ساجدة لله
2010-10-21, 10:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل أنت أعمى ؟
ليس الأعمى من فقَد بصره ..ففقْد البصر أهون من فقد القلب
وعمى العين أقل ضرراً على صاحبه من عمى البصيرة والفؤاد
فمن هم العميان حقاً كما وصفهم القرآن الكريم ؟نعوذ بالله أن نكون منهم
1
قال تعالى : { أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } [الرعد/19]
إذاً فمن يعلم أن كلام ربنا هو الحق يخرج من وصف العميان وفي المقابل من أنكره فهو أعمى بنص الآيات معدوم البصيرة يكفر ويجحد بكلام الله تعالى وينكره فيخرج بذلك من جماعة المبصرين العاقلين أولوا الألباب .
2
قال تعالى :{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [الأعراف/179]
إذاً المجموعة الثانية التي تمثل العميان في القرآن الكريم هم من يمتلكون هذه الحواس والنعم التي أنعم الله بها عليهم لكنهم لا يستخدمونها للإدراك أو التعقل أو الفهم والتدبر
بل قلوبهم معدومة التفقه لا يمسها الإيمان وتعيش للنذوات والشهوات
وآذانهم بها سدد ران عليها الحديد فسد مسامعهم عن الحق وتركوا فقط باباً مفتوحاً لسماع الحرام والتمتع به ، وأعينهم عليها غطاء سميك يعدم عنهم رؤية الحق وتركوا لأعينهم العنان كي تنظر لكل حرام ولعورات الناس وللتجسس ولكل قبيح ، فهؤلاء هم العميان حقاً .
3
قال تعالى : { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) } [طه/123-126]
ثالث مظهر من مظاهر العمى ما ينتج عن الإعراض عن ذكر الله تعالى ونسيان آياته عز وجل وعدم طاعته وعدم التدبر والتفكر في آياته التي خلقها وسخرها من أجلنا
ولتجنب هذا النوع علينا فقط اتباع هدى الله حتى لا نضل ولا نشقى
4
قال تعالى :{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15) } سورة الحجر
من أحد اسباب العمى الاستهزاء بالرسل وبتعاليمهم وبأقوالهم وأفعالهم
صرح ربنا تبارك وتعالى أن من يفعل هذا فهو أعمى فهو يستهزئ بأنبياء الله لا يطيعهم لا يؤمن بهم ولا يصدقهم ، حتى وإن فُتِحَ لهم باباً في السماء عرجوا فيها ورأوا الملائكة بأعينهم لقالوا نحن عميان لا نبصر شئ فينكرون حتى ما يرونه أمامهم من عجائب وآيات حتى يقولوا نحن مسحورون وهذا الذي نراه غير حقيقي ليظلوا على عنادهم وكفرهم
5
قال تعالى :{ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71)} سورة المائدة
تكذيب الرسل وقتل الأنبياء لعبة بني إسرائيل وسمتهم الأساسية المشهورون بها منذ ظهورهم
يكرهون كل ما أمر به الله يحرفون تعاليم الرسل ويحاربونهم ويقتلونهم ويشقونهم بالمناشير
هؤلاء عموا وصموا عن الحق ولهم خزي في الدنيا والآخرة وسوف يجازيهم الله بما عملوا فهو بصير وعليم بما يصنعون
6
قال تعالى :{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) } سورة محمد
الإفساد في الأرض ونشر الخبائث والمساعدة عليها وتشجيع الباطل ومؤاذرته والصدود عن الحق والتعتيم والتضليل وتقطيع الأرحام ومقاطعة الأهل والأقارب والإساءة إليهم كل هذه مظاهر من مظاهر العمى الحقيقي
فقد أعمالهم الله تعالى وأصمهم عن الحق حتى أنهم أصبحوا يرون الحق أمامهم وينكرونه ويخالفونه
يرون أوامر الله وآياته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فلا تجد منهم إلا كل مخالفة وفساد
7
قال تعالى :{ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)} فصلت
الاستكبار وتفضيل العمى على الهدى فضرب الله تعالى لنا مقل قوم عاد حيث استكبروا في الأرض وتجبروا وأعجبوا بقوتهم وتباهوا وتفاخروا ونسوا أن الله تعالى خلق ما هو أشد منهم فلينظروا خلق السماوات والأرض البحار والمحيطات والجبال والكواكب ماذا يكونون هم في هذه المخلوقات من ملك الله ؟
فأذاقهم الله تعالى عذا الدنيا قبل عذاب الآخرة الذي هو أخزى وأعظم
وبالمثل قوم ثمود بعد أن هداهم الله للحق فضلوا العمى على الهدى فعذبهم الله بما كسبت أيديهم ونجى من آمن منهم
8
قال تعالى :{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (44)} فصلت
عدم الإيمان بالقرآن هو من أحد اسباب العمى فها هم الكفرة من العرب قديماً أنزل الله تعالى القرآن عليهم عربياً مبينا ولو أنزله عليهم أعجميا لاعترضوا عليه ولو أنزله عربيا وعجميا لتعجبوا وقالوا أأعجمي وعربي ؟ حتى أنهم عندما لم يجدوا بداً من تكذيبه عندما رأوه فصيحاً واضحاً جليا قالوا " : لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا القُرْآنِ والغَوا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ "
لذلك فهذا القرآن هو هدى ونور وشفاء للصدور لمن آمنوا به أما من أعرضوا عنه فهم عميان في آذانهم وقرا
في النهاية أسأل الله أن لا نكون منهم
وأن نكون ممن قال الله تعالى عنهم : قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [المائدة : 119]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل أنت أعمى ؟
ليس الأعمى من فقَد بصره ..ففقْد البصر أهون من فقد القلب
وعمى العين أقل ضرراً على صاحبه من عمى البصيرة والفؤاد
فمن هم العميان حقاً كما وصفهم القرآن الكريم ؟نعوذ بالله أن نكون منهم
1
قال تعالى : { أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } [الرعد/19]
إذاً فمن يعلم أن كلام ربنا هو الحق يخرج من وصف العميان وفي المقابل من أنكره فهو أعمى بنص الآيات معدوم البصيرة يكفر ويجحد بكلام الله تعالى وينكره فيخرج بذلك من جماعة المبصرين العاقلين أولوا الألباب .
2
قال تعالى :{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [الأعراف/179]
إذاً المجموعة الثانية التي تمثل العميان في القرآن الكريم هم من يمتلكون هذه الحواس والنعم التي أنعم الله بها عليهم لكنهم لا يستخدمونها للإدراك أو التعقل أو الفهم والتدبر
بل قلوبهم معدومة التفقه لا يمسها الإيمان وتعيش للنذوات والشهوات
وآذانهم بها سدد ران عليها الحديد فسد مسامعهم عن الحق وتركوا فقط باباً مفتوحاً لسماع الحرام والتمتع به ، وأعينهم عليها غطاء سميك يعدم عنهم رؤية الحق وتركوا لأعينهم العنان كي تنظر لكل حرام ولعورات الناس وللتجسس ولكل قبيح ، فهؤلاء هم العميان حقاً .
3
قال تعالى : { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) } [طه/123-126]
ثالث مظهر من مظاهر العمى ما ينتج عن الإعراض عن ذكر الله تعالى ونسيان آياته عز وجل وعدم طاعته وعدم التدبر والتفكر في آياته التي خلقها وسخرها من أجلنا
ولتجنب هذا النوع علينا فقط اتباع هدى الله حتى لا نضل ولا نشقى
4
قال تعالى :{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15) } سورة الحجر
من أحد اسباب العمى الاستهزاء بالرسل وبتعاليمهم وبأقوالهم وأفعالهم
صرح ربنا تبارك وتعالى أن من يفعل هذا فهو أعمى فهو يستهزئ بأنبياء الله لا يطيعهم لا يؤمن بهم ولا يصدقهم ، حتى وإن فُتِحَ لهم باباً في السماء عرجوا فيها ورأوا الملائكة بأعينهم لقالوا نحن عميان لا نبصر شئ فينكرون حتى ما يرونه أمامهم من عجائب وآيات حتى يقولوا نحن مسحورون وهذا الذي نراه غير حقيقي ليظلوا على عنادهم وكفرهم
5
قال تعالى :{ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71)} سورة المائدة
تكذيب الرسل وقتل الأنبياء لعبة بني إسرائيل وسمتهم الأساسية المشهورون بها منذ ظهورهم
يكرهون كل ما أمر به الله يحرفون تعاليم الرسل ويحاربونهم ويقتلونهم ويشقونهم بالمناشير
هؤلاء عموا وصموا عن الحق ولهم خزي في الدنيا والآخرة وسوف يجازيهم الله بما عملوا فهو بصير وعليم بما يصنعون
6
قال تعالى :{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) } سورة محمد
الإفساد في الأرض ونشر الخبائث والمساعدة عليها وتشجيع الباطل ومؤاذرته والصدود عن الحق والتعتيم والتضليل وتقطيع الأرحام ومقاطعة الأهل والأقارب والإساءة إليهم كل هذه مظاهر من مظاهر العمى الحقيقي
فقد أعمالهم الله تعالى وأصمهم عن الحق حتى أنهم أصبحوا يرون الحق أمامهم وينكرونه ويخالفونه
يرون أوامر الله وآياته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فلا تجد منهم إلا كل مخالفة وفساد
7
قال تعالى :{ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)} فصلت
الاستكبار وتفضيل العمى على الهدى فضرب الله تعالى لنا مقل قوم عاد حيث استكبروا في الأرض وتجبروا وأعجبوا بقوتهم وتباهوا وتفاخروا ونسوا أن الله تعالى خلق ما هو أشد منهم فلينظروا خلق السماوات والأرض البحار والمحيطات والجبال والكواكب ماذا يكونون هم في هذه المخلوقات من ملك الله ؟
فأذاقهم الله تعالى عذا الدنيا قبل عذاب الآخرة الذي هو أخزى وأعظم
وبالمثل قوم ثمود بعد أن هداهم الله للحق فضلوا العمى على الهدى فعذبهم الله بما كسبت أيديهم ونجى من آمن منهم
8
قال تعالى :{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (44)} فصلت
عدم الإيمان بالقرآن هو من أحد اسباب العمى فها هم الكفرة من العرب قديماً أنزل الله تعالى القرآن عليهم عربياً مبينا ولو أنزله عليهم أعجميا لاعترضوا عليه ولو أنزله عربيا وعجميا لتعجبوا وقالوا أأعجمي وعربي ؟ حتى أنهم عندما لم يجدوا بداً من تكذيبه عندما رأوه فصيحاً واضحاً جليا قالوا " : لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا القُرْآنِ والغَوا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ "
لذلك فهذا القرآن هو هدى ونور وشفاء للصدور لمن آمنوا به أما من أعرضوا عنه فهم عميان في آذانهم وقرا
في النهاية أسأل الله أن لا نكون منهم
وأن نكون ممن قال الله تعالى عنهم : قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [المائدة : 119]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته