مشاهدة النسخة كاملة : مدعي النبوة
tamer2002
2010-09-30, 01:08 PM
منذ أن خلق الله آدم .. يرسل الرسل مبشرين ومنذرين لعباده يذكرهم بما نسوا ويذكرهم بأن يعودوا إلى الله كلما بعدوا عنه وأن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا .. يذكرونهم بأن هناك حياة أخرى يحياها الانسان ويلقى فيها جزاء ما قام به من أعمال في هذه الدنيا .. فإن كان خيرا فثوابه الجنه وإن شراً فثوابه النار
هذا الأمر هو أمر متفق عليه بين الأديان السماوية الثلاثة وأيضاً كل من يؤمن بوجود إله .. وما سوف نتحدث عنه بدايه هي صفات الأنبياء والرسل .. ثم نتحدث هل محمد صلى الله عليه وسلم .. رسول أم مدعي نبوه كما يقول البعض ..
أولا : صفات الأنبياء وما يدعون إليه
ثانيا : صفات مدعي النبوة وما يدعون إليه
ثالثا : رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للناس وما دعى إليه
رابعاً : إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم قد ألف القرآن الكريم أو أملاه عليه أحد .. فالقرآن نفسه فيه أكبر دليل أن محمد بشرا رسولا وليس مدعي نبوة
tamer2002
2010-09-30, 01:10 PM
ولنبدأ أولا : بصفات الأنبياء
طبعا سنذكر صفاتهم التي نؤمن بها وما يتوافق مع العقل والمنطق فالأنبياء بداية يجب أن يتحلوا بالتالي
1- الصدق والامانة وإلا كيف يختارهم الله لنقل رسالته للبشر .. فيجب أن يكون هذا الشخص متسم بالصدق والأمانة حتى ينقل الرسالة كما انزت إلهي ولا يحرف فيها او يزيد ينقص منها
2- العقل وقوة المنطق والجحة .. فليس من المعقول أن يختار الله شخصاً مجنونا أو سفيهاً ليعلم الناس دينهم. أو ذا منطق ضعيف
3- النبي يجب ان يتسم بالعزم وعدم اليأس والصبر على قومه وفي نفس الوقت يجب ان يتسم باللين للناس والرحمة بهم والصبر عليهم .
4- ايضا يجب أن يتسم بصفات العدل والرحمة والشجاعة والقوة في نفس الوقت
5- من ضمن الصفات ايضاً التي استجاب الله فيها لدعوة سيدنا لوط (حين قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد -80 - هود) ومنذ ذلك الحين ويبعث الله الرسول في منعه من أهله ..
6- العصمة وهي تعني أن النبي يجب أن يكون معصوما من كبائر الذنوب فليس من المعقول أن يكون نبيا ومثل يقتدى به ثم يقع في الزنى أو السرقة أو القتل وغيرها من كبائر الذنوب ( وبالطبع فإن هذه نقطة خلاف كبيرة بيننا وبين النصارى الذين يصفون أنبياء الله بدء من سيدنا نوح وابراهيم ولوط ويعقوب وداوود وسليمان – بصفات تبدأ من الزنى وزنى المحارم والقتل والكفر والسجود للأصنام والعياذ بالله ) وهذا حتى يكرسوا لفكرة أن جميع البشر ليسوا بأقوياء وأنهم محتاجون للمخلص الذي يصلب من أجل خلاص البشرية ( ولنا في ذلك عودة )
7- الرسالة التي ينادي بها النبي يجب أن لا تأمر بفاحشة أو بشرك حيث أن الله منذ الأزل هو نفسه لم يتغير ومنذ خلق آدم والأنبياء ينذرون الناس ويخبرونهم رسالة ربهم الواحد ( والتي لم تتغير أيضا ) أن اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً
8- أن يأتي بمعجزة حتى يصدقه الناس ( وهذا خاص بالأنبياء ) وقد تكون معجزة حسية ترى وتلمس أو بحدث يحدث له أو على يديه أو بكتاب يتنزل عليه .
هذه تقريبا معظم الصفات الهامة الواجب توافرها في النبي والرسالة التي يدعون إليها
tamer2002
2010-09-30, 01:11 PM
ثانيا : صفات مدعي النبوة
مدعي النبوة ماذا يطلب وعن ماذا يبحث ؟ وما هي صفاتهم ؟
1- يطلب مدعي النبوة إما
a. القوة و السلطان أو الجاه وأن يحيا حياة الملوك
b. المال والغنى وقصور وأن يحيا حياة الأغنياء
c. الشهرة وأن يحيا حياة العظماء
d. النساء والشهوة وأن ينغمس في الملذات
2- من أهم صفات مدعي النبوة هي الكذب فهذا المدعي إما ان يكون مدركاً لما يقول ويفعل وهذا يجب أن يكذب ويتلون حسب الظروف ويفعل كل ما هو ممكن للوصول لغايته
3- الصفة الأخرى هي الجنون وكما ذكرنا فقد يكون المدعي مريضاً بجنون العظمة أو غيرها من الأمراض النفسية والتي تؤدي به لذلك
4- يظهر نفسه أنه على درجة إله ..فهو إما لديه تفويض من الله أو هو إبناً لله أو حتى هو الله نفسه
5- يبالغ في إظهار نفسه معصوما من أي خطأ حتى صغائر الذنوب
6- النفاق وعدم الثبات على رأي واحد والتلون حسب الظروف وتغيير وتبديل الكلام فهو لا عهد له ولا ذمه
7- ادعاء معرفة الغيب وقد يستخدم السحر أو الجن لايهام الناس بقدراته وقوته
tamer2002
2010-09-30, 01:16 PM
ثالثا : رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للناس وما دعى إليه
هناك فرق بين الرسالة والتشريع والمعجزة التي أتى بها النبي
فمثلاً رسالة الاسلام هي التوحيد وأن لا نشرك بالله شيئا ونؤمن باليوم الآخر و بالملائكة و الكتاب والنبيين
التشريع هو أن نصلي ونصوم ونزكي ونتصدق ونحج ...
اما معجزة الاسلام فهي القرآن ( كل الأنبياء كانت معجزاتهم يراها فقط من يعيش في زمانهم ) اما الاسلام فمعجزته في أيدينا نراها جميعا ونقرأها فمن أراد أن يفهمها تعلم العربية ( هذا أقوله لمن يدعون أن الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا لا يفهم إلا العربية فانزل القرآن بالعربية ) فهذا ليس صحيحا كما أوضحت فالقرآن هو معجزة الاسلام .. وليس يعني أنه هو دين الاسلام .. وأن الاسلام للعرب فقط ..
الاسلام دين يأمر بعدم الشرك بالله .... أما تشريعه ومنهجة فهو التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .... و نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ... ومعجزته القرآن من أراد فهمها يمكنه تعلم العربية أو قراءة ترجمه النصوص ..
ومن أراد أن يفهم تلك المعجزة ويعيها ....
فليرى الدليل وليتعلم العربية .. ليفهم ويشعر ويستزيد من رؤية المعجزة الباقية حتى اليوم ...
أو حتى ليستمع للقرآن ثم يرى بنفسه ( حتى وإن كان لا يفهم العربية ) مدى السكينة التي ستحل عليه ( وهذا في ضوء دراسات فعلية ليس المجال الآن مناسب لذكرها ) .. ثم نراها أيضا في حفظ القرآن سواء لأطفال في سن يبدأ من خمس سنوات وهذا في حد ذاته معجزة وحتى الغير متحدثين بالعربية يحفظونه بسهولة فكيف يحدث هذا إن كان هذا كلام بشر؟
tamer2002
2010-09-30, 01:17 PM
رابعاً : إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم قد ألف القرآن الكريم أو أملاه عليه أحد .. فالقرآن نفسه فيه أكبر دليل أن محمد رسول وليس مدعي نبوة
كل ماسبق وذكرناه من عرض منطقي ( يخاطب العقول ) سوف يؤكده ما جاء في القرآن وهي آيات لو كان محمد صلى الله عليه وسلم مدعي للنبوة ما قالها ولنرى الأمثلة وهي عديدة ولنبدأ
1- الفئة الأولى : عدم طلب أموال أو سلطان
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ 86 إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ 87 وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ 88 - ص
تفسير الجلالين
(قل ما أسألكم عليه) على تبليغ الرسالة (من أجر) جعل (وما أنا من المتكلفين) المتقولين القرآن من تلقاء نفسي
تفسير ابن كثير :
يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين ما أسألهم على هذا البلاغ وهذا النصح أجرا تعطونيه من عرض الحياة الدنيا " وما أنا من المتكلفين " أي وما أريد على ما أرسلني الله تعالى به ولا أبتغي زيادة عليه بل ما أمرت به أديته لا أزيد عليه ولا أنقص منه وإنما أبتغي بذلك وجه الله عز وجل والدار الآخرة
كما طلب المشركون من أبى طالب أن يلتقوا مع ابن اخيه محمد وعرضوا عليه صلى الله عليه وسلم كل ما لديهم من مغريات دنيوية ( فقالوا لأبى طالب إن كان محمداً يريد ملكا ملكناه علينا وإن كان يريد مالا جمعنا له المال جميعا وإن كان به مس من الجن التمسنا له الأطباء)
فيأتي الرد القاطع الذي أخرس المشركين وأذهب عقولهم (”يا عم والله لو وضعوا الشمس فى يميني والقمر فى يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته”) فماذا يمكن أن يطلب مدعي النبوة اكثر مما عرضوا عليه .
2- الفئة الثانية : نفي أي ملك أو عظمة أو تفضيل لنفسه على الناس
قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 188 – الأعراف
فهل من مدعي نبوة يقر ويعترف بعدم علمه للغيب وايضاح ما كان يمكن أن يحدث لو علمه وهل كان هذا سلوك مدعي النبوة ؟ أم انهم يدعون أنهم أبناء الله واحباؤه وأنهم يأتيهم علم الحاضر والمستقبل
قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا 21 قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا 22 – الجن
وسبب نزولها أن كفار قريش قالوا له : إنك جئت بأمر عظيم وقد عاديت الناس كلهم فارجع عن هذا فنحن نجيرك ; فنزلت . قوله تعالى : " قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا " أي لا أقدر أن أدفع عنكم ضرا ولا أسوق لكم خيرا . وقيل : " لا أملك لكم ضرا " أي كفرا " ولا رشدا " أي هدى ; أي إنما علي التبليغ .
تفسير ابن كثير :
أخبر عن نفسه أيضا أنه لا يجيره من الله أحد أي لو عصيته فإنه لا يقدر أحد على إنقاذي من عذابه " ولن أجد من دونه ملتحدا " قال مجاهد وقتادة والسدي لا ملجأ وقال قتادة أيضا " قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا " أي لا نصير ولا ملجأ وفي رواية لا ولي ولا موئل .
قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ 49 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ 50 أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ 51 - يونس
وهذه مثل الآية السابقة .. كما أن كلمة قل تكررت في القرآن 168 مرة .. يعني كل التوجيهات .. أو حتى الردود على الآخرين .. لم ينسبها لنفسه وهذا ليس عهد مدعي النبوة ...
tamer2002
2010-09-30, 01:18 PM
3- الفئة الثالثة : نفي علمه للغيب
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا 25 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا 26 إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا 27 لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا 28 - الجن
بالرغم من وجود الاستثناء هنا لبعض الرسل وقد يكون منهم محمد صلى الله عليه وسلم إلا إنه لم يكن علم مطلق أو منسوب للرسول ولكنه مازال علم لله وهو الذي يطلع عليه بعض الرسل الذين ارتضاهم سبحانه لعلمه بهم وتشريفا لهم
قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ 50 وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ 51 وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ 52 - الأنعام
تفسير ابن كثير :
يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم" قل لا أقول لكم عندي خزائن الله " أي لست أملكها ولا أتصرف فيها " ولا أعلم الغيب " أي ولا أقول لكم إني أعلم الغيب إنما ذاك من علم الله عز وجل ولا أطلع منه إلا على ما أطلعني عليه ولا أقول لكم إني ملك أي ولا أدعي أني ملك إنما أنا بشر من البشر يوحى إلي من الله عز وجل شرفني بذلك وأنعم علي به ولهذا قال" إن أتبع إلا ما يوحى إلي " أي لست أخرج عنه قيد شبر ولا أدنى منه " قل هل يستوي الأعمى والبصير " أي هل يستوي من اتبع الحق وهدي إليه ومن ضل عنه فلم ينقد له " أفلا تتفكرون" وهذه كقوله تعالى " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب "
4- الفئة الرابعة نفي امكانه أن يأتي بالآيات من تلقاء نفسه وإقرار بشريته
قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ 33 وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ 34 وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ 35 – الأنعام
(وإن كان كبر) عظم (عليك إعراضهم) عن الإسلام لحرصك عليهم (فإن استطعت أن تبتغي نفقا) سربا (في الأرض أو سلما) مصعدا (في السماء فتأتيهم بآية) مما اقترحوا فافعل ، المعنى أنك لا تستطيع ذلك فاصبر حتى يحكم الله (ولو شاء الله) هدايتهم (لجمعهم على الهدى) ولكن لم يشأ ذلك فلم يؤمنوا (فلا تكونن من الجاهلين) بذلك
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا 90 أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا 91 أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً 92 أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً 93 وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً 94 قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً 95 - الاسراء
وهذه الآية إقرار آخر ببشريته صلى الله عليه وسلم .. فهل مدعي النبوة يقر بذلك .؟ أم يقول عن نفسه أنه منح تصريح من الله لغفران الذنوب (بل إن ذلك يقوله ويفعله القساوسة الآن … وهم لم يدعوا النبوة .. فما بالكم بمن يدعي النبوة .. فماذا سيقول ) كما أن بقية الآيات تجيب بالمنطق على عقول بعض الكافرين الملحدين بأنه لماذا تستبعدون أن يرسل الله بشر فلو أرسل ملكا لقلتم هذا ملك ولا يمكننا أن نكون مثله فأرسل لكم بشرا منكم .. ثم أكد على هذا المعنى بقوله لو كان في الأرض ملائكة فسيرسل لهم ملك ( يعني من صنفهم )
ولو قال البعض هذا حجة إذ أننا نقول أن رسول الله قد أرسل للإنس والجن والجن ليسو من صنف البشر .. نقول ليسو من طبيعة البشر ولكنهم يملكون أمرهم مثل البشر يملكون أن يطيعوا او أن يعصوا فالله أعطاهم الخيار ولو كان أعطاه للملائكة لكان محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله لهم أيضاً
tamer2002
2010-09-30, 01:20 PM
5- الفئة الخامسة : تطابق رسالته مع باقي الرسالات السابقة
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ 25 وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ 26 لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ 27 يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ 28 وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ 29 أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ 30 وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ 31 وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ 32 وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ 33 وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ 34 كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ 35 - الأنبياء
منذ خلق آدم وبعث الله الرسل جاؤا جميعا بقول واحد ورساله واحدة هي أنه لا إله إلا الله .. وأننا يجب ان نعبد هذا الإله ونسلم له أمرنا ... حتى وإن ضل النصارى وقالوا ان الله اتخذ ولدا أو هو ثلاثة أو هو نفسه نزل ليحمل خطايانا فكتب التاريخ تقول أنهم كانوا موحدين وان هذه الفكرة ظهرت بعد أكثر من ثلاثة قرون وعارضها العديد وحصلت بسببها الحروب وقتل المؤمنون
وبالرغم من شركهم فنراهم يصرون على كونهم يعبدون الإله الواحد لكن هذا الإله ثلاثة وما إلى ذلك وهو ليس موضوع حديثنا الآن .. لكن في النهاية يدعون أنهم يعبدون الله الواحد .. وأمرنا الله وأمر رسوله أن يقول لهم ( ونحن أيضا نعبد هذا الإله الواحد ) فلم تنقمون علينا وخاصة اليهود فما الخطأ في ان نعبد نحن أيضا هذا الإله وهل ما جاء به محمد بدعه
قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ 9 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 10 - الأحقاف
(قل ما كنت بدعا) بديعا (من الرسل) أي أول مرسل قد سبق قبلي كثيرون منهم فكيف تكذبونني (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) في الدنيا أأخرج من بلدي أم أقتل كما فعل بالأنبياء قبلي أو ترموني بالحجارة أم يخسف بكم كالمكذبين من قبلكم (إن) ما (أتبع إلا ما يوحى إلي) أي القرآن ولا أبتدع من عندي شيئا (وما أنا إلا نذير مبين)
أي ما جئت بشيء جديد .. فما أقول هو نفسه ما جاء به كل الرسل من قبلي
قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ 108 فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ 109 إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ 110 وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 111 قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ 112 - الأنبياء
وهذه هي الرسالة منذ خلق آدم أن الله واحد ويظهر بالآيات معنى كلمة مسلمون وتستطرد الآيات في عدم ادعاء محمد صلى الله عليه وسلم العلم بمتى يمكن أن يلاقي الكفار وعد الله وتحذيره لهم .. فقد يكون ذلك قريب أو بعيد وقوله " وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون " أي هو واقع لا محالة ولكن لا علم لي بقربه ولا ببعده ..أو لعل النعمة التي هم فيها أو ترك الله لهم وعدم إنزال عقوبته بهم .. ما هي إلا فتنه لهم .. ولو كان مدعي للنبوة لادعى علمه بالغيب أو بموعد إنزال عقاب الله لهم وأرجع الحكمة كلها لله مع يقين وتأكيده فقط على حتمية وقوع العذاب إن هم ظلوا على كفرهم
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 64 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 65 هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 66 مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 67 – آل عمران
مرة أخرى يذكرهم بأن الرسالة واحدة وأن الله واحد فهل كان ابراهيم يعبد الله ذو الثلاثة أقانيم ؟ ام الاله الواحد .. وهل أعطى الله تفويضا للبابا بان يغفروا ذنوب الناس ؟ ان ذلك يعني أنهم أشركوا ثم اتخذوا بعضهم بعضا أربابا من دون الله ...
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ 59 - المائدة
هل أمر بشرك أو بفجر أو بعبادة إله آخر ؟ فالسؤال الأول لليهود نحن وأنتم نعبد نفس الإله فلماذا تنقمون علينا أننا نعبده ؟ والسؤال الثاني للنصارى نحن نؤمن بنفس الإله الواحد إله اليهود والنصارى والمسلمين الذي هو مذكور في العهد القديم فلماذا تنقمون علينا ؟ وما هو جرم المسلمين ؟ لماذا كل هذه النقمة والكره ؟
tamer2002
2010-09-30, 01:21 PM
6- الفئة السادسة عدم ضمان الجنه لأتباعه بدون عمل ومشقة
لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا 123 وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا 124 وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً 125
معظم مدعي النبوة يضمنون لتابعيهم دخول الجنة بدون عناء ولنرى اليهود قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه بل قالوا عن أنفسهم أنهم كلهم آلهة وأنهم حتى لو دخلوا النار سيدخلون اياما معدودة ثم يخرجون ..
أما النصارى فقالوا أن الله قد حمل كل ذنوبنا ولا حاجة للعمل إذ يكفي أن تؤمن وهو قد حمل عنك ذنبك ... هكذا بسهولة ودون تعب ومشقة تدخل الجنة .. بس لازم تعترف بذنبك ويبشرك القس بالغفران .
أما الشيعة قالوا نحن خير البرية وورثة رسول الله ولنا الجنة إذ آمنا بعلي وكنا من شيعته .. وهكذا كل أمة ..
حتى بعض المسلمين قالوا الشفاعة ستدخلنا الجنة وبعضهم قال مثل اليهود سندخلها اياما ثم نخرج .. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا ولو كان مدعي لقال مثلهم ..
بل قال ما أوحي إليه من ربه ... ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب .. وبدأ بتوجيه الكلام لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم قبل غيرهم .. فهل بعد ذلك يمكن أن يظن احدا أنه مدعي ؟
tamer2002
2010-09-30, 01:22 PM
7- الفئة السابعة من الآيات وهي الدلائل قاطعة
أ- عتاب من الله لرسوله
هل لو كان مدعي نبوة أظهر هذا العتاب .. أم انه سيظهر فقط كل ما فيه مدح وشكر
عَبَسَ وَتَوَلَّى 1 أَن جَاءهُ الْأَعْمَى 2 وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى 3 أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى 4 أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى 5 فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى 6 وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى 7 وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى 8 وَهُوَ يَخْشَى 9 فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى 10 - سورة عبس
الآية عتاب من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في إعراضه وتوليه عن عبد الله بن أم مكتوم . ويقال : عمرو بن أم مكتوم , واسم أم مكتوم عاتكة بنت عامر بن مخزوم , وعمرو هذا : هو ابن قيس بن زائدة بن الأصم , وهو ابن خال خديجة رضي الله عنها . أقبل ابن أم مكتوم والنبي صلى الله عليه وسلم مشتغل بمن حضره من وجوه قريش يدعوهم إلى الله تعالى , وقد قوي طمعه في إسلامهم وكان في إسلامهم إسلام من وراءهم من قومهم , فجاء ابن أم مكتوم وهو أعمى فقال : يا رسول الله علمني مما علمك الله , وجعل يناديه ويكثر النداء , ولا يدري أنه مشتغل بغيره , حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه , وقال في نفسه : يقول هؤلاء : إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد ; فعبس وأعرض عنه , فنزلت الآية . قال الثوري : فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا رأى ابن أم مكتوم يبسط له رداءه ويقول : [ مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ] . ويقول : [ هل من حاجة ] ؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين غزاهما . قال أنس : فرأيته يوم القادسية راكبا وعليه درع ومعه راية سوداء . قال علماؤنا : ما فعله ابن أم مكتوم كان من سوء الأدب لو كان عالما بأن النبي صلى الله عليه وسلم مشغول بغيره , وأنه يرجو إسلامهم , ولكن الله تبارك وتعالى عاتبه حتى لا تنكسر قلوب أهل الصفة.
ب- اظهار أمر كان يخفيه رسول الله
لماذا لو كان رسول الله مدعي نبوة أوهو من كتب القرآن يذكر هذه الآية
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا 37 مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا 38 الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا 39 مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا 40 - الأحزاب
نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة . وقال عمرو بن مسعود وعائشة والحسن : ما أنزل الله على رسوله آية أشد عليه من هذه الآية . وقال الحسن وعائشة : لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية لشدتها عليه . وروي في الخبر أنه : أمسى زيد فأوى إلى فراشه , قالت زينب : ولم يستطعني زيد , وما أمتنع منه غير ما منعه الله مني , فلا يقدر علي . هذه رواية أبي عصمة نوح بن أبي مريم , رفع الحديث إلى زينب أنها قالت ذلك . وفي بعض الروايات : أن زيدا تورم ذلك منه حين أراد أن يقربها , فهذا قريب من ذلك . وجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن زينب تؤذيني بلسانها وتفعل وتفعل ! وإني أريد أن أطلقها , فقال له : ( أمسك عليك زوجك واتق الله ) الآية
وروي عن علي بن الحسين : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلق زينب , وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها , فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب , وأنها لا تطيعه , وأعلمه أنه يريد طلاقها , قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية : ( اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك ) وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها , وهذا هو الذي أخفى في نفسه , ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها ,
وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد , وهو مولاه , وقد أمره بطلاقها , فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له , بأن قال : " أمسك " مع علمه بأنه يطلق . وأعلمه أن الله أحق بالخشية , أي في كل حال . قال علماؤنا رحمة الله عليهم : وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية , وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين.. والحكمة كما اتضح لنا من ذلك هو تحريم التبني واحلال ما يترتب عليه .
ج – امتناع نزول الوحي
وحدث ذلك مرتان كان الرسول في أشد الحاجة لنزول الوحي عليه ولو كان هو من يكتب القرآن لرد فوراً .. أو على الأقل لأخفى عتاب الله له كما سنرى الآن في
المرة الأولى
حينما سأله الكفار أو قيل اليهود عن بعض أشياء مثل ( ذو القرنين – الروح ... ) فلم يقل إن شاء الله .. فتاخر الوحي .. وحتى حينما نزل .. نزل بأمر الله له بان لا يقل أنه سوف يفعل أي شيئا غدا إلا أن يشاء هو .. سبحانه ...
وأيضاً هذا دليل على نبوته .. ثم حتى ما أجابهم به صلى الله عليه وسلم فأسكت اليهود الذين يعلمون عن خبر ذو القرنين ( والذي يقال أنه قورش ) والذي كان الفرس ولكنه آمن و أعادهم من الأسر في بابل ولذلك أحبوه وذكروه حينما أرادوا أن يسألوا رسول الله ويختبروه ..
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا 23 إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا 24 - الكهف
قال العلماء عاتب الله تعالى نبيه عليه السلام على قوله للكفار حين سألوه عن الروح والفتية وذي القرنين : غدا أخبركم بجواب أسئلتكم ; ولم يستثن في ذلك . فاحتبس الوحي عنه خمسة عشر يوما حتى شق ذلك عليه وأرجف الكفار به , فنزلت عليه هذه السورة مفرجة . وأمر في هذه الآية ألا يقول في أمر من الأمور إني أفعل غدا كذا وكذا , إلا أن يعلق ذلك بمشيئة الله عز وجل حتى لا يكون محققا لحكم الخبر ; فإنه إذا قال : لأفعلن ذلك ولم يفعل كان كاذبا , وإذا قال لأفعلن ذلك إن شاء الله خرج عن أن يكون محققا للمخبر عنه . واللام في قوله " لشيء " بمنزلة في , أو كأنه قال لأجل شيء .
وكما نرى فلم يجب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من تلقاء نفسه .. ولم يعطي اجابه لكل شيء .. فعن الروح قال لهم ( أن الروح من أمر ربي ) وحتى يومنا هذا والى يوم القيامة لن يعرف أحداً شيئاً عن ما هي الروح وهذا السر الذي يجعل هذا الجسد يتحرك والآخر يتحول إلى تراب .. فهذا رد الله عليهم و ما يزال قائما حتى اليوم .. فلن يستطيع أحدا مهما وصلت الانسانية من علم لمعرفة ما هية الروح ... وقد أكد القرآن على هذا التحدي بقوله قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( وهناك أكثرمن تحدي مفتوح أي متاح لمن يريد أن يرد ليومنا هذا وهي أيضا من دلائل النبوة .. جاءت في أكثر من آية ليس المجال الآن لذكرها )
المرة الثانية
وهي أشد وطأه على رسول الله وأهل بيته ولو كان مدعي نبوة أو هو من كتب القرآن لكتب فورا كلام يبرئ به زوجته ولكنه الوحي وكلام الله وقد تاخر نزول القرآن قرابة شهر .. حتى نزل قوله تعالى
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ 11 لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ 12 لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ 13 - النور
هذه الحادثة من أكبر دلائل النبوة إذ أن الوحي تأخر على رسول الله لأكثر من شهر ولو كان مدعيا أو هو من يكتب القرآن أو حتى يستعين بأحد لكتابته لكتب هذه الآيات فورا خاصة لو علمنا مدى الضيق الذي أصابه وأهل بيته ولنرى ما ترويه الأحاديث وتفسير ابن كثير عن هذه الآيات
تفسير ابن كثير :
هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت والفرية التي غار الله عز وجل لها ولنبيه صلوات الله وسلامه عليه فأنزل الله تعالى براءتها صيانة لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى " إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم " أي جماعة منكم يعني ما هو واحد ولا اثنان بل جماعة فكان المقدم هذه اللعنة عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين فإنه كان يجمعه ويستوشيه حتى ذلك في أذهان بعض المسلمين فتكلموا به وجوزه آخرون منهم وبقي الأمر كذلك قريبا من شهر حتى نزل القرآن .. و بيان تلك القصة كاملة أوردته كما جاء في الأحاديث الصحيحة (انظر ملحق 2 )
tamer2002
2010-09-30, 01:23 PM
الفئة الثامنة : ذكر جزاء تبديل أو تحريف الرسالة
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ 44 لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ 45 ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ 46 فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ 47 وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ 48 وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ 49 وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ 50 وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ 51 فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ 52 – الحاقة
فهذا التصوير لحال رسول الله إذا تقول على الله .. لا يمكن أن يصدر عن مدعي نبوة ولا حتى يخطر بباله أن يذكر مثل هذا الكلام .. فالمدعي يرى أنه لا يجب أن يظهر إلا كصاحب سلطة مطلقة ولن يحاسبه احد بل قد يحاسب هو الناس ويدخلهم الجنه أو النار
وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً 73 وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً 74 إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا 75 - الاسراء
فهل هذا الكلام يمكن أن يقوله مدعي نبوة ... هذه الآيات توضح ما كان يمكن أن يحدث لرسول الله لو ركن للكفار ومال لرأيهم وطلبهم في أن يضع بعض الآيات التي تتحدث عن آلهتهم أو أي تكريماً لهذه الآلهة
(ولولا أن ثبتناك) على الحق بالعصمة ( أي أن العصمة جاءت أولاً وهي السبب في عدم ركونك إليهم )
(لقد كدت) قاربت (تركن) تميل (إليهم شيئا) ركونا (قليلا) لشدة احتيالهم وإلحاحهم وهو صريح في أنه صلى الله عليه وسلم لم يركن ولا قارب ( لكنه لو لم تكن هناك تلك العصمة لكان قد فعل بسبب شدة احتيالهم والحاحهم )
وما كان أغنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع مثل هذا التحذير .. فهو لو مدعي نبوة أو عظمة أو بنوه لله .. لما جاء أي تحذير في كلام الله له عن نفسه وماذا كان سوف يفعل به لو حاد عن الطريق المستقيم ....
فهل هذا هو ما عهدنا فيمن يدعي النبوة ؟
لا والله بل هو كما قال سبحانه
وما تنزلت به الشياطين 210 وما ينبغي لهم وما يستطيعون 211 - الشعراء
وإنه لتنزيل رب العالمين 192 نزل به الروح الأمين 193 على قلبك لتكون من المنذرين 194 بلسان عربي مبين 195 وإنه لفي زبر الأولين 196 أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل 197 - الشعراء
ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم 87 لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين 88 وقل إني أنا النذير المبين 89 - الحجر
سبحان ربك رب العزة عما يصفون 180 وسلام على المرسلين 181 والحمد لله رب العالمين
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir