المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الضعيفة



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 [18] 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64

ذو الفقار
2008-05-13, 11:32 PM
1281 - " ما محق الإسلام محق الشح شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/441 ) :

موضوع

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2/882 - 883 - مخطوطة الهند " و الطبراني في "
الأوسط " ( 487 - حرم ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 271/2 ) من طريق عمرو
ابن الحصين العقيلي : حدثنا علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، عمرو بن الحصين متروك اتفاقا ، و قال الخطيب :
" كان كذابا " .
و شيخه علي بن أبي سارة ضعيف .
و قال المناوي في " فيض القدير " تعليقا على قول السيوطي : " رواه أبو يعلى عن
أنس " :
" و ضعفه المنذري ، و قال الهيثمي : " فيه علي بن أبي سارة ، و هو ضعيف " ،
و قال في محل آخر : رواه أبو يعلى و الطبراني ، و فيه عمرو بن الحصين و هو مجمع
على ضعفه " .
قلت : و قد وجدت له طريقا أخرى ، و لكنها لا تزيد الحديث إلا وهنا ، أخرجه
الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصبهاني في " نسخة الزبير بن عدي " ( ق 2/1 ) من
طريق بشر بن الحسين : نا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا به .
و هذا سند هالك ، بشر هذا قال أبو حاتم :
" يكذب على الزبير " .
و قال ابن حبان :
" يروي بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيها بمائة و خمسين حديثا " .
(3/280)
________________________________________
1282 - " إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ، فلا يصلح لدينكم إلا السخاء و حسن الخلق ، ألا فزينوا دينكم بهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/441 ) :

موضوع

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/91/1 - من " زوائد المعجمين " ) عن عمرو بن
الحصين العقيلي : حدثنا إبراهيم بن أبي عطاء عن أبي عبيدة عن الحسن عن عمران
ابن حصين مرفوعا و قال الطبراني :
" تفرد به عمرو " .
قلت : و هو كذاب كما تقدم مرارا . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/127 )
:
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك " .
و الحديث أورده المنذري ( 3/248 ) من رواية الطبراني و الأصبهاني و أشار إلى
تضعيفه . و قال المناوي في " الفيض " عقب كلام الهيثمي :
" و له طرق عند الدارقطني في " المستجاد " و الخرائطي في " المكارم " من حديث
أبي سعيد و غيره أمثل من هذا الطريق ، و إن كان فيها لين كما بينه الحافظ
العراقي ، فلو جمعها المصنف ، أو آثر ذلك لكان أجود " .
و أقول : ما أظن أن في شيء من تلك الطرق ما يتقوى الحديث به ، و لذلك ضعفه
المناوي في " التيسير " ، و من ذلك أن الأصبهاني أخرجه في " الترغيب و الترهيب
" ( ق 118/1 و 156/1 ) من طريق عبد الله بن وهب الدينوري بسنده عن مجاعة بن
الزبير عن الحسن به .
و هذا إسناد واه بمرة ، آفته الدينوري هذا ; فإنه مع كونه حافظا رحالا ; فقد
قال الدارقطني :
" كان يضع الحديث " .
و مجاعة بن الزبير مختلف فيه .
و بينهما من لم أعرفه .
و رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 7 و 53 ) من حديث جابر ، من طريقين
عن محمد بن المنكدر عنه به دون قوله : ألا فزينوا .. " .
و في الأولى من لم أعرفه ، و في الأخرى عبد الملك بن مسلمة البصري ، و من طريقه
أخرجه أبو حاتم في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 2/2/371 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/134 ) و قال :
" يروي المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عني بعلم السنن " .
و قال أبو حاتم :
" حدثني بحديث في الكرم عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام ،
بحديث موضوع " . يعني هذا .
(3/281)
________________________________________
1283 - " خلق الله جنة عدن ، و غرس أشجارها بيده ، فقال لها : تكلمي ، فقالت : *( قد أفلح المؤمنون )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/443 ) :

ضعيف

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5/1837 ) من طريق العلاء بن العباس بن محمد
الدوري : حدثنا علي بن عاصم : أنبأ حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا به .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " !
و رده الذهبي في " التلخيص " بقوله :
" قلت : بل ضعيف " .
قلت : و علته علي بن عاصم هذا كان سيء الحفظ كثير الخطأ ، و إذا بين له لا يرجع
عنه ، و لذلك ضعفه جمهور أئمة الحديث ، و كذبه ابن معين و غيره و في ترجمته
أورد الذهبي هذا الحديث و قال :
" و هذا حديث باطل ، و لقد أساء ابن عدي في إيراده هذا في ترجمة علي ، فالعلاء
متهم بالكذب " .
قلت : قد تابعه العباس الدوري عند الحاكم كما سبق ، فبرئت منه عهدة العلاء ،
و ثبت الحمل فيه على علي ، كما فعل ابن عدي .
و قد تابعه أيضا أبو سالم المعلى بن مسلمة الرؤاسي عن علي به .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10/118 ) .
و قد روي الحديث بلفظ آخر هو :
" خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر
إليها فقال : *( قد أفلح المؤمنون )* ، قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل " .
(3/282)
________________________________________
1284 - " خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر
إليها فقال : *( قد أفلح المؤمنون )* ، قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/444 ) :

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/174/2 ) و " الأوسط " ( 5648 ) من
طريق حماد بن عيسى العبسي عن إسماعيل السدي عن أبي صالح عن ابن عباس يرفعه
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حماد بن عيسى العبسي ، قال الذهبي في " الميزان " :
" فيه جهالة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور ، و قيل : هو الذي قبله " .
يعني حماد بن عيسى الجهني الواسطي غريق الجحفة ، فإذا كان هو فهو معروف بالضعف
، قال الحاكم و النقاش :
" يروي عن ابن جريج و جعفر الصادق أحاديث موضوعة " .
لكن للحديث طريق أخرى . فقال المنذري في " الترغيب " ( 3/247 و 4/252 ) و تبعه
الهيثمي ( 10/297 ) و اللفظ له :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و أحد إسنادي الطبراني في " الأوسط
" جيد " .
قلت : و فيما قالا نظر من وجهين :
الأول : أن الإسناد الآخر فيه ضعف أيضا ، و قد أخرجه الطبراني في " الأوسط " (
324 ) و " الكبير " أيضا ( 3/122/1 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 63/13/2 )
و تمام الرازي في " الفوائد " و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/340/1
و 15/70/4 ) من طريق هشام بن خالد : حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن
عباس مرفوعا بلفظ :
" لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ، و لا خطر على
قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي فقالت : *( قد أفلح المؤمنون )* " .
فهذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة بقية ، و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " :
" بقية عن الحجازيين ضعيف " .
كذا قال ، و بقية صدوق في نفسه ، و إنما عيبه أنه كان يدلس عن الضعفاء
و المتروكين ، فإذا صرح بالتحديث و كان من فوقه ثقة ، و من دونه ثقة فهو حجة ،
و إلا فلا . و قد رأيت الحديث في " صفة الجنة " لأبي نعيم ( 3/1 - 2 ) أخرجه من
هذا الوجه ، لكنه قال : حدثنا بقية : حدثني ابن جريج به . و كذلك وقع في "
الأوسط " فإن كان محفوظا عن هشام بن خالد ، فلا يحتج به أيضا ، لأن هشاما و هو
الأزرق كان يروج عليه الخطأ فيقول في كل خبر يرويه عن بقية : حدثنا ، و بقية لم
يقل : حدثنا ، كما في رواية الأكثرين . و تقدم له حديث آخر بلفظ :
" من أصيب بمصيبة .. " الحديث ( 198 ) .
و الآخر : أن متن الإسناد الآخر يختلف عن متن الأول ، فإنه :
أولا : ليس فيه " قال : وعزتي .. " .
و ثانيا : أن القائل فيه : *( قد أفلح المؤمنون )* هي الجنة ، و في الأول هو
الله تعالى . فلا يجوز القول في المتن الأول : " رواه الطبراني .. بإسنادين
أحدهما جيد " . و الإسناد الجيد - إن سلم بجودته - متنه مختلف عن متن الإسناد
الضعيف ! فتأمل هذا فإنك قد لا تراه في مكان آخر .
و قد روي الحديث بأتم منه و هو :
" خلق الله جنة عدن بيده ، لبنة من درة بيضاء ، و لبنة من ياقوتة حمراء ،
و لبنة من زبرجدة خضراء ، و ملاطها مسك ، و حشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ،
و ترابها العنبر ، ثم قال لها : انطقي ، قالت : *( قد أفلح المؤمنون )* ، فقال
الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )* " .
(3/283)
________________________________________
1285 - " خلق الله جنة عدن بيده ، لبنة من درة بيضاء ، و لبنة من ياقوتة حمراء ،
و لبنة من زبرجدة خضراء ، و ملاطها مسك ، و حشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ،و ترابها العنبر ، ثم قال لها : انطقي ، قالت : *( قد أفلح المؤمنون )* ، فقال
الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )* "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/445 ) :

ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة الجنة " كما في " الترغيب " ( 3/247 و 4/252 )
و " تفسير ابن كثير " ، و أبو نعيم في " صفة الجنة " له ( 3/1 - 2 ) من طريق
محمد بن زياد بن الكلبي : حدثنا يعيش بن حسين ( و في أبي نعيم : بشر بن حسن )
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن زياد بن الكلبي ، أورده الذهبي في " الضعفاء "
و قال :
" قال ابن معين : لا شيء " .
و يعيش بن حسين ، أو بشر بن حسن لم أعرفه ، و أغلب الظن أنه وقع محرفا في "
التفسير " و منه نقلت ، و في " صفة الجنة " لأبي نعيم كما سبق الإشارة إلى ذلك
. والله أعلم .
(3/284)
________________________________________
1286 - " من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره ، سره الله يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/446 ) :

منكر

أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/159 ) : حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن
أبي بزة قال : حدثنا الحكم بن عبد الله أبو حمدان البصري - و كان قدريا - قال :
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك : قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 244 ) و ابن عدي في "
الكامل " ( ق 68/2 ) و قال :
" هذا حديث منكر بهذا الإسناد " .
و قال الطبراني :
" تفرد به ابن أبي بزة " .
قلت : و اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة المكي ، قال
الذهبي في " الميزان " :
" إمام في القراءة ثبت فيها . قال الإمام أحمد : لين الحديث . و قال العقيلي :
منكر الحديث . و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث لا أحدث عنه . و قال ابن أبي حاتم
: روى حديثا منكرا " .
و أورده في " الضعفاء " و قال :
" تفرد بحديث ( الديك الأبيض حبيبي و حبيب حبيبي ) " .
قلت : فهو علة الحديث .
و له علة أخرى و هي عنعنة الحسن و هو البصري فإنه و إن كان قد سمع من أنس بن
مالك فإنه كان يدلس .
و يمكن استخراج علة ثالثة ، فإن ابن عدي أورده في ترجمة الحكم بن عبد الله و هو
أبو النعمان ، و وقع عند ابن عدي في سند هذا الحديث " أبو مروان " و قد ذكر في
ترجمته أنه يكنى بهذا ، و بأبي النعمان ، و لم يذكر أنه يكتني بأبي حمدان .
فلعلها تحرفت في " الكنى " من الناسخ أو الطابع ، و لم يذكر فيه توثيقا و لا
تجريحا غير أنه ساق له أحاديث استنكرها ، هذا منها كما تقدم . و قال :
" لا يتابعه عليها أحد " .
و لكنه من رجال البخاري ، و وثقه الخطيب و ابن حبان إلا أنه قال : " ربما أخطأ
" ، و قال أبو حاتم : " كان يحفظ و هو مجهول " .
و ذكر الحافظ في " التهذيب " :
" و يهجس في خاطري أن الراوي عن سعيد ( بن أبي عروبة ) هو أبو مروان ، و هو غير
أبي النعمان الراوي عن شعبة . فالله أعلم " .
قلت : و إذا تبين لك حال هذا الحديث و ما فيه من العلل ، فلا تغتر بقول المنذري
( 3/252 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " بإسناد حسن ، و أبو الشيخ في ( كتاب الثواب ) "
.
و كذا قول الهيثمي ( 8/193 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و إسناده حسن " .
فإن ذلك من تساهلهما ، و من أجل ذلك رأيت أن أحرر القول في إسناده ، و أبين
حقيقة أمره لكي لا يغتر بتحسينها من لا علم عنده كالغماري في " كنزه " . والله
الموفق .
(3/285)
________________________________________
1287 - " لا يدخل ولد الزنا الجنة ، و لا شيء من نسله ، إلى سبعة آباء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/447 ) :

باطل

رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 145 ) عن الحسين بن إدريس الحلواني : نا
سليمان بن أبي هوذة : نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" لم يروه عن إبراهيم إلا عمرو " .
قلت : و هو صدوق له أوهام ، لكن شيخه إبراهيم بن المهاجر و هو ابن جابر البجلي
صدوق لين الحفظ ، فهو علة الحديث .
و أما إعلال الهيثمي للحديث بقوله ( 6/257 ) :
" و فيه الحسين بن إدريس و هو ضعيف " .
فلا وجه له ، لأن الحسين هذا وثقه الدارقطني و أخرج له ابن حبان في " صحيحه "
و كان من الحفاظ كما قال ابن ماكولا ، و غاية ما جرح به قول ابن أبي حاتم فيه :
" كتب إلي بجزء من حديثه ، فأول حديث منه باطل ، و الثاني باطل ، و الثالث
ذكرته لعلي بن الجنيد فقال : أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل ، و كذا هو عندي
فلا أدري البلاء منه أو من خالد بن هياج " .
فقد تردد ابن أبي حاتم في اتهام الرجل بهذه البواطيل فينبغي التوقف عن الجزم
بأنه المتهم ، حتى يأتي البيان و قد وجدنا الحافظ ابن عساكر قال :
" البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك " .
و مما يؤكد أن الحسين بن إدريس بريء العهدة من هذا الحديث أنه لم يتفرد به كما
يشعر بذلك قول الطبراني المتقدم ، و قال عبد بن حميد في " المنتخب من المسند "
( ق 189/2 ) : حدثنا عبد الرحمن بن سعد الرازي : حدثنا عمرو بن أبي قيس به .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/111 ) ، و قال - و تبعه السيوطي في "
اللآلىء " - 2/193 ) :
" لا يصح ، إبراهيم بن مهاجر ضعيف ، قال الدارقطني : اختلف على مجاهد في هذا
الحديث على عشرة أوجه ، فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة ، و تارة عن مجاهد عن
ابن عمر ، و تارة عن مجاهد عن ابن أبي ذباب ، و تارة عن مجاهد عن ابن عمرو
موقوفا ، إلى غير ذلك ، و كله من تخليط الرواة " .
قلت : و قد بين أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3/307 - 309 ) هذه الوجوه
العشرة من الاضطراب ، و زاد عليها فأفاد و أجاد ، فمن شاء فليرجع إليه .
و للحديث طرق أخرى بنحوه كلها معلولة ، و قد ساق ابن الجوزي بعضها و بين عللها
ثم قال :
" إن هذه الأحاديث مخالفة للأصول ، و أعظمها قوله تعالى : *( و لا تزر وازرة
وزر أخرى )* " .
و زاد عليه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/228 ) :
" قلت : و لقوله صلى الله عليه وسلم " ولد الزنا ليس عليه إثم أبويه شيء " .
أخرجه الطبراني من حديث عائشة . قال السخاوي : و سنده جيد . والله أعلم " .
قلت : و قد تكلم على الحديث جماعة من العلماء كالحافظ ابن حجر في " تخريج
الكشاف " ( 4/176/210 ) و السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 470/1322 ) و ابن
طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 109 ) و ابن القيم في " المنار " ( ص 48 ) ،
و اتفقوا جميعا على أنه ليس على ظاهره ، و على أنه ليس له إسناد صالح للاحتجاج
به ، و غاية ما ادعاه بعضهم ردا على ابن طاهر و ابن الجوزي أنه ليس بموضوع !
و لذلك تكلفوا في تأويله حتى لا يتعارض مع الأصل المتقدم ، بما تراه مشروحا في
كثير من المصادر المتقدمة . و أنا أرى أنه لا مسوغ لتكلف تأويله بعد ثبوت ضعفه
من جميع طرقه ، و لذلك فقد أحسن صنعا من حكم عليه بالوضع كابن طاهر و ابن
الجوزي . والله أعلم .
ثم بدا لي تقييد هذا الحكم ، بهذا اللفظ المخرج هنا بتمامه ، و أما طرفه الأول
منه ، فقد روي نحوه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا ، و صحح أحدها ابن حبان في
حديث خرجته في " الصحيحة " برقم ( 672 ) ، و ذكرت هناك المعنى المراد منه
فراجعه .
(3/286)
________________________________________
1288 - " من تمام التحية الأخذ باليد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/449 ) :

ضعيف

روي من حديث عبد الله بن مسعود ، و أبي أمامة ، و البراء بن عازب :
1 - حديث ابن مسعود . يرويه يحيى بن سليم عن سفيان عن منصور عن خيثمة عن رجل
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الترمذي ( 2/121 ) و أبو أحمد الحاكم في " الفوائد " ( 11/70/2 ) و قال
الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم " .
قلت : و هو الطائفي و هو سيىء الحفظ ، و بقية الرجال ثقات غير الرجل الذي لم
يسم . و لهذا قال الحافظ في " الفتح " ( 11/47 ) :
" و في سنده ضعف " .
و حكى الترمذي عن البخاري أنه رجح أنه موقوف على عبد الرحمن بن يزيد النخعي أحد
التابعين .
و قال ابن أبي حاتم في العلل ( 2/307 ) عن أبيه :
" هذا حديث باطل " .
2 - حديث أبي أمامة . و له عنه طريقان :
الأولى : من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته ، أو على يده فيسأله : كيف هو
؟ و تمام تحياتكم بينكم المصافحة " .
أخرجه الترمذي ( 2/122 ) و أحمد ( 5/260 ) و كذا الروياني في " مسنده " (
30/219 و 220/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 236/1 ) و محمد بن رزق الله
المنيني في " حديث أبي علي الفزاري " ( 85/2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
5/59/2 ) و قال الترمذي :
" هذا إسناد ليس بذاك . قال محمد ( يعني البخاري ) : و عبيد الله بن زحر ثقة ،
و علي بن يزيد ضعيف ، و القاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن و هو مولى
عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية ، و هو ثقة ، و القاسم شامي " .
و قال الحافظ في " الفتح " ( 11/46 ) بعد أن عزاه للترمذي :
" سنده ضعيف " .
و قال في " بذل الماعون " ( 3/1/ الملزمة 11 ) :
" سنده لين " .
و الأخرى : عن بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول عنه مرفوعا بالجملة
الأخيرة منه فقط .
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 117/1 ) .
و هذا إسناد ضعيف بشر و بكار مجهولان كما قال أبو حاتم ، و اتهمهما ابن حبان .
و لكنهما قد توبعا ، فأخرجه تمام أيضا من طريق عمر بن حفص عن عثمان بن
عبد الرحمن عن مكحول به .
و هذه متابعة واهية جدا ، عثمان هذا و هو الوقاصي قال الذهبي :
" تركوه " .
و عمر بن حفص هو المدني لم يوثقه غير ابن حبان ، و روى عنه جماعة .
و له طريق أخرى : عن يحيى بن سعيد المدني عن القاسم به دون قوله : " و تمام ..
" .
أخرجه ابن السني ( 530 ) .
و يحيى هذا متروك .
3 - حديث البراء . أخرجه أبو محمد الخلدي في جزء من " الفوائد " ( 46 - 50 ) :
أخبرنا القاسم : حدثنا جبارة قال : أنا حماد بن شعيب عن أبي جعفر الفراء عن
الأغر أبي مسلم عنه به .
و هذا إسناد ضعيف ، حماد بن شعيب و هو الحماني قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه النسائي و غيره " .
و قد خالفه في إسناده إسماعيل بن زكريا فقال : عن أبي جعفر الفراء عن عبد الله
ابن يزيد عن البراء بن عازب قال :
" من تمام التحية أن تصافح أخاك " .
فأوقفه ، و هو الصواب ، لأن إسماعيل بن زكريا ثقة محتج به في " الصحيحين "
فروايته أصح من مثل حماد بن شعيب ، و بقية رجال الإسناد ثقات كلهم ، فالسند
صحيح موقوف .
و كذلك أخرجه ابن عساكر ( 17/274/1 ) عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن
الأسود بن يزيد النخعي قال : فذكره موقوفا .
و ليث ضعيف . و قد رواه غيره عن عبد الرحمن بن يزيد ، فقال الترمذي عقب ما
نقلته عنه في الحديث الأول :
" قال محمد ( يعني البخاري ) : و إنما يروى عن منصور عن أبي إسحاق عن
عبد الرحمن بن يزيد أو غيره قال : من تمام التحية الأخذ باليد " .
قلت : و جملة القول أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ،
فليس فيها ما يمكن الاعتماد عليه كشاهد صالح ، فالذي أستخير الله فيه أنه ضعيف
مرفوعا ، صحيح موقوفا . والله أعلم .
(3/287)
________________________________________
1289 - " يطهر الدباغ الجلد ، كما تخلل الخمرة فتطهر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/452 ) :

لا أصل له

كما في " التحقيق " لابن الجوزي ، و " التنقيح " لابن عبد الهادي ( 1/15/2 ) .
و الأحاديث في أن الإهاب يطهره الدباغ صحيحة معروفة في مسلم و السنن و المسانيد
و غيرها ، مثل حديث ابن عباس مرفوعا " أيما إهاب دبغ فقد طهر " و هو مخرج في "
غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام " ( 28 ) ، و إنما أوردته من أجل
الشطر الثاني منه الدال على أن الخمرة نجسة في الأصل ، فليس في الأدلة الشرعية
من الكتاب و السنة ما يؤيد أن الخمرة نجسة ، و لذلك ذهب جماعة من الأئمة إلى
أنها طاهرة ، و أنه لا تلازم بين كون الشيء محرما و كونه نجسا . و من هؤلاء
الليث بن سعد و ربيعة الرأي و غيرهم ممن سماهم العلامة القرطبي في " تفسيره " ،
فليراجعه من شاء ، و هو اختيار الإمام الشوكاني في " السيل الجرار " ( 1/35 -
37 ) و غيره .
(3/288)
________________________________________
1290 - " من مر بالمقابر فقرأ *( قل هو الله أحد )* إحدى عشرة مرة ، ثم وهب أجره للأموات ، أعطي من الأجر بعدد الأموات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/452 ) :

موضوع

أخرجه أبو محمد الخلال في " فضائل الإخلاص " ( ق 201/2 ) و الديلمي في " مسند
الفردوس " عن عبد الله بن أحمد بن عامر : حدثنا أبي : حدثنا علي بن موسى عن أبي
موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عن أبيه الحسين عن
أبيه علي مرفوعا .
قال في " الميزان " :
" عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة
الموضوعة ، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه " .
ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 144 ) .
و قال الحافظ السخاوي في " الفتاوي الحديثية " له ( ق 19/2 شيخ الإسلام ) :
" رواه القاضي أبو يعلى بإسناده عن علي ، و رواه الدارقطني أيضا و النجاد كما
ذكره الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم المقدسي في " جزء فيه وصول القراءة إلى
الميت " ، و عزاه القرطبي في " تذكرته " للسلفي . و أسنده صاحب " مسند الفردوس
" أيضا كلاهما من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائفي عن أبيه عن علي بن
موسى الرضى .. عن علي . لكن عبد الله و أبوه كذابان ، و لو أن لهذا الحديث أصلا
لكان حجة في موضوع النزاع و لارتفع الخلاف ، و يمكن أن تخريج الدارقطني له [
إنما هو ] في " الأفراد " لأنه لا وجود له في " سننه " . والله أعلم " .
و الحديث أورده العجلوني في " كشف الخفاء " ( 2/282/2630 ) و قال :
" رواه الرافعي في " تاريخه " عن علي " .
كذا قال فلم يصنع شيئا بسكوته عنه ، و ذلك لعدم علمه بحاله ! و مثله يتكرر منه
كثيرا في هذا الكتاب الذي تمام اسمه ينبىء عن موضوعه : " ... و مزيل الإلباس
عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس " ! فإن هذا الحديث مع شهرته و لهج
القبوريين به ، لم يتبين للشيخ حاله . و هو موضوع بشهادة الحافظين السخاوي
و السيوطي . و لا يخدج على هذا أن السيوطي أورده أيضا في " الجامع الكبير " (
2/298/1 ) من رواية الرافعي ، و منه نقله العجلوني ! فإن جامعه هذا جمع فيه ما
هب و دب ، بخلاف كتابه الآخر " الجامع الصغير " فإنه ذكر في مقدمته أنه صانه
عما تفرد به كذاب أو وضاع . و مع ذلك فإنه لم يستطع القيام بهذا ، فوقع فيه
كثير من الموضوعات ، كما يتبين لمن يتتبع ما ننشره في هذه " السلسلة " <1> ،
أما هذا الحديث فقد وفق لصيانة كتابه منه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و أبين من ذلك الرجوع إلى كتابي " ضعيف الجامع الصغير " و هو مطبوع في ثلاث
مجلدات . اهـ .
1
(3/289)
*************************************
يتبع ان شاء الله ....

أمـــة الله
2008-05-17, 01:59 AM
________________________________________


1291 - " الزهادة في الدنيا تريح القلب و البدن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/454 ) :

ضعيف

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 459 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 23/2 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 6256 - بترقيمي ) من طريق أشعث بن براز عن علي بن
زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف .
و أشعث بن براز ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي :
" متروك الحديث " . و ضعفه متفق عليه .
( و براز ) بضم الباء ثم راء ثم زاي ، و تحرف على الحافظ الهيثمي فقال في "
المجمع " ( 10/286 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه أشعث بن نزار ، و لم أعرفه ، و بقية رجاله
وثقوا ، على ضعف في بعضهم " .
هكذا وقع له " نزار " ، و ليس في الرواة " أشعث بن نزار " و لذلك لم يعرفه ،
فهو معذور ، و لكن كيف نعلل قول المنذري في " الترغيب " ( 4/96 ) :
" رواه الطبراني ، و إسناده مقارب " ؟
فهل نقول : إنه لم يعرفه أيضا ، ثم أحسن الظن به ، فقال في إسناده : " مقارب "
! أم نقول : إنه عرفه و أنه ابن براز المتروك ؟ غالب الظن الأول ، فإن ابن براز
لا يمكن أن يقال في سند هو فيه : " مقارب " و قد اتهمه البخاري بقوله فيه : "
منكر الحديث " كما هو معروف عنه . و أما ابن جدعان فهو خير منه بكثير ، فمثله
يحتمل أن يقال في إسناده : " مقارب " دون ابن براز . و لكن إن جاز ذلك فيهما ،
فكيف يجوز لهما أن يقولا ذلك في إسناد الطبراني ، و فيه شيخه محمد بن زكريا
الغلابي و هو وضاع عن يحيى بن بسطام و هو مختلف فيه ، حتى قال أبو داود :
" تركوا حديثه " ؟ !
و للحديث شاهد مرسل ، يرويه محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره و زاد :
" .. و الرغبة في الدنيا تطيل الهم و الحزن " .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( ق 9/1 ) : حدثني الهيثم بن خالد
البصري قال : حدثنا الهيثم بن جميل قال : حدثنا محمد بن مسلم .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن مسلم و هو الطائفي و هو ضعيف لسوء
حفظه .
ثم رواه ابن أبي الدنيا ( 34/2 ) من طريق إبراهيم بن الأشعث عن الفضيل بن عياض
يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره مثل حديث طاووس .
قلت : و هذا مع كونه معضلا ، فإبراهيم بن الأشعث فيه ضعف من قبل حفظه .
و أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 18/2 ) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج قال
: نا بقية بن الوليد عن بكر بن خنيس عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا مثله
، و زاد :
" و البطالة تقسي القلب " .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، لضعف أحمد بن الفرج ، و عنعنة بقية فإنه مدلس ، و بكر
ابن خنيس أورده في " الضعفاء " و قال :
" قال الدارقطني : متروك " .
ثم روى ابن أبي الدنيا ( 10/1 ) عن عبد الله الداري قال :
" كان أهل العلم بالله عز وجل و القبول عنه يقولون .. " فذكره دون الزيادة
الأخيرة .
فهذا هو الصواب في الحديث أنه موقوف من قول بعض أهل العلم ، رفعه بعض الضعفاء
عمدا أو سهوا . والله أعلم .
(3/290)
________________________________________

1292 - " أزهد الناس من لم ينس القبر و البلى ، و ترك أفضل زينة الدنيا ، و آثر ما
يبقى على ما يفنى ، و لم يعد غدا من أيامه ، و عد نفسه في الموتى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/456 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( ق 11/1 - 2 ) عن سليمان بن فروخ عن
الضحاك بن مزاحم قال :
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله من أزهد الناس ؟ قال :
من لم ينس ...
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي . قال الحافظ :
" صدوق ، كثير الإرسال " .
و سليمان بن فروخ أورده ابن أبي حاتم ( 2/1/135 ) قائلا :
" روى عنه أبو معاوية و قريش بن حبان العجلي " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فأورده على قاعدته في "
الثقات " ( 2/111 ) من رواية قريش عنه !
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي فقط في " الشعب " عن
الضحاك مرسلا . و قال المناوي في " الفيض " :
" رمز لضعفه " .
و قال في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف " .
(3/291)
________________________________________

1293 - " ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/456 ) :

موضوع
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 98/1 - 2 ) عن سليمان الشاذكوني : حدثنا إسماعيل
ابن أبان : حدثنا علي بن الحزور قال : سمعت أبا مريم يقول : سمعت عمار بن
ياسر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : هذا إسناد هالك مسلسل بالعلل السوداء !
1 - أبو مريم و هو الثقفي . قال الحافظ :
" مجهول " .
2 - علي بن الحزور . قال :
" متروك شديد التشيع " .
3 - إسماعيل بن أبان و هو الغنوي الخياط الكوفي .
قال الحافظ :
" متروك رمي بالوضع " .
4 - سليمان الشاذكوني و هو ابن داود . متهم بالوضع و الكذب في الحديث . أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" قال ابن معين : كان يكذب . و قال البخاري : فيه نظر . و قال أبو حاتم : متروك
" .
و من هذا البيان و النقد تعلم تقصير الهيثمي حين قال في " مجمع الزوائد " (
10/286 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه سليمان الشاذكوني و هو متروك " !
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 4/96 ) إلى تضعيفه !
(3/292)
________________________________________

1294 - " يا عائشة ! إن أردت اللحوق بي ، فليكفك من الدنيا كزاد الركب ، و لا تستخلقي
ثوبا حتى ترقعيه ، و إياك و مجالسة الأغنياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/457 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ( 1/329 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8/1/52 ) و ابن أبي الدنيا
في " ذم الدنيا " ( ق 10/2 ) و الحاكم ( 4/312 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق
198/1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3/307/1 ) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن
صالح بن حسان عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعا . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان و سمعت محمدا ( يعني
البخاري ) يقول : هو منكر الحديث " .
و قال ابن عدي :
" صالح بن حسان بعض أحاديثه فيه إنكار ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .
قلت : و قول البخاري المتقدم فيه يشعر أنه في منتهى الضعف عنده ، على ما عرف من
اصطلاحه في هذه الكلمة . و لهذا قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
و لذلك فقد أخطأ الحاكم خطأ فاحشا حين قال :
" هذا حديث صحيح الإسناد " ! و اغتر به الفقيه الهيتمي ، فصححه في كتابه " أسنى
المطالب في صلة الأقارب " ( ق 41/1 ) و لم يدر أن الذهبي قد تعقبه بقوله :
" قلت : الوراق عدم " .
و هو كما قال ، لكن الوراق لم يتفرد به فيما يبدو ، فقد رأيت الحديث في "
أحاديث محمد بن عاصم " لعبد الغني المقدسي ( ق 152/1 ) من طريق أبي يحيى
الحماني : حدثنا صالح بن حسان به .
و أبو يحيى اسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن و هو صدوق يخطىء من رجال الشيخين ،
فهو خير بكثير من مثل الوراق ، فإعلال الذهبي الحديث به دون حسان مما لا يخفى
ما فيه !
و قال المنذري في " الترغيب " ( 4/98 ) :
" رواه الترمذي و الحاكم و البيهقي من طريقه و غيرها كلهم من رواية صالح بن
حسان و هو منكر الحديث عن عروة عنها . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ،
و ذكره رزين ، فزاد فيه : قال عروة : فما كانت عائشة تستجد ثوبا حتى ترقع ثوبها
و تنكسه ، و لقد جاءها يوما من عند معاوية ثمانون ألفا فما أمسى عندها درهم ،
قالت لها جاريتها : فهلا اشتريت لنا منه لحما بدرهم ؟ قالت : لو ذكرتني لفعلت "
.
(3/293)
________________________________________

1295 - " من تواضع لله رفعه الله ، و قال : انتعش رفعك الله ، فهو في نفسه صغير ، و في
أعين الناس عظيم ، و من تكبر خفضه الله ، و قال : اخسأ خفضك الله ، فهو في نفسه
كبير ، و في أعين الناس صغير ، حتى يكون أهون عليهم من كلب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/459 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 8472 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية
" ( 7/129 ) و الحسن بن علي الجوهري في " مجلس من الأمالي " ( ق 66/2 )
و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 2/110 ) من طريق سعيد بن سلام العطار : حدثنا
سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال : سمعت عمر بن
الخطاب يقول :
" يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... "
فذكره . و قال الطبراني و أبو نعيم و الخطيب و اللفظ لهما :
" غريب من حديث الثوري تفرد به سعيد بن سلام " .
قلت : و هو كذاب كما في " المجمع " ( 8/82 ) و عزاه للطبراني في " الأوسط " .
و سكت عليه المنذري ( 4/15 ) فأساء .
(3/294)
________________________________________

