حوار مع الأخ التائب ملحد سابقا

[التائب]

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا حوار بينى وبين الأستاذ الكريم أبو حمزة السيوطى فى بعض المسائل التى تشغلنى
أولا لى بعض الأسئلة حول القرأن الكريم
نلاحظ ان الله تعالى دائما يقول قل سيروا فى الأرض
ولكن حينما تحدث عن الفلك قال تعالى على الفلك تحملون
فلماذا؟
تفضل أستاذى

[أبوحمزة السيوطي]

اخي الحبيب التائب جعلنا الله من التوابين

أولا أخي الكريم أريد التنبيه على شيء هام أنك حين تسأل عن القرآن أو عن أفعال الله عز وجل فصدر سؤالك بأنك تريد أن تستفسر دون أن تقول " لماذا "
لأن جواب " لماذا " فيما يخص رب العالمين أن نرد عليك بقوله عز وجل " لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " .

أما بخصوص إستفسارك الحالي فارى أنه واضح بنفسه أو أنني لم أفهمه جيداً
الأرض عليها نمشي ونسير فخاطبنا الله بما هو واقع " قل سيروا في الأرض "
والفلك نحمل عليها فخاطبنا بقوله " وعلى الفلك تحملون "

فالآيات بظاهرها مفهومة بارك الله فيك

[التائب]

عفوا أخى الكريم واستغفر الله العظيم
أستفسارى عن الفلك
حينما تكون سفينة من دورين ألا نكون فيها أم عليها
أم ان للقرأن الكريم معنى أخر؟

[أسد هادئ]

بسم الله الرحمن الرحيم..

بعد إذن أستاذنا أبي حمزة السيوطي..

مسألة تغيير حروف الجر أخي الحبيب التائب ، غالباً تحمل معاني بلاغية وإيحاءات ..

فمثلا أنت تقول أن الله عندما يتحدث عن الأرض يقول " في الأرض" ولا يقول "على الأرض"...

لكن الله تعالى يقول في سورة الفرقان :-

"وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (٦٣)"

بينما يقول :-
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (٣٧)"

فعندما تحدث الله تعالى عن الأمر المحبوب وهو المشي هونا بهدوء قال " على"

و حرف الجر " على" بهذا المعنى .. بالهدوء الشديد والرقة مع الناس..

اقرأ الآية أكثر من مرة وتدبر في الحرف "على"..

أما في الآية الأخرى أخي الكريم ، فقد قال " ولا تمش في الأرض مرحاً"

فيكفيك أن تنظر إلى أحد المتسلطين أو المتكبرين وكيف يتعامل مع الناس مثلا..

يتسم بالعنف الشديد مع الناس ويعيث في الأرض..

هناك مثل مصري يقول ( ماشي على قشر بيضة)

أريدك أخي الكريم أن تتخيل الأرض هنا بهذه البيضة..

الآن انظر إلى الأية الأولى .. عباد الرحمن عندما يسيرون بهدوء جداً على الأرض.. تخيلها بالبيضة لا تنكسر لرقتهم في المشي..

وانظر إلى الثانية للمتفاخرين المتكبرين .. يمشون بعنف شديد غير عابئين بالناس الموجودين على الأرض.. تخيلها بالبيضة ستنكسر ويكونون فيها..

طبعا هذا معنى بلاغي .

حرف الجر" على" يفيد الاستعلاء ..

فمثلا كمثال آخر لمسألة إمكانية أن يحل حرف الجر " في" محل " على" في نفس الجملة..

يقول الله تعالى "قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"

لاحظ " على هدى" ولاحظ " في ضلال مبين"

فاستخدم " على" مع الهدى ، لأن المهتدي عال ومرتفع بهداه ..

بينما استخدم " في" مع الضلال ، لأن الضال منغمس في ضلاله لا يكاد يرى نوراً..

مثال ثالث :-

يقول الله تعالى عن سيدنا موسى عليه السلام عندما جاءته إحدى ابنتي سيدنا شعيب

"فجاءته إحداهما تمشي على استحياء...."

فلم ذكر " على" ؟؟

ذلك يوحي بالحياء الشديد ، والاستعلاء ، ويمكنك هنا استخدام مثال البيضة..

أما بالنسبة للفلك..

فقد ذكر الله تعالى حرف الجر " على" هنا

بينما ذكر حرف الجر "في"

يقول الله تعالى :-

"حتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (٤٠)"

فها هي الفلك قد استخدم معها " في" لا " على"

ربما يكون ذلك لإفادة علو البشر ، أو لأنه في معرض تكريم الله تعالى للبشر حيث يعدد الله تعالى كيف كرمهم ، فذكرهم بالفلك ، وقال "وعليها وعلى الفلك تحملون" أي الحيوانات المركوبة والفلك ، لإفادة علوهم وسيطرتهم عليها وأن هذا السماح من نعم الله حيث جعلها تحت سيطرتهم تماما وهي مخلوقة لهم ليستخدموها كيفما شاءو(ا)..

حيث الآيات هي

" الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1659&idto=1659&bk_no=49&ID=1701#docu) ( 79 ) ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1659&idto=1659&bk_no=49&ID=1701#docu) ( 80 ) ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1659&idto=1659&bk_no=49&ID=1701#docu) ( 81 ) ) "

بينما عند الحديث عن الحيوانات يقول الله تعالى " قلنا احمل فيها..."

فالحيوانات ليس عندها علو ، وليست مكرمة بتسخير الفلك لها..

فيكون المعنى بهذا بلاغيا ، يمكننا استخدام " في" أو "على" مع كل من " الفلك" و " الأرض" لكن حسب كل موقف على حدة...



هذا ربما يكون سبباً من الأسباب أخي الكريم ، و غالبا سيكون هناك لفتات بلاغية أكبر من ذلك ، وربما يكون هذا خطأ فهو اجتهاد..

وأعتذر مجدداً لأستاذنا أبي حمزة على التدخل..

السلام عليكم ورحمة الله بركاته

[التائب]

لا أخى الكريم
لا أظن أستاذى وأخى أبو حمزة سيغضب
وأظنه أجتهاد حسن منك
لم أنظر للأمر هكذا من قبل
الأن أنا أشعر اننى طفل صغير
أمام كتاب الله جل وعلى
لا نزيد قبل أن يأتى أستاذنا أبوحمزة

[أبوحمزة السيوطي]

بارك الله فيك أخي الحبيب أسد هادئ

استفدت من كلامك بحق

انتقل إلى غيرها أخي التائب

[التائب]

فى قول الله تعالى
وأذكر فى الكتاب مريم
واذكر فى الكتاب موسى
واذكر فى الكتاب ادريس
لماذا يتذكر النبى صلى الله عليه وسلم؟
هل كان على علم بهذه الأمور؟
هذه أمور غيبية
كيف يذكر ما لا يعلمه؟
لا أفهم هذه الجزئية أستاذى
لا

[أسد هادئ]

بسم الله الرحمن الرحيم..


أخي الكريم التائب ، يمكنك متابعة النقاش معي بإذن الله _إن أردت_ نظرا لانشغال أخينا أبي حمزة السيوطي..

تنبيه بسيط على مداخلتي السابقة..

عندما تكلمت عن" الفلك" في الآيتين ، لم أكن أقصد التفريق بين البشر والحيوانات ، بل قصدت أن إيحاء الآية (هذه الآية خصوصاً) ترفع من شأن الإنسان..

لكن لم أكن أعني أن التفرقة بين الإنسان والحيوان..

أعني أن كل آية تتحدد على حدة بالمعنى المستنبط منها أو الإيحاء ...ليس الأمر بشراً وحيوانات..

والله أعلم..

--

أخي التائب يمكنك وضع النقطة الثالثة ..

[التائب]

ولن يغضب أستاذنا أبو حمزة؟

[أسد هادئ]

ولن يغضب أستاذنا أبو حمزة؟

أخي الكريم ، أنا تكلمت مع أستاذنا أبو حمزة أولا .. لا يوجد أي غضب أصلا من موضوع كهذا أخي الكريم .

وأخونا أبو حمزة مثل كل فرد هنا لا يغضب أبداً لسبب كهذا إطلاقاً..

المسألة مسألة الرغبة في النظام لا أكثر..