Ahmed_Negm
2010-10-30, 06:24 PM
http://www.#########.net/assets/ar/images/logo.gif
الإسلام في أوروبا... شروق من الغرب!
الجمعة 21 ذو القعدة 1431هـ - 29 أكتوبر 2010م
http://www.#########.net/writers/images/profiles/large/75946_1095.jpg
عمار علي حسن
"أوروبا المسلمة"... هذا عنوان مقالة للباحث الأميركي ذي التوجهات الصهيونية "دانيال باييس" كتبها بصحيفة "نيويورك صن" في مايو 2004 ورأى فيها أن أوروبا تتحول لتصبح "إقليماً إسلاميّاً" بعد أن كانت معقل المسيحية التليد، وهو بالطبع لم يقصد الدفاع عن الإسلام وإنما التحريض عليه. وبعدها تعالت الأصوات التي تهاجم القرآن والرسول، صلى الله عليه وسلم، في الغرب، فوجدنا السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر يقول في مقابلة مع مجلة "زودوتيشة" الألمانية في يونيو 2007: "لا ينبغي أن نهمل المساعي الرامية إلى أسلمة الغرب". أما البابا نفسه فقد ألقى محاضرته الشهيرة التي استعان فيها بحادثة ونص قديم لوى فيه عنق الحقيقة ليثبت أن الإسلام غير عقلاني، معتقداً أن هذا هو المدخل الصحيح لتخويف الأوروبيين من آخر الأديان السماوية.
وتطور الأمر لنرى موجة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول، ثم رأينا رجل دين ألمانيّاً يدعى رولاند فيسلبرج يضرم النار في نفسه بساحة دير مدينة إيرفورت احتجاجاً على انتشار الإسلام بالقارة العجوز. ولكن هذا لم يوقف انتشار الإسلام، إلى درجة أن مكتب الهجرة في فيينا أحصى دخول 63 أوروبيّاً إلى الإسلام كل يوم، فيما ذكرت دراسة لوزارة الداخلية الفرنسية أن 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنويّاً في فرنسا، التي بات فيها 2300 مسجد، ونحو 7 ملايين مسلم. وفي الدنمارك، يعتنق شخص واحد على الأقل الإسلام يوميّاً، حسب صحيفة "البوليتيكن"، وتجاوز عدد الدنماركيين الذين أسلموا منذ نشر الصورة المسيئة للرسول 5000 شخص. وفي هولندا زاد إقبال المواطنين على اقتناء ترجمات معنى القرآن الكريم، وأسلم ثلاثة بعد أسبوع واحد من عرض فيلم "فتنة" الذي يسيء إلى الإسلام. أما في بلجيكا فقد أصبح ثلث سكان العاصمة بروكسل من المسلمين، حسب صحيفة "لاليبر بلجيك"، وتضاعف عدد المسلمين في البلاد خلال السنوات العشر الأخيرة، وتصدر اسم محمد أسماء المواليد الجدد منذ مطلع الألفية الثالثة، الأمر الذي سيجعل الدين الإسلامي هو الأول بهذه المدينة الأوروبية العريقة.
وفي السويد اعتنق 15 ألف مواطن سويدي الإسلام بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول، ليزيد عدد المسلمين هناك إلى ما يربو على 120 ألف شخص، الأمر الذي حدا بالسلطة إلى الاعتراف بالإسلام وتدريسه في المدارس الحكومية. ويتقدم عدد المسلمين في إسبانيا إلى ما يزيد عن مليون ونصف المليون، وسيصبحون ربع السكان في فرنسا بحلول عام 2025. وفي بريطانيا يتزايد عدد مرتادي المساجد سنويّاً إلى درجة أن صحيفة "ديلي تليجراف" تتوقع أن يتجاوزوا عدد من يحضرون صلاة الأحد في الكنائس بعد عشر سنوات، وهو التطور الذي جعل روان ويليامز كبير أساقفة كنيسة كانتربري يدعو، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية، في فبراير 2008، إلى تطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا، بغية الحفاظ على التماسك الاجتماعي.
وفي ألمانيا، أكدت صحيفة "دي فيلت"، بلا مواربة أن: "الإسلام ينتشر في ألمانيا بصورة متزايدة". وعلى رغم عدم وجود إحصائيات رسمية حول هذه المسألة إلا أن التوسع في بناء المساجد يدل عليها، حيث وصل عددها إلى 18 مسجداً، وهناك 120 أخرى تم وضع خطط تشييدها، خلافاً للزوايا الصغيرة المنتشرة في أماكن عديدة. وقد حدا هذا برجل الاقتصاد والكاتب الألماني تيلو ساراتزاين إلى أن يقول في كتاب وسمه بـ"ألمانيا تلغي نفسها" وصدر هذا العام إن ألمانيا ستتحول إلى دولة إسلامية خلال المئة سنة المقبلة.
وهناك من بين الأوروبيين أنفسهم من يرى أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع، لأن هناك من يسلمون دون إشهار، ولا يعنيهم أن يعرف الآخرون الدين الذي يعتنقونه. وهذا النمو في عدد المسلمين بأوروبا هو جزء من تزايد تعدادهم في العالم بأسره، حيث فاقوا 20 في المئة من البشر، وهي مسألة يتوقع "سيري بيتش" عالم الجغرافيا الاجتماعية بجامعة أكسفورد استمرارها حيث يقول: "إن عدد المسلمين سيتضاعف في العقود القليلة المقبلة، ليصبح أتباع الإسلام هم الأكثر في العالم، للمرة الأولى في التاريخ، بعد أن كانت القمة يعتليها الكاثوليك لقرون طويلة".
ويقابل الأوروبيون، لاسيما بعض رجال الدين، انتشار الإسلام في القارة العجوز بخوف وانزعاج، ويعملون ليل نهار في سبيل البحث عن أي طرق لتشويهه، سواء عبر استدعاء ما كتبه بعض المستشرقين الذين كانوا يعملون لحساب الكنيسة والإمبراطوريات الاستعمارية، أو إسقاط السلوك السلبي لبعض المسلمين المتطرفين على الإسلام ذاته. وفي الحالتين يتقول هؤلاء على القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، ظناً منهم أن هذا سيوقف التحول المتواصل إلى الإسلام.
ولكن هناك عقلاء يرون أن المسلمين أعادوا الاهتمام بالدين في المجتمعات الأوروبية بعد طول غفلة ونسيان، ومن بين هؤلاء الكردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، إذ قال في خطاب نشرته الصحيفة الرسمية للفاتيكان: "إن المسلمين طالبوا بوجود مساحة للدين في المجتمع، بعد أن أصبحوا أقلية مهمة في أوروبا".
وأكثر ما يجذب الأوروبيين إلى الإسلام دعوته الصريحة إلى إقامة علاقة مباشرة بين الإنسان وربه، وبساطة عقيدته التي تعلي من شأن الوحدانية وسهولة فهمها، واكتمال صفات الله في النص القرآني بإعجازه المتجدد، والإعلاء من شأن الروح الجماعية، وتوازن منهجه بين الدنيوي والأخروي أو المادي والروحي، وعدم إهماله لإنسانية الإنسان، وانطوائه على تشريعات محددة، تقدم حلولًا جذرية لمشكلات حياتية. ولهذا كله على المسلمين أن يتسامحوا ويتساموا عن الصغائر، ولا يرهقوا أنفسهم حزناً أو غضباً حين يسب جاهل أو متنطع أو مغرض دينهم ويرميه بما ليس فيه، وعليهم أن يدركوا قوة ما لديهم، بدلاً من أن يسيئوا إلى دين يقول: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
نقلا عن (الاتحاد) الإماراتية
http://www.#########.net/views/2010/10/29/124124.html
الإسلام في أوروبا... شروق من الغرب!
الجمعة 21 ذو القعدة 1431هـ - 29 أكتوبر 2010م
http://www.#########.net/writers/images/profiles/large/75946_1095.jpg
عمار علي حسن
"أوروبا المسلمة"... هذا عنوان مقالة للباحث الأميركي ذي التوجهات الصهيونية "دانيال باييس" كتبها بصحيفة "نيويورك صن" في مايو 2004 ورأى فيها أن أوروبا تتحول لتصبح "إقليماً إسلاميّاً" بعد أن كانت معقل المسيحية التليد، وهو بالطبع لم يقصد الدفاع عن الإسلام وإنما التحريض عليه. وبعدها تعالت الأصوات التي تهاجم القرآن والرسول، صلى الله عليه وسلم، في الغرب، فوجدنا السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر يقول في مقابلة مع مجلة "زودوتيشة" الألمانية في يونيو 2007: "لا ينبغي أن نهمل المساعي الرامية إلى أسلمة الغرب". أما البابا نفسه فقد ألقى محاضرته الشهيرة التي استعان فيها بحادثة ونص قديم لوى فيه عنق الحقيقة ليثبت أن الإسلام غير عقلاني، معتقداً أن هذا هو المدخل الصحيح لتخويف الأوروبيين من آخر الأديان السماوية.
وتطور الأمر لنرى موجة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول، ثم رأينا رجل دين ألمانيّاً يدعى رولاند فيسلبرج يضرم النار في نفسه بساحة دير مدينة إيرفورت احتجاجاً على انتشار الإسلام بالقارة العجوز. ولكن هذا لم يوقف انتشار الإسلام، إلى درجة أن مكتب الهجرة في فيينا أحصى دخول 63 أوروبيّاً إلى الإسلام كل يوم، فيما ذكرت دراسة لوزارة الداخلية الفرنسية أن 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنويّاً في فرنسا، التي بات فيها 2300 مسجد، ونحو 7 ملايين مسلم. وفي الدنمارك، يعتنق شخص واحد على الأقل الإسلام يوميّاً، حسب صحيفة "البوليتيكن"، وتجاوز عدد الدنماركيين الذين أسلموا منذ نشر الصورة المسيئة للرسول 5000 شخص. وفي هولندا زاد إقبال المواطنين على اقتناء ترجمات معنى القرآن الكريم، وأسلم ثلاثة بعد أسبوع واحد من عرض فيلم "فتنة" الذي يسيء إلى الإسلام. أما في بلجيكا فقد أصبح ثلث سكان العاصمة بروكسل من المسلمين، حسب صحيفة "لاليبر بلجيك"، وتضاعف عدد المسلمين في البلاد خلال السنوات العشر الأخيرة، وتصدر اسم محمد أسماء المواليد الجدد منذ مطلع الألفية الثالثة، الأمر الذي سيجعل الدين الإسلامي هو الأول بهذه المدينة الأوروبية العريقة.
وفي السويد اعتنق 15 ألف مواطن سويدي الإسلام بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول، ليزيد عدد المسلمين هناك إلى ما يربو على 120 ألف شخص، الأمر الذي حدا بالسلطة إلى الاعتراف بالإسلام وتدريسه في المدارس الحكومية. ويتقدم عدد المسلمين في إسبانيا إلى ما يزيد عن مليون ونصف المليون، وسيصبحون ربع السكان في فرنسا بحلول عام 2025. وفي بريطانيا يتزايد عدد مرتادي المساجد سنويّاً إلى درجة أن صحيفة "ديلي تليجراف" تتوقع أن يتجاوزوا عدد من يحضرون صلاة الأحد في الكنائس بعد عشر سنوات، وهو التطور الذي جعل روان ويليامز كبير أساقفة كنيسة كانتربري يدعو، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية، في فبراير 2008، إلى تطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا، بغية الحفاظ على التماسك الاجتماعي.
وفي ألمانيا، أكدت صحيفة "دي فيلت"، بلا مواربة أن: "الإسلام ينتشر في ألمانيا بصورة متزايدة". وعلى رغم عدم وجود إحصائيات رسمية حول هذه المسألة إلا أن التوسع في بناء المساجد يدل عليها، حيث وصل عددها إلى 18 مسجداً، وهناك 120 أخرى تم وضع خطط تشييدها، خلافاً للزوايا الصغيرة المنتشرة في أماكن عديدة. وقد حدا هذا برجل الاقتصاد والكاتب الألماني تيلو ساراتزاين إلى أن يقول في كتاب وسمه بـ"ألمانيا تلغي نفسها" وصدر هذا العام إن ألمانيا ستتحول إلى دولة إسلامية خلال المئة سنة المقبلة.
وهناك من بين الأوروبيين أنفسهم من يرى أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع، لأن هناك من يسلمون دون إشهار، ولا يعنيهم أن يعرف الآخرون الدين الذي يعتنقونه. وهذا النمو في عدد المسلمين بأوروبا هو جزء من تزايد تعدادهم في العالم بأسره، حيث فاقوا 20 في المئة من البشر، وهي مسألة يتوقع "سيري بيتش" عالم الجغرافيا الاجتماعية بجامعة أكسفورد استمرارها حيث يقول: "إن عدد المسلمين سيتضاعف في العقود القليلة المقبلة، ليصبح أتباع الإسلام هم الأكثر في العالم، للمرة الأولى في التاريخ، بعد أن كانت القمة يعتليها الكاثوليك لقرون طويلة".
ويقابل الأوروبيون، لاسيما بعض رجال الدين، انتشار الإسلام في القارة العجوز بخوف وانزعاج، ويعملون ليل نهار في سبيل البحث عن أي طرق لتشويهه، سواء عبر استدعاء ما كتبه بعض المستشرقين الذين كانوا يعملون لحساب الكنيسة والإمبراطوريات الاستعمارية، أو إسقاط السلوك السلبي لبعض المسلمين المتطرفين على الإسلام ذاته. وفي الحالتين يتقول هؤلاء على القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، ظناً منهم أن هذا سيوقف التحول المتواصل إلى الإسلام.
ولكن هناك عقلاء يرون أن المسلمين أعادوا الاهتمام بالدين في المجتمعات الأوروبية بعد طول غفلة ونسيان، ومن بين هؤلاء الكردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، إذ قال في خطاب نشرته الصحيفة الرسمية للفاتيكان: "إن المسلمين طالبوا بوجود مساحة للدين في المجتمع، بعد أن أصبحوا أقلية مهمة في أوروبا".
وأكثر ما يجذب الأوروبيين إلى الإسلام دعوته الصريحة إلى إقامة علاقة مباشرة بين الإنسان وربه، وبساطة عقيدته التي تعلي من شأن الوحدانية وسهولة فهمها، واكتمال صفات الله في النص القرآني بإعجازه المتجدد، والإعلاء من شأن الروح الجماعية، وتوازن منهجه بين الدنيوي والأخروي أو المادي والروحي، وعدم إهماله لإنسانية الإنسان، وانطوائه على تشريعات محددة، تقدم حلولًا جذرية لمشكلات حياتية. ولهذا كله على المسلمين أن يتسامحوا ويتساموا عن الصغائر، ولا يرهقوا أنفسهم حزناً أو غضباً حين يسب جاهل أو متنطع أو مغرض دينهم ويرميه بما ليس فيه، وعليهم أن يدركوا قوة ما لديهم، بدلاً من أن يسيئوا إلى دين يقول: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
نقلا عن (الاتحاد) الإماراتية
http://www.#########.net/views/2010/10/29/124124.html