مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الضعيفة
أمـــة الله
2008-04-26, 08:39 PM
1091 - " من حج بمال حرام فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله عز وجل له : لا لبيك و لا
سعديك ، و حجك مردود عليك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) :
ضعيف .
رواه ابن مردويه في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 192/1 - 2 ) و من طريقه
الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 274 ـ مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن الجوزي في
" منهاج القاصدين " ( 1/59/1 ) عن الدجين بن ثابت اليربوعي : أخبرنا أسلم مولى
عمر ابن الخطاب عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الدجين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
لا يحتج به .
و قال في " الميزان " :
قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، و قال أبو حاتم و أبو زرعة : ضعيف ، و قال
النسائي : ليس بثقة ، و قال الدارقطني و غيره : ليس بالقوي .
و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) أن الأصبهاني رواه يعني في " الترغيب "
من حديث أسلم مولى عمر بن الخطاب مرسلا .
ذكره عقب الحديث الآتي و أشار إلى تضعيفهما .
(3/90)
________________________________________
1092 - " من أم هذا البيت من الكسب الحرام ، شخص في غير طاعة الله ، فإذا أهل و وضع
رجله في الغرز أو الركاب و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه
مناد من السماء : لا لبيك و لا سعديك ، كسبك حرام ، و زادك حرام ، فارجع مأزورا
غير مأجور ، و أبشر بما يسوؤك ، و إذا خرج الرجل حاجا بمال حلال ، و وضع رجله
في الركاب ، و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء
: لبيك و سعديك ، قد أجبتك ، راحلتك حلال ، و ثيابك حلال ، و زادك حلال ، فارجع
مأجورا غير مأزور ، و أبشر بما يسرك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/212 ) :
ضعيف جدا .
رواه البزار في " مسنده " ( رقم ـ 1079 ) من طريق سليمان بن داود : حدثنا يحيى
ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به و قال :
الضعف بين على أحاديث سليمان و لا يتابعه عليها أحد ، و هو ليس بالقوي !
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/210 ) :
رواه البزار و فيه سليمان بن داود اليمامي و هو ضعيف " .
قلت : بل هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الميزان " :
قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قد مر معنا أن
البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث ، فلا تحل رواية حديثه ، و قال ابن
حبان : ضعيف ، و قال آخر : متروك .
و قال في " الضعفاء " : ضعفوه .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) عن أبي هريرة بنحوه مع تقديم
الحاج بالمال الحلال على الحاج بالمال الحرام ، و قال :
رواه الطبراني في ( الأوسط ) ، و أشار إلى ضعفه .
قلت : و هو عنده ( رقم ـ 5361 ) من طريق اليمامي المذكور .
(3/91)
________________________________________
1093 - " يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة ، و أوساطهم للتجارة و قراؤهم
للرياء و السمعة ، و فقراؤهم للمسألة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) :
ضعيف .
أخرجه الخطيب ( 10/296 ) و من طريقه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/64/1
ـ 2 ) : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن السرخسي ـ قدم علينا الحج ـ قال
: حدثنا إسماعيل بن جميع ، قال : حدثنا مغيث بن أحمد عن فرقد السبخي ، كذا و في
" المنهاج " مغيث بن أحمد البلخي قال حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن مخلد بن
عبد الرحمن الأندلسي عن محمد بن عطاء الدلهي ليس في " المنهاج " الدلهي عن جعفر
ابن سليمان قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، كل من دون جعفر بن سليمان لم أجد له ترجمة ، سوى شيخ
الخطيب عبد الرحمن بن الحسن ، فإنه أورده في " تاريخه " و ساق له هذا الحديث ،
و لم يزد ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 3/76/1 9 من رواية
الخطيب و الديلمي .
(3/92)
________________________________________
1094 - " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) :
ضعيف .
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 97/1 ) : أخبرنا أنيس أخبرنا إسماعيل
ابن إبراهيم الترجماني حدثنا داود بن الزبرقان عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن
أبي أوفى عن عمران بن حصين .
و من طريق أبي سعيد رواه القضاعي ( 85/1 ) و قال : أنيس أبو عمرو المستملي .
و رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/187/1 ) من طريق ابن أبي الدنيا ،
و ابن عدي ( 128/2 ) و من طريقه البيهقي في " السنن " ( 10/199 ) من طريق أخرى
عن الترجماني به ، و قال :
تفرد برفعه داود بن الزبرقان ، قال ابن عدي :
و عامة ما يرويه مما لا يتابعه أحد عليه .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال أبو داود :
ضعيف ترك حديثه .
و قال النسائي : ليس بثقة .
و قال الجوزجاني : كذاب .
و في " التقريب " : متروك ، و كذبه الأزدي .
قلت : و قد خولف في إسناده ، فأخرجه البيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء : أنبأ
سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف عن عمران أنه قال : فذكره موقوفا عليه
و قال : هذا هو الصحيح موقوف .
قلت : و كذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفا عليه ، و لفظه : قال مطرف بن
عبد الله بن الشخير : صحبت عمران بن حصين إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا
أنشدنا فيه الشعر ، و قال : فذكره .
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 885 ) ، و قال ابن الجوزي :
و رواه أبو عوانة عن قتادة عن مطرف فوقفه ، و هو الأشبه .
قلت : و رواه البيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه ، و الغزالي مع
تساهله فقد أورد الحديث في " الإحياء " ( 9/44 ) طبع لجنة نشر الثقافة
الإسلامية موقوفا عن عمر و غيره .
ثم رأيته مرفوعا من طريق أخرى ، فقال ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " 0
322 ) : أخبرنا محمد بن جرير الطبري : حدثنا الفضل بن سهل الأعرج : حدثنا
سعيد بن أوس : حدثنا شعبة <1> عن قتادة به مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير الفضل بن سهل الأعرج ، قال ابن
أبي حاتم ( 3/2/63 ) : سئل أبي عنه فقال : صدوق .
لكن سعيدا هذا ، قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، فلا يطمئن القلب لمخالفته
لمثل شعبة و من معه ممن أوقفه .
و الحديث مما سود به الشيخ نسيب الرفاعي كتابه الذي سماه " تيسير العلي القدير
لاختصار تفسير ابن كثير ، فإنه رغم تنصيصه في مقدمته أنه التزم فيه أن لا
يورد فيه الأحاديث الضعيفة التي وقعت في أصله : " تفسير ابن كثير " ، فقد ذكر
في كتابه هذا عشرات الأحاديث الضعيفة و المنكرة ، و سيأتي التنبيه على بعضها إن
شاء الله تعالى ، و هذا أحدها ( 3/465 ) ، و تقدم بعض آخر منها .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا الأصل ، و أظنه تصحيفا ، و الصواب " سعيد " و هو ابن أبي عروبة ، فإنه
الذي في شيوخ سعيد بن أوس . اهـ .
(3/93)
________________________________________
1095 - " يا بلال ! غن الغزل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/215 ) :
باطل لا أصل له .
و لعله في بعض كتب الأدب التي تروي ما هب و دب من مثل كتاب أبي الفرج الأصبهاني
" الأغاني " ! فقد أورد هذا الحديث مؤلفوا كتاب " التربية الموسيقية " ( ص 65 -
طبع سنة 1964 ـ 1965 ) دون أن يعزوه إلى كتاب !
(3/94)
________________________________________
1096 " إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا : اللهم اجعلها مغنما ، و لا
تجعلها مغرما "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) :
موضوع .
رواه ابن ماجه ( رقم 1797 ) و ابن عساكر ( 7/225/2 ) عن البختري متفق على ضعفه
.
و قال المناوي في " فيض القدير " :
قال في الأصل : و ضعف ، و ذلك لأن فيه سويد بن سعيد قال أحمد : متروك .
قلت : إنما علة الحديث البختري هذا ، فإنه عند ابن عساكر من طريق أخرى عنه
فانتفت التهمة عن الوليد و سعيد و انحصرت في البختري و هو متهم ، فقد قال أبو
نعيم : روى عنه أبيه عن أبي هريرة موضوعات .
و كذا قال الحاكم و النقاش ، و قال ابن حبان :
ضعيف ذاهب ، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد و ليس بعدل ، فقد روى عن أبيه عن
أبي هريرة نسخة فيها عجائب .
و قال الأزدي : كذاب ساقط .
(3/95)
________________________________________
1097 - " إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) :
ضعيف .
أخرجه الإمام أحمد ، قال ( 2/541 ) : حدثنا عصام بن خالد : حدثنا حريز ، و في
الأصل : جرير و هو تصحيف عن شبيب أبي روح أن أعرابيا أتى أبا هريرة فقال :
يا أبا هريرة ! حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث فقال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ألا إن الإيمان يمان ، و الحكمة يمانية ، و أجد نفس ربكم من قبل اليمن ،
و قال المغيرة <1> : من قبل المغرب ) ، ألا إن الكفر و الفسوق و قسوة القلب
في الفدادين أصحاب الشعر و الوبر ، الذين يغتالهم الشياطين على أعجاز الإبل " .
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/56 ) من رواية أحمد إلى قوله : " من قبل
اليمن " ثم قال :
" و رجاله رجال الصحيح غير شبيب و هو ثقة " . و مثله قول شيخه الحافظ العراقي
في " تخريج الإحياء " ( 1/92 ) :
" رواه أحمد ، و رجاله ثقات " .
قلت : في النفس من شبيب شيء ، فإنه يصرح بتوثيقه أحد غير ابن حبان ( 1/86 ) ،
و قول أبي داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " ليس نصا في توثيقه لشبيب بالذات ،
لاحتمال أن أبا داود لم يعلم أو لم يخطر في باله حين قال ذلك أن شبيبا من شيوخ
حريز ، و قد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/1/358 ) و لم يحك
فيه جرحا و لا توثيقا ، و لعله لذلك قال ابن القطان :
" شبيب لا تعرف له عدالة " .
و أيضا فقد روى الحديث جماعة من التابعين الثقات عن أبي هريرة لم يذكر أحد منهم
فيه هذه الجملة " و أجد نفس ربكم من قبل اليمن " ، أخرجه كما ذكرنا الشيخان في
" صحيحيهما " و أحمد ( 2/235 و 252 و 258 و 267 و 269 و 277 و 372 و 380 و 407
و 425 و 457 و 474 و 480 و 484 و 488 و 502 و 541 ) فهي عندى منكرة ، أو على
الأقل شاذة .
( تنبيه ) : أورد الحديث الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " و قال ( 1/217 ) :
" قال العراقي : لم أجد له أصلا " !
قلت : ينافي ما نقلته عن كتابه " التخريج " فالله أعلم بصحة نقل العجلوني عنه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] لم أدر من المغيرة هذا ؟ و ليس له ذكر في سند الحديث . اهـ .
1
(3/96)
________________________________________
1098 - " ليس الإيمان بالتمني و لا بالتحلي ، و لكن ما وقر في القلب و صدقه العمل ،
العلم علم باللسان و علم بالقلب ، فأما علم القلب فالعلم النافع ، و علم اللسان
حجة الله على بني آدم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/218 ) :
موضوع .
رواه ابن النجار في " الذيل " ( 10/88/2 ) عن عبد السلام بن صالح : حدثنا يوسف
ابن عطية : حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد هالك ، يوسف بن عطية و هو الصفار الأنصاري قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي و الدولابي :
" متروك الحديث " . زاد النسائي : " و ليس بثقة " .
و عبد السلام بن صالح ، و هو أبو الصلت الهروي أورده الذهبي في " الضعفاء "
و قال :
" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة ، و قال ابن عدي : متهم
. و قال غيره : رافضي " .
قلت : و قد رواه بعض الضعفاء عن الحسن موقوفا عليه .
أخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( رقم 93 بتحقيقي ) من طريق جعفر بن
سليمان : نا زكريا قال : سمعت الحسن يقول :
" إن الإيمان ليس بالتحلي و لا بالتمني ، إنما الإيمان ما وقر في القلب و صدقه
العمل " .
و هذا سند ضعيف من أجل زكريا هذا و هو ابن حكيم الحبطي ، قال الذهبي في "
الميزان " :
" هالك " . و أقره الحافظ في " اللسان " . لكن قال المناوي في " الفيض " تحت
قول السيوطي : " رواه ابن النجار و الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس " :
" قال العلائي : حديث منكر ، تفرد به عبد السلام بن صالح العابد ، قال النسائي
متروك . و قال ابن عدي : مجمع على ضعفه ، و قد روي معناه بسند جيد عن الحسن من
قوله . و هو الصحيح . إلى هنا كلامه ، و به يعرف أن سكوت المصنف عليه لا يرضى "
قلت : فلعل العلائي وقف على سند آخر لهذا الأثر عن الحسن ; و لذلك جوده . والله
أعلم .
(3/97)
________________________________________
1099 - " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت و يوم الأحد ، أكثر مما
يصوم من الأيام ، و يقول : إنهما عيد المشركين ، فأنا أحب أن أخالفهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/219 ) :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 6/324 ) و ابن خزيمة ( 2167 ) و ابن حبان ( 941 ) و الحاكم (
1/436 ) و عنه البيهقي ( 4/303 ) من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال :
حدثنا أبي عن كريب أنه سمع أم سلمة تقول : فذكره . و قال الحاكم :
" إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي .
قلت : و في هذا نظر ; لأن محمد بن عمر بن علي ليس بالمشهور ، و قد ترجمه ابن
أبي حاتم ( 4/1/18/81 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره
في " الثقات " على قاعدته ! و أورده الذهبي في " الميزان " و قال :
" ما علمت به بأسا ، و لا رأيت لهم فيه كلاما ، و قد روى له أصحاب السنن
الأربعة " .
ثم ذكر له حديثا رواه النسائي ثم قال :
" و أورده عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه الوسطى " ، و قال : إسناده ضعيف .
و قال ابن القطان : هو كما ذكر ضعيف ، فلا يعرف حال محمد بن عمر . ثم ذكر له
بعد حديث كريب عن أم سلمة ( قلت : فساق هذا ثم قال : ) أخرجه النسائي ، قال ابن
القطان : فأرى حديثه حسنا . يعني لا يبلغ الصحة " .
قلت : فأنت ترى أن ابن القطان تناقض في ابن عمر هذا ، فمرة يحسن حديثه ، و مرة
يضعفه ، و هذا الذي يميل القلب إليه لجهالته ، لا سيما و حديثه هذا مخالف
بظاهره لحديث صحيح و لفظه :
" لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، و إن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة
، أو عود شجرة فليمضغه " .
أخرجه أصحاب السنن و غيرهم و حسنه الترمذي و صححه الحاكم ، و إسناده صحيح ، بل
له طريقان آخران صحيحان ، كما بينته في " الإرواء " ( رقم 960 ) .
و فيه علة أخرى ، و هي أن عبد الله بن محمد بن عمر حاله نحو حال أبيه ، لم
يوثقه غير ابن حبان ، و قال ابن المديني :
" وسط " . و قال الحافظ :
" مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة
و لم يتابع في هذا الحديث ، فهو لين .
و لم أكن قد تنبهت لهذه العلة في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ، فحسنت ثمة
إسناده ، و الصواب ما اعتمدته هنا . والله أعلم .
(3/98)
________________________________________
1100 - " فضلت على آدم بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ، و كن
أزواجي عونا لي ، و كان شيطان آدم كافرا ، و كانت زوجته عونا له على خطيئته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/220 ) :
موضوع .
أخرجه أبو طالب مكي المؤذن في " حديثه " ( ق 233/1 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد
" ( 3/331 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج2 باب ما تحدث رسول الله
صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه ) عن محمد بن الوليد بن أبان بن أبي جعفر : حدثنا
إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته أبو جعفر هذا ، و هو القلانسي البغدادي ، قال
الذهبي في " الميزان " :
" قال ابن عدي : كان يضع الحديث ، و قال أبو عروبة : كذاب . فمن أباطيله ... "
قلت : فذكر له أحاديث هذا أحدها .
قلت : إبراهيم بن صرمة ضعفه الدارقطني و غيره . و قال ابن عدي :
" عامة حديثه منكر المتن و السند " . و قال أبو حاتم :
" شيخ " .
و قال ابن معين :
" كذاب خبيث " . كذا في " الميزان " .
قلت : و قد سود السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورد فيه هذا الحديث الباطل
من رواية البيهقي وحده في " الدلائل " ، فتعقبه المناوي بالقلانسي و قول الذهبي
فيه . و فاتته العلة الأخرى و هي ابن صرمة هذا . و أما في " التيسير " فقال : "
و فيه كذاب " .(3/99)
***************************
يتبع أن شاء الله .........
ذو الفقار
2008-04-26, 09:34 PM
1101 - " أعلم الناس من يجمع علم الناس إلى علمه ، و كل صاحب علم غرثان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/221 ) :
ضعيف .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 120/2 ) و عنه الديلمي في " مسند الفردوس " (
1/1/121 ) عن مسعدة بن اليسع عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر بن
عبد الله :
أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أي الناس أعلم ؟ قال : من جمع
... " .
قلت : و هذا إسناد موضوع آفته مسعدة هذا ، قال الذهبي في " الميزان " :
" هالك ، كذبه أبو داود ، و قال أحمد بن حنبل : حرقنا حديثه منذ دهر " .
و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/371 ) :
" سألت أبي عنه فقال : هو ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به ، يكذب على جعفر بن
محمد " .
قلت : و هذا الحديث مما سود به السيوطي " جامعه الصغير " ، و تعقبه المناوي
بقول الهيثمي ( 1/162 ) :
" فيه مسعدة بن اليسع و هو ضعيف جدا " .
قلت : و عليه فقوله في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف " .
يخالف ما نقله عن الهيثمي و أقره عليه كما يخالف حال راويه مسعدة .
نعم قد وجدت له متابعا قويا يمنع من الحكم على الحديث بالوضع و إن كان مرسلا ،
فقال الدارمي في " سننه " ( 1/86 ) : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم : نا يحيى بن أبي
بكير : نا شبل عن عمرو بن دينار عن طاووس قال : قيل : يا رسول الله ! أي الناس
أعلم ؟ الحديث .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ،; و لكنه مرسل .
(3/100)
________________________________________
1102 - " إن المرأة إذا خرجت من بيتها و زوجها كاره لذلك لعنها كل ملك في السماء و كل شيء مرت عليه غير الجن و الإنس حتى ترجع " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) :
ضعيف جدا .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/170/1 - 2 ) عن عيسى بن المساور : حدثنا سويد
ابن عبد العزيز عن محمد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعا و قال :
" لم يروه عن عمرو إلا محمد ، تفرد به سويد " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أحمد : متروك الحديث " .
و قال في " الميزان " .
" هو واه جدا " .
و قال الهيثمي في " المجمع " :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه سويد بن عبد العزيز و هو متروك ، و قد
وثقه دحيم و غيره ، و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/79 ) إلى أن الحديث حسن أو قريب من
الحسن ; فلا تغتر به .
(3/101)
________________________________________
1103 - " لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا . يعني أهل الذمة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) :
باطل لا أصل له .
و قد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة ، على ألسنة كثير من الخطباء و الدعاة
و المرشدين ، مغترين ببعض الكتب الفقهية ، مثل " الهداية " في المذهب الحنفي ،
فقد جاء فيه ، في آخر " البيوع " :
" و أهل الذمة في المبايعات كالمسلمين ، لقوله عليه السلام في ذلك الحديث ،
فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما عليهم " .
فقال الحافظ الزيلعي في " تخريجه " : نصب الراية " ( 4/55 ) :
" لم أعرف الحديث الذي أشار إليه المصنف ، و لم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث
معاذ ، و هو في " كتاب الزكاة " ، و حديث بريدة و هو في " كتاب السير " ، و ليس
فيهما ذلك " .
و وافقه الحافظ في " الدراية " ( ص 289 ) .
قلت : فقد أشار الحافظان إلى أن الحديث لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، و أن صاحب " الهداية " قد وهم في زعمه ورود ذلك في الحديث . و هو يعني -
والله أعلم - حديث ابن عباس ; و هو الذي إليه الزيلعي :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال : إنك تأتي قوما أهل
كتاب ، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، و أني رسول الله ، فإن هم أطاعوك
، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم .. " الحديث . و هو متفق عليه .
فليس فيه - و لا في غيره - ما عزاه إليه صاحب " الهداية " .
بل قد جاء ما يدل على بطلان ذلك ، و هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث
الصحيح :
" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. فإذا فعلوا ذلك فقد
حرمت علينا دماؤهم و أموالهم إلا بحقها ، لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما على
المسلمين " .
و إسناده صحيح على شرط الشيخين كما بينته في " الأحاديث الصحيحة " ( 299 ) .
فهذا نص صريح على أن الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الجملة :
" لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا " .
ليس هم أهل الذمة الباقين على دينهم ، و إنما هم الذين أسلموا منهم ، و من
غيرهم من المشركين !
و هذا هو المعروف عند السلف ، فقد حدث أبو البختري :
" أن جيشا من جيوش المسلمين - كان أميرهم سلمان الفارسي - حاصروا قصرا من قصور
فارس ، فقالوا : يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم ؟ قال : دعوني أدعهم كما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ، فأتاهم سلمان ، فقال لهم : إنما أنا رجل
منكم فارسي ، ترون العرب يطيعونني ، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا ، و عليكم
مثل الذي علينا ، و إن أبيتم إلا دينكم ، تركناكم عليه ، و أعطونا الجزية عن يد
، و أنتم صاغرون .. " .
أخرجه الترمذي و قال : " حديث حسن " و أحمد ( 5/440 و 441 و 444 ) من طرق عن
عطاء بن السائب عنه .
و لقد كان هذا الحديث و نحوه من الأحاديث الموضوعة و الواهية سببا لتبني بعض
الفقهاء من المتقدمين ، و غير واحد من العلماء المعاصرين ، أحكاما مخالفة
للأحاديث الصحيحة ، فالمذهب الحنفي مثلا يرى أن دم المسلمين كدم الذميين ،
فيقتل المسلم بالذمي ، و ديته كديته مع ثبوت نقيض ذلك في السنة على ما بينته في
حديث سبق برقم ( 458 ) ، و ذكرت هناك من تبناه من العلماء المعاصرين !
و هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه اليوم طالما سمعناه من كثير من
الخطباء و المرشدين يرددونه في خطبهم ، يتبجحون به ، و يزعمون أن الإسلام سوى
بين الذميين و المسلمين في الحقوق ، و هم لا يعلمون أنه حديث باطل لا أصل له عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فأحببت بيان ذلك ، حتى لا ينسب إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ما لم يقل !
و نحوه ما روى أبو الجنوب قال : قال علي رضي الله عنه :
" من كانت له ذمتنا ، فدمه كدمنا ، و ديته كديتنا " .
أخرجه الشافعي ( 1429 ) و الدارقطني ( 350 ) و قال :
" و أبو الجنوب ضعيف " .
و أورده صاحب " الهداية " بلفظ :
" إنما بذلوا الجزية ، لتكون دماؤهم كدمائنا ، و أموالهم كأموالنا " .
و هو مما لا أصل له ، كما ذكرته في " إرواء الغليل " ( 1251 ) .
(3/102)
________________________________________
1104 - " من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه ، فليعد لها . يعني الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/225 ) :
منكر .
أخرجه أبو داود ( 944 ) و الطحاوي ( 1/263 ) و الدارقطني ( 195 - 196 ) و عنه
البيهقي ( 2/262 ) من طريق محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس عن أبي
غطفان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال أبو داود :
" هذا الحديث وهم " . و قال الدارقطني :
" قال لنا ابن أبي داود : أبو غطفان رجل مجهول ، و لعل الحديث من قول ابن إسحاق
، و الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ، رواه أنس
و جابر و غيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدارقطني : رواه ابن عمر
و عائشة أيضا " .
قلت : أبو غطفان قد وثقه ابن معين و النسائي و ابن حبان ، و روى عنه جماعة من
الثقات ، و لم يقل فيه مجهول غير ابن أبي داود ، فهو ثقة كما قال الحافظ في "
التقريب " .
و إنما علة الحديث ابن إسحاق و هو مدلس و قد عنعنه .
و من الغرائب قول الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/90 ) :
" حديث جيد " !
مع أنه حكى عن ابن الجوزي أنه أعله في " التحقيق " بهذه العلة ، و التي قبلها
ثم ذكر أنه :
" تعقبه صاحب " التنقيح " في الأولى ، دون الأخرى . و أن الإمام أحمد سئل عن
الحديث ، فقال : لا يثبت إسناده ، ليس بشيء " .
و سلم بذلك الزيلعي و لم يتعقبه بشيء ، و لا مجال لذلك .
و هو قد استدل به لما جاء في " الهداية " على المذهب الحنفي :
" و لا يرد السلام بلسانه ، و لا بيده لأنه كلام معنى ، حتى لو صافح بنية
التسليم تبطل صلاته " .
و هذا مع أنه لا دليل عليه سوى هذا الحديث ، و قد تبين ضعفه ، فإنه مخالف
للأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ،
و لذلك فهو حديث منكر ، و في كلام ابن أبي داود السابق إشارة إلى ذلك . و لهذا
قال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " عقبه ( رقم 1370 ) :
" و الصحيح إباحة الإشارة على ما ذكر مسلم و غيره " .
يعني من حديث جابر في رد السلام إشارة ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 859
) و حديث أنس المشار إليه آنفا هو فيه برقم ( 871 ) .
و لا يدل لهذا المذهب حديث أبي داود مرفوعا :
" لا غرار في صلاة و لا تسليم " .
لما ذكرته في تخريجه في " الأحاديث الصحيحة " ( رقم 311 ) ، و قد ذكرت فيه حديث
ابن عمر في إشارته صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، فراجعه إن شئت .
و أما مصافحة المصلي ، فهي و إن لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما علمت
، فلا دليل على بطلان الصلاة ، لأنها عمل قليل ، لا سيما و قد فعلها عبد الله
ابن عباس رضي الله عنه ، فقال عطاء بن أبي رباح :
" أن رجلا سلم على ابن عباس ، و هو في الصلاة ، فأخذ بيده ، و صافحه و غمز يده
" .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 1/193/2 ) و البيهقي في " سننه " ( 2/259 ) بإسنادين عن
عطاء أحدهما صحيح ، و الآخر رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أن فيه عنعنة
حبيب بن أبي ثابت .
و ليس كل عمل في الصلاة يبطلها ، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" جئت و رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت ، و الباب عليه مغلق ،
فمشى [ عن يمينه أو يساره ] حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه ، و وصفت الباب في
القبلة " .
أخرجه أصحاب السنن و حسنه الترمذي و صححه ابن حبان و عبد الحق في " الأحكام " (
رقم 1374 ) و إسناده حسن كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 885 ) .
(3/103)
________________________________________
1105 - " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل ، كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله و دع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه أن يكون
أكيله و شريبه و قعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال :
*( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم )* إلى قوله
: *( فاسقون )* ، ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر
و لتأخذن عن المنكر و لتأخذن على يدي الظالم ، و لتأطرنه على الحق أطرا ،
و لتقصرنه على الحق قصرا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/227 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 4336 ) و الترمذي ( 2/175 ) و ابن ماجه ( 4006 ) و الطحاوي في
" المشكل " ( 2/61 - 62 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 6/305 ) و أحمد في "
المسند " ( 1/391 ) من طرق عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن
مسعود به .
و خالف المؤمل بن إسماعيل فقال : حدثنا سفيان قال : حدثنا علي بن بذيمة عن أبي
عبيدة - أظنه عن مسروق - عن عبد الله به نحوه .
أخرجه ابن جرير .
و المؤمل هذا ضعيف لسوء حفظه .
و خالفه عبد الرحمن بن مهدي فقال : حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره هكذا مرسلا . و هو أصح .
أخرجه الترمذي ( 2/175 - 176 ) و ابن جرير و ابن ماجه .
و تابعه سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به و زاد في آخره :
" أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم ليلعننكم كما لعنهم " .
أخرجه أبو داود ( 4337 ) و ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " ( ق 53/1 )
و عبد الغني المقدسي فيه ( 85/2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 8/299 ) و البغوي
في " تفسيره " ( 3/206 - 207 ) من طرق عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن
سالم به .
و سالم هذا هو ابن عجلان الأفطس و هو ثقة من رجال البخاري .
و رواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو
ابن مرة عن سالم الأفطس به .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1248 ) و ابن جرير و كذا ابن أبي حاتم كما في
" تفسير ابن كثير " و ابن أبي الدنيا ( 54/1 - 2 ) و قال أبو داود بعد أن ذكره
معلقا :
" و رواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة " .
قلت : كأنه يشير إلى أن قول المحاربي : " عبد الله بن عمرو بن مرة " وهم . و هو
الظاهر لمخالفته لرواية الجماعة عن العلاء . و المحاربي لا بأس به ، و كان يدلس
كما قال أحمد ، و قد عنعنه ، فلعل الوهم ممن دلسه .
و رواية الطحان التي علقها أبو داود هي التي وصلها البغوي كما سبقت الإشارة إلى
ذلك ، أخرجها من طريق أبي يعلى : أنا وهب بن بقية : أنا خالد - يعني ابن
عبد الله الواسطي - عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
عبد الله بن مسعود . و قد أخرجها أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1262 ) بهذا
الإسناد .
و قد خولف وهب بن بقية في هذا الإسناد ، فقال أبو جعفر الطحاوي : حدثنا محمد بن
إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي : حدثنا عمرو بن عون الواسطي : حدثنا خالد بن
عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي موسى قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بنحوه .
قلت : هكذا في الأصل " عمرو بن مرة عن أبي موسى " . لم يذكر بينهما أبا عبيدة ،
فلا أدري أسقط من الأصل ، أم الرواية هكذا وقعت للطحاوي ؟ ! و غالب الظن الأول
، لأمور :
1 - أن عمرو بن مرة لم يسمع من أبي موسى بل لم يذكروا له رواية عنه ، و كان لا
يدلس ، فينبغي أن يكون بينهما راو ، و ليس هو إلا أبو عبيدة .
2 - أن ابن كثير قال : قال شيخنا الحافظ المزي : " و قد رواه خالد بن عبد الله
الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى " .
قلت : و الظاهر أنه يشير إلى هذه الرواية .
3 - أنهم ذكروا لأبي عبيدة رواية عن أبي موسى .
4 - أن الهيثمي أورده في " المجمع " ( 7/269 ) من حديث أبي موسى ثم قال :
" رواه الطبراني ، و رجاله رجال الصحيح " .
و غالب الظن أنه عند الطبراني من هذا الوجه الذي ذكره المزي ، فإذا كان كذلك ،
و فرضنا أنه كانت الرواية عنده عن عمرو بن مرة عن أبي موسى ، لنبه الهيثمي على
انقطاعها ، و إن كان يفوته كثير التنبيه على مثله . والله أعلم .
ثم إن إسناد الطحاوي المتقدم رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شيخ الطحاوي
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي و هو ثقة مأمون كما روى الخطيب في
ترجمته ( 1/392 ) عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش . مات سنة ست و سبعين و مائتين
<1> .
و على هذا فينبغي أن يكون هذا الإسناد صحيحا ، لاتصاله ، وثقه رجاله ، لولا أنه
قد اختلف في إسناده على العلاء بن المسيب ، فرواه عمرو بن عون الواسطي عن خالد
ابن عبد الله عنه هكذا .
و خالفه وهب بن بقية فرواه عن خالد عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
عبد الله بن مسعود .
و هذه الرواية أولى بالأخذ بها و الاعتماد عليها ، لأن وهب بن بقية ثقة أيضا من
رجال مسلم ، و روايته موافقة لرواية أبي داود المتقدمة عن العلاء ، و هي من
رواية أبي شهاب الحناط و اسمه عبد ربه بن نافع الكتاني من رجال الشيخين .
و من المحتمل أن يكون هذا الاختلاف على العلاء بن المسيب ليس من الرواة عنه ،
بل منه نفسه ، لأنه مع كونه ثقة ، فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، حتى قال
الحافظ في " التقريب " :
" ثقة ربما وهم " .
قلت : فمن الممكن أن يكون وهم في قوله في هذا الإسناد : عن عمرو بن مرة [ عن
أبي عبيدة ] عن أبي موسى ، و إذا كان قد صح عنه على الوجه الآخر " عن عمرو عن
أبي عبيدة عن ابن مسعود " . فالقلب يطمئن لهذه الرواية دون تلك لموافقتها
لرواية علي بن بذيمة و سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود .
و على ذلك ، فإسناد الطحاوي و كذا الطبراني عن أبي موسى يكون شاذا ، فلا يكون
صحيحا ، و هذا إذا سلم من الانقطاع بين عمرو بن مرة و أبي موسى على ما سبق
بيانه .
و إذا تبين هذا فالمحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود
فهو على هذا إسناد ضعيف منقطع . قال المنذري في " الترغيب " ( 4/170 ) :
" أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه ، و قيل : سمع " .
قلت : و الصواب الأول ، فقد قال شعبة عن عمرو بن مرة : سألت أبا عبيدة : هل
تذكر من عبد الله شيئا ؟ قال : لا . و قال الترمذي : لا يعرف اسمه ، و لم يسمع
من أبيه شيئا . و كذلك قال ابن حبان : إنه لم يسمع من أبيه شيئا . و بهذا جزم
الحافظ المزي في " تهذيب التهذيب " ، و تبعه الحافظ في " تهذيبه " .
قلت : فقول الترمذي عقب الحديث :
" حديث حسن غريب " .
مما يتعارض مع الانقطاع الذي اعترف به هو نفسه . و ذلك من تساهله الذي عرف به .
و جملة القول أن الحديث مداره على أبي عبيدة ، و قد اضطرب الرواة عليه في
إسناده على أربعة وجوه :
الأول : عنه عن أبيه عبد الله بن مسعود .
الثاني : عنه عن مسروق عن ابن مسعود .
الثالث : عنه مرسلا .
الرابع : عنه عن أبي موسى .
و لقد تبين من تحقيقنا السابق أن الصواب من ذلك الوجه الأول ، و أنه منقطع فهو
علة الحديث . و به جزم المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم ( 3713 )
. وبالله التوفيق .
و كان الحامل على كتابة هذا البحث أن بعض الكتاب ادعى في مجلة " الوعي الإسلامي
" العدد الأول من السنة الثانية ( ص 96 ) أن الحديث مما صح عن الرسول صلوات
الله و سلامه عليه . فأحببت أن أتيقن من خطئه فيما قال ، فكان من ذلك هذا
المقال . و كتبت إلى المجلة بخلاصة نافعة منه في أشياء أخرى بتاريخ لا يحضرني
منه إلا السنة 1386 هـ ، و لكنها لم تنشر . و لله في خلقه شؤون .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قلت : و لم يعرفه العيني في كتابه " مغاني الأخيار " كما في تلخيصه " كشف
الأستار " ، و ليس هو محمد بن إبراهيم المروزي المترجم في " الميزان "
و المتكلم فيه كما توهم المعلق على " الكشف " بل هو آخر ، و ترجمته عند الخطيب
أيضا عقب هذا . اهـ .
1
(3/104)
________________________________________
1106 - " بعث الله جبريل إلى آدم و حواء فقال لهما : ابنيا لي بيتا ، خط لهما جبريل ،
فجعل آدم يحفر و حواء تنقل حتى أجابه الماء ، ثم نودي من تحته : حسبك يا آدم !
فلما بنياه أوحى الله إليه أن يطوف به ، و قيل له : أنت أول الناس ، و هذا أول
بيت ، ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح ، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم
القواعد منه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/231 ) :
منكر .
أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 1/320 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 2/321 ) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا أبو صالح الجهني قال :
حدثنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البيهقي :
" تفرد به ابن لهيعة مرفوعا " .
قال الحافظ ابن كثير في " السيرة " ( 1/272 ) :
" قلت : و هو ضعيف ، و وقفه على عبد الله بن عمرو أقوى و أثبت " .
قلت : هذا يوهم أنه روي عنه موقوفا بإسناد أقوى ، مع أنه لم يخرجه هو و لا
البيهقي موقوفا ، فالظاهر أنه يعني أن الوقف به أشبه ، والله أعلم .
ثم إن فيه علتين أخريين :
الأولى : أبو صالح الجهني هو عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ، قال الحافظ
:
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
قلت : فيحتمل أن الغلط منه ، فتعصيبه بابن لهيعة ليس بلازم .
الأخرى : يحيى بن عثمان ، قال الحافظ :
" صدوق رمي بالتشيع ، و لينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله " .
(3/105)
________________________________________
1107 - " كان يرمي الجمرة في هذا المكان ، و يقول كلما رمي بحصاة : الله أكبر ، الله أكبر ، اللهم اجعله حجا مبرورا ، و ذنبا مغفورا ، و عملا مشكورا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/232 ) :
ضعيف .
أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5/129 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 11/2 )
عن عبد الله بن حكيم المزني : حدثني أبو أسامة قال :
" رأيت سالم بن عبد الله بن عمر استبطن الوادي ، ثم رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر
مع كل حصاة : الله أكبر ، الله أكبر .. فسألته عما صنع فقال : حدثني أبي أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمرة ... " الحديث . و قال البيهقي :
" عبد الله بن حكيم ضعيف " .
قلت : بل هو شر من ذلك ، و هو أبو بكر الداهري البصري ، قال أحمد و غيره :
" ليس بشيء " .
و قال الجوزجاني :
" كذاب " .
و قال أبو نعيم الأصبهاني :
" روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش الموضوعات " .
و قال العقيلي :
" يحدث بالبواطيل عن الثقات " .
و قد روي بإسناد آخر ، و لكنه ضعيف . يرويه ليث بن أبي سليم عن محمد بن
عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود و نحوه ، ثم قال :
" هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع " .
و ليث ضعيف ، و كان اختلط ، و شيخه محمد بن عبد الرحمن ثقة ، فالآفة من الليث .
و مما يضعف حديثه أن الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من طريق أخرى عن
عبد الرحمن بن يزيد دون قوله : " الله أكبر ، اللهم اجعله حجا .. إلخ " . و هو
في مختصري لـ " صحيح البخاري " برقم ( 850 ) يسر الله تمام طبعه ، بمنه و كرمه
، و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 1724 ) ، و قد جاء التكبير وحده في حديث
آخر مخرج من حديث ابن عمر في " الصحيحين " و غيرهما ، و هو في " مختصر البخاري
" برقم ( 851 ) و من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص و هو مخرج في " صحيح أبي
داود " ( 1715 ) الأمر الذي يؤكد نكارة هذه الزيادة .
(3/106)
________________________________________
1108 - " تخرج الدابة ، و معها عصى موسى عليه السلام ، و خاتم سليمان عليه السلام ، فتخطم الكافر بالخاتم ، و تجلو وجه المؤمن بالعصا ، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوان ، فيقول هذا : يا مؤمن ، و يقول هذا : يا كافر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/233 ) :
منكر .
أخرجه الطيالسي ( ص 334 ) و أحمد ( 2/295 و 491 ) و الترمذي ( 12/63 - بشرح ابن
العربي ) و ابن ماجه ( 2/1351/4066 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( ق 24/1 ) كلهم
من طريق عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن " .
قلت : كذا قال و فيه علتان :
الأولى : أوس بن خالد ، ذكره البخاري في " الضعفاء " . و قال ابن القطان :
" له عن أبي هريرة ثلاثة أحاديث منكرة ، و ليس له كبير شيء " .
كذا في " الميزان " .
و في " التقريب " :
" مجهول " .
الأخرى : علي بن زيد و هو ابن جدعان ، ضعيف .
(3/107)
________________________________________
1109 - " تخرج الدابة [ من ] أجياد ، فيبلغ صدرها الركن اليماني و لما يخرج ذنبها بعد ، و هي دابة ذات وبر و قوائم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/234 ) :
ضعيف .
أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3/179/1 ) و الحافظ الذهبي في " الميزان " من
طريق فرقد بن الحجاج القرشي قال : سمعت عقبة بن أبي الحسناء اليماني قال : سمعت
أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإن فرقدا في عداد مجهولي الحال ، و شيخه عقبة مجهول
العين ، و في ترجمته ساق الذهبي الحديث ، و قال فيه :
" مجهول ، رواه الكناني عن أبي حاتم الرازي . ثم قال أبو حاتم : روى عنه فرقد
ابن الحجاج مجهول . و كذا قال ابن المديني : عقبة مجهول .. قلت : أما فرقد ،
فقد حدث عنه ثلاث ثقات ، و ما علمت فيه قدحا " .
قلت : و قد ترجم الاثنين ابن أبي حاتم ( 3/1/309/1724 و 3/2/82/465 ) و قال في
كل منهما عن أبيه :
" شيخ " .
و أما ابن حبان فأوردهما في " الثقات " ( 2/242 و 2/165 ) و قال في الأول منهما
فرقد :
" يخطىء " .
(3/108)
________________________________________
1110 - " عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله ( ثلاث مرات ) ، ثم قرأ : *( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ، و اجتنبواقول الزور حنفاء لله غير مشركين به )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/235 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 3599 ) و الترمذي ( 2/49 ) و ابن ماجه ( 2372 ) و أحمد (
4/321 ) من طريق محمد بن عبيد : حدثني سفيان - و هو ابن زياد العصفري - عن أبيه
عن حبيب بن النعمان الأسدي عن خريم بن فاتك قال :
" صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، فلما انصرف قام قائما فقال :
... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علتان : الجهالة ، و الاضطراب في سنده .
أما الجهالة ، فمن قبل حبيب بن النعمان . قال ابن القطان :
" لا يعرف " .
و مثله الراوي عنه ابن زياد العصفري . قال ابن القطان :
" مجهول " .
و قال الذهبي :
" لا يدرى من هو ؟ عن مثله ! " يعني حبيبا .
و أما الاضطراب ، فإن محمد بن عبيد رواه كما ذكرنا ، و خالفه مروان بن معاوية
الفزاري فقال : عن سفيان بن زياد عن فاتك بن فضالة عن أيمن بن خريم " أن النبي
صلى الله عليه وسلم قام خطيبا ... " الحديث .
أخرجه أحمد ( 4/178 و 232 و 322 ) و الترمذي ( 2/48 ) و قال :
" هذا حديث غريب ، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد ، و اختلفوا عليه في رواية
هذا الحديث ، و لا نعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم " .
ثم ساقه من الطريق الأولى ، ثم قال :
" هذا عندي أصح ، و خريم بن فاتك له صحبة " .
قلت : لكن الراوي عنه مجهول ، و كذا الذي بعده كما عرفت ، فالحديث ضعيف ، و قد
أشار إلى ذلك الترمذي بقوله : " حديث غريب " .
( تنبيه ) : قد عرفت مما تقدم أن حبيب بن النعمان و الراوي عنه زياد العصفري
هما من رجال أصحاب السنن حاشا النسائي ، و مع ذلك فالأول منهما رمز له الحافظ
في كتابيه " التهذيب " و " التقريب " ثم الخزرجي في " الخلاصة " بـ ( دق )
ففاتهم الرمز له بـ ( ت ) أيضا . و الآخر رمزوا به بـ ( س ) أي النسائي ،
ففاتهم الرمز له بالثلاثة ( د ق ت ) ، ثم لا أدري إذا كان الرمز المذكور ( س )
أرادوا به سننه الكبرى أم الصغرى . و الراجح الأول . والله أعلم .
ثم إن محمد بن عبيد الذي رجح روايته الترمذي هو الطنافسي الأحدب ثقة حافظ احتج
به الشيخان ، و مثله المخالف له مروان بن معاوية ، و ليس فيه علة سوى أنه كان
يدلس أسماء الشيوخ ، و شيخه في إسناده فاتك بن فضالة مجهول أيضا !
(3/109)
**************************************
يتبع ان شاء الله ....
1111 - " لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا ، خير له من أن يمتلىء شعرا هجيت به " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/236 ) :
باطل بزيادة هجيت به .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 435 ) و ابن عساكر
في " تاريخ دمشق " ( 17/285/2 ) عن النضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عن جابر
ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال العقيلي :
" النضر بن محرز لا يتابع على حديثه ، و لا يعرف إلا به ، و إنما يعرف هذا
الحديث بالكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " .
ثم ساق إسناده من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي به .
قلت : الكلبي هو محمد بن السائب أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" كذبه زائدة و ابن معين و جماعة " .
و محمد بن مروان السدي ، قال الذهبي :
" متروك متهم " .
قلت : و قد خولف في إسناده ، فرواه إسماعيل بن عياش عن محمد بن السائب عن أبي
صالح قال :
" قيل لعائشة : إن أبا هريرة يقول : لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن
يمتلئ شعرا ، فقالت عائشة : يرحم الله أبا هريرة ، حفظ أول الحديث و لم يحفظ
آخره ، إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لأن
يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا من مهاجاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم " .
أخرجه الطحاوي ( 2/371 ) فقال : حدثنا يونس قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني
إسماعيل بن عياش به .
قلت : و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها ، فإن ابن
السائب كوفي ، و عليه دار الحديث ، فهو آفته .
ثم رأيت ابن عدي قد أخرجه في " كامله " ( 345/1 ) من طريق حبان بن علي عن
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا مثل حديث جابر دون قصة عائشة و أبي
هريرة .
و حبان بن علي هو العنزي و هو ضعيف كما في " التقريب " .
و بالجملة فهذه الطريق موضوعة ، و قد روى ابن عدي عن سفيان قال :
" قال لي الكلبي : كل شيء أحدث عن أبي صالح فهو كذب " <1> .
" و أما طريق جابر ، فهي واهية ، فإن النضر بن محرز قال فيه ابن حبان :
" منكر الحديث جدا . لا يحتج جدا " .
و من طريقه رواه أبو يعلى في " مسنده " لكن وقع فيه " أحمد بن محرز " . و قال
الحافظ في " اللسان " :
" و أحمد لم أقف له على ترجمة ، فلعله من تغيير بعض الرواة ، أو ( النضر ) لقبه
" .
و أحمد هذا هو الذي أشار إليه الحافظ بقوله في " الفتح " ( 10/454 ) : بعدما
عزاه لأبي يعلى :
" و فيه راو لا يعرف " .
و زاد عليه الهيثمي فقال في " المجمع " ( 8/120 ) :
" و فيه من لم أعرفهم " .
قلت : و هذا يؤيد ما ذكره الحافظ من احتمال أن اسم أحمد من تغيير بعض الرواة ،
فإن فيمن دونه من لا يعرف أيضا . ثم قال الحافظ :
" فلم تثبت هذه الزيادة " .
قلت : بل هي باطلة قطعا ، فإن الحديث في " الصحيحين " من طريق الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة مرفوعا بدونها ، و في " البخاري " عن ابن عمر ، و في " مسلم
" عن سعد بن أبي وقاص و أبي سعيد الخدري ، و في " الطحاوي " عن عمر ، كلهم لم
يذكر الزيادة في الحديث ، فدل على بطلانها .
على أن في سياق الحديث ما يشعر ببطلان هذه الزيادة من حيث المعنى أيضا ، فمن
شاء البيان فليرجع إلى تخريجنا للحديث في " السلسلة الصحيحة " رقم ( 336 ) .
( تنبيه ) : ثم قال الحافظ :
" و ذكر السهيلي في " غزوة ودان " عن جامع ابن وهب أنه روى فيه أن عائشة رضي
الله عنها تأولت هذا الحديث على هجي به النبي صلى الله عليه وسلم ، و أنكرت على
من حمله على العموم في جميع الشعر . قال السهيلي : فإن قلنا بذلك ، فليس في
الحديث إلا عيب امتلاء الجوف منه ، فلا يدخل في النهي رواية اليسير على سبيل
الحكاية ، و لا الاستشهاد به في اللغة . ثم ذكر استشكال أبي عبيد <2> ، و قال :
عائشة أعلم منه " .
و أقول : يقال للسهيلي : أثبت العرش ثم انقش ، فإن الحديث عن عائشة لم يثبت فإن
في سنده عند ابن وهب متهما بالكذب بل هو معترف على نفسه بالكذب كما تقدم من
رواية الطحاوي عنه ، فلا تغتر بسكوت الحافظ على ما عزاه السهيلي لابن وهب ، فإن
الظاهر أنه أعني الحافظ لم يستحضر أن الحديث عند الطحاوي من طريق ابن وهب ،
و هو لما غزاه للطحاوي ذكر أن فيها ابن الكلبي الواهي ، فلو أنه استحضر ذلك
لنبه عليه . والله أعلم .
و الذي دعاني لتحقيق القول في الحديث هو أن بعض ذوي الأهواء من نابغة العصر قد
اتخذ رواية ابن وهب هذه حجة على الطعن في أبي هريرة و نسبته إلى سوء الحفظ لأنه
لم يحفظ في حديثه هذه الزيادة ، كما حفظته السيدة عائشة بزعمه ، و جهل أن
الحديث عليها مكذوب كما عرفت من هذا التحقيق كما جهل أو تجاهل أن أبا هريرة رضي
الله عنه قد تابعه على رواية الحديث كما رواه بدون الزيادة أربعة آخرون من
أفاضل الصحابة كما حققناه في " السلسلة الصحيحة " رقم ( 330 ) و الحمد لله على
توفيقه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قال الحافظ في " الفتح " : " و ابن الكلبي واهي الحديث ، و أبو صالح شيخه
ما هو الذي يقال له السمان المتفق على تخريج حديثه في " الصحيح " عن أبي هريرة
، بل هذا آخر ضعيف يقال له : باذان " . اهـ .
[2] انظر كلام أبي عبيد الذي أشار إليه في " الفتح " ، أو في " الأحاديث
الصحيحة " . اهـ .
2
(3/110)
________________________________________
1112 - " كان يقلم أظفاره و يقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يخرج إلى الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/239 ) :
ضعيف .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 50/1 من ترتيبه ) عن عتيق بن يعقوب الزبيري :
حدثنا إبراهيم بن قدامة عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة مرفوعا . و قال
:
" لم يروه عن الأغر إلا إبراهيم " .
قلت : و من طريقه رواه البزار أيضا من رواية عتيق بن يعقوب و قال :
" إبراهيم ليس بحجة " .
ذكره في " الميزان " و قال :
" و هو خبر منكر " .
و أشار عبد الحق لتضعيف الحديث في " أحكامه " ( 71/2 ) رقم ( 1690 - بتحقيقي )
و رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي " ( 277 ) من هذا الوجه إلا أنه أرسله .
ثم رواه من طريق أبي مصعب حدثني إبراهيم بن قدامة عن عبد الله بن محمد بن حاطب
عن أبيه مرفوعا نحوه .
ثم رواه من حديث ابن عمرو ، و فيه محمد بن القاسم الأسدي و هو كذاب عن محمد بن
سليمان المشمولي : نا عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه ، و كلهم ضعيف .
ثم رواه من حديث ابن عمر دون ذكر الأظفار .
و فيه الوليد بن مسلم و هو مدلس و قد عنعنه .
نعم صح موقوفا على ابن عمر رضي الله عنه ، فقال نافع :
" كان ابن عمر يقلم أظفاره ، و يقص شاربه في كل جمعة " .
أخرجه البيهقي ( 2/244 ) و صححه . و استدل به على ضعف ما روي عن ابن عمر مرفوعا
:
( المسلم يوم الجمعة محرم ، فإذا صلى فقد حل ) .
و ذكره نحوه عن ابن عباس مرفوعا و قال :
" إنما رويا عنهما بإسنادين ضعيفين لا يحتج بمثلهما " .
(3/111)
________________________________________
1113 - " احضروا الجمعة ، و ادنوا من الإمام ، فإن الرجل ليكون من أهل الجنة فيتأخر عن
الجمعة ، فيؤخر عن الجنة و إنه لمن أهلها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/240 ) :
منكر بهذا اللفظ .
رواه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 70 ) عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة
عن الحسن بن سمرة بن جندب مرفوعا . قال الطبراني :
" لم يروه عن قتادة إلا الحكم " .
قلت : و هو ضعيف ، و فيه علة أخرى و هي عنعنة الحسن و هو البصري فإنه مدلس .
و فيه مخالفة ثالثة في السند و المتن ، و قد بينت ذلك في " الأحاديث الصحيحة "
بلفظ " احضروا الذكر .. " ( 338 ) فأغنى عن الإعادة .
(3/112)
________________________________________
1114 - " لعن صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء ، و المترجلات من
النساء المتشبهين بالرجال ، و المتبتلين من الرجال الذي يقول : لا يتزوج !
و المتبتلات من النساء اللاتي يقلن ذلك ، و راكب الفلاة وحده ، فاشتد ذلك على
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى استبان ذلك على وجوههم ، و قال :
البائت وحده " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/241 ) :
ضعيف بهذا التمام .
أخرجه أحمد ( 2/287 و 289 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 196 ) عن طيب بن محمد
عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال : فذكره . أورده العقيلي في ترجمة
الطيب هذا و قال :
" يخالف في حديثه " .
و قال الذهبي :
" لا يكاد يعرف ، و له ما ينكر " .
ثم ذكر له هذا الحديث .
و قال الحافظ في " التعجيل " :
" ضعفه العقيلي ، و قال أبو حاتم : لا يعرف ، و وثقه ابن حبان . أخرج البخاري
حديثه ( يعني هذا ) فقال : لا يصح " .
و ما نقله الحافظ عن البخاري هو في " التاريخ الكبير " له ( 2/2/362 ) .
و مما سبق تعلم أن قول المنذري في " الترغيب " ( 3/106 ) :
" رواه أحمد ، و رجاله رجال الصحيح ، إلا طيب بن محمد ، و فيه مقال ، و الحديث
حسن " .
أنه بعيد عن شهادة أئمة الجرح و التعديل في الطيب هذا و في حديثه ، و لذلك
خرجته .
(3/113)
________________________________________
1115 - " ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة ، ألا يا رب نفس
جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة ، ألا رب مكرم لنفسه و هو لها
مهين ، ألا رب مهين لنفسه و هو لها مكرم ، ألا يا رب متخوض و متنعم فيما أفاء
الله على رسوله ما له عند الله من خلاق ، ألا و إن عمل النار سهل بسهوة ، ألا
رب شهوة ساعة ، أورثت حزنا طويلا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/242 ) :
موضوع .
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 3/142/1 ) : حدثنا أبو عتبة : حدثنا بقية
: حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن ابن البجير و كان
من أصحاب رسول الله قال :
أصاب يوما النبي صلى الله عليه وسلم الجوع فوضع على بطنه حجر ثم قال : فذكره .
و رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 25 - 26 ) من طريق إسحاق بن راهويه أنبأ
بقية بن الوليد حدثني سعيد بن سنان به ، و القضاعي ( ق 114/2 ) من طريق ثالثة
عن بقية به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا بل موضوع ، آفته سعيد بن سنان هذا ، و هو أبو مهدي
الحمصي ، قال الذهبي في " الضعفاء " : " هالك " . و قال الحافظ :
" متروك ، و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " .
و روى أحمد ( 1/327 ) و القضاعي جملة النار في حديث لابن عباس ، فيه نوح بن
جعونة و هو متهم . انظر اللسان ( 6/172 ) .
(3/114)
________________________________________
1116 - " نهانا ( يعني أهل فارس ) أن ننكح نساء العرب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/242 ) :
ضعيف جدا .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/163/2 ) عن الهيثم بن محفوظ السعدي : نا أبو
إسرائيل عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن عبد الرحمن بن يعلى عن سلمان
الفارسي قال : فذكره و قال :
" لم يروه عن ابن أبي يعلى إلا الشعبي و لا عنه إلا السري و لا عنه إلا أبو
إسرائيل تفرد به الهيثم " .
قلت : قال الذهبي :
" لا يدرى من هو " .
و السري بن إسماعيل ضعيف جدا كما قال الساجي ، و قال النسائي :
" متروك الحديث " . و كذا قال أبو داود ، و به أعله الهيثمي في " المجمع " (
4/275 ) .
و قد روي من طريق أخرى ، يرويه شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن الحارث عن
سلمان فقال :
" نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتقدم إمامكم ، أو ننكح نساءكم " .
أخرجه البيهقي ( 7/134 ) و قال :
" و روي ذلك من وجه آخر ضعيف عن سلمان " .
قلت : كأنه يشير إلى الطريق الأولى .
و الحارث هو الأعور ، و هو متروك أيضا .
و شريك ضعيف لسوء حفظه و قد خولف في إسناده ، فرواه جماعة من الثقات عن أبي
إسحاق بإسناد آخر موقوفا .
أخرجه البيهقي و غيره ، و قال البيهقي :
" هذا هو المحفوظ : موقوف " .
قلت : و مداره على أبي إسحاق و هو السبيعي و هو مدلس و كان اختلط ، و قد تكلمت
على حديثه هذا الموقوف في " الإرواء " ( 1632 ) بما يكفي .
(3/115)
________________________________________
1117 - " أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/243 ) :
ضعيف .
رواه النسائي في " عشرة النساء " ( 2/99/1 ) و ابن أبي شيبة ( 7/19/2 )
و الحاكم ( 2/178 ) و البيهقي ( 7/235 ) و أحمد ( 6/82 و 145 ) من طريق ابن
سخبرة عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
. إلا أن الحاكم و البيهقي قالا :
" صداقا " . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : كذا قالا ، و ابن سخبرة ليس من رجال مسلم و لا أحد من أصحاب الستة غير
النسائي ، قال الذهبي نفسه :
" لا يعرف ، و يقال : هو عيسى بن ميمون " . و نحوه في " التهذيب " و " التقريب
" .
و قال ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 3/287/1 ) في ترجمة عيسى بن ميمون :
" روى عن القاسم بن محمد ، روى عنه حماد بن سلمة ، فسماه ابن سخبرة " .
ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال : استعديت على عيسى بن ميمون في هذه
الأحاديث عن القاسم بن محمد في النكاح و غيره فقال : لا أعوذ . و قال ابن معين
: عيسى بن ميمون صاحب القاسم عن عائشة ، ليس بشيء . و قال أبي : هو متروك
الحديث .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/255 ) :
" رواه أحمد و البزار ، و فيه ابن سخبرة ، يقال : اسمه عيسى بن ميمون ، و هو
متروك " .
قلت : لكن وقع مسمى في رواية الحاكم فقال : " عمر بن طفيل بن سخبرة المدني " .
و من طريق الحاكم رواه البيهقي ، لكن وقع عنده " عمرو " بالواو ، و سواء كان "
عمر " أو " عمرا " فلم أجد من ذكره ، فتصحيحه على شرط مسلم وهم ، لأنه غير
معروف كما تقدم عن الذهبي ، فإن كان هو عيسى بن ميمون المدني كما جزم ابن أبي
حاتم فهو واه جدا .
و منه يعلم أن قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4/131 - طبع لجنة نشر
الثقافة الإسلامية ) بعدما عزاه لأحمد و البيهقي :
" و إسناده جيد " ، غير جيد .
و بعد كتابة ما تقدم رأيت الحديث قد أخرجه أبو مسعود أحمد بن الفرات في "
أحاديثه ( ق 39/1 ) عن ابن سخبرة و سماه " الطفيل " . و كذلك رواه مسمى الخطيب
في " الموضح " ( 1/174 ) من طرق عن الطفيل . و رواه هو و القضاعي في " مسند
الشهاب " ( 2/2 /2 ) من طريق عيسى بن ميمون عن القاسم به . و تابعه عند الخطيب
موسى بن تليدان . و لم أعرفه ، و أما تسميته ابن سخبرة بـ " الطفيل " فهو خطأ
بين لأن الطفيل بن سخبرة صحابي و هو أخو عائشة لأمها .
و يغني عن هذا الحديث حديث عائشة الآخر بلفظ :
" إن من يمن المرأة تيسير خطبتها و تيسير صداقها ، و تيسير رحمها " .
أخرجه ابن حبان و الحاكم و غيرهما بسند حسن كما بينته في " الإرواء " ( 1986 )
.
(3/116)
________________________________________
1118 - " أعظم نساء أمتي بركة أصبحهن وجها و أقلهن مهرا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/245 ) :
باطل .
رواه الواحدي في " الوسيط " ( 2/115/2 ) عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة حدثنا
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا .
قلت : و هذا سند واه جدا ، ابن سليمان هذا قال العقيلي :
" حدث عن هشام ببواطيل لا أصل لها ، منها هذا الحديث " .
قلت : يعني حديثا رواه بهذا السند تقدم برقم ( 434 ) .
و الحديث قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4/130 - طبع لجنة نشر الثقافة
الإسلامية ) :
" رواه أبو عمر النوقاني في " كتاب معاشرة الأهلين " ، و صححه " .
قلت : فلينظر إذا كان عنده من هذا الوجه كما أظن أو من غيره ، و هو بعيد ، فقد
أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/410/1228 ) بإسناده عن ابن أبي كريمة به .
و قال :
" قال أبي : هذا حديث باطل ، و ابن أبي كريمة ضعيف الحديث " .
(3/117)
________________________________________
1119 - " خصلتان لا يجتمعان في مؤمن ، البخل و سوء الخلق " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/245 ) :
ضعيف .
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 282 ) و الترمذي ( 1/355 ) و أبو سعيد
ابن الأعرابي في " معجمه " ( 109/2 ) و الدولابي ( 2/125 ) و القضاعي ( 24/1 )
عن صدقة بن موسى عن مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب عن أبي سعيد الخدري
مرفوعا . و قال الترمذي :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى " .
قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه ، قال المناوي في " الفيض " :
" قال الذهبي : و صدقة ضعيف ، ضعفه ابن معين و غيره ، و قال المنذري : ضعيف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق له أوهام " .
( تنبيه ) : كل من ذكرنا أخرج الحديث باللفظ المذكور ، و قد ذكره السيوطي في
موضعين من " الجامع " الأول بهذا اللفظ من رواية البخاري و الترمذي ، و الآخر
من رواية سمويه بلفظ : " لا تجتمع خصلتان في مؤمن : البخل و الكذب " . و لم أقف
على إسناده ، و غالب الظن أنه كهذا لا يصح . والله أعلم .
(3/118)
________________________________________
1120 - " كان جالسا يوما ، فأقبل أبوه من الرضاعة ، فوضع له بعض ثوبه ، فقعد عليه ، ثم
أقبلت أمه ، فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر ، فجلست عليه ، ثم أقبل أخوه من
الرضاعة ، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأجلسه بين يديه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/246 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو داود في " السنن " ( 5145 ) : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني : حدثنا
ابن وهب قال : حدثني عمرو بن الحارث أن عمر بن السائب حدثه أنه بلغه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علل :
الأولى : جهالة المبلغ لعمر بن السائب ، و يحتمل أن يكون صحابيا ، و يحتمل أن
يكون تابعيا ، و مع الاحتمال يسقط الاستدلال ، لأنه على الاحتمال الثاني ،
يحتمل أن يكون التابعي الذي لم يسم ثقة ، و يحتمل غير ذلك ، و لهذا لا يحتج
علماء الحديث بالمرسل ، كما هو مقرر في علم المصطلح . و الاحتمال الثاني أرجح
من الأول لأن عمر بن السائب ، أورده ابن حبان في " أتباع التابعين " من " كتاب
الثقات " ( 2/197 ) و قال :
" يروي عن القاسم بن أبي القاسم و المدنيين . روى عنه عمرو بن الحارث " .
و ذكر الحافظ في " التقريب " أنه من الطبقة السادسة و هي طبقة الذين لم يثبت
لهم لقاء أحد من الصحابة .
و على هذا فالحديث معضل .
الثانية : أن عمر بن السائب نفسه ، لم تثبت عندي عدالته ، فإنه لم يوثقه أحد
غير ابن حبان ، و تساهله في التوثيق معروف ، و قد أورده ابن أبي حاتم في "
الجرح و التعديل " ( 3/1/114 ) و لم يحك فيه توثيقا ، فهو في حكم المستورين ،
و أما الحافظ فقال من عنده أنه : " صدوق " .
ثم بدا لي أنه لعل ذلك لأنه روى عنه أيضا الليث بن سعد و ابن لهيعة و أسامة بن
زيد .
الثالثة : أحمد بن سعيد الهمداني ، مختلف فيه ، فوثقه ابن حبان و العجلي ،
و ضعفه النسائي ، و قال الذهبي في " الميزان " :
" لا بأس به ، تفرد بحديث الغار ، قال النسائي : غير قوي " .
قلت : و خلاصة القول أن الحديث ضعيف لا يحتج به .
و إن ما حملني على الكشف عن حال هذا الحديث أنني رأيت نشرة لأحد مشايخ ( إدلب )
بعنوان : " قيام الرجل للقادم عليه جائز " ، ذكر فيها اختلاف العلماء في هذه
المسألة ، و مال هو إلى القول بالجواز و استدل على ذلك بأحاديث بعضها صحيح لا
دليل فيه ، كحديث : " قوموا إلى سيدكم " ، و بعضها لا يصح كهذا الحديث ، و قد
أورده من رواية أبي داود ، دون أن يعلم ما فيه من الضعف ، و هذا أحسن الظن به !
و لذلك قمت بواجب بيانه ، نصحا للأمة ، و شفقة أن يغتر أحد به .
و نحن و إن كنا لا نقول بتحريم هذا القيام الذي اعتاده الناس اليوم ، و الذي
حكى الخلاف فيه الشيخ المشار إليه نفسه - لعدم وجود دليل التحريم - فإننا ندعو
الناس جميعا ، و في مقدمتهم أهل العلم و الفضل أن يقتدوا بالنبي صلى الله عليه
وسلم في موقفه من هذا القيام ، فإذا كان أحبه صلى الله عليه وسلم لنفسه ،
فليحبوه لأنفسهم ، و إن كان كرهه لنفسه المعصومة عن وسوسة الشيطان و حبائله ،
فعليهم أن يكرهوه لأنفسهم من باب أولى - كما يقول الفقهاء - لأنها غير معصومة
من وساوس الشيطان و حبائله ، فما هو موقفه صلى الله عليه وسلم من القيام
المذكور ؟ الجواب :
قال أنس رضي الله عنه : " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه
وسلم رؤية ، و كانوا لا يقومون له ، لما يعلمون من كراهيته لذلك " أخرجه
البخاري في " الأدب المفرد " و الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم ، و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح " ، و بوب له بقوله :
" باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل " .
فمن كان صادقا في بحثه العلمي لهذه المسألة ، مخلصا فيه ، لا يريد منه إرضاء
الناس ، و لا إقرارهم على ما اعتادوه مع مشايخهم على خلاف سنة الصحابة مع نبيهم
، - و لعل الشيخ منهم - فليحيي هذه السنة التي أماتها أهل العلم فضلا عن غيرهم
، و ليتبع النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته لهذا القيام ، و علامة ذلك أن لا
يغضب إذا دخل مجلسا لم يقم له أهله ، بل إذا قاموا له حسب العادة ، و على خلاف
سنته صلى الله عليه وسلم تلطف معهم ، و شكرهم على حسن نيتهم ، و علمهم ما كان
خافيا من سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، و بذلك تحيا السنن و تموت البدع ،
و تطيب النفوس و يذهب التباغض و التقاطع . و من عجيب أمر ذلك الشيخ ، أنه مع
حكايته الخلاف في هذه المسألة و أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره القيام
له من أصحابه ، و أن من الورع ترك القيام ، ذكر الشيخ هذا كله ، و مع ذلك فإنه
في آخر النشرة ، يسمي ترك هذا القيام بدعة ! و ينبز الدعاة إليه بـ " المبتدعين
" ، مع أنهم لا يزيدون على القول بكراهته ، لكراهة النبي صلى الله عليه وسلم
إياه باعتراف الشيخ .
نعم إن الشيخ - تبعا لغيره - يعلل كراهته صلى الله عليه وسلم لذلك بقوله : "
لتواضعه صلى الله عليه وسلم " . و نحن و إن كنا لا نجد هذا التعليل منصوصا عليه
في الحديث ، فيحتمل أن تكون الكراهة المذكورة لذلك ، و أن تكون لما فيه من
التشبه بالأعاجم ، و يحتمل أن يكون لمجموع الأمرين ، و لغيرهما ، مع ذلك فإننا
نتخذ هذا التعليل من الشيخ حجة عليه و على أمثاله ، فنقول :
كره رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام له تواضعا منه ، فهل يكرهه الشيخ أيضا
تواضعا منه ؟ ! و هل يرى هذا التواضع حسنا ينبغي الاقتداء به ، و حمل الناس
عليه ، و خاصة أهل العلم ؟ فإن كان الجواب نعم ، فقد عاد إلى الصواب ، و وافقنا
عليه ، و إن قال : ليس بحسن ، فنسأل المفتي عن حكم من يستقبح فعله صلى الله
عليه وسلم و تواضعه ؟ أيبقى على إسلامه ، أم يمرق من الدين كما يمرق السهم من
الرمية ، و يحبط عمله ، و هو في الآخرة من الخاسرين ؟
و من جهله أنه ذكر في النشرة المشار إليها أن الزهري أتى إلى الإمام أحمد يسلم
عليه ، فلما رآه الإمام أحمد وثب إليه قائما و أكرمه . و لا يدري المسكين أن
الإمام أحمد لم يدرك الزهري ، و أن بين وفاتيهما نحو قرن و ربع القرن !
و من ذلك أنه لما ذكر دليل القائلين بعدم استحباب القيام معترضين على القائلين
به للحديث المتقدم " قوموا إلى سيدكم " ، ألا و هو قوله صلى الله عليه وسلم : "
قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " . لم يزد في الجواب عليه على قوله : " لكن يؤيد كون
القيام له لا لنزوله آخر هذا الحديث و هو : و كان رجال من بني عبد الأشهل
يقولون : قمنا له على أرجلنا صفين ، يحييه كل رجل منا حتى انتهى إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم كما في السيرة الشامية " .
قلت : و هذا منتهى الجهل باللغة و الحديث ، و قلة الأدب مع النبي صلى الله عليه
وسلم الذي يعرض صاحبه للكفر و العياذ بالله تعالى . و إلا فقل لي بربك : كيف
نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " ، و بين قول
هذا المسكين مستدركا على النبي الكريم : أن القيام لم يكن لنزوله ! ؟
و آخر الحديث الذي زعم ليس له أصل في شيء من كتب السنة التي تروي الأحاديث
بالأسانيد التي بها يمكن معرفة ما يصح منها مما لا يصح .
فتأمل صنيع هذا الشيخ الذي نصب نفسه لمعاداة أهل الحديث و أنصار السنة ، و الرد
عليهم بمثل هذا الجهل ، و تذكر قول من قال :
طبيب يداوي الناس و هو مريض .
(3/119)
*************************************
يتبع ان شاء الله ...
أمـــة الله
2008-04-27, 12:42 PM
1121 - " ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/249 ) :
ضعيف .
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1/1/422 ) و الترمذي ( 1/354 ) و الحاكم (
4/263 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 46/1 ) و العقيلي في "
الضعفاء " ( ص 315 ) و ابن الضريس في " أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي " ( ق
6/1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 105/2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2/166
) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/226/2 و 17/198/2 ) كلهم من طريق عامر بن
أبي عامر الخزاز ، حدثنا أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و ضعفه الترمذي بقوله :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز ، و هو عامر بن
صالح رستم الخزاز ، و أيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاصي ، و هذا عندي
حديث مرسل " .
و قال البخاري عقب الحديث :
" مرسل ، و لم يصح سماع جده من النبي صلى الله عليه وسلم " .
و أما الحاكم ، فقال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل مرسل ضعيف ، ففي إسناده عامر بن صالح الخزاز واه " .
و قال العقيلي :
" عامر بن صالح بن رستم ، لا يتابع على حديثه ، و لا يعرف إلا به ، رأيت في
كتاب محمد بن وارة - أخرجه إلي ابنه بـ ( الري ) - سألت أبا الوليد عن عامر بن
أبي عامر الخزاز فقال : كتبت عنه حديث أيوب بن موسى عن أبيه عن جده ( قلت :
فذكر الحديث هذا ) ، فبينما نحن عنده يوما إذ قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح ،
أو : سمعت عطاء بن أبي رباح ، و سئل عن كذا و كذا ، فقلت : في سنة كم ؟ قال :
في أربع و عشرين ، قلنا : فإن عطاء توفي في سنة بضع عشرة " .
قلت : و يتلخص مما تقدم ، أن للحديث علتين :
الأولى : ضعف عامر بن صالح الخزاز ، و في " التقريب " :
" صدوق ، سيىء الحفظ ، أفرط فيه ابن حبان فقال : يضع " .
الثانية : الإرسال . و بيانه أنه من رواية أيوب بن موسى ، عن أبيه عن جده
مرفوعا . و جد أيوب هو عمرو بن سعيد بن العاصي كما تقدم في كلام الترمذي ،
و عمرو هذا تابعي ، قال الحافظ :
" وهم من زعم أن له صحبة ، و إنما لأبيه رؤية ، و كان عمرو مسرفا على نفسه " .
يعني بخروجه على عبد الملك بن مروان ينازعه الخلافة ، فاحتال عليه عبد الملك
فقتله .
قلت : و للحديث علة ثالثة ، و هي جهالة موسى بن عمرو بن سعيد ، قال الذهبي :
" ما حدث عنه سوى ولده أيوب بن موسى " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور " .
قلت : و روي الحديث عن ابن عمر و أبي هريرة بإسنادين واهيين .
أما حديث ابن عمر فيرويه محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري نا محمد بن موسى
السعدي عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/194/2 /2 ) و ابن عدي في " الكامل " (
362/2 ) و قال :
" هو بهذا الإسناد منكر ، محمد بن موسى منكر الحديث ، و ليس بذاك المعروف ،
و لم أر أحدا يحدث عنه غير محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري " .
قلت : و عمرو بن دينار ليس هو المكي الثقة ، بل الأعور البصري قهرمان آل الزبير
ضعيف أيضا .
و أما حديث أبي هريرة ، فيرويه مهدي بن هلال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه العقيلي ( 425 ) و قال :
" ليس بالمحفوظ من حديث هشام بن حسان ، و إنما يعرف من رواية عامر بن أبي عامر
الخزاز عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده و فيه أيضا مقال " .
قلت : و مهدي هذا كذبه يحيى بن سعيد و ابن معين .
(3/120)
1122 - " أنا و امرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ( و أومأ يزيد بن زريع بالوسطى
و السبابة ) : امرأة آمت من زوجها ذات منصب و جمال ، حبست نفسها على يتاماها ،
حتى بانوا أو ماتوا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/251 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 5149 ) و أحمد ( 6/29 ) من طريق النهاس بن قهم قال : حدثني
شداد أبو عمار عن عوف بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، علته النهاس هذا قال الحافظ :
" ضعيف " .
(3/121)
________________________________________
1123 - " الإسلام يزيد و لا ينقص " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/252 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 2913 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 954 بتحقيقي ) و الحاكم
( 4/345 ) و البيهقي ( 6/294 ) و الطيالسي ( 568 ) و أحمد ( 5/230 و 236 )
و الجوزقاني في " الأباطيل " ( 2/157 ) من طريق شعبة حدثني عمرو بن أبي حكيم عن
عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود قال :
" أتي معاذ بيهودي وارثه مسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، فورثه " .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : لكنه معلول بالانقطاع ، فقد أخرجه أبو داود من طريق عبد الوارث عن عمرو
ابن أبي حكيم الواسطي : حدثنا عبد الله بن بريدة أن أخوين اختصما إلى يحيى بن
يعمر : يهودي و مسلم ، فورث المسلم منهما ، و قال : حدثني أبو الأسود أن رجلا
حدثه أن معاذا حدثه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره ،
فورث المسلم .
فهذا يدل على أن أبا الأسود لم يسمعه من معاذ ، بينهما رجل لم يسم ، فهو مجهول
، فهو علة الحديث ، و به أعله البيهقي ، فقال بعد أن ساقه من طريق أبي داود :
" و هذا رجل مجهول ، فهو منقطع " .
و قال الحافظ في " الفتح " ( 12/43 ) بعدما ذكر تصحيح الحاكم له :
" و تعقب بالانقطاع بين أبي الأسود و معاذ ، و لكن سماعه منه ممكن ، و قد زعم
الجوزقاني أنه باطل ، و هي مجازفة " .
قلت : الذي يبدو لي أن حكم الجوزقاني عليه بأنه باطل ، إنما هو باعتبار ما فيه
من توريث المسلم من اليهودي الكافر ، فإن الأحاديث الصحيحة على خلاف ذلك كقوله
صلى الله عليه وسلم : " لا يتوارث أهل ملتين شتى " ، و هو مخرج مع غيره مما في
معناه في كتابي " إرواء الغليل " ( 1673 ) .
ثم رأيت الحديث قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الجوزقاني بإسناد
آخر له عن يحيى بن يعمر به و أعله بأن فيه محمد بن مهاجر ، و هو المتهم به
فظننت أن الجوزقاني حكم عليه بالبطلان بالنظر إلى هذه الطريق ، و لذلك تعقبه
السيوطي في " اللآليء " ( 2/442 ) بأن ابن المهاجر بريء منه . ثم ساق بعض الطرق
المتقدمة ، و لم يعزه لأبي داود ، و ذهل عن العلة الحقيقية في هذا الحديث ،
و هو ما نبه عليه البيهقي ثم العسقلاني . والله أعلم .
و الحديث عزاه الشيخ المنتصر الكتاني في كتابه " نصوص حديثية " لأبي داود
بزيادة : " الإسلام يعلو و لا يعلى ، و يزيد و لا ينقص " . و هي زيادة لا أصل
لها عند أبي داود و لا عند غيره ممن أخرج الحديث ، اللهم إلا عند بحشل في "
تاريخ واسط " فإنه أخرج الحديث من طريق عمران بن أبان عن شعبة به بلفظ : "
الإيمان يعلو و لا يعلى " بدل " يزيد و لا ينقص " ، و ابن أبان ضعيف . و هو
بهذا اللفظ حسن لمجيئه من طرق كما بينته في " الإرواء " ، رقم ( 1255 ) .
و الحديث جزم المناوي بضعفه .
(3/122)
________________________________________
1124 - " كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ، و من الرجال علي "
.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/253 ) :
باطل .
أخرجه الترمذي ( 2/319 ) و الحاكم ( 3/155 ) من طريق جعفر بن زياد الأحمر عن
عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : فذكره . و قال
الترمذي :
" هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي !!
قلت : عبد الله بن عطاء ، قال الذهبي نفسه في " الضعفاء " :
" قال النسائي : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء و يدلس " .
قلت : و قد عنعن إسناد هذا الحديث ، فلا يحتج به لو كان ثقة ، فكيف و هو صدوق
يخطىء ؟ !
ثم إن الراوي عنه جعفر بن زياد الأحمر ، مختلف فيه ، و قد أورده الذهبي أيضا في
" الضعفاء " و قال :
" ثقة ينفرد ، قال ابن حبان : في القلب منه ! ! " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يتشيع " .
قلت : فمثله لا يطمئن القلب لحديثه ، لا سيما و هو في فضل علي رضي الله عنه !
فإن من المعلوم غلو الشيعة فيه ، و إكثارهم الحديث في مناقبه مما لم يثبت !
و إنما حكمت على الحديث بالبطلان من حيث المعنى لأنه مخالف لما ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم في أحب النساء و الرجال إليه كما يأتي .
و قد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنه ، و هو باطل عنها أيضا ، يرويه جميع ابن
عمير التيمي قال :
" دخلت مع عمتي ( و في رواية : أمي ) على عائشة ، فسئلت : أي الناس كان أحب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرجال ؟ قالت :
زوجها " . أخرجه الترمذي ( 2/320 ) و الحاكم ( 3/154 ) من طريقين عن جميع به
و السياق للترمذي و قال :
" حديث حسن غريب " . و قال الحاكم - و الرواية الأخرى له - :
" صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي فأحسن :
" قلت : جميع متهم ، و لم تقل عائشة هذا أصلا " .
و يؤيد قوله شيئان :
الأول : أنه ثبت عن عائشة خلافه ، فقال الإمام أحمد ( 6/241 ) : حدثنا
عبد الواحد الحداد عن كهمس عن عبد الله بن شقيق ، قال : قلت لعائشة : أي الناس
كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : عائشة ، قلت : فمن الرجال ؟
قالت : أبوها " .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح .
و الآخر : أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه ، من رواية عمرو بن العاص
قال :
" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ،
قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها ، ثم من ؟ قال : عمر . فعد رجالا " .
أخرجه الشيخان و أحمد ( 4/203 ) .
و له شاهد من حديث أنس قال :
" قيل : يا رسول الله ، أي الناس ... " دون قوله : " ثم من ... " .
أخرجه ابن ماجه ( 101 ) و الحاكم ( 4/12 ) و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و هو كما قال :
" و شاهد آخر ، فقال الطيالسي ( 1613 ) : حدثنا زمعة قال : سمعت أم سلمة الصرخة
على عائشة ، فأرسلت جاريتها : انظري ما صنعت ، فجاءت فقالت : قد قضت ، فقالت :
يرحمها الله ، والذي نفسي بيده ، قد كانت أحب الناس كلهم إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، إلا أباها " .
قلت : و هذا الإسناد لا بأس به في الشواهد .
قلت : و كون أبي بكر رضي الله عنه أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم هو
الموافق لكونه أفضل الخلفاء الراشدين عند أهل السنة ، بل هو الذي شهد به علي
نفسه رضي الله عنه ، برواية أعرف الناس به ألا و هو ابنه محمد بن الحنفيه قال :
" قلت لأبي : أي الناس خير بعد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر ، قلت
: ثم من ؟ قال : ثم عمر .. " الحديث .
أخرجه البخاري ( 2/422 ) .
فثبت بما قدمنا من النصوص بطلان هذا الحديث . والله المستعان .
( فائدة ) : و أما ما روى الحاكم ( 3/155 ) ، قال :
" حدثنا مكرم بن أحمد القاضي : حدثنا أحمد بن يوسف الهمداني : حدثنا عبد المؤمن
ابن علي الزعفراني : حدثنا عبد السلام بن حرب عن عبيد الله بن عمر عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه ، أنه دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فقال : يا فاطمة والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم منك ، والله ما كان أحد من الناس بعد أبيك صلى الله عليه وسلم أحب
إلي منك " . و قال :
" صحيح الإسناد على شرط الشيخين " . و قال الذهبي :
" قلت : غريب عجيب " .
فأقول : أما أنه على شرط الشيخين ، فوهم لا شك فيه ، لأن من دون عبد السلام بن
حرب لم يخرجا لهم ، و عبد السلام بن حرب ليس من شيوخهما .
و أما أنه صحيح ، ففيه نظر ، و العلة عندي تتردد بين عبد السلام ، و عبد المؤمن
فالأول ، و إن كان من رجال الشيخين ، فقد اختلفوا فيه ، و وثقه الأكثرون ،
و قال الحافظ :
" ثقة حافظ ، له مناكير " .
و أما عبد المؤمن ، فلم أر من وثقه توثيقا صريحا ، و غاية ما ذكر فيه ابن أبي
حاتم ( 3/1/66 ) أن الإمام مسلما قال :
" سألت أبا كريب عن عبد المؤمن بن علي الرازي فأثنى عليه ، و قال : لولا
عبد المؤمن من أين كان يسمع أبو غسان النهدي من عبد السلام بن حرب ؟ " .
والله أعلم .
(3/123)
________________________________________
1125 - " كان من دعاء داود يقول : اللهم إني أسألك حبك ، و حب من يحبك ، و العمل الذي
يبلغني حبك ، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي و أهلي ، و من الماء البارد ،
و كان إذا ذكر داود يحدث عنه قال : كان أعبد البشر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/256 ) :
ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2/433 ) و الحاكم ( 2/433 ) و ابن عساكر ( 5/352/2 ) من طريق
محمد بن سعد الأنصاري عن عبد الله بن ربيعة الدمشقي - و قال الحاكم : عبد الله
ابن يزيد الدمشقي ، و قال ابن عساكر : عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي -
حدثني عائذ الله أبو إدريس الخولاني عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل عبد الله هذا قال أحمد : أحاديثه موضوعة " .
و أقول : جرى الذهبي على ظاهر ما وقع في " المستدرك " عبد الله بن يزيد الدمشقي
، فظن أنه عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي ، فهو الذي قال فيه أحمد ما سبق ،
و رواية الترمذي و ابن عساكر تدلان أنه ليس هو لأن اسم أبيه ربيعة ، و اسم جده
يزيد ، فهو غيره ، و لهذا قال فيه الحافظ :
" مجهول " . والله أعلم .
لكن قوله في داود : " كان أعبد البشر " له شاهد من حديث ابن عمرو ، رواه مسلم ،
و قد خرجته في " الصحيحة " ( 707 ) .
(3/124)
________________________________________
1126 - " يا ابن عمر ! دينك دينك ، إنما هو لحمك و دمك ، فانظر عمن تأخذ ، خذ عن الذين
استقاموا ، و لا تأخذ عن الذين مالوا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/257 ) :
ضعيف .
أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( ص 121 ) من طريقين عن المبارك مولى إبراهيم بن
هشام المرابطي قال : حدثنا العطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، العطاف هذا مختلف فيه ، و قد أورده الذهبي في "
الضعفاء " و قال :
" وثقه أحمد و غيره ، و قال أبو حاتم : ليس بذاك " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يهم " .
و المبارك مولى إبراهيم بن هشام المرابطي لم أجد له ترجمة .
(3/125)
________________________________________
1127 - " كان إذا أتي بطعام أكل مما يليه ، و إذا أتي بالتمر جالت يده " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/258 ) :
موضوع .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 315/2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 11/95 ) من
طريق عبيد بن القاسم حدثنا هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكره .
أورده في ترجمة عبيد هذا و روى عن ابن معين أنه ليس بثقة . و في رواية :
" كان كذابا خبيثا " . و عن أبي علي صالح بن محمد :
" كذاب كان يضع الحديث " . و عن أبي داود :
" كان يضع الحديث " .
و قد مضى الحديث مع بسط الكلام عليه برقم ( 909 ) ، و الغرض من إيراده الآن
إنما هو ذكر شاهد له من قوله صلى الله عليه وسلم ، لبيان ضعفه أيضا يرويه
العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية أبو الهذيل : حدثنا عبيد الله بن
عكراش عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال :
" بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقدمت عليه المدينة فوجدته جالسا بين المهاجرين و الأنصار ، قال : ثم أخذ بيدي
فانطلق بي إلى بيت أم سلمة ، فقال : هل من طعام ؟ فأتينا بحفنة كثيرة من الثريد
و الوذر ، و أقبلنا نأكل منها ، فخبطت يدي من نواحيها ، و أكل رسول الله
صلى الله عليه وسلم من بين يديه فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى ثم قال :
" يا عكراش كل من موضع واحد فإنه طعام واحد " .
ثم أتينا بطبق فيه ألوان الرطب ، أو من ألوان الرطب ( عبيد الله شك ) قال :
فجعلت آكل من بين يدي ، و جالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق و قال
:
" يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد " .
ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه و مسح ببلل كفيه وجهه
و ذراعيه و رأسه و قال : يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار " .
أخرجه الترمذي ( 1/339 ) و السياق له و ابن ماجه ( 3274 ) و أبو بكر الشافعي في
" الفوائد " ( 97 - 98 ) و قال الترمذي :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل ، و قد تفرد به " .
قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " .
و عبيد الله بن عكراش قال الذهبي في " الميزان " :
" فيه جهالة ، و قال ابن حبان : منكر الحديث ، و قال البخاري : في إسناده نظر .
و قال أبو حاتم : مجهول " .
(3/126)
________________________________________
1128 - " ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
تستره و إن الله عز وجل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله
عليه وسلم ، و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان ( و في نسخة : ترفان )
حتى وقعا بين العنكبوت و بين الشجرة ، فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل معهم
عصيهم و قسيهم و هراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر
مائتي ذراع قال الدليل سراقة بن مالك المدلج : انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين
وضع رجله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الفتيان : إنك لم تخطر منذ اللية
أثره حتى إذا أصبحنا قال : انظروا في الغار ! فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على
خمسين ذراعا نظر أولهم فإذا الحمامات ، فرجع ، قالوا : ما ردك أن تنظر في الغار
؟ قال : رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد ، فسمعها النبي
صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنهما بهما ، فسمت عليهما
فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/259 ) :
منكر .
رواه ابن سعد ( 1/228 - 229 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 17/13/1 - 2
) و البزار في " مسنده " ( 2/299/1741 " كشف الأستار ) و الطبراني في " الكبير
" ( 20/443/1082 ) و العقيلي ( 346 ) و خيثمة الأطرابلسي في " فضائل الصديق " (
16/5/2 ) و كذا الشريف أبو علي الهاشمي في " الفوائد المنتقاة " ( 108/1 )
و أبو نعيم في " الدلائل " ( 2/111 ) و كذا البيهقي ( 2/481 - 482 ) عن عوف بن
عمرو أبي عمرو القيسي و يلقب ( عوين ) قال : حدثنا أبو مصعب المكي قال : أدركت
زيد بن أرقم و المغيرة بن شعبة و أنس بن مالك يذكرون أن النبي صلى الله
عليه وسلم ليلة الغار .. و قال الهاشمي :
" تفرد به أنس و من ذكر معه ، لا نعرفه إلا من حديث مسلم بن إبراهيم عن عون بن
عمرو القيسي عن أبي مصعب " .
و قال العقيلي :
" لا يتابع عليه عون ، و أبو مصعب رجل مجهول " .
قلت : و أشار البزار إلى جهالته بقوله :
لا نعلم رواه إلا عون بن عمير ، و أبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عوين " .
و قال ابن معين في عون : " لا شيء " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث مجهول " .
ذكره الذهبي في " الميزان " ، و ساق له حديثين مما أنكر عليه هذا أحدهما .
و قال الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية " ( 3/182 ) :
" و هذا حديث غريب جدا " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 6/53 ) :
" رواه البزار و الطبراني ، و فيه جماعة لم أعرفهم " .
قلت : يشير إلى عون و أبي مصعب ، فإن من دونهما ثقات معروفون ، فهي غفلة عجيبة
منه عن هذه النقول . فسبحان من لا يضل و لا ينسى .
(3/127)
________________________________________
1129 - " انطلق النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر إلى الغار ، فدخلا فيه ، فجاءت
العنكبوت ، فنسجت على باب الغار ، و جاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم
، و كانوا إذا روأوا على باب الغار نسج العنكبوت ، قالوا : لم يدخله أحد ،
و كان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي و أبو بكر يرتقب ، فقال أبو بكر رضي
الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فداك أبي و أمي هؤلاء قومك يطلبونك ! أما
والله ما على نفسي أبكي ، و لكن مخافة أن أرى فيك ما أكره ، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم : *( لا تحزن إن الله معنا )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/261 ) :
ضعيف
أخرجه الحافظ أبو بكر القاضي في " مسند أبي بكر " ( ق 91/1 - 2 ) : حدثنا بشار
الخفاف قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبو عمران الجوني قال : حدثنا
المعلى بن زياد عن الحسن قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : الإرسال ، فإن الحسن هو البصري و هو تابعي كثير الإرسال و التدليس .
و الأخرى : ضعف الخفاف ، و هو بشار بن موسى أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال
:
" ضعفه أبو زرعة ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال ابن عدي : أرجو أنه لا
بأس به " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف كثير الغلط ، كثير الحديث " .
قلت : و إنما يصح من الحديث آخره لوروده في القرآن الكريم : *( إلا تنصروه فقد
نصره الله ، إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه
لا تحزن إن الله معنا ، فأنزل الله سكينته عليه ، و أيده بجنود لم تروها )* .
و قول أبي بكر : " أما والله .. " في الصحيحين نحوه من حديث البراء .
و قال الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 3/181 ) :
" و هذا مرسل عن الحسن ، و هو حسن بما له من الشاهد " .
كذا قال ! و يعني بالشاهد ما ساقه من طريق أحمد ، و هذا في " المسند " ( 3251 )
من طريق عبد الرزاق في " المصنف " ( 5/389 ) ، و عنه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 11/407/12155 ) من طريق عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره
عن ابن عباس في قوله : *( و إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك )* قال :
" تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي
صلى الله عليه وسلم ، و قال بعضهم : اقتلوه ، و قال بعضهم : بل أخرجوه ، فأطلع
الله عز وجل نبيه على ذلك ، فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك
الليلة ، و خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار ، و بات المشركون
يحرسون عليا ، يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما
رأوا عليا رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا
أثره ، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا
على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ،
فمكث فيه ثلاث ليال " .
قال ابن كثير عقبه :
" و هذا إسناد حسن ، و هو من أجود ما روي في قصة العنكبوت على فم الغار " .
كذا قال ، و ليس بحسن في نقدي ، لأن عثمان الجزري إن كان هو عثمان بن عمرو بن
ساج الجزري فقد قال ابن أبي حاتم في " الجروح و التعديل " ( 3/1/162 ) عن أبيه
:
" لا يحتج به " .
و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" تكلم فيه " .
و إن كان هو عثمان بن ساج الجزري ليس بينهما عمرو ، فقد جنح الحافظ في "
التهذيب " إلى أنه غير الأول ، و لا يعرف حاله ، و لم يفرق بينهما في " التقريب
" ، و قال :
" فيه ضعف " .
و ابن عمرو لم يوثقه أحد غير ابن حبان ، و من المعروف تساهله في التوثيق ،
و لذلك فهو ضعيف لا يحتج به كما قال أبو حاتم .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 7/27 ) :
" رواه أحمد و الطبراني ، و فيه عثمان بن عمرو الجزري ، وثقه ابن حبان و ضعفه
غيره ، و بقية رجاله رجال الصحيح " .
و لذلك قال المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " :
" في إسناده نظر " .
ثم إن الآية المتقدمة *( و أيده بجنود لم تروها )* فيها ما يؤكد ضعف الحديث ،
لأنها صريحة بأن النصر و التأييد إنما كان بجنود لا ترى ، و الحديث يثبت أن
نصره صلى الله عليه وسلم كان بالعنكبوت ، و هو مما يرى ، فتأمل .
و الأشبه بالآية أن الجنود فيها إنما هم الملائكة ، و ليس العنكبوت و لا
الحمامتين ، و لذلك قال البغوي في " تفسيره " ( 4/174 ) للآية :
" و هم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار و أبصارهم عن رؤيته " .
و قد جاء في بعض الحديث ما يشهد لهذا المعنى ، و هو ما أخرج أبو نعيم عن أسماء
بنت أبي بكر رضي الله عنها :
" أن أبا بكر رضي الله عنه رأى رجلا مواجه الغار ، فقال : يا رسول الله إنه
لرائينا ، قال : كلا إن الملائكة تستره الآن بأجنحتها ، فلم ينشب الرجل أن قعد
يبول مستقبلهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر لو كان يراك
ما فعل هذا " .
و أخرجه الطبراني مطولا في قصة الهجرة ، و قال الهيثمي ( 6/54 ) :
" رواه الطبراني و فيه يعقوب هذا أنه حسن الحديث ، و قال الحافظ فيه :
" صدوق ، ربما وهم " .
فإذا لم يكن في الإسناد علة أخرى فهو حسن ، و لكني لا أستطيع الجزم بذلك لأن
الهيثمي رحمه الله قد عهدنا منه السكوت في كثير من الأحيان عن العلة في الحديث
مثل الانقطاع و التدليس و نحو ذلك ، و لذلك نراه نادرا ما يقول : إسناد صحيح ،
أو : إسناد حسن ، و إنما يقول : رجاله ثقات ، أو موثقون . أو : فيه فلان و هو
ضعيف ، أو : مختلف فيه و نحو ذلك . و لذلك فلا ينبغي للعارف بهذا العلم أن يصحح
أو يحسن بناء على مثل تلك العبارات منه . فإذا يسر الله لنا الوقوف على إسناد
الطبراني أو أبي نعيم استطعنا الحكم على الحديث بما يستحقه من رتبة . والله
الموفق .
ثم وقفت على إسناده في " المعجم الكبير " للطبراني ( 24/106/284 ) فتبين أنه
حسن لولا أن شيخ الطبراني أحمد بن عمرو الخلال المكي لم أقف له على ترجمة ،
و قد أخرج له في " المعجم الأوسط " ( 1/29/1 - 30/1 ) نحو 16 حديثا ، مما يدل
على أنه من شيوخه المشهورين ، فإن عرف أو توبع فالحديث حسن ، يصلح دليلا على
نكارة ذكر العنكبوت و الحمامتين . والله أعلم .
(3/128)
1130 - " ليس من امبر امصيام في امسفر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/264 ) :
شاذ بهذا اللفظ .
أخرجه أحمد ( 5/434 ) عن معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن
كعب بن عاصم الأشعري - و كان من أصحاب السقيفة - قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، و علته الشذوذ
و مخالفة الجماعة . فقد قال أحمد أيضا : حدثنا سفيان عن الزهري به بلفظ :
" ليس من البر الصيام في السفر " .
و تابعه عليه ابن جريج و يونس و محمد بن أبي حفصة و الزبيدي كلهم رووه عن
الزهري بلفظ سفيان .
و تابعهم معمر نفسه عند البيهقي و قال :
" و هو المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم " .
و ليس يشك عالم بأن اللفظ الذي وافق معمر الثقات عليه ، هو الصحيح الذي ينبغي
الأخذ به ، و الركون إليه ، بخلاف اللفظ الآخر الذي خالفهم فيه ، فإنه ضعيف لا
يعتمد عليه ، لا سيما و معمر ; و إن كان من الثقات الأعلام فقد قال الذهبي في
ترجمته :
" له أوهام معروفة ، احتملت له في سعة ما أتقن ، قال أبو حاتم : صالح الحديث ،
و ما حدث به بالبصرة ، ففيه أغاليط " .
و إن مما يؤكد وهم معمر في هذا اللفظ الذي شذ به عن الجماعة أن الحديث قد ورد
عن جماعة آخرين من الصحابة ، مثل جابر بن عمرو ، و عمار بن ياسر و أبي الدرداء
، جاء ذلك عنهم من طرق كثيرة ، و كلها أجمعت على روايته باللفظ الثاني الذي
رواه الجماعة ، و قد خرجت أحاديثهم جميعا في " إرواء الغليل " ( 925 ) فمن شاء
الوقوف عليها ، فليرجع إليه إن شاء الله تعالى .
و إنما عنيت هنا عناية خاصة لبيان ضعف الحديث بهذا اللفظ لشهرته عند علماء
اللغة و الأدب ، و لقول الحافظ ابن حجر في " التلخيص " :
" هذه لغة لبعض أهل اليمن ، يجعلون لام التعريف ميما ، و يحتمل أن يكون النبي
صلى الله عليه وسلم خاطب بها هذا الأشعري ( يعني : كعب بن عاصم ) كذلك لأنها
لغته ، و يحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته ، فحملها
الراوي عنه ، و أداها باللفظ الذي سمعها به . و هذا الثاني أوجه عندي . والله
أعلم " .
فأقول : إن إيراد الحافظ رحمه الله تعالى هذين الاحتمالين قد يشعر القارىء
لكلامه أن الرواية ثبتت بهذا اللفظ عن الأشعري ، و إنما تردد في كونه من النبي
صلى الله عليه وسلم نفسه ، أو من الأشعري ، و رجح الثاني . و هذا الترجيح لا
داعي إليه ، بعد أن أثبتنا أنه وهم من معمر ، فلم يتكلم به النبي صلى الله عليه
وسلم و لا الأشعري ، بل و لا صفوان بن عبد الله ، و لا الزهري . فليعلم هذا
فإنه عزيز نفيس إن شاء الله تعالى .
(3/129)
يتبع ان شاء
أمـــة الله
2008-04-27, 12:43 PM
1131 - " لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/265 ) :
ضعيف .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/2/238 ) و الحاكم ( 4/121 - 122 )
و أحمد ( 3/471 و 4/339 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1/100/2 ) و البيهقي في "
الشعب " ( 2/161/2 - 162/1 ) من طريق شعبة قال : سمعت أبا إسرائيل قال : سمعت
جعدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم و رأى رجلا سمينا ، فجعل النبي
صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه بيده و يقول : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
و قال المنذري ( 3/123 ) :
" رواه ابن أبي الدنيا و الطبراني بإسناد جيد و الحاكم و البيهقي " .
و كذا قال الحافظ العراقي في " المغني " ( 3/88 الطبعة التجارية ) ، إلا أنه
ذكر أحمد بدل ابن أبي الدنيا ، و لم يذكر الطبراني ، و لم أره في " كتاب الجوع
" لابن أبي الدنيا . و قال الهيثمي ( 5/31 ) :
" رواه الطبراني و أحمد و رجاله رجال الصحيح غير أبي إسرائيل الجشمي و هو ثقة "
قلت : في هذا التوثيق عندي نظر ، لأن عمدته على أن ابن حبان ذكر أبا إسرائيل في
" الثقات " ، و لم يوثقه غيره كما يستفاد من ترجمته المختصرة في " تهذيب
التهذيب " :
" أبو إسرائيل الجشمي ، و عنه شعبة بن الحجاج . ذكره ابن حبان في " الثقات " ،
و اسمه شعيب " .
و من المعلوم تساهل ابن حبان في التوثيق كما نبهنا عليه مرارا ، و لهذا نرى
الذهبي و العسقلاني و غيرهما من المحققين لا يحتجون بمن يتفرد ابن حبان بتوثيقه
، و لا يوثقونه ، فهذا أبو إسرائيل لم يوثقه ابن حجر في " التقريب " و إنما قال
فيه :
" مقبول " ، يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة .
و لذلك فإني أرى أن تجويد الحافظ المنذري و العراقي لإسناد هذا الحديث ، غير
جيد ، لأنه قائم على الاعتماد على توثيق ابن حبان لرواية أبي إسرائيل ، و هو
بالتجهيل أولى منه بالتوثيق لأنه لم يرو عنه غير شعبة ، مع عدم توثيق غير ابن
حبان له . والله أعلم .
ثم وجدت للحديث علة أخرى ، و هي الاختلاف في صحبة جعدة و هو ابن هبيرة الأشجعي
، و ترى تفصيل القول في ذلك في " تهذيب ابن حجر " و تعليق الدكتور عواد على
" تهذيب المزي " ( 4/566 ) ، و تناقض رأي ابن حجر فيه ، ففي " التهذيب " يرجح
قول أبي حاتم أنه تابعي ، و في " التقريب " يجزم بأنه صحابي صغير له رؤية ،
و ليس يخفى على طالب العلم أن هذا التناقض من مثل هذا الحافظ ما هو إلا لأنه
ليس هناك دليل قاطع في صحبة جعدة هذا يرفع الخلاف ، و إن مما يؤكد ذلك أن ابن
حبان نفسه الذي وثق أبا إسرائيل هذا أورد جعدة في التابعين من " ثقاته " (
4/115 ) و قال :
" و لا أعلم لصحبته شيئا صحيحا فأعتمد عليه فلذلك أدخلناه في التابعين " .
و بناء على ذلك أورد أبا إسرائيل في " أتباع التابعين " من " ثقاته " ( 6/438 )
و قال :
" يروي عن جعدة بن هبيرة ، روى عنه شعبة بن الحجاج " .
قلت : و هذا تناقض ظاهر من ابن حبان يشبه تناقض الحافظ السابق ، لأن أبا
إسرائيل هذا إذا كان ثقة عنده لزمه القول بصحبة جعدة لأنه صرح في هذا الحديث
بها : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم " و إذا كان قوله هذا ليس صحيحا يعتمد
عليه ، لزمه القول بأن أبا إسرائيل ليس ثقة يعتمد عليه ، و هذا هو الذي يظهر لي
لتفرد شعبة بالرواية عنه كما تقدم . والله أعلم .
(3/130)
________________________________________
1132 - " قوموا كلكم فتوضأوا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/267 ) :
باطل .
رواه ابن عساكر ( 17/360/2 ) عن يحيى بن عبد الله البابلتي : حدثنا الأوزاعي :
حدثني واصل بن أبي جميل أبو بكر عن مجاهد قال :
" وجد النبي صلى الله عليه وسلم <1> ريحا ، فقال : ليقم صاحب الريح فليتوضأ ،
فإن الله لا يستحيي من الحق ، فقال العباس : يا رسول الله أفلا نقوم كلنا
فنتوضأ ؟ فقال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، مسلسل بالعلل : الإرسال من مجاهد و هو ابن جبر و ضعف
واصل بن أبي جميل و البابلتي .
و أصل الحديث موقوف ، فقد روى مجالد : نا عامر عن جرير يعني ابن عبد الله
البجلي :
" أن عمر رضي الله عنه صلى بالناس ، فخرج من إنسان شيء ، فقال : عزمت على صاحب
هذه إلا توضأ ، و أعاد صلاته . فقال جرير : أو تعزم على كل من سمعها أن يتوضأ ،
و أن يعيد الصلاة ، قال : نعما قلت ، جزاك الله خيرا ، فأمرهم بذلك " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/107/1 ) : حدثنا معاذ بن المثنى : نا
مسدد : نا يحيى عن مجالد .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات ، رجال مسلم غير معاذ بن المثنى و هو ثقة
مترجم في " تاريخ بغداد " ، غير أن مجالدا و هو ابن سعيد الهمداني قال الحافظ
في " التقريب " :
" ليس بالقوي ، و قد تغير في آخر عمره " .
فقول الهيثمي ( 1/244 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله رجال الصحيح " .
قلت : فهذا القول ، مما لا يخفى بعده عن الصواب على من عرف ما بينا .
و يشبه هذا الحديث ما يتداوله كثير من العامة ، و بعض أشباههم من الخاصة ،
زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم ، فخرج من أحدهم ريح ،
فاستحيا أن يقوم من بين الناس ، و كان قد أكل لحم جزور ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم سترا عليه : " من أكل لحم جزور فليتوضأ " . فقام جماعة
كانوا أكلوا من لحمه فتوضأوا !
و هذه القصة مع أنه لا أصل لها في شيء من كتب السنة و لا في غيرها من كتب الفقه
و التفسير فيما علمت ، فإن أثرها سيىء جدا في الذين يروونها ، فإنها تصرفهم عن
العمل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لكل من أكل من لحم الإبل أن يتوضأ ، كما
ثبت في " صحيح مسلم " و غيره : قالوا : يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم ؟
قال : لا ، قالوا : أفنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : توضأوا . فهو يدفعون هذا
الأمر الصحيح الصريح بأنه إنما كان سترا على ذلك الرجل ، لا تشريعا ! و ليت
شعري كيف يعقل هؤلاء مثل هذه القصة و يؤمنون بها ، مع بعدها عن العقل السليم ،
و الشرع القويم ؟ ! فإنهم لو تفكروا فيها قليلا ، لتبين لهم ما قلناه بوضوح ،
فإنه مما لا يليق به صلى الله عليه وسلم أن يأمر بأمر لعلة زمنية . ثم لا يبين
للناس تلك العلة ، حتى يصير الأمر شريعة أبدية ، كما وقع في هذا الأمر ، فقد
عمل به جماهير من أئمة الحديث و الفقه ، فلو أنه صلى الله عليه وسلم كان أمر به
لتلك العلة المزعومة لبينها أتم البيان ، حتى لا يضل هؤلاء الجماهير باتباعهم
للأمر المطلق ! و لكن قبح الله الوضاعين في كل عصر و كل مصر ، فإنهم من أعظم
الأسباب التي أبعدت كثيرا من المسلمين عن العمل بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
، و رضي الله عن الجماهير العاملين بهذا الأمر الكريم ، و وفق الآخرين للاقتداء
بهم في ذلك و في اتباع كل سنة صحيحة . والله ولي التوفيق .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا الأصل ، و سقط منه : " من رجل " . اهـ .
1
(3/131)
________________________________________
1133 - " أفلحت يا قديم إن مت و لم تكن أميرا و لا كاتبا و لا عريفا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/268 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 2933 ) و أحمد ( 4/133 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
17/80/1 ) عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جده المقدام بن معد يكرب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على منكبه ثم قال له : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، صالح هذا أورده الذهبي في " ديوان الضعفاء " ، و قال
: " مجهول " .
و قال في " المغني " و " الكاشف " :
" قال البخاري : فيه نظر " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" لين " .
و أما قول المنذري ( 3/134 ) :
" و فيه كلام قريب لا يقدح " .
فهذا مردود لوجهين :
أولا : أن الذين ترجموا صالحا كان كلامهم فيه على ثلاثة أنواع :
1 - منهم من ضعفه ضعفا شديدا ، و هو الإمام البخاري ، فقال قال : " فيه نظر " ،
كما تقدم .
و عبارة البخاري هي من أشد أنواع التجريح عنده .
2 - و منهم من جهله مثل موسى بن هارون الحمال و ابن حزم .
و يمكن أن نذكر معهم ابن أبي حاتم ، فإنه أورده في كتابه ( 2/1/419 ) و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا .
3 - و منهم من وثقه ، و هو ابن حبان وحده، فقد أورده في " ثقات أتباع التابعين
" و قال ( 6/409 ) :
" يخطىء " .
فأنت ترى أنهم جميعا متفقون على تجريح الرجل ، إما بالضعف الشديد ، و إما
بالجهالة ، و إما بالوهم .
ثانيا : أن الكلام الذي لا يقدح إنما يسلم لو قيل في رجل ثبت أنه ثقة ، و الأمر
هنا ليس كذلك ، لأن توثيق ابن حبان مما لا يوثق به عند التفرد كما هو الشأن هنا
لما عرفت من تساهله فيه ، فلذلك لا يقبل توثيقه هذا إذا لم يخالف ممن هو مثله
في العلم بالجرح و التعديل ، فكيف إذا كان مخالفه هو الإمام البخاري ؟ فكيف إذا
كان مع ذلك هو نفسه يقول فيه كما تقدم :
" يخطىء " ؟ !
فيتلخص من ذلك أن الكلام الذي فيه قادح ، يسقط الاحتجاج بالحديث .
ثم إن إيراد ابن حبان إياه في " أتباع التابعين " ينبهنا إلى أن في الحديث علة
أخرى و هي الانقطاع ، فإن صالحا هذا رواه عن جده المقدام لم يذكر بينهما أباه
يحيى بن المقدام ، فهو منقطع ، فهذه علة أخرى ، و يؤيده أنه سيأتي له قريبا
حديث آخر برقم ( 1149 ) من روايته عن أبيه عن جده ، فإن كان هذا تلقاه عن أبيه
فهو - أعني أباه - مجهول كما سيأتي هناك ، و لذلك ذكر الحافظ في ترجمة صالح هذا
من " التقريب " أنه من الطبقة السادسة . و هم الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من
الصحابة .
(3/132)
________________________________________
1134 - " كان الرجل إذا طلق امرأته ثلاثا قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أبي بكر ، و صدرا من إمارة عمر ، فلما رأى
الناس قد تتابعوا فيها ، قال ( يعني عمر ) : أجيزهن عليهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/270 ) :
منكر بهذا السياق .
أخرجه أبو داود ( 2199 ) و عنه البيهقي ( 7/338 - 339 ) : حدثنا محمد بن
عبد الملك بن مروان : حدثنا أبو النعمان : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن غير
واحد عن طاووس :
" أن رجلا يقال له : أبو الصهباء كان كثير السؤال لابن عباس قال : أما علمت أن
الرجل كان إذا طلق امرأته ثلاثا قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر و صدرا من إمارة عمر ؟ و قال ابن عباس
: بلى كان الرجل .." .
قلت : و هذا إسناد معلول عندي بأبي النعمان و اسمه محمد بن الفضل السدوسي
و لقبه عارم ، و هو و إن كان ثقة فقد كان اختلط ، وصفه بذلك جماعة من الأئمة
منهم أبو داود و النسائي و الدارقطني و غيرهم ، و قال ابن أبي حاتم في " الجرح
و التعديل " ( 4/1/59 ) :
" سمعت أبي يقول : اختلط في آخر عمره ، و زال عقله فمن سمع منه قبل الاختلاط
فسماعه صحيح " .
قلت : و هذا الحديث من رواية ابن مروان و هو أبو جعفر الدقيقي الثقة ، و لا
ندري أسمع منه قبل الاختلاط أم بعده ؟ و هذا عندي أرجح ، فقد خولف عارم في
إسناده و متنه . فرواه سليمان بن حرب عن حماد بن زيد فقال : عن أيوب عن إبراهيم
ابن ميسرة عن طاووس به ، إلا أنه لم يذكر فيه :
" قبل أن يدخل بها " .
أخرجه مسلم ( 4/182 ) و البيهقي ( 7/336 ) . و قال ابن أبي شيبة ( 5/26 ) : نا
عفان بن مسلم قال : نا حماد بن زيد به .
و رواه محمد بن أبي نعيم : نا حماد بن زيد به .
أخرجه الدارقطني ( 443 ) ، و ابن أبي نعيم صدوق .
فهي زيادة شاذة إن لم نقل منكرة ، تفرد بها عارم .
و يؤكد ذلك أن عبد الله بن طاووس قد روى الحديث عن أبيه كما رواه سليمان بن حرب
بإسناده عنه بدون الزيادة .
أخرجه مسلم و النسائي ( 2/96 ) و الطحاوي ( 2/31 ) و الدارقطني ( 444 )
و البيهقي و أحمد ( 1/314 ) و الحاكم أيضا ( 2/196 ) و قال :
" صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه " ، و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا ، إلا أنهما وهما في استدراكهما على مسلم .
قلت : فهذه الروايات الصحيحة تدل على أن عارما إنما حدث بالحديث بعد الاختلاط ،
و لذلك لم يضبطه ، فلم يحفظ اسم شيخ أيوب فيه ، و زاد تلك الزيادة فهي لذلك
شاذة غير محفوظة لمخالفته الثقات فيها ، و قد خفيت هذه العلة على العلامة ابن
القيم ; فصحح إسناد الحديث في " زاد المعاد " ( 4/55 ) ، و انطلى ذلك على
المعلق عليه ( 5/249 و 251 ) ، و أعله المنذري في " مختصر السنن " ( 3/124 )
بقوله :
" الرواة عن طاووس مجاهيل " .
و إذا عرفت ذلك فلا يجوز تقييد لفظ الحديث الصحيح بها ، كما فعل البيهقي ، بل
ينبغي تركه على إطلاقه فهو يشمل المدخول بها و غير المدخول بها ، و إليك لفظ
الحديث في " صحيح مسلم " :
" كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أبي بكر ، و سنتين من
خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر بن الخطاب : إن الناس قد استعجلوا في
أمر قد كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم " .
قلت : و هو نص لا يقبل الجدل على أن هذا الطلاق حكم محكم ثابت غير منسوخ لجريان
العمل عليه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر ، و أول خلافة عمر ،
و لأن عمر رضي الله لم يخالفه بنص آخر عنده بل باجتهاد منه و لذلك تردد قليلا
أول الأمر في مخالفته كما يشعر بذلك قوله : " إن الناس قد استعجلوا .. فلو
أمضيناه عليهم .. " ، فهل يجوز للحاكم مثل هذا التساؤل و التردد لو كان عنده نص
بذلك ؟ !
و أيضا ، فإن قوله : " قد استعجلوا " يدل على أن الاستعجال حدث بعد أن لم يكن ،
فرأى الخليفة الراشد ، أن يمضيه عليهم ثلاثا من باب التعزيز لهم و التأديب ،
فهل يجوز مع هذا كله أن يترك الحكم المحكم الذي أجمع عليه المسلمون في خلافة
أبي بكر و أول خلافة عمر ، من أجل رأي بدا لعمر و اجتهد فيه ، فيؤخذ باجتهاده ،
و يترك حكمه الذي حكم هو به أول خلافته تبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
و أبي بكر ؟ ! اللهم إن هذا لمن عجائب ما وقع في الفقه الإسلامي ، فرجوعا إلى
السنة المحكمة أيها العلماء ، لا سيما و قد كثرت حوادث الطلاق في هذا الزمن
كثرة مدهشة تنذر بشر مستطير تصاب به مئات العائلات .
و أنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض البلاد الإسلامية كمصر و سوريا قد أدخلت هذا
الحكم في محاكمها الشرعية ، و لكن من المؤسف أن أقول : إن الذين أدخلوا ذلك من
الفقهاء القانونيين لم يكن ذلك منهم بدافع إحياء السنة ، و إنما تقليدا منهم
لرأي ابن تيمية الموافق لهذا الحديث ، أي إنهم أخذوا برأيه لا لأنه مدعم
بالحديث ، بل لأن المصلحة اقتضت الأخذ به زعموا ، و لذلك فإن جل هؤلاء الفقهاء
لا يدعمون أقوالهم و اختياراتهم التي يختارونها اليوم بالسنة ، لأنهم لا علم
لهم بها ، بل قد استغنوا عن ذلك بالاعتماد على آرائهم ، التي بها يحكمون ،
و إليها يرجعون في تقدير المصلحة التي بها يستجيزون لأنفسهم أن يغيروا الحكم
الذي كانوا بالأمس القريب به يدينون الله ، كمسألة الطلاق هذه ، فالذي أوده
أنهم إن غيروا حكما أو تركوا مذهبا إلى مذهب آخر ، أن يكون ذلك اتباعا منهم
للسنة ، و أن لا يكون ذلك قاصرا على الأحكام القانونية و الأحوال الشخصية ، بل
يجب أن يتعدوا ذلك إلى عباداتهم و معاملاتهم الخاصة بهم ، فلعلهم يفعلون !
(3/133)
________________________________________
1135 - " ما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من نسائه إلا متقنعا ، يرخي الثوب
على رأسه ، و ما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا رآه مني " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/273 ) :
موضوع .
رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 251 - 252 ) عن محمد
ابن القاسم الأسدي : نا كامل أبو العلاء عن أبي صالح - أراه - عن ابن عباس قال
: قالت عائشة رضي الله عنها : فذكره .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته الأسدي هذا كذبه أحمد و قال :
" أحاديثه موضوعة ، ليس بشيء " .
و أبو صالح هو باذام و هو ضعيف .
و الشطر الثاني من الحديث قد روي من طريقين آخرين و لكنهما واهيان كما بينته في
" آداب الزفاف " ( ص 32 - الطبعة الثانية ) و ذكرت هناك عن عائشة نفسها ما يدل
على بطلانه .
و أما الشطر الأول ، فمع تفرد ذاك الكذاب به فإنه يدل على بطلانه أيضا القرآن
الكريم و هو قول الله عز وجل : *( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )* أي :
كيف شئتم . فمع هذه الإباحة الصريحة في كيفية الإتيان ، لا يعقل هذا التضييق
الذي تضمنه هذا الحديث الموضوع كما لا يخفى .
(3/134)
________________________________________
1136 - " ما ابتلى الله عبدا ببلاء و هو على طريقة يكرها إلا جعل الله ذلك البلاء له
كفارة و طهورا ، ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله ، أو يدعو غير الله
في كشفه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/274 ) :
موضوع .
رواه ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات " ( 162/1 ) حدثني يعقوب بن عبيد
قال : أنبأ هشام بن عمار قال : أنبأ يحيى بن حمزة قال : حدثنا الحكم بن
عبد الله أنه سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي يحدث أنه سمع أبا هريرة
يحدث قال :
دخلت على أم عبد الله ابنة أبي ذباب عائدا لها من شكوى فقالت : يا أبا هريرة
إني دخلت على أم سلمة أعودها من شكوى فنظرت إلى قزحة في يدي فقالت :
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ساقط موضوع ، من أجل الحكم بن عبد الله و هو ابن سعد الأيلي
قال الذهبي في " الضعفاء " :
" متروك متهم " .
و قال في " الميزان " :
" و قال أحمد : أحاديثه كلها موضوعة . و قال ابن معين : ليس بثقة . و قال
السعدي و أبو حاتم : كذاب " .
(3/135)
________________________________________
1137 - " يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شاته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/274 ) :
ضعيف جدا .
رواه ابن عساكر ( 15/390/2 ) عن عباد بن يعقوب الرواجني أنبأنا عيسى بن
عبد الله بن محمد بن عمر بن علي حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا .
قلت : و هذا سند واه ، عيسى بن عبد الله قال أبو نعيم :
" روى عن آبائه أحاديث مناكير ، لا يكتب حديثه ، لا شيء " .
و قال ابن عدي : " حدث عن آبائه بأحاديث غير محفوظة " .
و ساق له الذهبي حديثين قال في أحدهما :
" لعله موضوع " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه و بيض له المناوي
في " شرحيه " !
(3/136)
________________________________________
1138 - " هي زكاة الفطر . آية : *( قد أفلح من تزكى )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/275 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه البزار في " مسنده " ( 1/429/905 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 333/1 )
و البيهقي ( 4/159 ) من طريق عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله المزني عن
أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله : *( قد أفلح من تزكى
و ذكر اسم ربه فصلى )* قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، كثير هذا هو ابن عبد الله بن عمرو بن عوف ، قال
الشافعي و أبو داود :
" ركن من أركان الكذب " .
و قال الدارقطني و غيره :
" متروك " .
و عبد الله بن نافع هو الصائغ المخزومي المدني ، قال الحافظ :
" ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين " .
و الحديث أورده السيوطي في " الدر المنثور " ( 6/339 ) بتخريج البزار و ابن
المنذر و ابن أبي حاتم و الحاكم في " الكنى " و ابن مردويه و البيهقي في " سننه
" بسند ضعيف عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف به .
قلت : فضعف إسناده بعبد الله بن نافع ، و تضعيفه بكثير أولى لما عرفت من سوء
حاله ، و لكن لعله سكت عنه لشهرته بذلك .
و للحديث شاهد موقوف ، رواه أبو حماد الحنفي عن عبيد الله ( و في نسخة عبد الله
) ابن عمر عن نافع عن عمر أنه كان يقول :
" نزلت هذه الآية : *( قد أفلح من تزكى و ذكر اسم ربه فصلى )* في زكاة رمضان "
قلت : و هو مع وقفه ضعيف الإسناد جدا ، فإن أبا حماد الحنفي و اسمه مفضل بن
صدقة قال النسائي :
" متروك " .
و قال ابن معين :
" ليس بشيء " .
و عبد الله بن عمر إن كان هو المكبر فضعيف ، و إن كان المصغر فثقة .
(3/137)
________________________________________
1139 - " أكل اللحم يحسن الوجه ، و يحسن الخلق " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/276 ) :
موضوع .
رواه الرازي في " الفوائد " ( 15/101/2 ) و ابن عساكر ( 14/211/1 ) عن محمد بن
هارون بن شعيب الأنصاري : حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن الحريص <1> : حدثنا
محمد بن حسان بن يزيد الحوري : حدثنا وكيع عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند واه جدا بل هو موضوع ، فإن الأنصاري هذا قال الحافظ عبد العزيز
الكتاني :
" كان يتهم " .
و المحمدان فوقه لم أعرفهما ، و من سائرهم من رجال الستة ، و اعتقادي أن هذا
السند مركب عليهم ، فإن أحدهم أسمى من أن يحدث بمثل هذا الحديث الباطل الظاهر
البطلان ، و إني لأعجب من السيوطي كيف سود به كتابه " الجامع الصغير " ! و أما
المناوي فقد بيض له في " الفيض " و قال في " التيسير " : إسناد ضعيف " !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و ابن الحريص ترجمه ابن عساكر في " تاريخه " ( 15/31 - 32 ) و لكنه لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا . اهـ .
1
(3/138)
________________________________________
1140 - " إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/277 ) :
ضعيف .
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12/44/1 ) : حدثنا يزيد بن هارون عن هشام بن
حسان عن الحسن عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
و بهذا الإسناد أخرجه الإمام أحمد ( 3/381 - 382 ) و أبو يعلى ( 593 - 594 ) في
حديث .
و كذلك أخرجه أحمد ( 3/305 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 517 ) من
طريقين آخرين عن هشام بن حسان به .
و أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1/256/1 ) و كذا أبو داود ( 2570 ) و لكنه لم
يسق لفظه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و رجاله ثقات ، و إنما علته الانقطاع بين الحسن و هو
البصري و جابر ، فإنه لم يسمع منه كما قال أبو حاتم و البزار .
و قد رواه البزار ( 4/34/3149 ) من طريقين عن يونس عن الحسن عن سعد بن أبي وقاص
مرفوعا به نحوه . و قال البزار : لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه ، و لا
نعلم سمع الحسن من سعد شيئا " .
و قال الهيثمي ( 10/134 ) :
" و رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب " .
و له شاهد واه جدا من رواية عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا به .
أخرجه بن عدي في " الكامل " ( ق 244/1 ) و قال :
" هذا الحديث بهذا الإسناد بعض متنه لا يعرف إلا من طريق عمر بن صبح عن مقاتل ،
و ابن صبح منكر الحديث " .
و قال الذهبي :
" ليس بثقة و لا مأمون ، قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " .
و له شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا به . و زاد :
" فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر و له حصاص " .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " من حديث عدي بن الفضل عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عنه . و قال :
" لم يروه عن سهيل إلا عدي " .
قلت : و هو متروك كما قال الهيثمي ( 10/134 ) .
و الزيادة المذكورة عند مسلم ( 2/5 - 6 ) من طريقين عن سهيل به . و هذا يدل على
نكارة ما زاده عدي عليها . و يؤكده أن في أحد الطريقين المشار إليهما عند مسلم
عن سهيل قال : أرسلني أبي إلى بني حارثة ، قال : و معي غلام لنا أو صاحب لنا ،
فناداه مناد من حائط باسمه ، قال : و أشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا ،
فذكرت ذلك لأبي فقال : لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ، و لكن إذا سمعت صوتا
فناد بالصلاة ، فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال :
" إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ، ولى و له خصائص " .
قلت : فهذا يبين أن هذه الزيادة التي تفرد بها عدي - و هو ابن الفضل - أصلها
مقطوع من كلام أبي صالح والد سهيل ، فرفعه عدي !
(3/139)
***************************
يتبع أن شاء الله .........
أمـــة الله
2008-04-28, 11:42 PM
1141 - " من أكل فشبع ، و شرب فروي ، فقال : الحمد لله الذي أطعمني فأشبعني ، و سقاني
فأرواني ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/278 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 467 ) : أخبرنا أبو يعلى : حدثنا
محمد بن إبراهيم السامي : حدثنا إبراهيم بن سليمان : حدثنا حرب بن سريج <1> عن
حماد بن أبي سليمان قال :
" تغديت عند أبي بردة ، فقال : ألا أحدثك ما حدثني به عبد الله بن قيس رضي
الله عنه ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير حرب بن سريج ، قال الحافظ في "
التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" فيه ضعف " .
قلت : و خفي ذلك على المنذري فسكت عليه في " الترغيب " ( 3/129 ) و عزاه لأبي
يعلى . و أغرب منه قول الهيثمي ( 5/29 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه من لم أعرفه " .
و ليس فيهم من لا يعرف إطلاقا ، فلعله تحرف عليه بعض أسماء رواته .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] بالمهملة و الجيم . كذا قيده الحافظ ، و وقع في ابن السني " شريح " و هو
خطأ . اهـ .
1
(3/140)
________________________________________
1142 - " يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة العذاب ما يتمنى أنه لم يقض بين
اثنين في تمرة قط " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/279 ) :
ضعيف .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1546 ) : حدثنا عمر بن العلاء اليشكري قال :
حدثني صالح بن سرج من عبد القيس عن عمران بن حطان قال : سمعت عائشة تقول ،
و ذكر عندها القضاة ، فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. و من طريق الطيالسي أخرجه أحمد ( 6/75 ) و أبو بكر المروزي في " أخبار الشيوخ
" ( 1/27/2 ) و ابن أبي الدنيا في " الأشراف " ( 2/73/2 ) و البيهقي ( 10/96 )
كلهم عن الطيالسي به .
و أخرجه ابن حبان ( 1563 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 2781 - مصورتي )
و البيهقي أيضا من طريقين آخرين عن عمر بن العلاء به ، إلا أن ابن حبان قال : "
عمره " بدل " تمرة " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و فيه علتان :
الأولى : صالح بن سرج أورده الذهبي في " الميزان " و لم يزد فيه على قوله :
" قال أحمد بن حنبل : كان من الخوارج " .
و أورده في " الضعفاء " و قال :
" مجهول " .
و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 6/460 ) .
و الأخرى : عمر بن العلاء . كذا وقع في المصادر المتقدمة إلا المسند فوقع فيه "
عمرو " بفتح أوله . قال الحافظ في " التعجيل " :
" و هو قول الأكثر " .
و ذكر في ترجمته أنه روى عنه جماعة من الثقات ، و لم يذكر فيه توثيقا فهو مجهول
الحال . والله أعلم .
قلت : فقول الهيثمي في " المجمع " ( 4/193 ) :
" رواه أحمد و إسناده حسن " .
غير حسن ، لما بينا من حال الرجلين .
(3/141)
________________________________________
1143 - " أول من يكسى حلة من النار إبليس ، يضعها على حاجبيه ، و هو يسحبها من خلفه ،
و ذريته من خلفه ، و هو يقول : يا ثبوراه ! و هم ينادون : يا ثبوراهم ، حتى يقف
على النار ، فيقول : يا ثبوراه ! فينادون : يا ثبوراهم ، فيقال : *( لا تدعو
اليوم ثبورا واحدا ، و ادعوا ثبورا كثيرا )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/280 ) :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 3/152 و 153 - 154 و 249 ) و البزار ( 4/183 ) و الطبري في "
تفسيره " ( 18/141 ) من طريق حماد بن سلمة قال : حدثنا علي بن زيد عن أنس بن
مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف ، كما في " التقريب " .
و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/392 ) و قال :
" رواه أحمد و البزار ، و رجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد و هو ابن جدعان
ضعيف ، كما في " التقريب " .
و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/392 ) و قال :
" رواه أحمد و البزار ، و رجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد و قد وثق " !
و ذكره ابن الجوزي في تفسيره " زاد المسير " ( 6/76 ) <1> دون عزو فقال :
" روى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " .
فجزم برواية أنس له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يحسن ، و كم فيه من
أحاديث ضعيفة و واهية يسكت عنها ، و لا يبين وهنها ، بل ربما أوهم صحتها ، كهذا
، و قد تولى بيان حال الكثير منها الأستاذ المعلق عليه ، و لكنه سكت أيضا عن
غير قليل منها كهذا الحديث ، فإنه خرجه و لم يبين حال إسناده ، بل و أقره على
جزمه !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قام بطبعه المكتب الإسلامي بدمشق ، جزاه الله خيرا . اهـ .
1
(3/142)
________________________________________
1144 - " كل [ باسم الله ] ، ثقة بالله ، و توكلا عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/281 ) :
ضعيف .
رواه أبو داود ( 3925 ) و الترمذي ( 1/335 ) و ابن ماجه ( 3542 ) و ابن السني
في " عمل اليوم و الليلة " ( 457 ) و أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( ق
192/2 ) و الحاكم ( 4/136 - 137 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 428 ) و ابن عدي
في " الكامل " ( 396/2 ) و أبو عبد الله الدقاق في " معجم مشايخه " ( ق 4/1 )
و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 49/1 ) من طريق المفضل
بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر عن جابر :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم ، فأدخلها معه في القصعة فقال " .
فذكره . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث المفضل بن فضالة ، و هو شيخ بصري ،
و المفضل بن فضالة شيخ آخر مصري أوثق من هذا و أشهر ، و روى شعبة هذا الحديث عن
حبيب بن الشهيد عن ابن بريدة : أن ابن عمر أخذ بيد مجذوم ، و حديث شعبة أثبت
عندي و أصح " .
قلت : و حديث شعبة وصله العقيلي من طريق سعيد بن منصور قال : حدثنا عبد الرحمن
ابن زياد قال : حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد قال : سمعت عبد الله بن بريدة
يقول :
" كان سلمان يعمل بيديه ، ثم يشتري طعاما ، ثم يبعث إلى المجذومين فيأكلون معه
" .
قلت : فجعل سلمان مكان ابن عمر ، و لعله الصواب ، فإن إسناده صحيح ،
و عبد الرحمن بن زياد هذا هو الرصاصي ، قال أبو حاتم :
" صدوق " . و قال أبو زرعة : " لا بأس به " .
و قال العقيلي عقب روايته :
" هذا أصل الحديث ، و هذه الزيادة أولى به ، و المفضل ليس بمشهور بالنقل ، قال
يحيى : ليس هو بذاك " .
و قال ابن عدي :
" و لم أر في حديثه أنكر من هذا الحديث ، و باقي حديثه مستقيم " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" مقارب الحديث ، لا يحتج به . قاله الترمذي " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
قلت : فقول الحاكم : " حديث صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي مما لا يخفى بعده عن
الصواب ، و نحوه قول المناوي في " التيسير " : " إسناده حسن " مغترا بما نقله
في " الفيض " عن ابن حجر أنه قال : " حديث حسن " !
قلت : و قد وجدت له متابعا ، يرويه عبيد الله بن تمام عن إسماعيل المكي عن محمد
ابن المنكدر به .
أخرجه ابن عدي ( 8/2 و 237/1 ) و قال في الموضع الأول :
" إسماعيل هذا أحاديثه غير محفوظة ، إلا أنه ممن يكتب حديثه " .
و قال في الموضع الآخر :
" و هذا قد روي من غير هذا الطريق عن محمد بن المنكدر ، و عبيد الله في بعض ما
يرويه مناكير " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
و أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ( 2/386 ) من الوجهين عن محمد بن
المنكدر .
(3/143)
________________________________________
1145 - " ملعون من لعب بالشطرنج " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/283 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي ( 4/63 ) عن عباد بن عبد الصمد عن أنس رفعه .
قلت : و هذا موضوع ، آفته عباد هذا قال البخاري : " منكر الحديث " .
و قال ابن حبان :
" روى عن أنس نسخة كلها موضوعة " .
و قال الحافظ السخاوي في " عمدة المحتج في حكم الشطرنج " ( 9/1 ) :
" و قد سئل عنه النووي ؟ فقال : لا يصح " .
و نحوه ما أورده السيوطي في " الجامع " من رواية عبدان و أبي موسى و ابن حزم عن
حبة بن مسلم مرسلا به و زاد :
" و الناظر إليها كالآكل لحم الخنزير " .
قال المناوي :
" و حبة هذا تابعي لا يعرف إلا بهذا الحديث ، و في " الميزان " : إنه خبر منكر
" .
قلت : و هو من رواية ابن جريج عن حبة ، و قال في أصح الطريقين عنه - و كلاهما
ضعيف - :
" حدثت عن حبة بن مسلم " .
فله علتان : الإرسال و الانقطاع .
(3/144)
________________________________________
1146 - " إذا مررتم بهؤلاء الذين يلعبون الأزلام : الشطرنج و النرد و ما كان من اللهو
، فلا تسلموا عليهم ، فإن سلموا عليكم فلا تردوا عليهم ، فإنهم إذا اجتمعوا
و أكبوا عليها ، جاء إبليس أخزاه الله بجنوده فأحدق بهم ، كلما ذهب رجل يصرف
بصره عن الشطرنج لكز في ثغره ، و جاءت الملائكة من وراء ذلك فأحدقوا بهم ، و لم
يدنوا منهم ، فما يزالون يلعنونهم حتى يتفرقوا عنها حين يتفرقون كالكلاب اجتمعت
على جيفة ، فأكلت منها ، حتى ملأت بطونها ثم تفرقت " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/284 ) :
موضوع .
أخرجه الآجري في " كتاب تحريم النرد و الشطرنج و الملاهي " ( ق 43/2 ) من طريق
سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته سليمان بن داود اليمامي قال الذهبي في "
الميزان " :
" قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قد مر لنا أن
البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث فلا تحل رواية حديثه . و قال ابن حبان
: ضعيف . و قال آخر : متروك " .
و كتب الحافظ ابن المحب المقدسي بخطه على هامش كتاب الآجري :
" هذا حديث ضعيف " .
قلت : بل هو موضوع ، و علامات الوضع عليه لائحة ، و آفته اليمامي المذكور ،
فإنه متهم عند البخاري كما عرفت . والله أعلم .
(3/145)
________________________________________
1147 - " إذا مررت عليهم ( يعني أهل القبور ) فقل : السلام عليكم يا أهل القبور من
المسلمين و المؤمنين ، أنتم لنا سلف ، و نحن لكم تبع ، و إنا إن شاء الله بكم
لاحقون . فقال أبو رزين : يا رسول الله و يسمعون ؟ قال : و يسمعون ، و لكن لا
يستطيعون أن يجيبوا ، أو لا ترضى يا أبا رزين أن يرد عليك [ بعددهم من ]
الملائكة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/284 ) :
منكر .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 369 ) و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( ق 92
: 2 ) عن النجم بن بشير بن عبد الملك بن عثمان القرشي حدثنا محمد بن الأشعث عن
أبي سلمة عن أبي هريرة قال :
" قال أبو رزين : يا رسول الله : إن طريقي على المقابر ، فهل من كلام أتكلم به
إذا مررت عليهم ؟ قال : " فذكره . و قال العقيلي و الزيادة له :
" محمد بن الأشعث مجهول في النسب و الرواية ، و حديثه هذا غير محفوظ ، و لا
يعرف إلا بهذا الإسناد . و أما " السلام عليكم يا أهل القبور " إلى قوله "
و إنا إن شاء الله بكم لاحقون " فيروى بغير هذا الإسناد من طريق صالح ، و سائر
الحديث غير محفوظ " .
و النجم بن بشير أورده ابن أبي حاتم ( 4/1 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : فهو بهذه الزيادة منكر ، لتفرد هذا المجهول بها ، و أما بدونها فهو حديث
صحيح أخرجه مسلم من حديث عائشة و بريدة ، و هو مخرج في كتابي " أحكام الجنائز
و بدعها " .
و هذه الزيادة منكرة المتن أيضا ، فإنه لا يوجد دليل في الكتاب و السنة على أن
الموتى يسمعون ، بل ظواهر النصوص تدل على أنهم لا يسمعون . كقوله تعالى :
*( و ما أنت بمسمع من في القبور )* و قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه و هم في
المسجد : " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة ، فإن صلاتكم تبلغني ... " فلم يقل
: أسمعها . و إنما تبلغه الملائكة كما في الحديث الآخر : " إن لله ملائكة
سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " . رواه النسائي و أحمد بسند صحيح .
و أما قوله صلى الله عليه وسلم : " العبد إذا وضع في قبره ، و تولى و ذهب
أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه ، فيقولان له .. " الحديث
رواه البخاري فليس فيه إلا السماع في حالة إعادة الروح إليه ليجيب على سؤال
الملكين كما هو واضح من سياق الحديث .
و نحوه قوله صلى الله عليه وسلم لعمر حينما سأله عن مناداته لأهل قليب بدر : "
ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " هو خاص أيضا بأهل القليب ، و إلا فالأصل أن
الموتى لا يسمعون ، و هذا الأصل هو الذي اعتمده عمر رضي الله عنه حين قال للنبي
صلى الله عليه وسلم : إنك لتنادي أجسادا قد جيفوا ، فلم ينكره الرسول صلى الله
عليه وسلم بل أقره ، و إنما أعلمه بأن هذه قضية خاصة ، و لولا ذلك لصحح له ذلك
الأصل الذي اعتمد عليه ، و بين له أن الموتى يسمعون خلافا لما يظن عمر ، فلما
لم يبين له هذا ، بل أقره عليه كما ذكرنا ، دل ذلك على أن من المقرر شرعا أن
الموتى لا يسمعون . و أن هذه قضية خاصة .
و بهذا البيان ينسد طريق من طرق الضلال المبين على المشركين و أمثالهم من
الضالين ، الذين يستغيثون بالأولياء و الصالحين و يدعونهم من دون الله ، زاعمين
أنهم يسمعونهم ، والله عز وجل يقول : *( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ، و لو
سمعوا ما استجابوا لكم ، و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير )* .
و راجع لتمام هذا البحث الهام مقدمتي لكتاب " الآيات البينات في عدم سماع
الأموات عند الحنفية السادات " للآلوسي .
(3/146)
1148 - " أربع من سعادة المرء : زوجة صالحة ، و ولد أبرار ، و خلطاء صالحون ، و معيشة
في بلده " .
________________________________________
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/286 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/166 - مختصره للحافظ ابن حجر ) منة
طريق سهل بن عامر البجلي : حدثنا عمرو بن [ جميع ] عن عبد الله بن الحسن بن
الحسن عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، و له آفتان :
الأولى : عمرو بن جميع كذبه ابن معين ، و قال الدارقطني و جماعة :
" متروك " .
و قال ابن عدي :
" كان يتهم بالوضع " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و الأخرى : سهل بن عامر البجلي ، كذبه أبو حاتم . و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/202 ) عن أبيه :
" ضعيف الحديث ، روى أحاديث بواطيل ، أدركته بالكوفة ، و كان يفتعل الحديث " .
(3/147)
________________________________________
1149 - " لا يحل أكل لحوم الخيل و البغال و الحمير " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/286 ) :
منكر .
أخرجه أبو داود ( 3790 ) و النسائي ( 2/199 ) و ابن ماجه ( 3198 ) و الطحاوي في
" شرح المعاني " ( 2/322 ) و البيهقي ( 9/328 ) و أحمد ( 4/89 ) و العقيلي في "
الضعفاء " ( ص 188 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 3862 ) و الواحدي
في " الوسيط " ( 2/127/2 ) كلهم من طرق عن بقية بن الوليد : حدثني ثور بن يزيد
عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال العقيلي :
" صالح بن يحيى فيه نظر . و قد روي عن جابر قال : أطعمنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم لحوم الخيل ، و نهانا عن لحوم البغال و الحمير . و روي عن أسماء ابنة
أبي بكر قالت : ذبحنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه .
و إسنادهما أصلح من هذا الإسناد " .
و قال البيهقي :
" فهذا إسناد مضطرب ، و مع اضطرابه مخالف لحديث الثقات " .
ثم روى عن موسى بن هارون أنه قال :
" لا يعرف صالح بن يحيى و لا أبوه إلا بجده ، و هذا ضعيف " .
قلت : فللحديث أربع علل :
الأولى : ضعف صالح بن يحيى كما أشار إلى ذلك البخاري بقوله فيه :
" فيه نظر " .
أو أنه مجهول كما يشعر كلام موسى بن هارون المذكور ، و هو الذي جزم به الذهبي
في " الضعفاء " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" لين " .
و أما ابن حبان فأورده في " أتباع التابعين " من " الثقات " ! و اغتر به الحافظ
المنذري فقال في " الترغيب " ( 3/134 ) :
" و في صالح بن يحيى كلام قريب لا يقدح " !
الثانية : جهالة يحيى بن المقدام بن معدي ، كما في كلام موسى بن هارون المتقدم
، و اعتمده الذهبي ، فقال في " الميزان " :
" لا يعرف إلا برواية ولده صالح عنه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور " .
الثالثة : الاضطراب الذي أشار إليه البيهقي و بينه بقوله :
" و رواه محمد بن حمير عن ثور عن صالح أنه سمع جده المقدام . و رواه عمر بن
هارون البلخي عن ثور عن يحيى بن المقدام عن أبيه عن خالد " .
و محمد بن حمير ثقة و قد تابعه سليمان بن سليم أبو سلمة و هو ثقة أيضا ، عن
صالح بن يحيى بن المقدام عن جده المقدام عن خالد قال :
" غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر .. الحديث ، و فيه : و حرام
عليكم لحوم الحمر الأهلية و خيلها و بغالها .. " .
أخرجه أحمد .
و متابعة أبي سلمة عند الطبراني ( 3827 ) ، لكنه قال : عن صالح عن أبيه عن جده
عن خالد . يعني مثل إسناد ثور بن يزيد برواية بقية عنه .
نعم رواه سعيد بن غزوان عن صالح عن جده عن خالد ..
رواه الطبراني ( 3828 ) .
الرابعة : النكارة و المخالفة كما تقدم في كلام البيهقي . و يعني بذلك أمرين
اثنين :
الأول : قوله عن خالد : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنه صلى الله
عليه وسلم قال الحديث في هذه الغزوة . قال الحافظ في " الفتح " ( 9/561 ) :
" و تعقب بأنه شاذ منكر ، لأن في سياقه أنه شهد خيبر ، و هو خطأ ، فإنه ( يعني
خالدا ) لم يسلم إلا بعدها على الصحيح ، و الذي جزم به الأكثر أن إسلامه كان
سنة الفتح .. ، و أعل أيضا بأن في السند راويا مجهولا " .
و الآخر : أنه صح برواية الثقات أنه صلى الله عليه وسلم رخص في لحوم الخيل .
أخرجه الشيخان و غيرهما من حديث جابر بن عبد الله ، و له عنه طرق و ألفاظ
ذكرتها في " الصحيحة " فلتطلب من هناك .
و أما ما روى عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال :
" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر و الخيل و البغال " .
فقد أورده الحافظ في " الفتح " من رواية الطحاوي و أبي بكر الرازي و ابن جزم ،
و قال الحافظ :
" قال الطحاوي : و أهل الحديث يضعفون عكرمة بن عمار . قلت : لا سيما في يحيى بن
أبي كثير ، فإن عكرمة و إن كان مختلفا في توثيقه ، فقد أخرج له مسلم ، لكن إنما
أخرج له من غير روايته عن يحيى بن أبي كثير ، و قد قال يحيى بن سعيد القطان :
أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير ضعيفة . و قال البخاري : حديثه عن يحيى مضطرب ..
و على تقدير صحة هذه الطريق ، فقد اختلف على عكرمة فيها ، فإن الحديث عند أحمد
و الترمذي من طريقه ليس فيه للخيل ذكر ، و على تقدير أن يكون الذي زاده حفظه ،
فالروايات المتنوعة عن جابر المفصلة بين لحوم الخيل و الحمر في الحكم ، أظهر
اتصالا ، و أتقن رجالا و أكثر عددا " .
ثم ذكر أن الطبري أخرجه من طريق يحيى بن أبي كثير أيضا عن رجل من أهل حمص قال :
كنا مع خال فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم لحوم الحمر الأهلية
و خيلها و بغالها . و قال :
" و أعل بتدليس يحيى و إبهام الرجل " .
قلت : و أنا أظن أن هذا الرجل هو يحيى بن المقدام بن معدي كرب المتقدم في
الطريق الأولى فإنه حمصي و هو مجهول كما سبق ، فلا يذهبن و هل أحد إلى أنه يمكن
تقوية تلك الطريق بطريق الطبري هذه ، لأن مدارهما على مجهول . والله أعلم .
(3/148)
________________________________________
1150 - " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قلت : يا رسول الله و ما رياض الجنة ؟ قال :
المساجد ، قلت : و ما الرتع يا رسول الله ؟ قال : سبحان الله ، و الحمد لله ،
و لا إله إلا الله ، و الله أكبر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/289 ) :
ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2/265 ) من طريق يزيد بن حبان أن حميد المكي مولى ابن علقمة
حدثه أن عطاء بن أبي رباح حدثه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
كذا قال ! و حميد المكي قال البخاري كما في " الميزان " :
" لا يتابع على حديثه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مجهول " .
قلت : فأنى لحديثه الحسن ؟ !
و يزيد بن حبان ، كذا في النسخة المطبوعة من " الترمذي " في بولاق ، و أظنه
محرفا ، و الصواب : زيد بن حبان ، فإنهم لم يذكروا غيره في ترجمة حميد المكي .
والله أعلم .
و زيد بن الحباب من رجال مسلم ، و فيه خلاف ، قال الحافظ :
" صدوق يخطىء في حديث الثوري " .
و قد روي الحديث من طريق أخرى و هي مع ضعفها فإنه مختصر و لفظه :
" إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قالوا : و ما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر
" .
أخرجه الترمذي ( 2/265 ) و أحمد ( 3/150 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 329/1 )
من طريق محمد بن ثابت البناني قال : حدثني أبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب من حديث ثابت عن أنس " .
قلت : و القول فيه كالذي قبله ، فإن محمد بن ثابت البناني متفق على تضعيفه و قد
تفرد به عن أبيه ، فقال ابن عدي عقبه و قد ساق له أحاديث أخرى :
" و هذه الأحاديث مع غيرها مما لم أذكره عامتها مما لا يتابع محمد بن ثابت عليه
" .
و أورده الذهبي في " الميزان " فقال :
" قال البخاري : فيه نظر ، و قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال النسائي ضعيف " .
ثم ساق له مما أنكر عليه حديثين ، هذا أحدهما .
و قد وجدت له طريقا أخرى عن أنس ، و لكنها واهية ، لأنها من رواية زائدة بن أبي
الرقاد : حدثنا زياد النميري عن أنس به .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6/268 ) .
قلت : و هذا إسناد واه ، و له علتان : زياد النميري و زائدة بن أبي الرقاد قال
الذهبي في " الميزان " :
" ضعيفان " .
و قال الحافظ في الأول منهما :
" ضعيف " .
و في الآخر :
" منكر الحديث " .
و بهذا جرحه البخاري ، و هو بهذا التعبير عنده يعني أنه متهم . و قد قال
النسائي :
" ليس بثقة " .
و وجدت له شاهدا من حديث ابن عمر به .
أخرجه أبو نعيم أيضا ( 6/354 ) : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله
المقدسي : حدثنا محمد بن عبد الله بن عامر : حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا مالك
عن نافع عن سالم عنه . و قال :
" غريب من حديث مالك ، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الله بن عامر " .
قلت : و لم أعرفه ، و أخشى أن يكون قد وقع في اسمه تحريف .
و شيخ أبي نعيم علي بن أحمد بن عبد الله المقدسي لم أجد له ترجمة ، و هو على
شرط ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ، و لكنه لم يورده .
ثم وجدت لحديث أبي هريرة المختصر شاهدا من حديث جابر في مستدرك الحاكم ، و لذلك
أخرجته في " الصحيحة " برقم ( 2562 ) .
(3/149)
********************************
يتبع ان شاء الله.......
أمـــة الله
2008-04-30, 11:07 AM
1151 - " الحزم سوء الظن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/291 ) :
ضعيف جدا .
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 3/2 ) عن أبي الحسن علي بن الحسين بن بندار
بن خير قال : نا الحسين بن عمر بن مودود قال : أنا أبو التقى قال : نا بقية بن
الوليد قال : نا الوليد بن كامل عن نصر بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ مرفوعا
قلت : و كتب بعض المحدثين - و لعله ابن المحب - تحته بقوله :
" مرسل و الوليد ضعيف " .
قلت : و علي بن الحسن بن بندار قال الذهبي :
" اتهمه محمد بن طاهر " .
و في " اللسان " :
" قال عبد العزيز النخشبي : لا تحل الرواية عنه إلا على وجه التعجب " .
و رواه الحربي في " الغريب " ( 5/212/1 ) عن جرير عن الحكم بن عبد الله : كانت
العرب تقول :
" العقل التجارب ، و الحزم سوء الظن " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ عن علي ،
و القضاعي عن عبد الرحمن بن عائذ .
أما إسناد القضاعي فقد بينا أنه واه جدا ، و ذكر نحوه المناوي متعقبا على
العامري الذي قال في شرحه : " صحيح " !
و أما إسناد أبي الشيخ ، فلم يتكلم عليه المناوي بشيء ! و فيه علتان :
الأولى : الوقف على علي . كذلك ذكره الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " (
رقم 32 ) من رواية أبي الشيخ و من طريقه الديلمي . بل كذلك أورده السيوطي نفسه
في " الدرر " عن علي موقوفا ، و هو في " كشف الخفاء " ( رقم 1129 ) . فما كان
ينبغي له أن يورده في " الجامع الصغير " لأنه خاص بالأحاديث المرفوعة كما يدل
عليه تمام اسم كتابه : " من أحاديث البشير النذير " .
و الأخرى : الضعف الشديد أيضا ، فقد قال السيوطي نفسه في المصدر السابق :
" رواه أبو الشيخ بسند واه جدا عن علي موقوفا " !
و ضعفه السخاوي أيضا ، و لكنه لم يصرح بضعفه الشديد كما فعل السيوطي و ذلك منه
تقصير ، لأنه قد يغتر بعضهم باقتصاره على التضعيف ، فيظن أنه من النوع الذي
ينجبر ضعفه بمجيئه من طرق أخرى ! بل ذلك ما وقع فيه السخاوي نفسه ، فإنه قد قال
بعد أن ساق هذه الطرق و الطريق الآتية عن ابن عباس :
" و كلها ضعيفة ، و بعضها يتقوى ببعض " .
فأقول : إن هذه التقوية غير جارية على قواعد علم الحديث ، لأن شرطها أن لا يشتد
ضعف مفردات الطرق ، و هذا مفقود هنا كما تقدم بيانه . زد على ذلك أن الحديث
مخالف للنصوص الصحيحة كما سبق ذكره تحت الحديث : " احترسوا من الناس بسوء الظن
" رقم ( 156 ) .
ثم رأيت الحديث في " مسند الفردوس " للديلمي ( ص 109 - مصورة الجامعة ) فإذا
فيه - مع وقفه - هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، و هو متروك .
و أما حديث ابن عباس المشار إليه ، فلفظه :
" من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته " .
(3/150)
________________________________________
1152 - " من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/293 ) :
باطل .
رواه تمام في " الفوائد " ( 14/1/2 ) و ابن عساكر ( 16/149/2 ) عن أبي العباس
محمود بن محمد بن الفضل الواقفي : حدثني أبو عبد الله أحمد بن أبي غانم الواقفي
: نا الفريابي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا .
أورده ابن عساكر في ترجمة أبي العباس هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و شيخه أحمد بن أبي غانم الواقفي لم أجد من ذكره ، و اسم أبيه ( بزيع ) كما ذكر
ابن عساكر في ترجمة أبي العباس هذا .
و الحديث مع ضعف سنده فإنه باطل عندي لأنه يضمن الحض على إساءة الظن بالناس ،
و هذا خلاف المقرر في الشرع أن الأصل إحسان الظن بهم .
(3/151)
________________________________________
1153 - " اللهم إنك لست بإله استحدثناه ، و لا برب ابتدعناه ، و لا كان لنا قبلك من
إله يلجأ إليه و نذرك ، و لا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك ، تباركت و تعاليت
. قال صلى الله عليه وسلم : هكذا كان داود عليه السلام يقول " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/294 ) :
موضوع
رواه الطبراني ( رقم - 7300 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1/155 و 373 و 6/47 )
عنه و عن غيره و الحاكم ( 3/401 ) و ابن عساكر ( 5/359/1 ) عن عمرو بن الحصين :
نا فضيل بن سليمان النميري عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن
عبد الرحمن بن مغيث عن كعب قال : أخبرني صهيب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته عمرو بن الحصين ، قال الخطيب :
" كذاب " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" تركوه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/179 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك " .
و نقله المناوي عنه ، و لم يزد عليه .
قلت : و فوقه ثلاث علل أخرى :
الأولى : فضيل بن سليمان النميري . أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" قال ابن معين : ليس بثقة ، و قال أبو زرعة : ليس الحديث . و قال النسائي :
ليس بالقوي ، و وثقه مسلم " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق له خطأ كثير " .
و الثانية : أبو مروان والد عطاء و ليس بالمعروف كما قال النسائي .
و الثالثة : عبد الرحمن بن مغيث مجهول كما في " التقريب " .
و عمرو بن الحصين تابعه عند أبي نعيم عمرو بن مالك الراسبي ، و هذه متابعة لا
تجدي ، لأن الراسبي هذا قال فيه ابن عدي :
" يسرق الحديث " .
قلت : و تركه أبو زرعة ، فلا يبعد أن يكون سرقه من عمرو بن الحصين .
و روى الحاكم ( 2/619 - 620 ) من طريق اليمان بن سعيد المصيصي : حدثنا يحيى بن
عبد الله المصري : حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله
ابن عمر قال :
" كنا جلوسا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل أعرابي جهوري بدوي يماني
على ناقة حمراء ، فأناخ بباب المسجد ، فدخل فسلم ، ثم قعد ، فقالوا : يا
رسول الله ! إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة ، قال : أثم بينة ؟ قالوا : نعم
يا رسول الله ، قال : يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة ،
و إن لم تقم فرده إلي ، قال : فأطرق الأعرابي ساعة ، فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم : قم يا أعرابي لأمر الله و إلا فأدل بحجتك ، فقالت الناقة من خلف
الباب : والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إن هذا ما سرقني ، و لا ملكني أحد
سواه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا أعرابي بالذي أنطقها بعذرك ما
الذي قلت ؟ قال : قلت : اللهم إنك لست برب استحدثناه ، و لا معك إله أعانك على
خلقنا ، و لا معك رب فنشك في ربوبيتك ، أنت ربنا كما نقول ، و فوق ما يقول
القائلون ، أسألك أن تصلي على محمد ، و أن تبرئني ببراءتئ ، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة
يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك ، فأكثر الصلاة علي " .
و قال الحاكم :
" رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات ، و يحيى بن عبد الله المصري هذا لست أعرفه
بعدالة و لا جرح " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : هو الذي اختلقه " .
و قال في ترجمته من " الميزان " :
" ... عن عبد الرزاق فذكر حديثا باطلا بيقين ، فلعله افتراه " .
و أقره الحافظ في " اللسان " و زاد : أن الحديث أورده الحاكم و قال :
" و هذا موضوع على الإسناد المذكور ، و قد أخرجه الطبراني في " الدعاء " من
طريق سعيد بن موسى الأزدي الحمصي عن الثوري عن عمرو بن دينار عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما فذكر نحوه بطوله ، و اليمان ضعيف كما سيأتي في ترجمته ،
و هو بسعيد أشبه ، فلعله انقلب على اليمان ، و سعيد تقدم أنه متهم بالوضع " .
(3/152)
________________________________________
1154 - " من سأل القضاء وكل إلى نفسه ، و من أجبر عليه ينزل الله عليه ملكا فيسدده " .قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/296 ) :
ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3578 ) و الترمذي ( 1/248 ) و الحاكم ( 4/92 ) و البيهقي (
10/100 ) و أحمد ( 3/118 و 220 ) من طرق عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال بن
أبي موسى عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال الترمذي :
" هذا حديث حسن غريب " و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
كذا ، و عبد الأعلى هذا هو ابن عامر الثعلبي ضعيف ، أورده الذهبي نفسه في "
الضعفاء " و قال :
" ضعفه أحمد و أبو زرعة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يهم " .
قلت : و مع ضعفه ، فقد اضطرب في إسناد هذا الحديث ، فرواه إسرائيل عنه كما تقدم
و قال أبو عوانة : عن عبد الأعلى عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة البصري عن
أنس .
علقه أبو داود ، و وصله البيهقي و الترمذي و قال :
" هو أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى " .
قلت : كأنه يعني أن أبا عوانة و اسمه الوضاح بن عبد الله اليشكري ، أحفظ من
إسرائيل و هو ابن يونس بن أبي إسحاق ، و لست أشك في ذلك ، و لكن عبد الأعلى هذا
ليس بالحافظ الضابط ; حتى إذا اختلف عليه في الإسناد صرنا إلى الترجيح ! كلا ،
بل الصواب أن نجعل اختلاف الثقات عليه دليلا على ضعفه هو ، و أنه لم يضبط
الإسناد . والله أعلم .
(3/153)
________________________________________
1155 - " من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجعل نفسه موضع التهمة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/297 ) :
ضعيف جدا
رواه أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( 90 - 91 ) عن أحمد بن عمار : حدثنا
مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، ابن عمار هذا قال الدارقطني فيه :
" متروك " .
و قد مضى له حديث آخر برقم ( 550 ) .
و الحديث مما لم يطلع عليه الحافظ السيوطي فلم يذكره في " جامعيه " " الصغير "
و " الكبير " !! و كذا فات على المناوي في " الجامع الأزهر " !
(3/154)
1156 - " إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة ، و ادناهم منه مجلسا إمام عادل ، و أبغض
الناس إلى الله و أبعدهم منه مجلسا إمام جائر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/297 ) :
ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/249 ) و أحمد ( 3/22 ) عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي
سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم - 1591 و 4770 ) و عنه أبو نعيم
في " الحلية " ( 10/114 ) و السلفي في " الطيوريات " ( ق 177/1 ) من طريق محمد
ابن جحادة عن عطية به مختصرا بلفظ :
" أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر " .
و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
كذا قال ! و عطية هو ابن سعد العوفي ضعيف مدلس كما سبق بيانه عند الحديث ( 24 )
.
(3/155)
________________________________________
1157 - " أفضل الناس عند الله منزلة يوم القيامة إمام عدل رفيق ، و شر عباد الله منزلة
يوم القيامة إمام جائر خرق " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/298 ) :
ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1/200/2 ) : نا أحمد بن رشدين : حدثنا
يحيى بن بكير : حدثنا ابن لهيعة : حدثني محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن
أبيه عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره و قال :
" لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة " .
قلت : و هو ضعيف . لكن ابن رشدين أشد ضعفا منه و هو أحمد بن محمد بن الحجاج بن
رشدين بن سعد أبو جعفر المصري قال الذهبي في " الميزان " :
" قال ابن عدي : كذبوه ، و أنكرت عليه أشياء . قلت فمن أباطيله .. " .
ثم ساق له حديثا في فضل الحسن و الحسين .
و قد ذهل عن هذه العلة الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3/136 ) ، ثم الهيثمي
في " المجمع " ( 5/197 ) فاقتصرا على إعلال الحديث بابن لهيعة فقط ، فقال الأول
:
" و حديثه حسن في المتابعات " .
و قال الآخر :
" و حديثه حسن ، و فيه ضعف " !
(3/156)
________________________________________
1158 - " يجاء بالأمير الجائر يوم القيامة ، فتخاصمه الرعية ، يتفلجون عليه ، فيقال له
: سد عنا ركنا من أركان جهنم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/298 ) :
منكر
أخرجه البزار ( 178 - زوائد ابن حجر ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 29/2 )
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/140 ) عن حيان بن أغلب بن تميم حدثنا أبي
عن ثابت عن أنس مرفوعا .
أورده ابن عدي في ترجمة الأغلب هذا مع أحاديث أخرى و قال :
" عامتها غير محفوظة ، إلا أنه من جملة من يكتب حديثه " .
و روى عن ابن معين أنه قال فيه :
" ليس بشيء " .
و عن البخاري أنه قال :
" منكر الحديث " .
و الحديث أورده المنذري و قال ( 3/136 ) :
" رواه البزار ، و هذا الحديث مما أنكر على أغلب بن تميم " .
قلت : و ابنه حبان بفتح أوله قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث " .
(3/157)
________________________________________
1159 - " إن أشد أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي ، و إمام جائر ،
و هؤلاء المصورون " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/299 ) :
ضعيف
رواه الطبراني ( 3/81/1 ) عن عمر بن خالد المخزومي : نا أبو نباتة يونس بن يحيى
عن عباد بن كثير عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن
عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : ليث بن أبي سليم ، ضعيف لاختلاطه .
الأخرى : عباد بن كثير ، فإن كان الثقفي البصري فهو متهم . قال الحافظ في "
التقريب " :
" متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " .
و إن كان الرملي الفلسطيني - و هو الأرجح عندي أو الذي يغلب على ظني - فهو ضعيف
، قال الحافظ :
" ضعيف ، قال ابن عدي : هو خير من عباد الثقفي " .
و ذهل عنه المنذري فاقتصر في إعلاله على الأول ، فقال في " الترغيب " ( 3/136 )
:
" رواه الطبراني ، و رواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم و في " الصحيح " بعضه ،
و رواه البزار بإسناد جيد إلا أنه قال : و إمام ضلالة " .
قلت : هو في " المسند " أيضا للإمام أحمد بهذا اللفظ ، و من أجله خرجته في "
الأحاديث الصحيحة " رقم ( 281 ) لأن ثمة فرقا ظاهرا بين اللفظين كما لا يخفى .
و في المصورتين و أنهم أشد الناس عذابا - حديث آخر صحيح ، فانظره في " تخريج
الحلال " ( 121 ) .
(3/158)
________________________________________
1160 - " لا يقبل الله صلاة إمام حكم بغير ما أنزل الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/300 ) :
ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 220 ) و الباغندي في " مسند عمر " ( ص 120 )
و عنه المقدسي في " المختارة " ( 103/2 ) عن يونس بن موسى : كديم قال : حدثنا
الحسن بن حماد الكوفي قال : حدثنا عبد الله بن محمد العدوي قال : سمعت عمر بن
عبد العزيز يقول على المنبر : حدثني عبادة بن عبادة بن عبد الله عن طلحة بن
عبد الله مرفوعا و قال العقيلي :
" حديث غير محفوظ ، و العدوي لا يصح حديثه " .
قلت : قال البخاري في " الضعفاء الصغير " ( ص 20 ) :
" منكر الحديث " .
و نحوه في " التاريخ الصغير " له ( ص 175 ) .
و قال وكيع :
" يضع الحديث " .
و قال ابن حبان :
" لا يجوز الاحتجاج بخبره " .
ذكره الذهبي و ساق له حديثين هذا أحدهما .
قلت : و يونس بن موسى هو والد محمد الكديمي الكذاب ، و لم أجد له ترجمة الآن ،
إلا أنه لم يتفرد به ، فقال الحاكم في " المستدرك " ( 4/89 ) :
" أخبرني أبو النضر الفقيه و محمد بن الحسن الشامي قالا : حدثنا الحسن بن حماد
الكوفي به " . و قال :
" هذا حديث صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : سنده مظلم ، و فيه عبد الله بن محمد العدوي متهم " .
و قال في " الضعفاء " :
" كان يضع الحديث " .
( تنبيه ) : أورد المنذري في " الترغيب " ( 3/136 ) هذا الحديث من رواية الحاكم
بلفظ :
" إمام جائر " . و أعله بالعدوي .
و لم أره عند الحاكم إلا باللفظ المذكور أعلاه . فالله أعلم .
(3/159)
********************************
يتبع ان شاء الله.........................
ذو الفقار
2008-05-01, 08:51 PM
1161 - " لا يولد بعد سنة مائة مولود لله فيه حاجة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/301 ) :
موضوع
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7283 ) : حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور
الجوهري و محمد بن جعفر بن أعين قالا : حدثنا خالد بن خداش : حدثنا حماد بن زيد
عن أيوب عن الحسن عن صخر بن قدامة قال : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و متن موضوع ، و علته صخر بن قدامة هذا ، فإنه لا
يعرف إلا في هذا الحديث ، و لم يورده البخاري في " التاريخ " و لا ابن أبي حاتم
في " الجرح و التعديل " و لا ابن حبان في " الثقات " فإنه على شرطه !
و ثمة علة أخرى و هي عنعنة البصري ، فإنه كان مدلسا ، و يبدو لي أن الآفة ممن
حدثه عن صخر ; فإن هذا قد أنكر الحديث لما سئل عنه ، فقد أخرجه ابن شاهين عن
خالد له . و زاد في آخره :
" قال أيوب : فلقيت صخر بن قدامة فسألته عنه فقال : لا أعرفه " !
ذكره الحافظ في " الإصابة " و قال :
" قال ابن منده : صخر بن قدامة مختلف في صحبته . قلت : لم يصرح بسماعه من النبي
صلى الله عليه وسلم ، و لم يصرح الحسن بسماعه منه ، فهذه علة أخرى لهذا الخبر "
قلت : فإن ثبتت عدالته ، فالمتهم به الواسطة بينه و بين الحسن البصري ، لأنه إن
كان عدلا ، فيبعد أن يكون حدث ثم ينكره . فتأمل .
و قد خفيت هذه العلة الأولى على ابن الجوزي ، فإنه أورد الحديث في " الموضوعات
" ( 3/192 ) عن خالد بن خداش دون أن يعزوه لأحد ، ثم قال :
" قال أحمد بن حنبل : ليس بصحيح . قلت : فإن قيل : فإسناده صحيح ، فالجواب : إن
العنعنة تحتمل أن يكون أحدهم سمعه من ضعيف أو كذاب ، فأسقط اسمه ، و ذكر من
رواه له عنه بلفظ ( عن ) . و كيف يكون صحيحا و كثير من الأئمة و السادة ولدوا
بعد المائة " .
و أشار الذهبي إلى أن علة ثالثة ، و ذلك بأن أورده في ترجمة خالد بن خداش هذا ،
و ذكر اختلاف العلماء فيه . ثم ساقه من رواية الرمادي في " تاريخه " : حدثنا
خالد بن خداش به . و عقب عليه بقوله :
" قلت : و صخر تابعي ، و الحديث منكر " .
قلت : و ما أشار إليه مما لا يلتفت إليه ، فإن خالدا هذا وثقه جماعة ، و روى له
مسلم ، و فوقه ما ذكرنا من العلل ، فالتعلق بها في إنكار الحديث هو الواجب .
و قد خفي ذلك كله على الهيثمي فقال في " المجمع " ( 8/159 ) :
" رواه الطبراني عن شيخيه أحمد بن القاسم بن مساور و محمد بن جعفر بن أعين ،
و لم أعرفهما ، و بقية رجاله رجال الصحيح " !
فأقول : ابن مساور ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 4/349 ) برواية جمع من الحفاظ
الثقات عنه و قال :
" و كان ثقة " .
و مثله قرينه ابن جعفر ، و هو محمد بن جعفر بن محمد بن أعين أبو بكر ، ترجمه
الخطيب أيضا ( 2/128 - 129 ) و روى عن سعيد بن يونس أنه قال :
" بغدادي قدم مصر ، و حدث بها ، و كان ثقة " .
و لذلك لما أخرج ابن شاهين الحديث من طريقه ، و قال عقبه :
" هذا حديث منكر ، و هذا البغدادي ( يعني محمدا هذا ) لا أعرفه " تعقبه الحافظ
بقوله :
" قلت : هو ثقة مشهور ، و لم يتفرد به " .
و جملة القول : إن علة الحديث الإرسال ، و جهالة المرسل ، و عنعنة الحسن البصري
. و المتن موضوع قطعا لمعارضته لأحاديث كثيرة صحيحة ، كحديث " لا تزال طائفة من
أمتي .. " بطرقه الكثيرة المخرجة في " الصحيحة " ( 270 و 403 ) و حديث : " أمتي
كالمطر لا يدرى الخير في أوله أم في آخره " و هو مخرج في " الصحيحة " 0 2286 )
مع مخالفة الحديث للواقع كما تقدم عن ابن الجوزي .
و اعلم أن الحديث وقع في جميع المصادر التي نقلت عنها بلفظ الترجمة " مائة "
إلا " الميزان " ، فهو فيه بلفظ " ستمائة " ، و كذا في " موضوعات علي القارىء "
( ص - 471 ) و وقع في " اللآلي المصنوعة " ( 2/389 ) من رواية ابن قانع بلفظ :
" المائتين " . و هو باللفظ الأول أبطل من اللفظين الآخرين . كما لا يخفى عبى
ذي عينين .
(3/160)
________________________________________
1162 - " إذا أقرض أحدكم قرضا فأهدي له ، أو حمله على الدابة ، فلا يركبها ، و لا
يقبله إلا أن يكون جري بينه و بينه قبل ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/303 ) :
ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 2/81 ) : حدثنا هشام بن عمار : حدثنا إسماعيل بن عياش : حدثني
عتبة بن حميد الضبي عن يحيى بن أبي إسحاق الهنائي قال : سألت أنس بن مالك :
الرجل منا يقرض أخاه المال فيهدي له ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ظاهر الضعف ، فإن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن
غير الشاميين و هذه منها لأن عتبة هذا بصري ، و هو صدوق له أوهام كما في "
التقريب " .
و له علة أخرى فقد قال في " الزوائد " :
" في إسناده عتبة بن حميد الضبي ضعفه أحمد و أبو حاتم ، و ذكره ابن حبان في "
الثقات " ، و يحيى بن أبي إسحاق لا يعرف " .
و أخرجه البيهقي ( 5/350 ) من طريق سعيد بن منصور : حدثنا إسماعيل بن عياش به
إلا أنه قال : " يزيد بن أبي يحيى " ، ثم أخرجه من طريق أخرى عن هشام به مثل
رواية ابن ماجه . ثم قال البيهقي :
" قال المعمري : قال هشام في هذا الحديث : " يحيى بن أبي إسحاق الهنائي " ،
و لا أراه إلا وهم ، و هذا حديث يحيى بن يزيد الهنائي عن أنس ، و رواه شعبة
و محمد بن دينار فوقفاه " .
قلت : و يحيى بن يزيد من رجال مسلم لكن استظهر ابن التركماني في " الجوهر النقي
" أن الحديث لابن أبي إسحاق لا لابن يزيد . و قد علمت أن ابن أبي إسحاق هذا
مجهول ، و به صرح الحافظ في " التقريب " .
و بالجملة فللحديث خمس علل :
1 - ضعف إسماعيل بن عياش .
2 - ضعف عتبة بن حميد الضبي .
3 - الاضطراب في سنده .
4 - جهالة ابن أبي يحيى .
5 - روايته موقوفا .
فالعجب من رمز السيوطي لحسنه كما نقله المناوي في " الفيض " ثم تبناه في "
التيسير " ! و أعجب منه قول العزيزي : " و هو حديث صحيح " كما نقله شارح "
الموافقات " ( 2/384 ) فإن الحديث مع هذا الضعف الذي في إسناده يعارضه حديث أبي
هريرة في " الصحيحين " و غيرهما أن رجلا تقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأغلظ له ، فهم أصحابه به ، فقال : " دعوه ; فإن لصاحب الحق مقالا ، اشتروا له
بعيرا فأعطوه " ، قالوا : إنا نجد له سنا أفضل من سنه ، قال : " اشتروه ،
فأعطوه إياه ; فإن خيركم أحسنكم قضاء " . و أحاديث زيادته صلى الله عليه وسلم
في الوفاء و حثه على ذلك كثيرة مستفيضة أخرجها البيهقي ( 5/351 - 352 ) و بعضها
في " صحيح البخاري " .
ففي هذه الأحاديث إقراره صلى الله عليه وسلم للدائن على أخذ الزيادة التي قدمها
إليه المدين باختياره ، و حض المدين على الزيادة في الوفاء ، و قد أمر بذلك
صلى الله عليه وسلم بقوله : " من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تستطيعوا
أن تكافئوه ، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه " . و هو مخرج في " الصحيحة
" ( 254 ) .
ثم رأيت لشيخ الإسلام ابن تيمية بحثا حول هذا الحديث في " إقامة الدليل على
إبطال التحليل " ( ص 127 - 128 ) ج3 من الفتاوي ذهب فيه إلى أن الحديث حديث حسن
. و أن راويه عن أنس قال : " إنما هو - والله أعلم - يحيى بن يزيد الهنائي ،
فلعل كنية أبيه أبو إسحاق و هو ثقة من رجال مسلم ، قال : و عتبة بن أبي حميد
معروف بالرواية عن الهنائي ، قال فيه أبو حاتم : هو صالح الحديث ، و أبو حاتم
من أشد المزكين شرطا في التعديل ، و قد روى عن الإمام أحمد أنه قال : هو ضعيف
ليس بالقوي ، لكن هذه العبارة يقصد بها أنه ممن ليس يصحح حديثه ، بل هو ممن
يحسن حديثه ، و قد كانوا يسمون حديث مثل هذا ضعيفا و يحتجون به لأنه حسن ، إذ
لم يكن الحديث إذ ذاك مقسوما إلا إلى صحيح و ضعيف ، و في مثله يقول الإمام أحمد
: الحديث الضعيف خير من القياس . يعني الذي لم يقو قوة الصحيح ، مع أن مخرجه
حسن . و إسماعيل بن عياش حافظ ثقة في حديثه عن الشاميين و غيرهم ، و إنما يضعف
حديثه عن غيرهم نظر ، و هذا الرجل بصري الأصل " .
قلت : و في هذا الكلام ملاحظات ، أهمها قوله : " إن حديث إسماعيل صحيح عن
الشاميين و غيرهم ، و إنما يضعف حديثه عن الحجازيين فقط " .
و هذا عندي خطأ و الصواب العكس تماما ، أعني حديثه عن الشاميين فقط صحيح و عن
غيرهم من الحجازيين و العراقيين ضعيف و هو ما صرحت به عبارات الأئمة بعضهم
بصريح كلامهم و بعضهم بعمومه فقال ابن معين في رواية مضر بن محمد الأسدي عنه :
" إذا حدث عن الشاميين و ذكر الخبر فحديثه مستقيم ، و إذا حدث عن الحجازيين
و العراقيين خلط ما شئت " .
و قال أحمد :
" هو في الشاميين أحسن حالا مما روى عن المدينيين و غيرهم " .
و نحوه عن أبي داود . و قال ابن المديني :
" كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام ، فأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه
ضعف " .
و في رواية ابنه عبد الله عنه :
" خلط في حديثه عن أهل العراق " .
و قال ابن عدي :
" و حديثه عن الشاميين مستقيم و هو في الجملة ممن يكتب حديثه و يحتج به في حديث
الشاميين خاصة " <1> .
و قال الحافظ في " تهذيب التهذيب " :
" و ضعف روايته عن غير الشاميين أيضا النسائي و أبو أحمد الحاكم و البرقي
و الساجي " .
قلت : و البخاري أيضا ، و نص كلامه كما في " تاريخ بغداد " ( 6/224 ) :
" إذا حدث عن أهل بلده فصحيح ، و إذا حدث عن غير أهل بلده ففيه نظر " .
فهذه النقول عن هؤلاء الفحول تؤيد ما ذهبنا إليه ، و هو المشهور عند المشتغلين
بعلم السنة كما قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق في روايته عن أهل بلده ، مخلط في غيرهم " .
و قد أفسد جملته الأخيرة المحشي عليه حيث قال :
" مخلط في غيرهم . أي عن أهل الحجاز " .
و هذا خطأ كخطأ ابن تيمية ، و قصد الحافظ بعبارته أوسع من ذلك . و لم أجد من
سبق شيخ الإسلام إلى القول بأن حديثه عن الشاميين و غيرهم إلا الحجازيين صحيح .
و قد بين ابن حبان سبب ضعفه في غير الشاميين بقوله في " الضعفاء " ( 1/125 ) :
" كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حداثته ، فلما كبر تغير حفظه ، فما حفظ
في صباه أتى به على جهته ، و ما حفظ على الكبر من حديث الغرباء غلط فيه ،
و أدخل الإسناد في الإسناد ، و ألزق المتن بالمتن و هو لا يعلم ، فمن كان هذا
نعته حتى صار الخطأ في حديثه يكثر ، خرج عن حد الاحتجاج به " .
و قد ذكر الخطيب أن إسماعيل قدم قدمتين : الأولى إلى الكوفة ، و الأخرى إلى
بغداد ، و ولاه أبو جعفر المنصور خزانة الكسوة ، و حدث بها حديثا كثيرا ، ثم
حكى أن وفاته كانت سنة إحدى أو اثنتين و ثمانين و مائة . و لكنه لم يذكر موضع
وفاته أهو بغداد أم حمص .
إذا عرفت ما سبق يتبين لك أن الحديث ضعيف الإسناد لأن شيخ إسماعيل فيه بصري غير
شامي ، و أن الشيخ ابن تيمية أخطأ في تحسينه ، كيف لا و في الحديث العلل الأخرى
؟ و الجواب عن بقية كلام الشيخ يطول و حسبنا ما تقدم .
هذا من جهة إسناد الحديث ، و أما من جهة متنه فقد ذكرت فيما تقدم أنه معارض
بحديث الصحيحين مما يؤكد ضعفه ، و لكن شيخ الإسلام رحمه الله حمله على الهدية
قبل الوفاء ، فإذا صح هذا فلا تعارض بينهما ، لكن ظاهر هذا الحديث أعم من ذلك ،
نعم ذكر الشيخ آثارا عن بعض الصحابة ، بعضها صريح بما حمل عليه الحديث ، لكن
البحث إنما هو في متن الحديث هل هو خاص بما ذكر أو هو أعم من ذلك كما يظهر لنا
؟ و قد قال الشيخ بعد تلك الآثار :
" فنهي النبي صلى الله عليه وسلم هو و أصحابه المقرض عن قبول هدية المقترض قبل
الوفاء لأن المقصود بالهدية أن يؤخر الاقتضاء و إن كان لم يشترط ذلك و لم يتكلم
به فيصير بمنزلة أن يأخذ الألف بهدية ناجزة و ألف مؤخرة و هذا ربا ، و لهذا جاز
أن يزيده عن الوفاء و يهدي له بعد ذلك لزوال معنى الربا " .
و هذا كلام فقيه ، و إنما البحث في إسناد الحديث و معناه كما تقدم . فتأمل .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و انظر كلامه في الحديث الآتي ( 1197 ) . اهـ .
1
(3/161)
________________________________________
1163 - " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/307 ) :
ضعيف
رواه ابن إسحاق في " السيرة " ( 4/31 - 32 ) ، و عنه الطبري في " التاريخ " (
3/120 ) قال : فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على
باب الكعبة فقال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، و نصر عبده
، و هزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو موضوع تحت قدمي
هاتين ، إلا سدانة البيت و سقاية الحاج ، ألا و قتيل الخطأ شبه العمد بالسوط
و العصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها ، يا
معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية و تعظمها بالآباء ، الناس من آدم
، و آدم من تراب . ثم تلا هذه الآية : *( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر
و أنثى )* الآية كلها . ثم قال :
يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم ؟ قالوا : خيرا أخ كريم و ابن أخ كريم ،
قال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء " ، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب و مفتاح الكعبة في يده فقال : يا رسول الله !
اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : أين عثمان بن طلحة ؟ فدعي له فقال : هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر
و وفاء " .
و نقله الحافظ ابن كثير في " البداية و النهاية " ( 4/300 - 301 ) ساكتا عليه .
و هذا سند ضعيف مرسل . لأن شيخ ابن إسحاق فيه لم يسم ، فهو مجهول . ثم هو ليس
صحابيا ، لأن ابن إسحاق لم يدرك أحدا من الصحابة ، بل هو يروي عن التابعين
و أقرانه ، فهو مرسل أو معضل .
(3/162)
________________________________________
1164 - " أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/308 ) :
موضوع
رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ( 29/2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان :
حدثنا إسماعيل بن عياش عن حنش السرجي عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، ابن غزوان كذاب معروف ، قال الذهبي :
" حدث بوقاحة عن مالك و شريك و ضمام بن إسماعيل ببلايا . قال الدارقطني و غيره
: كان يضع الحديث . و قال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " .
و به أعله العراقي في " تخريج الإحياء " فقال ( 3/4 ) :
" أحد الوضاعين " .
و إسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين و هذا منه .
و حنش و اسمه الحسين متروك .
و الحديث مما فات السيوطي في " الجامع الكبير " و المناوي في " الجامع الأزهر "
.
(3/163)
________________________________________
1165 - " أنت على ثغرة من ثغر الإسلام ، فلا يؤتين من قبلك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/309 ) :
لم أجده بهذا اللفظ
لكن أوقفني بعض الإخوان - جزاه الله خيرا - على ما في كتاب " السنة " للمروزي (
ص 8 ) رواه بسند صحيح عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد مرفوعا بلفظ :
" كل رجل من المسلمين على ثغرة من ثغر الإسلام ، الله الله ، لا يؤتى الإسلام
من قبلك " .
قلت : فهذا بمعناه ، لكن فيه علتان :
الأولى : الإرسال ، فإن ابن مرثد هذا تابعي له مراسيل كما في " التقريب " .
و الأخرى : الوضين بن عطاء ، فإنه مختلف فيه ، و قد جزم الحافظ بأنه سيء الحفظ
، فيخشى أن يكون أخطأ في رفعه ، فقد عقبه المروزي بروايتين موقوفتين على
الأوزاعي و الحسن بن حي ، و فيهما ضعف . والله أعلم .
و نحوه قوله صلى الله عليه وسلم :
" استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه و لا يغرن من قبلك الليلة " .
و هو صحيح كما بينته في " السلسلة الصحيحة " ( 378 ) .
(3/164)
________________________________________
1166 - " من مات فقد قامت قيامته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/309 ) :
ضعيف
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4/56 - طبع الحلبي ) :
" رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الموت " من حديث أنس بسند ضعيف " .
و من حديثه رواه العسكري و الديلمي كما في " المقاصد الحسنة " ( ص 75 و 428 )
بلفظ : " إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته " .
و سكت عليه !
(3/165)
________________________________________
1167 - " لقد أصبح ابن مسعود و أمسى كريما " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/310 ) :
ضعيف
أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم : أخبرني [ إبراهيم بن ] ميسرة قال :
بلغني أن ابن مسعود مر بلهو معرضا ، فلم يقف ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم .. فذكره كما في " تفسير ابن كثير " و زاد : " ثم تلا إبراهيم بن ميسرة :
*( و إذا مروا باللغو مروا كراما )* " .
و كذا رواه ابن عساكر كما في " الدر المنثور " ( 5/80/81 ) ، و الزيادة منه ،
و هي في " ابن كثير " أيضا في رواية أخرى ساقها قبل هذه .
و هذا إسناد ضعيف ، إبراهيم بن ميسرة تابعي ثقة ، فهو مرسل . و محمد بن مسلم
و هو الطائفي صدوق يخطيء كما في " التقريب " . و الحديث مما صححه الحلبيان في
مختصرهما لابن كثير . هداهما الله عز وجل .
(3/166)
________________________________________
1168 - " من أسرج في مسجد من مساجد الله بسراج ، لم تزل الملائكة و حملة العرش يستغفرون له ; ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/310 ) :
موضوع
رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( 111/1 - 2 ) : حدثنا أبو
يعقوب الكاهلي : نا مهاجر بن كثير الأسدي أبو عامر : حدثنا الحكم بن مصقلة عن
أنس بن مالك مرفوعا .
و رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 31 من زوائده ) : حدثنا إسحاق بن
بشر : حدثنا أبو عامر الأسدي مهاجر بن كثير به .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و فيه آفات :
الأولى : الحكم بن مصقلة ، قال الذهبي :
" قال الأزدي : كذاب . و قال البخاري : " عنده عجائب " . ثم ذكر له حديثا
موضوعا ، لكن فيه إسحاق بن بشر فهو الآفة ... " .
قلت : ثم ساق له هذا الحديث .
الثانية : مهاجر بن كثير . قال أبو حاتم و الأزدي :
" متروك الحديث " .
الثالثة : إسحاق بن بشر و هو أبو يعقوب الكاهلي الذي في سند ابن أبي شيبة و هو
كذاب عند جماعة ، و قال الدارقطني :
" هو في عداد من يضع الحديث " .
( تنبيه ) : لم يقف شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا الإسناد ، فقد ذكر الحديث في
" الفتاوى " ( 2/198 ) و قال :
" لا أعرف له إسنادا عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
فقد عرفنا إسناده ، و بينا حاله ، و منه علمنا أنه كلا إسناد !
و قد جاء بإسناد آخر ، و لكنه لا يغني شيئا ، و هو :
" من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في السراج قطرة " .
(3/167)
________________________________________
1169 - " من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في السراج قطرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/311 ) :
موضوع
رواه أبو الحسن الحمامي في " الفوائد المنتقاة " ( 9/206/2 ) : حدثنا محمد بن
العباس بن الفضل : حدثنا سنان بن محمد بن طالب : حدثنا عبد الله بن أيوب :
حدثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
و قال أبو الفتح بن أبي الفوارس :
" هذا حديث غريب من حديث يحيى بن أبي كثير ، لا أعلم حدث به إلا أيوب بن عتبة "
.
قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " . لكن الآفة ليست منه و إنما من الراوي عنه
عبد الله بن أيوب و هو ابن أبي علاج الموصلي ، قال الذهبي :
" متهم بالوضع مع أنه من كبار الصالحين " .
ثم ساق له أربعة أحاديث و قال فيها :
" و هذه بواطيل " .
و قال في أحدها :
" فهذا كذب بين " .
(3/168)
________________________________________
1170 - " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء : إذا كان المغنم دولا ،
و الأمانة مغنما ، و الزكاة مغرما ، و أطاع الرجل زوجته ، و عق أمه ، و بر
صديقه ، و جفا أباه ، و ارتفعت الأصوات في المساجد ، و كان زعيم القوم أرذلهم ،
و أكرم الرجل مخافة شره ، و شربت الخمور ، و لبس الحرير ، و اتخذت القينات
و المعازف ، و لعن آخر هذه الأمة أولها ، فليترقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا
أو مسخا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/312 ) :
ضعيف الإسناد
أخرجه الترمذي ( 2/33 ) و الخطيب ( 3/158 ) ، من طريق الفرج بن فضالة الشامي عن
يحيى بن سعيد عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و قال :
" حديث غريب ، و الفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث و ضعفه من قبل حفظه
" .
قلت : و في ترجمته من " الميزان " :
" و قال البرقاني : سألت الدارقطني عن حديثه هذا ؟ فقال : باطل ، فقلت من فرج ؟
قال : نعم ، و محمد هو ابن الحنفية " .
و في " فيض القدير " :
" و قال العراقي و المنذري : ضعيف لضعف فرج بن فضالة . و قال الذهبي : منكر ،
و قال ابن الجوزي : مقطوع واه لا يحل الاحتجاج به " .
قلت : و قد رواه الفرج بإسناد آخر بزيادات كثيرة فيه ، و هو الآتي بعده :
(3/169)
*****************************************
يتبع إن شاء الله
ذو الفقار
2008-05-01, 09:05 PM
1171 - " من اقتراب الساعة اثنتان و سبعون خصلة ، إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة ،
و أضاعوا الأمانة ، و أكلوا الربا ، و استحلوا الكذب ، و استخفوا الدماء ،
و استعلوا البناء ، و باعوا الدين بالدنيا ، و تقطعت الأرحام ، و يكون الحكم
ضعفا ، و الكذب صدقا ، و الحرير لباسا ، و ظهر الجور ، و كثر الطلاق و موت
الفجأة ، و ائتمن الخائن ، و خون الأمين ، و صدق الكاذب ، و كذب الصادق ، و كثر
القذف ، و كان المطر قيظا ، و الولد غيظا ، و فاض اللئام فيضا ، و غاض الكرام
غيضا ، و كان الأمراء فجرة ، و الوزراء كذبة ، و الأمناء خونة ، و العرفاء ظلمة
، و القراء فسقة ، إذا لبسوا مسوك الضأن ، قلوبهم أنتن من الجيفة و أمر من
الصبر ، يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة ، و تظهر الصفراء
- يعني الدنانير - و تطلب البيضاء - يعني الدراهم - و تكثر الخطايا ، و تغل
الأمراء ، و حليت المصاحف ، و صورت المساجد ، و طولت المنائر ، و خربت القلوب ،
و شربت الخمور ، و عطلت الحدود ، و ولدت الأمة ربتها ، و ترى الحفاة العراة ،
و قد صاروا ملوكا ، و شاركت المراة زوجها في التجارة ، و تشبه الرجال بالنساء ،
و النساء بالرجال ، و حلف بالله من غير أن يستحلف ، و شهد المرء من غير أن
يستشهد ، و سلم للمعرفة ، و تفقه لغير الدين ، و طلبت الدنيا بعمل الآخرة ،
و اتخذ المغنم دولا ، و الأمانة مغنما ، و الزكاة مغرما ، و كان زعيم القوم
أرذلهم ، و عق الرجل أباه ، و جفا أمه ، و بر صديقه ، و أطاع زوجته ، و علت
أصوات الفسقة في المساجد ، و اتخذت القينات و المعازف ، و شربت الخمور في الطرق
، و اتخذ الظلم فخرا ، و بيع الحكم ، و كثرت الشرط ، و اتخذ القرآن مزامير ،
و جلود السباع صفافا ، و المساجد طرقا ، و لعن آخر هذه الأمة أولها ، فليتقوا (
كذا ) عند ذلك ريحا حمراء ، و خسفا و مسخا و آيات " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/314 ) :
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/358 ) من طريق سويد بن سعيد عن فرج بن فضالة
عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن حذيفة بن اليمان مرفوعا . قال أبو
نعيم :
" غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير ، لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن
فضالة " .
قلت : و هو ضعيف كما قال الحافظ العراقي ( 3/297 ) ، و فيه علة أخرى و هي
الانقطاع ، فقد قال أبو نعيم في ترجمة عبد الله بن عبيد هذا ( 3/356 ) :
" أرسل عن أبي الدرداء و حذيفة و غيرهم " .
و للفرج فيه إسناد آخر بلفظ أخصر تقدم آنفا .
و الحديث مما فات السيوطي و المناوي فلم يورداه في " جامعيهما " .
(3/170)
________________________________________
1172 - " من حدث عني حديثا هو لله رضى ، فأنا قلته ، و به أرسلت " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/314 ) :
موضوع
رواه ابن عدي ( 41/1 ) عن البختري بن عبيد : حدثنا أبي : حدثنا أبي هريرة
مرفوعا . و قال :
" البختري روى عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قدر عشرين
حديثا عامتها مناكير " .
ثم ذكر له ثلاثة منها ، هذا أحدها .
قلت : و قال أبو نعيم الأصبهاني :
" روى عن أبي هريرة موضوعات " .
و كذا قال الحاكم و النقاش كما سبق في " سيكون أناس .. " .
و لا شك عندي أن هذا الحديث من موضوعاته ، لأن فيه الإغراء على افتراء الأحاديث
على النبي صلى الله عليه وسلم أو على الأقل جواز روايتها و نسبتها إليه إذا كان
معناها مما يرضي الله عز وجل ! و لعل البختري هذا كان من أولئك الذين يستحلون
الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الله بزعمهم و يقولون : نحن
لا نكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و إنما نكذب له ! كما قال بعض
الكرامية ! و من هذا القبيل ما يأتي :
" من حدث حديثا كما سمع ; فإن كان برا و صدقا ، فلك و له ، و إن كان كذبا فعلى
من بدأه " .
(3/171)
________________________________________
1173 - " من حدث حديثا كما سمع ; فإن كان برا و صدقا ، فلك و له ، و إن كان كذبا فعلى من بدأه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/315 ) :
موضوع
رواه الطبراني في " الكبير " ( 7961 ) عن جعفر بن الزبير عن أبي أمامة
مرفوعا .
قال في " المجمع " ( 1/154 ) :
" و فيه جعفر بن الزبير و هو كذاب " .
و نحو هذا الحديث ما رواه مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن
أبيه عن علي مرفوعا :
" إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده ، فإن يكن حقا كنتم شركاءه في الأجر ، و إن
يكن باطلا كان وزره عليه " .
أورده الذهبي في ترجمة مسعدة هذا من " الميزان " و قال :
" قال الدارقطني : متروك " .
ثم ساق الحديث و قال :
" هذا موضوع " .
و أقره الحافظ العسقلاني ثم المناوي .
(3/172)
________________________________________
1174 - " من حفظ على أمتي حديثا واحدا كان له أجر أحد و سبعين نبيا صديقا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/315 ) :
موضوع
أخرجه الحافظ الذهبي في " تذكرة الحفاظ " ( 4/35 ) من حديث ابن عباس ، ثم قال :
" هذا مما تحرم روايته إلا مقرونا بأنه مكذوب من غير تردد ، و قبح الله من وضعه
، و إسناده مظلم ، و فيهم ابن رزام ، كذاب ، لعله آفته " .
(3/173)
________________________________________
1175 - " إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه ، فإنما صورة الإنسان على صورة وجه الرحمن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/316 ) :
منكر
أخرجه ابن الإمام أحمد في " كتاب السنة " ( ص 186 ) و أبو بكر بن أبي عاصم في "
كتاب السنة " ( ص 186 ) و أبو بكر بن أبي عاصم في " كتاب السنة " أيضا (
1/230/521 - بتحقيقي ) و الدارقطني في كتاب " الصفات " ( 65/49 ) عن ابن لهيعة
عن أبي يونس عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا سند رجاله ثقات رجال مسلم ; غير ابن لهيعة ، و هو ضعيف لسوء حفظه ،
و قد صح الحديث من طرق بنحوه ، و لكن ليس فيه ذكر " على صورة وجه الرحمن "
سبحانه و تعالى ، فهي زيادة منكرة لمخالفتها لتلك الطرق ، و بعضها في "
الصحيحين " خرجتها في " الصحيحة " ( 450 و 862 ) و " ظلال الجنة " ( 1/228 ) .
و هذه الرواية سكت عنها في " الفتح " ( 5/183 ) !
و قد أنكرها جماعة مع ورودها من طريق آخر ، و لكنه معل كما يأتي بعده .
و الحديث رواه عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به دون قوله : " فإنما ..
" .
أخرجه أحمد ( 3/38 ، 93 ) و إسناده حسن في الشواهد ، و له شواهد أخرى فانظر
تعليقي على " السنة " لابن أبي عاصم رحمه الله تعالى .
( تنبيه ) : وقع عند الدارقطني : " عن الأعرج " مكان : " عن أبي يونس " ، فإن
كان محفوظا عن ابن لهيعة ، فهو من تخاليطه الدالة على عدم ضبطه لروايته .
(3/174)
________________________________________
1176 - " لا تقبحوا الوجه ; فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/316 ) :
ضعيف
أخرجه الآجري في " الشريعة " ( ص 315 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 27 )
و الطبراني في " الكبير " ( 3/206/2 ) و الدارقطني في كتاب " الصفات " ( 64/48
) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 291 ) من طرق عن جرير بن عبد الحميد
عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر مرفوعا .
و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين و لكن له أربع علل ، ذكر ابن خزيمة ثلاثة
منها فقال :
إحداها : أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده فأرسله الثوري و لم يقل : " عن
ابن عمر " .
و الثانية : أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت .
و الثالثة : أن حبيب بن أبي ثابت أيضا مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء ثم قال :
" فمعنى الخبر - إن صح من طريق النقل مسندا - أن ابن آدم خلق على الصورة التي
خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح " .
قلت : و العلة الرابعة : هي جرير بن عبد الحميد فإنه و إن كان ثقة كما تقدم فقد
ذكر الذهبي في ترجمته من " الميزان " أن البيهقي ذكر في " سننه " في ثلاثين
حديثا لجرير بن عبد الحميد قال :
" قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ " .
قلت : و إن مما يؤكد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم ( رقم 518 ) بلفظ :
" على صورته " . لم يذكر " الرحمن " . و هذا الصحيح المحفوظ عن النبي صلى الله
عليه وسلم من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة ، و المشار إليها آنفا .
فإذا عرفت هذا فلا فائدة كبرى من قول الهيثمي في " المجمع " ( 8/106 ) :
" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني و هو ثقة
، و فيه ضعف " .
و كذلك من قول الحافظ في " الفتح " ( 5/139 ) :
" أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " و الطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله
ثقات " .
لأن كون رجال الإسناد ثقاتا ليس هو كل ما يجب تحققه في السند حتى يكون صحيحا ،
بل هو شرط من الشروط الأساسية في ذلك ، بل إن تتبعي لكلمات الأئمة في الكلام
على الأحاديث قد دلني على أن قول أحدهم في حديث ما : " رجال إسناده ثقات " ،
يدل على أن الإسناد غير صحيح ، بل فيه علة و لذلك لم يصححه ، و إنما صرح بأن
رجاله ثقات فقط ، فتأمل .
ثم إن كون إسناد الطبراني فيه الطالقاني لا يضر لو سلم الحديث من العلل السابقة
، لأن الطالقاني متابع فيه كما أشرت إليه في أول هذا التخريج .
و قد يقال : إن الحديث يقوى بما رواه ابن لهيعة بسنده عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ
:
" إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه فإنما صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن "
.
قلت : قد كان يمكن ذلك لولا أن الحديث بهذا اللفظ منكر كما سبق بيانه آنفا ،
فلا يصح حينئذ أن يكون شاهدا لهذا الحديث .
و منه تعلم ما في قول الحافظ في " الفتح " بعد أن نقل قول القرطبي :
" أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكا بما ورد في بعض طرقه إن الله خلق آدم على
صورة الرحمن ، قال : و كأن من رواه [ رواه ] بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في
ذلك ، و قد أنكر المازري و من تبعه صحة هذه الزيادة ، ثم قال : و على تقدير
صحتها فيجمل على ما يليق بالباري سبحانه و تعالى " ، فقال الحافظ :
" قلت : الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في " السنة " و الطبراني من حديث ابن عمر
بإسناد رجاله ثقات ، و أخرجها ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة
بلفظ يرد التأويل الأول ، قال : " من قاتل فليتجنب الوجه فلأن صورة وجه الإنسان
على صورة وجه الرحمن " . فتعين إجراء ما في ذلك على ما تقرر بين أهل السنة من
إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه ، أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل
جلاله " .
قلت : و التأويل طريقة الخلف ، و إمراره كما جاء طريقة السلف ، و هو المذهب ،
و لكن ذلك موقوف على صحة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، و قد علمت أنه
لا يصح كما بينا لك آنفا ، و إن كان الحافظ قد نقل عقب كلامه السابق تصحيحه عن
بعض الأئمة ، فقال :
" و قال حرب الكرماني في " كتاب السنة " : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : صح أن
الله خلق آدم على صورة الرحمن . و قال إسحاق الكوسج : سمعت أحمد يقول : هو حديث
صحيح " .
قلت : إن كانوا يريدون صحة الحديث من الطريقين السابقين فذلك غير ظاهر لنا
و معنا تصريح الإمام ابن خزيمة بتضعيفه و هو علم في الحديث و التمسك بالسنة
و التسليم بما ثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم و معنا أيضا ابن قتيبة حيث
عقد فصلا خاصا في كتابه " مختلف الحديث " ( ص 275 - 280 ) حول هذا الحديث
و تأويله قال فيه :
" فإن صحت رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فهو كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا تأويل و لا تنازع " .
و إن كانوا وقفوا للحديث على غير الطريقين المذكورين ، فالأمر متوقف على الوقوف
على ذلك و النظر في رجالها ، نقول هذا لأن التقليد في دين الله لا يجوز ، و لا
سيما في مثل هذا الأمر الغيبي ، مع اختلاف أقوال الأئمة في حديثه ، و أنا
أستبعد جدا أن يكون للحديث غير هذين الطريقين ، لأن الحافظ لم يذكر غيرهما ،
و من أوسع اطلاعا منه على السنة ؟ نعم له طرق أخرى بدون زيادة " الرحمن " فانظر
: " إذا ضرب أحدكم .. " و " إذا قاتل أحدكم ... " في " صحيح الجامع " ( 687
و 716 ) و غيره .
و خلاصة القول : إن الحديث ضعيف بلفظيه و طريقيه ، و أنه إلى ذلك مخالف
للأحاديث الصحيحة بألفاظ متقاربة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم :
" خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا " .
أخرجه الشيخان و غيرهما " الصحيحة 450 " .
( تنبيه هام ) : بعد تحرير الكلام على الحديثين بزمن بعيد وقفت على مقال طويل
لأخينا الفاضل الشيخ حماد الأنصاري نشره في مجلة " الجامعة السلفية " ذهب فيه
إلى اتباع - و لا أقول تقليد - من صحح الحديث من علمائنا رحمهم الله تعالى ،
دون أن يقيم الدليل على ذلك بالرجوع إلى القواعد الحديثية و تراجم الرواة التي
لا تخفى على مثله ، لذلك رأيت - أداء للأمانة العلمية - أن أبي بعض النقاط التي
تكشف عن خطئه فيما ذهب إليه مع اعترافي بعلمه و فضله و إفادته لطلبة العلم
و بخاصة في الجامعة الإسلامية جزاه الله خيرا .
أولا : أوهم القراء أن ابن خزيمة رحمه الله تعالى تفرد من بين الأئمة بإنكاره
لحديث " على صورة الرحمن " مع أن معه ابن قتيبة و المازري و من تبعه ، كما تقدم
، و هو و إن كان ذلك في آخر البحث ، فقد كان الأولى أن يذكره في أوله حتى تكون
الصورة واضحة عند القراء .
ثانيا : نسب إلى الإمام مالك رحمه الله أنه أنكر الحديث أيضا قبل ابن خزيمة !
و هذا مما لا يجوز نسبته للإمام لأمرين :
الأول : أن الشيخ نقل ذلك عن الذهبي ، و الذهبي ذكره عن العقيلي بسنده : حدثنا
مقدام بن داود .. إلخ ، و مقدام هذا يعلم الشيخ أنه متكلم فيه ، بل قال النسائي
فيه : " ليس بثقة " فلا يجوز أن ينسب بروايته إلى الإمام أنه أنكر حديثا صحيحا
على رأي الشيخ ، و على رأينا أيضا لما يأتي .
و الآخر : أن الرواية المذكورة في إنكار مالك ليس لهذا الحديث المنكر ، و إنما
للحديث الصحيح المتفق عليه فإنه فيها بلفظ : " إن الله خلق آدم على صورته " .
و كذلك هو عند العقيلي في " الضعفاء " ( 2/251 ) في هذه الرواية ، فحاشا الإمام
مالك أن ينكر الحديث بهذا اللفظ الصحيح أو غيره من الأئمة . و لذلك فالقارئ
العادي يفهم من بحث الشيخ أن الإمام ينكر هذا الحديث الصحيح !
ثالثا : ساق إسناد حديث ابن عمر أكثر من مرة ، و كذلك فعل بحديث أبي هريرة دون
فائدة ، و ساقهما مساق المسلمات من الأحاديث و هو يعلم العلل الثلاث التي ذكرها
له ابن خزيمة لأنه في صدد الرد عليه ، و مع ذلك لم يتعرض لها بذكر ! بله جواب ،
و كذلك يعلم ضعف ابن لهيعة الذي في حديث أبي هريرة ، فلم ينبس ببنت شفة !
رابعا : نقل كلام الذهبي الذي ذكره عقب رواية المقدام ، و فيه : أن هذا الحديث
لم ينفرد به ابن عجلان فقد رواه ( الأرقام الآتية مني ) :
1 - همام عن قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة .
2 - و رواه شعيب و ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة .
3 - و رواه جماعة كالليث بن سعد و غيره عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة .
4 - و رواه شعيب أيضا و غيره عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة
. انتهى .
و أقول : نص كلام الذهبي قبيل هذه الطرق :
" قلت : الحديث في أن الله خلق آدم على صورته ; لم ينفرد به ابن عجلان ... "
إلخ .
فأنت ترى أن كلام الذهبي في واد ، و كلام الشيخ في واد آخر . فهذه الطرق
الأربعة ليس فيها زيادة " صورة الرحمن " ، و الشيخ - سامحه الله - يسوقها تقوية
لها ، و هو لو تأمل فيها لوجدها تدل دلالة قاطعة على نكارة هذه الزيادة ، إذ لا
يعقل أن تفوت على هؤلاء و كلهم ثقات ، و يحفظها مثل ابن لهيعة ، و من ليس له في
العير و لا في النفير ! و إني - والله - متعجب من الشيخ غاية العجب كيف يسوق
هذه الروايات نقلا عن الذهبي و هو قد ساقها لتقوية الحديث الصحيح الذي أنكره
مالك بزعم المقدام بن داود الواهي ، و الشيخ - عافانا الله و إياه - يسوقها
لتقوية الحديث المنكر !
و إن مما يؤكد أن الذهبي كلامه في الحديث الصحيح و ليس في الحديث المنكر أنه
قال في آخره :
" و قال الكوسج : سمعت أحمد بن حنبل يقول : هذا الحديث صحيح . قلت : و هو مخرج
في الصحاح " .
قلت : فقوله هذا يدلنا على أمرين :
الأول : أنه يعني الحديث الصحيح ، لأنه هو المخرج في " الصحاح " كما سبق مني .
و الآخر : أنه هو المقصود بتصحيح أحمد المذكور ، فلم يبق بيد الشيخ إلا تصحيح
إسحاق ، فمن الممكن أن يكون ذلك فهما منه ، و ليس رواية . والله أعلم .
خامسا و أخيرا : قرن الشيخ الحافظ الذهبي و العسقلاني مع أحمد و إسحاق في تصحيح
الحديث .
و جوابي عليه : أن كلام الذهبي ليس صريحا في ذلك ، بل ظاهره أنه يعني الحديث
الصحيح . و أما ابن حجر فعمدة الشيخ في ذلك قوله : " رجاله ثقات " و قد علمت
مما سبق أن هذا لا يعني الصحة ، و لو سلمنا جدلا أنه صححه هو أو غيره قلنا : *(
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )* .
و خلاصة ( التنبيه ) أن الشيخ حفظه الله حكى قولين متعارضين في حديث " على صورة
الرحمن " دون ترجيح بينهما سوى مجرد الدعوى ، و ذكر له طريقين ضعيفين منكرين
دون أن يجيب عن أسباب ضعفهما ، بل أوهم أن له طرقا كثيرة يتقوى بها ، و هي في
الواقع مما يؤكد وهنهما عند العارفين بهذا العلم الشريف و تراجم رواته . و هذا
بخلاف ما صنع شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه " نقض التأسيس " في فصل عقده فيه
لهذا الحديث بأحد ألفاظه الصحيحة : " إن الله خلق أدم على صورته " أرسل إلي
صورة منه بعض الأخوان جزاه الله خيرا فإن ابن تيمية مع كونه أطال الكلام في ذكر
تأويلات العلماء له و ما قالوه في مرجع ضمير " صورته " ، و نقل أيضا كلام ابن
خزيمة بتمامه في تضعيف حديث الترجمة و تأويله إياه إن صح ، فرد عليه التأويل ،
و سلم له التضعيف ، و لم يتعقبه بالرد ، لأنه يعلم أن لا سبيل إلى ذلك ، كما
يتبين للقارىء من هذا التخريج و التحقيق ، و لهذا كنت أود للشيخ الأنصاري أن لا
يصحح الحديث ، و هو ضعيف من طريقيه ، و متنه منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة .
نسأل الله تعالى لنا و له التوفيق و السداد في القول و العمل ، و أن يحشرنا في
زمرة المخلصين الصادقين *( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم )* .
(3/175)
________________________________________
1177 - " إني كنت أعلمها ( أي : ساعة الإجابة يوم الجمعة ) ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/322 ) :
ضعيف
أخرجه ابن خزيمة ( 1771 ) و الحاكم ( 1/279 ) عن فليح بن سليمان عن سعيد بن
الحارث عن أبي سلمة قال : قلت : والله لو جئت أبا سعيد الخدري فسألته عن
هذه الساعة ، لعله يكون عنده منها علم ، فأتيته ، فقلت : يا أبا سعيد إن أبا
هريرة حدثنا عن الساعة التي في يوم الجمعة ، فهل عندك منها علم ؟ فقال : سألنا
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . قال : ثم خرجت من عنده فدخلت على
عبد الله بن سلام . ثم ذكر الحديث .
قلت : كذا ذكره ابن خزيمة و الحاكم و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
قلت : و في صحته نظر فإن فليحا هذا و إن كان من رجال الشيخين ففيه كلام كثير .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق كثير الخطأ " ، و كأنه لهذا سكت عن إسناده في " الفتح " ( 2/333 ) و لم
يصححه ، و كذلك لم يصححه الحافظ العراقي ، و إنما قال : " و رجاله رجال الصحيح
" كما نقله الشوكاني ( 3/209 ) ، و هذا لا يستلزم التصحيح ، بل فيه إشارة إلى
نفيه ، و إلا لصرح بصحة سنده ، و لم يقتصر على ذكر شرط واحد من شروط الصحة و هو
كون رجاله رجال الصحيح ، و فيه إشارة لطيفة إلى أنهم أو بعضهم قد لا يكونون من
الثقات عند غير صاحبي " الصحيح " ، أو على الأقل عند بعضهم و إلا لقال : "
رجاله ثقات رجال الصحيح " ، و هذا هو الواقع كما تفيده عبارة الحافظ في "
التقريب " في " فليح " ، و قد مرت آنفا ، و ممن ضعفه من القدامي ابن معين و أبو
حاتم و النسائي و غيرهم . و قال الساجي :
" هو من أهل الصدق ، و يهم " .
قلت : فمثله لا يطمئن القلب لصحة حديثه عند التفرد ، فكيف عند المخالفة ؟ !
( تنبيه ) : عزا الحديث في " الفتح الكبير " لابن ماجه و ابن خزيمة و الحاكم
و البيهقي في " الشعب " . و لم أره عند ابن ماجه بهذا الإسناد و السياق ،
و إنما عنده ( 1139 ) من طريق أخرى عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال : قلت
و رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس : إنا لنجد في كتاب الله : في يوم الجمعة
ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي سأل الله فيها شيئا إلا قضى له حاجته . قال
عبد الله : فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو بعض ساعة فقلت : صدقت
أو بعض ساعة .. الحديث . فهذا خلاف حديث الترجمة ، و هو المحفوظ عنه صلى الله
عليه وسلم في غير ما حديث عنه فراجع إن شئت " المشكاة " و غيره .
(3/176)
________________________________________
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/324 ) :
ضعيف
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 203 ) : حدثنا دعلج بن أحمد من أصل كتابه :
حدثنا هشام بن علي : حدثنا عبد الله بن رجاء : حدثنا سعيد بن سلمة : حدثنا موسى
عن عمران بن أبي أنس عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبي ذر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : الحديث .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل موسى هذا و هو ابن عبيدة - بضم أوله - و هو ضعيف
كما قال الحافظ في " التقريب " .
و هشام بن علي هو السيرافي كما في الرواة عن عبد الله بن رجاء من " التهذيب " ،
و لكني لم أجد من ترجمه ، و يظهر أنه من المشهورين فقد ذكره الذهبي فيمن سمع
عنهم دعلج بن أحمد من " تذكرة الحفاظ " ( 3/92 ) .
ثم رأيت ابن حبان قد أورده في كتابه " الثقات " ( 9/234 ) و قال :
" مستقيم الحديث ، كتب عنه أصحابنا " .
و توفي سنة ( 284 ) كما ذكر الذهبي في ترجمة أحمد بن المبارك النيسابوري من "
التذكرة " . فموسى بن عبيدة هو العلة .
و الحديث أخرجه الحاكم ( 1/388 ) بهذا السند عن هذا الشيخ لكن وقع في سنده سقط
لا أدري أهو من الحاكم أو شيخه حين حدثه به و الأغلب على الظن الأول ، فقال
الحاكم : أخبرني دعلج بن أحمد السجزي - ببغداد - : حدثنا هشام بن علي السدوسي :
حدثنا عبد الله بن رجاء : حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام : حدثنا عمران بن
أبي أنس به .
فسقط من السند موسى بن عبيدة و هو علة الحديث ، فاغتر الحاكم بظاهره فقال :
" إسناد صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي ! ! على أن عمران بن أبي أنس
و سعيد بن سلمة لم يحتج بهما البخاري كما بينته في " التعليقات الجياد " ( 3/86
) فتصحيحه على شرطهما خطأ بين .
و مما يؤيد خطأ إسناد الحاكم أن البيهقي أخرج الحديث ( 4/147 ) من طريق أخرى عن
هشام بن علي مثل رواية الدارقطني ، فقال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
عبدان : أنبأ أحمد بن عبيد الصفار : حدثنا هشام بن علي : حدثنا ابن رجاء :
حدثنا سعيد هو ابن سلمة بن الحسام : حدثني موسى عن عمران بن أبي أنس به . دون
قوله : " و في البقر صدقتها " ثم قال :
" سقط من هذه الرواية ذكر البقر ، و قد رواه دعلج بن أحمد عن هشام بن علي
السدوسي فذكر فيه " و في البقر صدقتها " ، أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ :
أخبرني دعلج بن أحمد السجزي ببغداد حدثنا هشام بن علي السدوسي فذكره " .
قلت : و أبو عبد الله الحافظ شيخ البيهقي في إسناده الثاني هو صاحب " المستدرك
" . و صنيع البيهقي في روايته لهذا الحديث عنه يدل على أن إسناد الحاكم فيه
موسى بن عبيدة أيضا و إلا لذكر البيهقي الخلاف بين هذا الإسناد و الإسناد الذي
ساقه قبله كما هي عادة المحدثين في مثل هذا الاختلاف ، و كما فعل البيهقي هنا
في بيان الخلاف في موضع من متنه . فهذا يؤيد خطأ الحاكم في " المستدرك " فتنبه
.
و قد كنت اغتررت تبعا للنووي و ابن حجر بظاهر رواية الحاكم هذه فحكمت بحسنها في
" التعليقات الجياد " ، و الآن هداني الله لعلة هذا الحديث فبادرت لأعلن أنه
ضعيف الإسناد من أجلها ، و إن كان رواه ابن جريج عن عمران بن أبي أنس ، فإن ابن
جريج مدلس و قد عنعنه و لم يسمعه منه كما بينته هناك ، و يأتي أيضا .
و الحديث عزاه السيوطي في " الدر المنثور " ( 3/233 ) لابن أبي شيبة و ابن
مردويه عن أبي ذر بتمامه ، و ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا مثله
.
قلت : و طريق أبي هريرة لابد أن يكون ضعيفا ، و حسبك دليلا على ذلك تفرد ابن
مردويه به !
ثم عزا الحديث في " الجامع الصغير " لابن أبي شيبة و أحمد و الحاكم و البيهقي
عن أبي ذر بتمامه ، و عزوه لأحمد فيه تساهل لأنه لم يرو منه إلا الشطر الأول
و ليس عنه : " و من رفع ... " إلخ ، و هو عنده من طريق ابن جريج عن عمران و صرح
فيه أنه بلغه عن عمران كما ذكرته في المصدر المشار إليه آنفا .
ثم رأيت الحديث في " مصنف ابن أبي شيبة " ( 3/213 ) : حدثنا زيد بن حباب قال :
حدثني موسى بن عبيدة قال : حدثني عمران بن أبي أنس به . إلا أنه لم يذكر صدقة
الغنم و البقر و البز .فهذا يؤكد وهم الحاكم و أن الحديث مداره على موسى هذا
الضعيف ، والله تعالى ولي التوفيق .
(3/177)
________________________________________
1179 - " كونوا في الدنيا أضيافا ، و اتخذوا المساجد بيوتا ، و عودوا قلوبكم الرقة ،
و أكثروا التفكر و البكاء ، و لا تختلفن بكم الأهواء ، تبنون ما لا تسكنون ،
و تجمعون ما لا تأكلون ، و تأملون ما لا تدركون " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/326 ) :
ضعيف جدا
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/358 ) و القضاعي في " مسنده " ( 731 ) من
طريق بقية : حدثنا عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : و هذا إسناد ظلمات بعضها فوق بعض ، و له علل ثلاث :
الأولى : أن الحكم بن عمير في صحبته نظر ، قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
" روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منكرة ، يرويها عيسى بن إبراهيم ;
و هو ضعيف ، عن موسى بن أبي حبيب و هو ضعيف ، عن عمه الحكم " . نقله في "
الإصابة " ، <1> و قد أشار الذهبي إلى ضعف قول من قال أنه صحابي كما يأتي في
العلة الآتية :
الثانية : موسى بن أبي حبيب ، قال الذهبي في " الميزان " و أقره الحافظ في "
اللسان " :
" ضعفه أبو حاتم و غيره ; ساقط ، و له عن الحكم بن عمير - رجل قيل : له صحبة -
و الذي أرى أنه لم يلقه ، و موسى مع ضعفه متأخر عن لقي صحابي كبير " .
الثالثة : عيسى بن إبراهيم متروك كما قال الذهبي و سبقه النسائي و قال البخاري
:
" منكر الحديث " ، و أبو حاتم : " متروك الحديث " .
و ساق له عدة أحاديث بهذا الإسناد و غيره ، و قال في بعضها : إنه منكر .
قلت : سمعت هذا الحديث من فم شيخ دمشقي يلقيه على منبر مسجد مضايا يوم الجمعة
الواقع في 18/11/71 هـ و قد جعله محور خطبته ! فاستنكرت الحديث في نفسي ،
و لكني ما كان تقدم مني تخريجه ، فخرجته بعد يوم فتحقق ظني و أنه منكر ،
و الحمد لله على توفيقه ، و وفق مشايخنا لتحري الصحيح من حديث رسوله صلى الله
عليه وسلم ، و حفظهم أن يقولوا عليه ما لم يقل .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و قال في ترجمة موسى من " اللسان " : " و قال أبو حاتم في ترجمة الحكم بن
عمير : روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر السماع و لا اللقاء - أحاديث
منكرة من رواية ابن أخت موسى بن أبي حبيب و هو ذاهب الحديث ، و يروي عن موسى
عيسى بن إبراهيم و هو ذاهب الحديث " .
قلت : كذا في النسخة المطبوعة و لعل قوله : " ابن أخت " زيادة من النساخ . اهـ
.
1
(3/178)
________________________________________
1180 - " إن لله ديكا رأسه تحت العرش ، و جناحه في الهواء ، و براثنه في الأرض ، فإذا كان في الأسحار و أدبار الصلوات خفق بجناحه ، و صفق بالتسبيح ، فتصيح الديكة تجيبه بالتسبيح " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/327 ) :
موقوف ضعيف
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7391 ) : حدثنا بكر بن أحمد بن مقبل البصري :
حدثنا أحمد بن محمد بن المعلى الأدمي : حدثنا جعفر بن سلمة : حدثنا حماد بن
يزيد أبو يزيد المقري : حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر عن صفوان بن عسال : قال :
فذكره موقوفا عليه ، لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
و كذلك أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8/134 ) من رواية الطبراني و قال :
" و فيه عاصم بن بهدلة و هو ضعيف ، و قد حسن حديثه " .
قلت : المتقرر فيه أنه حسن الحديث يحتج به إذا لم يخالف .
لكن حماد بن يزيد أبو يزيد المقري ، ليس بالمشهور ، أورده البخاري في التاريخ (
2/1/21 ) و ابن أبي حاتم ( 1/2/151 ) من رواية جمع عنه ، و لم يذكرا فيه جرحا
و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " .
و جعفر بن سلمة و هو الوراق البصري الخزاعي قال ابن أبي حاتم ( 1/1/481 ) :
" ثقة رضا " .
و أحمد بن محمد بن المعلى الأدمي ، ترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/74 ) و قال :
" سمع منه أبي بالبصرة في الرحلة الثالثة ، [ روى عنه أبي و أبو عوانة ] " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و قد قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق " .
و بكر بن أحمد بن مقبل البصري وثقه الدارقطني كما في " سؤالات السهمي " ( ص 182
) و وصفه الذهبي في " العبر " ( 1/441 ) بالحافظ .
فالحديث علته الوقف إن سلم من أبي يزيد المقري .
(3/179)
*********************
يتبع ان شاء الله
1181 - " إن في جهنم واديا يقال له : هبهب ، حقا على الله أن يسكنه كل جبار عنيد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/328 ) :
ضعيف
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 49 ) و ابن لال في " حديثه " ( 123/1 ) و ابن
عدي في " الكامل " ( 1/420 ) و الحاكم ( 4/596 ) و ابن عساكر ( 5/58/1 ) و كذا
أبو يعلى و الطبراني من طريق الأزهر بن سنان عن محمد بن واسع عن أبي بردة بن
أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعا . و قال الحاكم و وافقه الذهبي :
" تفرد به أزهر بن سنان " !
قلت : و هو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " ، و لذلك لم يصححه الحاكم و لا
الذهبي ، بل أورده في " الميزان " و قال :
" قال ابن عدي : ليست أحاديثه بالمنكرة جدا ، أرجو أنه لا بأس به ، و قال ابن
معين : ليس بشيء " .
ثم ساق له أحاديث مما أنكرت عليه هذا أحدها .
و قد خالفه هشام بن حسان فقال : " عن محمد بن واسع قال : بلغني أن في النار جبا
يقال له : جب الحزن ، يؤخذ المتكبرون فيحملون في توابيت من نار فيجعلون في ذلك
البئر فيطبق عليهم جهنم من فوقهم " .
أخرجه العقيلي و قال :
" و هذا حديث أولى من حديث أزهر " .
قلت : فتبين من رواية هشام بن حسان - و هو ثقة - أن أزهر بن سنان قد أخطأ في
رفع الحديث و في لفظه ، و أن الصواب الوقف . والله أعلم .
و من ذلك تعرف أن قول المنذري في " الترغيب " ( 3/139 ) :
" رواه الطبراني بإسناد حسن و أبو يعلى و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " .
و قول الهيثمي ( 5/197 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " .
فيه أمران :
الأول : أنه ضعيف غير حسن كما تقدم .
و الآخر : أن الحاكم - مع تساهله المعروف - لم يصححه . والله أعلم .
(3/180)
________________________________________
1182 - " صحة با أم يوسف ! قاله لما شربت بوله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/329 ) :
ضعيف
قال في " المواهب اللدنية " ( 4/231 ) بشرح الزرقاني ) :
" و عن ابن جريج قال : أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من
عيدان ثم يوضع تحت سريره ، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها
: بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : أين البول الذي كان في
القدح ؟ قالت : شربته ، قال : صحة يا أم يوسف ! فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي
ماتت فيه . رواه عبد الرزاق في " مصنفه " . و رواه أبو داود متصلا عن ابن جريج
عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة " .
قلت : إنما روى أبو داود منه أوله دون قوله : فجاء إلخ . و سنده موصول حسن ،
و لذلك أوردته في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 19 ) ، و قد أخرجه بتمامه موصولا
البيهقي في " سننه " ( 7/67 ) لكن ليس عنده : " صحة .. إلخ " و كذلك أورده
الهيثمي في " المجمع " ( 8/271 ) ، و زاد بدلها : " فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : لقد احتظرت من النار بحظار " و قال :
" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل و حكيمة
و كلاهما ثقة " .
و هو في " كبير الطبراني " ( 24/205/527 ) .
قلت : فدل هذا على ضعف هذه الزيادة : " صحة " ; لشذوذها و إرسالها .
(3/181)
________________________________________
1183 - " خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال : يا محمد ! و الذي بعثك بالحق إن لله
عبدا من عبيده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه و طوله ثلاثون
ذراعا في ثلاثين ذراعا ، و البحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية و أخرج
الله تعالى له عينا عذبة بعرض الإصبح تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل ،
و شجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء
و أخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته ، فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن
يقبضه ساجدا و أن لا يجعل للأرض و لا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى يبعثه الله
و هو ساجد ، قال : ففعل ، فنحن نمر عليه إذا هبطنا و إذا عرجنا فنجد له في
العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب : أدخلوا
عبدي الجنة برحمتي فيقول : بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي
فيقول : بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي : فيقول : يا رب بل
بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : رب بل بعملي ، فيقول
الله عز وجل للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه و بعمله ، فتوجد نعمة البصر قد
أحاطت بعبادة خمسمائة سنة و بقيت نعمة الجسد فضلا عليه ، فيقول : أدخلوا عبدي
النار ، قال : فيجر إلى النار فينادي : رب برحمتك أدخلني الجنة ، فيقول : ردوه
، فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي من خلقك و لم تك شيئا ؟ فيقول : أنت يا رب ،
فيقول : كان ذلك قبلك أو برحمتي ؟ فيقول : بل برحمتك ، فيقول : من قواك لعبادة
خمسمائة عام ؟ فيقول : أنت يا رب ، فيقول : من أنزلك في جبل وسط اللجة و أخرج
لك الماء العذب من الماء المالح ، و أخرج لك كل ليلة رمانة و إنما تخرج مرة في
السنة ، و سألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك ؟ فيقول : أنت يا رب ، فقال الله
عز وجل : فذلك برحمتي ، و برحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد
كنت يا عبدي ، فيدخله الله الجنة . قال جبريل عليه السلام : إنما الأشياء برحمة
الله تعالى يا محمد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/331 ) :
ضعيف
أخرجه الخرائطي في " فضيلة الشكر " ( 133 - 134 ) و العقيلي في " الضعفاء " (
165 ) و تمام في " الفوائد " ( 265/2 - 266/1 ) و ابن قدامة في " الفوائد " (
2/6/1 - 2 ) و كذا الحاكم ( 4/250 - 251 ) من طريق سليمان بن هرم عن محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج علينا النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . كذا قال ! و تبعه ابن القيم في " شفاء العليل " ( ص 114 ) ،
و هو منه عجيب ن فإن سليمان هذا مجهول كما يأتي عن العقيلي ، و قول الحاكم عقب
تصحيحه المذكور : " و الليث لا يروي عن المجهولين " مجرد دعوى لا دليل عليها ،
و الحاكم نفسه أول من ينقضها فقد روى في " المستدرك " ( 4/230 ) حديثا آخر من
رواية الليث عن إسحاق بن بزرج بسنده عن الحسن بن علي ، و قال عقبه :
" لولا جهالة إسحاق لحكمت للحديث بالصحة " !
و هذا مناقض تمام المناقضة لدعواه السابقة ، و لذلك تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : لا والله ، و سليمان غير معتمد " .
و ذكر في ترجمة سليمان هذا من " الميزان " :
" قال الأزدي : لا يصح حديثه " .
و قال العقيلي :
" مجهول و حديثه غير محفوظ " .
ثم قال الذهبي عقبه :
" لم يصح هذا ، و الله تعالى يقول : *( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )* و لكن
لا ينجي أحدا عمله من عذاب الله كما صح ، بل أعمالنا الصالحة هي من فضل الله
علينا و من نعمه لا بحول منا و لا بقوة ، فله الحمد على الحمد له " .
و حديث ابن بزرج المشار إليه خرجته في آخر الجزء الثاني من " تمام المنة في
التعليق على فقه السنة " ( صلاة العيد / التحقيق الثاني ) و لعله ييسر لنا
إعادة طبعه مع الجزء الأول إن شاء الله تعالى .
(3/182)
________________________________________
1184 - " من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره ، و من فطر صائما فله مثل أجره ، و من دل
على خير فله مثل أجر فاعله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/332 ) :
ضعيف
أخرجه الخطيب ( 11/353 ) من طريق أبي حجية علي بن بهرام العطار : حدثنا عبد
الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
الأولى : جهالة أبي حجية هذا فقد ترجمه الخطيب و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا.
و الأخرى : عنعنة ابن جريج فإنه مدلس .
و الفقرة الثانية و الثالثة قد جاءتا من طرق ثابتة ، و إنما أوردته من أجل
الفقرة الأولى ، فإنها غريبة منكرة .
(3/183)
________________________________________
1185 - " ارفع إلى السماء ، و سل الله السعة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/332 ) :
ضعيف
رواه الطبراني ( رقم - 3842 ) : حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي : نا يعقوب بن
حميد : نا عبد الله بن عبد الله الأموي : حدثني اليسع بن المغيرة عن أبيه عن
خالد بن الوليد :
أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيق في مسكنه ، فقال : فذكره .
ثم رواه ( رقم - 3843 ) بهذا السند عن ابن حميد : نا عبد الله بن الحارث عن
الربيع بن سعيد عن اليسع بن المغيرة عن خالد بن الوليد مثله .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من الوجهين فإن مدارهما على اليسع بن المغيرة و هو لين
الحديث كما في " التقريب " .
و مثله الراوي عنه في الطريق الأولى عبد الله بن عبد الله الأموي .
و في الطريق الأخرى الربيع بن سعيد و هو النوفلي أورده ابن أبي حاتم ( 1/2/462
) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و يعقوب بن حميد ثقة ، لكن في حفظه ضعف يسير ، فيحتمل أن روايته الحديث
بالطريقين مما لم يضبطه ، فاضطرب فيه . و الله تعالى أعلم .
و قد روي الحديث مرسلا عن اليسع بن المغيرة قال :
شكا خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيق منزله ، فقال :
" اتسع في السماء " .
رواه أبو داود في " المراسيل " ( ص 52 ) و لم نقف على سنده ، لأنه محذوف من
النسخة ككل أحاديثها ، لكن الظاهر أنه من طريق الربيع المذكور كما يشير إلى ذلك
قول ابن أبي حاتم في ترجمته :
" روى عن اليسع بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، روى عنه عبد الله
ابن الحارث المخزومي ، مرسل " .
ثم تأكدت مما استظهرت ، فالحديث في نسخة مصورة من " المراسيل " ( ق 26/1 ) .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/93/2 ) بلفظ :
" ارفع البنيان إلى السماء ، و اسألوا الله السعة " و قال :
" رواه الطبراني في " الكبير " و الخطيب و ابن عساكر عن اليسع بن مغيرة به "
و قال :
" قال الخطيب : في اليسع نظر " .
و أورده في " الجامع الصغير " باللفظ الذي نقلته عن الطبراني إلا أنه زاد فيه
لفظة : " البنيان " و ليست عنده .
و مما سبق من التحقيق تعلم أن قول الهيثمي ( 10/169 ) :
" رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن " ; ليس بحسن . و قلده الغماري في "
الإتقان " ( 127 ) ! و مثله قول المناوي عقب ذلك :
" و به تعرف أن رمز المصنف لضعفه غير سديد " .
فإن رمز السيوطي لضعفه هو بلا شك عمل رشيد ، و تعقب المناوي عليه هو الأحق
بقوله : " غير سديد " سيما و قد أتبعه بقوله :
" نعم ، قال العراقي : في سنده لين . و كأن كلامه في الطريق الثاني " .
قلت : بل هو في الطريقين معا فإن مدارهما على اليسع و هو ليس الحديث كما سبق
بيانه .
(3/184)
________________________________________
1186 - " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غلب عدله جوره ، فله الجنة ، و من غلب
جوره عدله فله النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :
ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3575 ) و عنه البيهقي ( 10/88 ) من طريق موسى بن نجدة عن جده
يزيد بن عبد الرحمن و هو أبو كثير قال : حدثني أبو هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، موسى بن نجدة ، قال الذهبي :
" لا يعرف " .
و قال الحافظ :
" مجهول " .
(3/185)
________________________________________
1187 - " خالقوا الناس بأخلاقهم ، و خالفوهم بأعمالهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 455 - 456 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد
: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع : حدثنا يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث الصنعاني
عن أبي عثمان عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" كيف أنتم إذا كنتم في قوم قد درست عهودهم ، و مرجت أماناتهم ، و صاروا حثالة
هكذا - و شبك بين أصابعه - قالوا : كيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : صبرا صبرا ،
خالقوا ... " . و قال :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد ، و خلاف هذا اللفظ من طريق صالح " .
ذكره في ترجمة يزيد بن ربيعة الرحبي هذا ، و روى عن البخاري أنه قال :
" عنده مناكير " .
قلت : و في ترجمته أيضا أورد الحديث الذهبي في " الميزان " و قال :
" و قال أبو داود و غيره : ضعيف ، و قال النسائي : متروك " .
و قد انقلب اسمه في " المستدرك " إلى " ربيعة بن يزيد " ، و جعله من مسند " أبي
ذر " لا من مسند " ثوبان " ! و لست أدري أذلك من المؤلف أم الراوي أم الناسخ ،
فقد أخرجه ( 3/343 ) من طريقين عن عثمان بن سعيد الدارمي : حدثنا أبو توبة
الربيع بن نافع : حدثنا ربيعة بن يزيد عن أبي الأشعث النهدي عن أبي ذر قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا أبا ذر كيف أنت .. " الحديث . و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و تعقبه الذهبي بقوله :
" ابن يزيد لم يخرجوا له ، قال النسائي و غيره : متروك " .
و أقول : ليس في الرواة : ربيعة بن يزيد سوى واحد ، و هو أبو شعيب الإيادي
الدمشقي القصير ، و هو أعلى طبقة من يزيد بن ربيعة الرحبي ، فإنه روى عن غير
واحد من الصحابة ، و عنه جماعة من التابعين و غيرهم منهم يزيد بن ربيعة هذا ،
كما في " التهذيب " مات سنة ( 123 ) ، فليس هو من هذه الطبقة ، كيف و الراوي
عنه أبو توبة الربيع بن نافع ، و قد مات سنة ( 241 ) فبينهما نحو ثمانين سنة ؟
و لذلك فأنا أقطع بأن ما في " المستدرك " : " ربيعة بن يزيد " خطأ لا أدري
منشأه ، و من الغرائب قول الذهبي في تعقبه السابق :
" ابن يزيد .. " .
و إنما هو يزيد بن ربيعة الرحبي ، و هو الذي يصح فيه قول الذهبي :
" لم يخرجوا له .. " إلخ .
و من طريقه رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 7/283 )
.
و لا أستبعد أن يكون هذا الخطأ من الحاكم نفسه ، فإن له في كتابه هذا أوهاما
كثيرة ، يعرفها أهل العلم بالحديث و رواته ، و قد اعتذر بعضهم له ; بأنه مات
قبل أن يبيض كتابه . والله أعلم .
و أما قول العقيلي فيما تقدم :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد .. " .
فكأنه يعني ما روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه قال : قال عبد الله :
" خالطوا الناس و زايلوهم ، و صافوهم بما تشتهون ، فدينكم لا تكلمونه " .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/46/1 ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( 21/2
) .
قلت : و إسناده صحيح لولا عنعنة حبيب ; فإنه مدلس .
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7/280 ) هكذا موقوفا و قال :
" رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات " .
قلت : و علقه البخاري في " الأدب " من " الصحيح " ( 10/436 - فتح ) و قال
الحافظ :
" وصله الطبراني من طريق عبد الله بن باباه عن ابن مسعود قال : ... و أخرجه ابن
المبارك في " كتاب البر و الصلة " من وجه آخر عن ابن مسعود ، و عن عمر مثله ،
لكن قال : و انظروا لا تكلموا دينكم " .
و قال البيهقي عقبه :
" روي عن علي رضي الله عنه . و أسنده بعض الضعفاء عن عبد الله ، و ليس بشيء " .
قلت : و قد أخرجه الدارمي ( 1/92 ) عن علي موقوفا بلفظ :
" خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم ، فإن للمرء
ما اكتسب ، و هو يوم القيامة مع من أحب " .
قلت : و إسناده حسن .
و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " ( 2/17/2 ) و " المنتخب " ( 1/132 )
للعسكري في " الأمثال " عن ثوبان .
نعم قد صح الحديث مرفوعا بلفظ :
" خالطوهم بأجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم " .
و هو مخرج في " الصحيحة " رقم ( 452 ) .
(3/186)
________________________________________
1188 - " الخلافة بالمدينة و الملك بالشام " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/337 ) :
ضعيف
رواه البخاري في " التاريخ " ( 2/2/16 ) و الحاكم ( 3/72 ) و البيهقي في "
الدلائل " ( 6/447 - طبع بيروت ) عن هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي
سليمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : سليمان و أبوه مجهولان " .
و قال في " الميزان " :
" سليمان لا يكاد يعرف " .
و في " المنتخب " لابن قدامة ( 10/206/1 ) :
" قال مهنا : و سألت يحيى ( يعني ابن معين ) عن سليمان بن أبي سليمان يحدث عنه
العوام بن حوشب عن أبي هريرة ( فذكر الحديث ) فقال : لا نعرف هذا يعني سليمان
بن أبي سليمان . و قال لي أحمد : أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم " .
و في " الجامع الكبير " ( 1/340/1 ) :
" رواه البخاري في " تاريخه " و الحاكم و تعقب ، و ابن عساكر عن أبي هريرة ،
و نعيم بن حماد في " الفتن " عنه موقوفا " .
(3/187)
________________________________________
1189 - " جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا ، فإنها نسجت علي و عليك يا أبا بكر في
الغار ، حتى لم يرنا المشركون و لم يصلوا إلينا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/338 ) :
منكر
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " : نا والدي و قال : أنا أحبها منذ سمعت شيخي
أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي و المطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان
قالا : إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قال :
أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن جعفر الصوفي قال :
أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي الزاهد ببلخ قال : أنا
أحبها منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه قال : أنا أحبها منذ سمعت
من عبد الله بن موسى السلامي قال : أنا أحبها منذ سمعت من إبراهيم بن محمد قال
: أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن العباس الحصري قال : أنا أحبها منذ سمعت من
عبد الملك بن قريب الأصمعي قال : أنا أحبها منذ سمعت ابن عون قال : أنا أحبها
منذ سمعت من محمد بن سيرين قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي هريرة قال : أنا
أحبها منذ سمعت من أبي بكر الصديق يقول : لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها و قال : فذكره . قال الديلمي : و أنا أحبها
منذ سمعت والدي يقول هذا الحديث .
قلت : أما أنا فلا أحبها و لا أبغضها لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، بل هو منكر إن لم يكن موضوعا ، و إن سكت عليه السيوطي في
" الجامع الكبير " ( 3/146/1 - 2 ) ، لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه
الخطيب ( 10/148 - 149 ) و قال :
" في رواياته غرائب و مناكير و عجائب " .
ثم روى عن أبي سعد الإدريسي الحافظ أنه قال :
" كان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب و درج من المجهولين و أصحاب الزوايا .
قال : و كان أبو عبد الله بن منده سيىء الرأي فيه ، و ما أراه كان يتعمد الكذب
في فضله " .
و قال الذهبي :
" روى حديثا ما له أصل ، سلسله بالشعراء ، منهم الفرزدق " .
قلت : و الحديث المشار إليه رواه الخطيب ( 3/98 - 99 ) .
و شيخه إبراهيم بن محمد لم أعرفه ، و لعله من شيوخه المجهولين الذين أشار إليهم
الخطيب فيما تقدم .
و في من دونه جماعة لم أعرفهم .
و اعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار و الحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في
بعض الكتب و المحاضرات التى تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
، فكن من ذلك على علم . و قد مضى منها ثلاثة أحاديث ( ص 259 - 263 ) .
(3/188)
________________________________________
1190 - " حب قريش إيمان ، و بغضهم كفر ، و حب العرب إيمان ، و بغضهم كفر ، و من أحب
العرب فقد أحبني ، و من أبغض العرب فقد أبغضني " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/339 ) :
ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 451 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2306 ) عن
معقل بن مالك قال : حدثنا الهيثم بن جماز قال : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا .
و قال الطبراني :
" لم يروه عن ثابت إلا الهيثم " .
و قال العقيلي :
" حديثه غير محفوظ ، قال ابن معين : ضعيف " .
و قال النسائي في " الضعفاء و المتروكين " ( 30 ) :
" متروك الحديث " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/23 ) :
" رواه البزار ( و في مكان آخر 10/53 : الطبراني في " الأوسط " ) ، و فيه
الهيثم بن جماز و هو متروك " .
و أخرج الحاكم ( 4/87 ) منه قوله :
" حب العرب إيمان ، و بغضهم نفاق " . و قال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : الهيثم متروك ، و معقل ضعيف " .
قال في " الفيض " :
" قال العراقي في " القرب " : لكن له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الكبير
" للطبراني " .
قلت : و هو ضعيف ، و مع ضعفه فلا يؤثر في المشهود له لشدة ضعفه كما هو معروف ،
ثم إن شهادته قاصرة ، فإن لفظه :
" لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .
(3/189)
***********************************
يتبع ان شاء الله...
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir