مشاهدة النسخة كاملة : صقر قريش عبد الرحمن الداخل
صقر قريش
2008-02-10, 04:46 PM
صقر قريش
هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الملقب بصقر قريش
ويعرف بالداخل الأموي مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، وأحد عظماء العالم.
ولد في دمشق، ونشأ يتيماً ( مات أبوه وهو صغير) فتربى في بيت الخلافة. ولما انقرض ملك ،الأمويين في الشام، وتعقب العباسيون رجالهم بالفتك والأسر، أفلت عبد الرحمن، وأقام في قرية على الفرات.
فتتبعته الخيل، فأوى بعض الأدغال حتى أمن، فقصد المغرب، فبلغ إفريقية. فألح عاملها ( عبد الرحمن ابن حبيب الفهري) بطلبه، فانصرف إلى مكناسة وقد لحق به مولاه « بدر» بنفقة وجواهر كان قد طلبها من أخت له تدعى (أم الإصبع) ثم تحول إلى منازل نفزاوة وهم جيل من البربر، أمه منهم. فأقام مدة يكاتب من في الأندلس من الأمويين. وبعث إليهم بدراً مولاه، فأجابوه، وسيروا له مركباً فيه جماعة من كبرائهم، فأبلغوه طاعتهم له، وعادوا به إلى الأندلس فأرسي بهم مركبهم (سنة138هـ) في المنكب وانتقلوا إلى أشبيلية، ومنها إلى قرطبة، فقاتلهم والي الأندلس( يوسف بن عبد الرحمن الفهري) فظفر عبد الرحمن الأموي، ودخل قرطبة واستقر.
وبنى فيها القصر وعدة مساجد. وجعل الخطبة للمنصور العباسي، فاطمأن إليه أهل
الأندلس لما انتظم له الأمر، ووثق بقوته، قطع خطبة العباسيين وأعلن إمارته استقلالا. والمنصور العباسي أول من لقبه بصقر قريش. ولقب بالداخل لأنه أول من دخل الأندلس من ملوك الأمويين. وكان حازما، سريع النهضة في طلب الخارجين عليه، لا يخلد إلى راحة، ولا يكل الأمور إلى غيره، ولا ينفرد برأيه،شجاعاً، مقداماً، شديد الحذر، سخيا، لسناً، شاعراً، عالماً، يقاس بالمنصورفي حزمه وشدته وضبطه الملك.
وبنى الرُصافة بقرطبة تشبهاً بجده هشام باني الرُصافة الشام. وتوفي بقرطبة ودفن في قصرها .
جزاك الله خيرا أخي صلاح وبارك الله فيك .
ذو الفقار
2008-02-10, 04:53 PM
بداية أدبية تاريخية موفقة أخي صلاح تنم على انضمام قلماً أدبياً إلى عرين الهزبر
كم كان ماضينا مريراً حين يتعلق بالخلافات والنزاعات
نسأل الله أن يعيد أمجاد الأمة إلى سابق عهدها دون منازعات
حياك الله يا أخي صلاح لا حرمنا الله قلمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي صلاح واخي صقر بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على ماقدمتهم لنا من معلومات قيمة عن عبد الرحمن الداخل الذي كان يلقب بصقر قريش والذي قال فيه الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور "عبد الرحمن الداخل هو صقر قريش الذى تخلص بكيده عن سنن الأسنة يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدا أعجمياً(الأندلس)فمصر الأمصار و جند الأجناد وأقام ملكاً بعد إنقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه" .
لقد تعقب العباسيون افراد البيت الاموي ، فاتيحت الفرصة لاحد امراء هذا البيت ،وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ،الذي تمكن من الافلات من ايدي العباسيين ، وفر الى بلاد الاندلس حيث اسس فيها الدولة الاموية التي اصبحت حضارتها منبعا لحضارة اوربا الحديثة .
وقد وصف عبد الرحمن (صقر قريش) كيفية نجاته من العباسيين وهروبه الى الاندلس فقال : "لما اعطينا الامان ،ثم نكس بنا بنهر ابي فطرس ،وابيحت دماؤنا ،اتانا الخبر ،وكنت منتبذا من الناس ،فرجعت الى منزلي آيسا ونظرت فيما يصلحني واهلي وخرجت خائفا حتى صرت الى قرية على الفرات ذات شجر ،فبينما انا ذات يوم بها وولدي سليمان يلعب بين يدي ،وهو يومئذ ابن اربع سنين ،فخرج عني ،ثم دخل الصبي من باب البيت باكيا فزعا ،وجعلت ادفعه وهو يتعلق بي فخرجت لانظر ،واذا بالخوف قد نزل بالقرية ،واذا بالريات السود منحطة عليها ،,اخ لي حدث السن يقول لي النجاه النجاه ! فهذه رايات المسودة ،فاخذت دنانير معي ونجوت بنفسي واخي ،واعلمت اخوتي بمتوجهي ،فامرتهن ان يلحقني مولاي بدرا ،واحاطت الخيل بالقرية فلم يجدوا لي اثرا ،فاتيت رجلا من معارفي ،وامرته فاشترى لي دواب وما يصلحني ،فدل على عبد الله العامل فاقبل في خيل له يطلبني فخرجنا على ارجلنا هرابا ،والخيل تبصرنا ،فدخلنا في بساتين على الفرات ،فسبقنا الخيل على الفرات فسبحنا ،فاما انا فنجوت ،والخيل ينادوننا بالمان ولا ارجع ،واما اخي فانه عجز عن السباحة في نصف الفرات ،فرجع اليهم بالمان واخذوه فقتلوه ،وانا انظر اليه ،وهو ابن ثلاث عشر سنة ،فاحتملت فيه ثكلا ومضيت لوجهتي ،فتواريت في عيضة اشبه ،حتى انقطع الطلب عني ،وخرجت فقصدت المغرب فبلغت افريقية " (ابن الاثير :الجزء الخامس صفحة 198ـ199 .)
"لقي عبد الرحمن الداخل كثيرا من الصعاب في طريقه الى الاندلس ،فقد اشتد في طلبه عبد الرحمن بن حبيب الفهري والي افريقية وابو يوسف الفهري امير بلاد الاندلس ، فهرب الى مكناسة احدى قبائل البربر ،فلقي منهم كثيرا من الشدائد ،فتسلل الى جماعة من زنانة فاحسنوا اليه ،وقيل انه قصد اخواله في نفزاوة فاكرموه ،ثم اخذ يراسل الامويين في الاندلس ويدعوهم الى نفسه ويمنيهم الاماني الطيبة ،واستعان في ذلك بغلامه بدر واستغل عبد الرحمن سوء حال بلاد الاندلس التي مزقتها الانقسامات والقحط ،فاوقع بين المضرية واليمنية فيها واستطاع ان يدخل هذه البلاد في شهر ربيع الاول سنة 138 هجرية ،كما استطاع بعد قليل ان يجذب اليه قبائل اليمن ،وكانت تحنق على يوسف الفهري ،,مازال يستولي على بلاد الاندلس مدينة تلو مدينة حتى دخل قرطبة وقضى على نفوذ واليها يوسف الفهري "(المقرى :نفح الطيب الجزء الاول صفحة 155ـ156)
ولكن ابا جعفر المنصور لم يهدأ باله من ناحية عبد الرحمن الداخل ،فعمل على القضاء عليه ،ويقول ابن الاثير عند كلامه على حوادث سنة 146هجرية (الكامل في التاريخ الجزء 5 صفحة 232) : ان العلاء بن مغيث اليحصبي صار من افريقية الى احدى مدن الاندلس ،ولبس السواد ،واجتمع اليه خلق كثير ،فخرج اليه عبد الرحمن الداخل الاموي ،فالتقى بنواحي اشبيلية ،فانهزم العلاء واصحابه ،وقتل وهو سبعة آلاف ،وامر عبد الرحمن بعض التجار بحمل رأسه ورؤوس جماعة من مشاهير اصحابه الى القيروان والى مكة وكان بها ابو جعفر المنصور .
لم يتمكن ابو جعفر المنصور من اعادة سلطان العباسيين الى هذه البلاد ،فعمل على استمالة عبد الرحمن وارسل اليه الرسل ،وكثيرا ماكان يظهر اعجابه به وبمقدرته ،وبعزيمته التي جعلته وهو شريد طريد يستطيع ان يؤسس هذا الملك الواسع في تلك البلاد البعيدة .
وقد ذكر المؤرخون (العقد الفريد ج 3 ص201ـ202)ان ابا جعفر المنصور قال لاصحابه :" اخبروني عن صقر قريش من هو ؟قالوا :امير المؤمنين الذي راض الملك وسكن الزلازل وحسم الادواء واباد الاعداد قال ما صنعتم شيئا ،قالوا :فمعاوية قال: ولاهذا،قالوا:فعبد الملك بن مروان قال :ولاهذا ،قالوا فمن يا امير المؤمنين ؟قال :عبد الرحمن بن معاوية الذي عبر البحر ،وقطع القفر ،ودخل بلدا عجميا مفردا ،فمصر الامصار ،وجند الاجناد ،ودون الدواوين ،واقام ملكا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة شكيمته ،ان معاوية نهض بمركب حمله عليه عمر وعثمان وعبد الملك ببيعة تقوم لها عقدها ،وامير المؤمنين يطلب غيره واجتماع شيعته ،وعبد الرحمن منفرد بنفسه ،مؤيد برايه ،مستصحب لعزمه "
وكثيرا ماكان ابو جعفر المنصور يشيد بذكر عبد الرحمن الداخل ويقول:"فالشان في امر فتى قريش الاحوذي الفذ في جميع شئونه وعدمه لاهله ونسبه ،وتسليه عن جميع ذلك ببعد مرقى همته ومضاء عزيمته ،حتى قذف نفسه في المهالك لابتناء مجده ،فاقتحم جزيرة شاسعة المحل ،نائية المطمع ،عصبية الجند ،ضرب بين جندها بخصوصيته ،,قمع بعضهم ببعض بقوة حيلته ،واستمال قلوب رعيتها بقضية سياسيته ،حتى انقاد له عصيهم وذل له ابيهم،فاستولى فيها على اريكته ،ملكا على قطيعته ،قاهرا لاعدائه ،حاميا لذماره ،مانعا لحوزته ،خالطا الرغبة والرهبة منه ،ان ذلك لهو الفتى كل الفتى لايكذب مادحه " (المقرى:نفح الطيبج1ص107)
وكانت الدول الاسلامية في عهد المهدي العباسي لعظمتها وقوة سلطانها ،الا ما كان بين العباسيين والامويين في الاندلس ،فقد كان المهدي يضمر العداء لعبد الرحمن الداخل كما كان ابوه المنصور من قبل ويود ازالته دولته ،ولكنه كان يحجم عن تجريد الجيوش الى بلاده ،لبعد الشقة ووعورة الطريق ،واتعاب جنده بالمسير في صحراء افريقية ،وقوة عبد الرحمن الذي فكر في انتزاع بلاد الشام من العباسيين ،لولا ان الحالة الداخلية في بلاده تطلبت العدول عن تحقيق هذه السياسة ،فاكتفى كل من الرجلين بمعاداة الاخر ،وقد وجه الخليفة العباسي المهدي ،عبد الرحمن بن حبيب الفهري الى بلاد الاندلس ،فسار من افريقية ،وعبر البحر ،وكتب الى سليمان بن يقظان ببرشلونة يحثه على الدخول في طاعة العباسيين ،فلم يجب سليمان طلبه ،فثارت ثائرة الفهري ،واغار على بلده بجند كثيف من البربر ولكن سليمان هزم الفهري ،وطرد عبد الرحمن الداخل الفالة من جنده ،واحرق سفنه ليحول بذلك دون هربه،على ان قائد المهدي تحصن بناحية بلنسية ،وصمد للامويين واوقع الرعب في قلوبهم ،وبذل عبد الرحمن الداخل الف دينار لمن ياتيه براسه ،فاقتفى اثره رجل من البربر ،وتتبع خطواته حتى عثر عليه وقتله غيلة ،وحمل راسه الى امير بلاد الاندلس ،ولم تنجح سياسة المهدي في اعانة هذه البلاد الى الدولة العباسية (ابن الاثيرج6ص22ـ23)
استقر عبد الرحمن بقرطبة وبنى بها القصر والمسجد الجامع وقطع الدعوة للعباسيين من منابر الاندلس ،وجدد ماطمس لهم بالمشرق من معالم الخلافة واثارها وكان عبد الرحمن الداخل ينظر في المظالم بنفسه وينصف الضعيف من القوي وكان اذا جاء وقت الطعام دعا الى مائدته اصحابه ومن قصده من اصحاب الحاجات (المقرى نفح الطيب ج1ص156ـ157)
حكم عبد الرحمن بلاد الاندلس ثلاثا وثلاثين سنة واربعة اشهر ومات في سنة 172هجرية وخلف من الولد عشرين منهم احد عشر ذكرا وتسع اناث .
الحق أحق أن يتبع
2008-02-10, 10:15 PM
أحب هذا الرجل كثيرا وأتمنى أن أقرأ المزيد عنه .
مجهود رائع من فرسان هذا المنتدى الذي ذاع صيته .
جزاكم الله كل خير يا فرسان البشارة .
الهزبر
2008-02-10, 10:27 PM
السلام عليكم.
يقول عبد الرحمن صقر قريش في نخلة اتى بها من الشام لتؤنسه في غربته.
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة***تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي في التغرب والنوى***وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة***فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن من صوبها الذي***يسح ويستمري السماكين بالوبل
بداية موفقة اخي صلاح .
بنت خويلد
2008-02-12, 01:56 PM
بارك الله فيك يااخ صلاح وجزاك الله كل خير
بداية موفقة انشاء الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir