مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الضعيفة
1191 - " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :
ضعيف
قال في " المجمع " ( 10/53 ) بعد أن ذكره من حديث ابن عمر مرفوعا :
" رواه الطبراني ، و فيه سهل بن عامر و هو ضعيف " .
قلت : و الشطر الثاني رواه الطبراني ( 12339 ) من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ :
" ... رجل يؤمن بالله و اليوم الآخر " . و فيه نعيم بن حماد و هو ضعيف .
و للشطر الأول منه شاهد و لكنه ضعيف جدا و لفظه :
" لا يبغض العرب إلا منافق " .
(3/190)
________________________________________
1192 - " لا يبغض العرب إلا منافق " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :
ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي ( 145/1 ) عن إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين
عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه مرفوعا و قال :
" زيد بن جبيرة عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
قلت : و في " التقريب " :
" متروك " .
و الحديث في " زوائد المسند " ( 1/81 ) من هذا الوجه ، لكنه قال : " عن علي " !
(3/191)
________________________________________
1193 - " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة ، و هو أفضل من سبعين
حجة في غيرها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :
لا أصل له
قال السخاوي في " الفتاوى الحديثية " ( ق 105/2 ) :
" ذكره رزين في " جامعه " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و لم يذكر
صحابيه ، و لا من خرجه . والله أعلم " .
(3/192)
________________________________________
1194 - " جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :
منكر
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/117 ) معلقا عن أحمد بن يحيى بن الحجاج
الجرواآني عن عمرو بن علي : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن نافع
عن ابن عمر قال :
قال عمر : يا نبي الله مالك أفصحنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال في أحمد هذا :
" حدث بمناكير ، و هذا من مناكير حديثه " .
قلت : و من مناكيره ما سيأتي بلفظ : " من كسح مسجدا ... " .
(3/193)
________________________________________
1195 - " حامل القرآن موقى " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :
ضعيف
رواه أبو حفص الكتاني في " حديثه " ( 134/1 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة "
( 8/10/2 ) عن أبي حفص عن شيخ من أهل الشام عن مكحول عن عثمان بن عفان
مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
الأولى : جهالة هذا الشيخ الشامي .
الثانية : الانقطاع بين مكحول و عثمان .
و أبو حفص هو عمر بن عبد الرحمن الأبار و هو ثقة و كذلك سائر رجاله ثقات إلا ما
بينت .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " فقال
شارحه المناوي :
" رواه عن عثمان من طريقين ، و فيه محمد بن راشد المكحولي ، قال النسائي : ليس
بالقوي " .
قلت : و لعل المكحولي هذا هو الشيخ الشامي في الطريق الأولى . والله أعلم .
ثم إنني رأيته في " مسند الفردوس " من طريق واحدة ، فإن النسخة المصورة التي
عندي سيئة ، و بعض صفحاتها غير ظاهرة ، أخرجه ( ص 89 ) من طريق سورة بن الحكم :
حدثنا محمد بن راشد عن مكحول به . و سورة هذا في حكم مجهول الحال ، فقد أورده
ابن أبي حاتم ( 2/1/327 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 9/227 ) و لم يذكرا فيه
جرحا و لا تعديلا .
(3/194)
________________________________________
1196 - " جلوس المؤذن بين الأذان و الإقامة في المغرب سنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/342 ) :
ضعيف
رواه تمام في " الفوائد " ( رقم 2265 - نسختنا ) من طريق أبي جعفر محمد بن علي
ابن الخضر البزاز - بالرقة - : حدثنا إسحاق بن عبد الله أبو يعقوب البوقي من
كتابه : حدثنا هشيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف ، و فيه علتان :
الأولى : تدليس هشيم ، فقد كان مدلسا كثير التدليس كما في " التقريب " ، و قد
عنعنه .
الثانية : البوقي هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" روى عن مالك و هشيم ، قال ابن منده : له مناكير " .
و أما أبو جعفر محمد بن علي بن الخضر ، فقد أورده أبو علي الحراني في " تاريخ
الرقة " ( ق 42/2 ) فقال :
" مات محمد بن الخضر بن علي بالرافقة <1> في ذي الحجة سنة إحدى و تسعين
و مائتين " .
كذا وقع فيه : " الخضر بن علي " على القلب فلا أدري أهذا هو الصواب أم ما في
نسختنا من " الفوائد " ؟ والله أعلم .
ثم رأيته في " زهر فردوس الديلمي " ( 2/74 ) و أصله " مسند الفردوس " ( ص 74 -
75 ) وفق ما في " التاريخ " فهذا هو الصواب . والله أعلم .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند
الفردوس " وحده عن أبي هريرة بلفظ : " الإمام " بدل " المؤذن " ، و استدرك عليه
المناوي " فوائد تمام " ، و أعله بهشيم فقط ، و لم يتعرض لاختلاف اللفظ ، والله
أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] هي الرقة نفسها ، بلدة كبيرة على الفرات في سورية . اهـ .
1
(3/195)
________________________________________
1197 - " خير نساء أمتي أصبحهن وجها ، و أقلهن مهورا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) :
موضوع
رواه ابن عدي ( 97/2 ) و عنه ابن عساكر ( 5/64/1 ) عن حسين بن المبارك الطبراني
: حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال
ابن عدي :
" هذا الحديث منكر المتن ، و إن كان عن إسماعيل بن عياش لأن إسماعيل يخلط في
حديث الحجاز و العراق ، و هو ثبت في حديث الشام ، و البلاء في هذا الحديث من
الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش ، و الحسين أحاديثه مناكير " .
قلت : و نقل الذهبي عن ابن عدي أنه قال فيه : " متهم " . و لم أجد هذا في
ترجمته من " الكامل " . والله أعلم . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها .
(3/196)
________________________________________
1198 - " جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم أعطي ملكا
فسار حتى أتى ساحل أرض مصر ، فابتنى مدينة يقال لها : الإسكندرية " الحديث
بطوله .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) :
ضعيف جدا
أخرجه ابن عساكر ( 6/57/1 - 2 ) عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قومه قالا :
استطلنا يومنا فانطلقنا إلى عقبة بن عامر الجهني ، فوجدناه في ظل داره
جالسا فقلنا له : إنا استطلنا يومنا فجئنا نتحدث عندك ، فقال : و أنا استطلت
يومي فخرجت إلى هذا الموضع ، قال : ثم أقبل علينا و قال :
كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل
الكتاب بالباب معهم مصاحف ، فقالوا : من يستأذن لنا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : مالي و لهم
يسألونني عما لا أدري ؟ إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي عز وجل . ثم قال
: ابغني وضوءا . فأتيته بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى المسجد فصلى ركعتين ، ثم انصرف
فقال لي و أنا أرى السرور و البشر في وجهه ; فقال : أدخل القوم علي و من كان من
أصحابي فأدخله أيضا . فأذنت لهم فدخلوا فقال لهم : إن شئتم أحدثكم عما جئتم
تسألونني عنه من قبل أن تكلموا ، و إن شئتم فتكلموا قبل أن أقول ، قالوا : بل
أخبرنا ، قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، عبد الله بن عمر ، و عبد الرحمن بن زياد ضعيفان
.
و سعيد بن مسعود لم أعرفه .
(3/197)
________________________________________
1199 - " خير خلكم خل خمركم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/344 ) :
منكر .
أخرجه البيهقي في " المعرفة " من حديث المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر
مرفوعا . و قال :
" المغيرة ليس بالقوي " .
كذا في " المقاصد الحسنة " ( رقم 456 ) .
قلت : و فيه علة أخرى و هي عنعنة أبي الزبير ، فإن كان مدلسا . و قال شيخ
الإسلام ابن تيمية في " الفتاوي " ( 1/71 ) :
" فهذا الكلام لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ، و من نقله عنه فقد أخطأ ،
و لكن هو كلام صحيح ، فإن خل الخمر لا يكون فيها ماء ، و لكن المراد به الذي
بدأ الله بقلبه ، و أيضا فكل خمر يعمل من العنب بلا ماء فهو مثل خل الخمر " .
قلت : و قوله : " هو كلام صحيح " ليس بصحيح عندي على إطلاقه ، فإنه بظاهره يقر
اقتناء الخمر و تحويله خلا ، و ذلك يستفاد من قوله : " خمركم " فإنه أضاف الخمر
إلى المسلمين ! و هذا منكر من القول لا يعقل أن يصدر من النبي صلى الله عليه
وسلم و هو القائل حين سئل عن اتخاذ الخمر خلا : " لا " ، رواه مسلم و أبو داود
، و في روايته : " إنها كانت لأيتام فأمر بإراقتها " و لذلك كان القول الصحيح
في تخليل الخمر : إنه لا يجوز بحال من الأحوال .
قال شيخ الإسلام :
" فلما أمر صلى الله عليه وسلم بإراقتها ، و نهى عن تخليلها ، وجبت طاعته فيما
أمر به و نهى عنه فيجب أن تراق الخمرة و لا تخلل ، هذا مع كونهم كانوا يتامى ،
و مع كون تلك الخمر كانت متخذة قبل التحريم ، فلم يكونوا عصاة " .
و مما سبق من التخريج يتبين أن قول ابن الجوزي في " التحقيق " ( 1/66 ) : إنه
حديث لا أصل له ، ليس بصواب ، و إن كان عبد الهادي أقره في " التنقيح " عليه ،
فإن تخريج البيهقي إياه يرد قولهما .
و قال العجلوني في " الكشف " :
" و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع كالصغاني " .
و فيه ما سبق ، إلا أن يقصدا المعنى ; فهو قريب .
(3/198)
________________________________________
1200 - " الجفاء و البغي بالشام " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/345 ) :
موضوع
رواه ابن عدي ( 25/1 ) و عنه ابن الجوزي في " العلل " ( 1/312 ) عن الفضل بن
المختار عن أبان عن أنس مرفوعا . و قال :
" أبان بن أبي عياش بين الأمر في الضعف ، و أرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب إلا
أنه يشتبه عليه و يغلط ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .
قلت : و هو متروك و قد كذبه شعبة .
و الفضل بن المختار قال الذهبي :
" غير ثقة " .
و الحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 87 ) من رواية ابن
عدي و قال :
" أورده ابن الجوزي في " العلل " و قال :
لا يصح ، أبان متروك الحديث ، و الفضل بن المختار قال أبو حاتم : يحدث
بالأباطيل " .
قلت : فهو بكتابه " الموضوعات " أولى .
(3/199)
*********************************
يتبع ان شاء الله ....
ذو الفقار
2008-05-03, 02:05 AM
لمن أراد المشاركة
هذه السلسلة كاملة بالترتيب
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/selslt_z.rar
أمـــة الله
2008-05-03, 12:44 PM
1201 - " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون
عليكم في الحساب غدا ، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، و تزينوا للعرض الأكبر
*( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/346 ) :
موقوف
علقه ابن الجوزي في " تاريخ عمر بن الخطاب " ( ص 176 - 177 ) عن ثابت بن حجاج
قال : قال عمر : فذكره . و قد وصله أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 1/52 )
من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج به . و إسناده جيد في " حلية الأولياء "
( 1/52 ) من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج به . و إسناده جيد ; إن كان
ثابت سمعه من عمر ; فإن صورته صورة المعلق المنقطع ، و قد ذكر له الحافظ في "
التهذيب " رواية عن بعض الصحابة ليس منهم عمر ، بل إن البخاري و ابن أبي حاتم
لم يذكرا له رواية إلا عن بعض التابعين ، و لذلك أورده ابن حبان في أتباع
التابعين من كتابه " الثقات " ( 6/127 ) و قال :
" روى عن جماعة من التابعين " . والله أعلم .
و رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/58/1 ) من طريق أخرى عن مالك بن مغول
بلاغا عن عمر نحوه . و علق الفقرة الأولى منه الحكيم الترمذي في " كتاب الأكياس
و المغترين " ( 31 ) عن عمر موقوفا دون إسناد .
(3/200)
________________________________________
1202 - " كان يأكل بكفه كلها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/347 ) :
موضوع
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/90 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/35 -
36 ) من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن امرأته أم الحجاج بنت
محمد بن مسلم قالت :
كان أبي يأكل بكفه ( الأصل : بكفيه و هو خطأ مطبعي ) فقلت : لو أكلت بثلاث
أصابع . قال : فذكره .
أورده العقيلي في ترجمة ابن أخي الزهري و اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم ، و قد
ضعفه بعضهم ، و قال العقيلي عقبه :
" لم يتابع عليه " .
و أقول : الراجح فيه أنه " صدوق صالح " كما قال الذهبي ، و احتج به الشيخان .
و إنما علة الحديث عندي امرأته أم الحجاج فإني لم أعرفها ، و أبوها محمد بن
مسلم هو الإمام الزهري عم زوج ابنته ، و هو تابعي صغير ، فالحديث إلى الجهالة
التي فيه مرسل أو معضل .
و أما ابن الجوزي فلم يعرفه ، لأنه لم يقع مسمى في روايته ، فقال :
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المرأة مجهولة و أبوها
لا يعرف ، و في " الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث
أصابع " .
و هذا الحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المرأة مجهولة
و أبوها لا يعرف ، و في " الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بثلاث
أصابع " .
و هذا الحديث الموضوع أصل تلك العادة المتبعة في بعض البلاد العربية ، و هي
أكلهم الأرز و نحوه بأكفهم من " المناسف " ، فهم بذلك يخالفون السنة الصحيحة ،
و هي الأكل بثلاث أصابع ، و يعملون بالحديث الموضوع المخالف لها !
و من الغريب أن بعضهم يستوحش من الأكل بالمعلقة ، ظنا منه أنه خلاف السنة ! مع
أنه من الأمور العادية ، لا التعبدية ، كركوب السيارة و الطيارة و نحوها من
الوسائل الحديثة ، و ينسى أو يتناسى أنه حين يأكل بكفه أنه يخالف هديه صلى الله
عليه وسلم .
(3/201)
________________________________________
1203 - " الجمعة واجبة على خمسين رجلا ، و ليس على من دون الخمسين جمعة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/348 ) :
موضوع
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 7952 ) و ابن عدي ( 53/2 )
و الدارقطني ( 164 ) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا . و قال
:
" و جعفر هذا أحاديثه عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف على حديثه بين " .
و قال الدارقطني :
" و جعفر متروك " .
قال المناوي في " الفيض " :
" قال الذهبي في " المهذب " : حديث واه . و قال الهيثمي : فيه جعفر بن الزبير
صاحب القاسم و هو ضعيف جدا ، و قال ابن حجر : جعفر بن الزبير متروك " .
و يعارضه الحديث الآتي ، و هو مثله في الوضع ، أو شر منه رواية ! و كلاهما من
الأحاديث التي شان بها السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، و قد سبق التنبيه على
الكثير من أمثالها . والله المستعان .
(3/202)
________________________________________
1204 - " الجمعة واجبة على كل قرية فيها إمام ، و إن لم يكونوا إلا أربعة حتى ذكر
صلى الله عليه وسلم ثلاثة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/348 ) :
موضوع
رواه ابن عدي ( 65/2 ) عن معاوية بن سعيد التجيبي عن الحكم بن عبد الله بن سعيد
عن الزهري عن أم عبد الله الدوسية مرفوعا و قال :
" الحكم أحاديثه كلها موضوعة ، و ما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد
، و ما أمليت له عن القاسم بن محمد و الزهري و غيرهما كلها مما لا يتابعه
الثقات عليه " .
و من طريقه أخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2/358/2 ) و الدارقطني ( 165 و 166
) و قال :
" الزهري لا يصح سماعه من الدوسية ، و الحكم هذا متروك " .
و قال في موضع آخر :
" و لا يصح هذا عن الزهري ، كل من رواه عنه متروك " .
( فائدة ) : لقد اختلفت أقوال العلماء كثيرا في العدد الذي يشترط لصحة صلاة
الجمعة حتى بلغت إلى خمسة عشر قولا ، قال الإمام الشوكاني في " السيل الجرار "
( 1/298 ) :
" و ليس على شيء منها دليل يستدل به قط ، إلا قول من قال : إنها تنعقد جماعة
الجمعة بما تنعقد به سائر الجماعات " .
قلت : و هذا هو الصواب إن شاء الله تعالى .
(3/203)
________________________________________
1205 - " أخوك البكري و لا تأمنه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/349 ) :
ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/1/39 ) و أبو داود ( 4861 ) و أحمد ( 5/289 )
و ابن سعد ( 4/296 ) من طريق ابن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله بن عمرو
ابن الفغواء الخزاعي عن أبيه قال :
" دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان
يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح ، فقال : " التمس صاحبا " ، قال : فجاءني عمرو بن
أمية الضمري ، فقال : بلغني أنك تريد الخروج ، و تلتمس صاحبا ، قال : قلت : أجل
، قال : فأنا لك صاحب ، قال : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : قد
وجدت صاحبا ، قال : فقال : " من ؟ " قلت : عمرو بن أمية الضمري ، قال :
" إذا هبطت بلاد قومه فاحذره ، فإنه قد قال القائل : أخوك البكري و لا تأمنه "
.
فخرجنا حتى إذا كنت بـ ( الأبواء ) ، قال : إني أريد حاجة إلى قومي بـ ( ودان )
، فتلبث لي ، قلت : راشدا ، فلما ولى ، ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم ،
فشددت على بعيري حتى خرجت أوضعه ، حتى إذا كنت بـ ( الأصافر ) إذا هو يعارضني
في رهط ، قال : و أوضعت ، فسبقته ، فلما رآني قد فته ، انصرفوا ، و جاءني فقال
: كانت لي إلى قومي حاجة ، قال : قلت : أجل ، و مضينا حتى قدمنا مكة ، فدفعت
المال إلى أبي سفيان " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : الجهالة . قال الذهبي في " الميزان " :
" عبد الله بن عمرو بن الفغواء لا يعرف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور " .
و الأخرى : عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس معروف لكنه قد صرح بالتحديث عند البخاري
.
و له شاهد ، لكنه ضعيف جدا ، فلا يصلح للتقوية ، لأنه يرويه زيد بن عبد الرحمن
ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن أسلم قال :
" خرجت في سفر ، فلما رجعت قال لي عمر : من صحبت ؟ قلت : صحبت رجلا من بني بكر
ابن وائل ، فقال عمر : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ... "
فذكره .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 3927 بترقيمي ) و العقيلي في " الضعفاء "
( 138 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 14/2 و 147/1 ) و قال :
" و الحديث بهذا الإسناد منكر " . و قال الطبراني :
" لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و آفته زيد بن الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال العقيلي :
" لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " .
قلت : و أبوه ضعيف جدا ، و قد سبقت ترجمته في المجلد الأول تحت الحديث ( 25 ) .
ثم رواه العقيلي و ابن عدي عن البخاري أنه قال فيه :
" منكر الحديث " .
و هذا معناه عنده أنه متهم ، والله أعلم .
(3/204)
________________________________________
1206 - " حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/350 ) :
باطل
رواه ابن عساكر ( 4/214/2 و 12/121/2 ) و كذا الخطيب ( 4/194 ) عن أحمد بن
شبويه : حدثنا محمد بن سلمة الواسطي : حدثنا يزيد بن هارون : حدثنا حماد بن
سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا . و قال الخطيب :
" رجال إسناده الذين بعد محمد بن سلمة كلهم معرفون ثقات ، و الحديث باطل مركب
على هذا الإسناد " .
و في ترجمة أحمد هذا من " اللسان " بعد أن ذكر كلام الخطيب :
" قلت : و محمد بن سلمة ستأتي ترجمته و أنه ضعيف ، و الراوي عنه أحمد بن شبويه
هذا مجهول ، فالآفة من أحدهما " .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/370 ) من رواية الخطيب هذه
و نقل كلامه فيه . و أيده السيوطي فنقل كلام " اللسان " .
(3/205)
________________________________________
1207 - " جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن . قالها ثلاثا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/351 ) :
منكر
رواه الطبراني ( برقم - 2211 ) عن سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبان بن
عبد الله البجلي عن أبي بكر بن حفص قال : قال علي بن أبي طالب فذكره مرفوعا
.
و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 25/2 ) و قال :
" و أبان هذا عزيز الحديث ، و لم أجد له حديثا منكر المتن فأذكره ، و أرجو أنه
لا بأس به " .
و قال الذهبي :
" حسن الحديث وثقه ابن معين ، و مما أنكر عليه هذا الحديث " .
قلت : و الراوي عنه سليمان بن إبراهيم بن جرير قال الحافظ في " اللسان " :
" لا يعرف حاله ، و لم يذكر فيه ابن أبي حاتم شيئا " .
قلت : فلعله هو علة هذا الحديث .
(3/206)
________________________________________
1208 - " حسان حجاز بين المؤمنين و المنافقين ، لا يحبه منافق ، و لا يبغضه مؤمن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/351 ) :
ضعيف
رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/185/1 ) عن محمد بن عمر الواقدي : حدثني
سعيد بن أبي زيد الأنصاري قال : و حدثني من سمع أبا عبيدة بن عبد الله بن زمعة
الأسدي يخبر أنه سمع حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع عائشة تقول :
فذكره مرفوعا .
قلت : الواقدي كذاب ، لكن رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/149 ) و ابن عساكر
من طريق آخر عن أبي ثمامة عن عمر بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عنها نحوه
.
و عمر هذا ; قال الذهبي :
" لا يدرى من هو أصلا " .
ثم ذكر له هذا الحديث .
و قال العقيلي :
" الحديث غير محفوظ ، و لا يعرف من هذا الوجه ، و كلاهما هو و الراوي عنه مجهول
" .
(3/207)
________________________________________
1209 - " صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا ، فما رأيته ترك ركعتين
إذا زاغت الشمس قبل الظهر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/352 ) :
ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1222 ) و الترمذي ( 2/435 ) و البيهقي ( 3/158 ) من طريق
صفوان بن سليم عن أبي بسرة الغفاري عن البراء بن عازب قال : فذكره .
و قال الترمذي :
" حديث غريب ، و سألت محمدا عنه ، فلم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري ، و رآه حسنا
" .
قلت : و لعل محمدا ( و هو البخاري ) يعني الحسن بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي ،
فإنه بالاعتبار الثاني ضعيف غريب كما قال الترمذي رحمه الله تعالى ، و علته أبو
بسرة هذا قال الذهبي في " الميزان " :
" لا يعرف ، تفرد عنه صفوان بن سليم " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة كما نص عليه في المقدمة ، و إلا فلين الحديث ، و بما أنه لم
يتابع على هذا الحديث ، فهو عنده ضعيف .
و لسنا نعلم حديثا صحيحا في محافظته صلى الله عليه وسلم على شيء من السنن
الرواتب في السفر سوى سنة الفجر و الوتر . والله أعلم .
(3/208)
________________________________________
1210 - " أيما رجل طلق امرأته ثلاثا عند الأقراء ، أو ثلاثا مبهمة ، لم تحل له حتى
تنكح زوجا غيره "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/353 ) :
ضعيف
أخرجه البيهقي ( 7/336 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 2757 ) من
طريق محمد بن حميد الرازي : نا سلمة بن الفضل عن عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن
عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال :
" كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي رضي الله عنه ، فلما قتل علي رضي الله
عنه قالت : لتهنأك الخلافة ! قال : بقتل علي تظهرين الشماتة ! اذهبي فأنت طالق
، يعني ثلاثا ، قال : فتلفعت بثيابها و قعدت حتى قضت عدتها ، فبعث إليها ببقية
بقيت لها من صداقها ، و عشرة آلاف صدقة ، فلما جاءها الرسول قالت : متاع قليل
من حبيب مفارق ، فلما بلغه قولها بكى ثم قال : لولا أني سمعت جدي ، أو حدثني
أبي أنه سمع جدي يقول : ( فذكره ) لراجعتها " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : سلمة بن الفضل و هو الأبرش القاضي ، قال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
و الأخرى : محمد بن حميد الرازي ، قال الحافظ :
" حافظ ضعيف ، و كان ابن معين حسن الرأي فيه " .
قلت : بل هو ضعيف جدا ، كما يتبين لمن راجع أقوال أئمة الجرح فيه ، و لهذا قال
الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أبو زرعة : كذاب ، و قال صالح : ما رأيت أحذق بالكذب منه و من الشاذكوني
" .
قلت : و لا يتقوى هذا الإسناد بقول البيهقي عقبه :
" و كذلك روي عن عمرو بن شمر ، عن عمران بن مسلم و إبراهيم بن عبد الأعلى عن
سويد بن غفلة " .
و ذلك لأن عمرو بن شمر متهم ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي و الدارقطني و غيرهما :
" متروك الحديث " .
و قال ابن حبان :
" رافضي يشتم الصحابة ، و يروي الموضوعات عن الثقات " .
قلت : إذا تبين ذلك ، فمن العجيب ما نقله الشيخ زاهد الكوثري في كتابه "
الإشفاق على أحكام الطلاق " ( ص 24 ) عن الحافظ ابن رجب الحنبلي عقب هذا الحديث
، فقال :
" و إسناده صحيح ، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق هذا الحديث في كتابه
( بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة ) " .
فإن صح هذا النقل عن ابن رجب فإنها زلة فاحشة منه ، و إلا فالكوثري معروف لدى
المحققين من أهل العلم باتباعه لهواه في كثير مما ينقل ، أو يحكم ، و من ذلك
الحديث الآتي بعده .
و قصة إمتاع الحسن امرأته و قولها : " متاع قليل " لها طريقان آخران عند
الطبراني ( 2561 و 2562 ) .
*********************************
يتبع ان شاء الله ....
ذو الفقار
2008-05-03, 07:17 PM
1211 - " إن أباكم لم يتق الله تعالى ، فيجعل له من أمره مخرجا ، بانت منه بثلاث على غير السنة ، و تسعمائة و سبع و تسعون إثم في عنقه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/355 ) :
ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 236/1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " من
طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن داود بن إبراهيم عن عبادة بن الصامت
قال :
" طلق بعض آبائي امرأته ألفا ، فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا : يا رسول الله إن أبانا طلق أمنا ألفا ، فهل له من مخرج ؟ قال .. "
فذكره .
و في رواية للطبراني عن عبادة أيضا قال :
" طلق جدي امرأة له ألف تطليقة ، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته
؟
فقال : أما اتقى الله جدك ؟ ! أما ثلاثة فله ، و أما تسعمائة و سبعة و تسعون
فعدوان و ظلم ، إن شاء عذبه و إن شاء غفر له " .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4/338 ) :
" رواه كله الطبراني ، و فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي العجلي و هو ضعيف " .
و كذا قال الحافظ في " التقريب " أنه ضعيف .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
قلت : و الأقرب قول ابن عدي فيه :
" الوصافي ضعيف جدا ، يتبين ضعفه على حديثه " .
و في ترجمته ساق له هذا الحديث في جملة ما أنكر عليه من حديثه ، و كذلك صنع
الذهبي في " الميزان " ، و ذكر أن النسائي و الفلاس قالا في الوصافي :
" متروك " ، أي شديد الضعف .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/63 ) :
" منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات ما لا يشبه الأثبات ، حتى يسبق إلى القلب
أنه المعتمد له فاستحق الترك " .
قلت : و هذا الحديث يرويه الوصافي عن داود بن إبراهيم ، و هو مجهول . قال
الذهبي و تبعه العسقلاني :
" لا يعرف ، و قال الأزدي : لا يصح حديثه " .
قلت : و كأن الأزدي عنى حديثه هذا . والله أعلم .
و مع هذا الضعف الشديد في إسناد هذا الحديث ، فقد سكت عليه الشيخ زاهد الكوثري
في كتابه المشار إليه في الحديث السابق ، بل أوهم أنه لا علة فيه فإنه قال بعد
أن ساقه من طريق الطبراني ( ص 31 ) :
" و مثله في " مسند عبد الرزاق " عن جده عبادة ، إلا أن في رواية عبد الرزاق
عللا " !
فمفهوم هذا أن رواية الطبراني لا علل فيها ، خلافا لرواية عبد الرزاق ، و ليس
كذلك ، فقد بينا لك أن في إسناد الطبراني علتين أيضا ، فيصير الحديث بذلك ضعيفا
جدا ، فإياك أن تغتر بمقالات الكوثري و كتاباته فإنه على سعة اطلاعه و علمه
مدلس صاحب هوى ، و قد ذكرنا بعض الأمثلة على ذلك في الجزء الأول من هذه السلسلة
، و للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني كتاب ضخم هام في الرد عليه
و الكشف عن أهوائه و أضاليله ، و تعصبه لمذهبه ، على أئمة الحديث و رجاله ،
أسماه " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ، و هو في أربعة أقسام ،
و قد كنت قمت على طبعه و الحمد لله لأول مرة بتحقيقي و تعليقي في مجلدين ، ثم
طبع سرقة من بعض الناشرين ; منهم من صوره على أخطائه المطبعية دون أي جهد ،
و منهم من طبعه بحرف جديد ، و تصرف لا يليق ، و قد أعدنا النظر فيه مجددا ،
استعدادا لطبعة ثانية طبعة مصححة منقحة . والله ولي التوفيق .
ثم وقفت بعد سنين على إسناد عبد الرزاق في " مصنفه و قد طبع في بيروت سنة (
1392 هـ ) فإذا به يقول فيه ( 11339 ) : أخبرنا يحيى بن العلاء عن عبيد الله بن
الوليد العجلي عن إبراهيم عن داود بن عبادة قال : طلق جدي امرأة .. فذكره .
هكذا وقع فيه : إبراهيم عن داود .. و لعله من تضليلات يحيى بن العلاء ، فإنه
كان كذابا .
و هذا يؤكد للقارىء ما ذكرته آنفا في حق الكوثري ، و إلا لما جاز له أن يسكت
عنه و يكتفي بقوله : " إن فيه عللا " ! لأنه لا يقال هذا في اصطلاحهم و فيهم
الكذاب ! ! بل و فيه أيضا العلتان المتقدمتان في رواية الطبراني التي سكت عنها
الكوثري مضللا للقراء ! فتأمل كم في كلام الكوثري من تدليس و تضليل . نسأل الله
السلامة .
(3/210)
________________________________________
1212 - " صنعت هذا ( يعني الجمع بين الصلاتين ) لكي لا تحرج أمتي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/357 ) :
ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4276 ) عن عبد الله بن عبد القدوس عن
الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال :
جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأولى و العصر ، و بين المغرب و العشاء
، فقيل له في ذلك فقال : فذكره . قال الطبراني :
" لم يروه عن الأعمش إلا عبد الله " .
قلت : و هو ضعيف عند الجمهور مثل ابن معين و أبي داود و النسائي و الدارقطني
و غيرهم . و لذلك قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق رمي بالرفض ، و كان أيضا يخطىء " .
و الحديث قال الهيثمي ( 2/161 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " ، و فيه عبد الله بن عبد القدوس ;
ضعفه ابن معين و النسائي ، و وثقه ابن حبان ، و قال البخاري : " صدوق ، إلا أنه
يروي عن أقوام ضعفاء " . قلت : و قد روى هذا عن الأعمش و هو ثقة " .
قلت : نعم الأعمش ثقة ، و قول البخاري في الراوي عنه : " صدوق " لا ينفي كونه
ضعيفا ، بل غاية ما فيه أنه صدوق لا يكذب ، فإذا ثبت ضعفه الذهبي و العسقلاني
كما سبق ، فتأمل .
و أما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 3/92 - بولاق ) :
" و قال أبو حاتم : لا بأس به " .
فغريب ، لم أره من ذكره غيره ، و لا أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 2/2/104 )
لا عن أبيه و لا عن غيره .
و الصحيح في هذا الباب حديث ابن عباس رضي الله عنه :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر و العصر ، و بين المغرب و العشاء
، بالمدينة من غير خوف ، و لا مطر ، قيل لابن عباس : ما أراد بذلك ؟ قال : أراد
أن لا يحرج أمته " .
أخرجه مسلم و الأربعة إلا ابن ماجه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 3/34 - 35 ) ،
و " صحيح أبي داود " ( 1096 ) .
فالحديث إذن حديث ابن عباس أخطأ فيه عبد الله بن عبد القدوس ، من وجهين :
الأول : أنه جعله من مسند ابن مسعود ، و هو عن ابن عباس .
و الآخر : أنه رفع التعليل بنفي الحرج و هو موقوف .
( فائدة ) : و اعلم أن حديث ابن عباس يدل على جواز الجمع في الإقامة لرفع الحرج
، و ليس مطلقا ، فتنبه لهذا فإنه هام .
(3/211)
________________________________________
1213 - " الغلاء و الرخص جندان من جنود الله ، اسم أحدهما : الرغبة ، و الآخر الرهبة ، فإذا أراد الله أن يغليه قذف في قلوب التجار الرغبة فحبسوا ما في أيديهم ،
و إذا أراد الله أن يرخصه قذف في قلوب التجار الرهبة فأخرجوا ما في أيديهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/358 ) :
موضوع
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 330 ) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال :
حدثنا العباس بن بكار الضبي قال : حدثنا عبد الله بن المثنى قال : حدثني ثمامة
ابن عبد الله عن أنس مرفوعا و قال :
" هذا حديث باطل لا أصل له " .
ذكره في ترجمة الضبي هذا و قال فيه :
" الغالب على حديثه الوهم و المناكير " .
قلت : و قال الدارقطني :
" كذاب " .
و قال الذهبي :
" اتهم بحديث : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن
فاطمة .. " الحديث و سيأتي ( 2688 ) .
ثم ساق له هذا الحديث و قال :
" أيضا باطل " .
و اتهمه الحافظ في " اللسان " بوضع ما رواه بسنده عن أم سلمة قالت :
" لم ير لفاطمة دم في حيض و لا نفاس " .
قلت : و الراوي عنه الغلابي كذاب أيضا ، فأحدهما اختلق هذا الحديث . و قد أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية العقيلي هذه ، و وافقه السيوطي في "
اللآلىء " ( رقم 1784 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار
الشنيعة الموضوعة " ( 293/2 ) .
(3/212)
________________________________________
1214 - " يا أيها الناس لا يغترن أحدكم بالله ، فإن الله لو كان غافلا شيئا لأغفل
البعوضة ، و الخردلة ، و الذرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/359 ) :
ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي حاتم قال : ذكر عن أبي عمر الحوضي حفص بن عمر : حدثنا أبو أمية
ابن يعلى الثقفي : حدثنا سعيد بن أبي سعيد : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره
مرفوعا .
كذا في " تفسير ابن كثير " ( 3/379 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و إنما سكت عنه ابن كثير لظهور ضعفه لأهل العلم ،
و له علتان :
الأولى : أبو أمية هذا و اسمه إسماعيل قال الذهبي في " الضعفاء " :
" بصري متروك " .
و الأخرى : الانقطاع بين ابن أبي حاتم و الحوضي .
و مع كل هذا أورده الرفاعي في " مختصره " ( 3/256 ) الذي زعم في مقدمته أنه
التزم فيه الأحاديث الصحيحة ! و ههيات أن يستطيع ذلك ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه
. المستعان .
(3/213)
________________________________________
1215 - " غرة العرب كنانة ، و أركانها تميم ، و خطباؤها أسد ، و فرسانها قيس ، و لله تبارك و تعالى من أهل السماوات فرسان ، و فرسانه في الأرض قيس " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/360 ) :
باطل
رواه ابن عساكر ( 16/206/1 ) عن المستهل بن داود التميمي : نا عبد السلام بن
مكلبة عن عثمان بن عقال عن بان أبي مليكة عن أبي ذر الغفاري مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم لحديث باطل ، أورده ابن عساكر في ترجمة المستهل هذا ،
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و الراويان فوقه لم أجد من ذكرهما ! و لعل
الأول منهم هو آفة الحديث فإنه تميمي !
و الحديث مما سود به السيوطي جامعه الصغير ، و بيض له المناوي في كتابيه !
(3/214)
________________________________________
1216 - " لما ألقي إبراهيم في النار ، قال : اللهم إنك في السماء واحد ، و أنا في
الأرض واحد أعبدك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/360 ) :
ضعيف
أخرجه أبو يعلى و البزار ( 3/103/2349 - كشف الأستار ) قالا : حدثنا أبو هشام :
حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي جعفر عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه الدارمي في " الرد على الجهمية " ( 75 ) و أبو نعيم في "
الحلية " ( 1/19 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 10/346 ) .
و أخرجه الذهبي في ترجمة أبي هشام و اسمه محمد بن يزيد الرفاعي الكوفي - و ذكر
اختلاف العلماء فيه - من طريق الحسن بن سفيان : حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي به
. ثم ضعفه بقوله :
" غريب جدا " .
و قال في " العلو للعلي الغفار " ( ص 7 ) <1> :
" حديث حسن الإسناد " !
و كذا قال في " الأربعين " له ( 178/1 ) .
و أقول :
بل هو ضعيف ، كما أفاده قوله الأول ، لأن فيه علتين :
الأولى : أبو جعفر و هو عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان . قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
الثانية : أبو هشام هذا قال الحافظ :
" ليس بالقوي ، قال البخاري : رأيتهم مجمعين على ضعفه " .
و الحديث ذكره ابن كثير في " التفسير " بإسناد أبي يعلى ساكتا عليه ، فظن بعض
الجهلة أن سكوته يعني أنه صحيح عنده و ليس كذلك كما كنت بينته في مقدمة المجلد
الرابع من " الصحيحة " ، فقد أورده الشيخ نسيب الرفاعي في " مختصر تفسير ابن
كثير " ( 3/50 ) و تبعه بلديه الصابوني فأورده في " مختصره " أيضا ( 2/514 )
و قد زعما كلاهما أنهما التزاما في كتابيهما أن لا يذكرا إلا الأحاديث الصحيحة
، و كذبا - والله - فإنهما لم يفعلا ، و لا يستطيعان ذلك ، لأنهما لم يدرسا هذا
العلم مطلقا ، بل و ليس بإمكانهما أن يرجعا في ذلك إلى كتب أهل العلم و إلا
لاعتمدا عليهم في ما ادعياه من التصحيح ، و لذلك ركبا رأسيهما ، و جاءا ببلايا
و طامات لم يسبقا إليها . والله المستعان .
( تنبيه ) : ادعى الهيثمي ( 8/202 ) أن عاصما هذا هو ابن عمر بن حفص ، و أعل
الحديث به ، و إنما هو عاصم بن أبي النجود ، كما جاء مصرحا في رواية الدارمي ،
فإنه هو المعروف بالرواية عن أبي صالح ، و عنه أبو جعفر الرازي .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و قد اختصرته ، و حذفت منه الأحاديث المنكرة و الروايات الواهية ، و وضعت
له مقدمة هامة في تأييد مذهب السلف في الصفات ، و الرد على المؤولة و بعض
الجماعات الإسلامية التي لا تهتم بالدعوة لتصحيح المفاهيم على المنهج السلفي ،
و قد طبع هذه السنة ( 1981 ) . اهـ .
1
(3/215)
________________________________________
1217 - " العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا و بين المشركين ، يعطى يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نورا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/362 ) :
باطل
رواه الباوردي عن ركانة مرفوعا كما في " الجامع الصغير " و بيض المناوي له
فلم يتكلم عليه بشيء .
و قال الشيخ الكتاني في " الدعامة " ( ص 7 ) :
" إن سنده واه " .
يعني أنه ضعيف جدا كما في الصفحة ( 34 ) منه .
و قد صرح بشدة ضعف هذا الحديث الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه " أحكام
اللباس " ( ق 9/2 ) فقال :
" و لولا شدة ضعف هذا الحديث لكان حجة في تكبير العمائم " .
قلت : و الحديث عندي باطل لأن تكثير كورات العمامة خلاف هدي النبي صلى الله
عليه وسلم فيها ، بل هو من ثياب الشهرة المنهي عنها في أحاديث خرجت بعضها في
آخر كتابي " حجاب المرأة المسلمة " .
و الشطر الأول من الحديث رواه الترمذي و ضعفه ، و هو مخرج في " الإرواء " (
1503 ) .
(3/216)
________________________________________
1218 - " حببوا الله إلى الناس يحببكم الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/362 ) :
ضعيف
رواه خالد بن مرداس في " حديثه " ( 30/1 ) : حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن
عمرو عن عبد الله بن بسر اليحصبي قال : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول :
فذكره موقوفا عليه . و من طريق ابن مرداس رواه ابن عساكر ( 8/151/2 ) .
قلت : و هذا سند موقوف حسن بل صحيح ، فإن ابن عياش صحيح الحديث إذا روى عن
الشاميين و هذا الحديث عنهم .
و ابن مرداس وثقه الخطيب ( 8/307 ) و قد أوقف الحديث و هو الصحيح .
و خالفه عبد الوهاب بن الضحاك فرواه عن ابن عياش به مرفوعا . لكن عبد الوهاب
هذا كذاب كما قال أبو حاتم و غيره ، و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير "
و الضياء المقدسي في " المختارة " كما في " فيض القدير " فقد قال متعقبا على
السيوطي :
" و فيه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ، قال في " الميزان " : كذبه أبو حاتم ،
و قال النسائي و غيره : متروك ، و قال الدارقطني : منكر الحديث ، و البخاري :
عنده عجائب ، ثم أورد له أوابد ها منها " .
ثم وقفت على إسناد الطبراني فتبين لي أن عبد الوهاب متابع ، قال الطبراني : "
حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي : حدثنا أبي ( ح ) : و حدثنا إبراهيم
ابن محمد بن عرق : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قالا : حدثنا بقية عن صفوان بن
عمرو به مرفوعا " .
كذا وجدته في جزء فيه أحاديث منقولة عن " معجم الطبراني الكبير " مع أسانيدها
في " المجموع " ( 6 ) . ثم رأيته هكذا في " المعجم " نفسه ( 7461 ) . ثم ساقه
عقبه ( 7462 ) بإسناد آخر له عن بقية به .
و عبد الوهاب بن نجدة ثقة ، فبرئت عهدة ابن الضحاك منه ، و تبين أن العلة من
بقية و هو ابن الوليد ، فإنه مدلس و قد عنعنه ، و أن تعصيب المناوي العلة
بعبد الوهاب غفلة منه عمن تابعه .
(3/217)
________________________________________
1219 - " العربون لمن عربن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/363 ) :
باطل
رواه الدارقطني في " الغرائب " : حدثنا بركة بن محمد الحلبي : حدثنا أحمد بن
علي بن أخت عبد القدوس : حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قال في " الميزان " :
" هذا حديث باطل ، و بركة متهم . قال الدارقطني : ابن أخت عبد القدوس متروك
الحديث " .
كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 128 ) و " تنزيه الشريعة " (
2/197 ) .
قلت : و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا من رواية الخطيب
في " رواة مالك " عن ابن عمر . و تعقبه المناوي بما نقلته عن " الذيل " غير أنه
لم يعزه إليه !
(3/218)
________________________________________
1220 - " حرمت الخمر لعينها قليلها و كثيرها ، و السكر من كل شراب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/364 ) :
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/124 ) من طريقين عن أبي إسحاق السبيعي عن
الحارث عن علي مرفوعا .
و الحارث هذا هو ابن عبد الله الهمداني الأعور و قد كذبه أبو إسحاق السبيعي هذا
و الشعبي و ابن المديني .
نعم ورد هذا الحديث عن ابن عباس مرفوعا و موقوفا ، و الموقوف رواه النسائي (
2/332 ) و الطحاوي ( 2/324 ) و أحمد في " الأشربة " ( 59/109 ) و الطبراني (
10837 و 10839 - 10841 و 12389 و 12633 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7/224 )
و إسناده صحيح ، و المرفوع علقه أبو نعيم ، و هي رواية شاذة مخالفة لرواية
الجماعة الموقوفة .
لكن رواه الطبراني من طريق ابن المسيب عن ابن عباس مرفوعا كما ذكره الزيلعي في
" نصب الراية " ( 4/307 ) و لم يتكلم على إسناده ن و لم يسقه الحافظ الهيثمي في
" المجمع " ( 5/53 ) مع أنه ساق الموقوف و عزاه للطبراني .
على أن نهاية بحث الزيلعي في هذا الحديث يدل على أن الصواب فيه أنه موقوف على
ابن عباس . والله أعلم .
و هذا الحديث استدلت به الحنفية على أن الخمر إنما هو ما كان من عصير العنب ،
فهذا يحرم منه قليله و كثيره ، و أن المسكر من الأشربة الأخرى التي تتخذ من
الحنطة و الشعير و العسل و الذرة فهي حلال ، و المحرم منها القدر المسكر فقط !
و هذا مذهب باطل لمخالفته النصوص الصحيحة الصريحة القاطعة بخلافه مثل قوله
صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " رواه مسلم و غيره عن ابن
عباس <1> . و قوله صلى الله عليه وسلم : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " و هو
حديث صحيح ورد عن نحو ثمانية من الصحابة بأسانيد ثابتة قد أوردها الزيلعي في "
نصب الراية " ( 4/301 - 306 ) و خرجت طائفة منها في " الإرواء " ( 2375 و 2376
) ، و قد روى بعضها النسائي في " سننه " ( 2/327 ) ثم قال :
" و في هذا دليل على تحريم السكر قليله و كثيره ، و ليس كما يقول المخادعون
لأنفسهم بتحريمهم آخر الشربة ، و تحليلهم ما تقدمها الذي يسري في العروق قبلها
، و لا خلاف بين أهل العلم أن السكر بكليته لا يحدث على الشربة الآخرة دون
الأولى و الثانية بعدها ، و بالله التوفيق " .
( تنبيه ) : ما حكيناه عن الحنفية آنفا هو الذي حكاه الطحاوي عن أبي حنيفة
و صاحبيه رحمهم الله ، و رواه الإمام محمد في " الآثار " ( ص 148 ) عن أبي
حنيفة و أقره . لكن ذكر العلامة أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد على
موطأ محمد " ( ص 311 ) أن الإمام محمد يقول بتحريم شرب قليل كل مسكر و كثيره
أسكر أو لم يسكر ، كما هو مذهب الجمهور ، فلعل الإمام محمدا له في المسألة
قولان . و لكن القول الثاني هو الصواب لموافقته للأحاديث الصحيحة التي سبقت
الإشارة إليها و ذكرنا بعضها .
و من الآثار السيئة لهذا الحديث أنه يلزم من القول به إباحة المسكرات المتخذة
من غير العنب على ما سبق بيانه ، و إسقاط الحد عن شاربها و لو سكر ! و هذا ما
ذهب إليه أبو حنيفة و أبو يوسف كما في " الهداية " ( 8/160 ) لكنه قال بعد ذلك
: إن الأصح أنه يحد بناء على قول الإمام محمد به . و هو منسجم مع قوله الآخر
الموافق لمذهب الجمهور في تحريم كل مسكر .
و استدل الحنفية أيضا أيضا بالحديث على أن تحريم الخمر ليس معللا بعلة فقالوا :
" لما كانت حرمتها لعينها لا يصح التعليل ، لأن التعليل حينئذ يكون مخالفا للنص
" <2> .
يعني هذا الحديث .
و الجواب أن يقال : أثبت العرش ثم انقش . فالحديث غير ثابت كما سبق ، ثم هو
معارض بمثل الحديث المتقدم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " فإنه صريح في
تحريم كل مسكر بجامع الاشتراك مع خمر العنب علة الإسكار .
و قد قلد الحنفية في هذه المسألة بل زاد عليهم حزب التحرير الذي كان يرأسه
الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله فاستدل به على أن العبادات لا تعلل فقال في
" مفاهيم حزب التحرير " ( ص 24 ) :
" فالحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات و الأخلاق و المطعومات و الملبوسات لا
تعلل ، قال عليه الصلاة و السلام : حرمت الخمرة لعينها " .
و هذا يدل على جهل بالغ بالسنة ، فالحديث غير صحيح و معارض للحديث الصحيح كما
علمت ، ثم هو لو صح خاص بالخمر و لا عموم فيه فكيف يصح الاستدلال به على أن
جميع العبادات و ما ذكر معها لا تعلل ؟ ! اللهم هداك .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و له شواهد كثيرة ذكرها الزيلعي و غيره ، خرجت بعضها في " الإرواء " ( 8/40
- 45 ) ، و لهذا قال الشيخ علي القاري في " شرح مسند الإمام أبي حنيفة " ( ص 59
) :
" كاد أن يكون متواترا " :
فلا تغتر بقول صاحب الهداية : " هذا الحديث طعن فيه يحيى بن معين " فإنه لا أصل
له عن ابن معين ، كما أفاده الزيلعي ( 4/295 ) ، و ابن معين أجل من أن يخفى
عليه صحة مثل هذا الحديث . اهـ .
[2] نقله ابن الهمام ( 8/156 ) . اهـ .
2
(3/219)
*******************************************
يتبع ان شاء الله ...
أمـــة الله
2008-05-04, 06:59 PM
1221 - " ما من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة ، و ما أحسب من
شهدها منكم إلا مغفورا له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/336 ) :
ضعيف جدا
أخرجه البزار ( 621 - كشف الأستار ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم -
366 ) و في " الأوسط " ( رقم 186 ) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن
القاسم عن أبي أمامة عن أبي عبيد الله بن الجراح ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الطبراني :
" لا يروى عن أبي عبيدة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء . قال الدارقطني :
" عبيد الله بن زحر ليس بالقوي ، و شيخه علي متروك " .
و قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات عن الأثبات ، و إذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، و إذا
اجتمع في إسناد خبر عبيد الله و علي بن يزيد و القاسم أبو عبد الرحمن لم يكن
ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2/168 ) :
" رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كلهم من رواية عبيد الله
ابن زحر عن علي بن يزيد و هما ضعيفان " .
و الحديث أورده عبد الحق في " أحكامه " برواية " مسند البزار " بنحوه ، و أشار
إلى تضعيفه بعلي بن يزيد وحده ، و هو قصور ، كما يدل عليه قول الهيثمي المذكور
، و الدارقطني المشهور .
لكن قد جاء الحديث بإسناد آخر صحيح عن ابن عمر ، دون قوله : " و ما أحسب " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 1566 ) فهو بهذه الزيادة منكر . والله أعلم .
(3/220)
________________________________________
1222 - " عودوا المرضى ، و مروهم فليدعوا الله لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة و ذنبه
مغفور " .قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/367 ) :
موضوع
رواه الثقفي في " الثقفيات " 0 4/27/1 ) عن سهل بن عمار العتكي : حدثنا
عبد الرحمن بن قيس : حدثنا هلال بن عبد الرحمن : حدثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو
معاذ عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته عبد الرحمن بن قيس - و هو الضبي الزعفراني - أو
سهل بن عمار ، أما عبد الرحمن فكذبه ابن مهدي ، و قال أبو علي صالح بن محمد :
" كان يضع الحديث " .
انظر " تاريخ بغداد " ( 10/251 - 252 ) .
و أما سهل بن عمار ، فقال الذهبي في " الميزان " :
" متهم ، كذبه الحاكم " . و قال الحافظ :
" و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و صحح له الحاكم في " المستدرك " و تعقبه
المصنف في " تلخيصه " بالتناقض ، و قال ابن منده : كان ضعيفا " .
و هلال بن عبد الرحمن هو الحنفي ، قال الذهبي :
" عن ابن المنكدر ، قال العقيلي : منكر الحديث ، ثم علق له ثلاثة مناكير ، و له
عن عطاء بن أبي ميمونة و غيره ، الضعف على أحاديثه لائح فيترك " .
(3/221)
________________________________________
1223 - " الخاصرة عرق الكلية ، فإذا تحرك فداوه بالماء المحرق و العسل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/368 ) :
ضعيف
رواه ابن عدي ( 96/2 ) عن الحسين بن علوان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة مرفوعا و قال :
" و للحسين بن علوان أحاديث كثيرة و عامتها موضوعة ، و هو في عداد من يضع
الحديث " .
و قال ابن حبان :
" كان يضع الحديث على هشام و غيره وضعا ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب
" .
لكن الحديث له طريق آخر عن عروة ، فقال الحاكم ( 4/405 ) : " حدثنا محمد بن
صالح بن هانىء : حدثنا السري بن خزيمة : حدثنا أحمد بن يونس : حدثنا مسلم بن
خالد عن عبد الرحمن بن خالد المديني عن ابن شهاب عن عروة به " . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و هذا منه عجيب فإن مسلم بن خالد و هو
الزنجي ضعيف و قد ساق له الذهبي نفسه في ترجمته من " الميزان " أحاديث كثيرة
منكرة ، ثم قال :
" فهذه الأحاديث و أمثالها يرد بها قوة الرجل و يضعف " .
و في السند جماعة آخرون لم أعرفهم : محمد بن صالح بن هانىء شيخ الحاكم ، و شيخه
السري بن خزيمة ، و قد روى خبرا باطلا خالف فيه الإمام البخاري ، أو الخطأ من
الراوي عنه كما سيأتي بيانه ، فانظر " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ... " .
و عبد الرحمن بن خالد المديني لم أعرفه أيضا ، و في طبقته عبد الرحمن بن خالد
ابن مسافر الفهمي المصري روى عن الزهري و عنه الليث و غيره ، و هو ثقة من رجال
الشيخين ، لكنه مصري و المترجم مدني . والله أعلم .
ثم رأيته عند أبي نعيم في " الطب " ( 2/2/2 ) من طريق مسلم بن خالد عن
عبد الرحيم بن يحيى المديني عن ابن شهاب به .
و عبد الرحيم بن يحيى لم أعرفه أيضا . والله أعلم .
و قد وجدت له طريقا أخرى عن هشام بن عروة به . و لكنه لا يساوي شيئا ، فإنه من
رواية يحيى بن هاشم : حدثنا هشام بن عروة به .
أخرجه يوسف بن خليل الأدمي في " عوالي حديث هشام بن عروة " ( 188/1 ) .
و يحيى هذا هو السمسار ، و هو ممن يضع الحديث . و من بلاياه الحديث الآتي :
" عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة " .
(3/222)
________________________________________
1224 - " عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/369 ) :
موضوع
رواه أبو الفرج الإسفراييني في " جزء أحاديث يغنم بن سالم " ( 27/1 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 7/260 ) عن يحيى بن هاشم قال : حدثنا مسعر بن كدام عن
قتادة عن أنس مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 5/49/1 ) . و قال أبو نعيم :
" لا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى بن هاشم " .
قلت : و هو السمسار كذاب يضع الحديث . و قد ساق له الذهبي في " الميزان "
أحاديث هذا أحدها ، و قال :
" إنها من بلاياه " !
و مع هذا فقد سود به السيوطي " الجامع الصغير " و تعقبه المناوي بنحو ما ذكرنا
.
(3/223)
________________________________________
1225 - " من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة - يعني ستر ما يكون منه عند ذلك - كان من ذنوبه
كيوم ولدته أمه . قال : ليله من كان أعلم ، فإن كان لا يعلم فرجل ممن ترون أن
عنده ورعا و أمانة " .قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/369 ) :
ضعيف جدا
رواه البيهقي ( 3/396 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 3718 - بترقيمي " و ابن عدي
( 164/1 - 2 ) عن سلام بن أبي مطيع عن جابر الجعفي عن الشعبي عن يحيى الجزار عن
عائشة مرفوعا . و قالا :
" لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام " . قال ابن عدي :
" و هو عندي لا بأس به و برواياته " .
قلت : لكن جابر الجعفي متروك ، و به أعله عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " (
رقم 1900 بتحقيقي ) .
(3/224)
________________________________________
1226 - " حب الدنيا رأس كل خطيئة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/370 ) :
موضوع
قال في " المقاصد " :
" رواه البيهقي في " الشعب " بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلا " .
قلت : و المرسل من أقسام الحديث الضعيف ، لا سيما إذا كان مرسله الحسن البصري ،
قال الدارقطني :
" مراسيله فيها ضعف " .
و الحديث رواه عبد الله بن أحمد في " الزهد " ( ص 92 ) : من طريقين عن عيسى
عليه السلام من قوله و هو الأشبه على إعضال الطريقين . والله أعلم .
و رواه ابن عساكر ( 7/98/1 ) من قول سعد بن مسعود الصيرفي و ذكر أنه تابعي ،
و أنه كان رجلا صالحا .
و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " دون " الكبير " من رواية البيهقي فقط .
قلت : و الظاهر من ها التخريج أن مخرجه البيهقي سكت عليه ، و ليس كذلك فقد قال
المناوي متعقبا على السيوطي :
" ثم قال : أعني البيهقي : " و لا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم " .
قال الحافظ العراقي : " و مراسيل الحسن عندهم شبه الريح " و مثل به في شرح
الألفية للموضوع من كلام الحكماء ، و قال : هو من كلام مالك بن دينار كما رواه
ابن أبي الدنيا ، أو من كلام عيسى عليه السلام كما رواه البيهقي في " الزهد "
و أبو نعيم في " الحلية " . و عده ابن الجوزي في " الموضوعات " . ز تعقبه
الحافظ ابن حجر بأن ابن المديني أثنى على مراسيل الحسن ، و الإسناد إليه حسن ،
و أورده الديلمي من حديث علي و بيض لسنده " .
و قال في " التيسير " :
" و قال المؤلف ( يعني السيوطي ) : في " فتاويه " : رفعه وهم ، بل عده الحفاظ
موضوعا " .
و قال ابن تيمية في " الفتاوى " ( 2/196 ) :
" هذا معروف عن جندب بن عبد الله البجلي ، و أما عن النبي صلى الله عليه وسلم
فليس له إسناد معروف " و ذكر نحوه في " مجموع الفتاوى " ( 11/907 ) و زاد :
" و يذكر عن المسيح ابن مريم عليه السلام . و أكثر ما يغلو في هذا اللفظ
المتفلسفة و من حذا حذوهم من الصوفية على أصلهم في تعلق النفس ، إلى أمور ليس
هذا موضع بسطها " .
(3/225)
________________________________________
1227 - " علم الباطن سر من أسرار الله عز وجل ، و حكم من أحكام الله ، يقذفه في قلوب
من يشاء من عباده " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/371 ) :
موضوع
أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة "
فقال ( 121/1 ) :
" رواه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1/74 ) من حديث علي بن أبي طالب و قال :
لا يصح ، و عامة رواته لا يعرفون " .
قلت : قال الذهبي في " تلخيصه " : " هذا باطل " .
قلت : و ابن عراق نقل ما ذكره عن ابن الجوزي - عن السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " و هو فيه برقم ( 215 بترقيمي ) ، و مع حكم السيوطي عليه بالوضع فقد
أورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن علي ! و هو عنده ( 3/290 - زهر
الفردوس ) من طريق ابن شاهين - و عنه ابن الجوزي أيضا عن علي بن جعفر بن عنبسة
: حدثنا دارم ابن قبيصة بن نهشل الصنعاني : سمعت يحيى بن الحسن بن زيد بن علي
عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي مرفوعا به .
و يحيى و من دونه لم أجد من ذكرهم سوى ابن عنبسة ، فقد أشار الخطيب إلى جهالته
كما في ترجمة عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري من " اللسان " .
(3/226)
________________________________________
1228 - " على الخبير سقطت " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/372 ) :
لا أصل له مرفوعا
و في " المقاصد " ( 136 ) :
" هو كلام يقوله المسؤول عما يكون به عالما ، جاء عن جماعة منهم ابن عباس مما
صح عنه حيث سئل عن البدنة إذا عطبت ، و في " دلائل النبوة " للبيهقي من طريق
ابن إسحاق في نحو هذا أن أبا حاجز الحضرمي قاله حين سئل عنه " .
قلت : فالظاهر أنه مثل قديم معروف عند العرب ، فقد صح أنه تمثل به الحارث بن
حسان البكري أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد أخرج أحمد ( 3/481 - 482 )
و الترمذي ( 3269 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3325 ) من طريق عفان بن مسلم
و محمد بن مخلد الحضرمي قالا : حدثنا سلام أبو المنذر القاري : حدثنا عاصم بن
بهدلة عن أبي وائل عن الحارث بن حسان قال :
" مررت بعجوز بالربذة ، منقطع بها في بني تميم ، فقالت : أين تريدون ؟ قلنا :
نريد رسول الله ، قالت : فاحملوني معكم ، فإن لي إليه حاجة ، قال : فدخلت ،
فقال : هل كان بينكم و بين بني تميم شيء ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، فكانت لنا
الدائرة عليهم ، و قد مررت على عجوز منهم بالربذة منقطع بها ، فقالت : إن لي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة ، فحملتها ، و ها هي تلك بالباب ، قال :
فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت ، فلما قعدت ، قلت :
يا رسول الله ! إن رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا و بين بني تميم فافعل ،
فإنها كانت لنا مرة ، قال : فاستوفزت العجوز ، فأخذتها الحمية ، و قالت : يا
رسول الله ! فأين تضطر مضرك ؟ قال : قلت : يا رسول الله ! أنا والله كما قال
الأول : " بكر حملت حتفا " ، حملت هذه و لا أشعر أنها كائنة لي خصما ، أعوذ
بالله و رسول الله أن أكون كوافد عاد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
و ما وافد عاد ؟ قال : قلت : " على الخبير سقطت " فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " إيه " يستطعمني الحديث ، و قال عفان : أعوذ بالله أن أكون كما قال
الأول ، قال : و ما قال الأول ؟ قال : على الخبير سقطت ، قال : " هيه " يستطعمه
الحديث ، فقال : إن عادا قحطوا فبعثوا وافدهم قيلا ، فنزل على معاوية بن بكر
شهرا يسقيه الخمر و تغنيه الجرادتان ، و قال سلام : - يعني القينتين - قال : ثم
مضى حتى أتى جبال مهرة فقال : اللهم إنك تعلم أني لم آت لأسير فأفاديه ، و لا
لمريض فأداويه ، فاسق عبدك ما أنت مسقيه ، و اسق معه بكر بن معاوية ( كذا الأصل
على القلب ، و في النسخة الأخرى على العكس : " معاوية بن بكر " ) شهرا ، - يشكر
له الخمر التي شربها عنده - قال : فمرت سحابات سود فنودي منها : أن تخير السحاب
، فقال : إن هذه لسحابة سوداء ، فنودي منها : أن خذها رمادا رمددا لا تدع من
عاد أحدا ، قال : قلت : يا رسول الله فبلغني أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا
كقدر ما يرى من الخاتم ، قال أبو وائل : و كذلك بلغنا " .
قلت : و هذا سند حسن و سكت عنه الترمذي .
(3/227)
________________________________________
1229 - " اغسلوا قتلاكم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/373 ) :
منكر
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 107/1 ) : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور
الدقاق : حدثنا الفضل بن الصباح : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة بن
أبي سفيان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
، و قال ابن عدي :
" و هذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلا عن ابن سابور " .
قلت : و رجاله ثقات رجال " التهذيب " غير ابن سابور هذا ، فقد ترجمه الخطيب في
" تاريخ بغداد " ( 4/225 ) و روى عن الدارقطني أنه قال فيه : " ثقة " . ثم أشار
الخطيب إلى أنه وهم في إسناد حديث ، فروى من طريقه : حدثنا بركة بن محمد الحلبي
: حدثنا يوسف بن أسباط : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس
أن عائشة قالت :
" ما رأيت عورة رسول الله صلى الله عليه وسلم قط " .
قال الخطيب :
" لا أعلم رواه عن بركة بن محمد هكذا غير ابن سابور ، و المحفوظ عن بركة ما
أخبرنيه أبو القاسم الأزهري ... : حدثنا عبد الله بن أبي سفيان - بالموصل - :
حدثنا بركة ابن محمد الحلبي : حدثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن محمد بن جحادة
به .
يعني أنه أخطأ في إسناده ، فذكر سفيان مكان حماد .
و قال الذهبي في ترجمة حنظلة بن أبي سفيان بعد أن ذكر أنه ثقة بإجماع :
" ثم ساق له ابن عدي حديثا منكرا ، و لعله وقع الخلل فيه من الرواة إليه ، فقال
: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور .. ( فذكره ، و قال ) رواته ثقات ، و نكارته
بينة " .
قلت : و وجه النكارة أنه جاء في أحاديث كثيرة ترك النبي صلى الله عليه وسلم غسل
الشهداء منها حديث جابر بن عبد الله مرفوعا :
" ادفنوهم في دمائهم ( يعني شهداء أحد ) ، و لم يغسلهم " .
أخرجه البخاري و غيره . و في رواية لأحمد :
" لا تغسلوهم ، فإن كل جرح يفوح مسكا يوم القيامة " .
و هو صحيح أيضا على ما بينته في " أحكام الجنائز " ( ص 54 - طبع المكتب
الإسلامي ) .
و التعليل المذكور في الحديث دليل واضح على أنه لا يشرع غسل الشهيد ، و لذلك
كان الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه منكرا ، و أنا أظن أن الخطأ من ابن
سابور ، فإنه و إن وثقه الدارقطني ، فقد أثبت الخطيب وهمه في إسناد حديث عائشة
المتقدم ، فيظهر أنه وهم في هذا أيضا متنا .
و الحديث أورده عبد الحق في " أحكامه " ( 1926 - بتحقيقي ) من رواية ابن عدي ،
و قال :
" و حنظلة ثقة مشهور ، و إسحاق بن سليمان ثقة ، و الفضل بن الصباح و ابن سابور
كتبتهما حتى أنظرهما " .
قلت : أما ابن الصباح فهو أبو العباس السمسار ، و هو من رجال الترمذي و ابن
ماجه ، و ترجم له الخطيب ( 12/361 - 362 ) و روى بإسنادين له عن ابن معين أنه
ثقة ، و عن البغوي أنه كان من خيار عباد الله .
و أما ابن سابور ، فقد عرفت حاله .
(3/228)
________________________________________
1230 - " حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات ، و غزوة لمن حج خير من عشر حجج ، و غزوة في
البحر خير من عشر غزوات في البر ، و من جاز البحر كأنما جاز الأودية كلها ،
و المائد فيه كالمنشحط في دمه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/375 ) :
ضعيف
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 27/117/1 ) عن عبد الله بن صالح : حدثني يحيى
ابن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه الحاكم ( 2/143 ) و الطبراني في " الكبير " و البيهقي كما
في " الترغيب " ( 2/185 ) و قال الحاكم :
" صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي ، و كذا المنذري قال :
" و هو كما قال ، و لا يضر ما قيل في عبد الله بن صالح ; فإن البخاري احتج به "
.
قلت : و بناء على ذلك قال المناوي :
" و سنده لا بأس به " .
و في كل ذلك نظر ، فإن ابن صالح فيه كلام كثير ، و قد قال الحافظ فيه :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و روى ابن ماجه ( 2777 ) عن بقية عن معاوية بن يحيى عن ليث بن أبي سليم عن يحيى
ابن عباد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا :
" غزوة في البحر مثل عشر غزوات .. " الحديث نحوه .
قلت : و هذا إسناد واه ، مسلسل بالعلل :
الأولى : ليث بن أبي سليم ، و كان اختلط .
الثانية : معاوية بن يحيى ، و هو الصدفي ; ضعيف .
الثالثة : بقية ، و هو ابن الوليد ، و كان يدلس عن الضعفاء و المجهولين .
(3/229)
******************************
يتبع أن شاء الله ...............
أمـــة الله
2008-05-05, 06:21 PM
1231 - " عشرة مباحة في الغزو : الطعام و الأدم و الثمار و الشجر و الحبل و الزيت
و الحجر و العود غير منحوت و الجلد الطري " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/376 ) :
موضوع
رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/100/2 ) عن أبي سلمة عن الزهري عن سعيد
ابن المسيب عن عائشة مرفوعا .
أورده في ترجمة أبي سلمة هذا ن و سماه الحكم بن عبد الله بن خطاف ، و روى عن
ابن أبي حاتم أنه قال فيه :
" كذاب متروك الحديث ، و الحديث الذي رواه باطل ن و عن النسائي أنه قال : ليس
بثقة و لا مأمون " .
قلت : و الحديث مما فات السيوطي في " جامعيه " ، و استدركه المناوي في كتابه "
الجامع الأزهر " ( 2/15/2 ) ، و لكنه سكت عنه خلافا لشرطه الذي نص عليه في
مقدمته قائل :
" أذكر فيه كل حديث معقبا له ببيان حال راويه من أهل الضعف و الكمال " !
(3/230)
________________________________________
1232 - " أعف الناس قتلة أهل الإيمان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/376 ) :
ضعيف ، لاضطرابه و جهالته
و مداره على إبراهيم النخعي ، و قد اختلف الرواة عليه على وجوه :
الأول : شباك عن إبراهيم عن هني بن نويرة عن علقمة عن عبد الله قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه أبو داود ( 2666 ) : حدثنا محمد بن عيسى و زياد بن أيوب قالا : حدثنا
هشيم أخبرنا مغيرة عن شباك به .
و هكذا أخرجه ابن الجارود ( 840 ) : حدثنا زياد بن أيوب به ، إلا أنه قال : "
حدثنا المغيرة لعله قال : عن شباك .. " .
الثاني : و خالفهما سريج بن النعمان عند أحمد ( 1/393 ) و عمرو بن عون عند
الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2/105 ) كلاهما قالا : حدثنا هشيم به ، إلا أنهما
لم يذكرا : " عن هني " .
و الأول أرجح ، لأنه قد تابعه شعبة عن المغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هني بن
نويرة به .
أخرجه ابن ماجه ( 2682 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11/47/2 ) و الطحاوي
و ابن أبي عاصم في " الديات " ( ص 56 ) و يحيى بن صاعد في " مسند ابن مسعود " (
100/1 ) كلهم عن غندر عن شعبة به .
و من هذا الوجه أخرجه أحمد أيضا ( 1/393 ) لكن سقط منه قوله : " عن شباك " ،
فصار الإسناد عنده هكذا :
" عن المغيرة عن إبراهيم .. " .
فلا أدري أهكذا الرواية عنده أم سقط من الناسخ أو الطابع ؟ و يؤيد الاحتمال
الأول أن جرير بن عبد الحميد رواه أيضا عن مغيرة عن هني به . فأسقط شباكا .
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1523 - موارد ) .
و كذلك رواه أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم به .
أخرجه البيهقي ( 8/61 ) و قال :
" رواه هشيم عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم " .
قلت : و المغيرة هو ابن مقسم ، و هو ثقة متقن ، إلا أنه كان يدلس و لا سيما عن
إبراهيم كما في " التقريب " ، فرواية من رواه عنه عن إبراهيم بإسقاط شباك من
بينهما محفوظة عنه ، إلا أن السقط هو من تدليس المغيرة نفسه . والله أعلم .
و أما رواية من رواه عنه بإسقاط هني من بين إبراهيم و علقمة فهي مرجوحة ،
و الراجح إثباته ، و هو ليس بالمشهور بالرواية ، و لم يوثقه غير ابن حبان
و العجلي ، و لم يرو عنه غير إبراهيم النخعي ، و آخر لا يعرف ، و لذلك أشار
الذهبي في " الكاشف " إلى أن التوثيق المذكور غير موثوق به ، فقال : " وثق " ،
و مثله قول الحافظ فيه : " مقبول " ، أي : غير مقبول إلا إذا توبع .
على أنه قد أسقطه أيضا آخر ، و لكنه أوقفه ، و هو :
الثالث : عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : قال ابن مسعود : فذكره موقوفا
عليه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/45/2 ) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش به .
قلت : و هذا إسناد صحيح لولا عنعنة الأعمش و هو موقوف ، و هو أصح من الذي قبله
، لخلوه من الاضطراب و الجهالة ، و قد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 6/291 )
و قال :
" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح " .
و جملة القول أن الحديث ضعيف مرفوعا ، و قد يصح موقوفا . والله أعلم .
و يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، و إذا ذبحتم
فأحسنوا الذبحة ، و ليحد أحدكم شفرته ، و ليرح ذبيحته " .
أخرجه مسلم و غيره ، و قد خرجته في " الإرواء " ( 2231 ) ، و قد طبع
و الحمد لله في ثمان مجلدات .
( تنبيه ) : هكذا وقع في جميع المصادر المتقدمة : " أعف " ، من العفة أي : أرحم
الناس بخلق الله ، و أشدهم ابتعادا عن التمثيل و التشويه بالمقتول ، و كذلك وقع
في الأصل المخطوط من " مجمع الزوائد " ، لكن المصحح الذي قام على طبعه أفسده ،
فجعله : " أعق " بالقاف ! و قال معلقا عليه :
" في الأصل : ( أعف ) " .
و هذا من أعجب ما رأيت من التصحيح ، بل التصحيف ، فإن الأصل صحيح رواية و دراية
، و المصحح بزعمه لا يظهر معناه هنا ، فإن ( أعق ) من ( العق ) و هو القطع !
و حرف المصحح المشار إليه عنوان الباب الذي ترجم به المصنف الهيثمي للحديث
بقوله : " باب حسن القتل " فجعله " باب أعق القتل " !! فالله المستعان .
(3/231)
________________________________________
1233 - " عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا ، و تزيدها أمتي بخلة : إتيان الرجال
بعضهم بعذا ، و رميهم بالجلاهق و الخذف ، و لعبهم بالحمام ، و ضرب الدفوف ،
و شرب الخمور ، و قص اللحية ، و طول الشارب ، و الصفير ، و لباس الحرير ،
و تزيدها أمتي بخلة : إتيان النساء بعضهن بعضا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/379 ) :
موضوع
رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 14/320/1 - 2 ) عن إسحاق بن بشر . أخبرني سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن مرفوعا .
قلت : و إسحاق هذا كذاب ، سواء كان هو البخاري صاحب " كتاب المبتدأ " أو
الكاهلي الكوفي ، فكلاهما كذاب وضاع ، و العجب من السيوطي كيف يخفى عليه هذا ؟
فأورد الحديث في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له المناوي فلم
يتعقبه بشيء !
و روي بعضه موقوفا على أنس ، أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/62 ) من طريق أبي
عمران سعيد بن ميسرة البكري الموصلي عن أنس بن مالك أنه دخل عليه شاب قد سكن
عليه شعره فقال هل : مالك و السكينة ؟ ! افرقه أو جزه ، فقال له رجل : يا أبا
حمزة ! فيمن كانت السكينة ؟ قال : في قوم لوط ، كانوا يسكنون شعورهم ، و يمضغون
العلك في الطرق و المنازل ، و يخذفون ، و يفرجون أقبيتهم إلى خواصرهم .
قلت : و هذا موضوع أيضا ، سعيد بن ميسرة كذبه يحيى القطان و قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات " .
و قال الحاكم :
" روى عن أنس موضوعات " .
قلت : و هذا الحديث و الذي قبله مما سود به الشيخ الغماري كتابه " مطابقة
الاختراعات العصرية " ( ص 61 و 62 ) و كم له من مثلهما في هذا الكتاب الذي لو
اقتصر فيه على ما صح عنه صلى الله عليه وسلم لكان آية في بابه .
و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو موضوع أيضا و هو :
" عشرة من أخلاق قوم لوط : الخذف في النادي ، و مضغ العلك ، و السواك على ظهر
الطريق ، و الصفر ، و الحمام ، و الجلاهق ، و العمامة التي لا يتلحى بها ،
و السكينة ، و الطريف بالحناء ، و حل أزرار الأقبية ، و المشي في الأسواق
و الأفخاذ بادية " .
أخرجه الديلمي ( 2/301 ) عن إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن جويبر عن الضحاك عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، إسماعيل هذا كذاب .
و جويبر متروك .
(3/232)
________________________________________
1234 - " حرس ليلة في سبيل الله أفضل من سيام رجل و قيامه في أهله ألف سنة ، السنة
ثلاثمائة و ستون يوما ، و اليوم كألف سنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/380 ) :
موضوع
رواه ابن ماجه ( 2/176 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 149 ) و أبو يعلى في "
مسنده " ( 3/1060 ) و ابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " ( ق 67/2 )
و ابن عساكر ( 7/112/1 ) عن سعيد بن خالد بن أبي الطويل قال : سمعت أنس بن
مالك يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع ، فإن سعيدا هذا اتهمه غير واحد فقال
البخاري :
" فيه نظر " .
و قال أبو حاتم :
" لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق " .
و قال الحاكم :
" روى عن أنس أحاديث موضوعة " .
قلت : و هذا منها ، قال المنذري في " الترغيب " ( 2/154 ) :
" رواه ابن ماجه ، و يشبه أن يكون موضوعا " .
و قال الذهبي بعد أن ساق له هذا الحديث :
" فهذه عبارة عجيبة لو صحت لكان مجموع ذلك الفضل ثلاثمائة ألف ألف سنة " .
قلت : و هو عند العقيلي دون قوله : " السنة ثلاثمائة .. " ثم قال :
" لا يتابع عليه و قد روي من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " .
قلت : كأنه يشير إلى حديث عثمان مرفوعا بلفظ :
" حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها و يصام نهارها " .
و إسناده كما قال : أصلح من هذا ، لكنه ضعيف فيه مصعب بن ثابت قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و هو مخرج في " التعليق الرغيب " ( 2/154 ) .
(3/233)
________________________________________
1235 - " لعن الله الراشي و المرتشي ، و الرائش الذي يمشي بينهما " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/381 ) :
منكر
أخرجه الحاكم ( 4/103 ) و أحمد ( 5/279 ) و البزار ( 1353 ) و الطبراني في "
المعجم الكبير " ( رقم 1495 ) عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و اللفظ للحاكم ، و قال الآخرون
:
" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " .
و قال الحاكم :
" إنما ذكرت ليث بن أبي سليم في الشواهد لا في الأصول " .
و أقول : لقد ذكر ليث في هذا الحديث زيادة لم يروها غيره و هي " الرائش ... "
كما ذكر البزار ، فهي زيادة منكرة لتفرد ليث بها ، و هو ضعيف لاختلاطه .
و شيخه أبو الخطاب ; قال البزار و تبعه المنذري في " الترغيب " ( 3/143 ) :
" لا يعرف " .
و قال الذهبي :
" مجهول " .
أما الحديث بدون هذه الزيادة فصحيح ، و له طرق ذكرتها في " إرواء الغليل "
" كتاب القضاء " رقم الحديث ( 2620 ) .
تنبيه : أورد المنذري الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي و المرتشي في الحكم " . و قال :
" رواه الترمذي و حسنه و ابن حبان في " صحيحه " و الحاكم و زادوا :
( و الرائش يعني الذي يسعى بينهما ) " .
و ليس لهذه الزيادة أصل في حديث أبي هريرة عند أحد من الثلاثة المذكورين ، و لا
عند غيرهم فيما علمت ، فاقتضى التنبيه .
ثم إن هذه الزيادة الأخرى : " في الحكم " ، في إسنادها عندهم عمر بن أبي سلمة ،
و هو صدوق يخطىء . لكن لهذه الزيادة شاهد من حديث أم سلمة ، قال المنذري :
" رواه الطبراني بإسناد جيد " .
فهي قوية بهذا الشاهد . والله أعلم .
(3/234)
1236 - " ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة ، و ما من قوم يظهر فيهم الرشا ،
إلا أخذوا بالرعب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/382 ) :
ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/205 ) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد
المرادي عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد مسلسل بالعلل :
الأولى : الانقطاع بين المرادي و عمرو . قال الحافظ في " التعجيل " :
" و قد سقط رجل بين محمد و عمرو ، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمد بن راشد
المرادي ، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو ، و ذكر البخاري و ابن أبي حاتم
و ابن حبان في " الثقات " : محمد بن راشد بن أبي سكينة ، روى عن أبيه ، و عنه
حرملة بن عمران المصري ، قال البخاري : " حديثه في المصريين " . و أنا أظن أنه
هذا والله أعلم " .
الثانية : جهالة المرادي هذا ، قال الحسيني :
" مجهول غير معروف " .
الثالثة : عبد الله بن سليمان و هو أبو حمزة البصري الطويل . قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " .
الرابعة : ابن لهيعة ، و هو عبد الله سييء الحفظ .
و اعلم أن في الأخذ بالسنين حديثا آخر بلفظ :
" و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين ، و شدة المؤنة و جور
السلطان عليهم .. " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 106 ) .
(3/235)
________________________________________
1237 - " إذا أنا مت ، فاغسلوني بسبع قرب ، من بئري بئر غرس " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/383 ) :
ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 1468 ) : حدثنا عباد بن يعقوب : حدثنا الحسين بن زيد بن علي
ابن الحسين بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه ابن النجار أيضا في " التاريخ " ( 10/129/1 ) .
قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 92/1 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد قال فيه ابن حبان :
" كان رافضيا داعية ، و مع ذلك روى المناكير عن المشاهير ، فاستحق الترك " .
و قال ابن طاهر في " التذكرة " :
" عباد بن يعقوب من غلاة الروافض ، روى المناكير عن المشاهير ، و إن كان
البخاري روى له حديثا واحدا في " الجامع " ، فلا يدل على صدقه ، و قد أوقفه
عليه غيره من الثقات ، و أنكر الأئمة عليه روايته عنه ، و ترك الرواية عن عباد
جماعة من الحفاظ " . قلت : إنما روى البخاري لعباد هذا مقرونا بغيره ، و شيخه
الحسين بن زيد مختلف فيه " . انتهى ما في " الزوائد " .
قلت : و الحسين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" في حديثه ما يعرف و ينكر " .
و كذلك أورد عبادا فيه و ضعفه بما قال ابن حبان فيه .
و الحديث أورده الحافظ في " الفتح " ( 5/270 ) و سكت عليه ! و لذلك خرجته ، لأن
سكوته يعني أنه حسن عنده كما هو القاعدة عندهم ، و ليست مضطرة فتنبه !
(3/236)
________________________________________
1238 - " ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا "
.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/284 ) :
منكر
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 3/110/4964 ) و ابن أبي شيبة ( 2/312 ) -
مختصرا - و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1/143 ) و الدارقطني ( ص 178 )
و الحاكم في " الأربعين " و عنه البيهقي ( 2/201 ) و كذا البغوي في " شرح السنة
" ( 3/123/639 ) و ابن الجوزي في " الواهية " ( 1/444 - 445 ) و أحمد ( 3/162 )
من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال :
" كنت جالسا عند أنس بن مالك ، فقيل له : إنما قنت رسول الله شهرا ، فقال :
" فذكره . و قال البغوي :
" قال الحاكم : إسناده حسن " .
و قال البيهقي :
" قال أبو عبد الله : هذا إسناد صحيح سنده ، ثقة رواته ، و الربيع بن أنس تابعي
معروف .. " و أقره !
و تعقبه ابن التركماني بقوله :
" كيف يكون سنده صحيحا و راويه عن الربيع أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي متكلم
فيه ، قال ابن حنبل و النسائي : ليس بالقوي ، و قال أبو زرعة : يهم كثيرا ،
و قال أبو زرعة : يهم كثيرا ، و قال الفلاس : سييء الحفظ ، و قال ابن حبان :
يحدث بالمناكير عن المشاهير " .
و قال ابن القيم في " زاد المعاد " ( 1/99 ) :
" فأبو جعفر قد ضعفه أحمد و غيره ، و قال ابن المديني : كان يخلط . و قال أبو
زرعة : كان يهم كثيرا .. و قال لي شيخنا ابن تيمية قدس الله روحه : و هذا
الإسناد نفسه هو إسناد حديث : *( و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم )* حديث
أبي بن كعب الطويل ، و فيه : و كان روح عيسى عليه السلام من تلك الأرواح التي
أخذ عليها العهد و الميثاق في زمن آدم ، فأرسل تلك الروح إلى مريم عليها السلام
حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فأرسله الله في صورة بشر فتمثل لها بشرا سويا
، قال : فحملت الذي يخاطبها فدخل من فيها . و هذا غلط محض ، فإن الذي أرسل
إليها الملك الذي قال لها : *( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا )* . و لم
يكن الذي خاطبها بهذا هو عيسى ابن مريم ، هذا محال . و المقصود أن أبا جعفر
صاحب مناكير لا يحتج بما تفرد به أحد من أهل الحديث البتة " .
و قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " :
" صدوق سييء الحفظ الحفظ خصوصا عن مغيرة " .
و قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/132 ) بعد أن خرج الحديث :
" و ضعفه ابن الجوزي في " التحقيق " ، و في " العلل المتناهية " و قال :
هذا حديث لا يصح ، فإن أبا جعفر الرازي و اسمه عيسى بن ماهان قال ابن المديني :
كان يخلط ... " .
لكن قال البيهقي في " المعرفة " كما في " الزيلعي " :
" و له شواهد عن أنس ذكرناها في ( السنن ) " .
قلت : فوجب النظر في الشواهد المشار إليها هل هي صالحة للاستشهاد بها أم لا ؟
و هما شاهدان :
الأول : يرويه إسماعيل بن مسلم المكي و عمرو بن عبيد عن الحسن عن أنس قال :
" قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم -
و أحسبه قال : رابع - حتى فارقتهم " .
أخرجه الدارقطني و البيهقي و قال :
" لا نحتج بإسماعيل المكي و لا بعمرو بن عبيد " .
قلت : إسماعيل ضعيف الحديث ، و قال الخطيب في " الكفاية " ( 372 ) :
" متروك الحديث " . و كذلك قال النسائي ، و تركه جماعة . و عمرو متهم بالكذب مع
كونه من المعتزلة ، ثم إن الحسن البصري مع جلالته ، فهو مدلس و قد عنعنه . فلو
صح السند إليه فلا يحتج به ، فكيف و قد رواه عنه متروكان ؟
الثاني : يرويه خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس بن مالك قال :
" صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقنت ، و خلف عمر فقنت ، و خلف عثمان
فقنت " .
أخرجه البيهقي شاهدا ، و تعقبه ابن التركماني بقوله :
" قلت : يحتاج أن ينظر في أمر خليد هل يصلح أن يستشهد به أم لا ؟ فإن ابن حنبل
و ابن معين و الدارقطني ضعفوه . و قال ابن معين مرة : ليس بشيء . و قال النسائي
: ليس بثقة . و في " الميزان " : عده الدارقطني من المتروكين .
ثم إن المستغرب من حديث الترجمة قوله : " ما زال يقنت في صلاة الغداة حتى فارق
الدنيا " . و ليس ذلك في حديث خليد ، و غنما فيه أنه عليه السلام قنت ، و ذلك
معروف ، و إنما المستغرب دوامه حتى فارق الدنيا . فعلى تقدير صلاحية خليد
للاستشهاد به كيف يشهد حديثه لحديث أنس ؟ " .
قلت : و للحديث شاهد آخر ، يرويه دينار بن عبد الله خادم أنس عن أنس قال :
" ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح حتى مات " .
أخرجه الخطيب في " كتاب القنوت " له ، و شنع عليه ابن الجوزي بسببه لأن دينارا
هذا قال ابن حبان فيه :
" يروي عن أنس آثارا موضوعة لا يحل في الكتب إلا على سبيل القدح فيه " .
و قد دافع عن الخطيب العلامة عبد الرحمن المعلمي في كتابه " التنكيل " في فصل
خاص عقده لذلك ، دافع فيه عن رواية الخطيب لهذا الحديث و نحوه من أوجه سبعة
بينها . و لكنه رحمه الله مال إلى تقوية الحديث فقال عقب الشاهد المذكور :
" فقد ورد من وجهين آخرين أو أكثر عن أنس ، صحح بعض الحفاظ بعضها ، و جاء نحو
معناه من وجوه أخرى ، راجع " سنن الدارقطني " و " سنن البيهقي " ، و بمجموع ذلك
يقوى الحديث " .
فأقول : قد استقصينا في هذا التحقيق جميع الوجوه المشار إليها و هي كلها واهية
جدا ، سوى الوجه الأول ، فإنه ضعيف فقط ، و لكنه منكر لما سيأتي بيانه .
و الوجه الثاني : فيه إسماعيل بن مسلم المكي و عمرو بن عبيد المعتزلي و هما
متروكان .
و الوجه الثالث : فيه خليد بن دعلج ، و هو ضعيف على أن حديثه شاهد قاصر لأنه لم
يقل فيه : " قنت في الفجر حتى فارق الدنيا " !
و الوجه الرابع : فيه دينار بن عبد الله ، و هو متهم كما عرفت ذلك من عبارة ابن
حبان السابقة ، و قد أقره الشيخ المعلمي رحمه الله ، فمع هذا الضعف الشديد في
كل هؤلاء الرواة على التفصيل المذكور كيف يصح أن يقال : " و بمجموع ذلك يقوى
الحديث " ؟ !
و ظني أنه إنما حمله على هذا التساهل في تقوية هذا الحديث المنكر ، إنما هو
تحمسه الشديد في الرد على ابن الجوزي ، و الدفاع عن الخطيب و البغدادي ، و كان
يكفيه في ذلك أن يذكر ما هو معلوم عنده أن المحدث إذا ساق الحديث بسنده فقد
برئت عهدته منه ، و لا لوم عليه في ذلك حتى و لو كان موضوعا ، و ابن الجوزي
الذي له كتاب " الموضوعات " هو نفسه قد يفعل ذلك في بعض مصنفاته ، مثل كتابه "
تلبيس إبليس " ، بل رأيته ذكر في غيره ما لا أصل له من الحديث ، و بدون إسناد ،
مثل حديث " صلاة النهار عجماء " . ذكره في " صيد الخاطر " كما نبهت عليه في
التخريج المختصر له الملحق بآخره .
و أما أن الحديث منكر ، فلأنه معارض لحديثين ثابتين :
أحدهما : عن أنس نفسه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعى
لقوم أو دعى على قوم " .
أخرجه الخطيب نفسه في كتابه " القنوت " من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري :
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه .
و الآخر : عن أبي هريرة قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقنت في صلاة الصبح إلا أن يدعو لقوم ،
أو على قوم " .
قال الزيلعي ( 2/130 ) :
" أخرجه ابن حبان عن إبراهيم بن سعد عن سعيد و أبي سلمة عنه . قال صاحب "
التنقيح " :
و سند هذين الحديثين صحيح ، و هما نص في أن القنوت مختص بالنازلة " .
و حديث أنس عزاه الحافظ في " التلخيص " ( 1/245 ) لابن خزيمة في " صحيحه " من
طريق سعيد به . و حديث ابن حبان لم يورده الهيثمي في " موارد الظمآن " . و قال
الحافظ في " الدراية " ( ص 117 ) عقب الحديثين :
" و إسناد كل منهما صحيح " .
و قال في " التلخيص " عقب ما سبق ذكره من الأحاديث عن أنس :
" فاختلفت الأحاديث عن أنس ، و اضطربت فلا يقوم بمثل هذا حجة " .
يعني حديث أبي جعفر الرازي هذا .
ثم قال :
" ( تنبيه ) : عزا هذا الحديث بعض الأئمة إلى مسلم فوهم ، و عزاه النووي إلى "
المستدرك " للحاكم ، و ليس هو فيه ، و إنما أورده و صححه في جزء له مفرد في
القنوت ، و نقل البيهقي تصحيحه عن الحاكم ، فظن الشيخ أنه في ( المستدرك ) " .
( فائدة ) : جاء في ترجمة أبي الحسن الكرجي الشافعي المتوفى سنة ( 532 ) أنه
كان لا يقنت في الفجر ، و يقول : " لم يصح في ذلك حديث " .
قلت : و هذا مما يدل على علمه و إنصافه رحمه الله تعالى ، و أنه ممن عافاهم
الله عز وجل من آفة التعصب المذهبي ، جعلنا الله منهم بمنه و كرمه .
(3/237)
________________________________________
1239 - " إن لله ضنائن من عباده ، يغذوهم في رحمته ، و يحييهم في عافيته ، و إذا
توفاهم إلى جنته ، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كالليل المظلم و هم منها في
عافية " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/388 ) :
ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " ( 3/201/1 - 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 405 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 1/6 ) و الخطيب في " التلخيص " ( ق 68/2 ) و الهروي
في " ذم الكلام " ( 4/83/1 ) من طريقين عن إسماعيل بن عياش : حدثني مسلمة بن
عبد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف . قال العقيلي :
" مسلمة بن عبد الله مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، و الرواية في هذا الباب
لينة " .
و قد روي الحديث من طريق أخرى مختصرا بلفظ :
" إن لله عز وجل عبادا يحييهم في عافية ، و يميتهم في عافية ، و يدخلهم الجنة
في عافية " .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 3255 ) : حدثنا بكر : حدثنا إبراهيم بن
البراء بن النضر بن أنس : حدثنا حماد بن سلمة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
مسعود الأنصاري مرفوعا . و قال :
" لا يروى عن أبي مسعود إلا بهذا الإسناد ، و لا يحفظ لحماد عن الأعمش إلا هذا
، و قد روى حماد عن الحجاج بن أرطاة عن الأعمش ، و لا ينكر أن يكون قد سمع من
الأعمش ، لأنه قد روى عن جماعة من الكوفيين منهم سلمة بن كهيل و حماد بن سليمان
و عاصم بن بهدلة و أبو حمزة الأعور و غيرهم " .
قلت : لكن الراوي عنه إبراهيم بن البراء متهم بالكذب . قال ابن عدي :
" ضعيف جدا حدث بالبواطيل " . و قال ابن حبان :
" يحدث عن الثقات بالموضوعات " .
(3/238)
________________________________________
1240 - " يوم كلم الله موسى عليه السلام ، كانت عليه جبة صوف ، و سراويل صوف ، و كساء
صوف ، و نعلاه من جلد حمار غير ذكي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/389 ) :
ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ( 1/323 ) و الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 9 - 10 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 97 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 79/2 ) و ابن شاهين في " الأمالي
" ( 66/2 ) و أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 1/256/2 ) و ابن
النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10/125/2 ) و كذا الحاكم في " المستدرك " (
2/379 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 17/161/1 ) و الذهبي في " الميزان من
طرق عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود مرفوعا . و قال ابن
عدي :
" حميد هذا أحاديثه غير مستقيمة ، و لا يتابع عليها " .
و قال العقيلي :
" حميد بن علي الأعرج منكر الحديث " .
و قال الترمذي :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج ، و حميد هو ابن علي الكوفي ،
قال : سمعت محمدا يقول : حميد بن علي الأعرج منكر الحديث ، و حميد بن قيس
الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة . قال أبو عيسى : ( الكمة ) القلنسوة الصغيرة " .
قلت : و أما الحاكم فقال :
" هذا حديث صحيح على شرط البخاري " !
و إنما قال ذلك لأنه وقع في إسناده : " حميد بن قيس " أي المكي الثقة ، و ذلك
من أوهامه ، و لذا تعقبه الذهبي في " تلخيصه " بقوله :
" قلت : بل ليس على شرط ( خ ) ، و إنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس ، كذا ،
و هو خطأ ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي ، أو ابن عمار ، أحد المتروكين
، فظنه المكي الصادق " .
قلت : فالسند ضعيف جدا ، من أجل تفرد حميد هذا الواهي به ، قال الذهبي في
ترجمته من " الميزان " :
" يروي عنه خلف بن خليفة ، واه " .
و قال في موضع آخر :
" متروك .. قال أحمد : ضعيف ، و قال أبو زرعة عنه : واه ، و قال الدارقطني :
متروك ، و قال ابن حبان : يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة كأنها كلها
موضوعة ، و قال النسائي : ليس بالقوي " .
ثم ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث هذا أحدها .
ثم رأيت في " منتخب ابن قدامة " ( 11/209/2 ) :
" قال مهنا : سألت أحمد عن حديث خلف بن خليفة عن حميد الأعرج .. فذكره فقال :
منكر ليس بصحيح ، أحاديث حميد عن عبد الله بن الحارث منكرة " .
و قد وقع لابن بطة الحنبلي وهم فاحش في متن هذا الحديث ، فقد رواه عن إسماعيل
ابن محمد الصفار : حدثنا الحسن بن عرفة : حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج به
و زاد في آخره :
" .. فقال : من ذا العبراني الذي يكلمني من الشجرة ؟ قال : أنا الله " !
هكذا ساقه من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/192 ) و قال :
" لا يصح ، و كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين ، و المتهم به حميد " .
فتعقبه الحافظ في " اللسان " ( 4/113 ) ثم السيوطي في " اللآلي المصنوعة " (
1/163 ) فقال :
" كلا والله ، بل حميد بريء من هذه الزيادة المنكرة فقد أخبرنا به الحافظ ..
أنا إسماعيل بن محمد الصفار .. " .
قلت : فذكره كما تقدم من تخريج الجماعة بدون الزيادة ، و جزء ابن عرفة هو من
رواية الصفار هذا ، و ليس فيه الزيادة ، و كذلك هو عند بعض من ذكرنا من
المخرجين من غير طريق الصفار عن خلف بن خليفة به دون الزيادة ، و كذلك رواه أبو
يعلى في " مسنده " عن خلف . ثم قال الحافظ :
" و قد رويناه من طرق ليس فيها هذه الزيادة ، و ما أدري ما أقول في ابن بطة بعد
هذا ، فما أشك أن إسماعيل بن محمد الصفار لم يحدث بهذا قط ، والله أعلم بغيبه "
.
قلت : يمكن أن يقال أن هذا من أوهام ابن بطة ، فقد قال الذهبي في ترجمته من "
الميزان " :
" إمام ، لكنه ذو أوهام " .
ثم ساق له حديثين قال في كل منهما :
" باطل " . يعني بخصوص الإسناد الذي رواه ابن بطة به . ثم قال :
" و مع قلة إتقان ابن بطة في الرواية كان إماما في السنة ، إماما في الفقه ،
صاحب أحوال و إجابة دعوة رضي الله عنه " .
و قال في " العلو للعلي الغفار " ( ص 141 طبع الأنصار ) :
" صدوق في نفسه ، تكلموا في إتقانه " .
