو كان ملك ما كان شريرا يخنق ، ويقول بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يفكر أبدا انه ملك بل كان يجزم أنه جني وكان يقول لخديجة رأيت تابعا أو مسني جن)[3]
ولكن أين الدليل على هذا الكلام؟ الإجابة عند زكريا بطرس هى لا دليل, وإن جاء بدليل فسوف يأتى بدليل مفبرك وهمى يوهم به الناس أنه صادق, ولا يصدقه إلا المغفلون.
أما الدليل على كذب صاحبكم فهو صحيح البخارى- هل عرفت الآن لماذا يهاجمون البخارى ويطعنون فيه؟! لأنه فاضحهم- حديث رقم (3) باب بدء الوحى من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها (.... فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال
اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى)
فأين ما قاله صاحبكم يا هذا, ألم أقل لك أنك تردد دون أن تفهم, إذهب وكلف نفسك عناء البحث لتعرف أن صاحبكم أستاذ فى مدرسة الكذب, وممثل بارع فى مسرحية الخداع, ولعلك بعد هذه الأمثلة الكثيرة تفهم وتدرك أنه لا صلة أبدا بين صاحبكم وبين البحث العلمى.
يقول رفيق رسمى (ولم يتصدر له سوى الكثير ممن لا يجيد سوى السباب واللعان بطريقه تثير المشاعر لا العقل والمنطق ، هل هذه ردود مقنعه مفحمه تخاطب العقل الحر الواعى فى القرن الحادى والعشرون ؟؟هل هذه هى طريقتكم الوحيده لاقناع اتباعكم ؟وانتم خبراء وعلماء فى علم المنطق وعلوم الكلام والاقناع والحجه ؟ والمتخصصون فيه ؟ دون اى تخصص اخر على الاطلاق ، فهل تهزمون هكذا فى اول جوله ؟؟)
وهذا يدل على أنك لم تتعب نفسك فى البحث عن ردود المسلمين على زكريا بطرس, وهى والحمد لله تملأ الآفاق, تجدها فى كل مكان على شبكة الإنترنت, ردودنا إخواننا من طلاب العلم والحمد لله كثيرة وكلها بالدليل والبرهان, لا تدليس ولا غش ولا خداع كما يفعل صاحبكم, ونحن لسنا مسؤولين عند عدم معرفتك بهذه الردود, فأنت اخترت الطريق السهل كى تشارك فى خديعة الناس, نحن لم نهزم, وأعلن إخواننا التحدى لصاحبكم, دعاه للمناظرة شيخنا منقذ السقار, وشيخنا وسام عبدالله, لكن صاحبكم راوغ كما يراوغ الثعلب وفر كما تفر الفئران وتهرب لأنه ببساطة شديدة جاهل كذاب لا صلة بينه وبين العلم على الإطلاق, واليوم هو الذى توقف, بعدما رأى رجالا يعرفون كل شئ, ردودهم جاهزة عن كل أسئلته, بينما لا يجدون إجابة واحدة منه عن سؤال واحد لهم, فأى الفريقين على الحق, وأى الفريقين يتبع الأسلوب العلمى فى مواجهة الآخر, أظنك تعرف لكنك تتكبر.
ويقول رفيق رسمى متحدثا عن زكريا بطرس (فلم ينجح فى شى مثلما نجح فى اثاره الجدل حوله من الكل بلا استثناء واحد وقسم البشر بقوه ووضوح صارخ ما بين مؤيد له ومعارض..........وهو من أكثر الشخصيات فى التاريخ الحديث وبلا منازع وبتفرد نجح ببراعه فى اثارت الجدل الفكرى المنطقى العقلانى الحر فى التراث الاسلامي)
أما قوله أنه نجح فى إثارة الجدل فهذه حقيقة, لكن ليس لأنه صادق فيما يقول, وليس لأنه يتبع أسلوب علمى كما تقول ويقول, ولكن لأنه يقلب الحقائق, ويزور التاريخ, لأنه أشبه بممثل فى فيلم سينمائى أو مسرحية كوميدية, يتحرك كالبهلوان, وإذا تصدر له أحد لا تجد سوى المراوغة والهروب ثم السباب والشتائم.
ويقول رفيق رسمى (يكفى انه جعل علماء الاسلام انفسهم يكتشفون بعد 14 قرن أخطاء كثيره جدا جدا كانوا يقعون فيها وهم لايدرون منها على سبيل المثال لا الحصر " اسماء الله الحسنى " أين كانوا طوال تلك القرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مستحيل انهم كانوا سيكتشفوها .. وجعل الكثير يطالب بتنقيه الاحاديث الشريفه بعد ان وجدوا اخيرا وبسب طرحه ماهو مدسوس فى البخارى نفسه ومسلم والترمزى ومنه اسرئيليات و .........و .......و........ )
وهذا هو السم الذى دسه الكاتب فى العسل, فمن أدراك أيها الكاتب والمفكر القبطى كما تسمى نفسك ولا أرى دليلا على ذلك, أن هناك أخطاء كثيرة جدا كان يقع فيها علماؤنا؟!, ومن أدراك أن هناك أخطاء فى أسماء الله الحسنى؟!, ومن خدعك وأخبرك أن صحيحى البخارى ومسلم فيهما اسرائيليات؟!, أيها الكاتب القبطى, إن عندنا علما يسمى علم الحديث, هذا العلم تصدر له الرجال, رجال ليسوا كأى رجال, ما كانوا يصححون حديثا إلا إذا تيقنوا أنه حديث صحيح, ليس هكذا اعتباطا ووفق أهوائهم, بل هناك قواعد وأصول ثابتة ساروا عليها, وبينوا بها الصحيح من الحسن من الضعيف من الموضوع, هذا العلم أيها الكاتب تتميز به أمتنا وأمتنا فقط, غير موجود فى أى دين آخر حتى كتبكم لا سند لها إطلاقا, وها أنت تردد كلامه بلا عقل ولا منطق, وهذا البخارى الذى تقول أن كتابه به أحاديث مدسوسة, قضى أربعة عشر عاما لكى يجمع أحاديثه, أربعة عشر عاما اختار فيهم ما يزيد قليلا عن سبعة آلاف حديث.
أما الذين يطالبون بتنقية الأحاديث فى الصحيحين فإنهم قوم لا عقل لهم, ولا حجة لهم, وإنما هم رجال يعرفون أنهم فئة فى المجتمع لا قيمة لها ولا نتاج, يريدون شهرة ومالا, وفى ظل التوجه العلمانى ليس هناك من سبيل لذلك أسهل من الهجوم على ثوابت الإسلام, وخاصة بالطعن فى الصحيحين, حيث يدركون جيدا أن لهما مكانة عظيمة فى نفوس المسلمين, وأنهما قلعة عظيمة من قلاع الإسلام التى حمته من التحريف والتبديل,لهذا تراهم يخرجون وينعقون كما تنعق البهائم, وفى النهاية يندثرون تحت التراب لا قيمة لهم ولا مكانة.
ويقول رفيق رسمى (لايهم عدد من تحولو من هذا الدين او ذاك مهما زادوا او قلوا ( فهم مجرد رقم كبر او صغر ) فهؤلاء فئه متردده غير ثابته فى الايمان لافائده منهم فى حظيره هذا الدين ولن يزيدوا الدين الاخر اويقللوا من الدين الذي كانوا عليه)
وهنا أقول له ما قاله شيخنا محمد متولى الشعراوى رحمه الله تعالى حيث قال (إنما يذهب إليهم سفهاؤنا, ويأتى إلينا عقلاؤهم) وهذا هو الحال حقا أيها الكاتب القبطى, فمن يترك الإسلام ويتنصر فهو إنما يبحث عن مال وعن شهرة, ولعلك تعرف قصة محمد رحومة ونجلاء الإمام ووفاء سلطان ومصعب يوسف وغيرهم ممن تنصروا قديما وحديثا, فهؤلاء إنما تنصروا من أجل الحصول على المال, وأنا شخصيا أعرف شابا كان يفكر فى التنصير وكان السبب الرئيسى أنه يريد تحسين ظروفه المادية, أما من يترك المسيحية ويسلم لله رب العالمين فهو يترك خلفه مالا وجاها ومكانة, يأتى إلينا القساوسة الذين يكتشفون الحقيقة, وتأخذون منا شبابا جهالا لا علم لهم ولا دراية.
ويقول رفيق رسمى (ان اكثر من خدم الاسلام و المسلميين فى التاريخ الاسلامى كله هو القمص زكريا بطرس حيث حماه من الرجعيين السلفيين المكفرين المصابون بكافه الامراض النفسيه ومنها جنون العظمه " البارانويا ” والنرجسيه الذين جعلوا من الاسلام دينا ارهابيا وهم يظنون انهم يخدمون دينهم)
طبعا المفكر القبطى لا يعرف عن أى دين يتحدث, فهو يردد كلام غيره دون تفكير, ودون محاولة فتح كتب أئمة الإسلام والقراءة فيها, ولهذا لا يجيد غير السب والشتم ومقالته مبنية على هذا.
أما قوله أن زكريا بطرس أكثر من خدم الإسلام فى التاريخ الإسلامى كله, فهذا لعمرى كذبة كبيرة ويبدو أن الكاتب كان يشاهد زكريا بطرس فأصيب بعدوى الفشر, فالذين خدموا الإسلام كثيرون منهم العلماء والمقاتلين والساسة والمفكرين, وكلهم أئمة أعلام, وزكريا بطرس لا يرقى أن يكون شيئا قذرا يدوسون عليه بنعالهم, لكن أتفق مع الكاتب القبطى فى قوله أن زكريا بطرس خدم الإسلام- وهذا هو الشئ الصحيح الوحيد الذى قاله الكاتب فى مقالته الطويلة- لكن زكريا بطرس خدم الإسلام ليس لأنه كشف أخطاء فظيعة كما يتوهم الكاتب الذى لا يعرف شئ, بل لأنه نبه شباب الإسلام إلى ما يحاك لدينهم وأمتهم وجعلهم ينظرون فى كتب أئمتهم فيعرفوا دينهم ويدافعوا عنه وبذلك صاروا أفضل من المتخصصين فى مقارنة الأديان, وهذا جعلهم عقبة أمام خطط التنصير التى ترعاها الكنائس والتى يتم تمويلها بمبالغ ضخمة مهولة.
أما قوله أن زكريا بطرس حمى الإسلام من الرجعيين السلفيين ويقصد بذلك المسلمين المتمسكين بدينهم القابضين على الجمر, فلعمرى هؤلاء هم الذين أسكتوا صاحبه, وجعله يهرب ويختفى ويكذب, وهؤلاء هم الذين صاغوا الردود وصنفوا المؤلفات فى الرد العقلى والمنطقى وبالدليل والبرهان على الكذاب اللئيم زكريا بطرس, وهؤلاء سيبقون دائما إن شاء الله غصة فى حلق كل من يريد للإسلام سوءا.
وقوله أن السلفيين جعلوا من الإسلام دينا إرهابيا يدل على أنه هذا الكاتب جاهل, لايعرف عن أى دين يتحدث, بل لا يعرف عن دينه شئ, ولا عن كتابه شئ, فهو يردد دون وعى ودون إدراك ولا فهم ما يقوله رئيس الكذابين وسيد الجاهلين زكريا بطرس, فيا هذا إرجع إلى كتابك وانظر فيه واقرأ ماذا يقول كتابك, اقرأ على الأقل سفر يشوع والقضاة, فلعلك تسكت فلا نسمع لك صوتا أبدا, هذا إن كان ثمة دماء فى عروقك, أما الإسلام فهو دين السماحة والسلام مع من يستحقها, أما المعتدون والظالمون فليس لهم عندنا إلا السيف حتى يعودوا إلى الحق ويكفوا عن إعتدائهم.
ويقول رفيق رسمى (واجبر علماءه –يقصد علماء الإسلام- بالقهر على ان " يفكرون " بل واجهدهم اجهادا شديدا وعظيما وعنيفا للغايه وتالموا من كثره الاجهاد " ففى العصر الحديث بعد الشيخ محمد عبده وابن رشد لم يوجد مفكر اسلامى مجدد وهى كارثه كبرى ، فوجد علماء الاسلام فجاه من يحاسبهم ويراجعهم بالاسلوب العلمى الحديث فكانت الكارثه والطامه الكبرى)
وهذا لعمرى كذبة أخرى كبيرة بل هى عدوى الفشر التى أصيب بها الكاتب من زكريا بطرس, فما علمنا من أحد تألم من الرد على زكريا, بل قد يتألم من غباء بطرس وكذبه, لكن لا يتألم من الرد عليه, لأن بطرس ليس إلا كذاب جاهل, قلبه يمتلئ حقدا وغلا على الإسلام, وهذا هو السبب الرئيسى لهجومه على الإسلام, فعلماؤنا -أعزهم الله- لم يشغلوا بالهم بزكريا بطرس وسفاهاته وبذاءاته, وعندما بدأ أحدهم بالرد عليه لم نجد له أثرا, وإنما تصدى لبطرس شباب الإسلام, شباب فى الجامعة أو أكبر بقليل هم الذين أذاقوا بطرس الويلات, فهرب منهم مرارا وتكرارا, وكلهم يتحداه حتى جعل غرفته على البالتوك غرفة خاصة ولا يتكلم فيها مسلم خشية أن يفضحه على رؤوس الأشهاد.
أما قوله فى العصر الحديث بعد الشيخ محمدعبده وابن رشد لم يوجد مفكر إسلامى مجدد, فهذا أمر لا شأن له به, لأنه إذا كان جاهل بدينه لا يعرف عنه شئ هو من باب أولى جاهل بالإسلام, فابن رشد ليس مجددا وكذلك محمد عبده, ولقد جاء فى القرن العشرين مجددين كثر منهم الإمام ناصر السنة محمد بن ناصر الدين الألبانى, والإمام محمد بن صالح العثيمين, والشيخ المجاهد أحمد ياسين, والشيخ المجاهد بلسانه فارس المناظرين وقاهر الصليبيين أحمد ديدات الذى تحدى بابا الفاتيكان أن يناظره فتهرب منه, فهؤلاء هم أئمتنا المجددون الذين نعرفهم ونثق فيهم ولا نريدك أن تأتى أنت أيها الجاهل بدينك لتعلمنا ديننا وتقول هذا مجدد وذاك لا.
فنحن نعرف جيدا ماهية التجديد الذى تريد, إنه تحريف وتبديل فى صورة تجديد, كذلك التجديد الذى قام به النصارى فى القرن الرابع الميلادى حيث بدلوا المسيحية الحق التى تدعو إلى التوحيد الخالص بأخرى أشبه بالوثنية, لكن الإسلام ليس كغيره ولسوف يبقى دائما وأبدا دين الحق, دون تحريف أو تبديل.
ويقول رفيق رسمى (يكفى ان زكريا بطرس طرح لاول مره فى التاريخ مناهج و طرق التفكير بالبحث العلمى المنطقى حتى فى الامور الدينيه والاستشهاد بالمراجع الموثقه وليس اطلاق الكلام على عواهنه كما يفعل كافه رجال الدين الافاضل بلا استثناء فى كل مله ودين حتى الدين المسيحى)
ومع أنى أوضحت سابقا أن بطرس لا علاقة له بالبحث العلمى من قريب أو بعيد, لكن سأوضح فقط للكاتب القبطى لعله يفهم, فبطرس لا يأتى بجديد لكنه يفعل شيئا من ثلاث:-
إما أنه يكذب على المصادر فيذكر منها ما ليس فيها, وإما أنه يقوم ببتر النص من سياقه على طريقة (ويل للمصلين), وإما أنه يعتمد الضعيف والشاذ والموضوع والمنكر ويوهم الناس أنه حديث صحيح أو أنه مسلم به عند علماء المسلمين.
أما علمائنا الأجلاء فكل كلامهم بالدليل والبرهان, من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, وهذا ما تعلمناه منهم, ولا قياس فى ذلك بين الإسلام والمسيحية حيث لا يوجد سند واحد ولو موضوع لسفر واحد من أسفار كتابهم, وأتحداهم جميعا أن يأتونا بسند واحد ولو موضوع.
وفى النهاية لقد تركت نقاط كثيرة فى مقالة رفيق رسمى دون رد, لأنه ببساطة بذاءات لا تستحق أن أتعب إخوانى بقراءتها, فالرجل تعلم فن السب والشتم فى أفضل مدارس البذاءة والوقاحة, ألا وهى مدرسة زكريا بطرس, كما أنه بارع فى الكذب والخداع, فذكر أنه كلف من مسؤول كبير !!!!! بمهاجمة زكريا بطرس, فكتب مقالة يمتدح فيها زكريا بطرس بما ليس فيه ويهاجم الإسلام, فهل ياترى يستطيع ذلك الكاتب أن يخبرنا من هو ذلك المسؤول الكبير الذى يطلب من كاتب مغمور لم يسمع أحد عنه من قبل أن يهاجم زكريا بطرس؟ ما أرى ذلك إلا أسلوبا ساذجا لدس السم فى العسل.
وفى نظرى فهذا الكاتب ليس إلا نسخة مصغرة من بطرس, يحاول أن يجد له طريقا نحو النجومية والشهرة, وكما قلت سابقا ليس هناك أسهل من سب الإسلام والهجوم عليه, لكن أمثال هؤلاء بحول الله نحن قادرون على فضحهم وتبيان حقيقتهم للناس.
إن ما دفعنى للرد على هذا الكاتب هو رغبتى فى إظهار كذبه لعوام المسلمين, كى لا ينخدع الناس بكلامه ويظنون أنه رجل محايد, هذا رغم علمى أن الرد على هؤلاء يجعلهم يفرحون أن أحدا كلف نفسه ورد عليهم, لكنى أنظر إلى من لا علم بحقيقة القوم وأود توضيح الحقيقة لهم.
[1] / فى الصميم , الحلقة الثالثة , د/ 17
[2] / سؤال جريئ الحلقة الثانية هل القرآن كلام الله ؟ د /44
[3] / سؤال جريئ الحلقة الأولى من هل القرآن كلام الله د/17
بقلم / مجدى داود
المصدر/ المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير http://www.tanseerel.com/main/articl...rticle_no=6527 (http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=6527)
وصلنى عبر البريد رسالة تحتوى على مقالة لكاتب يسمى رفيق رسمى يقول فيها إن أحد المسؤولين الكبار طلب منه أن يهاجم زكريا بطرس بكل ما يملك من مواهب وفصاحة وبلاغة ووقت وجهد, ويقول فى مقدمة مقاله أنه سيفعل ذلك بكل ما يملك ويتساءل من النتيجة؟!
وفى الحقيقة أنا لست هنا لأجيب على هذا السؤال بل لأرد بالحق والدليل والبرهان على ما تلا تلك المقدمة من افتراءات وأكاذيب, فالكاتب استخدم تلك المقدمة التى تشعر وتوهم القراء السذج أن الكاتب يهاجم زكريا بطرس فعلا أو على الأقل لا يوافقه فيما يقول, لكن الكاتب دس السم فى العسل وردد أكاذيب زكريا بطرس ولكن بطريقة أخرى, طريقة مكر وخديعة.
فيقول رفيق رسمى (ولكن ذكريا بطرس دائما وابدا يعلن انه ما هو الا مجرد قارىء لكتب تراثيه ( مع فريق ضخم من الباحثين بطرق علميه حديثه ) لم يتجرا احدا من قبل لمده قرون على مناقشته هذا التراث)
وهذا كذب بين وافتراء عظيم, فزكريا بطرس ليس مجرد قارئ كما يعلن, بل هو قارئ مخادع كذاب, يقرأ ما يحلو له ويترك الباقى الذى فيه الجواب الشافى الكافى, زكريا بطرس لا يناقش التراث الإسلامى بل هو يكذب على التراث الإسلامى, زكريا بطرس يقرأ التراث الإسلامى على طريقة (ولا تقربوا الصلاة أو ويل للمصلين) يقتطع من الكلام ما يدلل على خبث فكره وسوء نيته, زكريا بطرس يا أستاذ رفيق يدعى أنه يبحث بطريقة علمية ولكن أين العلم وأين البحث العلمى وأين الأمانة فى النقل, حين يكذب صاحبكم على البخارى ومسلم وعلى غيرهم من علمائنا وأئمتنا, وانظر إلى هذا المثال الذى آتيك به لتعلم كذب صاحبكم
كان يتكلم عن نسب النبى صلى الله عليه وسلم ويقول أنه ليس ابن عبدالله فقال (وهذا الكلام موجود فى كتب المسلمين فى البداية والنهاية لإبن كثير باب تزويج عبدالمطلب لإبنه عبدالله جزء (2/316) بلغ النبى أن رجالا من كنده يزعمون أن محمدا منهم وهم منه ..... فقال "إنا لا ننتفى من آبائنا نحن بنى النضر بن كنانة" ويعلق صاحبكم قائلا [بيعترف] )[1] انتهى
وفى هذا المثال يا أستاذ رفيق أكثر من دليل على كذب صاحبكم وافترائه, فبداية الحديث الذى ذكره ليس فى باب تزويج عبدالمطلب لإبنه عبدالله, بل هو فى الباب الذى يليه الذى هو باب (ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف) طبعا الآن علمت لماذا غير اسم الباب, لأن مجرد ذكر الباب الحقيقى الذى يندرج تحته الموضوع يتبين كذبه وافتراءه, ثم بعد ذلك قام ببتر النص, ثم بعد ذلك حاول خديعة الناس بقوله (بيعترف) مع أن النبى قال الحق وهو أنه بنى النضر من كنانة, فهو صلى الله عليه وسلم (محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة...) وهذا يا أستاذ رفيق مذكور فى نفس المصدر الذى جاء به صاحبكم, فهل ياترى لا زلت ترى صاحبكم باحث علمى أم أنك أدركت أنه لا صلة بينه وبين البحث العلمى, لا تتعجل فسآتيك بالمزيد.
يقول صاحبكم (أبو بكر جاء للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقابله وهو عريان ، ثم جاء عمر فقابله وهو عريان ، ثم جاء عثمان فتغطى فقالت له عائشة لم تفعل هذا فيقول : كيف لا أخشى من رجل تخشى منه الملائكة)[2]
وهذا الكلام أيها الكاتب القبطى لا دليل عليه البتة, لكن صاحبكم يحرف الكلام على هواه, والحديث عند مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث رقم (4414) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ قَالَ مُحَمَّدٌ وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ "
فأين العرى هاهنا يارجل, رجل يكشف ساقه أو جزء من فخذه, أهذا عرى فما بالكم بالعرى الفاضح فى الكنائس, رجل يجلس مع إخوانه وأحبابه ويأخذ راحته فى جلسته هل هذا عرى؟ أم أن الذى يحدث فى الكنائس هو الشئ الذى تتقزز منه النفس البشرية.
ويقول صاحبكم (الكائن الذي رآه في غار حراء كان يخنقه ، ويستدل بهذا على أنه كان شيطان ولو كان ملك ما كان شريرا يخنق ، ويقول بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يفكر أبدا انه ملك بل كان يجزم أنه جني وكان يقول لخديجة رأيت تابعا أو مسني جن)[3]
ولكن أين الدليل على هذا الكلام؟ الإجابة عند زكريا بطرس هى لا دليل, وإن جاء بدليل فسوف يأتى بدليل مفبرك وهمى يوهم به الناس أنه صادق, ولا يصدقه إلا المغفلون.
أما الدليل على كذب صاحبكم فهو صحيح البخارى- هل عرفت الآن لماذا يهاجمون البخارى ويطعنون فيه؟! لأنه فاضحهم- حديث رقم (3) باب بدء الوحى من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها (.... فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال
اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى)
فأين ما قاله صاحبكم يا هذا, ألم أقل لك أنك تردد دون أن تفهم, إذهب وكلف نفسك عناء البحث لتعرف أن صاحبكم أستاذ فى مدرسة الكذب, وممثل بارع فى مسرحية الخداع, ولعلك بعد هذه الأمثلة الكثيرة تفهم وتدرك أنه لا صلة أبدا بين صاحبكم وبين البحث العلمى.
يقول رفيق رسمى (ولم يتصدر له سوى الكثير ممن لا يجيد سوى السباب واللعان بطريقه تثير المشاعر لا العقل والمنطق ، هل هذه ردود مقنعه مفحمه تخاطب العقل الحر الواعى فى القرن الحادى والعشرون ؟؟هل هذه هى طريقتكم الوحيده لاقناع اتباعكم ؟وانتم خبراء وعلماء فى علم المنطق وعلوم الكلام والاقناع والحجه ؟ والمتخصصون فيه ؟ دون اى تخصص اخر على الاطلاق ، فهل تهزمون هكذا فى اول جوله ؟؟)
وهذا يدل على أنك لم تتعب نفسك فى البحث عن ردود المسلمين على زكريا بطرس, وهى والحمد لله تملأ الآفاق, تجدها فى كل مكان على شبكة الإنترنت, ردودنا إخواننا من طلاب العلم والحمد لله كثيرة وكلها بالدليل والبرهان, لا تدليس ولا غش ولا خداع كما يفعل صاحبكم, ونحن لسنا مسؤولين عند عدم معرفتك بهذه الردود, فأنت اخترت الطريق السهل كى تشارك فى خديعة الناس, نحن لم نهزم, وأعلن إخواننا التحدى لصاحبكم, دعاه للمناظرة شيخنا منقذ السقار, وشيخنا وسام عبدالله, لكن صاحبكم راوغ كما يراوغ الثعلب وفر كما تفر الفئران وتهرب لأنه ببساطة شديدة جاهل كذاب لا صلة بينه وبين العلم على الإطلاق, واليوم هو الذى توقف, بعدما رأى رجالا يعرفون كل شئ, ردودهم جاهزة عن كل أسئلته, بينما لا يجدون إجابة واحدة منه عن سؤال واحد لهم, فأى الفريقين على الحق, وأى الفريقين يتبع الأسلوب العلمى فى مواجهة الآخر, أظنك تعرف لكنك تتكبر.
ويقول رفيق رسمى متحدثا عن زكريا بطرس (فلم ينجح فى شى مثلما نجح فى اثاره الجدل حوله من الكل بلا استثناء واحد وقسم البشر بقوه ووضوح صارخ ما بين مؤيد له ومعارض..........وهو من أكثر الشخصيات فى التاريخ الحديث وبلا منازع وبتفرد نجح ببراعه فى اثارت الجدل الفكرى المنطقى العقلانى الحر فى التراث الاسلامي)
أما قوله أنه نجح فى إثارة الجدل فهذه حقيقة, لكن ليس لأنه صادق فيما يقول, وليس لأنه يتبع أسلوب علمى كما تقول ويقول, ولكن لأنه يقلب الحقائق, ويزور التاريخ, لأنه أشبه بممثل فى فيلم سينمائى أو مسرحية كوميدية, يتحرك كالبهلوان, وإذا تصدر له أحد لا تجد سوى المراوغة والهروب ثم السباب والشتائم.
ويقول رفيق رسمى (يكفى انه جعل علماء الاسلام انفسهم يكتشفون بعد 14 قرن أخطاء كثيره جدا جدا كانوا يقعون فيها وهم لايدرون منها على سبيل المثال لا الحصر " اسماء الله الحسنى " أين كانوا طوال تلك القرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مستحيل انهم كانوا سيكتشفوها .. وجعل الكثير يطالب بتنقيه الاحاديث الشريفه بعد ان وجدوا اخيرا وبسب طرحه ماهو مدسوس فى البخارى نفسه ومسلم والترمزى ومنه اسرئيليات و .........و .......و........ )
وهذا هو السم الذى دسه الكاتب فى العسل, فمن أدراك أيها الكاتب والمفكر القبطى كما تسمى نفسك ولا أرى دليلا على ذلك, أن هناك أخطاء كثيرة جدا كان يقع فيها علماؤنا؟!, ومن أدراك أن هناك أخطاء فى أسماء الله الحسنى؟!, ومن خدعك وأخبرك أن صحيحى البخارى ومسلم فيهما اسرائيليات؟!, أيها الكاتب القبطى, إن عندنا علما يسمى علم الحديث, هذا العلم تصدر له الرجال, رجال ليسوا كأى رجال, ما كانوا يصححون حديثا إلا إذا تيقنوا أنه حديث صحيح, ليس هكذا اعتباطا ووفق أهوائهم, بل هناك قواعد وأصول ثابتة ساروا عليها, وبينوا بها الصحيح من الحسن من الضعيف من الموضوع, هذا العلم أيها الكاتب تتميز به أمتنا وأمتنا فقط, غير موجود فى أى دين آخر حتى كتبكم لا سند لها إطلاقا, وها أنت تردد كلامه بلا عقل ولا منطق, وهذا البخارى الذى تقول أن كتابه به أحاديث مدسوسة, قضى أربعة عشر عاما لكى يجمع أحاديثه, أربعة عشر عاما اختار فيهم ما يزيد قليلا عن سبعة آلاف حديث.
أما الذين يطالبون بتنقية الأحاديث فى الصحيحين فإنهم قوم لا عقل لهم, ولا حجة لهم, وإنما هم رجال يعرفون أنهم فئة فى المجتمع لا قيمة لها ولا نتاج, يريدون شهرة ومالا, وفى ظل التوجه العلمانى ليس هناك من سبيل لذلك أسهل من الهجوم على ثوابت الإسلام, وخاصة بالطعن فى الصحيحين, حيث يدركون جيدا أن لهما مكانة عظيمة فى نفوس المسلمين, وأنهما قلعة عظيمة من قلاع الإسلام التى حمته من التحريف والتبديل,لهذا تراهم يخرجون وينعقون كما تنعق البهائم, وفى النهاية يندثرون تحت التراب لا قيمة لهم ولا مكانة.
ويقول رفيق رسمى (لايهم عدد من تحولو من هذا الدين او ذاك مهما زادوا او قلوا ( فهم مجرد رقم كبر او صغر ) فهؤلاء فئه متردده غير ثابته فى الايمان لافائده منهم فى حظيره هذا الدين ولن يزيدوا الدين الاخر اويقللوا من الدين الذي كانوا عليه)
وهنا أقول له ما قاله شيخنا محمد متولى الشعراوى رحمه الله تعالى حيث قال (إنما يذهب إليهم سفهاؤنا, ويأتى إلينا عقلاؤهم) وهذا هو الحال حقا أيها الكاتب القبطى, فمن يترك الإسلام ويتنصر فهو إنما يبحث عن مال وعن شهرة, ولعلك تعرف قصة محمد رحومة ونجلاء الإمام ووفاء سلطان ومصعب يوسف وغيرهم ممن تنصروا قديما وحديثا, فهؤلاء إنما تنصروا من أجل الحصول على المال, وأنا شخصيا أعرف شابا كان يفكر فى التنصير وكان السبب الرئيسى أنه يريد تحسين ظروفه المادية, أما من يترك المسيحية ويسلم لله رب العالمين فهو يترك خلفه مالا وجاها ومكانة, يأتى إلينا القساوسة الذين يكتشفون الحقيقة, وتأخذون منا شبابا جهالا لا علم لهم ولا دراية.
ويقول رفيق رسمى (ان اكثر من خدم الاسلام و المسلميين فى التاريخ الاسلامى كله هو القمص زكريا بطرس حيث حماه من الرجعيين السلفيين المكفرين المصابون بكافه الامراض النفسيه ومنها جنون العظمه " البارانويا ” والنرجسيه الذين جعلوا من الاسلام دينا ارهابيا وهم يظنون انهم يخدمون دينهم)
طبعا المفكر القبطى لا يعرف عن أى دين يتحدث, فهو يردد كلام غيره دون تفكير, ودون محاولة فتح كتب أئمة الإسلام والقراءة فيها, ولهذا لا يجيد غير السب والشتم ومقالته مبنية على هذا.
أما قوله أن زكريا بطرس أكثر من خدم الإسلام فى التاريخ الإسلامى كله, فهذا لعمرى كذبة كبيرة ويبدو أن الكاتب كان يشاهد زكريا بطرس فأصيب بعدوى الفشر, فالذين خدموا الإسلام كثيرون منهم العلماء والمقاتلين والساسة والمفكرين, وكلهم أئمة أعلام, وزكريا بطرس لا يرقى أن يكون شيئا قذرا يدوسون عليه بنعالهم, لكن أتفق مع الكاتب القبطى فى قوله أن زكريا بطرس خدم الإسلام- وهذا هو الشئ الصحيح الوحيد الذى قاله الكاتب فى مقالته الطويلة- لكن زكريا بطرس خدم الإسلام ليس لأنه كشف أخطاء فظيعة كما يتوهم الكاتب الذى لا يعرف شئ, بل لأنه نبه شباب الإسلام إلى ما يحاك لدينهم وأمتهم وجعلهم ينظرون فى كتب أئمتهم فيعرفوا دينهم ويدافعوا عنه وبذلك صاروا أفضل من المتخصصين فى مقارنة الأديان, وهذا جعلهم عقبة أمام خطط التنصير التى ترعاها الكنائس والتى يتم تمويلها بمبالغ ضخمة مهولة.
أما قوله أن زكريا بطرس حمى الإسلام من الرجعيين السلفيين ويقصد بذلك المسلمين المتمسكين بدينهم القابضين على الجمر, فلعمرى هؤلاء هم الذين أسكتوا صاحبه, وجعله يهرب ويختفى ويكذب, وهؤلاء هم الذين صاغوا الردود وصنفوا المؤلفات فى الرد العقلى والمنطقى وبالدليل والبرهان على الكذاب اللئيم زكريا بطرس, وهؤلاء سيبقون دائما إن شاء الله غصة فى حلق كل من يريد للإسلام سوءا.
وقوله أن السلفيين جعلوا من الإسلام دينا إرهابيا يدل على أنه هذا الكاتب جاهل, لايعرف عن أى دين يتحدث, بل لا يعرف عن دينه شئ, ولا عن كتابه شئ, فهو يردد دون وعى ودون إدراك ولا فهم ما يقوله رئيس الكذابين وسيد الجاهلين زكريا بطرس, فيا هذا إرجع إلى كتابك وانظر فيه واقرأ ماذا يقول كتابك, اقرأ على الأقل سفر يشوع والقضاة, فلعلك تسكت فلا نسمع لك صوتا أبدا, هذا إن كان ثمة دماء فى عروقك, أما الإسلام فهو دين السماحة والسلام مع من يستحقها, أما المعتدون والظالمون فليس لهم عندنا إلا السيف حتى يعودوا إلى الحق ويكفوا عن إعتدائهم.
ويقول رفيق رسمى (واجبر علماءه –يقصد علماء الإسلام- بالقهر على ان " يفكرون " بل واجهدهم اجهادا شديدا وعظيما وعنيفا للغايه وتالموا من كثره الاجهاد " ففى العصر الحديث بعد الشيخ محمد عبده وابن رشد لم يوجد مفكر اسلامى مجدد وهى كارثه كبرى ، فوجد علماء الاسلام فجاه من يحاسبهم ويراجعهم بالاسلوب العلمى الحديث فكانت الكارثه والطامه الكبرى)
وهذا لعمرى كذبة أخرى كبيرة بل هى عدوى الفشر التى أصيب بها الكاتب من زكريا بطرس, فما علمنا من أحد تألم من الرد على زكريا, بل قد يتألم من غباء بطرس وكذبه, لكن لا يتألم من الرد عليه, لأن بطرس ليس إلا كذاب جاهل, قلبه يمتلئ حقدا وغلا على الإسلام, وهذا هو السبب الرئيسى لهجومه على الإسلام, فعلماؤنا -أعزهم الله- لم يشغلوا بالهم بزكريا بطرس وسفاهاته وبذاءاته, وعندما بدأ أحدهم بالرد عليه لم نجد له أثرا, وإنما تصدى لبطرس شباب الإسلام, شباب فى الجامعة أو أكبر بقليل هم الذين أذاقوا بطرس الويلات, فهرب منهم مرارا وتكرارا, وكلهم يتحداه حتى جعل غرفته على البالتوك غرفة خاصة ولا يتكلم فيها مسلم خشية أن يفضحه على رؤوس الأشهاد.
أما قوله فى العصر الحديث بعد الشيخ محمدعبده وابن رشد لم يوجد مفكر إسلامى مجدد, فهذا أمر لا شأن له به, لأنه إذا كان جاهل بدينه لا يعرف عنه شئ هو من باب أولى جاهل بالإسلام, فابن رشد ليس مجددا وكذلك محمد عبده, ولقد جاء فى القرن العشرين مجددين كثر منهم الإمام ناصر السنة محمد بن ناصر الدين الألبانى, والإمام محمد بن صالح العثيمين, والشيخ المجاهد أحمد ياسين, والشيخ المجاهد بلسانه فارس المناظرين وقاهر الصليبيين أحمد ديدات الذى تحدى بابا الفاتيكان أن يناظره فتهرب منه, فهؤلاء هم أئمتنا المجددون الذين نعرفهم ونثق فيهم ولا نريدك أن تأتى أنت أيها الجاهل بدينك لتعلمنا ديننا وتقول هذا مجدد وذاك لا.
فنحن نعرف جيدا ماهية التجديد الذى تريد, إنه تحريف وتبديل فى صورة تجديد, كذلك التجديد الذى قام به النصارى فى القرن الرابع الميلادى حيث بدلوا المسيحية الحق التى تدعو إلى التوحيد الخالص بأخرى أشبه بالوثنية, لكن الإسلام ليس كغيره ولسوف يبقى دائما وأبدا دين الحق, دون تحريف أو تبديل.
ويقول رفيق رسمى (يكفى ان زكريا بطرس طرح لاول مره فى التاريخ مناهج و طرق التفكير بالبحث العلمى المنطقى حتى فى الامور الدينيه والاستشهاد بالمراجع الموثقه وليس اطلاق الكلام على عواهنه كما يفعل كافه رجال الدين الافاضل بلا استثناء فى كل مله ودين حتى الدين المسيحى)
ومع أنى أوضحت سابقا أن بطرس لا علاقة له بالبحث العلمى من قريب أو بعيد, لكن سأوضح فقط للكاتب القبطى لعله يفهم, فبطرس لا يأتى بجديد لكنه يفعل شيئا من ثلاث:-
إما أنه يكذب على المصادر فيذكر منها ما ليس فيها, وإما أنه يقوم ببتر النص من سياقه على طريقة (ويل للمصلين), وإما أنه يعتمد الضعيف والشاذ والموضوع والمنكر ويوهم الناس أنه حديث صحيح أو أنه مسلم به عند علماء المسلمين.
أما علمائنا الأجلاء فكل كلامهم بالدليل والبرهان, من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, وهذا ما تعلمناه منهم, ولا قياس فى ذلك بين الإسلام والمسيحية حيث لا يوجد سند واحد ولو موضوع لسفر واحد من أسفار كتابهم, وأتحداهم جميعا أن يأتونا بسند واحد ولو موضوع.
وفى النهاية لقد تركت نقاط كثيرة فى مقالة رفيق رسمى دون رد, لأنه ببساطة بذاءات لا تستحق أن أتعب إخوانى بقراءتها, فالرجل تعلم فن السب والشتم فى أفضل مدارس البذاءة والوقاحة, ألا وهى مدرسة زكريا بطرس, كما أنه بارع فى الكذب والخداع, فذكر أنه كلف من مسؤول كبير !!!!! بمهاجمة زكريا بطرس, فكتب مقالة يمتدح فيها زكريا بطرس بما ليس فيه ويهاجم الإسلام, فهل ياترى يستطيع ذلك الكاتب أن يخبرنا من هو ذلك المسؤول الكبير الذى يطلب من كاتب مغمور لم يسمع أحد عنه من قبل أن يهاجم زكريا بطرس؟ ما أرى ذلك إلا أسلوبا ساذجا لدس السم فى العسل.
وفى نظرى فهذا الكاتب ليس إلا نسخة مصغرة من بطرس, يحاول أن يجد له طريقا نحو النجومية والشهرة, وكما قلت سابقا ليس هناك أسهل من سب الإسلام والهجوم عليه, لكن أمثال هؤلاء بحول الله نحن قادرون على فضحهم وتبيان حقيقتهم للناس.
إن ما دفعنى للرد على هذا الكاتب هو رغبتى فى إظهار كذبه لعوام المسلمين, كى لا ينخدع الناس بكلامه ويظنون أنه رجل محايد, هذا رغم علمى أن الرد على هؤلاء يجعلهم يفرحون أن أحدا كلف نفسه ورد عليهم, لكنى أنظر إلى من لا علم بحقيقة القوم وأود توضيح الحقيقة لهم.
[1] / فى الصميم , الحلقة الثالثة , د/ 17
[2] / سؤال جريئ الحلقة الثانية هل القرآن كلام الله ؟ د /44
[3] / سؤال جريئ الحلقة الأولى من هل القرآن كلام الله د/17