ابوالسعودمحمود
2010-10-26, 05:44 AM
http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/hs024.snc4/33540_118499711544479_100001533519559_123889_22807 6_a.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=118499711544479&set=o.113162982081492)
" قضية الصلب كما تعرضها الأناجيل"
* بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين .. و الصـــــلاة و السلام على أشرف المرسلين .. سيدنا محمد بن عبــــــــد الله النبي الأمين .. و على آله و صحبه .. و من تبــــع هُدَاه بفضل و إحسان إلى يوم الدين ..
تحية طيبــــــة .. أحييكــــم بتحية الإسلام : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
*موضــوعنا في هذه الفسحة " الزمكانية "... سيكـون حول " الصَّلْب " ... حول " قضيـــــة الصلب كما تعرضها الأناجيل " .. و قبل مناقشة هذه القضية الهامة و الخطيرة : فخطورتها و أهميتها تكمــــن في أن إثبات الصلب ... معناه : أن هذا الإثبات .. سيترتب عليه إثبات الكثير من القضــــايا : من قبيل الخطيئة الأصلية ... الخلاص ...التجسـد ...الظهور ...القيامة ... التثليث ... إلخ ... أما نفي هـذه القضية .. فمعناه نسف المسيحيــة من جذورها ... و لا أقول المسيحيـة التي جاء بها عيسى عليه الصلاة و السلام ... و إنما مسيحية بولس ... التــــــي صارت لها السيادة بعـد المسيح ... فنفي الصلب معناه بكل بساطة نفي المسيحية الباطلة ..مسيحية بولس.
... قلت قبل مناقشة هذه القضية الهامة و الخطيـــرة ... أحب أن أبدأ أولاً هذا الموضوع بطرح تساؤلات متعلقة بالقـرآن الكريم ... و مضمون هذه الأسئلة التالي :
* كيف يقول القرآن الكريم : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ } ، و كيف يقول القرآن الكريـم : { إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا } ، و كيف يقول القرآن الكريــم : { قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }..
* فأي توراة يقصد القرآن الكريـــــــم في هذه الآيات الكريمة ؟؟ و أي إنجيل يقصد ؟؟؟؟
* الجواب عن هذا السؤال بسيــــــط للغاية .. الجواب عن هذا السؤال بالغ البساطة .. و هو أن التوراة الموجودة الآن بين أيدي اليهـود و بين أيدي النصارى ... هـــــي توراة ( بين مزدوجتين ) .. هي توراة مدبجة بكلام يُنسَبُ لموسـى ... و ليس كل َّ ما فيها هو كلام موسى ... كذلك الإنجيل ... فهو مدبج بكلام ينسب للمسيح ... و لكن ليــس كلَّ ما فيه ــ أي في الإنجيل ــ هــــو كلام المسيــح عليه و على جميع أنبياء الله الصلاة و السلام .
* إذن ... نستطيع أن نجمل الإجابـة ــ و نحن مطمئنون ــ في أن الله سبحانه و تعالى لما قال :{ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ }.. و قـال : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ } .. بين ربُّنا ( الله ) سبحــانه و تعالى لرسوله الكريم ، محمد صلى الله عليـه و سلم : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } ... فالمرجع الوحيد لما صح من الإنجيل ... و المرجع الوحيد لما صح من التوراة ، و لما رضيــه الله تعالى هـــــو القرآن الكريم ... فما أثبته القرآن الكريم - كلام الله - و أقره فهم الحق ... و ما نسخـه القرآن الكريـــم .. فقد انتسخ .. و ما رد عليه القرآن الكريـم فهـو باطل .. باطل .. و من هذا الباطل الذي رد عليه القرآن الكريم " قضية الصلب " .
فالقرآن الكريم - كلام الله رب العالميـــن - لم يجار النصـــــــارى على معتقداتهم و ما تعارفوا عليه ، لكنه حدد المواقف تحديدا واضحاً .. فجعل القــــــول : بأن ((( الله هو المسيح ))) أو القول : بأن ((( المسيح ابن الله ))) كفرا لا يقبل المغفرة . حتى إذا جاء الحديــث عن قتل المسيح ـــ و كم قتل اليهــود من أنبياء قبله ــ نجد القرآن " ينفي قتل المسيح و ينفي صلبه نفيا قاطعا " .. لا لشيء .. إلا لأن ذلك ما حدث فعلاً . فالقرآن الكريم لا يقول إلا الحق بصــرف النظر عما إذا كان ذلك الحق .. يتفق و ما شاع بين الناس و صار من المسلمات بينهم .. أم أنه جاء مخالفاً لما توارثوه عبر قرون عديدة .
=== === ===
* إذا عرفنا هذا .. نذهب الآن لمناقشة قضيـــة الصلب كما تعرضــــها الأناجيل .. و نشيـــــر أننا في تناولنا لهذه القضيـــــة .. سنترك الكتاب المقــــدس هو الذي يتحدث و هــــــو الذي يتكلم حول هذه القضية .. سنترك نصوصـه و إصحاحاته و أعداده .. هي المتحدثة و هي المتكلمة .. كذلك سنترك تفاسير علماء النصرانية تتحدث أيضا .. أما حديثنا نحن .. فسيكـون في النهاية .. حين نصل إلى تعليـــق أو توضيح أو ربط بين الجمل و الأفكار و النصوص ..
=== === ===
* نبدأ بأول نقطة في هذه القضية .. و هـــــي ((( مسح جسد المسيح بالطيب ))) .. بمعنى البدايات الأولى للصلب كما تعرضها الأناجيل .
1 ــ مسح جسد المسيح بالطيب :
أشيـــــــر أولا .. أن هذا الموضوع سيكون - إن شاء الله - على شكل حلقات متسلسلــــة و مترابطـــــــة .. و بخصــــوص النقطة المتعلقة بالحادثة البسيطة التي تعتبر مقدمة لأحداث الصلب ، نجد أن الأناجيل الأربعة مختلفة و متناقضـة و متباينة .. فمصادرنا التي سنعتمد عليها في دراسة هذه القضية هي الإنجيل كما كتبـه مرقس .. الإنجيل كما ألفه متـى .. الإنجيل فوق رواية لوقا .. و الإنجيل حسب رواية يوحنا .. و نشيــر أن ليس هناك ((( الإنجيل كما كتبه السيد المسيـــــــح ))) عليه الصلاة و السلام .. فلو كان هذا الإنجيل موجــــوداً .. أقول ((( لو ))) .. لو كان هــذا الإنجيل موجــــوداً .. لحُلَّتْ الكثيـــر من القضايا التي تتخبط فيها النصرانية .. و أطمئن النصارى بخصوص هذا الإنجيل .. فهم لن يجدوه أبداً أبداً ...
=== === ===
* يقول ((( إنجيل مرقس ))) .. و سنبدأ به باعتباره أقـــــــــدم الأناجيل - في الإصحاح 14 .. الأعداد من العدد واحد (1) إلى العدد الخامس ( 5 ) :
[١ وَ كَانَ الْفِصْـحُ وَ أَيَّامُ الْفَطِيــــرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ . وَ كَانَ رُؤَسَـــاءُ الْكَهَنَةِ وَ الْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ،٢ وَ لكِنَّهُمْ قَالُوا:" لَيْسَ فِي الْعِيدِ، لِئَلاَّ يَكُونَ شَغَبٌ فِـي الشَّعْبِ ". ٣وَ فِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِــــصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. ٤وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِـي أَنْفُسِهِـمْ، فَقَالُوا: " لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هذَا؟ ٥لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ". وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. " ] مرقس (14 : 1ـ 5) ــ انتهى النص ــ
* أما ((( متى ))) ، فقد أشار لهذه الحادثة المتعلقــــة بمسح جسد المسيح بالطيب في الإصحاح السادس و العشرين (26) ، الأعداد من العدد السادس (6) إلى العدد التاسع (9) ، يقول متى:
[ ٦ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْـتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، ٧تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَـــــنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. ٨ فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: " لِمَاذَا هذَا الإِتْلاَفُ؟ ٩لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هــــذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ". ] متى (26 : 6-9) ــ انتهى النص ــ
* أما ((( لوقا ))) ، فقد ذكر هذه الحادثة في الإصحاح السـابع (7) ، الأعداد من العدد السادس و الثلاثين (36) إلى العدد التاسع و الثلاثين (39) ، يقول لوقا :
[٣٦ وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِـــنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. ٣٧ وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِـــيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ ٣٨ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُـمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. ٣٩ فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذلِكَ، تَكَلَّمَ فِي نَفْسِهِ قِائِلاً: " لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ ". ] لوقـا (7 : 36- 39) ــ انتهى النص ــ
* نأتي عند ((( يوحــنا ))) ، نجد نفس الحادثة في إنجيله في الإصحاح الثاني عشر (12) ، الأعداد من واحد (1) إلى العدد ستة (6) .. مع اختلافات بينهــــم في توقيتاتها وعناصرها الرئيسية ، يقول يوحنا :
[١ ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَــى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. ٢ فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَــــــهُ. ٣ فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَـيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِــــنْ رَائِحَــــةِ الطِّيبِ. ٤ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيـــذِهِ، وَهُوَ يَهُـــوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَـــهُ: ٥ " لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ " ٦ قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْــدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. ] يوحنا (12 : 1-6) ــ انتهى النص ــ
=== ** === ** ===
* قبل تلخيص اختلاف الأناجيل في مسألة ((( مسح جسد المسيح بالطيب ))) .. نذكر أولا تعليق أحد علماء النصرانية ، و هو " دينيس نينهام " .
يعلق " دينيس نينهام " ( أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ، و رئيس تحرير سلسلة بليكان لتفسير الإنجيل) على هذه القصة في كتابه " تفسير إنجيل مرقس " ، الصفحة 370 ، قائلاً : " نجد القديس يوحنا يذكرها مبكرا عما أورده القديس مرقس ببضعة أيام ، وكذلك يضعها القديس لوقا في موقع مختلف تماما من سيرة يسوع . . فبينما نجدها في إنجيل مرقس قد حدثت في منزل سمعان الأبرص من قرية بيت عنيا . . نجدها في إنجيل يوحنا قد حدثت في بيت مريم ومرثا ولعازر " - انتهى كلام " دينيس نينهام " .
===
الآن و بعد أن استعرضنا شهادة الشهود .. نمحص هذه الشهادات .. فلدينا أربعة (04) شهود .. و عندنا ما شاء الله في هذا المنبر ( الفايس بوك ) اعداد لا حصر لها من الأشخاص .. فليعتبر كل شخص موجود في هذا المنبر نفسه قاضياً و ليحكم بالعدل ...سنحول هذه " الصفحة " إلى محكمة لفترة وجيزة .. فالموضوع يفرض ذلك ..
تعالوا ننظر شهادة الشهود الأربعة .. و الذين هم الشاهد الأول " مرقس " و الشاهد الثاني " متى " و الثالث " لوقا " و الرابع " يوحنا " .
== == ==
1 ــ فماذا يقول هؤلاء الشهود الأربعة ؟؟ ماذا يقولون بخصوص مكان الحادثة - أي مكان الحادثة البسيطة المتعلقة بمسح جسد المسيح و ذهنه بالطيب :
* بالنسبة لمرقس : فالمكان -كما لاحظتم أيها الإخوة- فالمكان هو : بيت سمعان الأبرص .
* بالنسبة لمتـى :- كما لاحظنا ، فالمكان هو : بيت سمعان الأبرص .
* بالنسبة للوقا : فالمكان هو : بيت الفريسي .
* بالنسبة ليوحنــا : فالمكان هو بيت الإخوة لعازر و مرثا و مريم .
==>> ماذا نستنتج ؟؟ بخصوص هذه الشهادات الأربع ، ليس هناك اتفاق في شهادة الشهود حول مكان الحادثة .. بمعنى هناك تناقض واضح و صريح بخصوص بدايات و مقدمات قضية الصلب .. نذهب رويداً رويداً .. فالمثل يقول نقطة نقطة يملأ النهر ..
2 ــ نأتي إلى الجزئية الثانية المتعلقة بالمرأة التي كسرت القارورة و سكبت الطيب على جسد المسيح :
* بالنسبة لمرقس : فالمرأة مجهولة الهوية.
* بالنسبة لمتـــى : المرأة أيضاً مجهولة الشخصية.
* بالنسبة للوقــــا : نلاحظ بداية تحديد هوية المرأة ، فهي خاطئة.
* بالنسبة ليوحــنا : فالمرأة هي مريم ، أخت لعازر.
==>> ماذا نلاحظ بخصوص هذه الجزئية ؟؟ : ليس هناك اتفاق بين الشهادات الأربع أيضاً .
3 ــ نذهب إلى الجزئية الثالثة و المتعلقة بالفعل الذي قامت به هذه المرأة التي اختلفت في تحديد هويتها شهادة الشهود الأربع ، و نتساءل ماذا فعلت ؟؟
* بالنسبة لمرقس : هذه المراة ذهنت ((( رأس ))) يسوع بالطيب.
* بالنسبة لمتـــى : هذه المراة ذهنت ((( رأس ))) يسوع بالطيب.
* بالنسبة للوقــــا : هذه المراة ذهنت ((( قدمي ))) يسوع بالطيب.
* بالنسبة ليوحــنا : هذه المراة ذهنت ((( قدمي ))) يسوع بالطيب.
==>> ما نلاحظه بخصوص هذه الجزئية الثالثة : هو وجود تناقض أيضاً بالنسبة للشهادات الأربع . فما هو الجزء المذهون من جسد يسوع ، هل هو رأسه أم قدميه ؟ سؤال موجه للنصارى ..
4 ــ نأتي إلى الجزئية الرابعة و المتعلقة بردود الفعل من طرف الذين شاهدوا و تابعوا عملية ذهن و مسح الجزء المختلف في ذهنه و مسحه بالطيب من جسد يسوع :
* بالنسبة لمرقس : الذين اغتاظوا من إسراف المرأة هم ((( قـــوم ))) .
* بالنسبة لمتـــى : الذين اغتاظوا من إسراف المرأة هم ((( التلاميذ ))) ، اي تلاميذ يسوع .
* بالنسبة للوقــــا : هو ((( الفريسي ))) الذي تساءل حول معرفة يسوع لشخصية المرأة ، هل هي خاطئة أم لا ؟
* بالنسبة لشهادة يوحــنا : ليس لا التلاميذ و لا الفريسي و لا القوم .. هم المغتاظون .. و إنما الذي اغتاظ من إسراف المرأة هو تلميذ واحد هو ((( يهوذا الإسخريوطي ))) .
==>> ما يلاحظ بخصوص هذه الجزئية الرابعة : هو وجود تناقض واضح بين الشهادات الأربع حول الذين أنبوا المرأة على إسرافها بخصوص الطيب المسكوب .
=== ** === ** === ** ===
إذن .. كما لاحظتم يا إخوة .. أن المقدمة الخاصة بأحداث الصلب قد إختلفت حولها شهادة الشهود .. فشهادة الشهود في هذه الحادثة البسيطة جداً متناقضة .. فما بالك بالأحداث التي ستتلوها و تأتي بعدها .. فقد رأينا أن هذه المصادر المسيحية ـــ و هي الأناجيل الأربعة ـــ اختلفت تماماً في كل جزئية بخصوص هذه الحادثة البسيطة التي تعتبر مقدمة لأحداث الصلب .. و كما نعرف في الدوائر القضائية في كل بلدان العالم ، أنه عندما تختلف شهادة الشهود و لو في جزئية صغيرة جداً .. فإن شهادة هؤلاء الشهود ترفض على الفور .. لأن شهادتهم لا يتم الإعتداد بها و تصبح بالتالي مرفوضة..
* و حتى لا أطيل .. اقول ستكون لنا جلسات أخرى ــ إن شاء الله ــ مع قضية الصلب في الأيام القادمة .. و أختم كلامي بتساؤل الدكتور موريس بوكاي و حيرته بخصوص التناقضات و الإختلافات الموجودة في الأناجيل الأربعة بقوله ، في الصفحة 93 من كتاب : " الكتب المقدسة في ضـوء المعارف الحديثة " : " إذن فمن نصدق ؟؟ أ نصدق متى ؟ أم نصدق مرقس ؟ أم نصدق لوقا ؟ أم نصدق يوحنا ؟ "
** انتهت و رفعت الجلسة الأولـــ (1) ـــى **
تحياتــــــــــــــي.
تصفيقتصفيقتصفيقتصفيقتصفيقتصفيق
[/URL]
http://profile.ak.fbcdn.net/hprofile-ak-snc4/hs458.snc4/50098_100001283857914_4844304_q.jpg[URL="http://www.facebook.com/profile.php?id=100001283857914"]ابو السعود محمود (http://www.facebook.com/ajax/share_dialog.php?s=4&appid=2347471856&p[]=100001533519559&p[]=113162982081492) اسلوبك سلس وجميل
نقووووووول
م
" قضية الصلب كما تعرضها الأناجيل"
* بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين .. و الصـــــلاة و السلام على أشرف المرسلين .. سيدنا محمد بن عبــــــــد الله النبي الأمين .. و على آله و صحبه .. و من تبــــع هُدَاه بفضل و إحسان إلى يوم الدين ..
تحية طيبــــــة .. أحييكــــم بتحية الإسلام : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
*موضــوعنا في هذه الفسحة " الزمكانية "... سيكـون حول " الصَّلْب " ... حول " قضيـــــة الصلب كما تعرضها الأناجيل " .. و قبل مناقشة هذه القضية الهامة و الخطيرة : فخطورتها و أهميتها تكمــــن في أن إثبات الصلب ... معناه : أن هذا الإثبات .. سيترتب عليه إثبات الكثير من القضــــايا : من قبيل الخطيئة الأصلية ... الخلاص ...التجسـد ...الظهور ...القيامة ... التثليث ... إلخ ... أما نفي هـذه القضية .. فمعناه نسف المسيحيــة من جذورها ... و لا أقول المسيحيـة التي جاء بها عيسى عليه الصلاة و السلام ... و إنما مسيحية بولس ... التــــــي صارت لها السيادة بعـد المسيح ... فنفي الصلب معناه بكل بساطة نفي المسيحية الباطلة ..مسيحية بولس.
... قلت قبل مناقشة هذه القضية الهامة و الخطيـــرة ... أحب أن أبدأ أولاً هذا الموضوع بطرح تساؤلات متعلقة بالقـرآن الكريم ... و مضمون هذه الأسئلة التالي :
* كيف يقول القرآن الكريم : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ } ، و كيف يقول القرآن الكريـم : { إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا } ، و كيف يقول القرآن الكريــم : { قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }..
* فأي توراة يقصد القرآن الكريـــــــم في هذه الآيات الكريمة ؟؟ و أي إنجيل يقصد ؟؟؟؟
* الجواب عن هذا السؤال بسيــــــط للغاية .. الجواب عن هذا السؤال بالغ البساطة .. و هو أن التوراة الموجودة الآن بين أيدي اليهـود و بين أيدي النصارى ... هـــــي توراة ( بين مزدوجتين ) .. هي توراة مدبجة بكلام يُنسَبُ لموسـى ... و ليس كل َّ ما فيها هو كلام موسى ... كذلك الإنجيل ... فهو مدبج بكلام ينسب للمسيح ... و لكن ليــس كلَّ ما فيه ــ أي في الإنجيل ــ هــــو كلام المسيــح عليه و على جميع أنبياء الله الصلاة و السلام .
* إذن ... نستطيع أن نجمل الإجابـة ــ و نحن مطمئنون ــ في أن الله سبحانه و تعالى لما قال :{ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ }.. و قـال : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ } .. بين ربُّنا ( الله ) سبحــانه و تعالى لرسوله الكريم ، محمد صلى الله عليـه و سلم : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } ... فالمرجع الوحيد لما صح من الإنجيل ... و المرجع الوحيد لما صح من التوراة ، و لما رضيــه الله تعالى هـــــو القرآن الكريم ... فما أثبته القرآن الكريم - كلام الله - و أقره فهم الحق ... و ما نسخـه القرآن الكريـــم .. فقد انتسخ .. و ما رد عليه القرآن الكريـم فهـو باطل .. باطل .. و من هذا الباطل الذي رد عليه القرآن الكريم " قضية الصلب " .
فالقرآن الكريم - كلام الله رب العالميـــن - لم يجار النصـــــــارى على معتقداتهم و ما تعارفوا عليه ، لكنه حدد المواقف تحديدا واضحاً .. فجعل القــــــول : بأن ((( الله هو المسيح ))) أو القول : بأن ((( المسيح ابن الله ))) كفرا لا يقبل المغفرة . حتى إذا جاء الحديــث عن قتل المسيح ـــ و كم قتل اليهــود من أنبياء قبله ــ نجد القرآن " ينفي قتل المسيح و ينفي صلبه نفيا قاطعا " .. لا لشيء .. إلا لأن ذلك ما حدث فعلاً . فالقرآن الكريم لا يقول إلا الحق بصــرف النظر عما إذا كان ذلك الحق .. يتفق و ما شاع بين الناس و صار من المسلمات بينهم .. أم أنه جاء مخالفاً لما توارثوه عبر قرون عديدة .
=== === ===
* إذا عرفنا هذا .. نذهب الآن لمناقشة قضيـــة الصلب كما تعرضــــها الأناجيل .. و نشيـــــر أننا في تناولنا لهذه القضيـــــة .. سنترك الكتاب المقــــدس هو الذي يتحدث و هــــــو الذي يتكلم حول هذه القضية .. سنترك نصوصـه و إصحاحاته و أعداده .. هي المتحدثة و هي المتكلمة .. كذلك سنترك تفاسير علماء النصرانية تتحدث أيضا .. أما حديثنا نحن .. فسيكـون في النهاية .. حين نصل إلى تعليـــق أو توضيح أو ربط بين الجمل و الأفكار و النصوص ..
=== === ===
* نبدأ بأول نقطة في هذه القضية .. و هـــــي ((( مسح جسد المسيح بالطيب ))) .. بمعنى البدايات الأولى للصلب كما تعرضها الأناجيل .
1 ــ مسح جسد المسيح بالطيب :
أشيـــــــر أولا .. أن هذا الموضوع سيكون - إن شاء الله - على شكل حلقات متسلسلــــة و مترابطـــــــة .. و بخصــــوص النقطة المتعلقة بالحادثة البسيطة التي تعتبر مقدمة لأحداث الصلب ، نجد أن الأناجيل الأربعة مختلفة و متناقضـة و متباينة .. فمصادرنا التي سنعتمد عليها في دراسة هذه القضية هي الإنجيل كما كتبـه مرقس .. الإنجيل كما ألفه متـى .. الإنجيل فوق رواية لوقا .. و الإنجيل حسب رواية يوحنا .. و نشيــر أن ليس هناك ((( الإنجيل كما كتبه السيد المسيـــــــح ))) عليه الصلاة و السلام .. فلو كان هذا الإنجيل موجــــوداً .. أقول ((( لو ))) .. لو كان هــذا الإنجيل موجــــوداً .. لحُلَّتْ الكثيـــر من القضايا التي تتخبط فيها النصرانية .. و أطمئن النصارى بخصوص هذا الإنجيل .. فهم لن يجدوه أبداً أبداً ...
=== === ===
* يقول ((( إنجيل مرقس ))) .. و سنبدأ به باعتباره أقـــــــــدم الأناجيل - في الإصحاح 14 .. الأعداد من العدد واحد (1) إلى العدد الخامس ( 5 ) :
[١ وَ كَانَ الْفِصْـحُ وَ أَيَّامُ الْفَطِيــــرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ . وَ كَانَ رُؤَسَـــاءُ الْكَهَنَةِ وَ الْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ،٢ وَ لكِنَّهُمْ قَالُوا:" لَيْسَ فِي الْعِيدِ، لِئَلاَّ يَكُونَ شَغَبٌ فِـي الشَّعْبِ ". ٣وَ فِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِــــصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. ٤وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِـي أَنْفُسِهِـمْ، فَقَالُوا: " لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هذَا؟ ٥لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ". وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. " ] مرقس (14 : 1ـ 5) ــ انتهى النص ــ
* أما ((( متى ))) ، فقد أشار لهذه الحادثة المتعلقــــة بمسح جسد المسيح بالطيب في الإصحاح السادس و العشرين (26) ، الأعداد من العدد السادس (6) إلى العدد التاسع (9) ، يقول متى:
[ ٦ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْـتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، ٧تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَـــــنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. ٨ فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: " لِمَاذَا هذَا الإِتْلاَفُ؟ ٩لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هــــذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ". ] متى (26 : 6-9) ــ انتهى النص ــ
* أما ((( لوقا ))) ، فقد ذكر هذه الحادثة في الإصحاح السـابع (7) ، الأعداد من العدد السادس و الثلاثين (36) إلى العدد التاسع و الثلاثين (39) ، يقول لوقا :
[٣٦ وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِـــنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. ٣٧ وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِـــيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ ٣٨ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُـمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. ٣٩ فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذلِكَ، تَكَلَّمَ فِي نَفْسِهِ قِائِلاً: " لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ ". ] لوقـا (7 : 36- 39) ــ انتهى النص ــ
* نأتي عند ((( يوحــنا ))) ، نجد نفس الحادثة في إنجيله في الإصحاح الثاني عشر (12) ، الأعداد من واحد (1) إلى العدد ستة (6) .. مع اختلافات بينهــــم في توقيتاتها وعناصرها الرئيسية ، يقول يوحنا :
[١ ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَــى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. ٢ فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَــــــهُ. ٣ فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَـيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِــــنْ رَائِحَــــةِ الطِّيبِ. ٤ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيـــذِهِ، وَهُوَ يَهُـــوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَـــهُ: ٥ " لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ " ٦ قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْــدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. ] يوحنا (12 : 1-6) ــ انتهى النص ــ
=== ** === ** ===
* قبل تلخيص اختلاف الأناجيل في مسألة ((( مسح جسد المسيح بالطيب ))) .. نذكر أولا تعليق أحد علماء النصرانية ، و هو " دينيس نينهام " .
يعلق " دينيس نينهام " ( أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ، و رئيس تحرير سلسلة بليكان لتفسير الإنجيل) على هذه القصة في كتابه " تفسير إنجيل مرقس " ، الصفحة 370 ، قائلاً : " نجد القديس يوحنا يذكرها مبكرا عما أورده القديس مرقس ببضعة أيام ، وكذلك يضعها القديس لوقا في موقع مختلف تماما من سيرة يسوع . . فبينما نجدها في إنجيل مرقس قد حدثت في منزل سمعان الأبرص من قرية بيت عنيا . . نجدها في إنجيل يوحنا قد حدثت في بيت مريم ومرثا ولعازر " - انتهى كلام " دينيس نينهام " .
===
الآن و بعد أن استعرضنا شهادة الشهود .. نمحص هذه الشهادات .. فلدينا أربعة (04) شهود .. و عندنا ما شاء الله في هذا المنبر ( الفايس بوك ) اعداد لا حصر لها من الأشخاص .. فليعتبر كل شخص موجود في هذا المنبر نفسه قاضياً و ليحكم بالعدل ...سنحول هذه " الصفحة " إلى محكمة لفترة وجيزة .. فالموضوع يفرض ذلك ..
تعالوا ننظر شهادة الشهود الأربعة .. و الذين هم الشاهد الأول " مرقس " و الشاهد الثاني " متى " و الثالث " لوقا " و الرابع " يوحنا " .
== == ==
1 ــ فماذا يقول هؤلاء الشهود الأربعة ؟؟ ماذا يقولون بخصوص مكان الحادثة - أي مكان الحادثة البسيطة المتعلقة بمسح جسد المسيح و ذهنه بالطيب :
* بالنسبة لمرقس : فالمكان -كما لاحظتم أيها الإخوة- فالمكان هو : بيت سمعان الأبرص .
* بالنسبة لمتـى :- كما لاحظنا ، فالمكان هو : بيت سمعان الأبرص .
* بالنسبة للوقا : فالمكان هو : بيت الفريسي .
* بالنسبة ليوحنــا : فالمكان هو بيت الإخوة لعازر و مرثا و مريم .
==>> ماذا نستنتج ؟؟ بخصوص هذه الشهادات الأربع ، ليس هناك اتفاق في شهادة الشهود حول مكان الحادثة .. بمعنى هناك تناقض واضح و صريح بخصوص بدايات و مقدمات قضية الصلب .. نذهب رويداً رويداً .. فالمثل يقول نقطة نقطة يملأ النهر ..
2 ــ نأتي إلى الجزئية الثانية المتعلقة بالمرأة التي كسرت القارورة و سكبت الطيب على جسد المسيح :
* بالنسبة لمرقس : فالمرأة مجهولة الهوية.
* بالنسبة لمتـــى : المرأة أيضاً مجهولة الشخصية.
* بالنسبة للوقــــا : نلاحظ بداية تحديد هوية المرأة ، فهي خاطئة.
* بالنسبة ليوحــنا : فالمرأة هي مريم ، أخت لعازر.
==>> ماذا نلاحظ بخصوص هذه الجزئية ؟؟ : ليس هناك اتفاق بين الشهادات الأربع أيضاً .
3 ــ نذهب إلى الجزئية الثالثة و المتعلقة بالفعل الذي قامت به هذه المرأة التي اختلفت في تحديد هويتها شهادة الشهود الأربع ، و نتساءل ماذا فعلت ؟؟
* بالنسبة لمرقس : هذه المراة ذهنت ((( رأس ))) يسوع بالطيب.
* بالنسبة لمتـــى : هذه المراة ذهنت ((( رأس ))) يسوع بالطيب.
* بالنسبة للوقــــا : هذه المراة ذهنت ((( قدمي ))) يسوع بالطيب.
* بالنسبة ليوحــنا : هذه المراة ذهنت ((( قدمي ))) يسوع بالطيب.
==>> ما نلاحظه بخصوص هذه الجزئية الثالثة : هو وجود تناقض أيضاً بالنسبة للشهادات الأربع . فما هو الجزء المذهون من جسد يسوع ، هل هو رأسه أم قدميه ؟ سؤال موجه للنصارى ..
4 ــ نأتي إلى الجزئية الرابعة و المتعلقة بردود الفعل من طرف الذين شاهدوا و تابعوا عملية ذهن و مسح الجزء المختلف في ذهنه و مسحه بالطيب من جسد يسوع :
* بالنسبة لمرقس : الذين اغتاظوا من إسراف المرأة هم ((( قـــوم ))) .
* بالنسبة لمتـــى : الذين اغتاظوا من إسراف المرأة هم ((( التلاميذ ))) ، اي تلاميذ يسوع .
* بالنسبة للوقــــا : هو ((( الفريسي ))) الذي تساءل حول معرفة يسوع لشخصية المرأة ، هل هي خاطئة أم لا ؟
* بالنسبة لشهادة يوحــنا : ليس لا التلاميذ و لا الفريسي و لا القوم .. هم المغتاظون .. و إنما الذي اغتاظ من إسراف المرأة هو تلميذ واحد هو ((( يهوذا الإسخريوطي ))) .
==>> ما يلاحظ بخصوص هذه الجزئية الرابعة : هو وجود تناقض واضح بين الشهادات الأربع حول الذين أنبوا المرأة على إسرافها بخصوص الطيب المسكوب .
=== ** === ** === ** ===
إذن .. كما لاحظتم يا إخوة .. أن المقدمة الخاصة بأحداث الصلب قد إختلفت حولها شهادة الشهود .. فشهادة الشهود في هذه الحادثة البسيطة جداً متناقضة .. فما بالك بالأحداث التي ستتلوها و تأتي بعدها .. فقد رأينا أن هذه المصادر المسيحية ـــ و هي الأناجيل الأربعة ـــ اختلفت تماماً في كل جزئية بخصوص هذه الحادثة البسيطة التي تعتبر مقدمة لأحداث الصلب .. و كما نعرف في الدوائر القضائية في كل بلدان العالم ، أنه عندما تختلف شهادة الشهود و لو في جزئية صغيرة جداً .. فإن شهادة هؤلاء الشهود ترفض على الفور .. لأن شهادتهم لا يتم الإعتداد بها و تصبح بالتالي مرفوضة..
* و حتى لا أطيل .. اقول ستكون لنا جلسات أخرى ــ إن شاء الله ــ مع قضية الصلب في الأيام القادمة .. و أختم كلامي بتساؤل الدكتور موريس بوكاي و حيرته بخصوص التناقضات و الإختلافات الموجودة في الأناجيل الأربعة بقوله ، في الصفحة 93 من كتاب : " الكتب المقدسة في ضـوء المعارف الحديثة " : " إذن فمن نصدق ؟؟ أ نصدق متى ؟ أم نصدق مرقس ؟ أم نصدق لوقا ؟ أم نصدق يوحنا ؟ "
** انتهت و رفعت الجلسة الأولـــ (1) ـــى **
تحياتــــــــــــــي.
تصفيقتصفيقتصفيقتصفيقتصفيقتصفيق
[/URL]
http://profile.ak.fbcdn.net/hprofile-ak-snc4/hs458.snc4/50098_100001283857914_4844304_q.jpg[URL="http://www.facebook.com/profile.php?id=100001283857914"]ابو السعود محمود (http://www.facebook.com/ajax/share_dialog.php?s=4&appid=2347471856&p[]=100001533519559&p[]=113162982081492) اسلوبك سلس وجميل
نقووووووول
م