دانة
2010-07-22, 09:22 AM
http://www.p3les.com/up/uploads/images/domain-5fec668938.gif
خشية الله والخوف منه وحال الصحابة والسلف معه
اتقوا الله تعالى وخافوه واخشوه وحده ولا تخشوا أحدا غيره وكما قال الفضيل: من خاف الله لم يضره أحد
ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد
قال تعالى: (فلا تخشوا الناس واخشون ، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)
الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة وقلّ أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى والشهوة والغفلة
فالخوف هو الذي يهيج في القلب نار الخشية التي تدفع الإنسان المسلم إلى عمل الطاعة والابتعاد عن المعصية.
ولهذا إذا زاد الإيمان في قلب المؤمن لم يعد يستحضر في قلبه إلا الخوف من الله، والناس في خوفهم من الله متفاوتون
كما قال النبي : ((إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية))
وقال: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله))
قال الإمام أحمد: هذا يدل على أن كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف.
كما قال أبو حفص:
الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه.
فالخائف هارب من ربه إلى ربه
قال تعالى: ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين)
قال أبو سليمان الداراني:
ما فارق الخوف قلبا إلا خرب.
وقال إبراهيم بن سفيان:
إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها.
وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق.
وقال أبو حفص: الخوف سوط الله، يقّوم به الشاردين عن بابه.
والخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه ويبن محارم الله عز وجل فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيميه:
الخوف المحمود: هو ما حجزك عن محارم الله وهذا الخوف من أجلّ منازل السير إلى الله وأنفعها للقلب وهو فرض على كل أحد.
بل تجده يشمر عن ساعد الجد يستغل وقته كله في طاعة الله ولهذا قال
((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا وإن سلعة الله غالية ألا وإن سلعة الله هي الجنة))
رواه الترمذي وهو حديث حسن
والمراد بهذا الحديث التشمير في الطاعة والاجتهاد من بداية العمر لأن الجنة غالية تحتاج إلى ثمن باهظ ومن سعى لها وعمل صالحا وسار من أول الطريق نال بغيته إن شاء الله.
ففي كتاب الزهد للإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
قلت ليزيد! ما لي أرى عينيك لا تجفّ؟ قال: يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام لكان حريا أن لا يجف لي دمع.
وروى ضمرة عن حفص بن عمر قال:
بكى الحسن البصري فقيل له: ما يبكيك؟
قال: أخاف أن يطرحني في النار غدا ولا يبالي.
ولهذا من خاف واشتد وجله من ربه في هذه الدنيا يأمن يوم الفزع الأكبر
فعن أبي هريرة عن النبي فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال:
((وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين: إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة))
رواه أبن حبان في صحيحه.
ولكل مؤمن أن يخاف من النار وأن يستعيذ بالله منها لأن الخبر ليس كالمعاينة يقول :
((لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد))
رواه مسلم
وقال في وصف النار محذرا منها:
((نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم))
ولهذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إذا رأى أحدهم نارا
اضطرب وتغير حاله
فهذا عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط مغشيا عليه
وهذا الربيع بن خثيم رحمه الله مر بالحداد فنظر إلى الكير فخر مغشيا عليه،
وكان عمر بن الخطاب ربما توقد له نار ثم يدني يديه منها ويقول:
(يا ابن الخطاب هل لك صبر على هذا).
وكان الأحنف رضي الله عنه:
يجئ إلى المصباح بالليل فيضع إصبعه فيه ثم يقول:
(حس، حس ثم يقول يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا يحاسب نفسه)
قال الحسن البصري:
لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أن أحدهم أنفق عدد هذا الحصى
لخشي أن لا ينجو من عظم ذلك اليوم
وهذا منصور بن المعتمر كان كثير الخوف والوجل كثير البكاء من خشية الله قال عنه زائدة بن قدامة: إذا رأيته قلت:
هذا رجل أصيب بمصيبة ولقد قالت له أمه:
ما هذا الذي تصنع بنفسك تبكى عامة الليل، لا تكاد أن تسكت لعلك يا بنيّ أصبت نفسا، أو قتلت قتيلا؟
فقال: يا أمه أنا أعلم بما صنعت نفسي
وهذا معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة جعل يبكي
فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله وأنت وأنت؟
فقال: ما أبكي جزعاً من الموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي
ولكن هما القبضتان، قبضة في النار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا.
فبالخوف والخشية تحترق الشهوات وتتأدب الجوارح ويحصل في القلب الذبول والخشوع والذلة والاستكانـة والتواضع والخضوع، ويفارق الكبر والحسد، بل يصير مستوعب الهم يخوفه والنظر في خطر عاقبته، فلا يتفرغ لغيره ولا يكون له شغل إلا المراقبة والمحاسبة والمجاهدة والمحافظة على الأوقات واللحظات
فهذا أبو بكر رضي الله عنه أفضل رجل في هذه الأمة بعد رسول الله نظر إلى طير وقع على شجرة فقال:
ما أنعمك يا طير، تأكل وتشرب وليس عليك حساب وتطير ليتني كنت مثلك، وكان كثير البكاء وكان يمسك لسانه ويقول:
(هذا الذي أوردني الموارد) وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله
وهذا عمر الرجل الثاني بعد أبي بكر رضي الله عنهم
قال لابنه عبد الله وهو في الموت:
(ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ثم قال: بل ويل أمي إن لم يغفر لي ويل أمي إن لم يغفر لي)
وأخذ مرة تبنة من الأرض فقال:
(ليتني هذه التبنة ليتني لم أكن شيئا، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت منسيا)، وكان يمر بالآية من ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياما معاد يحسبونه مريضا، وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء
وهذا عثمان كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته وقال:
(لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصيرُ)
هل من مشمر؟
هل من خائف؟
هل من سائر إلى الله؟
أرجو أن نكون مثل سلفنا علما وعملا خوفا ورجاء ومحبة فإن فعلنا ذلك كنا صادقين وكنا نحن المشمرين إن شاء الله.
(فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا) [المزمل: 17]
اللهم إني أعوذ بك من زيغ القلوب، وتبعات الذنوب ومن مرديات الأعمال ومضلات الفتن
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك وطاعة رسولك
اللهم اغفر لي ولوالدي والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
خشية الله والخوف منه وحال الصحابة والسلف معه
اتقوا الله تعالى وخافوه واخشوه وحده ولا تخشوا أحدا غيره وكما قال الفضيل: من خاف الله لم يضره أحد
ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد
قال تعالى: (فلا تخشوا الناس واخشون ، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)
الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة وقلّ أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى والشهوة والغفلة
فالخوف هو الذي يهيج في القلب نار الخشية التي تدفع الإنسان المسلم إلى عمل الطاعة والابتعاد عن المعصية.
ولهذا إذا زاد الإيمان في قلب المؤمن لم يعد يستحضر في قلبه إلا الخوف من الله، والناس في خوفهم من الله متفاوتون
كما قال النبي : ((إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية))
وقال: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله))
قال الإمام أحمد: هذا يدل على أن كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف.
كما قال أبو حفص:
الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه.
فالخائف هارب من ربه إلى ربه
قال تعالى: ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين)
قال أبو سليمان الداراني:
ما فارق الخوف قلبا إلا خرب.
وقال إبراهيم بن سفيان:
إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها.
وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق.
وقال أبو حفص: الخوف سوط الله، يقّوم به الشاردين عن بابه.
والخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه ويبن محارم الله عز وجل فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيميه:
الخوف المحمود: هو ما حجزك عن محارم الله وهذا الخوف من أجلّ منازل السير إلى الله وأنفعها للقلب وهو فرض على كل أحد.
بل تجده يشمر عن ساعد الجد يستغل وقته كله في طاعة الله ولهذا قال
((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا وإن سلعة الله غالية ألا وإن سلعة الله هي الجنة))
رواه الترمذي وهو حديث حسن
والمراد بهذا الحديث التشمير في الطاعة والاجتهاد من بداية العمر لأن الجنة غالية تحتاج إلى ثمن باهظ ومن سعى لها وعمل صالحا وسار من أول الطريق نال بغيته إن شاء الله.
ففي كتاب الزهد للإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
قلت ليزيد! ما لي أرى عينيك لا تجفّ؟ قال: يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام لكان حريا أن لا يجف لي دمع.
وروى ضمرة عن حفص بن عمر قال:
بكى الحسن البصري فقيل له: ما يبكيك؟
قال: أخاف أن يطرحني في النار غدا ولا يبالي.
ولهذا من خاف واشتد وجله من ربه في هذه الدنيا يأمن يوم الفزع الأكبر
فعن أبي هريرة عن النبي فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال:
((وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين: إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة))
رواه أبن حبان في صحيحه.
ولكل مؤمن أن يخاف من النار وأن يستعيذ بالله منها لأن الخبر ليس كالمعاينة يقول :
((لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد))
رواه مسلم
وقال في وصف النار محذرا منها:
((نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم))
ولهذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إذا رأى أحدهم نارا
اضطرب وتغير حاله
فهذا عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط مغشيا عليه
وهذا الربيع بن خثيم رحمه الله مر بالحداد فنظر إلى الكير فخر مغشيا عليه،
وكان عمر بن الخطاب ربما توقد له نار ثم يدني يديه منها ويقول:
(يا ابن الخطاب هل لك صبر على هذا).
وكان الأحنف رضي الله عنه:
يجئ إلى المصباح بالليل فيضع إصبعه فيه ثم يقول:
(حس، حس ثم يقول يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا يحاسب نفسه)
قال الحسن البصري:
لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أن أحدهم أنفق عدد هذا الحصى
لخشي أن لا ينجو من عظم ذلك اليوم
وهذا منصور بن المعتمر كان كثير الخوف والوجل كثير البكاء من خشية الله قال عنه زائدة بن قدامة: إذا رأيته قلت:
هذا رجل أصيب بمصيبة ولقد قالت له أمه:
ما هذا الذي تصنع بنفسك تبكى عامة الليل، لا تكاد أن تسكت لعلك يا بنيّ أصبت نفسا، أو قتلت قتيلا؟
فقال: يا أمه أنا أعلم بما صنعت نفسي
وهذا معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة جعل يبكي
فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله وأنت وأنت؟
فقال: ما أبكي جزعاً من الموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي
ولكن هما القبضتان، قبضة في النار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا.
فبالخوف والخشية تحترق الشهوات وتتأدب الجوارح ويحصل في القلب الذبول والخشوع والذلة والاستكانـة والتواضع والخضوع، ويفارق الكبر والحسد، بل يصير مستوعب الهم يخوفه والنظر في خطر عاقبته، فلا يتفرغ لغيره ولا يكون له شغل إلا المراقبة والمحاسبة والمجاهدة والمحافظة على الأوقات واللحظات
فهذا أبو بكر رضي الله عنه أفضل رجل في هذه الأمة بعد رسول الله نظر إلى طير وقع على شجرة فقال:
ما أنعمك يا طير، تأكل وتشرب وليس عليك حساب وتطير ليتني كنت مثلك، وكان كثير البكاء وكان يمسك لسانه ويقول:
(هذا الذي أوردني الموارد) وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله
وهذا عمر الرجل الثاني بعد أبي بكر رضي الله عنهم
قال لابنه عبد الله وهو في الموت:
(ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ثم قال: بل ويل أمي إن لم يغفر لي ويل أمي إن لم يغفر لي)
وأخذ مرة تبنة من الأرض فقال:
(ليتني هذه التبنة ليتني لم أكن شيئا، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت منسيا)، وكان يمر بالآية من ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياما معاد يحسبونه مريضا، وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء
وهذا عثمان كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته وقال:
(لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصيرُ)
هل من مشمر؟
هل من خائف؟
هل من سائر إلى الله؟
أرجو أن نكون مثل سلفنا علما وعملا خوفا ورجاء ومحبة فإن فعلنا ذلك كنا صادقين وكنا نحن المشمرين إن شاء الله.
(فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا) [المزمل: 17]
اللهم إني أعوذ بك من زيغ القلوب، وتبعات الذنوب ومن مرديات الأعمال ومضلات الفتن
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك وطاعة رسولك
اللهم اغفر لي ولوالدي والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين