ابوالسعودمحمود
2010-10-16, 07:09 AM
إسلام (http://www.albshara.com/articles.php?action=listarticle)
http://www.albshara.com/styles/dciwww/images/e.gifhttp://www.bsharalislam.com/styles/dciwww/images/se1.gif هكذا اسلمت (http://www.albshara.com/articles.php?action=listarticles&id=3)
http://www.albshara.com/styles/dciwww/images/e.gifhttp://www.bsharalislam.com/styles/dciwww/images/se1.gif وجد كتابا في القمامه فأسلم بسببه
http://www.albshara.com/articles/3.jpg
أسمي برباس راندي، أسلمت قبل ثلاثين عاماً، وأصبح أسمي محمد إقبال تيمناً بالشاعر الباكستاني، أبلغ من العمر 70 عاماً، لدي خمسة من الأبناء، ولد وأربع فتيات، يتعلمون جميعهم التعليم الإسلامي، وقد تخرج منهن اثنتان من الجامعة الإسلامية، ولدت في ولاية حيدر أباد (أندر برادش) بمنطقة راجول الهندية.
أغلب سكان هذه المنطقة من الهندوس، وهي قرية صغيرة وعدد المسلمين بها قليل جداً لا يتجاوز الـ (60) شخصاً.
الخدمة في الجيش الهندي
تخرجت من الثانوية العامة، وكنت ماهراً في الخط فعملت خطاطاً، ولما كانت نتائج الثانوية في ذلك الوقت تتأخر في الظهور التحقت بالجيش الهندي في عام 1946، حيث كان عمري وقتها (32) عاماً، فحضرت فترة الانفصال بين الهند وباكستان، وكذلك بين الهند وبنجلادش.
وفي هذه الفترة من الخدمة العسكرية لم أكن أميز بين المسلم والهندوسي والمسيحي، وكان القائد هندوسي، وكنت كجندي في الجيش أطيع الأوامر، فتصرفاتنا لم تكن تنطلق من منطلق عقائدي، وهكذا كان أغلب الهندوس في تلك الفترة.
وفي أحد المعارك مع الجيش الباكستاني قتلت (36) شخصاً وكانت هذه المعركة من المعارك الضارية التي وقعت بين الجيشين، وانتهت بمقتل (210) من الجانبين، وتساءلت: لماذا كل هذا الدمار والموت؟، أمن أجل الأرض؟، إن كل الدنيا مكان واحد.. لكل البشر.. لماذا هذا التصارع والتطاحن من أجل حفنة تراب؟، وفكرت كثيراً في هذا الأمر: لقد وهب الله الحياة للناس ونحن نتقاتل من أجل أن ننزعها من الآخرين.
الإصابة
أصبت في الحرب بقذيفة أثرت على ساقي وتركت أثراً فيه، ورقدت في المستشفى لمدة شهرين ثم رجعت إلى قريتي، وبعد ثلاثة أشهر قدمت استقالتي من الجيش الهندي، وهنا سألني القائد: لماذا تريد ترك خدمة الوطن، أعطني سبباً لذلك؟، لم أستطع أن أقول ما عانيته نفسياً خلال فترة خدمتي في الجيش وإنما قلت له: أن أبواي قد كبرا وأنا العائل الوحيد لهما، ولا يوجد من يخدمهما وهم بحاجة لي.. ووافق وهكذا تركت الخدمة في الجيش الهندي.
الرحلة إلى بومباي
بعد أن خرجت من العمل في الجيش الهندي، أصبحت أبحث عن عمل آخر، وانتقلت من عمل إلى آخر، ومن ولاية إلى أخرى، فأنا العائل لأسرتي وهم بحاجة إلى المال، امتهنت بعض الأعمال ولكنها كانت غير ثابتة أو مستديمة، بل تكاد تكفيني فقط، في حين أنني بحاجة إلى مساعدة أسرتي.
وبعد محاولات استقر بي المقام في العاصمة الهندية بومباي، وهناك عملت مع أحد أصدقائي القدامى الذين عرفتهم عن طريق الخدمة في الجيش لفترة.
وفي أحد الأيام قال لي: لماذا لا تذهب إلى الكويت؟، فقلت له: إنني لا أعلم شيئاً عن الكويت ولا الخليج العربي؟، فقال لي: إنها بلدٌ طيبٌ ولو ذهبت إلى هناك ستكون أمورك كلها بخير، وستفتح لك أبواب الرزق، وتحل أمورك المادية.
ولما لم يكن عندي جواز سفر، ذهبت لاستخراج الجواز من إدارة الجوازات إلا إنهم رفضوا أن يستخرجوا لي جواز سفر حيث أنني كنت حديث الخروج من الجيش الهندي، ولم أيأس بل قمت بعدة محاولات إلى أن تمت الموافقة على استخراج جواز السفر، وبدأت أعد العدة للسفر إلى الكويت.
السفر إلى الكويت
استغرقت الفترة الماضية سنتين، وأصبح عمري حينها 37 عاماً، بعدما انتهيت من تجهيز كل الأوراق الخاصة بسفري إلى الكويت، حجزت تذكرة السفر وتوجهت إلى المطار لأصعد إلى الطائرة المتجهة إلى الكويت..
توقفت الطائرة في محطتها النهائية بمطار الكويت وكان الجو خارج الطائرة يتسم بالبرودة الشديدة واستغربت لهذا الأمر فلم أعهد مثل هذا الجو من قبل، ثم أخذتنا السيارة إلى مكان السكن، وكانت هذه أول ليلة لي في الكويت.
وفي اليوم التالي ذهبت إلى عملي كبائع في جمعية القادسية – السوق المركزي – وكنت أعود إلى المنزل مساءً، ولأنني جديد العهد بالبلد، لم أكن أعلم قوانينها، ففي أحد الأيام وبينما أنا أسير من مكان عملي إلى منزلي في وقت متأخر قابلتني سيارة الشرطة واستفسر الشرطي عن هويتي، ولماذا أمشي في هذا الوقت المتأخر؟، ومن هو كفيلي؟.
فقلت له: إن كفيلي هو المهندس عبدالعزيز الدعيج، فأخذوني وقاموا بتوصيلي إلى منزله، وسألوا أهل المنزل عني، فقالوا لهم: إنه يعمل لدينا، وقد كان لحسن معاملتهم تلك أثراً كبيراً في نفسي، وقد قال لي صديقي الذي ساعدني في السفر إن العرب يعاملون الناس معاملة حسنة بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم.
الأذان
مضت عليَّ ستة شهور منذ قدومي إلى الكويت لا جديد فيها سوى ما كان يثير انتباهي ويشدني بقوة إنه الأذان الذي كنت اسمعه خمس مرات في اليوم وهذا شيء لم أعتد على سماعه، كان الأذان يصدر من المسجد القريب من المنزل الذي أسكن به، وكنت أتساءل: لماذا يصدر هذا الأذان هكذا خمس مرات يومياً وفي مواعيد ثابتة بانتظام؟، وهو كذلك لا يقتصر على يوم واحد في الأسبوع أو الشهر بل يومياً؟، وسألت صديقاً لي عن هذا الأمر، فقال لي: إن هذا الأذان هو إعلان عن الصلاة للمسلمين، فقلت له: إن هذا الشيء طيب، ويشعرني بالقداسة بالرغم من عدم معرفتي به.
في هذه الفترة لم أكن أعرف شيئاً عن الإسلام ولم تكن هناك كتبٌ للتعريف بالإسلام باللغة التي أتكلمها وهي (لغة التلغو)، وكان يسكن بجواري شخص باكستاني الجنسية يعمل مهندساً في مؤسسة البترول الكويتية قرر مغادرة الكويت نهائياً والعودة إلى بلده، ويمتلك عدداً كبيراً من الكتب فألقاهم في حاوية البلدية، وبينما أنا في طريقي لإلقاء القمامة وجدت هذه الكتب، ومن ضمنها كتاب عن شخصية الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – وكان مكتوباً باللغة الإنجليزية.
أخذت هذه المجموعة من الكتب وضمنها هذا الكتاب الذي أخذت اقرأه يومياً وأقوم بتسجيل الملاحظات في دفتر خاص، وعندما انتهيت منه ترسخت في ذهني عظمة هذا الرسول، فقد كان الكتاب يتحدث عن شخصيته – صلى الله عليه وسلم – منذ الصغر وكيف عاش يتيماً الأبوين وتربى في كنف جده عبد المطلب.. إلى آخر القصة.. وكيف نزل الوحي وبداية التبليغ والدعوة إلى الإسلام.. ثم كيف أيده الله ونصره وأظهره على الأمم؟، وكيف شرف الله أمة العرب بقيادة هذا العالم؟..
محمد صلى الله عليه وسلم- اليتيم
وفي نهاية قراءتي للكتاب خلصت إلى نتيجة مفادها أن هذا الطفل الصغير اليتيم – صلى الله عليه وسلم – الذي صار بعد ذلك قائداً وإماماً ونبياً مرسلاً للعالم أجمع لابد أن الله – عز وجل – هو الذي منحه القوة والقدرة على قيادة هذا العالم، إن هذا النبي - صلى الله عليه وسلم – هو معجزة من الله - عز وجل -، فكل الدنيا تهتف بحياته وعدله.
انتقلت بعد ذلك إلى مرحلة ثانية من البحث.. فبدأت أبحث عن ترجمة للقرآن الكريم بلغتي ولكني لم أجدها وإنما وجدت نسخة باللغة الإنجليزية، فلم أجد أمامي سوى أن اشتري ترجمة من الإنجليزية للغة التلغو، ولذلك كنت أقرأ النص باللغة الإنجليزية ثم أعود للقاموس لأقرأ ترجمته بلغة التغلو وهكذا كما فعلت في الكتاب الذي يتحدث عن قصة حياة محمد– صلى الله عليه وسلم – فعلت مع الترجمة، بدأت أدون ملاحظاتي في كل ما أقرأه من أحوال تتعلق بالعقيدة والوحدانية والإلوهية والمعاملات وشخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم.
القرآن الكريم
بل إن القرآن الكريم أثار لدي الفضول أكثر خاصة فيما يتعلق بموضوع البعث، فقد كان لهذا الأمر عندي الكثير من الأهمية، فالبعث موجود أيضاً في الكتب الهندوسية ولكنه في الإسلام يختلف كلية.. أننا عندما نقرأ عنه في الإسلام نشعر أن هذا هو الأصل، فالحياة لا تنتهي بالممات بل إن الحياة الحقيقية تبدأ بعد الممات، ويحاسب الإنسان على ما قدمه في الدنيا، وجعل الله - عز وجل – الجنة والنار هي المستقر للأعمال.
داعية في لجنة التعريف بالإسلام
ظللت في فترة البحث هذه خمس سنوات إلى أن تقابلت مع شخص اسمه إسحاق يعمل داعية في لجنة التعريف بالإسلام ويتحدث باللغة التلغوية.. شعرت وقتها أنني أمام كنز آخر لابد من أن أنهل منه ما تبقى لي من معلومات عن الإسلام، وكان هذا الشخص دمث الخلق، على إطلاع واسع بالعلوم الشرعية، وما يثيره غير المسلمين حول الإسلام من شبهات، وجلست معه جلسات حوارية ناقشته خلالها عن كل ما يدور في خاطري من أسئلة واستفسارات ولم يكتف بذلك بل أمدني بكل ما أحتاجه من الكتب والتراجم المختلفة..
بعد هذه الفترة من البحث والتقصي لم يبق أمامي سوى إشهار إسلامي وهو ما تم في اللجنة.
داعية
في عام 1982 بدأت رحلة أخرى من الدعوة كان السبب فيها الداعية أحمد ديدات– رحمه الله- فقد جاء إلى الكويت في تلك السنة، وحضرت كل المحاضرات التي ألقاها.. وكنت أقوم بتسجيلها وأيضاً اشتريت كل كتبه وأشرطته التي تعد بحق مدرسة في التعريف بالإسلام لغير المسلمين والرد على الشبهات التي يثيرونها، وهو يتميز بأسلوبه الشيق والبسيط لدرجة أن الناس وبخاصة العرب كانت تقول عندما يرد على الشبهات: هل هذا الكلام موجود في القرآن؟، فقد كان يؤيد آرائه بآيات القرآن الكريم. وقمت بترجمة هذه المحاضرات والكتب واستفدت منها في أمر الدعوة إلى الله.
بعد أن اكتملت رؤيتي للإسلام وتشبعت بمبادئه وأفكاره اتخذت من الداعية أحمد ديدات – رحمه الله – نموذجاً وقدوة ومثالاً وقمت بالدور نفسه، ولذلك كنت أذهب إلى البيوت التي يسكنها الهنود، وأقوم بدعوتهم للإسلام وخاصة النصارى منهم لكثرة ما تعلمته من كتب أحمد ديدات بل كنت أناظرهم وأوضح لهم ما يقوله القرآن الكريم عن عيسى - عليه السلام - وكيف أنه بشر وليس إلهاً، وكان ما يساعدني على ذلك هو إتقاني للغات المختلفة، فقد كنت أتحدث الإنجليزية والهندية والتلغوية والعربية.
إسلام 23 شخص على يديه
واستمرت فترة الدعوة إلى أن أسلم على يدي (23) شخصاً من عائلتي، ووصل هذا الخبر إلى الهند، وهناك قاموا بضرب زوجتي وأولادي ومنعوهم من الخروج من المنزل، وأرسلت أمي لي رسالة قالت فيها: لابد أن أعود إلى موطني لأن حياتي وأسرتي في خطر، وعرفت أن هذا هو الابتلاء من الله عز وجل، وامتثلت قول الله - عز وجل - في الآية 2 من سورة العنكبوت الذي يقول فيها سبحانه وتعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) العنكبوت: 2، وقوله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) آل عمران: 186، ودعوت الله أن يأخذ بيدي لأخرج من هذا البلاء، وهداني ربي إلى فكرة الفرار بديني، فتركت بلدتي (راجول) ورحلت إلى بلدة أخرى تبعد عن الأولى بـ 700 كم، وتتميز بأن سكانها كلهم من المسلمين.
دعوة الأم
وبقيت أمي على الهندوسية، ولم تترك بلدتي القديمة، ولم أتركها بل كنت أبرها وأدعوها إلى الإسلام، وأذكر لها محاسنه، وكيف أن الله أعزنا بالإسلام، ولم أزل أدعوها إلى أن هداها الله للإسلام ودعوتها للالتحاق بنا في القرية التي سكنا بها، وحضرت وعاشت معنا الحياة الإسلامية من صيام وصلاة وزكاة.. وغير ذلك.. فسعدت بها كثيراً وقالت لي: إن الإسلام دين متكامل من كل النواحي، وأنه الدين الصحيح، وكان عمرها في ذلك الوقت (60) عاماً وفي شهر رمضان وكلنا في انتظار الإفطار، فطرت معنا وبعد فطورها توفاها الله.
يقول محمد إقبال عن
الدعوة: لابد من الدعوة إلى الله وألا نكتفي بقوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ..) آل عمران: 110، فهناك الكثير من غير المسلمين بمختلف الديانات والجنسيات بحاجة إلى الإسلام، فلمن نترك هؤلاء؟..، ولابد – أيضاً – من الإخلاص في الدعوة لكي نقوم بواجب التبليغ على الشكل الصحيح، وأن تكون الدعوة مبنية على الحكمة والموعظة الحسنة، والمسلم بأقل القليل يبلغ دعوة الإسلام، قال - صلى الله عليه وسلم -: (بلغوا عني ولو آية).
لجنة التعريف بالإسلام: شاركت في الدعوة الميدانية باللجنة منذ تأسيسها، وكنا نقوم بعمل المحاضرات بمقر اللجنة حيث ندعو غير المسلمين إلى حوارات مفتوحة، ونرد على أسئلتهم واستفساراتهم وشبهاتهم حول الإسلام، وللآن مازلت مشاركاً في هذا العمل بفرع خيطان.
الحج والعمرة: ذهبت إلى العمرة والحج مرة واحدة وبفضل الله هذا يكفيني، ونترك الفرصة للآخرين لقضاء هذا الفرض المحبب لقلب كل مسلم.
الإساءة: الإساءة إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – والقرآن الكريم خطأ المسلمين قبل أن يكون خطأ الآخرين لأننا قصرنا في واجب الدعوة إلى الله، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) النساء: 125.
http://www.albshara.com/styles/dciwww/images/e.gifhttp://www.bsharalislam.com/styles/dciwww/images/se1.gif هكذا اسلمت (http://www.albshara.com/articles.php?action=listarticles&id=3)
http://www.albshara.com/styles/dciwww/images/e.gifhttp://www.bsharalislam.com/styles/dciwww/images/se1.gif وجد كتابا في القمامه فأسلم بسببه
http://www.albshara.com/articles/3.jpg
أسمي برباس راندي، أسلمت قبل ثلاثين عاماً، وأصبح أسمي محمد إقبال تيمناً بالشاعر الباكستاني، أبلغ من العمر 70 عاماً، لدي خمسة من الأبناء، ولد وأربع فتيات، يتعلمون جميعهم التعليم الإسلامي، وقد تخرج منهن اثنتان من الجامعة الإسلامية، ولدت في ولاية حيدر أباد (أندر برادش) بمنطقة راجول الهندية.
أغلب سكان هذه المنطقة من الهندوس، وهي قرية صغيرة وعدد المسلمين بها قليل جداً لا يتجاوز الـ (60) شخصاً.
الخدمة في الجيش الهندي
تخرجت من الثانوية العامة، وكنت ماهراً في الخط فعملت خطاطاً، ولما كانت نتائج الثانوية في ذلك الوقت تتأخر في الظهور التحقت بالجيش الهندي في عام 1946، حيث كان عمري وقتها (32) عاماً، فحضرت فترة الانفصال بين الهند وباكستان، وكذلك بين الهند وبنجلادش.
وفي هذه الفترة من الخدمة العسكرية لم أكن أميز بين المسلم والهندوسي والمسيحي، وكان القائد هندوسي، وكنت كجندي في الجيش أطيع الأوامر، فتصرفاتنا لم تكن تنطلق من منطلق عقائدي، وهكذا كان أغلب الهندوس في تلك الفترة.
وفي أحد المعارك مع الجيش الباكستاني قتلت (36) شخصاً وكانت هذه المعركة من المعارك الضارية التي وقعت بين الجيشين، وانتهت بمقتل (210) من الجانبين، وتساءلت: لماذا كل هذا الدمار والموت؟، أمن أجل الأرض؟، إن كل الدنيا مكان واحد.. لكل البشر.. لماذا هذا التصارع والتطاحن من أجل حفنة تراب؟، وفكرت كثيراً في هذا الأمر: لقد وهب الله الحياة للناس ونحن نتقاتل من أجل أن ننزعها من الآخرين.
الإصابة
أصبت في الحرب بقذيفة أثرت على ساقي وتركت أثراً فيه، ورقدت في المستشفى لمدة شهرين ثم رجعت إلى قريتي، وبعد ثلاثة أشهر قدمت استقالتي من الجيش الهندي، وهنا سألني القائد: لماذا تريد ترك خدمة الوطن، أعطني سبباً لذلك؟، لم أستطع أن أقول ما عانيته نفسياً خلال فترة خدمتي في الجيش وإنما قلت له: أن أبواي قد كبرا وأنا العائل الوحيد لهما، ولا يوجد من يخدمهما وهم بحاجة لي.. ووافق وهكذا تركت الخدمة في الجيش الهندي.
الرحلة إلى بومباي
بعد أن خرجت من العمل في الجيش الهندي، أصبحت أبحث عن عمل آخر، وانتقلت من عمل إلى آخر، ومن ولاية إلى أخرى، فأنا العائل لأسرتي وهم بحاجة إلى المال، امتهنت بعض الأعمال ولكنها كانت غير ثابتة أو مستديمة، بل تكاد تكفيني فقط، في حين أنني بحاجة إلى مساعدة أسرتي.
وبعد محاولات استقر بي المقام في العاصمة الهندية بومباي، وهناك عملت مع أحد أصدقائي القدامى الذين عرفتهم عن طريق الخدمة في الجيش لفترة.
وفي أحد الأيام قال لي: لماذا لا تذهب إلى الكويت؟، فقلت له: إنني لا أعلم شيئاً عن الكويت ولا الخليج العربي؟، فقال لي: إنها بلدٌ طيبٌ ولو ذهبت إلى هناك ستكون أمورك كلها بخير، وستفتح لك أبواب الرزق، وتحل أمورك المادية.
ولما لم يكن عندي جواز سفر، ذهبت لاستخراج الجواز من إدارة الجوازات إلا إنهم رفضوا أن يستخرجوا لي جواز سفر حيث أنني كنت حديث الخروج من الجيش الهندي، ولم أيأس بل قمت بعدة محاولات إلى أن تمت الموافقة على استخراج جواز السفر، وبدأت أعد العدة للسفر إلى الكويت.
السفر إلى الكويت
استغرقت الفترة الماضية سنتين، وأصبح عمري حينها 37 عاماً، بعدما انتهيت من تجهيز كل الأوراق الخاصة بسفري إلى الكويت، حجزت تذكرة السفر وتوجهت إلى المطار لأصعد إلى الطائرة المتجهة إلى الكويت..
توقفت الطائرة في محطتها النهائية بمطار الكويت وكان الجو خارج الطائرة يتسم بالبرودة الشديدة واستغربت لهذا الأمر فلم أعهد مثل هذا الجو من قبل، ثم أخذتنا السيارة إلى مكان السكن، وكانت هذه أول ليلة لي في الكويت.
وفي اليوم التالي ذهبت إلى عملي كبائع في جمعية القادسية – السوق المركزي – وكنت أعود إلى المنزل مساءً، ولأنني جديد العهد بالبلد، لم أكن أعلم قوانينها، ففي أحد الأيام وبينما أنا أسير من مكان عملي إلى منزلي في وقت متأخر قابلتني سيارة الشرطة واستفسر الشرطي عن هويتي، ولماذا أمشي في هذا الوقت المتأخر؟، ومن هو كفيلي؟.
فقلت له: إن كفيلي هو المهندس عبدالعزيز الدعيج، فأخذوني وقاموا بتوصيلي إلى منزله، وسألوا أهل المنزل عني، فقالوا لهم: إنه يعمل لدينا، وقد كان لحسن معاملتهم تلك أثراً كبيراً في نفسي، وقد قال لي صديقي الذي ساعدني في السفر إن العرب يعاملون الناس معاملة حسنة بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم.
الأذان
مضت عليَّ ستة شهور منذ قدومي إلى الكويت لا جديد فيها سوى ما كان يثير انتباهي ويشدني بقوة إنه الأذان الذي كنت اسمعه خمس مرات في اليوم وهذا شيء لم أعتد على سماعه، كان الأذان يصدر من المسجد القريب من المنزل الذي أسكن به، وكنت أتساءل: لماذا يصدر هذا الأذان هكذا خمس مرات يومياً وفي مواعيد ثابتة بانتظام؟، وهو كذلك لا يقتصر على يوم واحد في الأسبوع أو الشهر بل يومياً؟، وسألت صديقاً لي عن هذا الأمر، فقال لي: إن هذا الأذان هو إعلان عن الصلاة للمسلمين، فقلت له: إن هذا الشيء طيب، ويشعرني بالقداسة بالرغم من عدم معرفتي به.
في هذه الفترة لم أكن أعرف شيئاً عن الإسلام ولم تكن هناك كتبٌ للتعريف بالإسلام باللغة التي أتكلمها وهي (لغة التلغو)، وكان يسكن بجواري شخص باكستاني الجنسية يعمل مهندساً في مؤسسة البترول الكويتية قرر مغادرة الكويت نهائياً والعودة إلى بلده، ويمتلك عدداً كبيراً من الكتب فألقاهم في حاوية البلدية، وبينما أنا في طريقي لإلقاء القمامة وجدت هذه الكتب، ومن ضمنها كتاب عن شخصية الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – وكان مكتوباً باللغة الإنجليزية.
أخذت هذه المجموعة من الكتب وضمنها هذا الكتاب الذي أخذت اقرأه يومياً وأقوم بتسجيل الملاحظات في دفتر خاص، وعندما انتهيت منه ترسخت في ذهني عظمة هذا الرسول، فقد كان الكتاب يتحدث عن شخصيته – صلى الله عليه وسلم – منذ الصغر وكيف عاش يتيماً الأبوين وتربى في كنف جده عبد المطلب.. إلى آخر القصة.. وكيف نزل الوحي وبداية التبليغ والدعوة إلى الإسلام.. ثم كيف أيده الله ونصره وأظهره على الأمم؟، وكيف شرف الله أمة العرب بقيادة هذا العالم؟..
محمد صلى الله عليه وسلم- اليتيم
وفي نهاية قراءتي للكتاب خلصت إلى نتيجة مفادها أن هذا الطفل الصغير اليتيم – صلى الله عليه وسلم – الذي صار بعد ذلك قائداً وإماماً ونبياً مرسلاً للعالم أجمع لابد أن الله – عز وجل – هو الذي منحه القوة والقدرة على قيادة هذا العالم، إن هذا النبي - صلى الله عليه وسلم – هو معجزة من الله - عز وجل -، فكل الدنيا تهتف بحياته وعدله.
انتقلت بعد ذلك إلى مرحلة ثانية من البحث.. فبدأت أبحث عن ترجمة للقرآن الكريم بلغتي ولكني لم أجدها وإنما وجدت نسخة باللغة الإنجليزية، فلم أجد أمامي سوى أن اشتري ترجمة من الإنجليزية للغة التلغو، ولذلك كنت أقرأ النص باللغة الإنجليزية ثم أعود للقاموس لأقرأ ترجمته بلغة التغلو وهكذا كما فعلت في الكتاب الذي يتحدث عن قصة حياة محمد– صلى الله عليه وسلم – فعلت مع الترجمة، بدأت أدون ملاحظاتي في كل ما أقرأه من أحوال تتعلق بالعقيدة والوحدانية والإلوهية والمعاملات وشخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم.
القرآن الكريم
بل إن القرآن الكريم أثار لدي الفضول أكثر خاصة فيما يتعلق بموضوع البعث، فقد كان لهذا الأمر عندي الكثير من الأهمية، فالبعث موجود أيضاً في الكتب الهندوسية ولكنه في الإسلام يختلف كلية.. أننا عندما نقرأ عنه في الإسلام نشعر أن هذا هو الأصل، فالحياة لا تنتهي بالممات بل إن الحياة الحقيقية تبدأ بعد الممات، ويحاسب الإنسان على ما قدمه في الدنيا، وجعل الله - عز وجل – الجنة والنار هي المستقر للأعمال.
داعية في لجنة التعريف بالإسلام
ظللت في فترة البحث هذه خمس سنوات إلى أن تقابلت مع شخص اسمه إسحاق يعمل داعية في لجنة التعريف بالإسلام ويتحدث باللغة التلغوية.. شعرت وقتها أنني أمام كنز آخر لابد من أن أنهل منه ما تبقى لي من معلومات عن الإسلام، وكان هذا الشخص دمث الخلق، على إطلاع واسع بالعلوم الشرعية، وما يثيره غير المسلمين حول الإسلام من شبهات، وجلست معه جلسات حوارية ناقشته خلالها عن كل ما يدور في خاطري من أسئلة واستفسارات ولم يكتف بذلك بل أمدني بكل ما أحتاجه من الكتب والتراجم المختلفة..
بعد هذه الفترة من البحث والتقصي لم يبق أمامي سوى إشهار إسلامي وهو ما تم في اللجنة.
داعية
في عام 1982 بدأت رحلة أخرى من الدعوة كان السبب فيها الداعية أحمد ديدات– رحمه الله- فقد جاء إلى الكويت في تلك السنة، وحضرت كل المحاضرات التي ألقاها.. وكنت أقوم بتسجيلها وأيضاً اشتريت كل كتبه وأشرطته التي تعد بحق مدرسة في التعريف بالإسلام لغير المسلمين والرد على الشبهات التي يثيرونها، وهو يتميز بأسلوبه الشيق والبسيط لدرجة أن الناس وبخاصة العرب كانت تقول عندما يرد على الشبهات: هل هذا الكلام موجود في القرآن؟، فقد كان يؤيد آرائه بآيات القرآن الكريم. وقمت بترجمة هذه المحاضرات والكتب واستفدت منها في أمر الدعوة إلى الله.
بعد أن اكتملت رؤيتي للإسلام وتشبعت بمبادئه وأفكاره اتخذت من الداعية أحمد ديدات – رحمه الله – نموذجاً وقدوة ومثالاً وقمت بالدور نفسه، ولذلك كنت أذهب إلى البيوت التي يسكنها الهنود، وأقوم بدعوتهم للإسلام وخاصة النصارى منهم لكثرة ما تعلمته من كتب أحمد ديدات بل كنت أناظرهم وأوضح لهم ما يقوله القرآن الكريم عن عيسى - عليه السلام - وكيف أنه بشر وليس إلهاً، وكان ما يساعدني على ذلك هو إتقاني للغات المختلفة، فقد كنت أتحدث الإنجليزية والهندية والتلغوية والعربية.
إسلام 23 شخص على يديه
واستمرت فترة الدعوة إلى أن أسلم على يدي (23) شخصاً من عائلتي، ووصل هذا الخبر إلى الهند، وهناك قاموا بضرب زوجتي وأولادي ومنعوهم من الخروج من المنزل، وأرسلت أمي لي رسالة قالت فيها: لابد أن أعود إلى موطني لأن حياتي وأسرتي في خطر، وعرفت أن هذا هو الابتلاء من الله عز وجل، وامتثلت قول الله - عز وجل - في الآية 2 من سورة العنكبوت الذي يقول فيها سبحانه وتعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) العنكبوت: 2، وقوله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) آل عمران: 186، ودعوت الله أن يأخذ بيدي لأخرج من هذا البلاء، وهداني ربي إلى فكرة الفرار بديني، فتركت بلدتي (راجول) ورحلت إلى بلدة أخرى تبعد عن الأولى بـ 700 كم، وتتميز بأن سكانها كلهم من المسلمين.
دعوة الأم
وبقيت أمي على الهندوسية، ولم تترك بلدتي القديمة، ولم أتركها بل كنت أبرها وأدعوها إلى الإسلام، وأذكر لها محاسنه، وكيف أن الله أعزنا بالإسلام، ولم أزل أدعوها إلى أن هداها الله للإسلام ودعوتها للالتحاق بنا في القرية التي سكنا بها، وحضرت وعاشت معنا الحياة الإسلامية من صيام وصلاة وزكاة.. وغير ذلك.. فسعدت بها كثيراً وقالت لي: إن الإسلام دين متكامل من كل النواحي، وأنه الدين الصحيح، وكان عمرها في ذلك الوقت (60) عاماً وفي شهر رمضان وكلنا في انتظار الإفطار، فطرت معنا وبعد فطورها توفاها الله.
يقول محمد إقبال عن
الدعوة: لابد من الدعوة إلى الله وألا نكتفي بقوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ..) آل عمران: 110، فهناك الكثير من غير المسلمين بمختلف الديانات والجنسيات بحاجة إلى الإسلام، فلمن نترك هؤلاء؟..، ولابد – أيضاً – من الإخلاص في الدعوة لكي نقوم بواجب التبليغ على الشكل الصحيح، وأن تكون الدعوة مبنية على الحكمة والموعظة الحسنة، والمسلم بأقل القليل يبلغ دعوة الإسلام، قال - صلى الله عليه وسلم -: (بلغوا عني ولو آية).
لجنة التعريف بالإسلام: شاركت في الدعوة الميدانية باللجنة منذ تأسيسها، وكنا نقوم بعمل المحاضرات بمقر اللجنة حيث ندعو غير المسلمين إلى حوارات مفتوحة، ونرد على أسئلتهم واستفساراتهم وشبهاتهم حول الإسلام، وللآن مازلت مشاركاً في هذا العمل بفرع خيطان.
الحج والعمرة: ذهبت إلى العمرة والحج مرة واحدة وبفضل الله هذا يكفيني، ونترك الفرصة للآخرين لقضاء هذا الفرض المحبب لقلب كل مسلم.
الإساءة: الإساءة إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – والقرآن الكريم خطأ المسلمين قبل أن يكون خطأ الآخرين لأننا قصرنا في واجب الدعوة إلى الله، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) النساء: 125.