بعيون الكون
2010-09-30, 05:25 AM
هذا جزء من مناظرة حوارية بين اخ مسلم الاستاذ الفاضل هانى مهتم بعلم مقارنة الاديان وبين استاذ فادى مسيحى متخصص فى الدين المسيحى
وهذا العرض باذن من صاحب المناظرة الاستاذ الفاضل هانى منقول عنه :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من اتبعه الى يوم القيامة ثم اما بعد
تملؤنى السعادة حينما بلغنى ايميلك و زادت سعادتى حين علمت انك متخصص فى العلوم الدينية
لان ذلك سوف يزيد من الفائدة المرجوة لاننا كمسلمين نؤمن بانه ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) سورة فاطر اية 28 و الله فى الاية ليس الفاعل فهو لا يخشى من احد كما ترى و انما من يخشى الله هم العلماء لانهم عرفوه حق المعرفة و علموا بالادلة القاطعة ان الله على كل شئ قدير ليس كمثلة شئ و هو منزه عن كل صفات النقص و هذا ما اجمعت عليه الامم جميعا
بارك الله فى زواجك وابنك و اسعدك بهما
طبعا انت تحدثت فى عدة امور كل واحد منها يحتاج الى الكثير من الكلام و لذلك فسنتناولها على قدر الاستطاعة و الله الموفق و لكن ارجو الا ينزعج او تشعر باى حرج خلال مناقشتنا فمتى اردت التوقف فلك ما تشاء كما يجب ان تضع فى الاعتبار اننا بصدد حوار متجرد لا نبغى منه الا الوصول للحقيقة التى تتفق مع الكتب السماوية و الغقل السليم بالتالى و اخيرا يجب ان نعتمد على الايات الواضحة ذات الدلالة البينة فى المقام الاول و متى توافر ذلك يمكننا الاستناد الى الايات ذات المعانى المبهمة التى تؤيد هذه الايات الواضحة
فالرب سواء فى التوراة او الانجيل او حتى القرآن وضع آيات محكمات اى واضحة الدلالة و مفسرة و لها حكمة ظاهرة و اخرى فيها لبس لكى يضل بها من قلبه فيه ميل عن الحق فذلك سبب وجودنا الحقيقى الذى هو الاختبارو ليس ما تقول النصرانية التكفير فذلك متناقض مع الكتب المقدسة نفسها السابقة على الاسلام و مع العقل
و ردا ما ما تقوه سوف انقل لكم مقالة كنت قد كتبتها و هى كالاتى :
الاعتقاد العام لدى النصارى يتلخص فى ان ابوينا ادم و حواء عليهما السلام لما كانا فى جنة عدن فوسوس لهما الشيطان ابليس الذى كان فى شكل حية و اغراهما فاكلا من الشجرة المحرمة عليهما و ارتكبا ما نهى الله عنه طردا و اخرجا من الجنة و كنت نتيجة
peccatum original شؤم العصيان ان وصم جميع النوع البشرى بالذنب المغروس
و هكذا كان نسل ادم التسمم بهذا الذنب مستحقا لعذاب نار جهنم الابدى حيث ان من يموت من البشر ياخذه ابليس فورا فى مكان يسمى حبس ابليس ( او اى مسمى نشأجديدا فالمهم هو اللعنة ايا كان شكلها ) و لذلك تدخلت العناية الالهية لتخليص هذا الجنس البشرى و تبرئته و لكن الامريحتاج ترضية و كانت هذه الترضية هى ان الله سمح بتضحية ابنه او كلمته ( المسيح) على الصليب كفارة عنهم لتخليصهم و نجاتهم من هذا الجحيم و تلك الجهنم
فالله عندكم مكون من ثلاثة اقانيم هى الآب و الابن (الكلمة) روح القدس و لابد ان نؤكد على ان الامر ليس بهذه البساطة فتفسير فسبب جنوحكم الى هذه العقيدة ليس مبعثه رسالات الرب او توجيهاته او اوامره و انما منشأها الفلسفة و التلاعب الذى اضاع المسيحية السمحاء التى نحبها جميعا و نجلها
و لكن استطيع ان اقول ان الآب هو كيان او (اقنوم) و هو مبدأ الكائنات و هذا كلام لا نختلف فيه فالله هو الخالق فلابد ان يكون هو المبدئ و لكن بعد ذلك تسلبون كل قدرات الله فلا يستطيع الله ان تخلق الكثرة لانه واحد و لا يستطيع ان يكون له علم فى ذاته و لا يسمع و لا يرى و امور من هذه لا داعى للخوض فيها الان و ان كان لابد لنا فيها و قفه
ثم ان الله خرج منه الابنو هو اقنوم ايضا الذى يمثل كلمته او علمه اى ان علم الله خرج منه و تجسد فى صورة ابنه الوحيد المسيح لان الله لا يقدر ان يعلم من ذاته و هذا الابن هو كل شئ من بعد ذلك فبمجرد ان يخرجه الآب الى الوجود يضحى هو مالك الملك
اما الروح القدس هى التى تمنح الحياة و هى اقنوم ايضا من الاقانيم المكونة للاله عندهم
فالله ثلاثة فى واحد وواحد فى ثلاثة بلا تعددية فى ذاته و لا تركيب و لا تسال من فضلك عن معنى هذا فلن يستطيع اى مسيحى على وجه الارض ان يفهمك معنى هذه العبارة و اساس المسيحية كلها هى فى فكرة الخطيئة الاولى المزعومة
و ليست المسيحية دين جديد باعتراف السيد المسيح عليه السلام ( ما جئت لانقض الناموس او الانبياء و انما لاكمله ) انجيل متى و لكن ما ابتكرتموه من عقيدة جعلتم السيد المسيح عليه السلام ناقضا و مبدلا للاديان السابقة بل ان ما احدثتموه يمثل ثورة على الاديان السابقة شاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى دون سند لكم و لا دليل الا مجرد اجتهادات عقلية تتضمن تأويلات فاسدة متناقضة مع التوراة بل و مع اقوال المسيح ذاته كما سنرى
و اذا اردنا ان نلخص اوجه النقد الموجهة الى عقيدة الخطيئة اساس النصرانية فهى كالتالى :
1-ان التوراة و هى العهد القديم للانجيل و الرسالة الاهية الاولى الى البشر لم تتضمن هذه الارهاصات و انما كما بينا بمقالتنا
السابقة لا تتضمن سوى تنزيه لله عن التجسيد او مشابهته للانسان او حتى مجرد رؤيته و لنضرب امثلة بسيطة على ذلك :
- سفر ايوب 9-32 ( لانه ليس هو انسانا مثلى فأجاوبه فنأتى جميعا الى المحاكمة )و الكلام عن الله طبعا
- خروج 23-20 يقول الرب لموسى ( و قال لا تقدر ان ترى وجهى لان الانسان لا يرانى و يعيش )
-تثنية 23-26( ليس مثل الله )
-اشعيا 46-9 ( انى انا الله و ليس غيرى الها و ليس لى شبيه )
حبقوق 1-12 ( يارب اله قدوس و لا تموت )
-اشعيا 44-6 ( انا الاول و انا الاخر و ليس اله يرى )
-هوشع 11-9 ( لانى الله لا انسان )
صموئيل 15-29 ( لانه ليس انسانا ليندم )
-العدد 23-19 ( ليس الله انسانا فيكذب و لا ابن انسان فيندم )
فان ايا من الانبياء لم يقل بهذه المقولة بل لم يكن لاى منهم علم و لا خبر عن التثليث المزعوم و انما كانوا مامورين بالتوحيد الحقيقى و تنزيه الله و الدعوة الى ذلك
بل ان ذات النزيه تقوله الاناجيل فى مواطن متعددة انظر يوحنا 6-18 ( الله لم يره احد ) و رسالة بولس الى تيموثاوس 6-16 ( الله لم يره احد من الناس و لا يقدر ان يراه ) و و الرسالة الاولى الى تيموثاوس 1-7 ( و ملك الدهور الذى لا يفنى لا يرى الاله الحكيم وحده ) و رسالة يوحنا الاولى 11-12 ( و الله لم ينظره احد قط ) و غير ذلك الكثير و الكثير و على لسان المسيح ذاته الذى ينفى الالوهية عن نفسه كما سنرى بعد قليل
2- ان التوراة تقول بصريح العبارة باسفارها (لا يقتل الآباء عن الاولاد و لا يقتل الاولاد عن الآباء كل انسان بخطيئته يقتل )تثنية ح 24 ع 16و(النفس التى تخطئ هى تموت الابن لا يحمل من اثم الاب و الاب لا يحمل من اثم الابن بر البار يكون عليه و شر الشرير يكون عليه) حزقيال ح 18 ع 20 و هذا يتفق مع الاسلام انظر الى قول الله تعالى (كل امرئ بما كسب رهين )الطور 52 و (و لا تزر وازرة وزر اخرى) الاسراء 15 فكيف يتحمل البشر ذنب ادم و حواء و هم لا ذنب لهم فيه بل لم يكونوا شيئا مذكورا و الحق هو قول الاسلام ( فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم )البقرة 37
3- ان الانجيل الذى بين ايديكم ذاته يرفض هذه الارهاصات و ان اولوتموه بخلاف ذلك فالنص لا يحتمل اى تاويل مخالف انظر (و هناك يفرز الله الناس و يفصل الابرار من الاشرار فيامر بالابرار الى الجنة و الاشرار الى النار ) متى ح25 ع 31-
ان الدين الذى شرعه الله للبشرية واحد من لدن ادم عليه السلام الى محمد عليه الصلاة و السلام اصله و جوهره التوحيد و ان الله غيبا لا نراه مادمنا فى الدنيا و ذلك لميتحن ايماننا به و معرفتنا له (الذين يؤمنون بالغيب)البقرة3 و يحصى لنا اعمالنا (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره)الزلزلة 7- 8 ذلك هو الدين الحقيقى و الا لكنا اما لاشئ او فى الجنة بلا وجود على الارض و مرور بهذه الحياة و هذا ما قاله النبيون كلهم فلماذا يغير الله من سنته فجأة و لماذا يعود بعد ان قضى قضاء فيلغيه يقضى قضاء معاكسا تماما ذلك هو ما لا يجوز اذا اردنا ان ننزه الله تبارك و تعالى العزيز لان معنى ذلك ان الله بعد ان قضى امرا تبين له انه غير سديد فقضى قضاء مخالفا تماما
انظر لقول القران العظيم (قل ما كنت بدعا من الرسل)الاحقاف 9 اى اننى جئت بما جاء به الرسل فلم لا تصدقوننى هذا هو الاسلام الحكيم كما قال (و ما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا و لولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم فيما فيه يختلفون ) يونس19 (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة 136
4-ان مؤدى قولكم هو ان من سبقوا على الصلب و الفداء لابد اصابتهم اللعنة و لا مفر لهم اذ انهم لم يحضروا الفداء و لم يؤمنوا به بالتالى فما مصيرهم لا سيما اذا كان من بينهم انبياء الله الاقدمون كلهم سيفوز بهم كلهم حتما ابليس فى حبسه و يضيع ما جاءوا من اجله هباء منثورا و حاش لرسل الله عليهم السلام
5-اذا كانت معصية آدم اوجبت تضحية الله فما بالك بالفواحش و المنكرات التى نسنبتموها الى الانبياء و المرسلين انها افظع و اعنف مما فعله آدم المسكين بمجرد اكله من شجرة انظر
-نوح يسكر و يتعرى و يلعن كنعان ظلما سفر التكوين 9 : 20 – 27
- ابراهيم يقبل ان يهتك فرعون عرض زوجته طمعا فى المال تكوين 12: 10-20
لوط يسكر و يزنى بابنتيه تكوين 19: 30-37
-اسحاق يفعل ما فعل ابوه ابراهيم تكوين 26 : 7
موسى و هارون يخونان الله و لا يقدسانه و لا يصدقانه التثنية 32: 48-52
داود العظيم يخون جاره و تعجبه زوجته ثم يزنى بها و يقتله بريئا صموئيل الثانى 11:1-27 و 12: 11و 12 بالاضافة الى 16 : 22
سليمان يكفر و يبنى معبد للاوثان و يعبدهم مرضاة لزوجاته الملوك الاول 11:1-13
فما الحل تجاه هذه المشاكل من سيرسل الله لحل هذه المعضلات التى وقعت من انبيائه الفضلاء المرسلين من لدنه اظن ان الامر يحتاج هنا الى ارسال من هو اكبر من الله و حاش لله ذلك
التالى .....
وهذا العرض باذن من صاحب المناظرة الاستاذ الفاضل هانى منقول عنه :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من اتبعه الى يوم القيامة ثم اما بعد
تملؤنى السعادة حينما بلغنى ايميلك و زادت سعادتى حين علمت انك متخصص فى العلوم الدينية
لان ذلك سوف يزيد من الفائدة المرجوة لاننا كمسلمين نؤمن بانه ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) سورة فاطر اية 28 و الله فى الاية ليس الفاعل فهو لا يخشى من احد كما ترى و انما من يخشى الله هم العلماء لانهم عرفوه حق المعرفة و علموا بالادلة القاطعة ان الله على كل شئ قدير ليس كمثلة شئ و هو منزه عن كل صفات النقص و هذا ما اجمعت عليه الامم جميعا
بارك الله فى زواجك وابنك و اسعدك بهما
طبعا انت تحدثت فى عدة امور كل واحد منها يحتاج الى الكثير من الكلام و لذلك فسنتناولها على قدر الاستطاعة و الله الموفق و لكن ارجو الا ينزعج او تشعر باى حرج خلال مناقشتنا فمتى اردت التوقف فلك ما تشاء كما يجب ان تضع فى الاعتبار اننا بصدد حوار متجرد لا نبغى منه الا الوصول للحقيقة التى تتفق مع الكتب السماوية و الغقل السليم بالتالى و اخيرا يجب ان نعتمد على الايات الواضحة ذات الدلالة البينة فى المقام الاول و متى توافر ذلك يمكننا الاستناد الى الايات ذات المعانى المبهمة التى تؤيد هذه الايات الواضحة
فالرب سواء فى التوراة او الانجيل او حتى القرآن وضع آيات محكمات اى واضحة الدلالة و مفسرة و لها حكمة ظاهرة و اخرى فيها لبس لكى يضل بها من قلبه فيه ميل عن الحق فذلك سبب وجودنا الحقيقى الذى هو الاختبارو ليس ما تقول النصرانية التكفير فذلك متناقض مع الكتب المقدسة نفسها السابقة على الاسلام و مع العقل
و ردا ما ما تقوه سوف انقل لكم مقالة كنت قد كتبتها و هى كالاتى :
الاعتقاد العام لدى النصارى يتلخص فى ان ابوينا ادم و حواء عليهما السلام لما كانا فى جنة عدن فوسوس لهما الشيطان ابليس الذى كان فى شكل حية و اغراهما فاكلا من الشجرة المحرمة عليهما و ارتكبا ما نهى الله عنه طردا و اخرجا من الجنة و كنت نتيجة
peccatum original شؤم العصيان ان وصم جميع النوع البشرى بالذنب المغروس
و هكذا كان نسل ادم التسمم بهذا الذنب مستحقا لعذاب نار جهنم الابدى حيث ان من يموت من البشر ياخذه ابليس فورا فى مكان يسمى حبس ابليس ( او اى مسمى نشأجديدا فالمهم هو اللعنة ايا كان شكلها ) و لذلك تدخلت العناية الالهية لتخليص هذا الجنس البشرى و تبرئته و لكن الامريحتاج ترضية و كانت هذه الترضية هى ان الله سمح بتضحية ابنه او كلمته ( المسيح) على الصليب كفارة عنهم لتخليصهم و نجاتهم من هذا الجحيم و تلك الجهنم
فالله عندكم مكون من ثلاثة اقانيم هى الآب و الابن (الكلمة) روح القدس و لابد ان نؤكد على ان الامر ليس بهذه البساطة فتفسير فسبب جنوحكم الى هذه العقيدة ليس مبعثه رسالات الرب او توجيهاته او اوامره و انما منشأها الفلسفة و التلاعب الذى اضاع المسيحية السمحاء التى نحبها جميعا و نجلها
و لكن استطيع ان اقول ان الآب هو كيان او (اقنوم) و هو مبدأ الكائنات و هذا كلام لا نختلف فيه فالله هو الخالق فلابد ان يكون هو المبدئ و لكن بعد ذلك تسلبون كل قدرات الله فلا يستطيع الله ان تخلق الكثرة لانه واحد و لا يستطيع ان يكون له علم فى ذاته و لا يسمع و لا يرى و امور من هذه لا داعى للخوض فيها الان و ان كان لابد لنا فيها و قفه
ثم ان الله خرج منه الابنو هو اقنوم ايضا الذى يمثل كلمته او علمه اى ان علم الله خرج منه و تجسد فى صورة ابنه الوحيد المسيح لان الله لا يقدر ان يعلم من ذاته و هذا الابن هو كل شئ من بعد ذلك فبمجرد ان يخرجه الآب الى الوجود يضحى هو مالك الملك
اما الروح القدس هى التى تمنح الحياة و هى اقنوم ايضا من الاقانيم المكونة للاله عندهم
فالله ثلاثة فى واحد وواحد فى ثلاثة بلا تعددية فى ذاته و لا تركيب و لا تسال من فضلك عن معنى هذا فلن يستطيع اى مسيحى على وجه الارض ان يفهمك معنى هذه العبارة و اساس المسيحية كلها هى فى فكرة الخطيئة الاولى المزعومة
و ليست المسيحية دين جديد باعتراف السيد المسيح عليه السلام ( ما جئت لانقض الناموس او الانبياء و انما لاكمله ) انجيل متى و لكن ما ابتكرتموه من عقيدة جعلتم السيد المسيح عليه السلام ناقضا و مبدلا للاديان السابقة بل ان ما احدثتموه يمثل ثورة على الاديان السابقة شاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى دون سند لكم و لا دليل الا مجرد اجتهادات عقلية تتضمن تأويلات فاسدة متناقضة مع التوراة بل و مع اقوال المسيح ذاته كما سنرى
و اذا اردنا ان نلخص اوجه النقد الموجهة الى عقيدة الخطيئة اساس النصرانية فهى كالتالى :
1-ان التوراة و هى العهد القديم للانجيل و الرسالة الاهية الاولى الى البشر لم تتضمن هذه الارهاصات و انما كما بينا بمقالتنا
السابقة لا تتضمن سوى تنزيه لله عن التجسيد او مشابهته للانسان او حتى مجرد رؤيته و لنضرب امثلة بسيطة على ذلك :
- سفر ايوب 9-32 ( لانه ليس هو انسانا مثلى فأجاوبه فنأتى جميعا الى المحاكمة )و الكلام عن الله طبعا
- خروج 23-20 يقول الرب لموسى ( و قال لا تقدر ان ترى وجهى لان الانسان لا يرانى و يعيش )
-تثنية 23-26( ليس مثل الله )
-اشعيا 46-9 ( انى انا الله و ليس غيرى الها و ليس لى شبيه )
حبقوق 1-12 ( يارب اله قدوس و لا تموت )
-اشعيا 44-6 ( انا الاول و انا الاخر و ليس اله يرى )
-هوشع 11-9 ( لانى الله لا انسان )
صموئيل 15-29 ( لانه ليس انسانا ليندم )
-العدد 23-19 ( ليس الله انسانا فيكذب و لا ابن انسان فيندم )
فان ايا من الانبياء لم يقل بهذه المقولة بل لم يكن لاى منهم علم و لا خبر عن التثليث المزعوم و انما كانوا مامورين بالتوحيد الحقيقى و تنزيه الله و الدعوة الى ذلك
بل ان ذات النزيه تقوله الاناجيل فى مواطن متعددة انظر يوحنا 6-18 ( الله لم يره احد ) و رسالة بولس الى تيموثاوس 6-16 ( الله لم يره احد من الناس و لا يقدر ان يراه ) و و الرسالة الاولى الى تيموثاوس 1-7 ( و ملك الدهور الذى لا يفنى لا يرى الاله الحكيم وحده ) و رسالة يوحنا الاولى 11-12 ( و الله لم ينظره احد قط ) و غير ذلك الكثير و الكثير و على لسان المسيح ذاته الذى ينفى الالوهية عن نفسه كما سنرى بعد قليل
2- ان التوراة تقول بصريح العبارة باسفارها (لا يقتل الآباء عن الاولاد و لا يقتل الاولاد عن الآباء كل انسان بخطيئته يقتل )تثنية ح 24 ع 16و(النفس التى تخطئ هى تموت الابن لا يحمل من اثم الاب و الاب لا يحمل من اثم الابن بر البار يكون عليه و شر الشرير يكون عليه) حزقيال ح 18 ع 20 و هذا يتفق مع الاسلام انظر الى قول الله تعالى (كل امرئ بما كسب رهين )الطور 52 و (و لا تزر وازرة وزر اخرى) الاسراء 15 فكيف يتحمل البشر ذنب ادم و حواء و هم لا ذنب لهم فيه بل لم يكونوا شيئا مذكورا و الحق هو قول الاسلام ( فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم )البقرة 37
3- ان الانجيل الذى بين ايديكم ذاته يرفض هذه الارهاصات و ان اولوتموه بخلاف ذلك فالنص لا يحتمل اى تاويل مخالف انظر (و هناك يفرز الله الناس و يفصل الابرار من الاشرار فيامر بالابرار الى الجنة و الاشرار الى النار ) متى ح25 ع 31-
ان الدين الذى شرعه الله للبشرية واحد من لدن ادم عليه السلام الى محمد عليه الصلاة و السلام اصله و جوهره التوحيد و ان الله غيبا لا نراه مادمنا فى الدنيا و ذلك لميتحن ايماننا به و معرفتنا له (الذين يؤمنون بالغيب)البقرة3 و يحصى لنا اعمالنا (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره)الزلزلة 7- 8 ذلك هو الدين الحقيقى و الا لكنا اما لاشئ او فى الجنة بلا وجود على الارض و مرور بهذه الحياة و هذا ما قاله النبيون كلهم فلماذا يغير الله من سنته فجأة و لماذا يعود بعد ان قضى قضاء فيلغيه يقضى قضاء معاكسا تماما ذلك هو ما لا يجوز اذا اردنا ان ننزه الله تبارك و تعالى العزيز لان معنى ذلك ان الله بعد ان قضى امرا تبين له انه غير سديد فقضى قضاء مخالفا تماما
انظر لقول القران العظيم (قل ما كنت بدعا من الرسل)الاحقاف 9 اى اننى جئت بما جاء به الرسل فلم لا تصدقوننى هذا هو الاسلام الحكيم كما قال (و ما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا و لولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم فيما فيه يختلفون ) يونس19 (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة 136
4-ان مؤدى قولكم هو ان من سبقوا على الصلب و الفداء لابد اصابتهم اللعنة و لا مفر لهم اذ انهم لم يحضروا الفداء و لم يؤمنوا به بالتالى فما مصيرهم لا سيما اذا كان من بينهم انبياء الله الاقدمون كلهم سيفوز بهم كلهم حتما ابليس فى حبسه و يضيع ما جاءوا من اجله هباء منثورا و حاش لرسل الله عليهم السلام
5-اذا كانت معصية آدم اوجبت تضحية الله فما بالك بالفواحش و المنكرات التى نسنبتموها الى الانبياء و المرسلين انها افظع و اعنف مما فعله آدم المسكين بمجرد اكله من شجرة انظر
-نوح يسكر و يتعرى و يلعن كنعان ظلما سفر التكوين 9 : 20 – 27
- ابراهيم يقبل ان يهتك فرعون عرض زوجته طمعا فى المال تكوين 12: 10-20
لوط يسكر و يزنى بابنتيه تكوين 19: 30-37
-اسحاق يفعل ما فعل ابوه ابراهيم تكوين 26 : 7
موسى و هارون يخونان الله و لا يقدسانه و لا يصدقانه التثنية 32: 48-52
داود العظيم يخون جاره و تعجبه زوجته ثم يزنى بها و يقتله بريئا صموئيل الثانى 11:1-27 و 12: 11و 12 بالاضافة الى 16 : 22
سليمان يكفر و يبنى معبد للاوثان و يعبدهم مرضاة لزوجاته الملوك الاول 11:1-13
فما الحل تجاه هذه المشاكل من سيرسل الله لحل هذه المعضلات التى وقعت من انبيائه الفضلاء المرسلين من لدنه اظن ان الامر يحتاج هنا الى ارسال من هو اكبر من الله و حاش لله ذلك
التالى .....