و قال في " الضعفاء " :
" يهم و يغلط " .
ثم رأيت الحافظ قد استظهر ما ذكرنا فقال ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة
" ( 1/229 ) بعد أن ذكر كلام الحافظ الذي نقلته عن " لسانه " :
" قلت : قال الذهبي في " تلخيصه " ( يعني : تلخيص الموضوعات ) : تفرد بها ابن
بطة ، و إلا فهو في نسخة الصفار عن الحسن بن عرفة عن خلف بدونها ، انتهى .
و رأيت بخط الحافظ ابن حجر على حاشية " مختصر الموضوعات " لابن درباس : هذا
الحديث في نسخة الحسن بن عرفة رواية إسماعيل الصفار عنه ، و ليس فيه هذه
الزيادة الباطلة التي في آخره ، و الظاهر أن هذه الزيادة من سوء حفظ ابن بطة
انتهى " .
و علق عليه بعض من قام على التعليق على " تنزيه الشريعة " و أظنه الشيخ
عبد الله محمد الصديق الغماري فقال :
" و لم لا تكون من وضعه ؟ " .
قلت : لأنه عالم فاضل صالح بلا خلاف ، و الخطأ لا يسلك منه إنسان ، و لمجرد
وقوع خطأ واحد في مثله لا يجوز أن ينسب إلى الوضع حتى يكثر منه ، و يظهر مع ذلك
أنه قصد الوضع ، و هيهات أن يثبت ذلك عنه !
على أن بعض أهل العلم من المحققين المعاصرين <1> قد ذهب إلى أن هذه الزيادة
إنما ذكرها ابن بطة " على وجه الاستنباط و التفسير ، و اعتمد في رفع الالتباس
على قرينة حالية ، مع علمه بأن الحديث مشهور ، فجاء من بعده فتوهم أنه ذكر ذلك
الكلام على أنه جزء من الحديث .. " .
و هذا الجواب و إن كان ليس بالقوي في وجهة نظري ، فهو أولى من نسبة الإمام ابن
بطة إلى أنه تعمد وضعها ، مع ثبوت فضله و صلاحه عند أهل العلم <2> .
ثم إن وصف الشيخ المعلمي الحديث بأنه مشهور عند ابن بطة ، الظاهر أنه يعني به
الشهرة اللغوية التي لا تتنافى مع الضعف ، و هو كذلك في " علم المصطلح " حتى
إنهم ليطلقونه على ما لا إسناد له . فتنبه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] هو العلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن العلمي اليماني ذكر ذلك في ترجمته لابن
بطة رقم ( 153 ) من كتابه العظيم " التنكيل " . و قد مضت كلمة حوله ذكر ذلك ردا
على الكوثري الذي زعم أن هذه الزيادة من وضع ابن بطة موافقا فيه الغماري و
كلاهما من أهل الأهواء على علمهما *( و من يضلل الله فما له من هاد )* . اهـ .
[2] و راجع لهذا آخر ترجمة ابن بطة في " التنكيل " . اهـ .
2
(3/239)
******************************
يتبع أن شاء الله ...............
أمـــة الله
2008-05-06, 01:47 PM
1241 - " كلم الله موسى ببيت لحم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/393 ) :
ضعيف جدا
رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5/341/1 ) من طريق تمام الحافظ : نا علي بن
يعقوب بن شاكر : نا أحمد بن أبي رجاء : نا سعيد بن محمد المصيصي : نا يحيى بن
صالح : نا سعيد بن عبد العزيز عن مسلم عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، مسلم هذا هو ابن كيسان الكوفي الملائي و هو ضعيف
جدا ، قال ابن معين :
" ليس بثقة " .
و قال البخاري :
" يتكلمون فيه " ، و قال في موضع آخر : " ذاهب الحديث لا أروي عنه " .
و قال النسائي :
" متروك " .
و سعيد بن عبد العزيز و هو التنوخي و هو ثقة لكنه كان اختلط .
و من دون يحيى بن صالح - و هو الوحاظي ثقة - لم أجد لهم ترجمة ، ما عدا تمام
فهو حافظ مشهور .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه . و لم
يتكلم عليه المناوي بشيء !
(3/240)
________________________________________
1242 - " لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ، ثم قرأ : *( قد أفلح المؤمنون
. الذين هم في صلاتهم خاشعون )* . الآيات " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/394 ) :
منكر
أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " ( 218/2 ) و الحاكم ( 2/392 ) و كذا الترمذي
( 2/201 ) و أحمد ( 1/34 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 4/460 ) من طريق عبد
الرزاق : نا يونس بن سليم قال : أملى علي يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن
عروة عن عبد الرحمن بن عبد القاري : سمعت عمر بن الخطاب يقول :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دوي كدوي
النحل ، فمكثنا ساعة ، فاستقبل القبلة ، و رفع يديه قال : اللهم زدنا و لا
تنقصنا ، و أكرمنا و لا تهنا ، [ و أعطنا ] و لا تحرمنا ، و آثرنا و لا تؤثر
علينا ، و أرضنا و ارض عنا ، ثم قال : ... " فذكره .
و قال العقيلي في ترجمة يونس بن سليم هذا و هو الصنعاني :
" لا يتابع على حديثه هذا ، و لا يعرف إلا به " .
و قال النسائي :
" هذا حديث منكر لا نعلم أن أحدا رواه غير يونس بن سليم ، و لا نعرفه " .
و أقره الحافظ ابن كثير في " تفسيره " و أما مختصره الصابوني ; فقد دلس على
قرائه - كعادته - فأورد الحديث خلافا لشرطه في مقدمته أولا ، و حذف تضعيف
النسائب له و إقرار الحافظ إياه ثانيا ، و جعل تخريج الحافظ له في حاشيته موهما
أنه من علمه ، ثالثا !
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي فقال :
" قلت : سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا ؟ فقال : أظنه لا شيء " .
(3/241)
________________________________________
1243 - " من سبح دبر كل صلاة مكتوبة مائة مرة ، و كبر مائة مرة ، و هلل مائة مرة ، غفر
الله له ذنوبه و إن كانت أكثر من زبد البحر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/395 ) :
منكر
أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 141 ) و محمد بن الحسن الطبري
في " الأمالي " ( 4/1 ) و السياق له من طريق يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن عطاء
ابن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عطاء بن أبي علقمة بن الحارث مجهول كما في " التقريب
" .
و يعقوب بن عطاء بن أبي رباح مثله ، و به أعله النسائي .
و قد خالفه الحجاج بن الحجاج فرواه عن أبي الزبير عن أبي علقمة عن أبي هريرة به
بلفظ :
" من سبح دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة ... " الحديث لم يذكر التكبر مائة مرة .
أخرجه النسائي ( 1/199 ) و في " اليوم و الليلة " أيضا ( 140 ) .
و أبو علقمة هو المصري مولى بني هاشم .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم ، إلا أن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه ، فيخشى أن
يكون تلقاه عن ضعيف مثل يعقوب هذا ثم دلسه ، و كأن الحافظ رحمه الله يميل إلى
هذا ، فقد ذكر في ترجمة عطاء بن أبي علقمة حديثه هذا ، ثم ذكر رواية الحجاج عن
أبي الزبير ، ثم قال :
" فكأن الصواب : يعقوب بن عطاء عن أبي علقمة إن شاء الله تعالى " .
و المحفوظ في هذا الحديث إنما هو بلفظ :
" ثلاثا و ثلاثين " كما رواه مسلم و غيره من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا ،
و هو مخرج في " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 101 ) .
(3/242)
________________________________________
1244 - " من قال إذا أصبح : سبحان و بحمده ألف مرة ، فقد اشترى نفسه من الله تبارك
و تعالى ، و كان من آخر يومه عتيقا من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/396 ) :
ضعيف
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 8/224/2 ) عن الحارث بن أبي الزبير
المدني مولى النوفليين قال : حدثني أبو يزيد اليمامي عن طاووس بن عبد الله بن
طاووس عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، طاووس بن عبد الله لم أجد من ذكره ، و كذا
الراوي عنه أبو يزيد اليمامي .
و أما الحارث بن أبي الزبير المدني ، فقال ابن أبي حاتم ( 1/2/75 ) عن أبيه :
" هو شيخ بقي حتى أدركه أبو زرعة و أصحابنا ، و كتبوا عنه " .
قلت : فكأنه ثقة ، و أما الأزدي فقال :
" ذهب علمه " .
و ساق له حديثا من روايته عن إسماعيل بن قيس . و تعقبه الذهبي بقوله :
" إسماعيل تالف " .
(3/243)
________________________________________
1245 - " من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/396 ) :
موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 102/2 ) و أبو بكر الخباز في " الأمالي " ( 16/2
) من طريق أبي صالح العبدي خلف بن يحيى قاضي الري : حدثنا أبو مقاتل عن
عبد العزيز بن أبي رواد عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال ابن عدي :
" و هذا منكر إسنادا و متنا ، و عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن طاووس ليس
بمستقيم ، و أبو مقاتل ليس هو ممن يعتمد على رواياته " .
قال الذهبي :
" وهاه قتيبة شديدا ، و كذبه ابن مهدي .. " .
ثم ساق له هذا الحديث من مناكيره .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " 0 3/86 ) من طريق ابن عدي ، و ذكر
إعلاله المتقدم ، و زاد :
" و قال عبد الرحمن بن مهدي : والله ما تحل الرواية عنه " .
و تعقبه السيوطي في " اللآلىء " ( 2/295 - 296 ) ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 2/296 ) فقالا :
" إن البيهقي أخرجه في " الشعب " من هذا الطريق ، و قال : إسناده غير قوي " .
قلت : و هذا التعقب واه لا يساوي شيئا ، ما دام أن فيه ذاك الكذاب ، و لذلك فقد
أحسن الشوكاني صنعا حين أورد الحديث في " الفوائد المجموعة في الأحاديث
الموضوعة " ( 231/37 ) من الرواية نفسها و قول ابن عدي المذكور دون أن يعرج على
التعب المذكور .
على أنه لو سلم من الكذاب المشار إليه ، فإن خلفا و هو الراوي عنه ليس خيرا منه
، فقد قال ابن أبي حاتم ( 1/2/372 ) عن أبيه :
" متروك الحديث ، كان كذابا ، لا يشتغل به و لا بحديثه " .
(3/244)
________________________________________
1246 - " من دخل المقابر ، فقرأ سورة ( يس ) خفف عنهم يومئذ ، و كان له بعدد من فيها
حسنات " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/397 ) :
موضوع
أخرجه الثعلبي في " تفسيره " ( 3/161/2 ) من طريق محمد بن أحمد الرياحي : حدثنا
أبي : حدثنا أيوب بن مدرك عن أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم هالك مسلسل بالعلل :
الأولى : أبو عبيدة . قال ابن معين :
" مجهول " .
الثانية : أيوب بن مدرك متفق على ضعفه و تركه ، بل قال ابن معين :
" كذاب " . و في رواية : " كان يكذب " . و قال ابن حبان :
" روى عن مكحول نسخة موضوعة ، و لم يره " ! .
قلت : فهو آفة هذا الحديث .
الثالثة : أحمد الرياحي ، و هو أحمد بن يزيد بن دينار أبو العوام ، قال البيهقي
:
" مجهول " . كما في " اللسان " .
و أما ابنه محمد ، فصدوق له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 1/372 ) .
و قال الحافظ السخاوي في " الفتاوى الحديثية " ( ق 19/1 ) :
" رواه أبو بكر عبد العزيز صاحب الخلال بإسناده عن أنس مرفوعا . كما في " جزء
وصول القراءة إلى الميت " للشيخ محمد بن إبراهيم المقدسي ، و قد ذكره القرطبي ،
و عزاه للطبراني عن أنس ، إلا أنني لم أظفر به إلى الآن . و هو في " الشافي "
لأبي بكر عبد العزيز صاحب الخلال الحنبلي كما عزاه إليه المقدسي ، و أظنه لا
يصح " .
قلت : لو وقف على إسناده لجزم بعدم صحته ، فالحمد لله الذي أوقفنا عليه ، حتى
استطعنا الكشف عن علته . فله الحمد و المنة .
و قد روي الحديث بلفظ آخر يقال عند المحتضر و هو موضوع أيضا ، و سيأتي برقم (
5219 ) .
(3/245)
________________________________________
1247 - " هل تدرون بعد ما بين السماء و الأرض ؟ إن بعد ما بينهما إما واحدة ، أو
اثنتان أو ثلاث و سبعون سنة ، ثم السماء فوقها كذلك حتى عد سبع سموات ، ثم فوق
السابعة بحر بين أسفله و أعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية
أوعال ، بين أظلافهم و ركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم الله تبارك و تعالى
فوق ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/398 ) :
ضعيف
أخرجه أبو داود ( 20/276 ) و عنه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 399 طبع
السعادة ) و ابن ماجه ( 1/83 ) و أحمد ( 1/206 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " (
ص 69 ) و عثمان الدارمي في " النقض على بشر المريسي " ( ص 90 - 91 ) عن الوليد
ابن أبي ثور ، و الترمذي ( 4 - 205 - تحفة ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 68
) عن عمرو بن أبي قيس ، و أبو داود و عنه البيهقي عن إبراهيم بن طهمان ثلاثتهم
عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن
عبد المطلب قال :
" كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمرت بهم سحابة
، فنظر إليها فقال : ما تسمون هذه ؟ قالوا : السحاب ، قال : " و المزن ؟ "
قالوا : و المزن ، قال : " و العنان ؟ " قالوا : و العنان ، قال : " هل تدرون
.. " .
و خالفهم في الإسناد و المتن شعيب بن خالد فقال : حدثني سماك بن حرب عن
عبد الله بن عميرة عن عباس به ، فأسقط منه الأحنف ، فهذه مخالفته في السند .
و أما مخالفته في المتن ، فقال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، و من كل سماء إلى
سماء مسيرة خمسمائة سنة " .
أخرجه الحاكم ( 2/378 ) و أحمد ( 1/206 ) من طريق يحيى بن العلاء عن عمه شعيب
ابن خالد .
قلت : و شعيب هذل ليس به بأس كما قال النسائي و غيره . فالعلة من ابن أخته يحيى
ابن العلاء فإنه متروك متهم كما تقدم غير مرة ، فلا يعتد بمخالفته ، و قول
الحاكم عقبه :
" صحيح الإسناد " ! فمن أوهامه ، و ليس ذلك غريبا منه ، و إنما الغريب موافقة
الذهبي إياه على تصحيحه ، مع أنه قد أورد ابن العلاء هذا في " الميزان " و ذكر
نقولا كثيرة عن الأئمة في توهينه ، منها قول أحمد :
" كذاب يضع الحديث " .
و يقابل هذا بعض الشيء إعلال الحافظ المنذري للحديث في " مختصر السنن " بقوله (
7/93 ) :
" و في إسناده الوليد بن أبي ثور ، و لا يحتج بحديثه " .
و ليس ذلك منه بجيد ، فقد تابعه إبراهيم بن طهمان ، و هو ثقة محتج به في "
الصحيحين " ، و هذه المتابعة في " سنن أبي داود " الذي اختصره المنذري فكيف
خفيت عليه ؟ ! و لذلك قال ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 7/92 ) :
" أما رد الحديث بالوليد بن أبي ثور ففاسد ، فإن الوليد لم ينفرد به .. " .
ثم ذكر متابعة ابن طهمان و عمرو بن أبي قيس ثم قال :
" فأي ذنب للوليد في هذا ؟ ! و أي تعلق عليه ؟ ! و إنما ذنبه روايته ما يخالف
قول الجهمية ، و هي علته المؤثرة عند القوم " .
قلت : لا شك أنه لا ذنب للوليد في هذا الحديث بعد متابعة من ذكرنا له ، و لكن
الحديث لا يثبت بذلك حتى تتوفر فيمن فوقه شروط رواة الحديث الصحيح أو الحسن على
الأقل ، و ذلك ما لم نجده ، فإن عبد الله بن عميرة لم تثبت عدالته ، فقال
الذهبي في " كتاب العلو " ( ص 109 ) عقب الحديث :
" تفرد به سماك بن حرب عن عبد الله ، و عبد الله فيه جهالة ، و يحيى بن العلاء
متروك ، و قد رواه إبراهيم بن طهمان عن سماك ، و إبراهيم ثقة " .
و قال في ترجمة ابن عميرة من " الميزان " :
" فيه جهالة ، قال البخاري : لا يعرف له سماع من أحنف بن قيس " .
و البخاري بقوله هذا كأنه يشير إلى جهالته ، و كذلك مسلم ، فقال في " الوحدان "
:
" تفرد سماك بالرواية عنه " .
و صرح بذلك إبراهيم الحربي فقال :
" لا أعرفه " .
و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته المعروفة و قال ( 1/109 - 110
) :
" عبد الله بن عميرة بن حصين القيسي من بني قيس بن ثعلبة ، كنيته أبو المهاجر ،
عداده في أهل الكوفة ، يروي عن عمر و حذيفة ، و هو الذي روى عن الأحنف بن قيس ،
روى عنه سماك بن حرب ، و هو الذي يقول فيه إسرائيل : عبد الله بن حصين العجلي "
.
قلت : و أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/2/124 - 125 ) لكن
جعلهم ثلاثة : " عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف . عبد الله بن عمير أبو المهاجر
القيسي عن عمر . عبد الله بن عميرة بن حصين كوفي أبو سلامة ، و يقال : عبد الله
ابن حصن العجلي ، روى عن حذيفة " .
و ذكر أن ثلاثتهم روى عنهم سماك بن حرب لا غير . و ذهب الحافظ في " التقريب "
إلى أن الصواب أنهم واحد كما قال ابن حبان ، و يعكر عليه عندي أن ابن حصين
كنيته أبو سلامة ، بينما القيسي الذي روى عن عمر كنيته أبو المهاجر ، فلعلهما
اثنان ، أحدهما عبد الله بن عميرة راوي هذا الحديث . والله أعلم .
و خلاصة القول : أن ابن عميرة هذا غير معروف عند أئمة الحديث ، و لذلك فقول
الترمذي عقبه :
" حديث حسن غريب " .
ينبغي أن يعد من تساهله الذي عرف به ، حتى قال الذهبي من أجل مثل هذا التساهل :
" و لذلك لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي " .
و أما قول صاحب " تحفة الأحوذي " رحمه الله عقب قول الترمذي المذكور :
" و أخرجه أبو داود من ثلاث طرق ، اثنتان منها قويتان " .
فوهم محض ، فإنه لا طريق له إلا هذه الطريق المجهولة ، كما صرح بذلك الذهبي
رحمه الله فيما تقدم .
و مثل ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموعة فتاواه " ( 3/192 ) :
" هذا الحديث مع أنه رواه أهل السنن كأبي داود و ابن ماجه و الترمذي و غيرهم ،
فهو مروي من طريقين مشهورين ، فالقدح في أحدهما لا يقدح في الآخر " .
لكن هناك في كلامه قرينة تدل على أنه لم يرد الطريقين إلى النبي صلى الله عليه
وسلم كما هو المتبادر من الإطلاق ، و إنما أراد طريقين إلى الراوي عن ابن عميرة
، يفهم هذا من التخريج السابق و قوله بعدما تقدم :
" فقال ( يعني بعض المعارضين به ) : أليس مداره على ابن عميرة ، و قد قال
البخاري : لا يعرف له سماع من الأحنف ، فقلت : قد رواه إمام الأئمة ابن خزيمة
في كتاب " التوحيد " الذي اشترط فيه أنه لا يحتج به إلا بما نقله العدل عن
العدل موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : و الإثبات مقدم على النفي ،
و البخاري إنما نفى معرفة سماعه من الأحنف ، لم ينف معرفة الناس بهذا ، فإذا
عرف غيره كإمام الأئمة ابن خزيمة ما ثبت به الإسناد ، كانت معرفته و إثباته
مقدما على نفي غيره ، و عدم معرفته " .
قلت : و في هذا الجواب ما لا يخفى ، و مثله إنما يفيد مع المقلد الذي لا علم
عنده بطرق إعلال الحديث و الجرح و التعديل ، أو من لم يقف على إسناده الذي به
يتمكن من نقده إن كان من أهله ، أو من لم يطلع على كلام أهل النقد في بعض رجاله
، أما بعد أن عرف إسناد الحديث ، و أنه تفرد به عبد الله بن عميرة ، و تفرد
سماك بالرواية عنه ، و قول الحربي فيه : لا أعرفه ، و إشارة مسلم إلى جهالته ،
و تصريح الذهبي بذلك كما سبق ، فلا يفيد بعد الاطلاع على هذا أن ابن خزيمة
أخرجه ، لا سيما و هو معروف عند أهل المعرفة بهذا الفن أنه متساهل في التصحيح ،
على نحو تساهل تلميذه ابن حبان ، الذي عرف عنه الإكثار من توثيق المجهولين ثم
التخريج لأحاديثهم في كتابه " الصحيح " ! و لعله تأسى بشيخه في ذلك ، غير أنه
أخطأ في ذلك أكثر منه .
و قد يكون من المفيد أن نذكر أمثلة أخرى من الأحاديث الضعيفة التي وردت في "
كتاب التوحيد " لابن خزيمة مع بيان علتها ، ليكون القارىء على بينة مما ذكرنا
من تساهل ابن خزيمة رحمه الله تعالى .
الحديث الأول :
" إن الله تبارك و تعالى قرأ ( طه ) و ( يس ) قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما
سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمة ينزل هذا عليهم ، و طوبى لألسن تتكلم
بهذا ، و طوبى لأجواف تحمل هذا " .
الحديث الثاني مما في " التوحيد " لابن خزيمة من الأحاديث الضعيفة :
" يمكث رجل في النار فينادي ألف عام : يا حنان يا منان ! فيقول الله تبارك
و تعالى : يا جبريل ! أخرج عبدي فإنه بمكان كذا و كذا ، فيأتي جبريل النار ،
فإذا أهل النار منكبين على مناخرهم ، فيقول : يا جبريل ! اذهب فإنه في مكان كذا
و كذا ، فيخرجه ، فإذا وقف بين يدي الله تبارك و تعالى ، يقول الله تبارك
و تعالى : أي عبدي كيف رأيت مكانك ؟ قال : شر مكان ، و شر مقيل ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : ردوا عبدي ، فيقول : يا رب ما كان هذا رجائي ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : أدخلوا عبدي الجنة " .
و من ضعاف " المختارة " للضياء :
" إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ، و يقرؤن القرآن ، و يقولون : نأتي
الأمراء فنصيب من دنياهم ، و نعتزلهم بديننا ، و لا يكون ذلك ، كما لا يجتنى من
القتاد إلا الشوك ، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا . قال محمد بن الصباح : كأنه
يعني الخطايا " .
(3/246)
________________________________________
1248 - " إن الله تبارك و تعالى قرأ ( طه ) و ( يس ) قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما
سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمة ينزل هذا عليهم ، و طوبى لألسن تتكلم
بهذا ، و طوبى لأجواف تحمل هذا "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/402 ) :
منكر
أخرجه الدارمي ( 2/456 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( 109 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1/108 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 3/16/2 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 5/308/2 و 12/30/2 ) عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار قال : حدثنا
عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة ( قال ابن خزيمة : و هو عبد الله بن يعقوب
ابن العلاء بن عبد الرحمن ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا متن موضوع كما قال ابن حبان ، و إسناده ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : إبراهيم ، قال الذهبي في " الميزان " و ساق له هذا الحديث :
" قال البخاري : منكر الحديث . و قال النسائي : ضعيف . و روى عثمان بن سعيد عن
يحيى : ليس به بأس . قلت : انفرد بهذا الحديث " .
قلت : و في ترجمته أورده ابن حبان و قال :
" منكر الحديث جدا " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " !
و الأخرى : شيخه عمر بن حفص بن ذكوان . أورده ابن أبي حاتم ( 3/1/102 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم أورد بعده : " عمر بن حفص أبو حفص الأزدي
البصري .. سمعت أبي يقول .. هو منكر الحديث " .
قال الذهبي في " الميزان " :
" و هو عمر بن حفص بن ذكوان ، قال أحمد : تركنا حديثه و حرقناه ، و قال علي :
ليس بثقة . و قال النسائي : متروك .. " .
و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3/141 ) بعد أن عزاه لابن خزيمة :
" هذا حديث غريب ، و فيه نكارة ، و إبراهيم بن مهاجر و شيخه تكلم فيهما " .
قلت : و أما عبد الله بن يعقوب بن العلاء بن عبد الرحمن ، فلم أعرفه ، و الظاهر
أن في الأصل تحريفا ، فإنه في " تفسير ابن كثير " :
" ... مولى الحرقة يعني عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة " .
قلت : و هذا هو الصواب ، فإن عبد الرحمن بن يعقوب ، له رواية عن أبي هريرة .
و عنه عمر بن حفص بن ذكوان . و هو والد العلاء بن عبد الرحمن " .
(3/247)
________________________________________
1249 - " يمكث رجل في النار فينادي ألف عام : يا حنان يا منان ! فيقول الله تبارك
و تعالى : يا جبريل ! أخرج عبدي فإنه بمكان كذا و كذا ، فيأتي جبريل النار ،
فإذا أهل النار منكبين على مناخرهم ، فيقول : يا جبريل ! اذهب فإنه في مكان كذا
و كذا ، فيخرجه ، فإذا وقف بين يدي الله تبارك و تعالى ، يقول الله تبارك
و تعالى : أي عبدي كيف رأيت مكانك ؟ قال : شر مكان ، و شر مقيل ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : ردوا عبدي ، فيقول : يا رب ما كان هذا رجائي ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : أدخلوا عبدي الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/404 ) :
ضعيف جدا
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 205 - 206 ) من طريق سلام بن مسكين قال :
حدثنا أبو ظلال القسملي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، أبو ظلال و اسمه هلال بن ميمون ، قال الذهبي :
" واه بمرة ، قال ابن معين و النسائي : ضعيف . و قال ابن عدي : عامة ما يرويه
لا يتابعه الثقات عليه . و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال . و قال
البخاري : عنده مناكير " .
(3/248)
________________________________________
1250 - " إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ، و يقرؤن القرىن ، و يقولون : نأتي
الأمراء فنصيب من دنياهم ، و نعتزلهم بديننا ، و لا يكون ذلك ، كما لا يجتنى
من القتاد إلا الشوك ، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا . قال محمد بن الصباح : كأنه
يعني الخطايا "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/404 ) :
ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 255 ) من طريق يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن عبيد الله بن أبي
بردة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
قلت : و إسناده ضعيف من أجل عبيد الله هذا ، و هو عبيد الله بن المغيرة بن أبي
بردة ، قال الذهبي :
" تفرد عنه أبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي " .
و معنى هذا أنه مجهول ، و كيف لا و لم يوثقه أحد حتى ابن حبان ؟ ! نعم أخرجه
الضياء في " المختارة " ( 63/5/1 ) و مقتضاه أن يكون عبيد الله عنده ثقة كما
قال الحافظ في " التهذيب " .
قلت : لكن الضياء متساهل في التخريج في الكتاب المذكور كما ثبت لنا بالتتبع <1>
، فإنه يروي للكثير من المجاهيل كهذا ، و لذلك لم يعرج عليه الحافظ نفسه في "
التقريب " ، فقال :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث . كما نص عليه في المقدمة .
نعم قال المنذري في " الترغيب " ( 3/151 ) :
" رواه ابن ماجه ، و رواته ثقات " .
فهذا من أوهامه أو تساهله رحمه الله تعالى .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و قد حققت من كتابه المذكور " مسند الخلفاء الراشدين " ، يسر الله لي
إخراجه للناس مطبوعا محققا كاملا ، بفضله و كرمه . اهـ .
1
(3/249)
******************************
يتبع أن شاء الله ...............
أمـــة الله
2008-05-08, 01:06 PM
1251 - " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق و أنت له كاذب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/405 ) :
ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 393 ) و أبو داود ( 4971 ) و ابن عدي في "
الكامل " ( 204/2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 151 ) و البيهقي ( 10/199
) و في " الشعب " 0 2/49/1 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/341/2 ) من
طريق بقية بن الوليد عن ضبارة بن مالك الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير
أن أباه حدثه أن سفيان بن أسيد الحضرمي حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
ثم ساقه ابن عدي من طريق محمد بن ضبارة بن مالك الحضرمي سمع أباه يحدث عن أبيه
عن عبد الرحمن بن جبير به . و قال :
" و هذا الحديث لا أعلمه يرويه غير بقية عن ضبارة " .
كذا قال ، و هو عجب ، فقد رواه محمد بن ضبارة أيضا عن أبيه ضبارة كما ساقه هو ،
فهل نسي أم ماذا ؟
و علة هذا الإسناد إنما هي ضبارة هذا فإنه مجهول كما في " الميزان " ،
و " التقريب " ، و ليست هي بقية بن الوليد كما أشار إلى ذلك في " فيض القدير "
نقلا عن المنذري ، فإن بقية إنما يخشى منه التدليس ، و قد صرح بالتحديث عند ابن
عدي و القضاعي و ابن عساكر ، فأمنا بذلك شر تدليسه ، و قد تابعه محمد بن ضبارة
كما تقدم ، و لكني لم أجد لمحمد هذا ترجمة .
و لا يقوي الحديث أن له شاهدا من حديث النواس بن سمعان مرفوعا به .
أخرجه الإمام أحمد ( 4/183 ) : حدثنا عمر بن هارون عن ثور بن يزيد عن شريح بن
جبير بن نفير الحضرمي عنه .
و من هذا الوجه أخرجه البيهقي أيضا و أبو نعيم في " المستخرج " ( 1/8/2 ) و في
" الحلية " ( 6/99 ) و قال :
" غريب من حديث ثور ، تفرد به عمر بن هارون البلخي " .
قلت : و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " . فقول الحافظ العراقي فيما
نقله المناوي : " سنده جيد " ليس بجيد ، كيف و البلخي هذا قد كذبه ابن معين
و غيره كما تقدم في الحديث ( 288 ) ؟ !
قلت : فلشدة ضعفه لا يصلح أن يستشهد بحديثه . والله الموفق .
(3/250)
________________________________________
1252 - " الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة ، و النخلة على نهر من أنهار الجنة ، و تحت
النخلة آسية امرأة فرعون ، و مريم بنت عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم
القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/406 ) :
موضوع
رواه ابن عساكر ( 19/274/1 ) عن إبراهيم بن محمد : نا محمد بن مخلد : نا
إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن { شعوذ } بن عبد الرحمن عن خالد
بن معدان عن عبادة بن الصامت مرفوعا . و قال :
" رواه غيره عن خالد ، فجعله من قول كعب و هو أشبه " .
ثم ساق إسناده بذلك .
و الحديث ساقه الذهبي في ترجمة محمد بن مخلد الرعيني الحمصي و قال :
" رواه أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب في " فضائل بيت المقدس " بإسناد
مظلم إلى إبراهيم بن محمد عن محمد بن مخلد و هو كذب ظاهر " .
و قال في ترجمة محمد بن مخلد :
" حدث بالأباطيل من ذلك ... " .
ثم ساق له حديثين هذا أحدهما .
و قال ابن حجر في " اللسان " :
" قال ابن عدي : منكر الحديث عن كل من روى عنه <1> ، و قال الدارقطني في غرائب
مالك : متروك الحديث " .
و لقد شددت الرحل إلى بيت المقدس لأول مرة بتاريخ ( 23/5/1385 هـ ) حين اتفقت
حكومتا الأردن و سوريا على السماح لرعاياهما بدخول أفراد كل منهما إلى الأقصى ،
و زرت الصخرة للاطلاع فقط ; فإنه لا فضيلة لها شرعا ، خلافا لزعم الجماهير من
الناس و مشايعة الحكومات لها ، و رأيت مكتوبا على بابها من الداخل حديثا فيه أن
الصخرة من الجنة ، و لم يخطر في بالي آنئذ أن أسجله عندي لدراسته ، و إن كان
يغلب على الظن أنه موضوع كهذا .
و أما حديث " العجوة و الصخرة من الجنة " .
فهو ضعيف لاضطرابه كما بينته في " إرواء الغليل " رقم ( 2763 ) طبع المكتب
الإسلامي .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الذي في ترجمة محمد بن مخلد من " كامل ابن عدي " ( 371/1 ) :
" يحدث عن مالك و غيره بالبواطيل " . اهـ .
1
(3/251)
________________________________________
1253 - " أول ما خلق الله القلم ، ثم خلق النون و هي الدواة ، و ذلك في قول الله :
*( ن . و القلم و ما يسطرون )* ، ثم قال له : اكتب ، قال : و ما أكتب ؟ قال :
ما كان و ما هو كائن من عمل أو أجل أو أثر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم
القيامة ، ثم ختم على في القلم فلم ينطق ، و لا ينطق إلى يوم القيامة ، ثم خلق
العقل فقال الجبار : ما خلقت خلقا أعجب إلي منك ، وعزتي لأكملنك فيمن أحببت ،
و لأنقصنك فيمن أبغضت ، و أنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان و أعملهم بطاعته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/408 ) :
باطل
رواه ابن عدي ( 313/1 ) و ابن عساكر ( 16/48/2 ) عن محمد بن وهب الدمشقي :
حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة
مرفوعا و قال :
" و هذا بهذا الإسناد باطل منكر " .
قال الذهبي :
" و صدق ابن عدي في أن الحديث باطل " .
قلت : و آفته محمد بن وهب هذا ، و هو محمد بن وهب بن مسلم القرشي ، قال ابن
عساكر :
" ذاهب الحديث " .
و هو غير محمد بن وهب بن عطية الذي أخرج له البخاري ، و قد ترجم له ابن عساكر
أولا ، ثم ترجم لابن مسلم هذا ، و ساق له هذا الحديث . فأصاب .
و أما ابن عدي فذكره في ترجمة الأول ، ظنا منه أنه هو صاحب الحديث . قال الحافظ
في " التهذيب " :
" و ليس كما ظن ، و قد فرق بينهما أبو القاسم بن عساكر فأصاب " .
قلت : و يبدو أن الدارقطني أيضا توهم أنه هو ، ففي " اللسان " أن الدارقطني
أورد الحديث في " الغرائب " و قال :
" هذا حديث غير محفوظ عن مالك و لا عن سمي ، و الوليد بن مسلم ثقة ، و محمد بن
وهب ، و من دونه ليس بهم بأس ، و أخاف أن يكون دخل على بعضهم حديث في حديث " .
قلت : و منشأ الوهم أن كلا من الرجلين دمشقي ، و كلاهما يروي عن الوليد بن مسلم
، و عنهما الربيع بن سليمان الجيزي ، و لم يقع في إسناد هذا الحديث منسوبا إلى
جده بل كما تقدم " محمد بن وهب الدمشقي " ، فاشتبه الأمر على ابن عدي
و الدارقطني و المعصوم من عصمه الله . على أنهما قد اتفقا على إنكار الحديث ،
و ذلك مما يدل اللبيب على دقة نقد المحدثين للمتون ، فإنهما مع ظنهما أن راوي
الحديث هو محمد بن وهب بن عطية الثقة فقد أنكراه عليه ، و حاول الدارقطني أن
يكتشف العلة بقوله : " و أخاف .. " ، لكن الله تعالى ادخر معرفتها للحافظ ابن
عساكر ، مصداقا للمثل السائر : كم ترك الأول للآخر !
و إذا عرفت هذا فقد أخطأ الإمام القرطبي خطأ فاحشا في عزوه هذا الحديث لرواية
الوليد بن مسلم فقال في " تفسيره " ( 18/223 ) :
" روى الوليد بن مسلم قال : حدثنا مالك .. " إلخ .
فإن جزمه بأن الوليد روى ذلك معناه أن من دون الوليد ثقات محتج بهم ، و كذلك من
فوقه كما هو باد للعيان ، فينتج من ذلك أن إسناد الحديث صحيح ، و لا يخفى ما
فيه !
و يشبه صنيع القرطبي هذا ، عزو الجويني لحديث " الاغتسال بالماء المشمس يورث
البرص " . و هو باطل كهذا <1> عزاه للإمام مالك ، فأنكر العلماء ذلك عليه ،
فقال الحافظ بان حجر في " التلخيص " :
" و اشتد إنكار البيهقي على الشيخ أبي محمد الجويني في عزوه هذا الحديث لرواية
مالك ! و العجب من ابن الصباغ كيف أورده في " الشامل " جازما به ، فقال : " روى
مالك عن هشام " . و هذا القدر هو الذي أنكره البيهقي على الشيخ أبي محمد " .
ثم تذكرت أن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة كما قال الدارقطني آنفا ; لكنه كثير
التدليس و التسوية كما قال الحافظ في " التقريب " ، و تدليس التسوية هو أن يسقط
من السند رجلا من فوق شيخه ، كأن يكون مثلا بين مالك و سمي رجل فيسقطه ، فهذا
الفعل يسمى تدليس التسوية عند المحدثين ، و الوليد معروف بذلك عندهم ،
فالمحققون لا يحتجون بما رواه الوليد إلا إذا كان مسلسلا بالتحديث أو السماع .
والله أعلم .
و عليه ففي الحديث علة أخرى و هي العنعنة .
و قد وجدت له شاهدا من رواية الحسن بن يحيى الخشني عن أبي عبد الله مولى بني
أمية عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به ، دون قوله :
" ثم قال صلى الله عليه وسلم : فأكملهم .. " .
أخرجه الواحدي في " تفسيره " ( 4/157/2 ) و ابن عساكر في " تاريخه " ( 17/247/1
) ، و من طريقه فقط ذكره الحافظ ابن كثير في " تفسيره " مجتزأ من إسناده على
قوله : " عن أبي عبد الله .. " مشيرا بذلك إلى أنه علة الحديث . و قد فتشت عنه
في كتب الرجال ، فلم أجده ، فهو مجهول غير معروف .
على أنه كان يحسن بالحافظ ابن كثير بل يجب عليه أن يبتدئ بإسناده من عند
الخشني الراوي عن هذا المجهول ، لكي لا يتوهم الواقف عليه أنه لا علة فيه غير
المجهول المشار إليه ، كيف و الخشني هذا متروك متهم برواية الأحاديث الموضوعة
التي لا أصل لها ! و قد سبق أحدها برقم ( 201 ) ، فراجعه و الذي قبله .
نعم قد صح من الحديث طرفه الأول :
" إن أول شيء خلقه الله القلم ، و أمره فكتب كل شيء " .
و هو مخرج في السلسلة الأخرى برقم ( 133 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] راجع الكلام عليه في كتابنا " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل "
رقم ( 18 ) . اهـ .
1
(3/252)
________________________________________
1254 - " لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة ، و حتى توجد
المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق ، لا ينكر ذلك أحد و لا يغيره ، فيكون
أمثلهم يؤمئذ الذي يقول : لو نحيتها عن الطريق قليلا ، فذاك فيهم مثل أبي بكر
و عمر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/410 ) :
ضعيف جدا
أخرجه الحاكم ( 4/495 ) من طريق القاسم بن الحكم العرني : حدثنا سليمان بن أبي
سليمان : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره و قال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل سليمان هالك ، و الخبر شبه خرافة " .
قلت : و كأنه يعني ما في آخره من المبالغة في أنه مثل أبي بكر و عمر ، و إلا
فسائر الحديث صحيح عن أبي هريرة و غيره ، و لذلك أوردته في " الصحيحة " تحت رقم
( 475 ) .
و في الحديث علة أخرى و هي ضعف القاسم بن الحكم العرني قال في " التقريب " :
" صدوق فيه لين " .
(3/253)
________________________________________
1255 - " استفرهوا ضحاياكم ، فإنها مطاياكم على الصراط " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/411 ) :
ضعيف جدا
رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 33/2 ) عن يحيى بن عبيد الله عن
أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته يحيى ; و هو ابن عبيد الله بن عبد الله بن
موهب المدني قال أحمد : ليس بثقة . و قال ابن أبي حاتم عن أبيه : ضعيف الحديث ،
منكر الحديث جدا . و قال مسلم و النسائي : متروك الحديث .
و أما أبوه عبيد الله فمجهول ، قال الشافعي و أحمد و اللفظ له :
" لا يعرف " . و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " فقال :
" روى عنه ابنه يحيى ، لا شيء . و أبوه ثقة ، و إنما وقع المناكير في حديثه من
قبل ابنه يحيى " .
ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في " التلخيص " ( 4/138 ) :
" أخرجه صاحب " مسند الفردوس " من طريق يحيى بن عبيد الله بن موهب ... و يحيى
ضعيف جدا " .
و تقدم الحديث بلفظ : " عظموا ضحاياكم .. " و أنه لا أصل له . انظر رقم ( 74 )
إن شئت .
(3/254)
________________________________________
1256 - " ثلاث من فعلهن ثقة بالله و احتسابا ، كان حقا على الله أن يعينه و أن يبارك
له : من سعى في فكاك رقبة ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه و أن
يبارك له ، و من تزوج ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه و ان
يبارك له ، و من أحيا أرضا ميتة ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه
و أن يبارك له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/412 ) :
ضعيف
رواه ابن منده في " المنتخب من الفوائد " ( 265/2 ) و الثقفي في " الفوائد "
المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج9 رقم 17 ) و كذا الضياء في " المنتقى من مسموعاته
بمرو " ( 119/1 ) و البيهقي ( 10/319 ) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( 5050 )
عن عمرو بن عاصم الكلابي : نا جدي : عبيد الله بن الوازع عن أيوب السختياني عن
أبي الزبير عن جابر مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه أبو القاسم الحامض في " حديثه كما في " المنتقى منه " (
3/10/1 ) ، و قال الطبراني كما في " مجمع البحرين " ( 166/2 ) :
" لم يروه عن أيوب إلا عبيد الله تفرد به عمرو " .
قلت : و هو صدوق في حفظه شيء كما في " التقريب " و قد أخرجه الشيخان .
و جده عبيد الله بن الوازع مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " ، و أشار إلى
ذلك الذهبي بقوله في ترجمته :
" ما علمت له راويا غير حفيده " .
قلت : و أبو الزبير مدلس معروف بالتدليس و قد عنعنه ، فالعجب من الذهبي حيث قال
في " المهذب " كما في " فيض القدير " :
" إسناده صالح مع نكارته عن أيوب " .
(3/255)
________________________________________
1257 - " يا علي مثل الذي لا يتم صلاته كمثل حبلى حملت ، فلما دنا نفاسها أسقطت ، فلا
هي ذات ولد ، و لا هي ذات حمل . و مثل المصلي كمثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى
يخلص له رأس ماله ، كذلك المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي الفريضة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/413 ) :
ضعيف
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 2/387 ) و أبو القاسم الأصبهاني في "
الترغيب " ( ق 196/1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 1/90 ) الشطر الأول منه من
طريق موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال البيهقي :
" موسى بن عبيدة لا يحتج به ، قد اختلف عليه في إسناده ، فرواه زيد بن الحباب
و أسباط بن محمد هكذا ، و رواه سليمان بن بلال عن موسى بن عبيدة عن صالح بن
سويد عن علي مرفوعا ، و هو إن صح .. " . ثم ساق إسناده إلى سليمان به .
و قد وصله ابن شاذان في " الفوائد " ( 1/119/2 ) و ابن بشران في " الفوائد " (
26/105/2 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( 70/1 - 2 ) .
و أعله الهيثمي ( 2/132 ) بالربذي هذا فقال :
" ضعيف " ، و أشار المنذري ( 1/183 ) إلى تضعيفه . و زاد أبو يعلى في أوله :
" نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ و أنا راكع " .
و قد خالفه في إسنادها إبراهيم بن عبد الله بن حنين فقال عن أبيه أنه سمع علي
ابن أبي طالب يقول :
فذكرها دون حديث الترجمة ، و جعله من سماع عبد الله بن حنين من علي دون ذكر
أبيه بينهما .
أخرجه مسلم ( 2/48 و 49 ) و أحمد ( 1/114 و 123 و 136 ) و أبو يعلى ( 1/119
و 121 و 157 و 175 و 176 ) .
نعم قد ذكر مسلم خلافا آخر في إسناده على عبد الله بن حنين ، لا يضر في هذه
القطعة من الحديث ، لا سيما و لها طرق أخرى في " مسند " أحمد و أبي يعلى
و غيرهما .
و قد شاع الاستدلال بالشطر الأخير منه " المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي
الفريضة " على ما يفتي به كثير من المشايخ من كان مبتلى بترك الصلاة و إخراجها
عن وقتها عامدا بوجوب قضائها مكان السنن الراتبة فضلا عن غيرها ، و يقولون : إن
الله عز وجل لا يقبل النافلة حتى تصلى الفريضة ! و هذا الحديث مع ضعفه لا يدل
على ما ذهبوا إليه لو صح ، إذ إن المقصود به فريضة الوقت مع نافلته ، ففي هذه
الحالة لا تقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة ، فلو أنه صلاهما معا كفريضة الظهر
و نافلتها مثلا في الوقت مع إتيانه بسائر الشروط و الأركان ، كانت النافلة
مقبولة كالفريضة ، و لو أنه كان قد ترك صلاة أو أكثر عمدا فيما مضى من الزمان .
فمثل هذه الصلاة لا مجال لتداركها و قضائها ، لأنها إذا صليت في غير وقتها فهو
كمن صلاها قبل وقتها و لا فرق ، و من العجائب أن العلماء جميعا متفقون على أن
الوقت للصلاة شرط من شروط صحتها ، و مع ذلك فقد وجد من قال في المقلدين يسوغ
بذلك القول بوجوب القضاء : المسلم مأمور بشيئين : الأول الصلاة ، و الآخر وقتها
، فإذا فاته هذا بقي عليه الصلاة ! و هذا الكلام لو صح أولو كان يدري قائله ما
يعني لزم منه أن الوقت للصلاة ليس شرطا ، و إنما هو فرض ، و بمعنى آخر هو شرط
كمال ، و ليس شرط صحة ، فهل يقول بهذا عالم ؟ !
و جملة القول : أن القول بوجوب قضاء الصلاة على من فوتها عن وقتها عمدا مما لا
ينهض عليه دليل ، و لذلك لم يقل به جماعة من المحققين مثل أبي محمد بن حزم
و العز بن السلام الشافعي و ابن تيمية و ابن القيم و الشوكاني و غيرهم . و لابن
القيم رحمه الله تعالى بحث هام ممتع في رسالة " الصلاة " فليراجعها من شاء ،
فإن فيها علما غزيرا ، و تحقيقا بالغا لا تجده في موضع آخر .
و بديهي جدا أن النائم عن الصلاة أو الناسي لها لا يدخل في كلامنا السابق ، بل
هو خاص بالمتعمد للترك ، و أما النائم و الناسي ، فقد أوجد الشارع الحكيم لهما
مخرجا ، فأمرهما بالصلاة عند الاستيقاظ أو التذكر ، فإن فعلا تقبل الله صلاتهما
و جعلها كفارة لما فاتهما ، و إن تعمدا الترك لأدائها حين الاستيقاظ و التذكر
كانا آثمين كالمتعمد الذي سبق الكلام عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من
نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها ، لا كفارة لها إلا ذلك " . أخرجه
الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه . فقوله : " لا كفارة لها إلا ذلك " أي إلا
صلاتها حين التذكر . فهو نص على أنه إذا لم يصلها حينذاك فلا كفارة لها ، فكيف
يكون لمن تعمد إخراجها عن وقتها المعتاد الذي يمتد أكثر من ساعة في أضيق
الصلوات وقتا ، و هي صلاة المغرب ، كيف يكون لهذا كفارة أن يصليها متى شاء و هو
آثم مجرم ، و لا يكون ذلك للناسي و النائم و كلاهما غير آثم ؟ !
فإن قال قائل : لا نقول إن صلاته إياها قضاء هي كفارة له ، قلنا : فلماذا إذا
تأمرونه بالصلاة إن لم تكن كفارة له ، و من أين لكم هذا الأمر ؟ فإن كان من
الله و رسوله فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، و إن قلتم : قياسا على النائم
و الناسي . قلنا : هذا قياس باطل لأنه من باب قياس النقيض على نقيضه و هو من
أفسد قياس على وجه الأرض . و حديث أنس أوضح دليل على بطلانه إذ قد شرحنا آنفا
أنه دليل على أن الكفارة إنما هي صلاتها عند التذكر و أنه إذا لم يصلها حينئذ
فليست كفارة ، فمن باب أولى ذاك المتعمد الذي لم يصلها في وقتها المعتاد و هو
ذاكر .
فتأمل هذا التحقيق فعسى أن لا تجده في غير هذا المكان على اختصاره ، والله
المستعان و هو ولي التوفيق .
و الذي ننصح به من كان قد ابتلى بالتهاون بالصلاة و إخراجها عن وقتها عامدا
متعمدا ، إنما هو التوبة من ذلك إلى الله تعالى توبة نصوحا ، و أن يلتزم
المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها و مع الجماعة في المسجد ، فإنها من
الواجب ، و يكثر مع ذلك من النوافل و لا سيما الرواتب لجبر النقص الذي يصيب
صلاة المرء كما و كيفا لقوله صلى الله عليه وسلم :
" أول ما يحاسب به العبد صلاته ، فإن كان أكملها ، و إلا قال الله عز وجل :
انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن وجد له تطوع ، قال : أكملوا به الفريضة " .
أخرجه أبو داود و النسائي و الحاكم و صححه ، و وافقه الذهبي ، و هو مخرج في "
صحيح أبي داود " رقم ( 810 - 812 ) .
(3/256)
________________________________________
1258 - " بارك في عسل " بنها " " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/415 ) :
منكر
أخرجه الدوري في " التاريخ و العلل " ( رقم - 5273 - تحقيق الدكتور نور سيف )
قال : سمعت يحيى ( ابن معين ) يقول : يروي ليث عن ابن شهاب قال : فذكره مرفوعا
.
قلت ليحيى : حدثك به عبد الله بن صالح ؟ قال : نعم . قال يحيى : بنها : قرية من
قرى مصر .
قلت : و هذا مع كونه مرسلا أو معضلا ، فإن عبد الله بن صالح و هو كاتب الليث
فيه كلام معروف .
(3/257)
________________________________________
1259 - " لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/416 ) :
موضوع
أخرجه ابن ماجه ( 2373 ) و الحاكم ( 4/98 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 354 )
من طريق محمد بن الفرات عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا . و قال الحاكم
:
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و أقره المنذري في " الترغيب " ( 3/166 )
! و كل ذلك من إهمال التحقيق ، و الاستسلام للتقليد ، و إلا فكيف يمكن للمحقق
أن يصحح مثل هذا الإسناد ، و محمد بن الفرات ضعيف بالاتفاق ، بل هو واه جدا .
قال أبو بكر بن أبي شيبة و محمد بن عبد الله بن عمار :
" كذاب " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث ، رماه أحمد بالكذب " .
و قال أبو داود :
" روى عن محارب أحاديث موضوعة منها عن ابن عمر في شاهد الزور " . كما في "
التهذيب " .
و الذهبي نفسه أورده في " الميزان " من أجل هذه النصوص و ساق له هذا الحديث .
و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 146/2 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، محمد بن الفرات أبو علي الكوفي متفق على ضعفه ، و كذبه
الإمام أحمد . و رواه الحاكم و قال : " صحيح الإسناد " و الطبراني في " الأوسط
" و ابن عدي في " الكامل " و عنه البيهقي في " السنن الكبرى " و أبو يعلى
الموصلي من طريق محمد بن الفرات " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن ماجه وحده ، و رمز
له بالصحة ، و اغتر به مؤلف " التاج الجامع للأصول الخمسة " الشيخ منصور علي
ناصف فقال ( 4/67 ) :
" رواه ابن ماجه بسند صحيح " !
و أما المناوي فبيض له في " شرحيه " ، و لم يتكلم عليه بشيء خلافا لعادته !
فاقتضى ذلك كله هذا البحث و التحقيق .
ثم إن الحديث ليس عند الطبراني في " الأوسط " من هذه الطريق كما يوهمه كلام
البوصيري ، و لا بهذا اللفظ ، بل هو عنده من طريق أخرى و بلفظ آخر و هو :
" إن الطير لتضرب بمناقيرها على الأرض ، و تحرك أذنابها من هول يوم القيامة ،
و ما يتكلم شاهد الزور ، و لا تفارق قدماه على الأرض حتى يقذف به إلى النار " .
(3/258)
________________________________________
1260 - " إن الطير لتضرب بمناقيرها على الأرض ، و تحرك أذنابها من هول يوم القيامة ،
و ما يتكلم شاهد الزور ، و لا تفارق قدماه على الأرض حتى يقذف به إلى النار " .قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/417 ) :
منكر
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7766 ) : حدثنا محمد بن إسحاق : حدثنا أبي :
حدثنا سعيد بن الصلت : حدثنا أبو الجهم القرشي : حدثنا عبد الملك بن عمير عن
محارب بن دثار : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا و قال :
" لم يروه عن عبد الملك إلا أبو الجهم ، و لا عنه إلا سعيد " .
قلت : و لم أجد له ترجمة و كذا شيخه أبو الجهم القرشي و قد أشار لهذا الهيثمي
بقوله ( 4/200 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه من لم أعرفه " .
ثم رأيت العقيلي رواه في " الضعفاء " ( 453 ) و ابن عساكر ( 16/135/2 ) من طريق
إسحاق بن إبراهيم ، عن شاذان قال : حدثنا سعد بن الصلت قال : حدثنا هارون بن
الجهم أبو الجهم القرشي به ، و قال العقيلي :
" هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة يخالف في حديثه و ليس بمشهور بالنقل "
قال : " و ليس له من حديث عبد الملك بن عمير أصل ، و إنما هذا حديث محمد بن
الفرات الكوفي عن محارب بن دثار عن ابن عمر ، حدثناه الصائغ عن شبابة عن محمد
ابن الفرات " .
و لذا قال الذهبي في هذا الحديث :
" إنه منكر " . و أقره الحافظ .
(3/259)
________________________________________
******************************
يتبع أن شاء الله ...............
أمـــة الله
2008-05-08, 01:07 PM
1261 - " كان رجل في بني إسرائيل تاجرا ، و كان ينقص مرة ، و يزيد أخرى ، قال : ما في
هذه التجارة خير ، ألتمس تجارة هي خير من هذه ، فبنى صومعة و ترهب فيها ، و كان
يقال له : جريج ، فذكر نحوه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/418 ) :
ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/434 ) من طريق عمر <1> بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، علته عمر هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" ضعفه ابن معين . و قال النسائي : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
قلت : فقول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/286 ) :
" رواه أحمد و إسناده جيد " ; غير جيد ، و لا سيما أن قصة جريج في " الصحيحين "
و غيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا ، و ليس فيها هذا الذي رواه عمر هذا
، فقد تفرد هو به ، فيكون منكرا من منكراته عن أبيه ، فقد قال الذهبي في ترجمته
:
" و لعمر عن أبي مناكير ، و قد علق له البخاري قصة جريج و الراعي فقال : و قال
عمر بن أبي سلمة عن أبيه " .
( تنبيه ) : قوله في آخر حديث الترجمة : " فذكره نحوه " يعني حديث قصة جريج
المذكور قبل هذا في " المسند " . و هي المرونة في " الصحيحين " كما سبق آنفا .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل ( عمرو ) و هو خطأ مطبعي . اهـ .
1
(3/260)
________________________________________
1262 - " لا يقرأ في الصبح بدون عشرين آية ، و لا يقرأ في العشاء بدون عشر آيات " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/419 ) :
ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 4538 ) : حدثنا المقدام بن داود :
حدثنا أسد بن موسى : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن
عبد الله بن الأشج عن خلاد بن السائب عن رفاعة الأنصاري أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : ابن لهيعة ، و اسمه عبد الله ، و هو ضعيف لسوء حفظه و احتراق كتبه ،
إلا من رواية العبادلة عنه كعبد الله بن وهب و غيره ، و ليس هذا منها .
و الخرى : المقدام بن داود ، قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و الحديث اقتصر الهيثمي في " المجمع " ( 2/119 ) على إعلاله بابن لهيعة و قال :
" اختلف في الاحتجاج به " .
و الصواب أنه ليس بحجة إلا في رواية أحد العبادلة عنه كما ذكرنا مرارا .
(3/261)
________________________________________
1263 - " يا أيها الناس من ولي منكم عملا فحجب بابه عن ذي حاجة المسلمين حجبه الله أن
يلج باب الجنة ، و من كانت الدنيا نهمته حرم الله عليه جواري ، فإني بعثت بخراب
الدنيا ، و لم أبعث بعمارتها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/419 ) :
ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " : حدثنا جبرون بن عيسى المغربي : حدثنا يحيى بن
سليمان الجعفري : حدثنا فضيل بن عياض عن سفيان الثوري عن عون بن أبي جحيفة عن
أبيه :
أن معاوية بن أبي سفيان ضرب على الناس بعثا ، فخرجوا ، فرجع أبو الدحداح ،
فقال له معاوية : ألم تكن خرجت مع الناس ؟ قال : بلى ، و لكني سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فأحببت أن أضعه عندك مخافة ألا تلقاني ،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير جبرون ، قال ابن
ماكولا في " الإكمال " ( 3/208 ) : " توفي سنة أربع و تسعين و مائتين " .
و الجعفري ، أورده السمعاني في مادة ( الجفري ) بضم الجيم و سكون الفاء ، و هي
بناحية البصرة ، ثم ساق جماعة ينسبون إليها ، ثم قال :
" و أبو زكريا يحيى بن سليمان الإفريقي المعروف بالجفري نسبه في قريش ، و ظني
أنه موضع بإفريقية ، والله أعلم ، حدث ، و آخر من حدث عنه جبرون بن عيسى بن
يزيد ، توفي سنة 237 " .
و أما الذهبي فأورده في " المشتبه " : " الحفري " بحاء مضمومة و قال :
" عن فضيل بن عياض و عباد بن عبد الصمد ، و عنه جبرون بن عيسى " .
و كذلك وقع في نسخة مخطوطة جيدة من " الميزان " ( الحفري ) بالمهملة المضمومة
و قال : " ما علمت به بأسا " ، و وقع في " الميزان " المطبوع في مصر سنة ( 1325
) " الجفري " بالجيم ، و هو تصحيف لمخالفته المخطوطة و " المشتبه " ، و إن كان
هو الموافق للصواب ، فقد ذكر الحافظ ابن ناصر الدين في " التوضيح " ( 1/142/2 )
أن الذهبي تبع ابن ماكولا و الفرضي في ضبطه بضم الحاء المهملة . ثم قال :
" و قد وجدته في " تاريخ ابن يونس " بخط الحافظ أبي القاسم بن عساكر و سماعه
على الحافظ أبي بكر بن أبي نصر اللفتواني الأصبهاني و عليه خطه ، وجدته (
الجفري ) بالجيم منقوطة مضمومة و كذلك وجدته في " المستخرج " لأبي القاسم بن
منده ، و هو الأشبه بالصواب ، و لعله منسوب إلى " جفرة عتيب " اسم قبيلة في
بلاد المغرب " .
ثم ذكر الحافظ ابن ناصر الدين أن يحيى بن سليمان هذا روى عنه أيضا ابنه
عبد الله بن يحيى ، و لم يذكر فيه تجريحا و لا تعديلا ، فالرجل عندي مستور و إن
قال فيه الذهبي : " ما علمت به بأسا " كما سبق ، و لعل ابن حبان أورده في "
كتاب الثقات " ، فقد رأيت المنذري يشير إلى توثيقه ، فقد قال في " الترغيب " 0
3/142 ) عقب هذا الحديث :
" رواه الطبراني ، و رواته ثقات ، إلا شيخه جبرون بن عيسى فإني لم أقف فيه على
جرح و لا تعديل " .
و أما الهيثمي فقال في " المجمع " ( 5/211 ) :
" رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجفري و لم أعرفهما
، و بقية رجاله رحال الصحيح " .
فهذا يشعر أنه لم يره في " ثقات ابن حبان " . فالله أعلم .
قلت : و لعل سبب هذا الاختلاف ، إنما هو اختلاف وجهة نظرهما في الذي ترجم له
ابن حبان في " الثقات " هل هو هذا أم غيره ؟ و قد وجدت في " أتباع التابعين "
منه المجلد التاسع ترجمتين ، أحدهما : يحيى بن سلام الإفريقي المصري ( ص 261 )
، و الأخرى يحيى بن سليمان الجعفي ( ص 263 ) ، و هذا مترجم في " التهذيب " ،
و ليس بظاهر أن أحدهما هو ( الجفري ) . فالله أعلم .
ثم رأيت الحافظ ابن حجر أورد الحديث في ترجمة أبي الدحداح من " الإصابة " من
رواية أبي نعيم أيضا ، ثم قال :
" و لا يصح ، جبرون واهي الحديث " .
(3/262)
________________________________________
1264 - " إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك ظالم ، فقد تودع منهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/421 ) :
ضعيف
أخرجه الحاكم ( 4/96 ) و أحمد ( 2/163 و 189 - 190 ) و أبو بكر الشافعي في "
الفوائد " ( 6/65/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 185/2 و 187/2 ) من طريق
الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و ذهلا عن كونه منقطعا ، و به أعله
البيهقي ، فقال المناوي في " الفيض " متعقبا عليهما :
" لكن تعقبه البيهقي نفسه بأنه منقطع حيث قال : محمد بن مسلم هو أبو الزبير
المكي ، و لم يسمع من ابن عمرو " .
قلت : و به أعله ابن عدي كما يأتي ، فقد أخرجه آنفا من طريق سنان بن هارون عن
الحسن بن عمرو به إلا أنه قال : عن جابر . بدل " عن ابن عمرو " و قال :
" و هذا رواه جماعة عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو .
و أبو الزبير عن عبد الله بن عمرو يكون مرسلا ، و قد رواه أبو شهاب عبد ربه بن
نافع الحناط عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن
عمرو . و هذا أيضا مرسل لأن عمرا لم يلق عبد الله بن عمرو . فأما الإسناد الآخر
الذي رواه سنان بن هارون عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن جابر .. فلا نعرفه
إلا من حديث سنان ، و أبو الزبير لا يروي هذا عن جابر ، و إنما يرويه عن
عبد الله بن عمرو ، و لسنان بن هارون أحاديث ، و ليست بالمنكرة عامتها ، و أرجو
أنه لا بأس به " .
قلت : و قد أشار إلى أن بعض أحاديثه منكرة ، و هذا منها عنده أيضا فقد قال في
المكان الأول الذي سبقت الإشارة إليه :
" هكذا يروى عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو ، و من قال :
عن جابر فقد أغرب " .
و الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 7/262 ) من رواية ابن عمرو ثم قال :
" رواه أحمد و البزار بإسنادين ، و رجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح ،
و كذلك رجال أحمد " .
و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للطبراني في " الأوسط " من حديث جابر .
و قال المناوي في " فيض القدير " :
" و فيه سيف بن هارون ضعفه النسائي و الدارقطني " .
قلت : كذا وقع في " الفيض " " سيف " ، و لا أدري أهكذا وقعت الرواية عند
الطبراني أم هو تحريف من بعض النساخ ، فإن سيفا هذا على ضعفه قد رواه عن الحسن
ابن عمرو عن أبي الزبير عن ابن عمرو كما رواه الجماعة عن الحسن ، أخرجه ابن عدي
، و إنما رواه عن الحسن عن أبي الزبير عن جابر أخوه سنان بن هارون ، و لا يعرف
إلا من حديث سنان كما قال ابن عدي ; كما تقدم . فالله تعالى أعلم .
ثم تبينت بعد الرجوع إلى " أوسط الطبراني " ( 7989 ) أنه تحرف ، و أن الصواب ما
تقدم " سنان " ، و قال الطبراني :
" لم يروه عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير إلا سنان " .
(3/263)
________________________________________
1265 - " من رأى من مسلم عورة فسترها ، كان كمن أحيا موؤدة من قبرها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/423 ) :
ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 758 ) و أبو داود ( 4891 ) و الطيالسي في
" المسند " ( 1005 ) و ابن شاهين في " جزء من حديثه " ( ق 205/2 - محمودية )
و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 42/1 ) من طريق عبد الله بن المبارك : حدثنا
إبراهيم بن نشيط عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم قال :
" جاء قوم إلى عقبة بن عامر فقالوا : إن لنا جيرانا يشربون و يفعلون ،
أفنرفعهم إلى الإمام ؟ قال : لا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ..
" فذكره . و السياق للبخاري .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات ; غير أبي الهيثم و هو المصري مولى عقبة بن عامر
الجهني و اسمه كثير ، قال الذهبي :
" لا يعرف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " . يعني عند المتابعة و إلا فلين الحديث .
و تابع ابن المبارك عبد الله بن وهب : أخبرني إبراهيم بن نشيط به إلا أنه لم
يذكر فيه " عقبة بن عامر " فلا أدري أسقط ذلك من الناسخ أم هكذا وقعت الرواية
عنده ؟ <1>
أخرجه الحاكم ( 4/384 ) و قال :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و قد علمت أن كثيرا هذا مجهول بشهادة
الذهبي نفسه ! و قال ابن شاهين :
" حديث غريب من حديث إبراهيم بن نشيط " .
قلت : هو ثقة ، و لم يتفرد به كما يأتي ، و إنما علة الحديث أبو الهيثم كثير
هذا . و قد اضطرب فيه على كعب بن علقمة ، فقال ابن المبارك و ابن وهب : عن ابن
نشيط عنه هكذا . و قال ليث بن سعد : عن إبراهيم بن نشيط الخولاني عن كعب بن
علقمة عن أبي الهيثم عن دخين كاتب عقبة قال :
" قلت لعلقمة : إن لنا جيرانا يشربون الخمر ، و أنا داع لهم الشرط فيأخذونهم ،
فقال : لا تفعل ، و لكن عظهم و تهددهم ، قال : ففعل ، فلم ينتهوا ، قال : فجاء
دخين فقال : إني نهيتهم فلم ينتهوا ، و أنا داع لهم الشرط ، فقال عقبة : ويحك
لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : .. " فذكره .
أخرجه أبو داود ( 4892 ) و أحمد ( 4/153 ) و الخلال في " الأمر بالمعروف
و النهي عن المنكر " ( ق 7 - 8 ) ، لكن سقط منه أو من خطي الذي نقلت عنه حرف "
عن " بين أبي الهيثم و دخين ، فصار هكذا " عن أبي الهيثم دخين " و كذلك وقع في
" الترغيب " ( 3/175 ) لكن على التقديم و التأخير " دخين أبي الهيثم " و عزاه
لأبي داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم ، ثم قال :
" رجال أسانيدهم ثقات ، لكن اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافا كثيرا ذكرت
بعضه في مختصر ( السنن ) " .
قلت : فالظاهر أن ما في " الأمر بالمعروف " وجه من وجوه الاختلاف الذي أشار
إليه المنذري ، و كتاب ابن حبان قد رتبه الهيثمي مقتصرا على زوائده على
الصحيحين ، و من المفروض أن يكون الحديث فيه ، لكن لا تطوله الآن يدي . و أما
النسائي فإنما أخرجه في " الكبرى " له و هي غير مطبوعة ، و في المكتبة الظاهرية
أجزاء قليلة منها .
ثم رأيت الحديث في " زوائد ابن حبان " ( 1492 ) من طريق الليث فإذا هو مثل ما
جاء في " الترغيب " .
و مما يرجح الرواية الأولى التي لم يذكر فيها " دخين " اتفاق ابن المبارك و ابن
وهب عليها عن إبراهيم بن نشيط ، و أن ابن لهيعة قد تابع إبراهيم عليها ، فقال :
حدثنا كعب بن علقمة عن مولى لعقبة بن عامر يقال له : أبو كثير قال : لقيت عقبة
ابن عامر ، فأخبرته أن لنا جيرانا يشربون الخمر .. الحديث .
كذا قال ، و هو من أوهام ابن لهيعة ، و الصواب كثير كما تقدم .
أخرجه أحمد ( 4/147 و 158 ) .
و على كل حال فمدار الحديث على كثير و هو مجهول ، فهو علة الحديث كما سبق .
و رواه إسحاق بن سعيد الأركون القرشي : نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن
إسماعيل بن عبيد الله - و كان ثبتا - عمن حدثه عن عقبة بن عامر الجهني و جابر
ابن عبد الله مرفوعا به نحوه .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/426/1 ) .
قلت : و هذا إسناد واه ، فإنه مع احتمال أن يكون شيخ إسماعيل الذي لم يسم هو
أبا الهيثم نفسه ، ففي الطريق إليه ابن سعيد الأركون ، قال أبو حاتم :
" ليس بثقة " .
و قال الدارقطني :
" منكر الحديث " .
و له طريقان آخران عن جابر :
الأولى : عن أبي معشر عن محمد بن المنكدر عنه مرفوعا .
أخرجه أبو سهل القطان في " الفوائد المنتقاة " ( ق 97/1 ) .
قلت : و أبو معشر اسمه نجيح و هو ضعيف من قبل حفظه .
و الأخرى : عن طلحة عن الوضين بن عطاء عن بلال بن سعد عنه .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/233 - 234 ) و ابن عساكر ( 14/364/2 ) و قال
أبو نعيم :
" تفرد به طلحة " .
قلت : و هو ابن زيد الرقي قال أحمد و أبو داود :
" يضع الحديث " .
و ضعفه آخرون .
و بالجملة ، فليس في هذه الطرق ما يمكن الاطمئنان إليه في تقوية الحديث . والله
أعلم .
و في معناه حديث " من ستر على مسلم عورة فكأنما أحيا ميتا " . طب و الضياء عن
شهاب . كذا في " الجامع الصغير " ، و قال الهيثمي ( 6/247 ) بعد أن عزاه
للطبراني من طريق مسلم بن أبي الذيال عن أبي سنان المدني :
" لم أعرفهما ، و بقية رجاله ثقات " . والله أعلم .
ثم رأيت الحافظ ذكره في ترجمة ( شهاب ) غير منسوب من " الإصابة " .
" و قال أبو عمر : هو أنصاري . روى الطبراني من طريق مسلم عن أبي الذيال عن أبي
سفيان سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم كان ينزل مصر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ستر على مؤمن
عورة ، فكأنما أحيا ميتا " . و روى ابن منده من طريق حفص الراسبي قال : قال
جابر بن عبد الله لرجل يقال له : شهاب : أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكر نحوه ؟ قال : فقال : نعم . فقال له جابر : أبشر فإن هذا حديث لم
يسمعه غيري و غيرك . و زعم ابن منده أن حفصا هذا هو أبو سنان . قلت : و فيه نظر
، فقد أخرجه الحسن بن سفيان من طريق أبي همام الراسبي - و كان صدوقا - حدثنا
حفص أبو النضر عن جابر به و أتم منه " .
قلت : و لم أعرف حفصا هذا . و كذلك مسلم عن أبي الذيال لم أعرفهما . و لا يبعد
أن يكون الأصل " مسلم بن أبي الذيال " و مع ذلك لم أعرفه .
ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في " المعجم الكبير " ، و قد طبع منه في بغداد
إلى حرف ( الظاء ) من أسماء الصحابة ، فإذا به يقول : ( 7/374/7231 ) : حدثنا
محمد بن معاذ الحلبي : حدثنا القعنبي : حدثنا معتمر بن سليمان عن سلم بن أبي
الذيال عن أبي سنان رجل من أهل المدينة سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب رجل
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل مصر أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا يبين أن ما في " الإصابة " محرف في ثلاثة مواطن ، و أن صواب
الإسناد : " سلم بن أبي الذيال عن أبي سنان " . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات
معروفون كلهم من رجال مسلم من القعنبي فصاعدا غير أبي سنان هذا ، و في الرواة
من يكنى بأبي سنان من رجال " التهذيب " و " اللسان " جماعة ليس فيهم مدني سوى
يزيد بن أمية أبو سنان الدؤلي المدني ، روى عن علي و ابن عباس و أبي واقد
الليثي ، و هو ثقة ، فإن يكن هو ، فالسند صحيح إلا محمد بن معاذ الحلبي ، فإني
لم أجد له ترجمة ، لكنه من شيوخ الطبراني الذين يكثر عنهم ، فقد روى له في "
المعجم الأوسط " ( 1/128/1 - 129/2 ) نحو عشرين حديثا عن شيوخ له عدة ، أحدها
في " المعجم الصغير " برقم ( 842 - الروض النضير ) . والله أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر التعليق على " بغية الحازم " ترجمة كثير هذا . اهـ .
1
(3/264)
________________________________________
1266 - " من علق تميمة فلا أتم الله له ، و من علق ودعة فلا ودع الله له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/427 ) :
ضعيف
أخرجه الحاكم ( 4/216 و 417 ) و عبد الله بن وهب في " الجامع " ( 111 ) من
طريق حيوة بن شريح قال : حدثنا خالد بن عبيد المعافري أنه سمع أبا مصعب مشرح بن
هاعان المعافري أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
كذا قالا ! و خالد بن عبيد المعافري أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 1/342 ) من
رواية حيوة هذا عنه ليس إلا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الظاهر أنه
لا يعرف إلا في هذا الحديث ، فقد قال الحافظ في " التعجيل " :
" وثقه ابن حبان . قلت : و رجال حديثه موثقون " .
كأنه يعني حديثه هذا . و يشير بقوله : " موثقون " إلى أن في بعض رواته كلاما ،
و هو مشرح بن هاعان ، فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" تكلم فيه ابن حبان " .
قلت : لكن وثقه ابن معين ، و قال عثمان الدارمي : " صدوق " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 403/1 ) :
" أرجو أنه لا بأس به " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ، و إنما علة هذا الحديث جهالة خالد بن
عبيد هذا .
و قد صح الحديث عن عقبة بن عامر بإسناد آخر بلفظ :
" من علق تميمة فقد أشرك " .
و هو في الكتاب الآخر برقم ( 488 ) .
و الحديث قال المنذري ( 4/157 ) :
" رواه أحمد و أبو يعلى بإسناد جيد و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " !
(3/265)
________________________________________
1267 - " من كتم شهادة إذا دعي كان كمن شهد بالزور " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/428 ) :
ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4335 ) عن عبد الله بن صالح : حدثني
معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا
و قال :
" لم يروه عن العلاء إلا معاوية و لا عنه إلا عبد الله " .
قلت : و هو ضعيف . أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" كاتب الليث ، قال أحمد : كان متماسكا ثم فسد ، و أما ابن معين ، فكان حسن
الرأي فيه ، و قال أبو حاتم : أرى أن الأحاديث التي أنكرت عليه مما افتعل خالد
بن نجيح و كان يصحبه ، و لم يكن أبو صالح ممن يكذب ، كان رجلا صالحا ، و قال
النسائي : ليس بثقة " .
و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 2/167 ) :
" حديث غريب ، رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " من رواية عبد الله بن
صالح كاتب الليث ، و قد احتج به البخاري " .
فليس بجيد ، فلم يحتج به البخاري ، و غنما روى له تعليقا ، كما رمز له في "
الخلاصة " و غيرها مثل " التقريب " للحافظ ابن حجر و قال :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و العلاء بن الحارث صدوق ، لكنه كان قد اختلط .
و الحديث قال الهيثمي ( 4/200 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه عبد الله بن صالح وثقه
عبد الملك بن شعيب بن الليث ، فقال : ثقة مأمون ، و ضعفه جماعة " .
(3/266)
________________________________________
1268 - " إن أناسا من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار ، فيقولون : بم دخلتم
النار ؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم ؟ فيقولون : إنا كنا نقول
و لا نفعل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/429 ) :
ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 97 ) و عنه ابن عساكر ( 17/434/2 ) عن زهير
ابن عباد الرواسي : حدثنا أبو بكر الداهري بن عبد الله بن حكيم عن إسماعيل بن
أبي خالد عن الشعبي عن الوليد بن عقبة مرفوعا . و قال الطبراني :
" لم يروه عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو بكر الداهري " .
قلت : و هو متروك ، و قال الهيثمي ( 7/276 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه أبو بكر الداهري و هو ضعيف جدا " .
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/174 ) إلى تضعيفه .
(3/267)
________________________________________
1269 - " من حبس العنب أيام القطاف حتى يبيعه من يهودي أو نصراني أو ممن يتخذه خمرا ،
فقد تقحم النار على بصيرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/429 ) :
باطل
رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/236 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 5488 )
و السهمي ( 299 ) عن عبد الكريم بن عبد الكريم عن الحسن بن مسلم عن الحسين بن
واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا . و قال الطبراني :
" لا يروى عن بريدة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، و آفته الحسن بن مسلم و هو المروزي التاجر ، قال ابن
حبان :
" لا أصل لهذا الحديث من حديث الحسين بن واقد ، فينبغي أن يعدل بالحسن عن سنن
العدول لروايته هذا الحديث منكر " .
و قال الذهبي :
" أتى بخبر موضوع في الخمر . قال أبو حاتم : حديثه يدل على الكذب " .
قلت : فذكر الحديث هو و ابن الجوزي في " التحقيق " ( 3/22 ) من طريق ابن حبان
و أقره .
و لقد أخطأ الحافظ ابن حجر في هذا الحديث خطأ فاحشا فسكت عليه في " التلخيص " (
239 ) ، و قال في " بلوغ المرام " ( 169/37 ) :
رواه الطبراني في " الأوسط " بإسناد حسن " !
و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/389/1165 ) :
" سألت أبي عن هذا الحديث فقال : حديث كذب باطل ، قلت : تعرف عبد الكريم هذا ؟
قال : لا ، قلت : فتعرف الحسن بن مسلم ، قال : لا ، و لكن تدل على روايته (
الأصل : روايتهم ) على الكذب " .
و عبد الكريم هذا مترجم في " تاريخ جرجان " و في " اللسان " و ذكرت كلامهما في
" تخريج أحاديث الحلال و الحرام " ( ص 56 ) .
(3/268)
________________________________________
1270 - " الطابع معلق بقائمة عرش الرحمن ، فإن انتهكت الحرمة ، و عمل بالمعاصي ،
و اجترىء على الدين ، بعث الله الطابع ، فيطبع على قلوبهم ، فلا يعقلون بعد ذلك
شيئا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/430 ) :
موضوع
رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/332 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 160/2 )
و كذا البزار ( 4/103/3298 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/377/2 ) و الديلمي (
2/265 ) عن سليمان بن مسلم : حدثنا سليمان بن مسلم : حدثنا سليمان التيمي عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال ابن عدي :
" حديث منكر جدا ، و سليمان بن مسلم الخشاب قليل الحديث و شبه المجهول ، و لم
أر للمتقدمين فيه كلاما " .
و قال البزار :
" لا نعلم رواه عن سليمان التيمي إلا سليمان بن مسلم " .
قلت : قال البيهقي عقبه :
" تفرد به الخشاب و ليس بالقوي " .
و قال ابن حبان :
" لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص " .
و ذكره الذهبي في " الميزان " ، و ساق له حديثين هذا أحدهما ، و قال :
" هما موضوعان في نقدي " .
و أقره الحافظ في " اللسان " .
و أشار الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3/178 ) إلى تضعيفه و قال :
" رواه البزار و البيهقي " .
(3/269)
******************************
يتبع أن شاء الله ...............
أمـــة الله
2008-05-13, 04:14 PM
1271 - " الطهارات أربع : قص الشارب ، و حلق العانة ، و تقليم الأظفار و السواك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/431 ) :
ضعيف
رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 214/2 ) و البزار ( 2/370/4967 ) عن معاوية
بن يحيى عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، معاوية بن يحيى و هو الصدفي ، قال الحافظ :
" ضعيف " .
و كذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5/168 ) و نسبه أيضا للطبراني في "
الكبير " ، و تبعه المناوي في " شرحيه " .
(3/270)
________________________________________
1272 - " إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو ، و إذا كثر الزنا كثر السبا ،
و إذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا " .قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/431 ) :
ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الكبير " ( 1752 ) عن نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد الخالق
ابن زيد بن واقد عن أبيه ، قال : سمعت بسر بن عبيد الله يذكر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا عبد الخالق هذا قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " . و هذا معناه عنده أنه في منتهى الضعف كما هو مشروح في "
المصطلح " ، فقول المنذري في " الترغيب " ( 3/198 ) :
" ضعيف و لم يترك " ; ليس بصواب .
ثم إن الراوي عنه نعيم بن حماد ضعيف أيضا .
(3/271)
________________________________________
1273 - " شمي عوارضها ، و انظري إلى عرقوبيها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/432 ) :
منكر
أخرجه الحاكم ( 2/166 ) و عنه البيهقي ( 7/87 ) من طريق هشام بن علي : حدثنا
موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه .
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتزوج امرأة ، فبعث امرأة لتنظر إليها
فقال : ( فذكره ) . قال : فجاءت إليهم فقالوا : ألا نغديك يا أم فلان ! فقالت :
لا آكل إلا من طعام جاءت به فلانة ، قال : فصعدت في رف لهم فنظرت إلى عرقوبيها
ثم قالت : أفليني يا بنية ! قال : فجعلت تفليها ، و هي تشم عوارضها ، قال :
فجاءت فأخبرت " . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ، و وافقه الذهبي !
و غمز من صحته البيهقي فقال عقبه :
" كذا رواه شيخنا في " المستدرك " ، و رواه أبو داود السجستاني في " المراسيل "
عن موسى بن إسماعيل مرسلا مختصرا دون ذكر أنس . و رواه أيضا أبو النعمان عن
حماد مرسلا . و رواه محمد بن كثير الصنعاني عن حماد موصولا . و رواه عمارة بن
زاذان عن ثابت عن أنس موصولا " .
قلت : و علة إسناد الحاكم هشام بن علي و هو شيخ شيخه علي بن حمشاذ العدل و لم
أجد له ترجمة في شيء من المصادر التي عندي . و قد خالفه أبو داود ، فقال في "
المراسيل " ( ق 11/2 ) : حدثنا موسى بن إسماعيل : نا حماد بن سلمة عن ثابت
مرسلا . فالصواب المرسل .
و يؤيده رواية أبي النعمان عن حماد مرسلا . و أبو النعمان هو محمد بن الفضل
عارم السدوسي ، و هو ثقة ثبت تغير في آخر عمره و احتج به الشيخان . و أما محمد
ابن كثير الصنعاني الذي رواه عن حماد موصولا فهو ضعيف ، قال الحافظ :
" صدوق كثير الغلط " .
قلت : فمخالفة هذا و هشام بن علي لأبي داود و أبي النعمان ، مما يجعل روايتهما
شاذة بل منكرة . و لا تتأيد برواية عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس التي علقها
البيهقي و وصلها أحمد ( 3/231 ) ، لأن عمارة هذا ضعيف أيضا . قال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
و لذلك قال في " التلخيص " ( 3/147 ) بعد أن عزاه لمن ذكرنا و زاد الطبراني <1>
:
" و استنكره أحمد ، و المشهور فيه طريق عمارة عن ثابت عنه " .
ثم ذكر طريق الحاكم الموصولة و قال :
" و تعقبه البيهقي بأن ذكر أنس فيه وهم " .
و الخلاصة أن الحديث مرسل فهو ضعيف ، لا سيما مع استنكار أحمد إياه . والله
أعلم .
( تنبيه ) أورد الشيخ محمد الحامد في كتابه " ردود على أباطيل " ( ص 44 ) و نقل
تخريجه عن تلخيص الحافظ دون أن يشير إلى ذلك ، و حذف منه إعلاله للحديث
و استنكار أحمد إياه ! ! أورده تحت عنوان " ما يباح النظر إليه من الخاطب إلى
مخطوبته " ، و استدل به على جواز إرسال امرأة إلى المخطوبة لتراها ، ثم تصفها
للخاطب . و أن القول بجواز النظر من الخاطب إلى غير الوجه و الكفين من المخطوبة
باطل . و لم يتعرض لذكر الأحاديث المؤيدة لهذا القول الذي أبطله بدون حجة شرعية
سوى التأييد لمذهبه . و قد رددت عليه في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 95 - 99
) ، و خرجت فيها أربعة أحاديث فيها أمره صلى الله عليه وسلم للرجل أن ينظر إلى
من يريد خطبتها ، و في بعضها : " أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها " و أن بعض
رواته من الصحابة كان يتخبأ ليرى منها ما يدعوه إلى تزوجها ، فراجعها تزدد علما
و فقها .
( تنبيه ) : كنت ذكرت في المصدر المذكور ( 1/156 ) نقلا عن " تلخيص الحبير "
لابن حجر العسقلاني ( ص 291 - 292 ) من الطبعة الهندية رواية عبد الرزاق و سعيد
ابن منصور و ابن أبي عمر ( الأصل : أبي عمرو و هو خطأ ) عن سفيان عن عمرو بن
دينار عن محمد بن علي بن الحنفية أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم .. القصة ،
و فيها أن عمر رضي الله عنه كشف عن ساقيها .
و قد اعتبرتها يؤمئذ صحيحة الإسناد ، اعتمادا مني على ابن حجر - و هو الحافظ
الثقة - و قد أفاد أن راويها هو ابن الحنفية ، و هو أخو أم كلثوم ، و أدرك عمر
و دخل عليه ، فلما طبع " مصنف عبد الرزاق " بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ،
و وقفت على إسنادها فيه ( 10/10352 ) تبين لي أن في السند إرسالا و انقطاعا ،
و أن قوله في " التلخيص " : " .. ابن الحنفية " خطأ لا أدري سببه ، فإنه في "
المصنف " : " ... عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال : .. " و كذلك هو عند سعيد بن
منصور ( 3 رقم 520 ) كما ذكر الشيخ الأعظمي ، و أبو جعفر هذا اسمه محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، و قد جاء مسمى في رواية ابن أبي عمر بـ " محمد
ابن علي " كما ذكره الحافظ نفسه في " الإصابة " ، و ساقه كذلك ابن عبد البر في
" الاستذكار " بإسناده إلى ابن أبي عمر ، و عليه فراوي القصة ليس ابن الحنفية ،
لأن كنيته أبو القاسم ، و إنما هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
كما تقدم ، لأنه هو الذي يكنى بأبي جعفر ، و هو الباقر . و هو من صغار التابعين
، روى عن جديه الحسن و الحسين و جد أبيه علي بن أبي طالب مرسلا ، كما في "
التهذيب " و غيره ، فهو لم يدرك عليا بله عمر ، كيف و قد ولد بعد وفاته بأكثر
من عشرين سنة ، فهو لم يدرك القصة يقينا ، فيكون الإسناد منقطعا ، فرأيت أن من
الواجب علي - أداء للأمانة العلمية - أن أهتبل هذه الفرصة ، و أن أبين للقراء
ما تبين لي من الانقطاع . والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لنا ما زلت له
أقلامنا ، و نبت عن الصواب أفكارنا ، إنه خير مسؤول .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قلت : لم يعزه الهيثمي ( 4/276 ) إلا لأحمد و البزار ، و قد راجعت له "
المعاجم الثلاثة " للطبراني فلم أره في شيء منها . فالله أعلم . اهـ .
1
(3/272)
________________________________________
1274 - " من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه "
.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/434 ) :
ضعيف
أخرجه الحاكم ( 1/22 ) من طريق سعيد بن أبي أيوب : حدثنا عبد الله بن الوليد عن
ابن حجيرة أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره و قال :
" [ صحيح ] على شرط مسلم ، فقد احتج بعبد الرحمن بن حجيرة و عبد الله بن الوليد
و هما شاميان " .
كذا قال ، و وافقه الذهبي . و قد وهما من وجوه :
الأول : أن ابن حجيرة هنا ليس هو عبد الرحمن بل ابنه عبد الله بن عبد الرحمن بن
حجيرة ، فإنه هو الذي يروي عنه عبد الله بن الوليد . كما جاء في ترجمتيهما .
و على هذا ففي الإسناد إشكال ، ذلك لأن عبد الله هذا ليس له رواية عن أبي هريرة
و لا عن غيره من الصحابة ، و كل ما قالوه في ترجمته أنه روى عن أبيه لا غير .
و على هذا فكأنه سقط من الإسناد قوله : " عن أبيه " . والله أعلم .
الثاني : أن عبد الله بن الوليد و ابن حجيرة ليسا شاميين ، و إنما هما مصريان .
الثالث : أن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أصلا .
و كذا عبد الله بن الوليد ، و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و ضعفه
الدارقطني فقال :
" لا يعتبر بحديثه " .
و قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و منه يتبين أن الإسناد ضعيف .
نعم قد جاء الحديث بإسناد صحيح لكن بلفظ :
" إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه
الإيمان " . و هو في " الأحاديث الصحيحة " ( 509 ) .
و مثل حديث الترجمة في الضعف ما رواه عمرو بن عبد الغفار : حدثنا العوام بن
حوشب : حدثني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء ، فإذا زنى العبد نزع منه سربال
الإيمان ، فإن تاب رد عليه " .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/119/1 - 2 ) .
و عمرو هذا قال أبو حاتم :
" متروك الحديث " .
و قال ابن عدي :
" اتهم بوضع الحديث " .
(3/273)
________________________________________
1275 - " من جرد ظهر أخيه بغير حق لقي الله و هو عليه غضبان "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/436 ) :
ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2524 ) : نا إبراهيم : نا محمد بن صدقة الجبلاني
: نا اليمان بن عدي عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعا و قال :
" لم يروه عن محمد بن زياد إلا اليمان " .
قلت : و هو لين الحديث كما في " التقريب " ضعفه أحمد و الدارقطني ، و قال أبو
أحمد الحاكم :
" ليس بالقوي عندهم " .
و قال البخاري :
" في حديثه نظر " .
و أما أبو حاتم فقال :
" شيخ صدوق " .
و بقية رجاله ثقات غير إبراهيم و هو ابن محمد بن عرق و لم أجد له ترجمة .
و منه تعلم أن قول المنذري ( 3/207 ) ثم الهيثمي ( 4/253 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و إسناده جيد " ; غير جيد -
و اغتر بهما المناوي في التيسير ، و الغماري في " كنزه " - و لذا قال الحافظ في
" فتح الباري " :
" في سنده مقال " .
ثم وقفت على إسناده في " الكبير " ( 7536 ) ، فإذا هو بإسناد " الأوسط " نفسه
إلا أنه قال : " محمد بن إبراهيم بن عرق الحمصي " و الظاهر أنه انقلب على بعض
النساخ ، فإنه ليس في شيوخه إلا إبراهيم بن محمد بن عرق ، لا في " الصغير "
و لا في " الأوسط " ( 2/4/1 - 192/2 ) . و أيضا فقد ساق في " الكبير " بعد حديث
الترجمة بحديث واحد حديثا آخر ( 7538 ) قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق
الحمصي : حدثنا .. و يراجع لترجمته " تاريخ ابن عساكر " فإني أكتب هذا و أنا في
( عمان الأردن ) .
(3/274)
________________________________________
1276 - " من كانت فيه واحدة من ثلاث زوجه الله من الحور العين : من كانت عنده أمانة
خفية شهية فأداها من مخافة الله عز وجل ، أو رجل عفا عن قاتله ، أو رجل قرأ
*( قل هو الله أحد )* دبر كل صلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/437 ) :
ضعيف
رواه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 124/2 ) : حدثنا محمد بن
عبد الرحمن مولى بني هاشم : أنبأنا أبي : أنبأنا رواد بن الجراح : أنبأنا محمد
ابن مسلم عن عبد الله بن الحسن عن أم سلمة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علل :
الأولى : الانقطاع بين عبد الله بن الحسن و هو أبو هاشم المدني العلوي و أم
سلمة .
الثانية : ضعف رواد . قال الحافظ :
" صدوق اختلط بآخره فترك " .
الثالثة : محمد بن عبد الرحمن لم أجد له ترجمة ، و كذا أبوه .
و لعل الطبراني رواه من هذا الوجه فقد قال الهيثمي ( 6/302 ) :
" رواه الطبراني و فيه جماعة لم أعرفهم " .
ثم رأيته في " المعجم الكبير " للطبراني ( 23/395/945 ) من طريق أخرى عن رواد
ابن الجراح : حدثنا عبد الله بن مسلم به .
قلت : كذا وقع فيه : " عبد الله بن مسلم " مكان " محمد بن مسلم " ، و لم يتبين
لي الصواب . والله أعلم .
و له شاهد من حديث جابر تقدم برقم ( 654) ، و هو ضعيف جدا ، فلا يستفيد الحديث
منه قوة .
(3/275)
________________________________________
1277 - " إذا وقف العباد للحساب ، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما ،
فازدحموا على باب الجنة ، فقيل : من هؤلاء ؟ قال : الشهداء كانوا أحياء مرزوقين
، ثم نادى مناد : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ، ثم نادى الثانية : ليقم
من أجره على الله فليدخل الجنة . قال : و من ذا الذي أجره على الله ؟ قال :
العافون عن الناس ، ثم نادى الثالثة : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة .
فقام كذا و كذا ألفا فدخلوها بغير حساب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/438 ) :
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 354 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( ق 91/2 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 2192 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6/187 ) من طريق
الفضل بن يسار عن غالب القطان عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ، و قال أبو نعيم :
" حديث غريب من حديث الحسن تفرد به الفضل بن غالب " .
قلت : و في ترجمة الفضل أورده العقيلي و قال :
" و لا يتابع من وجه يثبت " .
و قال أيضا :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد من وجه أصلح من هذا " .
قلت : و يشير بذلك إلى قضية العافين عن الناس ، و لم أقف على الإسناد الذي يشير
إليه ، و قد أخرجه ابن أبي الدنيا في " الأهوال " ( 83/1 ) من الوجه الأول .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3/210 ) بهذا السياق عن أنس و قال :
" رواه الطبراني بإسناد حسن " .
كذا قال ، و هو سهو منه أو تساهل ، فإنه عند الطبراني من الطريق السابق و قد
عرفت ضعفه ، فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 5/295 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " .. و في إسناده الفضل بن يسار ، قال العقيلي :
لا يتابع على حديثه " .
(3/276)
________________________________________
1278 - " ينادي مناد يوم القيامة : لا يقوم اليوم إلا أحد له عند الله يد ، فيقول
الخلائق : سبحانك لك اليد ، فيقول ذلك مرارا ، فيقول : بلى من عفا في الدنيا
بعد قدرة " .قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/439 ) :
منكر
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 242/1 ) عن عمر بن راشد : حدثنا عبد الرحمن بن
عقبة بن سهل عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" عمر بن راشد هذا ليس بالمعروف ، و أحاديثه كلها مما لا يتابعه الثقات عليها "
.
قلت : و هو عمر بن راشد مولى مروان بن أبان بن عثمان ، قال ابن عدي :
" شيخ مجهول كان بمصر يحدث عنه مطرف أبو مصعب المدني و أحمد بن عبد المؤمن
المصري و يعقوب بن سفيان الفارسي " .
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها .
قلت : و عمر هذا هو الجاري المدني المترجم في " الميزان " و " التهذيب " ،
و صرح بذلك الذهبي في " الضعفاء " و هو صنيع الحافظ في " اللسان " فإنه ساق في
ترجمته بعض الأحاديث التي أوردها ابن عدي في ترجمة المولى ، و هذا منها .
(3/277)
________________________________________
1279 - " ينادي ملك من بطنان العرش يوم القيامة ، يا أمة محمد ، الله قد عفا عنكم
جميعا المؤمنين و المؤمنات فتواهبوا المظالم ، و ادخلوا الجنة برحمتي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/439 ) :
موضوع
رواه البغوي في " شرح السنة " ( 4/252/2 ) عن الحسين بن داود البلخي : حدثنا
يزيد بن هارون : حدثنا حميد عن أنس رفعه .
و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 37/2 ) .
قلت : و هذا موضوع آفته البلخي هذا ، قال الخطيب :
" لم يكن بثقة ، فإنه روى نسخة عن يزيد عن حميد عن أنس أكثرها موضوع " .
قلت : و هذا منها .
(3/278)
________________________________________
1280 - " مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/440 ) :
منكر
أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " ( 3/12 ) و ابن الأعرابي في " معجمه
" ( ق 62 - 63 ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 210/1 ) و الطبراني في "
الأوسط " ( 6646 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 284/1 ) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 2/41/2 ) و الضياء المقدسي في " جزء من حديثه " بخطه ( 121/1 ) كلهم
من طريق طلق بن السمح المصري : حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل قال :
" دخلنا على أنس بن مالك نعوده من وجع أصابه ، فقال لجاريته : اطلبي
لأصحابنا و لو كسرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، طلق بن السمح قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل
" ( 2/1/491 ) :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : شيخ مصري ليس بمعروف " .
و قال الذهبي في " الميزان " عقبه :
" و قال غيره : محله الصدق إن شاء الله " . و أورده في " الضعفاء " و قال :
" فيه ضعف " .
و من طريقه رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/112 ) و قال :
" قال أبي : هذا حديث باطل ، و طلق مجهول " .
و أقره الحافظ في ترجمة " طلق " من " التهذيب " و لم يذكر فيه توثيقه عن أحد .
و لهذا قال في " التقريب " :
" مقبول " يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص في " المقدمة " .
و مما سبق تعلم أن قول المنذري في " الترغيب " :
" رواه الطبراني في " الأوسط " بإسناد جيد " ; غير جيد ، و إن تابعه عليه
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8/177 ) ، و قلدهما المناوي في " شرحيه " ،
و الغماري في " كنزه " ; فإن طلقا هذا مجهول الحال ، و إن روى عنه جماعة ، لأنه
لم يوثقه أحد ، هذا مع حكم أبي حاتم على الحديث بالبطلان .
(3/279)
رد: السلسلة الضعيفة
--------------------------------------------------------------------------------
******************************
يتبع أن شاء الله ...............
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir