مشاهدة النسخة كاملة : الامام الحسن البصري وبعض ما قال ..
إذاً وجب التعريف عنه أولاً
من هو الحسن البصري ؟
• هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري.
• أمه "خيرة" مولاة أم سلمة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم.
• وأبوه "يسار" مولى زيد بن ثابت الأنصاري- رضي الله عنه.
• نشأ الحسن فى بيت أم المؤمنين " أم سلمة" حتى بلغ الأربعة عشر ربيعاً من عمره, حيث انتقل مع أبويه إلى "البصرة" واستقرّ فيها مع أسرته.
:p015::p015::p015::p015::p015:
شكرا لك اخي على ذكر التعريف لحسن البصري رحمه الله
لقد زادت اضافتك هذه رونقا وجمالا على الموضوع
حياك الله اخي ذو الفقار
ذو الفقار
2008-02-23, 12:38 AM
التنشأة
جاء البشير يبشّر زوج النبىّ "أم سلمة" بأن مولاتها "خيرة" قد وضعت حملها وولدت غلاماً. فغمرت الفرحة فؤاد أمّ المؤمنين رضوان الله عليها, وفاض السرور على وجهها النبيل الوقور. وبادرت فأرسلت رسولا ليحمل إليها الوالدة ومولودها, لتقضى فترة النّفاس فى بيتها. فقد كانت "خيرة" عزيزة عند أمّ سلمة, حبيبة إلى قلبها... وكان بها لهفة وتشوّق لرؤية وليدها البكر...فقد كان الوليد الصغير قسيماً وسيماً, بهىّ الطلعة, تام الخلقة, يأسر فؤاد رائيه.
التفتت أمّ سلمة إلى مولاتها وقالت:
أسمّيت غلامك يا "خيرة"؟.
فقالت: كلا يا أمّاه...
لقد تركت ذلك لك, لتختارى له من الأسماء ما تشائين.
فقالت: نسمّيه - على بركة الله - الحسن.
ثمّ رفعت يدها ودعت له بصالح الدعاء.
لكن الفرحة بالحسن لم تقتصر على بيت أمّ المؤمنين أمّ سلمة رضوان الله عليها, وإنما شاركها بيت آخر من بيوت المدينة. هو بيت الصحابى الجليل زيد بن ثابت كاتب وحى رسول الله – صلى الله عليه و سلم. ذلك أن "يسار" والد الصبى كان مولى له أيضا... وكان من أحبهم إليه.
نشأ الحسن بن يسار فى بيت من بيوت رسول الله - صلى الله عليه و سلم...رُبّى فى حجر زوجة من زوجات النّبى – صلى الله عليه و سلم – هى "هند بنت سهيل" المعروفة بأمّ سلمة... التى كانت من أوسع زوجات الرسول - صلى الله عليه و سلم – علماً, وأكثرهنّ رواية عنه...
لم تقف صلة الصبى المحظوظ بأمّ المؤمنين عند هذا الحد...
فكثيرا ما كانت أمه "خيرة" تغبب في حاجة, فيبكي الطفل الرضيع من جوعه, فتعطيه أمّ سلمة - رضي الله عنها - ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه, فكانت لشدة حبها إياه يدرّ ثديها لبناً فى فمه فيسكت عليه. وبذلك غدت أمُّ سلمة أمّاً للحسن من جهتين ؛ فهي أمُّه بوصفه أحد المؤمنين ، لأنها أمُّ المؤمنين ، وهي أمُّه من الرضاعة أيضاً.
تردَّد الحسنُ البصري على بيوت رسول الله ، وتخلَّق بأخلاق ربَّاتها جميعا ، و اهتدى بهديهم ، وقد كان كما يحدِّث عن نفسه يملأ هذه البيوت بحركته الدائبة ، و يُترعها بلعبه النشيط، حتى إنه كان ينال سقوف بيوت أمهات المؤمنين بيديه ، وهو يقفز فيها قفزا. ظل الحسن البصرى يتقلب فى هذه الأجواء العطرة, و يتتلمذ على أيدى كبار الصحابة فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه و سلم... حيث روى عن عثمان بن غفان, وعلىّ بن أبى طالب, وأبى موسى الأشعرى, وأنس بن مالك, وغيرهم...
ولمّا بلغ الحسن أربعة عشر ربيعاً من عمره, انتقل مع أبويه إلى "البصرة" واستقرّ فيها مع أسرته. كانت "البصرة" يوم أمّها الحسن, قلعة من أكبر قلاع العلم فى دولة الإسلام... وقد لزم الحسن المسجد, وأخذ عن عبد الله بن عباس التفسير والحديث والقراءات. كما أخذ عنه وعن غيره الفقه, واللغة, والأدب, وغيرها وغيرها...
فأقبل الناس عليه ينهلون من علمه الغزير...
ولقد انتشر أمر الحسن البصرىّ فى البلاد وفشا ذكره بين العباد...
التنشأة
جاء البشير يبشّر زوج النبىّ "أم سلمة" بأن مولاتها "خيرة" قد وضعت حملها وولدت غلاماً. فغمرت الفرحة فؤاد أمّ المؤمنين رضوان الله عليها, وفاض السرور على وجهها النبيل الوقور. وبادرت فأرسلت رسولا ليحمل إليها الوالدة ومولودها, لتقضى فترة النّفاس فى بيتها. فقد كانت "خيرة" عزيزة عند أمّ سلمة, حبيبة إلى قلبها... وكان بها لهفة وتشوّق لرؤية وليدها البكر...فقد كان الوليد الصغير قسيماً وسيماً, بهىّ الطلعة, تام الخلقة, يأسر فؤاد رائيه.
التفتت أمّ سلمة إلى مولاتها وقالت:
أسمّيت غلامك يا "خيرة"؟.
فقالت: كلا يا أمّاه...
لقد تركت ذلك لك, لتختارى له من الأسماء ما تشائين.
فقالت: نسمّيه - على بركة الله - الحسن.
ثمّ رفعت يدها ودعت له بصالح الدعاء.
لكن الفرحة بالحسن لم تقتصر على بيت أمّ المؤمنين أمّ سلمة رضوان الله عليها, وإنما شاركها بيت آخر من بيوت المدينة. هو بيت الصحابى الجليل زيد بن ثابت كاتب وحى رسول الله – صلى الله عليه و سلم. ذلك أن "يسار" والد الصبى كان مولى له أيضا... وكان من أحبهم إليه.
نشأ الحسن بن يسار فى بيت من بيوت رسول الله - صلى الله عليه و سلم...رُبّى فى حجر زوجة من زوجات النّبى – صلى الله عليه و سلم – هى "هند بنت سهيل" المعروفة بأمّ سلمة... التى كانت من أوسع زوجات الرسول - صلى الله عليه و سلم – علماً, وأكثرهنّ رواية عنه...
لم تقف صلة الصبى المحظوظ بأمّ المؤمنين عند هذا الحد...
فكثيرا ما كانت أمه "خيرة" تغبب في حاجة, فيبكي الطفل الرضيع من جوعه, فتعطيه أمّ سلمة - رضي الله عنها - ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه, فكانت لشدة حبها إياه يدرّ ثديها لبناً فى فمه فيسكت عليه. وبذلك غدت أمُّ سلمة أمّاً للحسن من جهتين ؛ فهي أمُّه بوصفه أحد المؤمنين ، لأنها أمُّ المؤمنين ، وهي أمُّه من الرضاعة أيضاً.
تردَّد الحسنُ البصري على بيوت رسول الله ، وتخلَّق بأخلاق ربَّاتها جميعا ، و اهتدى بهديهم ، وقد كان كما يحدِّث عن نفسه يملأ هذه البيوت بحركته الدائبة ، و يُترعها بلعبه النشيط، حتى إنه كان ينال سقوف بيوت أمهات المؤمنين بيديه ، وهو يقفز فيها قفزا. ظل الحسن البصرى يتقلب فى هذه الأجواء العطرة, و يتتلمذ على أيدى كبار الصحابة فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه و سلم... حيث روى عن عثمان بن غفان, وعلىّ بن أبى طالب, وأبى موسى الأشعرى, وأنس بن مالك, وغيرهم...
ولمّا بلغ الحسن أربعة عشر ربيعاً من عمره, انتقل مع أبويه إلى "البصرة" واستقرّ فيها مع أسرته. كانت "البصرة" يوم أمّها الحسن, قلعة من أكبر قلاع العلم فى دولة الإسلام... وقد لزم الحسن المسجد, وأخذ عن عبد الله بن عباس التفسير والحديث والقراءات. كما أخذ عنه وعن غيره الفقه, واللغة, والأدب, وغيرها وغيرها...
فأقبل الناس عليه ينهلون من علمه الغزير...
ولقد انتشر أمر الحسن البصرىّ فى البلاد وفشا ذكره بين العباد...
:p015::p015::p015: رااااائع جدا انت الان هو صاحب الموضوع وليس انا :p018:
حياك الله اخي
ذو الفقار
2008-02-23, 01:24 AM
رااااائع جدا انت الان هو صاحب الموضوع وليس انا
بل هو موضوعك يا أختي ولكن انا اضيف عليه فحسب فأنا أحب سيرة الإمام الحسن البصري كثيراً وسوف أحاول أن أجمع عنه الكثير إن أمكن بمشيئة الله
ذو الفقار
2008-02-23, 01:27 AM
إسهامات دعوية للإمام الحسن البصري
لمّا ولى الحجّاج بن يوسف الثّقفى "العراق", وطغى فى ولايته وتجبر...كان الحسن اليصرىّ أحد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه, وجهروا بين الناس بسوء أفعاله, وصدعوا بكلمة الحق فى وجهه. من ذلك أن الحجّاج بنى لنفسه بناء, فنادى فى الناس أن يخرجوا للفرجة عليه. فلم يشأ الحسن أن يفوّت على نفسه فرصة اجتماع الناس، فخرج إليهم, ولمّا بلغ المكان ونظر إلى جموع الناس وهى تطوف بالقصر مدهوشة به، وقف فيهم خطيباً, وكان فى جملة ما قاله:
لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين, فوجدنا أن "فرعون" شيد أعظم ممّا شيد, وبنى أعلى ممّا بنى...ثمّ أهلك الله "فرعون" ودمرّ على ما بنى وشيد...ليت الحجّاج يعلم أنّ أهل السماء قد مقتوه, وأنّ أهل الأرض قد غرّوه...
ومضى يتدفق على هذا المنوال حتى أشفق عليه أحد السامعين من نقمة الحجّاج, فقال له:
حسبك يا أبا سعيد... حسبك.
فقال له الحسن:
لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيّننّه للنّاس ولا يكتمونه...
• وفى اليوم التالى دخل الحجّاج إلى مجلسه وهو يتميّز من الغيظ وقال لجلاسه:
تبّاً لكم وسحقاً! يقوم عبد من عبيد أهل "البصرة" ويقول فينا ما شاء أن يقول, ثم لا يجد فيكم من يردّه أو ينكر عليه!! والله لأسقينّكم من دمه يا معشر الجبناء.
ثمّ أمر بالسيف والنّطع (بساط من الجلد يفرش تحت المحكوم عليه بقطع الرأس)... فأحضرا...ودعا بالجلاد, فمثل واقفاً بين يديه. ثمّ وجّه إلى الحسن بعض شرطه... وأمرهم أن يأتوه به...
وما هو قليل حتّى جاء الحسن, فشخصت نحوه الأبصار...فلمّا رأى الحسن السيف والنّطع والجلاد, حرك شفتيه...ثمّ أقبل على الحجّاج وعليه جلال المؤمن, وعزة المسلم, ووقار الداعية إلى الله. فلمّا رآه الحجّاج على حاله هذه, هابه أشد الهيبة وقال له:
ها هنا يا أبا سعد... ها هنا...
ثمّ ما زال يوسّع له ويقول:
ها هنا... والنّاس ينظرون إليه فى دهشة واستغراب حتى أجلسه على فراشه. ولمّا أخذ الحسن مجلسه, جعل يسأله الحجّاج عن بعض أمور الدين...
فقال له الحجّاج:
أنت سيد العلماء يا أبا سعيد.
ولمّا خرج الحسن من عنده, تبعه حاجب الحجّاج وقال له:
يا أبا سعيد, لقد دعاك الحجّاج اغير ما فعل بك, وانّى رأيتك عندما أقبلت ورأيت السيف والنّطع, وقد حركت شفتيك, فماذا قلت؟
فقال الحسن:
لقد قلت: يا ولىّ نعمتى وملاذى عند كربتى, اجعل نقمته برداً وسلاماً علىّ كما جعلت النّار برداً وسلاماً على إبراهيم.
• ولما ولي عمر بن هبيرة الفزاريّ العراق وأضيفت إليه خُراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك, استدعى كُلاً من الحسن البصريّ و عامر بن شراحبيل المعروف بالشعبىّ وقال لهما:
انّ أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك قد استخلفه الله على عباده, وأوجب طاعته على النّاس. وقد ولاّنى ما ترون من أمر "العراق" ثمّ زادنى فولاّنى "فارس". وهو يرسل إلىّ أحياناً كتباً يأمرنى فيها بإنفاذ ما لا أطمئنّ إلى عدالته. فهل تجدان لى فى متابعتى إياه وإنفاذ أوامره مخرجاً فى الدين؟
فأجاب الشّعبىّ جواباً فيه ملاطفة للخليفة, ومسايرة للوالى...
والحسن ساكت...
فقال عمر بن هبيرة للحسن: وما تقول أنت يا أبا سعيد؟
فقال الحسن:
يا بن هبيرة خف الله في يزيد, ولا تخف يزيد في الله...واعلم أن الله يمنعك من يزيد, وأن يزيد لا يمنعك من الله...يا بن هبيرة أنّه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصى الله ما أمره, فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك...حيث لا تجد هناك يزيد, وإنّما تجد عملك الذى خالفت فيه ربّ يزيد... يا بن هبيرة انّك أن تكُ مع الله تعالى وفى طاعته, يكفك بائقة يزيد بن عبد الملك فى الدنيا والأخرة...وإن تكُ مع يزيد فى معصية الله تعالى, فإنّ الله يكلك إلى يزيد. واعلم يا بن هبيرة أنّه لا طاعة لمخلوق كائناً من كان فى معصية الخالق عزّ وجلّ.
فبكى عمر بن هبيرة حتى بلّلت دموعه لحيته...
فلمّا خرجا من عنده توجّها إلى المسجد, فاجتمع عليهما الناس, فالتفت إليهم الشعبىّ وقال:
أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله عز وجل على خلقه فى كل مقام فليفعل...فوالذى نفسى بيده ما قال الحسن لعمر بن هبيرة قولاً أجهله... ولكنّى أردت فيما قلته وجه ابن هبيرة, وأراد فيما قاله وجه الله...فأقصانى الله من ابن هبيرة وأدناه منه وحبّبه اليه.
• ومن مواعظه التى هزّت وما زالت تهزّ الأفئدة, قوله لسائل سأله عن الدنيا وحالها:
تسألنى عن الدنيا والأخرة!!...
إنّّ مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب...متى ازددت من أحدهما قرباً ازددت من الآخر بعداً. وتقول لى صف لى هذه الدار!!...فماذا أصف لك من دار أوّلها عناء وآخرها فناء...وفى حلالها حساب, وفى حرامها عقاب...من استغنى فيها فُتن, ومن افتقر فيها حزن...
• وقيل للحسن إن فلانا اغتابك فبعث إليه طبق حلوى وقال بلغني أنك أهديت إلي حسناتك فكافأتك بهذا.
• من كلماته: "ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت".
• وسأله آخر أيضا : ماذا فعلنا بأنفسنا ؟
قال : لقد أهزلنا ديننا ، وسمَّنا دنيانا ، وأخلقنا أخلاقنا ، وجدَّدنا فرشَنا وثيابنا ، يتَّكئُ أحدنا على شماله ، ويأكل من مالٍ غير ماله ، طعامه غصبٌ ، و خدمته سُخرة ، يدعو بحلوٍ بعد حامض ، وبحارٍّ بعد بارد ، وبرطبٍ بعد يابس ، حتى إذا أخذته القِظَّةُ تجشَّأ من البشم...
ثم قال : يا غلام هات هضوما - أي " كازوزا " - يهضم الطعام ، يا أُحَيْمق واللهِ لن تهضم إلا دينك...
أين جارُك المحتاج ؟...
أين يتيمُ قومك الجائع ؟...
أين مسكينُك الذي ينظر إليك ؟...
أين ما وصَّاك به اللهُ عزوجل؟...
ليتك تعلم أنك عددٌ ، وأنه كلما غابت عنك شمسٌ نقص شيءٌ من عددك ، ومضى بعضُه معك ".
ذو الفقار
2008-02-23, 01:42 AM
قالوا عن الإمام البصري
• "كيف يضلّ قوم فيهم مثل الحسن البصرىّ؟!" [مسلمة بن عبد الملك]
حدّث خالد بن صفان قال:
لقيت مسلمة بن عبد الملك فى "الحيرة" فقال لى:
أخبرنى يا خالد عن حسن البصرة فإنّى أظنّ أنّك تعرف من أمره ما لا يعرف سواك.
فقلت: أصلح الله الأمير...أنا خير من يخبرك عنه بعلم...فأنا جاره فى بيته, وجليسه فى مجلسه, وأعلم أهل "البصرة" به.
فقال مسلمة: هات ما عندك.
فقلت: إنّه امرؤ سريرته كعلانيته...وقوله كفعله...إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به...وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له...ولقد رأيته مستغنياً عن الناس, زاهداً بما فى أيديهم...ورأيت الناس محتاجين إليه, طالبين ما عنده...
فقال مسلمة: حسبك يا خالد حسبك!! كيف يضل قوم فيهم مثل هذا؟!
بل هو موضوعك يا أختي ولكن انا اضيف عليه فحسب فأنا أحب سيرة الإمام الحسن البصري كثيراً وسوف أحاول أن أجمع عنه الكثير إن أمكن بمشيئة الله
جزاك الله الفردوس اخي ذو الفقار وبارك الله فيك على المجهود الرائع :p01sdsed22:
إسهامات دعوية للإمام الحسن البصري
لمّا ولى الحجّاج بن يوسف الثّقفى "العراق", وطغى فى ولايته وتجبر...كان الحسن اليصرىّ أحد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه, وجهروا بين الناس بسوء أفعاله, وصدعوا بكلمة الحق فى وجهه. من ذلك أن الحجّاج بنى لنفسه بناء, فنادى فى الناس أن يخرجوا للفرجة عليه. فلم يشأ الحسن أن يفوّت على نفسه فرصة اجتماع الناس، فخرج إليهم, ولمّا بلغ المكان ونظر إلى جموع الناس وهى تطوف بالقصر مدهوشة به، وقف فيهم خطيباً, وكان فى جملة ما قاله:
لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين, فوجدنا أن "فرعون" شيد أعظم ممّا شيد, وبنى أعلى ممّا بنى...ثمّ أهلك الله "فرعون" ودمرّ على ما بنى وشيد...ليت الحجّاج يعلم أنّ أهل السماء قد مقتوه, وأنّ أهل الأرض قد غرّوه...
ومضى يتدفق على هذا المنوال حتى أشفق عليه أحد السامعين من نقمة الحجّاج, فقال له:
حسبك يا أبا سعيد... حسبك.
فقال له الحسن:
لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيّننّه للنّاس ولا يكتمونه...
• وفى اليوم التالى دخل الحجّاج إلى مجلسه وهو يتميّز من الغيظ وقال لجلاسه:
تبّاً لكم وسحقاً! يقوم عبد من عبيد أهل "البصرة" ويقول فينا ما شاء أن يقول, ثم لا يجد فيكم من يردّه أو ينكر عليه!! والله لأسقينّكم من دمه يا معشر الجبناء.
ثمّ أمر بالسيف والنّطع (بساط من الجلد يفرش تحت المحكوم عليه بقطع الرأس)... فأحضرا...ودعا بالجلاد, فمثل واقفاً بين يديه. ثمّ وجّه إلى الحسن بعض شرطه... وأمرهم أن يأتوه به...
وما هو قليل حتّى جاء الحسن, فشخصت نحوه الأبصار...فلمّا رأى الحسن السيف والنّطع والجلاد, حرك شفتيه...ثمّ أقبل على الحجّاج وعليه جلال المؤمن, وعزة المسلم, ووقار الداعية إلى الله. فلمّا رآه الحجّاج على حاله هذه, هابه أشد الهيبة وقال له:
ها هنا يا أبا سعد... ها هنا...
ثمّ ما زال يوسّع له ويقول:
ها هنا... والنّاس ينظرون إليه فى دهشة واستغراب حتى أجلسه على فراشه. ولمّا أخذ الحسن مجلسه, جعل يسأله الحجّاج عن بعض أمور الدين...
فقال له الحجّاج:
أنت سيد العلماء يا أبا سعيد.
ولمّا خرج الحسن من عنده, تبعه حاجب الحجّاج وقال له:
يا أبا سعيد, لقد دعاك الحجّاج اغير ما فعل بك, وانّى رأيتك عندما أقبلت ورأيت السيف والنّطع, وقد حركت شفتيك, فماذا قلت؟
فقال الحسن:
لقد قلت: يا ولىّ نعمتى وملاذى عند كربتى, اجعل نقمته برداً وسلاماً علىّ كما جعلت النّار برداً وسلاماً على إبراهيم.
• ولما ولي عمر بن هبيرة الفزاريّ العراق وأضيفت إليه خُراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك, استدعى كُلاً من الحسن البصريّ و عامر بن شراحبيل المعروف بالشعبىّ وقال لهما:
انّ أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك قد استخلفه الله على عباده, وأوجب طاعته على النّاس. وقد ولاّنى ما ترون من أمر "العراق" ثمّ زادنى فولاّنى "فارس". وهو يرسل إلىّ أحياناً كتباً يأمرنى فيها بإنفاذ ما لا أطمئنّ إلى عدالته. فهل تجدان لى فى متابعتى إياه وإنفاذ أوامره مخرجاً فى الدين؟
فأجاب الشّعبىّ جواباً فيه ملاطفة للخليفة, ومسايرة للوالى...
والحسن ساكت...
فقال عمر بن هبيرة للحسن: وما تقول أنت يا أبا سعيد؟
فقال الحسن:
يا بن هبيرة خف الله في يزيد, ولا تخف يزيد في الله...واعلم أن الله يمنعك من يزيد, وأن يزيد لا يمنعك من الله...يا بن هبيرة أنّه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصى الله ما أمره, فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك...حيث لا تجد هناك يزيد, وإنّما تجد عملك الذى خالفت فيه ربّ يزيد... يا بن هبيرة انّك أن تكُ مع الله تعالى وفى طاعته, يكفك بائقة يزيد بن عبد الملك فى الدنيا والأخرة...وإن تكُ مع يزيد فى معصية الله تعالى, فإنّ الله يكلك إلى يزيد. واعلم يا بن هبيرة أنّه لا طاعة لمخلوق كائناً من كان فى معصية الخالق عزّ وجلّ.
فبكى عمر بن هبيرة حتى بلّلت دموعه لحيته...
فلمّا خرجا من عنده توجّها إلى المسجد, فاجتمع عليهما الناس, فالتفت إليهم الشعبىّ وقال:
أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله عز وجل على خلقه فى كل مقام فليفعل...فوالذى نفسى بيده ما قال الحسن لعمر بن هبيرة قولاً أجهله... ولكنّى أردت فيما قلته وجه ابن هبيرة, وأراد فيما قاله وجه الله...فأقصانى الله من ابن هبيرة وأدناه منه وحبّبه اليه.
• ومن مواعظه التى هزّت وما زالت تهزّ الأفئدة, قوله لسائل سأله عن الدنيا وحالها:
تسألنى عن الدنيا والأخرة!!...
إنّّ مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب...متى ازددت من أحدهما قرباً ازددت من الآخر بعداً. وتقول لى صف لى هذه الدار!!...فماذا أصف لك من دار أوّلها عناء وآخرها فناء...وفى حلالها حساب, وفى حرامها عقاب...من استغنى فيها فُتن, ومن افتقر فيها حزن...
• وقيل للحسن إن فلانا اغتابك فبعث إليه طبق حلوى وقال بلغني أنك أهديت إلي حسناتك فكافأتك بهذا.
• من كلماته: "ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت".
• وسأله آخر أيضا : ماذا فعلنا بأنفسنا ؟
قال : لقد أهزلنا ديننا ، وسمَّنا دنيانا ، وأخلقنا أخلاقنا ، وجدَّدنا فرشَنا وثيابنا ، يتَّكئُ أحدنا على شماله ، ويأكل من مالٍ غير ماله ، طعامه غصبٌ ، و خدمته سُخرة ، يدعو بحلوٍ بعد حامض ، وبحارٍّ بعد بارد ، وبرطبٍ بعد يابس ، حتى إذا أخذته القِظَّةُ تجشَّأ من البشم...
ثم قال : يا غلام هات هضوما - أي " كازوزا " - يهضم الطعام ، يا أُحَيْمق واللهِ لن تهضم إلا دينك...
أين جارُك المحتاج ؟...
أين يتيمُ قومك الجائع ؟...
أين مسكينُك الذي ينظر إليك ؟...
أين ما وصَّاك به اللهُ عزوجل؟...
ليتك تعلم أنك عددٌ ، وأنه كلما غابت عنك شمسٌ نقص شيءٌ من عددك ، ومضى بعضُه معك ".
مشاركة ممتازة يا اخي ذو الفقار :p01sdsed22:
من اقوال الامام حسن البصري رحمه الله .
كان يقول : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا. فقال: لا أقبل منكم شيئاً، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إن من عصى الله فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدرياً، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب
كان يقول: من علامات المسلم قوة دين، وجزم في العمل وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة (جوع) وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة. لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يقلبه فرجه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نغيته.
ذو الفقار
2008-02-23, 01:50 AM
وفاته
و فى ليلة الجمعة من أول شهر رجب سنة مائة وعشر, لبّى الحسن البصرىّ نداء ربه..
فلمّا أصبح النّاس وشاع فيهم نعيه، ارتجّت "البصرة" لموته رجّاً...
فغُسّل وكُفّن وصُلّى عليه بعد الجمعة فى الجامع الذى قضى فى رحابه جلّ حياته عالماً و معلماً, وداعياً الى الله.
ثمّ تبع النّاس جنازته...
فلم تقم صلاة العصر فى ذلك اليوم فى جامع "البصرة"؟؟؟ لأنّه لم يبق فيه أحد يقيم الصلاة...ولا يعلم النّاس أنّ الصلاة عطلت فى هذا الجامع منذ كان الإسلام إلا يومئذ لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر.
فهذا هو الحسن البصري.
وفاته
و فى ليلة الجمعة من أول شهر رجب سنة مائة وعشر, لبّى الحسن البصرىّ نداء ربه..
فلمّا أصبح النّاس وشاع فيهم نعيه، ارتجّت "البصرة" لموته رجّاً...
فغُسّل وكُفّن وصُلّى عليه بعد الجمعة فى الجامع الذى قضى فى رحابه جلّ حياته عالماً و معلماً, وداعياً الى الله.
ثمّ تبع النّاس جنازته...
فلم تقم صلاة العصر فى ذلك اليوم فى جامع "البصرة"؟؟؟ لأنّه لم يبق فيه أحد يقيم الصلاة...ولا يعلم النّاس أنّ الصلاة عطلت فى هذا الجامع منذ كان الإسلام إلا يومئذ لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر.
فهذا هو الحسن البصري.
:p015::p015::p015::p015:عمل رائع تؤجر عليه باذن الله واشكرك اخي الفاضل على ذكرسيرة الامام الحسن البصري رحمه الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir