براءة
2010-10-15, 07:43 PM
لا تمثل دور الشهيد
للكاتب [ كريم الشاذلي ]
.
'' هناك من البشر أصناف تهوى تقمص دور البطل الشهيد
فهم ـ حسب زعمهم ـ يعطون في زمن كثر فيه الغدر ، ويغفرون في واقعٍ غلب عليه القسوة ، ويصدقون على الرغم من أن الكذب هو العملة الرائجة المطلوبة، ويظلون يرددون على الآذان قائمة البطولات التي قاموا بها
. ويشكون قلة التكريم وانعدام التقدير ..
وهؤلاء والله مساكين ، أعوزهم طريق البطولة ، فطافوا يتمسحون في ترابه البراق ..
إن الأبطال حقا قومٌ يفعلون الخير في صمت ، فلا تعلم أطراف الشمال ، ما أنفقت ، أطراف اليمين .. ويهبون في جنح الليل لينثروا من جميل فضلهم قبل أن تراهم عين أو يشعر بهم أحد ..
أما مرتدي ثوب الشهادة دون أن يدفعوا تكاليفها ، فأناس مرضى لكنهم لا يعلمون ..
أجلس إلى الواحد منهم فلا يحدثنى سوى عن قلبه الأبيض المرمر ، وذكائه الثاقب اللماح ، وينعي وجوده في زمن أغبر ، لا يعرف قيمة العظماء ، ولا يلتفت إلى العمالقة الأفذاذ ..
وتالله إن اللسان لا يجري بمديح النفس والإفراد في محاسنها ، إلا من عيب فيها ، وضمور في طموح صاحبها ، وتقزم يواجهه أمام نجاحات الآخرين وإنجازاتهم ..
ولأنه لا يستطيع الاعتراف بما فيه من عيوب وثلمات ، فإنه يجد أن الأيسر مؤنه هو تمثيل دور العبقري الذي جاء في الزمن الخطأ ..
لذا أحببت أن أحذرك يا صديقي من أن تسول لك نفسك تقمص دور الشهيد ، أو أن تهفو إلى سماع نغمة المديح وترديد كلمات الثناء والفضل
فنحن - ثبتنا الله - قد جبلنا على حب المديح وتزكية النفس ، وإظهار محاسنها ..
والأفضل والأليق بك أن تقتحم الحياة وتكون أحد أبطالها أو شهداءها الحقيقيين ، الذين يروون بعرقهم ودمعهم بل ودمهم إن تطلب الأمر شجرة عزتهم وكبريائهم ، دون ضجيج أو صراخ أو صخب ..
كن رجلاً ، لا يشغل بالك من صفق لك ممن سخر منك ، فبصرك النافذ يخترق حجب المستقبل ليستقر على هدفك وحلمك ..
سر إلى هدفك في قوة .. وصمت ،
تتعثر فتنهض دون شكوى أو تذمر ..
تنجح وتعلو دون صخب أو ضجيج .. فهكذا عرفنا الأبطال .. والعظماء .. وأصحاب الرسالات الحقة ''
للكاتب [ كريم الشاذلي ]
.
'' هناك من البشر أصناف تهوى تقمص دور البطل الشهيد
فهم ـ حسب زعمهم ـ يعطون في زمن كثر فيه الغدر ، ويغفرون في واقعٍ غلب عليه القسوة ، ويصدقون على الرغم من أن الكذب هو العملة الرائجة المطلوبة، ويظلون يرددون على الآذان قائمة البطولات التي قاموا بها
. ويشكون قلة التكريم وانعدام التقدير ..
وهؤلاء والله مساكين ، أعوزهم طريق البطولة ، فطافوا يتمسحون في ترابه البراق ..
إن الأبطال حقا قومٌ يفعلون الخير في صمت ، فلا تعلم أطراف الشمال ، ما أنفقت ، أطراف اليمين .. ويهبون في جنح الليل لينثروا من جميل فضلهم قبل أن تراهم عين أو يشعر بهم أحد ..
أما مرتدي ثوب الشهادة دون أن يدفعوا تكاليفها ، فأناس مرضى لكنهم لا يعلمون ..
أجلس إلى الواحد منهم فلا يحدثنى سوى عن قلبه الأبيض المرمر ، وذكائه الثاقب اللماح ، وينعي وجوده في زمن أغبر ، لا يعرف قيمة العظماء ، ولا يلتفت إلى العمالقة الأفذاذ ..
وتالله إن اللسان لا يجري بمديح النفس والإفراد في محاسنها ، إلا من عيب فيها ، وضمور في طموح صاحبها ، وتقزم يواجهه أمام نجاحات الآخرين وإنجازاتهم ..
ولأنه لا يستطيع الاعتراف بما فيه من عيوب وثلمات ، فإنه يجد أن الأيسر مؤنه هو تمثيل دور العبقري الذي جاء في الزمن الخطأ ..
لذا أحببت أن أحذرك يا صديقي من أن تسول لك نفسك تقمص دور الشهيد ، أو أن تهفو إلى سماع نغمة المديح وترديد كلمات الثناء والفضل
فنحن - ثبتنا الله - قد جبلنا على حب المديح وتزكية النفس ، وإظهار محاسنها ..
والأفضل والأليق بك أن تقتحم الحياة وتكون أحد أبطالها أو شهداءها الحقيقيين ، الذين يروون بعرقهم ودمعهم بل ودمهم إن تطلب الأمر شجرة عزتهم وكبريائهم ، دون ضجيج أو صراخ أو صخب ..
كن رجلاً ، لا يشغل بالك من صفق لك ممن سخر منك ، فبصرك النافذ يخترق حجب المستقبل ليستقر على هدفك وحلمك ..
سر إلى هدفك في قوة .. وصمت ،
تتعثر فتنهض دون شكوى أو تذمر ..
تنجح وتعلو دون صخب أو ضجيج .. فهكذا عرفنا الأبطال .. والعظماء .. وأصحاب الرسالات الحقة ''