التاعب
2010-08-19, 07:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاكل مرقس 1: 2-3 الاقتباسات والتحريفات
التفسير والنقد النصي يكشفان بشرية وتحريف الكتاب
العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب
ترجمة المراجع الأجنبية: الأخ تائب لله و الأخت أم الشهداء
لقراءة البحث كاملاً قم بتحميل ملف الـ PDF (http://www.eld3wah.net/play.php?catsmktba=5764)
http://alta3b.wordpress.com/2010/08/19/mk1_2-3
إهداء واجب
إلى من عَلَّمَنِي اللغة اليونانية, إلى من عَلَّمَنِي الأكاديمية والمنهجية العلمية
إلى من عَلَّمَنِي كَيْفِيَّة بيان روعة الآيات القرآنية
إلى أبي وشَيْخِي ومُعَلِّمي وحبيبي
م. محمد رفاعي (الشيخ عرب) حفظه الله ورعاه
وإلى كل من يحب العلم ويعمل من أجل نشره
فهرس المواضيع
· مُختصر البحث.
· المقدمة.
· مدخل إلى نقاط البحث.
· اختلافات بين الترجمات والنسخ اليونانية.
۩ الاختلافات بين الترجمات.
۩ الاختلافات بين النص المستلم والنص النقدي.
۩ مُلاحظات حول الترجمات.
· من أين جاء الاقتباس ؟
۩ أسماء مراجع اقتبس منها كتبة العهد الجديد. ۩ النص الأول: متى 2/23. ۩ النص الثاني: يوحنا 6/45.
۩ النص الثالث: أعمال 7/42-43. ۩ النص الرابع: أعمال 7/42-43. ۩ النص الخامس: أعمال 15/15.
· هل كان كاتب إنجيل مرقس أمينا ؟
۩ الجزء الأول من الاقتباس - مرقس 1/2 - (النص النقدي).
۩ الجزء الثاني من الاقتباس - مرقس 1/3 - (النص النقدي).
۩ مُلَخَّص هذا الجزء.
· أيهما كتب مرقس: الأنبياء أم أشعياء ؟
۩ الأدلة الخارجية (ما يخُص مصادر النص). ۩ الأدلة الآبائية.
۩ مُلَخَّص الأدلة الخارجية (ما يخُص مصادر النص).
۩ الأدلة الداخلية (تفسير ما وجدناه في مصادر النص).
۩ أقوال العلماء - تم تغيير "إشعياء" إلى "الأنبياء".
۩ تعليقات وملاحظات على أقوال العلماء.
۩ مُلَخَّص الأدلة الداخلية (تفسير ما وجدناه في مصادر النص).
· نظريات أخرى واعتراضات للعلماء.
۩ الدَّافِع وراء النظريات الأخرى.
۩ عزو الاقتباس المُرَكَّب لإشعياء فقط يعني أن الكاتب أخطأ.
۩ سياسة التشكيك في مصداقية المخطوطات.
۩ نصائح دانيال والاس لمن لا يقبل الأدلة.
۩ النظرية الأولى - عزو الاقتباس لمرجع مُحدد. ۩ النظرية الثانية - التوفيق بين الأناجيل.
۩ النظرية الثالثة - إشعياء فقط بدون ملاخي. ۩ النظرية الرابعة - ملاخي فقط بدون إشعياء.
۩ مُلَخَّص ما سبق.
· الخاتمة.
مُختصر البحث
إشكاليات كثيرة, واعتراضات خطيرة, ونظريات مثيرة, من نصين فقط من إنجيل مرقس ! إشكاليات توضح بجلاء أن هذا الكتاب بالتأكيد ليس مكتوباً بوحي من الله. كاتب إنجيل مرقس قام بتحريف اقتباسات أخذها من العهد القديم, ولم يستطع نسبة هذه الاقتباسات إلى مصادرها الصحيحة, بالإضافة إلى ذلك نجد مشاكل نصية توضح لنا ما حدث من تحريف مقصود لنص إنجيل مرقس. ولعل أشهر هذه المشاكل النصية, مشكلة "الأنبياء" أم "أشعياء النبي", فبعكس ما نجده في ترجمة الفاندايك, وبحسب قواعد النقد النصي, الشكل الأقدم لنص مرقس 1/2 هي: "كما هو مكتوب في أشعياء النبي", وليست: "كما هو مكتوب في الأنبياء". البحث سيكشف بإذن الله جل وعلا عن قصور كاتب إنجيل مرقس في التعبير عن المصدر الصحيح لاقتباسه, بالإضافة إلى التحريف الـمُتَعَمَّد لكلمة "أشعياء النبي" وتحويلها إلى "الأنبياء" لأن الاقتباس المكتوب بعد هذه العبارة مباشرة ليس موجوداً في سفر أشعياء النبي ! ومن هنا سنُلقِي الضوء على وحي إنجيل مرقس بالتحديد, وكيف يتعامل العلماء مع هذه الإشكالية, ألم يكن كاتب هذا الإنجيل يعلم أن النص المقتبس ليس موجوداً في سفر أشعياء ؟! وكيف يرتكب الكاتب مثل هذا الخطأ وهو مُساق من الروح القدس ؟! وفي النهاية نجد أن نصين يكشفان لنا عن بشرية وتحريف أقدم أناجيل العهد الجديد.
المقدمة
الحمد لله نحمده, ونستعين به ونستغفره, ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مُضِل له, ومن يضلل فلن تجد له وليّاً مرشداً, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, وصفيه من خلقه وخليله, بلَّغ الرسالة, وأدى الأمانة, ونصح الأمة, فكشف الله به الغمة, ومحى الظلمة, وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين, وأشهد أن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله , وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
ثم أما بعد ؛
« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ » (صحيح مسلم-1847).
قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء : 82], هذه الآية تعطينا منهجاً نستطيع تطبيقه على أي كتاب من الكتب, والهدف من هذا المنهج هو اكتشاف ما إذا كان هذا الكتاب من عند الله أم لا. أتمنى أن يستحضر كل قارئ هذه الآية وهو يقرأ جميع أجزاء البحث, فكمية الاختلافات التي سنقوم بمواجهتها كبيرة للغاية, من أول الاختلافات الموجودة بين الترجمات, مروراً بالاختلافات الموجودة بين النسخ اليونانية المختلفة, وأيضاً بين مصادر النص المختلفة, بالإضافة إلى الاختلافات الموجودة بين العهد الجديد والعهد القديم, وفي نهاية سنصل إلى الاختلافات بين العلماء حول النص.
ويقول الله جلا وعلا في مُحكَم التنزيل عن القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} [فُصِّلَتْ], وقد فَسَّر الإمام الطبري هاتين الآيتين فقال: [وقوله: {وَإنَّهُ لَكِتاب عَزِيزٌ} يقول تعالى ذكره: وإن هذا الذكر لكتاب عزيز بإعزاز الله إياه، وحفظه من كلّ من أراد له تبديلاً، أو تحريفاً، أو تغييراً، من إنْسّي وجِنّي وشيطان مارد. (...) وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال: معناه: لا يستطيع ذو باطل بكيده تغييره بكيده، وتبديل شيء من معانيه عما هو به، وذلك هو الإتيان من بين يديه، ولا إلحاق ما ليس منه فيه، وذلك إتيانه من خلفه.][[1] (http://www.hurras.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=53#_ftn1)]
هذا ما يعتقده المسلم في القرآن الكريم, أما بخصوص الكتاب المقدس, فإن هذا البحث سيتناول كيف تم تحريف نصوص عن أصلها, وكيف تم تبديل وتغيير نصوص من أجل أغراض مُعَيَّنة, فالكتاب المقدس لم يُحفظ على الحقيقة, وإن ادَّعَى أصحاب الكتاب بأن الله تعهد بحفظه.
وقال الإمام القرطبي أيضاً: [{لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} أي لا يكذبه شيء مما أنزل الله من قبل, ولا ينزل من بعده كتاب يبطله وينسخه.][[2] (http://www.hurras.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=53#_ftn2)], ويضيف الإمام الرازي قائلاً: [فقال: {وَإِنَّهُ لَكِتَـٰبٌ عَزِيزٌ} والعزيز له معنيان, أحدهما: الغالب القاهر, والثاني: الذي لا يوجد نظيره، أما كون القرآن عزيزاً بمعنى كونه غالباً، فالأمر كذلك لأنه بقوة حجته غلب على كل ما سواه، وأما كونه عزيزاً بمعنى عديم النظير، فالأمر كذلك لأن الأولين والآخرين عجزوا عن معارضته، ثم قال: {لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} وفيه وجوه: الأول: لا تكذبه الكتب المتقدمة كالتوراة والإنجيل والزبور.][[3] (http://www.hurras.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=53#_ftn3)]
لا شك ولا ريب في أن القرآن لا نظير له, فهو الذي يحتوي على الحق كله, وليس فيه باطل البتة, فلا يوجد كتاب قبل القرآن أو بعده يستطيع أن يثبت أن القرآن يحتوي على خطأ, فالقرآن دائماً ما يوافق الحق والحقيقة, وكل كتاب خالفه, أظهرت لنا الأدلة والبراهين أن الـمُخالف للقرآن على الباطل, وأن القرآن حق مبين. ولكن الكتاب المقدس ليس حاله كحال القرآن, فإن أسفار الكتاب المقدس تكذب بعضها بعضاً, وهكذا سنرى في هذا البحث, أن العهد القديم يثبت بطلان ما كُتِبَ في العهد الجديد, وأن الكتاب المقدس لا يوافق الحقيقة, بل يخالفه ونستطيع أن نلمس المخالفة بأيدينا, وأن نراها بأعيننا.
أعلم أن هناك الكثير ممن قد لا يُطيق قراءة البحث كله, لذلك قمت بفهرسة مواضيع البحث, حتى يستطيع أي شخص أن يصل إلى الجزء الذي يريده دون أن يتحمل مشقة قراءة البحث كاملاً, ولكن اعلم يا أخي رحمك الله, أنني لم أطل في البحث من أجل الإطالة, وإنما من أجل أن لا أحرم أحداً من معلومة, قد تسبب في زيادة إيمانه لو كان مسلماً, أو قد تسبب في هدايته لو كان غير ذلك. واعلم أخي في الله, إن سلفنا الكرام ما بخلوا علينا بعلم قط, وكتبوا لنا المجلدات الضخمة, وما علينا إلا أن ننهل من علومهم, فأحببت أن أسير على دربهم وأن أكتب كل ما أعلمه أعرفها بخصوص موضوع البحث. اسأل الله أن يتقبل مني, وأن ينفع بالبحث كل من يقرأه.
مدخل إلى نقاط البحث
هذا البحث يدور حول نصين من إنجيل مرقس:
۩إنجيل مرقس 1/2-3:
(الفاندايك) 2 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3 صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».
نجد في النصين اقتباساً, جزء منه مذكور في العدد الثاني, والجزء الآخر في العدد الثالث. هذا الاقتباس منسوب - حسب ترجمة الفاندايك - إلى "الأنبياء". سنقوم أولاً بالنظر إلى الترجمات والنصوص اليونانية المختلفة, ثم نلقي الضوء على مصدر الاقتباس "الأنبياء", ثم نقوم بدراسة الاقتباس نفسه, ودقة الاقتباس من المرجع المشار إليه في النص. سنجد أن الاقتباس مُرَكَّب من أكثر من مصدر, وهناك مشاكل كثيرة في النقل من المصدر, وفي عزو الاقتباس إلى مرجع "الأنبياء".
الجزء الثاني من البحث سيكون عن الاختلافات التي نجدها بين الترجمات, والنصوص اليونانية, فإذا بحثنا في الترجمات العربية الأخرى سنجد أن الاقتباس منسوب إلى "إشعياء النبي" وليس "الأنبياء". وعلى ضوء هذه المعلومة؛ سنقوم بطرح المشاكل التي ستنتج عن نسبة الاقتباس الـمُرَكَّب إلى "إشعياء النبي" وحده.
وفي النهاية سنقوم بدراسة نصية نقدية حول نص مرقس 1/2, والتي تحتوي على العديد من المشاكل النصية بسبب الاختلافات بين المخطوطات, وسنقوم بالتركيز على الاختلاف الموجود حول مصدر الاقتباس, هل - بحسب قواعد النقد النصي - كتب مرقس: كما هو مكتوب في "الأنبياء" أم "إشعياء النبي". وفي هذا الجزء سنقوم بالكشف عن جريمة تحريف مقصودة, وسنلقي الضوء على أسباب التحريف وآراء العلماء حول هذه المشكلة.
۩نقاط البحث:
· المشاكل النصية الموجودة في النصين. (الاختلافات الموجودة بين الترجمات والنسخ اليونانية.)
· مصدر الاقتباس – الأنبياء. (هل يجوز نسبة الاقتباس الـمُرَكَّب إلى "الأنبياء" فقط ؟)
· مصدر الاقتباس – إشعياء. (هل يجوز نسبة الاقتباس الـمُرَكَّب إلى "إشعياء" فقط ؟)
· الاقتباس الـمُرَكَّب ودقة النقل من المصادر. (مشاكل في نقل كاتب الإنجيل من مصادر الاقتباسات.)
· المشكلة النصية: الأنبياء أم أشعياء ؟ (أي قراءة هي الأصلية ؟ ولماذا تم تحريف النص ؟)
· نظريات العلماء ومناقشاتهم للإشكاليات. (مناقشة نظريات العلماء المختلفة, والحلول المقدمة للإشكاليات.)
وفي النهاية, سنكتشف بإذن الله عز وجل مع هذا البحث أن كاتب إنجيل مرقس قام بتحريف الاقتباسات ولم ينقل نقلاً أميناً من المصادر, بالإضافة إلى خطأ عزو الاقتباسات إلى مصادرها الصحيحة. كل هذا يوضح بشرية الكتاب وينفي عنه الوحي الإلهي. وفوق كل هذا سنجد التحريف الـمُتَعَمَّد للنص من أجل مشاكل لاهوتية يريدون إخفاءها عن طريق التحريف, ولكن الحق يَعْلُوا ولا يُعلا عليه.
مشاكل مرقس 1: 2-3 الاقتباسات والتحريفات
التفسير والنقد النصي يكشفان بشرية وتحريف الكتاب
العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب
ترجمة المراجع الأجنبية: الأخ تائب لله و الأخت أم الشهداء
لقراءة البحث كاملاً قم بتحميل ملف الـ PDF (http://www.eld3wah.net/play.php?catsmktba=5764)
http://alta3b.wordpress.com/2010/08/19/mk1_2-3
إهداء واجب
إلى من عَلَّمَنِي اللغة اليونانية, إلى من عَلَّمَنِي الأكاديمية والمنهجية العلمية
إلى من عَلَّمَنِي كَيْفِيَّة بيان روعة الآيات القرآنية
إلى أبي وشَيْخِي ومُعَلِّمي وحبيبي
م. محمد رفاعي (الشيخ عرب) حفظه الله ورعاه
وإلى كل من يحب العلم ويعمل من أجل نشره
فهرس المواضيع
· مُختصر البحث.
· المقدمة.
· مدخل إلى نقاط البحث.
· اختلافات بين الترجمات والنسخ اليونانية.
۩ الاختلافات بين الترجمات.
۩ الاختلافات بين النص المستلم والنص النقدي.
۩ مُلاحظات حول الترجمات.
· من أين جاء الاقتباس ؟
۩ أسماء مراجع اقتبس منها كتبة العهد الجديد. ۩ النص الأول: متى 2/23. ۩ النص الثاني: يوحنا 6/45.
۩ النص الثالث: أعمال 7/42-43. ۩ النص الرابع: أعمال 7/42-43. ۩ النص الخامس: أعمال 15/15.
· هل كان كاتب إنجيل مرقس أمينا ؟
۩ الجزء الأول من الاقتباس - مرقس 1/2 - (النص النقدي).
۩ الجزء الثاني من الاقتباس - مرقس 1/3 - (النص النقدي).
۩ مُلَخَّص هذا الجزء.
· أيهما كتب مرقس: الأنبياء أم أشعياء ؟
۩ الأدلة الخارجية (ما يخُص مصادر النص). ۩ الأدلة الآبائية.
۩ مُلَخَّص الأدلة الخارجية (ما يخُص مصادر النص).
۩ الأدلة الداخلية (تفسير ما وجدناه في مصادر النص).
۩ أقوال العلماء - تم تغيير "إشعياء" إلى "الأنبياء".
۩ تعليقات وملاحظات على أقوال العلماء.
۩ مُلَخَّص الأدلة الداخلية (تفسير ما وجدناه في مصادر النص).
· نظريات أخرى واعتراضات للعلماء.
۩ الدَّافِع وراء النظريات الأخرى.
۩ عزو الاقتباس المُرَكَّب لإشعياء فقط يعني أن الكاتب أخطأ.
۩ سياسة التشكيك في مصداقية المخطوطات.
۩ نصائح دانيال والاس لمن لا يقبل الأدلة.
۩ النظرية الأولى - عزو الاقتباس لمرجع مُحدد. ۩ النظرية الثانية - التوفيق بين الأناجيل.
۩ النظرية الثالثة - إشعياء فقط بدون ملاخي. ۩ النظرية الرابعة - ملاخي فقط بدون إشعياء.
۩ مُلَخَّص ما سبق.
· الخاتمة.
مُختصر البحث
إشكاليات كثيرة, واعتراضات خطيرة, ونظريات مثيرة, من نصين فقط من إنجيل مرقس ! إشكاليات توضح بجلاء أن هذا الكتاب بالتأكيد ليس مكتوباً بوحي من الله. كاتب إنجيل مرقس قام بتحريف اقتباسات أخذها من العهد القديم, ولم يستطع نسبة هذه الاقتباسات إلى مصادرها الصحيحة, بالإضافة إلى ذلك نجد مشاكل نصية توضح لنا ما حدث من تحريف مقصود لنص إنجيل مرقس. ولعل أشهر هذه المشاكل النصية, مشكلة "الأنبياء" أم "أشعياء النبي", فبعكس ما نجده في ترجمة الفاندايك, وبحسب قواعد النقد النصي, الشكل الأقدم لنص مرقس 1/2 هي: "كما هو مكتوب في أشعياء النبي", وليست: "كما هو مكتوب في الأنبياء". البحث سيكشف بإذن الله جل وعلا عن قصور كاتب إنجيل مرقس في التعبير عن المصدر الصحيح لاقتباسه, بالإضافة إلى التحريف الـمُتَعَمَّد لكلمة "أشعياء النبي" وتحويلها إلى "الأنبياء" لأن الاقتباس المكتوب بعد هذه العبارة مباشرة ليس موجوداً في سفر أشعياء النبي ! ومن هنا سنُلقِي الضوء على وحي إنجيل مرقس بالتحديد, وكيف يتعامل العلماء مع هذه الإشكالية, ألم يكن كاتب هذا الإنجيل يعلم أن النص المقتبس ليس موجوداً في سفر أشعياء ؟! وكيف يرتكب الكاتب مثل هذا الخطأ وهو مُساق من الروح القدس ؟! وفي النهاية نجد أن نصين يكشفان لنا عن بشرية وتحريف أقدم أناجيل العهد الجديد.
المقدمة
الحمد لله نحمده, ونستعين به ونستغفره, ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مُضِل له, ومن يضلل فلن تجد له وليّاً مرشداً, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, وصفيه من خلقه وخليله, بلَّغ الرسالة, وأدى الأمانة, ونصح الأمة, فكشف الله به الغمة, ومحى الظلمة, وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين, وأشهد أن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله , وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
ثم أما بعد ؛
« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ » (صحيح مسلم-1847).
قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء : 82], هذه الآية تعطينا منهجاً نستطيع تطبيقه على أي كتاب من الكتب, والهدف من هذا المنهج هو اكتشاف ما إذا كان هذا الكتاب من عند الله أم لا. أتمنى أن يستحضر كل قارئ هذه الآية وهو يقرأ جميع أجزاء البحث, فكمية الاختلافات التي سنقوم بمواجهتها كبيرة للغاية, من أول الاختلافات الموجودة بين الترجمات, مروراً بالاختلافات الموجودة بين النسخ اليونانية المختلفة, وأيضاً بين مصادر النص المختلفة, بالإضافة إلى الاختلافات الموجودة بين العهد الجديد والعهد القديم, وفي نهاية سنصل إلى الاختلافات بين العلماء حول النص.
ويقول الله جلا وعلا في مُحكَم التنزيل عن القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} [فُصِّلَتْ], وقد فَسَّر الإمام الطبري هاتين الآيتين فقال: [وقوله: {وَإنَّهُ لَكِتاب عَزِيزٌ} يقول تعالى ذكره: وإن هذا الذكر لكتاب عزيز بإعزاز الله إياه، وحفظه من كلّ من أراد له تبديلاً، أو تحريفاً، أو تغييراً، من إنْسّي وجِنّي وشيطان مارد. (...) وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال: معناه: لا يستطيع ذو باطل بكيده تغييره بكيده، وتبديل شيء من معانيه عما هو به، وذلك هو الإتيان من بين يديه، ولا إلحاق ما ليس منه فيه، وذلك إتيانه من خلفه.][[1] (http://www.hurras.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=53#_ftn1)]
هذا ما يعتقده المسلم في القرآن الكريم, أما بخصوص الكتاب المقدس, فإن هذا البحث سيتناول كيف تم تحريف نصوص عن أصلها, وكيف تم تبديل وتغيير نصوص من أجل أغراض مُعَيَّنة, فالكتاب المقدس لم يُحفظ على الحقيقة, وإن ادَّعَى أصحاب الكتاب بأن الله تعهد بحفظه.
وقال الإمام القرطبي أيضاً: [{لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} أي لا يكذبه شيء مما أنزل الله من قبل, ولا ينزل من بعده كتاب يبطله وينسخه.][[2] (http://www.hurras.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=53#_ftn2)], ويضيف الإمام الرازي قائلاً: [فقال: {وَإِنَّهُ لَكِتَـٰبٌ عَزِيزٌ} والعزيز له معنيان, أحدهما: الغالب القاهر, والثاني: الذي لا يوجد نظيره، أما كون القرآن عزيزاً بمعنى كونه غالباً، فالأمر كذلك لأنه بقوة حجته غلب على كل ما سواه، وأما كونه عزيزاً بمعنى عديم النظير، فالأمر كذلك لأن الأولين والآخرين عجزوا عن معارضته، ثم قال: {لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} وفيه وجوه: الأول: لا تكذبه الكتب المتقدمة كالتوراة والإنجيل والزبور.][[3] (http://www.hurras.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=53#_ftn3)]
لا شك ولا ريب في أن القرآن لا نظير له, فهو الذي يحتوي على الحق كله, وليس فيه باطل البتة, فلا يوجد كتاب قبل القرآن أو بعده يستطيع أن يثبت أن القرآن يحتوي على خطأ, فالقرآن دائماً ما يوافق الحق والحقيقة, وكل كتاب خالفه, أظهرت لنا الأدلة والبراهين أن الـمُخالف للقرآن على الباطل, وأن القرآن حق مبين. ولكن الكتاب المقدس ليس حاله كحال القرآن, فإن أسفار الكتاب المقدس تكذب بعضها بعضاً, وهكذا سنرى في هذا البحث, أن العهد القديم يثبت بطلان ما كُتِبَ في العهد الجديد, وأن الكتاب المقدس لا يوافق الحقيقة, بل يخالفه ونستطيع أن نلمس المخالفة بأيدينا, وأن نراها بأعيننا.
أعلم أن هناك الكثير ممن قد لا يُطيق قراءة البحث كله, لذلك قمت بفهرسة مواضيع البحث, حتى يستطيع أي شخص أن يصل إلى الجزء الذي يريده دون أن يتحمل مشقة قراءة البحث كاملاً, ولكن اعلم يا أخي رحمك الله, أنني لم أطل في البحث من أجل الإطالة, وإنما من أجل أن لا أحرم أحداً من معلومة, قد تسبب في زيادة إيمانه لو كان مسلماً, أو قد تسبب في هدايته لو كان غير ذلك. واعلم أخي في الله, إن سلفنا الكرام ما بخلوا علينا بعلم قط, وكتبوا لنا المجلدات الضخمة, وما علينا إلا أن ننهل من علومهم, فأحببت أن أسير على دربهم وأن أكتب كل ما أعلمه أعرفها بخصوص موضوع البحث. اسأل الله أن يتقبل مني, وأن ينفع بالبحث كل من يقرأه.
مدخل إلى نقاط البحث
هذا البحث يدور حول نصين من إنجيل مرقس:
۩إنجيل مرقس 1/2-3:
(الفاندايك) 2 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3 صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».
نجد في النصين اقتباساً, جزء منه مذكور في العدد الثاني, والجزء الآخر في العدد الثالث. هذا الاقتباس منسوب - حسب ترجمة الفاندايك - إلى "الأنبياء". سنقوم أولاً بالنظر إلى الترجمات والنصوص اليونانية المختلفة, ثم نلقي الضوء على مصدر الاقتباس "الأنبياء", ثم نقوم بدراسة الاقتباس نفسه, ودقة الاقتباس من المرجع المشار إليه في النص. سنجد أن الاقتباس مُرَكَّب من أكثر من مصدر, وهناك مشاكل كثيرة في النقل من المصدر, وفي عزو الاقتباس إلى مرجع "الأنبياء".
الجزء الثاني من البحث سيكون عن الاختلافات التي نجدها بين الترجمات, والنصوص اليونانية, فإذا بحثنا في الترجمات العربية الأخرى سنجد أن الاقتباس منسوب إلى "إشعياء النبي" وليس "الأنبياء". وعلى ضوء هذه المعلومة؛ سنقوم بطرح المشاكل التي ستنتج عن نسبة الاقتباس الـمُرَكَّب إلى "إشعياء النبي" وحده.
وفي النهاية سنقوم بدراسة نصية نقدية حول نص مرقس 1/2, والتي تحتوي على العديد من المشاكل النصية بسبب الاختلافات بين المخطوطات, وسنقوم بالتركيز على الاختلاف الموجود حول مصدر الاقتباس, هل - بحسب قواعد النقد النصي - كتب مرقس: كما هو مكتوب في "الأنبياء" أم "إشعياء النبي". وفي هذا الجزء سنقوم بالكشف عن جريمة تحريف مقصودة, وسنلقي الضوء على أسباب التحريف وآراء العلماء حول هذه المشكلة.
۩نقاط البحث:
· المشاكل النصية الموجودة في النصين. (الاختلافات الموجودة بين الترجمات والنسخ اليونانية.)
· مصدر الاقتباس – الأنبياء. (هل يجوز نسبة الاقتباس الـمُرَكَّب إلى "الأنبياء" فقط ؟)
· مصدر الاقتباس – إشعياء. (هل يجوز نسبة الاقتباس الـمُرَكَّب إلى "إشعياء" فقط ؟)
· الاقتباس الـمُرَكَّب ودقة النقل من المصادر. (مشاكل في نقل كاتب الإنجيل من مصادر الاقتباسات.)
· المشكلة النصية: الأنبياء أم أشعياء ؟ (أي قراءة هي الأصلية ؟ ولماذا تم تحريف النص ؟)
· نظريات العلماء ومناقشاتهم للإشكاليات. (مناقشة نظريات العلماء المختلفة, والحلول المقدمة للإشكاليات.)
وفي النهاية, سنكتشف بإذن الله عز وجل مع هذا البحث أن كاتب إنجيل مرقس قام بتحريف الاقتباسات ولم ينقل نقلاً أميناً من المصادر, بالإضافة إلى خطأ عزو الاقتباسات إلى مصادرها الصحيحة. كل هذا يوضح بشرية الكتاب وينفي عنه الوحي الإلهي. وفوق كل هذا سنجد التحريف الـمُتَعَمَّد للنص من أجل مشاكل لاهوتية يريدون إخفاءها عن طريق التحريف, ولكن الحق يَعْلُوا ولا يُعلا عليه.