ابوالسعودمحمود
2010-10-14, 01:07 PM
مستنقع الشبهات والشهوات " العلمانية "
سلطان بن سرَّاي الشمري
< tr>
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه .. أما بعد :
العلمانية : "هي حركة تدعو إلى الفصل بين الدين والحياة ، وتهدف إلى صرف الناس عن الاهتمام بالآخرة، وتوجيههم إلى الدنيا فحسب " ؛ (1)
" كما أن للعلمانية صورتان :
1- صورة متطرفة : وهي التي لا تكتفي بعزل الدين عن الدنيا بل تحارب الدين جملة ؛فتنكر وجود الله ، وتحارب الأديان وتكفر بالغيب .
2- صورة معتدلة : وهي التي تكتفي بعزل الدين عن الدنيا ، دون أن تُنكر وجود الله أو تحارب الدين ؛ بل إنها تسمح بإقامة بعض الشعائر والعبادات بشرط أن تقتصر علاقة العبد بربه دون أن يكون للدين علاقة في شؤون الحياة الأخرى " (2)؛ ولا تعني كلمة [ معتدلة ] أنهم ليسو خطر على المجتمع المسلم بل هم أشد خطراً من الفريق الأول لان الفطر السليمة تنبذ الفريق الأول بخلاف الثاني فهي معتدلة بالنسبة لتعايش وقبول المجتمع لهم نوعاً ما وهنا تكمن الخطورة .
فهم مع الأسف مجموعه من العادات السيئة والقبيحة بكل دين يأخذون منه ما وافق أهوائهم الشاذة والمتزندقة ، فينتج لنا مذهب متشرد لا ينتمي لأي فئة كـ ذباب لا يقع إلآ على القبيح من الأقوال والأفعال؛
فهم معول هدم في أيدي الغرب الفاجر والسرطان الفكري للشعوب المسلمة ومستنقع الشبهات والشهوات، وهذا هو حالهم ومرادهم فهم قد انتشروا بين المسلمين بصمت لا كثرهم الله بدعوى الإصلاح المزعوم وهم في حقيقة الأمر !! مفسدون في الأرض وإن قالوا عن أنفسهم أنهم مصلحون قال تعالى : ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون, ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
فالإصلاح والإفساد ضدان لا يجتمعان البته ، لذلك ليس كل من ادعى الإصلاح مصلح !! فهذا فرعون يدعي الإصلاح قال تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) وقال كذلك عن نفسه أي: فرعون( مَآ أُرِيكُمْ إِلاّ مَآ أَرَىَ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاّ سَبِيلَ الرّشَادِ ) إذا هذا الإصلاح المزعوم هو منهج فرعوني قديم ليس جديد على الأمة ؛
وبهذا نستطيع أن نقول إن أخطر أساليب الإفساد في الأمة ما كان بدعوى الإصلاح بعيداً عن الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح .
فدعوى العلمانية في حقيقتها لا تعيب شيئا يخالف شرائع دين الإسلام ، فشعارهم الأول افعل و لاحرج وهدفهم الأسمى الانحلال الأخلاقي والديني وطموحاتهم الحالية الفجور والسفور والاختلاط و تحكيم القوانين الوضعية وإلغاء الأحكام الشرعية وغير ذلك من التكاليف !!
ومن أهم قواعدهم " خالف تعرف " فتجدهم دائماً يشككون بالدين وبالمذاهب الفقهية ويسعون سعياً حثيث للشهرة !! بانتقاد الدين ورموز الدين مع ضحالة النقل والعقل وهذا ما يزيد تعجبي !! ودهشتي !!
ولا يعني هذا أننا ندعي العصمة لأحد غير المعصوم صلى الله عليه وسلم فالحق ما وافق الكتاب والسنة على فهم العلماء الراسخين في العلم فنحنُ أهل السنة ليس لدينا أئمة معصومين !! أو علماء معصومين !! وهذا لا نزاع فيه بين أهل العلم، وقال مالك رحمه الله: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر يعني : المعصوم صلى الله عليه وسلم ؛
فعندما اسمع احد هؤلاء الأقزام يتكلم ساعة ونصف تجد أن هذا الوقت الطويل يكاد يخلو تماما من قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا يدل دلاله واضحة على جهله وبطلان معتقده كما انك لو سبرت حال هذا الببغاء تجده لا يعرف من بديهيات الدين شيء وهذا ما اسميه بالمضحك المبكي والله المستعان؛
وأيضا مما يلاحظ كثرة تبجيلهم للغرب بطريقه مثيره للاشمئزاز وأي شيء سيء مستنكر يستنكره المسلمون على الغرب هو محط أنظارهم فتجدهم يدافعون دفاع المستميت عن الغرب ودعاوى الغرب الباطلة وكأنما يدعون إليه كتاب منزل من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والله المستعان ، وفي مقابل هذا الدفاع الظاهر عن الغرب أنظر إليهم عندما تُنقض بعض عرى الإسلام !! هل تجد هذا الدفاع المستميت في صفوف المسلمين !! بل تجدهم مع الأسف يهونون الأمور ويخذلون العامة ويستنقصون كل من وقف ضد الدعاوى الغربية بل إنهم ينهالون بالتهم على المسلمين ككل بأنهم شعوب متخلفة تربط الدين بالحياة وتقيد الحريات؛
فهم يريدون الحرية المطلقة بدون حدود ويرون أن المعتقدات الإسلامية بالنسبة لهم مخزيه ورجعيه ، مثل ارتداء الحجاب أو اللحية وتقصير الثياب والدعوة إلى الله والذهاب إلى المساجد وغيرها.
فهم بلا شك داء العصر وينبغي لنا بيان شرهم للعام والخاص وهنا إشارة مهمة لكل مسلم كما في حديث حذيفة رضي الله عنه في البخاري عن أبي إدريس الخولاني ( أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسالون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يد ركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ فقال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: نعم وفيه دخن قلت: وما دخنه ؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا.. ) الحديث .
فإذا كان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يخشى على نفسه الوقوع في الشر بمعرفة الشر من كافة طرقه وبمختلف أطواره خشية أن يدركه ويقع فيه ، فمن باب أولى أن نخشى نحن على أنفسنا الوقوع في الشر ؛
عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ لكنْ لتوقِّيه ** ومن لا يعرِفِ الشرَّ من خير يقَعْ فيهِ
فالمؤمن كَيِّس ، فـَطـِن " ليس كيس قطن " فالذي ينبغي علينا التنبه والتفطن لأمر هؤلاء المستأجرين من قبل الغرب الكافر ؛
ومع هذا للآسف !! تجد بعض الإمعات من الناس يُعجب بهم وينساق خلف كلامهم المعسول في ظاهره ،والسم الزعاف في باطنه قال تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام, وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)
وقال تعالى: ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ** و يروغ منك كما يروغ الثعلب
ولكن مع ضحالة ما عندهم لاينبغي !! أن يتصدى لهم و يقف أمامهم بقوه وثقه إلا من هو عالم بهم وبحالهم من أهل العلم بالحجة والدليل من الكتاب والسنة ؛
فالأمة الإسلامية تعيش أياماً صعبة من حيث تكالب الأعداء واستئساد الثعالب وحياكة المؤامرات في السر والخفاء للنيل من دينها وعزتها وكرامتها ؛
وأخيراً ..
قد يقول قائل : " كيف دخلت العلمانية بلاد المسلمين ؟ وما أسباب ذلك ؟
الجواب : لقد دخلت العلمانية بلاد المسلمين لأسباب عديدة يمكن إيجازها فيما يلي :
1- انحراف كثير من المسلمين عن دينهم ، وعدولهم عن سلوك الصراط المستقيم .
2- التحالف اليهودي الصليبي ، وما نجم عنه من استعمار ، واستشراق وتنصير، وغير ذلك .
3- الجهل بدين الإسلام عند كثير من المسلمين .
4- الانبهار بما عند الغرب من تقدم صناعي ، وتكنولوجي، مع غفلة عما يعانيه من خواء روحي وتخلف خلقي .
5- الهزيمة النفسية التي حلت بكثير من المسلمين .
6- اشتغال المسلمين بالدنيا وملذاتها ، وتخليهم عن رسالتهم الخالدة ،وهي قوامة البشرية وقيادتها إلى بر الأمان .
7- ربط واقع المسلمين المزري وتخلفهم بالإسلام ،واعتقاد أن أروبا لم تتطور إلا عندما نبذت الدين النصراني ، والحل هو نبذ الدين الإسلامي لكي ينهض المسلمون ..!
8-غياب مفهوم الولاء والبراء عند الكثير من المسلمين .
9- الابتعاث وما جرَّه من ويلات على المسلمين ؛ حيث يذهب المسلم إلى الخارج وهو خاوي الوفاض من دينه فيعود – بعد أن يمتلىء قلبه بما عند الكفار – حرباً على أمته ودينه .
10- التقصير في جانب الدعوة إلى الله ، وإبرازِ محاسن الدين الإسلامي .
11- توسيد الأمر لغير أهلة في كثير من بلدان المسلمين ؛ حيث تمكن كثير من عملاء الغرب من الوصول إلى سدة الحكم ، وتولي المناصب المهمة، ومنهم من هو سقيم العقل اقرب إلى الاختلال العقلي منه إلى الكمال ومنهم المريض نفسياً و منهم الأحمق الغبي ولكن هو الإعلام وما يفعل من بهرجة و تضليل .
12- التقليد الأعمى للغرب ، فبدلاً من الإفادة مما عنده من تقدم ، ورقي مادي – تجد بعض المسلمين يقلدونهم في مستهجن عاداتهم ، ومرذول طرائقهم في الحكم ، والسياسة، والأخلاق ,وما جرى ذلك .
13- وجود عدد من المسلمين باعوا دينهم و تبعوا شهواتهم فعاقبهم الله بالعبودية لغيره .
فهذه جملة أسباب بعضها داخل في بعض تضافرت وتكاتفت، وأدت إلى قيام العلمانية التي بسطت نفوذها، ومدت رواقها في كثير من بلدان المسلمين ".(3)
نسأل الله- تعالى- أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه، كما نسأله جل جلاله العلم النافع والعمل الصالح وأن يستعملنا الله في طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
-----------------------------------
1) " رسائل في الأديان والفرق والمذاهب " تأليف / محمد الحمد ص478 و" العلمانية " للشيخ د.سفر الحوالي.
2) " رسائل في الأديان والفرق والمذاهب " تأليف / محمد الحمد ص483 .
3) نفس المصدر السابق ص485-486 بتصرف بسيط
سلطان بن سرَّاي الشمري
< tr>
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه .. أما بعد :
العلمانية : "هي حركة تدعو إلى الفصل بين الدين والحياة ، وتهدف إلى صرف الناس عن الاهتمام بالآخرة، وتوجيههم إلى الدنيا فحسب " ؛ (1)
" كما أن للعلمانية صورتان :
1- صورة متطرفة : وهي التي لا تكتفي بعزل الدين عن الدنيا بل تحارب الدين جملة ؛فتنكر وجود الله ، وتحارب الأديان وتكفر بالغيب .
2- صورة معتدلة : وهي التي تكتفي بعزل الدين عن الدنيا ، دون أن تُنكر وجود الله أو تحارب الدين ؛ بل إنها تسمح بإقامة بعض الشعائر والعبادات بشرط أن تقتصر علاقة العبد بربه دون أن يكون للدين علاقة في شؤون الحياة الأخرى " (2)؛ ولا تعني كلمة [ معتدلة ] أنهم ليسو خطر على المجتمع المسلم بل هم أشد خطراً من الفريق الأول لان الفطر السليمة تنبذ الفريق الأول بخلاف الثاني فهي معتدلة بالنسبة لتعايش وقبول المجتمع لهم نوعاً ما وهنا تكمن الخطورة .
فهم مع الأسف مجموعه من العادات السيئة والقبيحة بكل دين يأخذون منه ما وافق أهوائهم الشاذة والمتزندقة ، فينتج لنا مذهب متشرد لا ينتمي لأي فئة كـ ذباب لا يقع إلآ على القبيح من الأقوال والأفعال؛
فهم معول هدم في أيدي الغرب الفاجر والسرطان الفكري للشعوب المسلمة ومستنقع الشبهات والشهوات، وهذا هو حالهم ومرادهم فهم قد انتشروا بين المسلمين بصمت لا كثرهم الله بدعوى الإصلاح المزعوم وهم في حقيقة الأمر !! مفسدون في الأرض وإن قالوا عن أنفسهم أنهم مصلحون قال تعالى : ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون, ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
فالإصلاح والإفساد ضدان لا يجتمعان البته ، لذلك ليس كل من ادعى الإصلاح مصلح !! فهذا فرعون يدعي الإصلاح قال تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) وقال كذلك عن نفسه أي: فرعون( مَآ أُرِيكُمْ إِلاّ مَآ أَرَىَ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاّ سَبِيلَ الرّشَادِ ) إذا هذا الإصلاح المزعوم هو منهج فرعوني قديم ليس جديد على الأمة ؛
وبهذا نستطيع أن نقول إن أخطر أساليب الإفساد في الأمة ما كان بدعوى الإصلاح بعيداً عن الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح .
فدعوى العلمانية في حقيقتها لا تعيب شيئا يخالف شرائع دين الإسلام ، فشعارهم الأول افعل و لاحرج وهدفهم الأسمى الانحلال الأخلاقي والديني وطموحاتهم الحالية الفجور والسفور والاختلاط و تحكيم القوانين الوضعية وإلغاء الأحكام الشرعية وغير ذلك من التكاليف !!
ومن أهم قواعدهم " خالف تعرف " فتجدهم دائماً يشككون بالدين وبالمذاهب الفقهية ويسعون سعياً حثيث للشهرة !! بانتقاد الدين ورموز الدين مع ضحالة النقل والعقل وهذا ما يزيد تعجبي !! ودهشتي !!
ولا يعني هذا أننا ندعي العصمة لأحد غير المعصوم صلى الله عليه وسلم فالحق ما وافق الكتاب والسنة على فهم العلماء الراسخين في العلم فنحنُ أهل السنة ليس لدينا أئمة معصومين !! أو علماء معصومين !! وهذا لا نزاع فيه بين أهل العلم، وقال مالك رحمه الله: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر يعني : المعصوم صلى الله عليه وسلم ؛
فعندما اسمع احد هؤلاء الأقزام يتكلم ساعة ونصف تجد أن هذا الوقت الطويل يكاد يخلو تماما من قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا يدل دلاله واضحة على جهله وبطلان معتقده كما انك لو سبرت حال هذا الببغاء تجده لا يعرف من بديهيات الدين شيء وهذا ما اسميه بالمضحك المبكي والله المستعان؛
وأيضا مما يلاحظ كثرة تبجيلهم للغرب بطريقه مثيره للاشمئزاز وأي شيء سيء مستنكر يستنكره المسلمون على الغرب هو محط أنظارهم فتجدهم يدافعون دفاع المستميت عن الغرب ودعاوى الغرب الباطلة وكأنما يدعون إليه كتاب منزل من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والله المستعان ، وفي مقابل هذا الدفاع الظاهر عن الغرب أنظر إليهم عندما تُنقض بعض عرى الإسلام !! هل تجد هذا الدفاع المستميت في صفوف المسلمين !! بل تجدهم مع الأسف يهونون الأمور ويخذلون العامة ويستنقصون كل من وقف ضد الدعاوى الغربية بل إنهم ينهالون بالتهم على المسلمين ككل بأنهم شعوب متخلفة تربط الدين بالحياة وتقيد الحريات؛
فهم يريدون الحرية المطلقة بدون حدود ويرون أن المعتقدات الإسلامية بالنسبة لهم مخزيه ورجعيه ، مثل ارتداء الحجاب أو اللحية وتقصير الثياب والدعوة إلى الله والذهاب إلى المساجد وغيرها.
فهم بلا شك داء العصر وينبغي لنا بيان شرهم للعام والخاص وهنا إشارة مهمة لكل مسلم كما في حديث حذيفة رضي الله عنه في البخاري عن أبي إدريس الخولاني ( أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسالون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يد ركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ فقال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: نعم وفيه دخن قلت: وما دخنه ؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا.. ) الحديث .
فإذا كان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يخشى على نفسه الوقوع في الشر بمعرفة الشر من كافة طرقه وبمختلف أطواره خشية أن يدركه ويقع فيه ، فمن باب أولى أن نخشى نحن على أنفسنا الوقوع في الشر ؛
عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ لكنْ لتوقِّيه ** ومن لا يعرِفِ الشرَّ من خير يقَعْ فيهِ
فالمؤمن كَيِّس ، فـَطـِن " ليس كيس قطن " فالذي ينبغي علينا التنبه والتفطن لأمر هؤلاء المستأجرين من قبل الغرب الكافر ؛
ومع هذا للآسف !! تجد بعض الإمعات من الناس يُعجب بهم وينساق خلف كلامهم المعسول في ظاهره ،والسم الزعاف في باطنه قال تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام, وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)
وقال تعالى: ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ** و يروغ منك كما يروغ الثعلب
ولكن مع ضحالة ما عندهم لاينبغي !! أن يتصدى لهم و يقف أمامهم بقوه وثقه إلا من هو عالم بهم وبحالهم من أهل العلم بالحجة والدليل من الكتاب والسنة ؛
فالأمة الإسلامية تعيش أياماً صعبة من حيث تكالب الأعداء واستئساد الثعالب وحياكة المؤامرات في السر والخفاء للنيل من دينها وعزتها وكرامتها ؛
وأخيراً ..
قد يقول قائل : " كيف دخلت العلمانية بلاد المسلمين ؟ وما أسباب ذلك ؟
الجواب : لقد دخلت العلمانية بلاد المسلمين لأسباب عديدة يمكن إيجازها فيما يلي :
1- انحراف كثير من المسلمين عن دينهم ، وعدولهم عن سلوك الصراط المستقيم .
2- التحالف اليهودي الصليبي ، وما نجم عنه من استعمار ، واستشراق وتنصير، وغير ذلك .
3- الجهل بدين الإسلام عند كثير من المسلمين .
4- الانبهار بما عند الغرب من تقدم صناعي ، وتكنولوجي، مع غفلة عما يعانيه من خواء روحي وتخلف خلقي .
5- الهزيمة النفسية التي حلت بكثير من المسلمين .
6- اشتغال المسلمين بالدنيا وملذاتها ، وتخليهم عن رسالتهم الخالدة ،وهي قوامة البشرية وقيادتها إلى بر الأمان .
7- ربط واقع المسلمين المزري وتخلفهم بالإسلام ،واعتقاد أن أروبا لم تتطور إلا عندما نبذت الدين النصراني ، والحل هو نبذ الدين الإسلامي لكي ينهض المسلمون ..!
8-غياب مفهوم الولاء والبراء عند الكثير من المسلمين .
9- الابتعاث وما جرَّه من ويلات على المسلمين ؛ حيث يذهب المسلم إلى الخارج وهو خاوي الوفاض من دينه فيعود – بعد أن يمتلىء قلبه بما عند الكفار – حرباً على أمته ودينه .
10- التقصير في جانب الدعوة إلى الله ، وإبرازِ محاسن الدين الإسلامي .
11- توسيد الأمر لغير أهلة في كثير من بلدان المسلمين ؛ حيث تمكن كثير من عملاء الغرب من الوصول إلى سدة الحكم ، وتولي المناصب المهمة، ومنهم من هو سقيم العقل اقرب إلى الاختلال العقلي منه إلى الكمال ومنهم المريض نفسياً و منهم الأحمق الغبي ولكن هو الإعلام وما يفعل من بهرجة و تضليل .
12- التقليد الأعمى للغرب ، فبدلاً من الإفادة مما عنده من تقدم ، ورقي مادي – تجد بعض المسلمين يقلدونهم في مستهجن عاداتهم ، ومرذول طرائقهم في الحكم ، والسياسة، والأخلاق ,وما جرى ذلك .
13- وجود عدد من المسلمين باعوا دينهم و تبعوا شهواتهم فعاقبهم الله بالعبودية لغيره .
فهذه جملة أسباب بعضها داخل في بعض تضافرت وتكاتفت، وأدت إلى قيام العلمانية التي بسطت نفوذها، ومدت رواقها في كثير من بلدان المسلمين ".(3)
نسأل الله- تعالى- أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه، كما نسأله جل جلاله العلم النافع والعمل الصالح وأن يستعملنا الله في طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
-----------------------------------
1) " رسائل في الأديان والفرق والمذاهب " تأليف / محمد الحمد ص478 و" العلمانية " للشيخ د.سفر الحوالي.
2) " رسائل في الأديان والفرق والمذاهب " تأليف / محمد الحمد ص483 .
3) نفس المصدر السابق ص485-486 بتصرف بسيط