حفيدة ابن القيم
2010-10-06, 05:34 PM
http://img401.imageshack.us/img401/5601/45c0f21pq6.gif
رد على كريتيك(طوعا وكرها)
الحمدالله رب العالمين العظيم مالك الملك السلام المؤمن المهيمن القدير العزيز المتين , والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أما بعد:-
فتحت النصارى صروحها لتنصير , ولكن ما ادركت حتى الأن أن هذه الصروح ما هي الا منارات لتنوير على هذا الدين العظيم, فهم يرمون الشبهات هنا وهناك غير مدركين حالهم وحال شبهات التي تكشف مدى الحقد الدفين على هذه الأمة العظيمة وأهلها .
اليوم نعرض عليكم شبهة الرد موجود فيها , ولكن صاحب الشبهة هدانا وهداه الله لم يكن عنده وقت كافي ليقرأ جيداً , حيث اهتم بزيادة عدد مشاركته والتصفيـق له كون النصارى في منتداه هدانا وهداهم الله لا يكلفون نفسهم لقراءة الموضوع كذلك , فقد فرح بشبهة جديدة حول الإسلام ولكن هيهات هيهات .
بسم الله نبدا بالرد عليه:-
http://d20.e-loader.net/zkZzzYDktk.png
لم يعلم هذا النصراني المسكين أن كلامه مصائب عليه وليس كلام الله عز وجل , حيث يقول هذا النصراني أن الله سبحانه وتعالى من خلقني وخلقه يُكره(يجبر) مخلوقاته على السجود له ,لم يدرك أن الله عزوجل يبين مدى عظتمه وقوته وقدرته بالكون ويضيف إلى ذلك أن كل مخلوقات الله تعالى تسجد له مقينه بأنه الله المستحق للعبادة وحده .
ولكن...
هناك من يسجد لله كرها , وهم الكفار والمنافقين الذين علموا أن الله حق وعبادته حق , ولكنهم ينكرون ذلك بالظاهر , فهم يسجدون لله كرها وخوفاً من سيوف المسلمين في الحروب والمعارك والفتوحات الإسلامية , ومنهم من يسجد لاغراض دنيوية مثل عدم دفع الجزية .
ورد في تفسير التحرير والتنوير :
ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال عطف على جملة ( له دعوة الحق ) أي له دعوة الحق وله يسجد من في السماوات والأرض وذلك شعار الإلهية ، فأما الدعوة فقد اختص بالحقة منها دون الباطلة ، وأما السجود وهو الهوي إلى الأرض بقصد الخضوع فقد اختص الله به على الإطلاق ; لأن الموجودات العليا والمؤمنين بالله يسجدون له ، والمشركين لا يسجدون للأصنام ولا لله تعالى ، ولعلهم يسجدون لله في بعض الأحوال .
وعدل عن ضمير الجلالة إلى اسمه تعالى العلم تبعا للأسلوب السابق في افتتاح الأغراض الأصلية .
والعموم المستفاد من ( من ) الموصولة عموم عرفي يراد به الكثرة الكاثرة .
والمقصود من ( طوعا وكرها ) تقسيم أحوال الساجدين . والمراد بالطوع الانسياق من النفس تقربا وزلفى لمحض التعظيم ومحبة الله . وبالكره الاضطرار عند الشدة والحاجة كما في قوله تعالى ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ، ومنه قولهم : مكره أخوك لا بطل ، أي مضطر إلى المقاتلة .
وليس المراد من الكره الضغط والإلجاء كما فسر به بعضهم فهو بعيد عن الغرض كما سيأتي .
والظلال : - جمع ظل ، وهو صورة الجسم المنعكس إليه نور .
والضمير راجع إلى من في السماوات والأرض مخصوص بالصالح له من الأجسام الكثيفة ذات الظل تخصيصا بالعقل والعادة . وهو عطف على ( من ) أي يسجد من في السماوات وتسجد ظلالهم .
والغدو : الزمان الذي يغدو فيه الناس ، أي يخرجون إلى حوائجهم : إما مصدرا على تقدير مضاف . أي وقت الغدو ، وإما جمع غدوة . فقد حكي جمعها على غدو ، وتقدم في آخر سورة الأعراف .
والآصال : جمع أصيل ، وهو وقت اصفرار الشمس في آخر المساء . والمقصود من ذكرهما استيعاب أجزاء أزمنة الظل .
ومعنى سجود الظلال أن الله خلقها من أعراض الأجسام الأرضية ، فهي مرتبطة بنظام انعكاس أشعة الشمس عليها وانتهاء الأشعة إلى صلابة وجه الأرض حتى تكون الظلال واقعة على الأرض وقوع الساجد ، فإذا كان من الناس من يأبى السجود لله أو يتركه اشتغالا عنه بالسجود للأصنام فقد جعل الله مثاله شاهدا على استحقاق الله السجود إليه شهادة رمزية ولو جعل الله الشمس شمسين متقابلتين على السواء لانعدمت الظلال ، ولو جعل وجه الأرض شفافا أو لامعا كالماء لم يظهر الظل بينا ، فهذا من رموز الصنعة التي أوجدها الله وأدقها دقة بديعة . وجعل نظام الموجودات الأرضية مهيئة لها في الخلقة لحكم مجتمعة ، منها : أن تكون رموزا دالة على انفراده تعالى بالإلهية ، وعلى حاجة المخلوقات إليه ، وجعل أكثرها في نوع الإنسان ; لأن نوعه مختص بالكفران دون الحيوان .
والغرض من هذا الاستدلال الرمزي التنبيه لدقائق الصنع الإلهي كيف جاء على نظام مطرد دال بعضه على بعض ، كما قيل :
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
والاستدلال مع ذلك على أن الأشياء تسجد لله ; لأن ظلالها واقعة على الأرض في كل مكان وما هي مساجد للأصنام وأن الأصنام لها أمكنة معينة هي حماها وحريمها ، وأكثر الأصنام في البيوت مثل : العزى وذي الخلصة وذي الكعبات حيث تنعدم الظلال في البيوت .
توضيح تفسير لتيسير الفهم...
الله سبحانه وتعالى واحد أحد ليس مثله شئ وهو الوحيد المستحق للعبادة , خلق جميع مخلوفات الون بشكل بديع ومتناسق يميزه عن غيره من المخلوفات ,ووضح التفسير أن عباد الله تسجد لله تعالى طوعا منها , ولن هناك من يسجد وهو مكره على ذلك مثل أصحاب الحاجات الذي لا يرجعون إلى الله سوى عند حاجاتهم به .
وهنا كذلك بالتفسير يبين صاحب التفسير أن الله سبحانه وتعالى , يجعل ل ما في الارض ساجداً له .
أما الانسان مخير وليس مسير وله أن يختار وتميز أنه يكفر بالله (الانسان الجاحد الغافل), على عكس باقي مخلوفات الله تعالى , فهو أما يسجد مخير ومقتنعاً بالسجود , أو يسجد مكرها لسجود فقد لانه يريد غاية من ذلك أما حاجة دنيوية أو خوف حتى لا يحارب المسلمين بالمعارك , لفقدانه الحجة والدليل على ما يدافع عنه.
مثال...
ضلال الاصنام التي صنعها المشركين , بسبب قدرة الله تعالى بخلقع وصنعه جعل ضلالها منعكسة على زواية معينة ومنطقة معينة , وهذه المنطقة والزواية كهيئة سجود الصنم لله تعالى , فلا يوجد أمر الا بحكمة ولا مخلوق الا ويسجد لله تعالى .
وبمعنى آخر ...
له وحده يسجد خاضعًا منقادًا كُلُّ مَن في السموات والأرض, فيسجد ويخضع له المؤمنون طوعًا واختيارًا، ويخضع له الكافرون رغمًا عنهم; لأنهم يستكبرون عن عبادته, وحالهم وفطرتهم تكذِّبهم في ذلك, وتنقاد لعظمته ظلال المخلوقات, فتتحرك بإرادته أول النهار وآخره.
أما القول بأن إله الأسلام ( جل وعلا ) ، متكبر أو نحوه ، فأقول :
فإن صفات الله تعالى باعتبار المقارنة بصفات العبد أقسام:
القسم الأول: ما هو كمال في الخالق والمخلوق، وذلك: كالسمع، والبصر، والحياة، والإرادة، و… وهذه تثبت لله سبحانه.
القسم الثاني: ما هو كمال في المخلوق ونقص في الخالق، كالنوم، والأكل، والشرب. وهذه لا تثبت لله سبحانه، بل هي من الصفات السلبية.
القسم الثالث: ما هو نقص في المخلوق كمال في الخالق، كالتكبر، والتجبر. قال سبحانه وتعالى عن نفسه: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) [الحشر:23] .
توضيح لتيسير الفهم ...
أن هناك صفات يتمتع بها العبد مثل السمع والبصر وغيرها , وهذا الصفات ثابته على الله سبحانه وتعالى ,ولكن الله تعالى يمتلك أكثر منها وافضل منها وهي تميزه على الخلق اجمع , وهذه الصفات هي ما تجعل الخلق اقل افضلية من الله سبحانه وتعالى .
قال ابن الجوزي في زاد المسير :
فأما المتكبر ففيه خمسة أقوال:
أحدها: أنه الذي تكبر عن كل سوء. قاله: قتادة .
الثاني: أنه الذي تكبر عن ظلم عباده. قاله: الزجاج .
الثالث: أنه ذو الكبرياء، وهو الملك. قاله: ابن الأنباري .
الرابع: أنه المتعالي عن صفات الخلق.
الخامس: أنه الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فقصمهم.
ذكرهما الخطابي -يعني القولين الأخيرين- وقال:
التاء في المتكبر تاء التفرد والتخصص، لأن التعاطي والتكلف والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين، وإنما سمة العبد الخضوع والتذلل، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله، لا من الكبر الذي هو مذموم في الخلق. انتهى كلامه
وقال صاحب كتاب (جواهر القرآن) :
المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، وقيل: المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدث والذم، وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد.
وقال حميد بن ثور : (عفت مثل ما يعفو الفصيل فأصبحت بها كبرياء الصعب وهي ذلول) والكبرياء في صفات الله مدح، وفي صفات المخلوقين ذم، وفي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى - أنه قال: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحد منهما قصمته، ثم قذفته في النار" .
وقيل: المتكبر معناه: الكبير، لأنه أجلُّ من أن يتكلف كبراً، وقد يقال: تظلم بمعنى: ظلم، وتشتم بمعنى: شتم، واستقر بمعنى: قر، كذلك المتكبر بمعنى: الكبير، وليس كما يوصف به المخلوق إذا وصف بتفعل إذا نسب إلى ما لم يكن منه ثم نزه نفسه، فقال: سبحان الله أي تنزيها لجلالته وعظمته عما يشركون. انتهى
وقال ابن كثير : وقوله تعالى العزيز أي: الذي قد عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه، ولهذا قال تعالى: (الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) أي: الذي لا تليق الجبرية إلا له، ولا التكبر إلا لعظمته، كما تقدم في الصحيح م 2620: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما عذبته" .
وقال قتادة : الجبار: الذي جبر خلقه على ما يشاء، وقال ابن جرير : الجبار: المصلح أمور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم، وقال قتادة : المتكبر يعني: عن كل سوء، ثم قال تعالى: (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
المراجع:-
تفسير التحرير والتنوير (111\112)
زاد المسير (8/227)
جواهر القرآن (18/47)
أختكم بالله :ميران داود
رد على كريتيك(طوعا وكرها)
الحمدالله رب العالمين العظيم مالك الملك السلام المؤمن المهيمن القدير العزيز المتين , والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أما بعد:-
فتحت النصارى صروحها لتنصير , ولكن ما ادركت حتى الأن أن هذه الصروح ما هي الا منارات لتنوير على هذا الدين العظيم, فهم يرمون الشبهات هنا وهناك غير مدركين حالهم وحال شبهات التي تكشف مدى الحقد الدفين على هذه الأمة العظيمة وأهلها .
اليوم نعرض عليكم شبهة الرد موجود فيها , ولكن صاحب الشبهة هدانا وهداه الله لم يكن عنده وقت كافي ليقرأ جيداً , حيث اهتم بزيادة عدد مشاركته والتصفيـق له كون النصارى في منتداه هدانا وهداهم الله لا يكلفون نفسهم لقراءة الموضوع كذلك , فقد فرح بشبهة جديدة حول الإسلام ولكن هيهات هيهات .
بسم الله نبدا بالرد عليه:-
http://d20.e-loader.net/zkZzzYDktk.png
لم يعلم هذا النصراني المسكين أن كلامه مصائب عليه وليس كلام الله عز وجل , حيث يقول هذا النصراني أن الله سبحانه وتعالى من خلقني وخلقه يُكره(يجبر) مخلوقاته على السجود له ,لم يدرك أن الله عزوجل يبين مدى عظتمه وقوته وقدرته بالكون ويضيف إلى ذلك أن كل مخلوقات الله تعالى تسجد له مقينه بأنه الله المستحق للعبادة وحده .
ولكن...
هناك من يسجد لله كرها , وهم الكفار والمنافقين الذين علموا أن الله حق وعبادته حق , ولكنهم ينكرون ذلك بالظاهر , فهم يسجدون لله كرها وخوفاً من سيوف المسلمين في الحروب والمعارك والفتوحات الإسلامية , ومنهم من يسجد لاغراض دنيوية مثل عدم دفع الجزية .
ورد في تفسير التحرير والتنوير :
ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال عطف على جملة ( له دعوة الحق ) أي له دعوة الحق وله يسجد من في السماوات والأرض وذلك شعار الإلهية ، فأما الدعوة فقد اختص بالحقة منها دون الباطلة ، وأما السجود وهو الهوي إلى الأرض بقصد الخضوع فقد اختص الله به على الإطلاق ; لأن الموجودات العليا والمؤمنين بالله يسجدون له ، والمشركين لا يسجدون للأصنام ولا لله تعالى ، ولعلهم يسجدون لله في بعض الأحوال .
وعدل عن ضمير الجلالة إلى اسمه تعالى العلم تبعا للأسلوب السابق في افتتاح الأغراض الأصلية .
والعموم المستفاد من ( من ) الموصولة عموم عرفي يراد به الكثرة الكاثرة .
والمقصود من ( طوعا وكرها ) تقسيم أحوال الساجدين . والمراد بالطوع الانسياق من النفس تقربا وزلفى لمحض التعظيم ومحبة الله . وبالكره الاضطرار عند الشدة والحاجة كما في قوله تعالى ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ، ومنه قولهم : مكره أخوك لا بطل ، أي مضطر إلى المقاتلة .
وليس المراد من الكره الضغط والإلجاء كما فسر به بعضهم فهو بعيد عن الغرض كما سيأتي .
والظلال : - جمع ظل ، وهو صورة الجسم المنعكس إليه نور .
والضمير راجع إلى من في السماوات والأرض مخصوص بالصالح له من الأجسام الكثيفة ذات الظل تخصيصا بالعقل والعادة . وهو عطف على ( من ) أي يسجد من في السماوات وتسجد ظلالهم .
والغدو : الزمان الذي يغدو فيه الناس ، أي يخرجون إلى حوائجهم : إما مصدرا على تقدير مضاف . أي وقت الغدو ، وإما جمع غدوة . فقد حكي جمعها على غدو ، وتقدم في آخر سورة الأعراف .
والآصال : جمع أصيل ، وهو وقت اصفرار الشمس في آخر المساء . والمقصود من ذكرهما استيعاب أجزاء أزمنة الظل .
ومعنى سجود الظلال أن الله خلقها من أعراض الأجسام الأرضية ، فهي مرتبطة بنظام انعكاس أشعة الشمس عليها وانتهاء الأشعة إلى صلابة وجه الأرض حتى تكون الظلال واقعة على الأرض وقوع الساجد ، فإذا كان من الناس من يأبى السجود لله أو يتركه اشتغالا عنه بالسجود للأصنام فقد جعل الله مثاله شاهدا على استحقاق الله السجود إليه شهادة رمزية ولو جعل الله الشمس شمسين متقابلتين على السواء لانعدمت الظلال ، ولو جعل وجه الأرض شفافا أو لامعا كالماء لم يظهر الظل بينا ، فهذا من رموز الصنعة التي أوجدها الله وأدقها دقة بديعة . وجعل نظام الموجودات الأرضية مهيئة لها في الخلقة لحكم مجتمعة ، منها : أن تكون رموزا دالة على انفراده تعالى بالإلهية ، وعلى حاجة المخلوقات إليه ، وجعل أكثرها في نوع الإنسان ; لأن نوعه مختص بالكفران دون الحيوان .
والغرض من هذا الاستدلال الرمزي التنبيه لدقائق الصنع الإلهي كيف جاء على نظام مطرد دال بعضه على بعض ، كما قيل :
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
والاستدلال مع ذلك على أن الأشياء تسجد لله ; لأن ظلالها واقعة على الأرض في كل مكان وما هي مساجد للأصنام وأن الأصنام لها أمكنة معينة هي حماها وحريمها ، وأكثر الأصنام في البيوت مثل : العزى وذي الخلصة وذي الكعبات حيث تنعدم الظلال في البيوت .
توضيح تفسير لتيسير الفهم...
الله سبحانه وتعالى واحد أحد ليس مثله شئ وهو الوحيد المستحق للعبادة , خلق جميع مخلوفات الون بشكل بديع ومتناسق يميزه عن غيره من المخلوفات ,ووضح التفسير أن عباد الله تسجد لله تعالى طوعا منها , ولن هناك من يسجد وهو مكره على ذلك مثل أصحاب الحاجات الذي لا يرجعون إلى الله سوى عند حاجاتهم به .
وهنا كذلك بالتفسير يبين صاحب التفسير أن الله سبحانه وتعالى , يجعل ل ما في الارض ساجداً له .
أما الانسان مخير وليس مسير وله أن يختار وتميز أنه يكفر بالله (الانسان الجاحد الغافل), على عكس باقي مخلوفات الله تعالى , فهو أما يسجد مخير ومقتنعاً بالسجود , أو يسجد مكرها لسجود فقد لانه يريد غاية من ذلك أما حاجة دنيوية أو خوف حتى لا يحارب المسلمين بالمعارك , لفقدانه الحجة والدليل على ما يدافع عنه.
مثال...
ضلال الاصنام التي صنعها المشركين , بسبب قدرة الله تعالى بخلقع وصنعه جعل ضلالها منعكسة على زواية معينة ومنطقة معينة , وهذه المنطقة والزواية كهيئة سجود الصنم لله تعالى , فلا يوجد أمر الا بحكمة ولا مخلوق الا ويسجد لله تعالى .
وبمعنى آخر ...
له وحده يسجد خاضعًا منقادًا كُلُّ مَن في السموات والأرض, فيسجد ويخضع له المؤمنون طوعًا واختيارًا، ويخضع له الكافرون رغمًا عنهم; لأنهم يستكبرون عن عبادته, وحالهم وفطرتهم تكذِّبهم في ذلك, وتنقاد لعظمته ظلال المخلوقات, فتتحرك بإرادته أول النهار وآخره.
أما القول بأن إله الأسلام ( جل وعلا ) ، متكبر أو نحوه ، فأقول :
فإن صفات الله تعالى باعتبار المقارنة بصفات العبد أقسام:
القسم الأول: ما هو كمال في الخالق والمخلوق، وذلك: كالسمع، والبصر، والحياة، والإرادة، و… وهذه تثبت لله سبحانه.
القسم الثاني: ما هو كمال في المخلوق ونقص في الخالق، كالنوم، والأكل، والشرب. وهذه لا تثبت لله سبحانه، بل هي من الصفات السلبية.
القسم الثالث: ما هو نقص في المخلوق كمال في الخالق، كالتكبر، والتجبر. قال سبحانه وتعالى عن نفسه: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) [الحشر:23] .
توضيح لتيسير الفهم ...
أن هناك صفات يتمتع بها العبد مثل السمع والبصر وغيرها , وهذا الصفات ثابته على الله سبحانه وتعالى ,ولكن الله تعالى يمتلك أكثر منها وافضل منها وهي تميزه على الخلق اجمع , وهذه الصفات هي ما تجعل الخلق اقل افضلية من الله سبحانه وتعالى .
قال ابن الجوزي في زاد المسير :
فأما المتكبر ففيه خمسة أقوال:
أحدها: أنه الذي تكبر عن كل سوء. قاله: قتادة .
الثاني: أنه الذي تكبر عن ظلم عباده. قاله: الزجاج .
الثالث: أنه ذو الكبرياء، وهو الملك. قاله: ابن الأنباري .
الرابع: أنه المتعالي عن صفات الخلق.
الخامس: أنه الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فقصمهم.
ذكرهما الخطابي -يعني القولين الأخيرين- وقال:
التاء في المتكبر تاء التفرد والتخصص، لأن التعاطي والتكلف والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين، وإنما سمة العبد الخضوع والتذلل، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله، لا من الكبر الذي هو مذموم في الخلق. انتهى كلامه
وقال صاحب كتاب (جواهر القرآن) :
المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، وقيل: المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدث والذم، وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد.
وقال حميد بن ثور : (عفت مثل ما يعفو الفصيل فأصبحت بها كبرياء الصعب وهي ذلول) والكبرياء في صفات الله مدح، وفي صفات المخلوقين ذم، وفي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى - أنه قال: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحد منهما قصمته، ثم قذفته في النار" .
وقيل: المتكبر معناه: الكبير، لأنه أجلُّ من أن يتكلف كبراً، وقد يقال: تظلم بمعنى: ظلم، وتشتم بمعنى: شتم، واستقر بمعنى: قر، كذلك المتكبر بمعنى: الكبير، وليس كما يوصف به المخلوق إذا وصف بتفعل إذا نسب إلى ما لم يكن منه ثم نزه نفسه، فقال: سبحان الله أي تنزيها لجلالته وعظمته عما يشركون. انتهى
وقال ابن كثير : وقوله تعالى العزيز أي: الذي قد عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه، ولهذا قال تعالى: (الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) أي: الذي لا تليق الجبرية إلا له، ولا التكبر إلا لعظمته، كما تقدم في الصحيح م 2620: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما عذبته" .
وقال قتادة : الجبار: الذي جبر خلقه على ما يشاء، وقال ابن جرير : الجبار: المصلح أمور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم، وقال قتادة : المتكبر يعني: عن كل سوء، ثم قال تعالى: (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
المراجع:-
تفسير التحرير والتنوير (111\112)
زاد المسير (8/227)
جواهر القرآن (18/47)
أختكم بالله :ميران داود