المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيام دولة المماليك



الصفحات : 1 2 3 4 [5]

صفاء
2008-02-17, 12:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد حكم المماليك الجراكسة مصر ،والشام والحجاز مدة تزيد على احدى وثلاثين ومائة سنة 792ـ923 ،وتعاقب في هذه المدة اكثر من سبعة وعشرين سلطانا ،لم تزد مدة الحكم على خمسة عشر عاما ،الا لاربعة منهم وهم :الاشرف قايتباي ،وقد حكم 29 سنة 872ـ 901 ،والاشرف قانصوه الغوري وقد حكم 17 سنة 906 ،922 ،والاشرف برسباي وحكم 16 سنة 825 ـ841 والظاهر جقمق وحكم 15 سنة 842ـ857 وهناك ست سلاطين حكموا عدة سنوات او اكثر من سنة وهم :الظاهر برقوق وحكم تسع سنوات 792 ـ801 ،وهي المرة الثانية بعد خلع المنصور حاجي من المماليك البحرية اما حكمه في المرة الاولى فتعد ضمن حكم المرحلة السابقة ،وابنه الناصر فرج وقد حكم مرتين في كل مرة سبع سنوات 801ـ808 و808 ـ815 والمؤيد وحكم تسع سنوات 815ـ824 ،والاشرف اينال حكم سبع سنوات 857ـ865 والظاهر خشقدم حكم سبع سنوات ايضا 865ـ872 .

اما السلاطين الخمسة عشرة الباقون فكانت مدة حكم الواحد اقل من سنة بل ان بعضهم لم تزد مدة حكمه على الليلة الواحدة اذ ان خير بك قد تسلم السلطة مساء وخلع صباحا وذلك عام 872 ، وان الناصر محمد بن الاشرف قايبتاي قد تسلم السلطة مرتين لم يدم حكمه في الاولى السنة 901ـ902 وفي المرة الثانية 903ـ904 كذلك وقتل بعدها ،هذا بالاضافة الى ان الخليفة قد تسلم السلطة خمسة اشهر عام 815

ويلاحظ ان السلطان كان يتسلم الامر ويحكم مدة ،ويعهد لابنه من بعده وغالبا ما يكون صغيرا فيكون عليه وصيا او نائبا عنه او مدبرا لامور المملكة ،وهو من المماليك ايضا ،ثم لا يلبث ان يقوم بالاستبداد بالسلطة ،وخلع السلطان المعهود اليه بالامر او قتله ،لذا لم تكن هناك اسر تولت امر السلطنة ،ولايستثنى من هذا سوى الظاهر برقوق الذي حكم ولده المنصور فرج مدة سبع سنوات ثم خلع واعطيت السلطنة لولده الثاني المنصور عبد العزيز مدة ثلاثة اشهر ثم اعيد المنصور فرج فحكم سبع سنوات اخرى ،وبذا يكون
قد تولى ولدان من ابناء السلطان برقوق الامر ،وهذا لم يتم لغيره من سلاطين المماليك الجراكسة هذا بالاضافة الى ان هذه المدة قد قاربت الخمس عشرة سنة وهذا ايضا لم يتم لغيره ،وقد تكررت هذه الظاهرة سبع مرات (يحكم السلطان ويرثه ابنه لمدة قصيرة لا تصل غالبا الى السنة ) ،فبالاضافة الى الظاهر برقوق حدثت مع المؤيد ،والظاهر ططر،والاشرف برسباي ،والظاهر جقمق ،والاشرف اينال والاشرف قايتباي ،واذا كان الناصر محمد بن الاشرف قايتباي قد حكم مرتين الا انه في كل مرة لم تطل مدته الى السنة ،اذن كانت تتوالى مدة حكم طويلة لسلطان جديد ،وتزيد على خمس سنوات ،وتنتهي بالوفاة الطبيعية ،ويعقبها مدة قصيرة لولده تقل عادة عن السنة يعقبها الخلع او القتل .

صفاء
2008-02-17, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ويلاحظ في الخمسة السلاطين الاواخر ان نتيجة القتل هي السائدة فقد خلع الظاهر قانصوه بعد سنة من تسلمه امر السلطنة رغم انه جديد ،وقتل جانبلاط قبل مرور سنة من تسلمه الامر رغم انه جديد ايضا ،وخنق العادل طومان باي بعد عدة اشهر ،رغم انه جديد ،ولما عرض امر السلطنة على الاشرف قانصوه الغوري رفضه وبكى خوفا من القتل رغم ان سنه كانت تزيد على الستين ،ولم يتسلم الامر الا بشرط الا يقتلوه ولكنه قتل على ايدي العثمانيين بعد ان حكم سبعة عشر عاما ،وكانت عاقبة خلفه طومان باي مثله اذ قتله العثمانيون بعد معركة الريدانية عام 923 ،ودخلوا القاهرة ،وازالوا المماليك عن السلطنة ،وتنازل لهم العباسيون عن الخلافة ،وانتقلت بذلك انظار العالم الاسلامي الى استانبول التي غدت مركز الخلافة ،وتحولت عن القاهرة التي اصبحت مدينة عادية كغيرها من حواضر امصار العالم الاسلامي ،ودرجت مع مراكز الخلافة السابقة مثل بغداد ،ودمشق .
واذا كان السلطان الظاهر برقوق قد تسلم للمرة الاولى مدة ست سنوات 785ـ791 ،ثم قبض عليه وسجن بالكرك ،واعيد السلطان المنصور حاجي لمدة سبعة اشهر ..ثم رجع الظاهر برقوق الى السلطنة ،فان مدة سلطنة الظاهر برقوق الاولى لم اعدها ضمن تسلم المماليك الجراكسة الحكم لان حكمه قد حدث فيه انقطاع وانما بدات تدوين ايامهم بعودة الظاهر برقوق للسلطة ف المرة الثانية حيث استمر حكم الجراكسة دون انقطاع حتى انطوت ايامهم .

استمر الظاهر برقوق للمرة الثانية في الحكم حتى توفي عام 801 في شهر شوال من ذلك العام ،وقام من بعده ابنه السلطان فرج ،ولقب بالناصر ،وبقي حتى عام 808 حيث خلع في السادس من شهر ربيع الاول ،واقيم مكانه اخوه عبد العزيز ،ولقب بالمنصور ،ثم خلع بعد ثلاثة اشهر تقريبا في الرابع من جمادى الاخرة ،واعيد الناصر فرج .

وتوفي الخليفة المتوكل على الله محمد بن المعتضد في الثامن عشر من شهر رجب عام ثمانية وثمانمائة.

وفي عام 795 دخل تيمورلنك بغداد وهدد المنطقة ،فتشكل حلف من سلطان المماليك الظاهر برقوق ،وامير سيواس ،ومغول القفجاق ،والعثمانيين ضد تيمورلنك زعيم التتار ،وخرج الظاهر برقوق على راس حملة عام 797 باتجاه بغداد ،ومعه احمد بن اويس صاحب بغداد والذي فر منها عند دخول تيمورلنك اليها ،والتجا الى القاهرة ،فسار برقوق لاعادته الى عاصمة ملكه ،الا انه لم يحدث قتال لان تيمورلنك كان قد ترك بغداد وعاد الى الشرق فما كان من الظاهر الا ان رجع هو والاخر .
وفي عام 803 خرج الناصر فرج بن برقوق على راس حملة الى بلاد الشام ،لكنه ترك جيشه ،وعاد الى مصر ،فدخل تيمورلنك دمشق ،وسحق الجيش المملوكي .

واتجه تيمورلنك نحو العثمانيين عام 805 وانتصر عليهم ،واسر السلطان بايزيد العثماني ،وبعد ان سمع الناصر فرج بانباء هذه المعارك الطاحنة رضخ لشروط تيمورلنك ،,ضرب النقود باسم تيمورلنك ،وان كان على ما يبدو قد فرح بنفسه على ما تم اذ زال الخوف المتوقع من العثمانيين .
وفي الوقت الذي كانت انظار المماليك تتجه نحو الشرق بسبب هجوم تيمورلنك اغار ملوك قبرص على الاسكندرية عام 806 ثم شنوا غارة على طرابلس في العام التالي

[المرجع :الايوبيون والمماليك في مصر والشام :سعيد عبد الفتاح عاشور ،دار النهضة العربية ،القاهرة 1396هجرية]