مشاهدة النسخة كاملة : التقليد والإجتهاد ووحدة الأمة
أبوحمزة السيوطي
2010-06-13, 05:04 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين ..
أما بعد ,,,
فلا شك أن شريعة الإسلام إنقسم اتباعها إلى ثلاثة أقسم عالم ومتعلم وعامي مقلد ولكن من حيث غاية مايصل إليه هؤلاء فقد انقسم أتباع الشريعة إلى قسمين مجتهد ومقلد ..
ملحوظة : لا أقصد بمقلد هنا الإنتقاص ولكن أقصد إختصاصه بأحد المذاهب والإكتفاء بأئمة مذهبه عن من سواهم فهو مقلدهم .
فعالم مجتهد هم الذين وضعوا كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام أمامهم فنهلوا منها وأدمنوا النظر فيهما ثم ضموا إلى ذلك أقوال أقرانهم من العلماء فرجحوا ونقحوا وصارت لهم اجتهادات خاصة وعالم مذهبي هم الأفاضل ممن اتخذ لنفسه مذهبا من مذاهب الإئمة المعتمدين لثقته بهم وسابق علمه أن هؤلاء الأئمة أعلم ممن خلفهم بالله ورسوله لقرب الزمان ونقاء الأذهان وصفاء نفوسهم وورعهم فوصلوا إلى غاية ما ترجح عند أئمتهم ونافحوا عليها واستدلوا لها وانتصروا على ما سواها .
ومتعلم مجتهد جرى على ضرب العالم المجتهد فحفظ المتون وتعلم أصول الإستدلال معولاً على العلماء مرجحاً ومتعلم مذهبي وضع لنفسه طريقاً واضحة ومضماره مذهب من المذاهب المعتمدة تعلم أصولها وحصل أراء أئمته .
أما المقلد العامي فمنهم مجتهد في اختيار العالم الثقة الورع الذي سيعول عليه الفتوى والثقة فهذا على دينه أحرص .
ومقلد أخذ من كل شجرة ثمرة أو من كل سقطة لقطة فهما صنفين من الناس .
السؤال :
فأي هذه السبل سبيلك وأيها ترجوا أن يكون موقعك ؟؟
إخواني الأفاضل هذا موضوع الهام جدا الذي ربما أرق بعض الناسب والبعض الآخر لا يعلم أهميته الأن أطرحه للنقاش وأريد معرفة رأي كل منكم على حد علمه إسهاباً أو إيجازاً وأسباب الخلاف وهل أنت معه أو ضده وكيف يمكن توحيد الأمة ليس على مذهباً وإنما على أساس واحد وكيف يتصرف العامي في ظل الفتاوى المنتشرة في كل مكان مع اختلافها وما الذي يتوجب عليه .
بانتظاركم
الصارم الصقيل
2010-06-13, 05:22 PM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب موضوع مهم جدا يستحق التثبيت .
أسباب الخلاف كثيرة و أخطرها ما له علاقة بالجهل . فكم من فتوى أو جواب لا علاقة له بالتأصيل الشرعي إنما مرده إلى الجهل و الهوى .
إن وحدة الأمة تحتاج إلى جرأة و شجاعة و هي تلك الشجاعة التي أظهرها الأئمة الأربعة حين دعوا إلى الكتاب و السنة و نبذ الآراء و لو كانت لهم .
و أعجبني ما جمعه المحدث الأباني رحمه الله و أعلى منزلته في الجنة في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم :
أقوال الأئمة في اتباع السنة وترك أقوالهم المخالفة لها
ومن المفيد أن نسوق هنا ما وقفنا عليه منها أو بعضها لعل فيها عظة وذكرى لمن يقلدهم - بل يقلد من دونهم بدرجات تقليدا أعمى - ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء والله عز وجل يقول :
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون
1 - أبو حنيفة رحمه الله
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها :
1 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )
2 - ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6 / 293 )
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي )
زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا )
وفي أخرى : ( ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد )
3 - ( إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ) . ( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
2 - مالك بن أنس رحمه الله وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال :
1 - ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32 )
2 - ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91 )
3 - قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع . ( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 )
3 - الشافعي رحمه الله
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب
وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها :
1 - ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي ) . ( تاريخ دمشق لابن عساكر 15 / 1 / 3 )
2 - ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) . ( الفلاني ص 68 )
3 - ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ) . ( وفي رواية ( فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ) . ( النووي في المجموع 1 / 63 )
4 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( النووي 1 / 63 )
5 - ( أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون : كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا ) . ( الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8 / 1 )
6 - ( كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) . ( أبو نعيم في الحلية 9 / 107 )
7 - ( إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 10 / 1 )
8 - ( كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 9 / 2 )
9 - ( كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ) . ( ابن أبي حاتم 93 - 94 )
4 - أحمد بن حنبل رحمه الله
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى ( كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ) ولذلك قال :
1 - ( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ) . ( ابن القيم في إعلام الموقعين 2 / 302 )
وفي رواية : ( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير )
وقال مرة : ( الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير ) . ( أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277 )
2 - ( رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 149 )
3 - ( من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ) . ( ابن الجوزي في المناقب ( ص 182 )
تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما . انتهى قول محدث العصر بالحرف و هو جمع طيب نافع .
أبوحمزة السيوطي
2010-06-13, 06:09 PM
بارك الله فيك أستاذنا أحسنت القول والنقل
طيب إذا كان التقليد أمر منبوذ لديك فما السبيل الآخر وكيف يمكن تحصيله ؟
والسؤال الأهم بالنسبة للعامي - وأكثرنا عوام - ما موقفه وماذا يفعل وهو لا قدرة لديه على اطلب والإجتهاد ؟؟؟؟
الصارم الصقيل
2010-06-13, 06:44 PM
بارك الله فيك أستاذنا أحسنت القول والنقل
طيب إذا كان التقليد أمر منبوذ لديك فما السبيل الآخر وكيف يمكن تحصيله ؟
والسؤال الأهم بالنسبة للعامي - وأكثرنا عوام - ما موقفه وماذا يفعل وهو لا قدرة لديه على اطلب والإجتهاد ؟؟؟؟
أحسن الله إليك شيخنا الحبيب.
ملكة الاجتهاد ليست بالأمر الهين و في نظري المتواضع يجب ما يلي:
1 - تربية الناس على حب العلم و التفاني في سبيل تحصيله و إذا قرأنا عن الأئمة الأعلام من الصحابة و التابعين و من جاء بعدهم علمنا ما للتربية و التنشئة من دور.
و بصفتي أستاذا أرى من الطوام و الفضائح في ميدان التعليم ما يندى له الجبين فإذا كان التلميذ لا يفرق بين أركان الإيمان و الإسلام و لا يدري الصحابة من الأنبياء فكيف ستبني بمثل هذا صرحا؟
2 - الاهتمام بالتعليم فالتعليم مظهر من مظاهر تقدم الأمم و ما أتيت أمة إلا من جهة الجهل . نعم فالاجتهاد يعني تملك نواصي العلوم .
3 - الاهتمام بالتخصص مع الحرص على المشاركة و أعني أن يكون طالب العلم متخصصا في علم و له مشاركة تعني في سائر العلوم الأخرى .
4 - اعتبار العلم معيارا من معايير التفاضل بين الناس كما جعله الشرع و شبابنا اليوم يتمايزون بالشعور و الألبسة و إ كانوا من أجهل الناس فيقيم المجتمع لهم وزنا بسبب الاهتمام بما لا يجب الاهتمام به و ترك ما يجب صرف الأعمار و الأوقات و الأموال في سبيل تحصيله. فمن اجتهد من العلماء كان سبيله إلى ذلك الرحلة و السهر في سبيل التحصيل العلمي.
و ختاما لا بد من الرجال فالمشاريع أماني بدون الرجال و إن وجد الرجال هان كل شيء .
أصلح الله حالنا .
لبيّك إسلامي
2010-06-13, 08:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاجتهاد ده حاجة ثابتة فى الدين ومعتد بها لانها من عوامل سعة ومرونة الشريعة الاسلامية
لكن للاسف فى متنطعين كتير جدا الان
وفى ناس بيفهموا حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- غلط عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ
فبدأت تنتشر أسألة كتيرة جداً واختلافات فى حجات فعلا تافهة تدل على مدى السطحية فى الدين وليس التعمق
يعنى لما حد يسأل ماحكم السيارة
وماحكم ارتداء الكاب "القبعة" يقولك حرام عشان فيها تشبه بالغرب
اه احنا نتمسك بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين لان لينا اصل "نبنى عليه "
واعتقد ان نبنى عليه دى مهمة جدا
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir