البراء بن مالك 11
2010-10-25, 12:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن كثير في البداية والنهاية :
روى البخاري حدثنا عمرو بن حفص ، حدثنا ابي حدثني الأعمش ، حدثني شقيق قال : قال عبد الله - هو ابن مسعود - : كأني أنظر إلى رسول الله يحكي نبيًا من الأنبياء وضربه قومه فأدموه ، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " . رواه مسلم من حديث الأعمش .
(( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )) !!!
هذا قاله المسيح على الصليب ( لوقا 35 : 23 ) : فقال يسوع يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ...
يمسح الدم عن وجهه "
فهي لا تشير إلى المسيح علية السلام بحد زعم النصارى لا من قريب و لا من بعيد
اخواني الاعزاء .... في ما يلي نص شرح الحديث كما ورد في كتاب " فتح الباري " - نسخة اليكترونية - بدون تصرف:
2725- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِى شَقِيقٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِى نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
الشرح: حديث عبد الله وهو ابن مسعود، وشقيق هو أبو وائل. قوله: (كأنى أنظر إلى النبى صلى الله عليه وسلم يحكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه) لم أقف على اسم هذا النبى صريحا، ويحتمل أن يكون هو نوح عليه السلام، فقد ذكر ابن إسحاق فى"المبتدأ"وأخرجه ابن أبى حاتم فى تفسير الشعراء من طريق إسحاق قال"حدثنى من لا أتهم عن عبيد بن عمير الليثى أنه بلغه أن قوم نوح كانوا يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون". قلت: وإن صح ذلك فكأن ذلك كان فى ابتداء الأمر، ثم لما يئس منهم قال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وقد ذكر مسلم بعد تخريج هذا الحديث حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال فى قصة أحد"كيف يفلح قوم دموا وجه نبيهم"فأنزل الله (ليس لك من الأمر شيء) ومن ثم قال القرطبى: إن النبى صلى الله عليه وسلم هو الحاكى والمحكى ما سيأتى. وأما النووى فقال: هذا النبى الذى جرى له ما حكاه النبى صلى الله عليه وسلم من المتقدمين، وقد جرى لنبينا نحو ذلك يوم أحد. قوله: (وهو يمسح الدم عن وجهه) يحتمل أن ذلك لما وقع للنبى صلى الله عليه وسلم ذكر لأصحابه أنه وقع لشيء آخر قبله، وذلك فيما وقع له يوم أحد لما شج وجهه وجرى الدم منه. فاستحضر فى تلك الحالة قصة ذلك النبى الذى كان قبله فذكر قصته لأصحابه تطييبا لقلوبهم. وأغرب القرطبى فقال: إن النبى صلى الله عليه وسلم هو الحاكى وهو المحكى عنه، قال وكأنه أوحى إليه بذلك قبل وقوع القصة، ولم يسم ذلك النبى، فلما وقع له ذلك تعين أنه هو المعنى بذلك. قلت: ويعكر عليه أن الترجمة لبنى إسرائيل فيتعين الحمل على بعض أنبيائهم، وفى" صحيح ابن حبان"من حديث سهل بن سعد" أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون"قال ابن حبان: معنى هذا الدعاء الذى قال يوم أحد لما شج وجهه أى اغفر لهم ذنبهم فى شج وجهى، لا أنه أراد الدعاء لهم بالمغفرة مطلقا، إذ لو كان كذلك لأجيب ولو أجيب لأسلموا كلهم، كذا قال، وكأنه بناه على أنه لا يجوز أن يتخلف بعض دعائه على بعض أو عن بعض، وفيه نظر لثبوت"أعطانى اثنتين ومنعنى واحدة"وسيأتى فى تفسير سورة الأنعام، ثم وجدت فى"مسند أحمد " من طريق عاصم عن أبى وائل ما يمنع تأويل القرطبى، ويعين الغزوة التى قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ولفظه"قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين بالجعرانة قال فازدحموا عليه فقال: إن عبدا من عباد الله بعثه الله إلى قومه فكذبوه وشجوه، فجعل يمسح الدم عن جبينه ويقول: رب اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون، قال عبد الله فكأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح جبهته يحكى الرجل،. قلت: ولا يلزم من هذا الذى قاله عبد الله أن يكون النبى صلى الله عليه وسلم مسح أيضا، بل الظاهر أنه حكى صفة مسح جبهته خاصة كما مسحها ذلك النبى.
قال ابن كثير في البداية والنهاية :
روى البخاري حدثنا عمرو بن حفص ، حدثنا ابي حدثني الأعمش ، حدثني شقيق قال : قال عبد الله - هو ابن مسعود - : كأني أنظر إلى رسول الله يحكي نبيًا من الأنبياء وضربه قومه فأدموه ، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " . رواه مسلم من حديث الأعمش .
(( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )) !!!
هذا قاله المسيح على الصليب ( لوقا 35 : 23 ) : فقال يسوع يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ...
يمسح الدم عن وجهه "
فهي لا تشير إلى المسيح علية السلام بحد زعم النصارى لا من قريب و لا من بعيد
اخواني الاعزاء .... في ما يلي نص شرح الحديث كما ورد في كتاب " فتح الباري " - نسخة اليكترونية - بدون تصرف:
2725- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِى شَقِيقٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِى نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
الشرح: حديث عبد الله وهو ابن مسعود، وشقيق هو أبو وائل. قوله: (كأنى أنظر إلى النبى صلى الله عليه وسلم يحكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه) لم أقف على اسم هذا النبى صريحا، ويحتمل أن يكون هو نوح عليه السلام، فقد ذكر ابن إسحاق فى"المبتدأ"وأخرجه ابن أبى حاتم فى تفسير الشعراء من طريق إسحاق قال"حدثنى من لا أتهم عن عبيد بن عمير الليثى أنه بلغه أن قوم نوح كانوا يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون". قلت: وإن صح ذلك فكأن ذلك كان فى ابتداء الأمر، ثم لما يئس منهم قال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وقد ذكر مسلم بعد تخريج هذا الحديث حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال فى قصة أحد"كيف يفلح قوم دموا وجه نبيهم"فأنزل الله (ليس لك من الأمر شيء) ومن ثم قال القرطبى: إن النبى صلى الله عليه وسلم هو الحاكى والمحكى ما سيأتى. وأما النووى فقال: هذا النبى الذى جرى له ما حكاه النبى صلى الله عليه وسلم من المتقدمين، وقد جرى لنبينا نحو ذلك يوم أحد. قوله: (وهو يمسح الدم عن وجهه) يحتمل أن ذلك لما وقع للنبى صلى الله عليه وسلم ذكر لأصحابه أنه وقع لشيء آخر قبله، وذلك فيما وقع له يوم أحد لما شج وجهه وجرى الدم منه. فاستحضر فى تلك الحالة قصة ذلك النبى الذى كان قبله فذكر قصته لأصحابه تطييبا لقلوبهم. وأغرب القرطبى فقال: إن النبى صلى الله عليه وسلم هو الحاكى وهو المحكى عنه، قال وكأنه أوحى إليه بذلك قبل وقوع القصة، ولم يسم ذلك النبى، فلما وقع له ذلك تعين أنه هو المعنى بذلك. قلت: ويعكر عليه أن الترجمة لبنى إسرائيل فيتعين الحمل على بعض أنبيائهم، وفى" صحيح ابن حبان"من حديث سهل بن سعد" أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون"قال ابن حبان: معنى هذا الدعاء الذى قال يوم أحد لما شج وجهه أى اغفر لهم ذنبهم فى شج وجهى، لا أنه أراد الدعاء لهم بالمغفرة مطلقا، إذ لو كان كذلك لأجيب ولو أجيب لأسلموا كلهم، كذا قال، وكأنه بناه على أنه لا يجوز أن يتخلف بعض دعائه على بعض أو عن بعض، وفيه نظر لثبوت"أعطانى اثنتين ومنعنى واحدة"وسيأتى فى تفسير سورة الأنعام، ثم وجدت فى"مسند أحمد " من طريق عاصم عن أبى وائل ما يمنع تأويل القرطبى، ويعين الغزوة التى قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ولفظه"قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين بالجعرانة قال فازدحموا عليه فقال: إن عبدا من عباد الله بعثه الله إلى قومه فكذبوه وشجوه، فجعل يمسح الدم عن جبينه ويقول: رب اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون، قال عبد الله فكأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح جبهته يحكى الرجل،. قلت: ولا يلزم من هذا الذى قاله عبد الله أن يكون النبى صلى الله عليه وسلم مسح أيضا، بل الظاهر أنه حكى صفة مسح جبهته خاصة كما مسحها ذلك النبى.