لبيّك إسلامي
2010-06-11, 04:32 PM
ماذا يريدون ؟
إذا أراد إخواننا الأقباط أن يعيشوا كأعدادهم من المسلمين فأنا معهم فى ذلك، وهم يقاربون الآن مليونين ونصف، ويجب أن يعيشوا كمليونين ونصف من المسلمين ..
لهم ما لهم من حقوق، وعليهم ما عليهم من واجبات، أما أن يحاولوا فرض وصايتهم على المسلمين، وجعل أزِمَّة الحياة الاجتماعية والسياسية فى أيديهم فلا ..
إذا أرادوا أن يبنوا كنائس تسع أعدادهم لصلواتهم وشعائرهم الدينية فلا يعترضهم أحد .. أما إذا أرادوا صبغ التراب المصرى بالطابع المسيحى وإبراز المسيحية وكأنها الدين المهيمن على البلاد فلا ..
إذا أرادوا أن يحتفظوا بشخصيتهم فلا تمتهن وتعاليمهم فلا تجرح فلهم ذلك، أما أن يودوا " ارتداد " المسلمين عن دينهم، ويعلنوا غضبهم إذا طالبنا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتعميم التربية الدينية فهذا ما لا نقبله ..
إن الاستعمار أوعز إلى بعضهم أن يقف مراغماً للمسلمين، ولكننا نريد تفاهماً شريفاً مع ناس معقولين ..
إن الاستعمار أشاع بين من أعطوه آذانهم وقلوبهم أن المسلمين فى مصر غرباء، وطارئون عليها، ويجب أن يزولوا، إن لم يكن اليوم فغداً .
وعلى هذا الأساس أسموا جريدتهم الطائفية " وطنى " !
ومن هذا المنطلق شرع كثيرون من المغامرين يناوش الإسلام والمسلمين، وكلما رأى عودة من المسلمين إلى دينهم همس أو صرخ : عاد التعصب، الأقباط فى خطر !!
ولا ذرة من ذلك فى طول البلاد وعرضها، ولكنها صيحات مريبة أنعشها وقواها " بابا شنودة " دون أى اكتراث بالعواقب .
وقد سبقت محاولات من هذا النوع أخمدها العقلاء، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كتابات القمص " سرجيوس " الذى احتفل " البابا شنودة " أخيراً بذكراه .
ففى العدد 41 من السنة 20 من مجلة المنارة الصادر فى 6 / 12 / 1947 كتب هذا القمص تحت عنوان : " حسن البنا يحرض على قتال الأقليات بعد أن سلح جيوشه بعلم الحكومة " : يقول :
" نشرنا فى العدد السابق تفسير الشيخ " حسن البنا " لآية سورة التوبة قوله : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " ( التوبة : 29 ) ..
" قال : وقد قال الفقهاء، وتظاهرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة : أن القتال فرض عين إذا ديست أرض الإسلام، أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين، وهو فرض كفاية لحماية الدعوة الإسلامية وتأمين الوطن الإسلامى، فيكون واجباً على من تتم بهم هذه الحماية وهذا التأمين ..
" .. وليس الغرض من القتال فى الإسلام إكراه الناس على عقيدة، أو إدخالهم قسراً فى الدين، والله يقول : " لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى " ( البقرة : 256 ) كما أنه ليس الغرض من القتال كذلك الحصول على منافع دنيوية أو مغانم دينية، فالزيت والفحم والقمح والمطاط ليست من أهداف المقاتل المسلم الذى يخرج عن نفسه وماله ودمه لله بأن له الجنة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً فى التوراة والإنجيل والقرآن " ( التوبة : 111 ) ..
" حكم قتال أهل الكتاب : ..
" وأهل الكتاب : ( يقاتلون كما يقاتل المشركون تماماً، إذا اعتدوا على أرض الإسلام، أو حالوا دون انتشار دعوته .. ) ..
" الرد : للشيخ ( حسن البنا ) أسلوبه الخاص فى الكتابة والتفسير وفى الفتاوى، ويعرف بالأسلوب المائع إذ يترك دائماً الأبواب مفتوحة، ليدخل متى شاء فى ما أراد دون أن يتقيد أو يمسك، ومن آيات ميوعته أنه يقول أن القتال يكون فرض عين إذا ديست أرض الإسلام، أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين، دون أن يبين أو يحدد ما هى أرض الإسلام أو الوطن الإسلامى : هل هى الحجاز فقط أم هى كل بلد من بلاد العالم يكون فيها المسلمون أغلبية أو أقلية أو متعادلين ؟ ..
" وكان فى عدم تحديده لأرض الإسلام أو الوطن الإسلامى ماكراً سيئاً ؛ ليكون حراً فى إعلان القتال على من يشاء من المستضعفين من المسيحيين واليهود الذين يقوى على محاربتهم فى أى بلد كان، وكان أحرى به أن يقولها كلمة صريحة أن أرض الإسلام هى الحجاز، أى الأرض التى نشأ عليها الإسلام ـ أى الدين الإسلامى ـ وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون فى العالم . وسواء كانت أرض الإسلام أو وطن الإسلام هى الحجاز أم هى كل بلد من بلاد العالم يعيش فيه المسلمون، فلا يمكن العمل بما يقول به الشيخ ( حسن البنا ) بأن القتال فرض عين أو فرض كفاية على المسلمين إذا ديست أرض الإسلام أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين " .
وأنا أسأل أى قارئ اطلع على تفسير " حسن البنا " : هل اشتم منه رائحة تحريض على الأقباط أو اليهود ؟
وأسأل أى منصف قرأ الرد عليه : هل وجد فيه إلا التحرش والرغبة فى الاشتباك دون أدنى سبب ؟
إن هذا القمص المفترى لا يريد إلا شيئاً واحداً : إبعاد الصفة الإسلامية عن مصر، واعتبار الحجاز وحده وطناً إسلامياً . أما مصر فليست وطناً إسلامياً لأن سكانها المسلمين فوق 92 % من جملة أهلها .
ولماذا تنفى الصفة الإسلامية عن مصر مع أن هذه الصفة تذكر لجعل الدفاع عنها فريضة مقدسة ؟
هذا ما يسأل عنه القمص الوطنى، والذين احتفلوا بذكراه بعد ربع قرن من وفاته ..
إن الدفاع عن مصر ضد الاستعمار العالمى ينبغى أن تهتز بواعثه وأن تفتر مشاعره .. !!
لقد كانت مصر وثنية فى العصور القديمة، ثم تنصر أغلبها، فهل يقول الوثنيون المصريون لمن تنصر : إنك فقدت وطنك بتنصرك ؟
ثم أقبل الإسلام فدخل فيه جمهور المصريين، فهل يقال للمسلم : إنك فقدت وطنك بإسلامك ؟
ما هذه الرقاعة ؟!
بيد أن الحملة على الإسلام مضت فى طريقها، وزادت ضراوة وخسة فى الأيام الأخيرة، ثم جاء " الأنبا شنودة " رئيساً للأقباط، فقاد حملة لا بد من كشف خباياها، وتوضيح مداها ؛ حتى يدرك الجميع : مم نحذر ؟ وماذا نخشى ؟
وما نستطيع السكوت، ومستقبلنا كله تعصف به الفتن، ويأتمر به سماسرة الاستعمار .
نقلاً من كتاب :قذائف الحق للشيخ محمد الغزالى
يُــــــــتبع ....
إذا أراد إخواننا الأقباط أن يعيشوا كأعدادهم من المسلمين فأنا معهم فى ذلك، وهم يقاربون الآن مليونين ونصف، ويجب أن يعيشوا كمليونين ونصف من المسلمين ..
لهم ما لهم من حقوق، وعليهم ما عليهم من واجبات، أما أن يحاولوا فرض وصايتهم على المسلمين، وجعل أزِمَّة الحياة الاجتماعية والسياسية فى أيديهم فلا ..
إذا أرادوا أن يبنوا كنائس تسع أعدادهم لصلواتهم وشعائرهم الدينية فلا يعترضهم أحد .. أما إذا أرادوا صبغ التراب المصرى بالطابع المسيحى وإبراز المسيحية وكأنها الدين المهيمن على البلاد فلا ..
إذا أرادوا أن يحتفظوا بشخصيتهم فلا تمتهن وتعاليمهم فلا تجرح فلهم ذلك، أما أن يودوا " ارتداد " المسلمين عن دينهم، ويعلنوا غضبهم إذا طالبنا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتعميم التربية الدينية فهذا ما لا نقبله ..
إن الاستعمار أوعز إلى بعضهم أن يقف مراغماً للمسلمين، ولكننا نريد تفاهماً شريفاً مع ناس معقولين ..
إن الاستعمار أشاع بين من أعطوه آذانهم وقلوبهم أن المسلمين فى مصر غرباء، وطارئون عليها، ويجب أن يزولوا، إن لم يكن اليوم فغداً .
وعلى هذا الأساس أسموا جريدتهم الطائفية " وطنى " !
ومن هذا المنطلق شرع كثيرون من المغامرين يناوش الإسلام والمسلمين، وكلما رأى عودة من المسلمين إلى دينهم همس أو صرخ : عاد التعصب، الأقباط فى خطر !!
ولا ذرة من ذلك فى طول البلاد وعرضها، ولكنها صيحات مريبة أنعشها وقواها " بابا شنودة " دون أى اكتراث بالعواقب .
وقد سبقت محاولات من هذا النوع أخمدها العقلاء، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كتابات القمص " سرجيوس " الذى احتفل " البابا شنودة " أخيراً بذكراه .
ففى العدد 41 من السنة 20 من مجلة المنارة الصادر فى 6 / 12 / 1947 كتب هذا القمص تحت عنوان : " حسن البنا يحرض على قتال الأقليات بعد أن سلح جيوشه بعلم الحكومة " : يقول :
" نشرنا فى العدد السابق تفسير الشيخ " حسن البنا " لآية سورة التوبة قوله : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " ( التوبة : 29 ) ..
" قال : وقد قال الفقهاء، وتظاهرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة : أن القتال فرض عين إذا ديست أرض الإسلام، أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين، وهو فرض كفاية لحماية الدعوة الإسلامية وتأمين الوطن الإسلامى، فيكون واجباً على من تتم بهم هذه الحماية وهذا التأمين ..
" .. وليس الغرض من القتال فى الإسلام إكراه الناس على عقيدة، أو إدخالهم قسراً فى الدين، والله يقول : " لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى " ( البقرة : 256 ) كما أنه ليس الغرض من القتال كذلك الحصول على منافع دنيوية أو مغانم دينية، فالزيت والفحم والقمح والمطاط ليست من أهداف المقاتل المسلم الذى يخرج عن نفسه وماله ودمه لله بأن له الجنة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً فى التوراة والإنجيل والقرآن " ( التوبة : 111 ) ..
" حكم قتال أهل الكتاب : ..
" وأهل الكتاب : ( يقاتلون كما يقاتل المشركون تماماً، إذا اعتدوا على أرض الإسلام، أو حالوا دون انتشار دعوته .. ) ..
" الرد : للشيخ ( حسن البنا ) أسلوبه الخاص فى الكتابة والتفسير وفى الفتاوى، ويعرف بالأسلوب المائع إذ يترك دائماً الأبواب مفتوحة، ليدخل متى شاء فى ما أراد دون أن يتقيد أو يمسك، ومن آيات ميوعته أنه يقول أن القتال يكون فرض عين إذا ديست أرض الإسلام، أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين، دون أن يبين أو يحدد ما هى أرض الإسلام أو الوطن الإسلامى : هل هى الحجاز فقط أم هى كل بلد من بلاد العالم يكون فيها المسلمون أغلبية أو أقلية أو متعادلين ؟ ..
" وكان فى عدم تحديده لأرض الإسلام أو الوطن الإسلامى ماكراً سيئاً ؛ ليكون حراً فى إعلان القتال على من يشاء من المستضعفين من المسيحيين واليهود الذين يقوى على محاربتهم فى أى بلد كان، وكان أحرى به أن يقولها كلمة صريحة أن أرض الإسلام هى الحجاز، أى الأرض التى نشأ عليها الإسلام ـ أى الدين الإسلامى ـ وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون فى العالم . وسواء كانت أرض الإسلام أو وطن الإسلام هى الحجاز أم هى كل بلد من بلاد العالم يعيش فيه المسلمون، فلا يمكن العمل بما يقول به الشيخ ( حسن البنا ) بأن القتال فرض عين أو فرض كفاية على المسلمين إذا ديست أرض الإسلام أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين " .
وأنا أسأل أى قارئ اطلع على تفسير " حسن البنا " : هل اشتم منه رائحة تحريض على الأقباط أو اليهود ؟
وأسأل أى منصف قرأ الرد عليه : هل وجد فيه إلا التحرش والرغبة فى الاشتباك دون أدنى سبب ؟
إن هذا القمص المفترى لا يريد إلا شيئاً واحداً : إبعاد الصفة الإسلامية عن مصر، واعتبار الحجاز وحده وطناً إسلامياً . أما مصر فليست وطناً إسلامياً لأن سكانها المسلمين فوق 92 % من جملة أهلها .
ولماذا تنفى الصفة الإسلامية عن مصر مع أن هذه الصفة تذكر لجعل الدفاع عنها فريضة مقدسة ؟
هذا ما يسأل عنه القمص الوطنى، والذين احتفلوا بذكراه بعد ربع قرن من وفاته ..
إن الدفاع عن مصر ضد الاستعمار العالمى ينبغى أن تهتز بواعثه وأن تفتر مشاعره .. !!
لقد كانت مصر وثنية فى العصور القديمة، ثم تنصر أغلبها، فهل يقول الوثنيون المصريون لمن تنصر : إنك فقدت وطنك بتنصرك ؟
ثم أقبل الإسلام فدخل فيه جمهور المصريين، فهل يقال للمسلم : إنك فقدت وطنك بإسلامك ؟
ما هذه الرقاعة ؟!
بيد أن الحملة على الإسلام مضت فى طريقها، وزادت ضراوة وخسة فى الأيام الأخيرة، ثم جاء " الأنبا شنودة " رئيساً للأقباط، فقاد حملة لا بد من كشف خباياها، وتوضيح مداها ؛ حتى يدرك الجميع : مم نحذر ؟ وماذا نخشى ؟
وما نستطيع السكوت، ومستقبلنا كله تعصف به الفتن، ويأتمر به سماسرة الاستعمار .
نقلاً من كتاب :قذائف الحق للشيخ محمد الغزالى
يُــــــــتبع ....