كوبرلّي
2010-09-23, 05:02 AM
الزمان/ 6 رمضان - 1332 هـ
المكان/
سراييفو ـ البوسنة ـ البلقان . الموضوع / اغتيال ولي عهد النمسا على يد صربي من جماعة الأيدي السوداء يشعل فتيل الحرب العالمية الأولى.
الاحداث/
مفكرة الإسلام : بعد أن نجح مخطط جماعة الاتحاد والترقي ويهود الدونمة في خلع السلطان عبد الحميد الثاني* من سدة الخلافة العثمانية أصبح الطريق مفتوحًا أمام الاتحاديين لتنفيذ أفكارهم القومية ومبادئهم العلمانية والتغريب بأقصى سرعة وعلى أوسع نطاق ولما كان رجال الاتحاد والترقي المتصرفين في الحكم معظمهم شباب في الثلاثينات فلقد جاءت أفعالهم وقرارتهم كلها تهور وطيش شباب أحمق وأصبحت الخلافة العثمانية نهباً لكل طامع وعدو متربص وتكالب عليها الأعداء يقضمون من أطرافها وهددتها إيطاليا باحتلال إستانبول ونشبت حرب البلقان التي أفقدت الدولة العثمانية معظم أراضيها في أوروبا وأطلق أعداء الدولة عليها اسم 'الرجل المريض' .
في تلك الفترة كانت هناك متغيرات كثيرة على الساحة الأوروبية أثرت بشكل مباشر على المسلمين والخلافة العثمانية خاصة , ففي تلك الفترة كانت بريطانيا هي الدولة العظمي الأولى والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في الساحة الأوروبية , وكانت بريطانيا صاحبة مصالح حيوية تراعيها وتدافع عنها وتمثل لها أهمية بالغة كما كانت لها ثوابت وأهدافاً لا تتغير ومن أهم أهدافها هو القضاء على الخلافة الإسلامية الممثلة في الدولة العثمانية وإيجاد دولة قومية علمانية تركية في آسيا الصغرى كدولة عازلة للإمبراطورية البريطانية في الشرق بعد وراثة الأقاليم الشرقية من الدولة العثمانية , وكانت بريطانيا الدولة العظمى في أوروبا تحتفظ لنفسها بميزان القوى داخل البيت الأوروبي على الرغم من وجود عدة قوى تقليدية في المنطقة مثل روسيا التي ترى نفسها الوريث الوحيد لأملاك العثمانيين وفرنسا التي كانت أقوى دولة في القرنين السابع والثامن عشر .
ظهرت قوة جديدة على الساحة الأوروبية وهي القوة الألمانية التي بدأت تتنامى وبقوة خاصة بعد أن تولى عرش ألمانيا الإمبراطور ولهلم الثاني** سنة 1306هـ وبدأت ألمانيا تهدد ميزان القوى في أوروبا وتقف في طريق مصالح بريطانيا وأدت سياسات ولهلم التوسعية وطموحاته لكثرة أعدائه فقام ولهلم بتنفيذ برنامج أسطول بحري ضخم متجاوزاً بذلك أحد الخطوط الحمراء التي رسمتها بريطانيا ثم قام بمشاكسة بريطانيا في قضايا المستعمرات في منطقة مراكش والبوير ثم كانت ثالثة الأثافي عندما أخذت ألمانيا بالتفاهم مع الدولة العثمانية عندما قام ولهلم سنة 1315هـ بزيارة السلطان عبد الحميد في دمشق وأعلن من هناك أنه يمكن لثلاثمائة مليون مسلم أن يعتمدوا على صداقة ألمانيا وتعهدت ألمانيا بتحديث الجيش العثماني وحصلت على امتياز لمد خط حديد برلين / بغداد بحيث يتصل وسط أوروبا الألماني بالخليج العربي مما يعتبر تهديداً للإمبراطورية البريطانية وطرق مواصلاتها وبذلك تكون ألمانيا قد تخطت كل الخطوط الحمراء وأصبح حتم لازم تأديب تلك الدولة المارقة عن منظومة الاتحاد الصليبي ضد الإسلام والمسلمين .
إلى هذه النقطة لم يكن للمسلمين دخل بما يجرى على الساحة الأوروبية حتى وقعت الحادثة الشهيرة عندما قام أحد الصرب بإطلاق النار على ولي عهد النمسا أثناء زيارته سراييفو وكانت النمسا حلف مشترك مع ألمانيا وكانت البوسنة والهرسك قد أصبحت من أملاك النمسا بعد حرب البلقان وكان الصرب شديدي العداوة للنمساويين للاختلاف العقائدي وأعلنت ألمانيا عزمها على تأديب الصرب فاعترضت روسيا للولاء العقدي بينها ودخلت إيطاليا طرفاً في الصراع لحلفها مع روسيا وكذلك فرنسا مع روسيا وبذلك أصبحت ألمانيا والنمسا طرفاً في الحرب ضد روسيا وفرنسا وإيطاليا ومع بالقطع إنجلترا وعندها طلبت ألمانيا من العثمانيين مساعدتهم في حربهم ضد الحلفاء وكان وزير الحربية أنذاك هو أنور باشا*** أخطر شخصية اتحادية ولقد استطاع أنور باشا أن يجر الدولة العثمانية للحرب بجانب الألمان رغم معارضة الخليفة وولي عهده ورئيس الوزراء وغيرهم ولكن منحة تقدر بخمس ملايين جنيه ذهبي كانت كفيلة بإسكات المعارضين ودخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بحوالي مليون جندي على شتى الجبهات المتعددة لمساعدة الألمان وأعلن الخليفة محمد الخامس**** الجهاد المقدس ضد الحلفاء الصليبيين غير أن المسلمين في شتى البقاع لم يتجاوبوا مع هذا النداء لأن ألمانيا دولة صليبية مثل باقي الحلفاء ولأن رجال الاتحاد والترقي لم تكن عندهم حماسة لنصرة الدين واندلعت الحرب الشاملة في 6 رمضان سنة 1332هـ والتي انتهت بأكبر خسارة للمسلمين في العصر الحديث حيث انتهت بسقوط دولة الخلافة العثمانية وضياع أملاك المسلمين في أوروبا وآسيا للأبد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* السلطان عبد الحميد(من 1876 م.الى 1909م)/
** ڤيلهلم الثاني(1988 - 1918)/
***اسماعيل انور باشا/
**** محمد الخامس( 1909-1918)/
فرانز فرديناند (18 ديسمبر 1863 - 28 يونيو 1914) ولي عهد النمسا الذي اشعل مقتله فتيل الحرب العالمية الاولى/
غافريلو برينسيب، قاتل فرانز فيرديناند وسبب اندلاع الحرب/
وثيقة اعلان الحرب/
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/8/80/Kriegserkl%C3%A4rung_Erster_Weltkrieg.jpg
مشاة الجيش الروسي/
طيارين عثمانيين/
مشاة الجيش العثماني/
الخائن الغير شريف الحسين بن علي عليه من الله ما يستحق/
صاحب الضربة القاضية مصطفى كمال اتاتورك/
تم بحمد الله pppo
المكان/
سراييفو ـ البوسنة ـ البلقان . الموضوع / اغتيال ولي عهد النمسا على يد صربي من جماعة الأيدي السوداء يشعل فتيل الحرب العالمية الأولى.
الاحداث/
مفكرة الإسلام : بعد أن نجح مخطط جماعة الاتحاد والترقي ويهود الدونمة في خلع السلطان عبد الحميد الثاني* من سدة الخلافة العثمانية أصبح الطريق مفتوحًا أمام الاتحاديين لتنفيذ أفكارهم القومية ومبادئهم العلمانية والتغريب بأقصى سرعة وعلى أوسع نطاق ولما كان رجال الاتحاد والترقي المتصرفين في الحكم معظمهم شباب في الثلاثينات فلقد جاءت أفعالهم وقرارتهم كلها تهور وطيش شباب أحمق وأصبحت الخلافة العثمانية نهباً لكل طامع وعدو متربص وتكالب عليها الأعداء يقضمون من أطرافها وهددتها إيطاليا باحتلال إستانبول ونشبت حرب البلقان التي أفقدت الدولة العثمانية معظم أراضيها في أوروبا وأطلق أعداء الدولة عليها اسم 'الرجل المريض' .
في تلك الفترة كانت هناك متغيرات كثيرة على الساحة الأوروبية أثرت بشكل مباشر على المسلمين والخلافة العثمانية خاصة , ففي تلك الفترة كانت بريطانيا هي الدولة العظمي الأولى والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في الساحة الأوروبية , وكانت بريطانيا صاحبة مصالح حيوية تراعيها وتدافع عنها وتمثل لها أهمية بالغة كما كانت لها ثوابت وأهدافاً لا تتغير ومن أهم أهدافها هو القضاء على الخلافة الإسلامية الممثلة في الدولة العثمانية وإيجاد دولة قومية علمانية تركية في آسيا الصغرى كدولة عازلة للإمبراطورية البريطانية في الشرق بعد وراثة الأقاليم الشرقية من الدولة العثمانية , وكانت بريطانيا الدولة العظمى في أوروبا تحتفظ لنفسها بميزان القوى داخل البيت الأوروبي على الرغم من وجود عدة قوى تقليدية في المنطقة مثل روسيا التي ترى نفسها الوريث الوحيد لأملاك العثمانيين وفرنسا التي كانت أقوى دولة في القرنين السابع والثامن عشر .
ظهرت قوة جديدة على الساحة الأوروبية وهي القوة الألمانية التي بدأت تتنامى وبقوة خاصة بعد أن تولى عرش ألمانيا الإمبراطور ولهلم الثاني** سنة 1306هـ وبدأت ألمانيا تهدد ميزان القوى في أوروبا وتقف في طريق مصالح بريطانيا وأدت سياسات ولهلم التوسعية وطموحاته لكثرة أعدائه فقام ولهلم بتنفيذ برنامج أسطول بحري ضخم متجاوزاً بذلك أحد الخطوط الحمراء التي رسمتها بريطانيا ثم قام بمشاكسة بريطانيا في قضايا المستعمرات في منطقة مراكش والبوير ثم كانت ثالثة الأثافي عندما أخذت ألمانيا بالتفاهم مع الدولة العثمانية عندما قام ولهلم سنة 1315هـ بزيارة السلطان عبد الحميد في دمشق وأعلن من هناك أنه يمكن لثلاثمائة مليون مسلم أن يعتمدوا على صداقة ألمانيا وتعهدت ألمانيا بتحديث الجيش العثماني وحصلت على امتياز لمد خط حديد برلين / بغداد بحيث يتصل وسط أوروبا الألماني بالخليج العربي مما يعتبر تهديداً للإمبراطورية البريطانية وطرق مواصلاتها وبذلك تكون ألمانيا قد تخطت كل الخطوط الحمراء وأصبح حتم لازم تأديب تلك الدولة المارقة عن منظومة الاتحاد الصليبي ضد الإسلام والمسلمين .
إلى هذه النقطة لم يكن للمسلمين دخل بما يجرى على الساحة الأوروبية حتى وقعت الحادثة الشهيرة عندما قام أحد الصرب بإطلاق النار على ولي عهد النمسا أثناء زيارته سراييفو وكانت النمسا حلف مشترك مع ألمانيا وكانت البوسنة والهرسك قد أصبحت من أملاك النمسا بعد حرب البلقان وكان الصرب شديدي العداوة للنمساويين للاختلاف العقائدي وأعلنت ألمانيا عزمها على تأديب الصرب فاعترضت روسيا للولاء العقدي بينها ودخلت إيطاليا طرفاً في الصراع لحلفها مع روسيا وكذلك فرنسا مع روسيا وبذلك أصبحت ألمانيا والنمسا طرفاً في الحرب ضد روسيا وفرنسا وإيطاليا ومع بالقطع إنجلترا وعندها طلبت ألمانيا من العثمانيين مساعدتهم في حربهم ضد الحلفاء وكان وزير الحربية أنذاك هو أنور باشا*** أخطر شخصية اتحادية ولقد استطاع أنور باشا أن يجر الدولة العثمانية للحرب بجانب الألمان رغم معارضة الخليفة وولي عهده ورئيس الوزراء وغيرهم ولكن منحة تقدر بخمس ملايين جنيه ذهبي كانت كفيلة بإسكات المعارضين ودخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بحوالي مليون جندي على شتى الجبهات المتعددة لمساعدة الألمان وأعلن الخليفة محمد الخامس**** الجهاد المقدس ضد الحلفاء الصليبيين غير أن المسلمين في شتى البقاع لم يتجاوبوا مع هذا النداء لأن ألمانيا دولة صليبية مثل باقي الحلفاء ولأن رجال الاتحاد والترقي لم تكن عندهم حماسة لنصرة الدين واندلعت الحرب الشاملة في 6 رمضان سنة 1332هـ والتي انتهت بأكبر خسارة للمسلمين في العصر الحديث حيث انتهت بسقوط دولة الخلافة العثمانية وضياع أملاك المسلمين في أوروبا وآسيا للأبد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* السلطان عبد الحميد(من 1876 م.الى 1909م)/
** ڤيلهلم الثاني(1988 - 1918)/
***اسماعيل انور باشا/
**** محمد الخامس( 1909-1918)/
فرانز فرديناند (18 ديسمبر 1863 - 28 يونيو 1914) ولي عهد النمسا الذي اشعل مقتله فتيل الحرب العالمية الاولى/
غافريلو برينسيب، قاتل فرانز فيرديناند وسبب اندلاع الحرب/
وثيقة اعلان الحرب/
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/8/80/Kriegserkl%C3%A4rung_Erster_Weltkrieg.jpg
مشاة الجيش الروسي/
طيارين عثمانيين/
مشاة الجيش العثماني/
الخائن الغير شريف الحسين بن علي عليه من الله ما يستحق/
صاحب الضربة القاضية مصطفى كمال اتاتورك/
تم بحمد الله pppo