1296 - " ائتوا المساجد حسرا و مقنعين ، فإن ذلك من سيما ( و في لفظ : فإن العمائم
تيجان ) المسلمين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/459 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( ق 338/2 ) عن مبشر بن عبيد عن الحكم عن يحيى الجزار باللفظ
الأول ، و عن عبد الرحمن بن أبي ليل باللفظ الآخر عن علي بن أبي طالب
مرفوعا ، و قال :
" و مبشر هذا بين الأمر في الضعف ، و عامة ما يرويه غير محفوظ " .
قلت : قال الإمام أحمد :
" كان يضع الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3/30 ) :
" يروي عن الثقات الموضوعات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب " .
قلت : و هذا الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورده فيه
من رواية ابن عدي باللفظ الأول ، و أورده في " الجامع الكبير " باللفظ الآخر من
رواية ابن عدي و ابن عساكر ، و قد أخرجه هذا في جزء " أربعين حديثا في الطيلسان
" ( ق 54/1 رقم الحديث 28 ) ، من طريق مبشر هذا .
و لم يتنبه المناوي لهذا ، فإنه بعد أن أعل اللفظ الأول بأن فيه مبشر بن عبيد
و قال نقلا عن العراقي أنه متروك قال :
" و من ثم رمز المؤلف لضعفه ، لكن يشهد له ما رواه ابن عساكر بلفظ ... " .
فذكره باللفظ الآخر ! و مداره كالأول على ذاك الوضاع . و خفي هذا على اللجنة
القائمة على تحقيق " الجامع الكبير " فنقلوا كلام المناوي هذا و أقروه ! فهكذا
فليكن التحقيق ، و من لجنة من العلماء المتخصصين كما قال الدكتور محمد عبد
الرحمن بيصار في تقديمه للكتاب ( 1/1/3 ) و ليس من محقق واحد ! !
و مع أن المناوي أفاد عن العراقي أن مبشرا متروك كما تقدم و ذلك يعني أن
الإسناد ضعيف جدا ، فإنه لم يلتزم ذلك فإنه قال في كتابه الآخر " التيسير بشرح
الجامع الصغير " الذي هو كالمختصر لـ " فيض القدير " له :
" رواه ابن عدي عن علي أمير المؤمنين بسند ضعيف " !
و لعل ذلك كان بسبب ما توهمه من الشاهد المزعوم ، فالله المستعان ، و من عصمه
فهو المعصوم .
(3/295)
________________________________________

1297 - " لتقاتلن المشركين حتى تقاتل بقيتكم الدجال ، على نهر بالأردن ، أنتم شرقيه ،
و هم غربيه ، و ما أدري أين الأردن يؤمئذ من الأرض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/460 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7/422 ) و ابن أبي خيثمة في " التاريخ " (
2/206 - مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن أبي عاصم في " الآحاد " ( 265/2 -
مصورة الجامعة أيضا ) و البزار في " مسنده " ( 4/138 - كشف الأستار )
و الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 123 - الجامعة ) و أحمد بن عبد الله بن
رزيق البغدادي في " الأفراد و الغرائب " ( 6/256/1 ) و ابن منده في " المعرفة "
( 2/201/2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 4/186 ) من طرق عن محمد بن أبان
القرشي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن
نهيك بن صريم السكوني مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، محمد بن أبان القرشي قال الذهبي في " الميزان " :
" ضعفه أبو داود و ابن معين ، و قال البخاري : ليس بالقوي " .
و وافقه العسقلاني في " اللسان " و نقل تضعيفه عن أئمة آخرين منهم ابن حبان ،
و نص كلامه في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/260 ) :
" كان ممن يقلب الأخبار ، و له الوهم الكثير في الآثار " .
و أما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7/349 ) :
" رواه الطبراني و البزار ، و رجال البزار ثقات " .
و أقره الشيخ الأعظمي في تعليقه على " كشف الأستار " و ذلك من أوهامهما ، فإنه
عند البزار من طريق محمد بن أبان القرشي أيضا . و في اعتقادي أن سبب الوهم هو
أنهما ظنا أنه محمد بن أبان بن وزير البلخي و هو ثقة حافظ من شيوخ البخاري ،
و ليس به .
كتبت هذا لما كثر السؤال عنه بمناسبة احتلال اليهود للضفة الغربية من الأردن أو
حزيران الماضي سنة 1967 م ، أخزاهم الله و أذلهم ، و طهر البلاد منهم و من
أعوانهم .
(3/296)
________________________________________

1298 - " أبشر فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله ، و المحتكر في سوقنا
كالملحد في كتاب الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/461 ) :

منكر
رواه الحاكم ( 2/12 ) عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثني محمد بن طلحة عن
عبد الرحمن بن طلحة عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة عن عمه اليسع بن
المغيرة قال :
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل بالسوق يبيع طعاما بسعر هو أرخص من سعر
السوق ، فقال : تبيع في سوقنا بسعر هو أرخص من سعرنا ؟ قال : نعم . قال : صبرا
و احتسابا ؟ قال : نعم . قال : فذكره .
سكت عليه الحاكم ! و قال الذهبي :
" قلت : خبر منكر ، و إسناد مظلم " .
و أعله الحافظ العراقي بقوله في " تخريج الإحياء " ( 4/189 ) :
" و هو مرسل " .
قلت : بل هو معضل ، فإن اليسع هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح و ابن سيرين ، ثم
هو مع إرساله قال أبو حاتم فيه :
" ليس بالقوي " .
و قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة لم أجد من ذكره ، و لعله من أجل ذلك وصف
الذهبي إسناده بأنه مظلم !
و أما محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن طلحة ، ففي الرواة محمد بن طلحة بن
عبد الرحمن بن طلحة التيمي ، فلعله هو و لكن تحرف على بعض النساخ أو الرواة لفظ
( ابن ) إلى ( عن ) . والله أعلم ، و قد قال الذهبي فيه :
" وثق " .
و قال أبو حاتم :
" لا يحتج به " .
ثم رأيت ما يشهد لما قلته من التحريف ، و هو أن الحافظ المزي ذكر في ترجمة محمد
ابن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة أنه روى عنه إسماعيل بن أبي أويس . و هذا
الحديث من روايته عنه كما ترى .
(3/297)
________________________________________

1299 - " إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات .. " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/463 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري ( 6478 فتح ) و أحمد ( 2/334 ) و المروزي في " زوائد الزهد " (
4393 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/67/1 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن
دينار ، عن أبيه عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : سوء حفظ عبد الرحمن هذا مع كونه قد احتج به البخاري ، فقد خالفوه
و تكلموا فيه من قبل حفظه ، و ليس في صدقه .
1 - قال يحيى بن معين : " حدث يحيى القطان عنه ، و في حديثه عندي ضعف " .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 2/339/936 ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( 4/1607
) .
2 - قال عمرو بن علي : لم أسمع عبد الرحمن ( يعني ابن مهدي ) يحدث عنه بشيء قط
.
رواه ابن عدي .
3 - و قال أبو حاتم : " فيه لين ، يكتب حديثه و لا يحتج به " .
رواه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/4/254 ) .
4 - قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/51 ) :
" كان ممن ينفرد عن أبيه بما لا يتابع عليه مع فحش الخطأ في روايته ، لا يجوز
الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، كان يحيى القطان يحدث عنه ، و كان محمد بن إسماعيل
البخاري ممن يحتج به في كتابه و يترك حماد بن سلمة " .
5 - و قال ابن عدي في آخر ترجمته بعد أن ساق له عدة أحاديث : " بعض ما يرويه
منكر لا يتابع عليه ، و هو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء " .
6 - و قال الدارقطني :
" خالف فيه البخاري الناس ، و ليس بمتروك " .
7 - و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" وثق ، و قال ابن معين : في حديثه ضعف " .
و تبنى في " الكاشف " قول أبي حاتم في تليينه .
8 - و لخص هذه الأقوال ابن حجر في " التقريب " فقال : " صدوق يخطىء " .
و لا يخالف هؤلاء قول ابن المديني : " صدوق " . و قول البغوي : " صالح الحديث "
، لأن الصدق لا ينافي سوء الحفظ . و أما قول البغوي فشاذ مخالف لمن تقدم ذكرهم
فهم أكثر و أعلم ، و كأنه لذلك لم يورده الحافظ في ترجمة عبد الرحمن هذا من "
مقدمة الفتح " ( ص 417 ) بل ذكر قول الدارقطني و غيره من الجارحين ، و لم يستطع
أن يرفع من شأنه إلا بقوله :
" و يكفيه رواية يحيى القطان عنه " .
و قد ساق له حديثا ( ص 462 ) مما انتقده الدارقطني على البخاري لزيادة تفرد بها
، فقال الدارقطني :
" لم يقل هذا غير عبد الرحمن ، و غيره أثبت منه و باقي الحديث صحيح " .
و لم يتعقبه الحافظ بشيء بل أقره فراجعه إن شئت .
و بالجملة فضعف هذا الراوي بعد اتفاق أولئك الأئمة عليه أمر لا ينبغي أن يتوقف
فيه باحث ، أو يرتاب فيه منصف .
و إن مما يؤكد ذلك ما يلي :
و الأخرى : مخالفة الإمام مالك إياه في رفعه ، فقال في " موطئه " ( 3/149 ) :
عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان أنه أخبره أن أبا هريرة قال : فذكره
موقوفا عليه و زاد :
" في الجنة " .
فرواية مالك هذه موقوفا مع هذه الزيادة يؤكد أن عبد الرحمن لم يحفظ الحديث فزاد
في إسناده فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و نقص من متنه ما زاده
فيه جبل الحفظ الإمام مالك رحمه الله تعالى . و ثمة دليل آخر على قلة ضبطه أن
في الحديث زيادة شطر آخر بلفظ :
" و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم "
.
فقد أخرجه الشيخان من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال :
" .. ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب " .
و عند الترمذي و حسنه بلفظ :
" .. لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار " .
و قد خرجت هذه الطريق الصحيحة مع شاهد لها في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " برقم
( 540 ) . ثم خرجت له شاهدا من غير حديث أبي هريرة برقم ( 888 ) .
و بعد فقط أطلت الكلام على هذا الحديث و راويه دفاعا عن السنة و لكي لا يتقول
متقول ، أو يقول قائل من جاهل أو حاسد أو مغرض :
إن الألباني قد طعن في " صحيح البخاري " و ضعف حديثه ، فقد تبين لكل ذي بصيرة
أنني لم أحكم عقلي أو رأيي كما يفعل أهل الأهواء قديما و حديثا ، و إنما تمسكت
بما قاله العلماء في هذا الراوي و ما تقتضيه قواعدهم في هذا العلم الشريف
و مصطلحه من رد حديث الضعيف ، و بخاصة إذا خالف الثقة . والله ولي التوفيق .
(3/298)
________________________________________

1300 - " آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/465 ) :

ضعيف
رواه الترمذي ( 2/326 ) و ابن حبان ( 1041 ) و أبو عمرو الداني في " السنن
الواردة في الفتن " ( 68 - 69 ) عن سلم بن جنادة قال : حدثني أبي عن هشام بن
عروة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الترمذي :
" هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جنادة عن هشام بن عروة ، قال :
تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة هذا " .
و قال المناوي في " فيض القدير " :
" رمز المصنف لضعفه ، و هو كما قال ، فإن الترمذي ذكر في " العلل " أنه سأل عنه
البخاري ؟ فلم يعرفه ، و جعل يتعجب منه ، و قال : كنت أرى أن جنادة هذا مقارب
الحديث انتهى . و قد جزم بضعف جنادة المذكور جمع منهم المزي و غيره " .
قلت : و في " التهذيب " :
" قال أبو زرعة : ضعيف . و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ; ما أقربه من أن يترك
حديثه ، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر . و ذكره
ابن حبان في " الثقات " . قلت : و قال الساجي : حدث عن هشام بن عروة حديثا
منكرا " .
قلت : و لعله يعني هذا . ثم ذكر أنه وثقه ابن خزيمة أيضا ، و كأن ابن حبان أخذ
توثيقه عنه فإنه شيخه ، و هما متساهلان في التوثيق ، كما هو معلوم عند أهل
العلم و التحقيق ، فتضعيف من ضعفه أولى بالاعتماد منهما .
(3/299)


*************************************
يتبع ان شاء الله ....

ذو الفقار
2008-05-19, 11:01 PM
1301 - " طلب الحلال جهاد ، و إن الله يحب المؤمن المحترف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/466 ) :

ضعيف

أخرجه محمد بن مخلد في " فوائده " من طريق ابن فضيل عن ليث عن مجاهد عن ابن
عباس مرفوعا .
و كذا رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 9/2/89/2 ) و كتب بعض الحفاظ و أظنه
ابن المحب ، كتب على الهامش بجانبه :
" ساقط " .
قلت : و علته ليث و هو ابن أبي سليم ، ضعيف كان اختلط .
و من طريقه أخرج الشطر الأول منه ابن عدي في " الكامل " ( 312/1 ) لكنه جعله من
مسند ابن عمر . و هو رواية لابن مخلد بالشطر الثاني فقط .
و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/128 ) و قال عن أبيه :
" هذا حديث منكر " .
و للشطر هذا طريق أخرى عن ابن عمر أخرجه ابن عدي ( 24/1 ) من طريق أبي الربيع
السمان عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عنه .
و كذلك أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/193/2 ) و في " الأوسط " ( رقم - 9097
) و الباغندي في " حديث شيبان و غيره " ( 190/1 ) و قال الطبراني :
" لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو الربيع " .
قلت : و اسمه أشعث بن سعيد السمان و هو متروك كما في " التقريب " .
و من هذا التخريج يتبين تقصير الهيثمي بإعلاله الحديث بعاصم فقط ! قال في "
المجمع " ( 4/62 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عاصم بن عبيد الله و هو ضعيف
" !
و إن كان لابد من الاقتصار في الإعلال على أحدهما فإعلاله بأبي الربيع أولى
لأنه أضعف الرجلين . و قد ساق الذهبي الحديث في ترجمته في جملة ما أنكر عليه من
الأحاديث .
(3/300)
________________________________________
1302 - " آفة الحديث الكذب ، و آفة العلم النسيان ، و آفة الحلم السفه ، و آفة العبادة
الفترة ، و آفة الظرف الصلف ، و آفة الشجاعة البغي ، و آفة السماحة المن ،
و آفة الجمال الخيلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/467 ) :

موضوع

رواه الطبراني في " الكبير " ( 2688 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 8/2 ) عن
محمد بن عبد الله أبو رجاء الحبطي عن أبي إسحاق عن الحارث أن عليا رضي الله
عنه قال : فذكره مرفوعا .
ثم رواه هو و أبو بكر الأبهري في " الفوائد المنتقاة " ( ق 136/2 - 138/2 ) عن
حماد بن عمرو النصيبي أبي إسماعيل عن السري بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده علي به و زاد :
" و آفة الظرف الصلف ، و آفة الجود السرف ، و آفة الدين الهوى " .
قلت : و كتب أحد المحدثين - و أظنه ابن المحب - على الهامش أنه حديث موضوع .
قلت : و ذلك لظهور الصنع و الوضع في متنه ، و آفته الحارث ; و هو الأعور
الهمداني ضعيف متهم .
و في الطريق الأخرى النصيبي و هو وضاع . و السري بن خالد مجهول .
و أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/77 ) من طريق ابن لال عن محمد بن بكير
الحضرمي حدثنا الحسن بن عبد الحميد الكوفي عن أبيه عن جعفر بن محمد به .
و الحسن هذا متهم ، قال الذهبي :
" لا يدرى من هو ، روى عنه محمد بن بكير حديثا موضوعا في ذكر علي عليه السلام "
.
و كذا في " اللسان " .
و الحديث من أحاديث " الجامع الصغير " الموضوعة و ما أكثرها فيه ، فكن على ذكر
منها و حذر .
(3/301)
________________________________________
1303 - " آفة العلم النسيان ، و إضاعته أن تحدث به غير أهله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/468 ) :

ضعيف

رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 222/1 ) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و رواه أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 24/2 ) عن علي بن الحسين قال :
حدثنا أبو داود عن الأعمش قال : كان يقال : فذكره و لم يرفعه .
قلت : و الوقف أصح ، و المرفوع ضعيف معضل .
(3/302)
________________________________________
1304 - " آل محمد كل تقي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/468 ) :

ضعيف جدا

و هو من حديث أنس ، و له عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن نافع أبي هرمز قال : سمعت أنس بن مالك قال : قيل : يا رسول الله من
آل محمد ؟ قال : كل تقي .
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 2/19/2 ) و أبو الشيخ في " عواليه "
( 2/34/1 ) و تمام في " الفوائد " ( 239/2 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
المعاني " ( 149/1 ) و كذا العقيلي في " الضعفاء " ( 435 ) و قال :
" لا يتابع عليه - يعني أبا هرمز - الغالب على حديثه الوهم " .
قلت : قال الذهبي في " الميزان " :
" ضعفه أحمد و جماعة ، و كذبه ابن معين مرة ، و قال أبو حاتم : متروك ذاهب
الحديث ، و قال النسائي : ليس بثقة " .
ثم ساق له هذا الحديث .
الثانية : قال أبو بكر الشافعي : حدثنا محمد بن سليمان : حدثنا أبو نعيم :
حدثنا مصعب بن سليم الزهري قال : سمعت أنس بن مالك به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، رجاله ثقات ، رجال مسلم غير محمد بن سليمان هذا
و هو ابن هشام أبو جعفر الخزاز المعروف بابن بنت مطر الوراق ، و هو متهم .
قال الذهبي : " ضعفوه بمرة . قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال . و قال
ابن عدي : يوصل الحديث و يسرق " . ثم ساق له أحاديث من أكاذيبه !
الثالثة : عن نعيم بن حماد : حدثنا نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري
عن أنس بن مالك به و زاد : " إن أولياؤه إلا المتقون " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 63 ) و قال : " تفرد به نعيم " .
قلت : و هو ضعيف . لكن شيخه نوح بن أبي مريم كذاب فهو آفته . لكن تابعه محمد بن
مزاحم : حدثنا النضر بن محمد الشيباني عن يحيى بن سعيد به .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/75 ) و سكت عنه الحافظ في مختصره ، و محمد بن
مزاحم و هو أخو الضحاك بن مزاحم ; متروك الحديث كما قال أبو حاتم ، و شيخه
النضر بن محمد الشيباني لم أعرفه .
و جملة القول أن الحديث ضعيف جدا ، لشدة ضعف رواته و تجرده من شاهد يعتبر به .
(3/303)
________________________________________
1305 - " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/470 ) :

ضعيف

أخرجه الترمذي ( 3/346 - تحفة ) و ابن ماجه ( 2/587 ) قالا : حدثنا عباس بن
محمد الدوري البغدادي ، و ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 9/1 ) حدثني أبو
الفضل مولى بني هاشم قالا : نا يحيى بن أبي بكير : نا شريك عن عاصم عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و قال الترمذي وحده :
" حدثنا سويد بن نصر أنا عبد الله عن شريك عن عاصم عن أبي صالح أو رجل آخر عن
أبي هريرة نحوه ، و لم يرفعه و حديث أبي هريرة في هذا موقوف أصح ، و لا أعلم
أحدا رفعه غير يحيى بن أبي بكير عن شريك " .
قلت : يحيى هذا ثقة محتج به في الصحيحين ، فلا مجال للغمز منه ، و لا سيما
و فوقه شريك و هو ابن عبد الله النخعي القاضي و هو سيء الحفظ كما مر في هذه
السلسلة مرارا ، فهو علة الحديث ، و يؤكد ذلك اضطرابه فيه فتارة يرفعه و أخرى
يوقفه ، و تارة يجزم في إسناده فيقول : عن أبي صالح ، و تارة يشك فيه فيقول : "
عن أبي صالح أو عن رجل آخر " ، و ذلك من علامات قلة ضبطه و سوء حفظه فلا جرم
ضعفه أهل العلم و المعرفة بالرجال ، فالحديث ضعيف مرفوعا و موقوفا .
نعم قد صح بعضه عن أبي هريرة موقوفا ، أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3/156 ) عن
عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال :
" أترونها حمراء كناركم هذه ؟ لهي أسود من القار . و القار الزفت " .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين ، و لولا أنه يحتمل أن يكون من
الإسرائيليات لقلت - كما قال غيري - إنه في حكم الموضوع . والله أعلم .
و الحديث قال ابن كثير في تفسيره ( 4/544 ) بعد أن ذكره من المصدرين السابقين :
" و قد روي هذا من حديث أنس ، و عمر بن الخطاب " .
قلت : حديث أنس ضعيف الإسناد ، و مع ذلك فهو مختصر ليس فيه إلا الجملة الأخيرة
منه في حديث آخر بلفظ :
" و نار جهنم سوداء مظلمة " .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/388 ) :
" رواه البزار ، و رجاله ضعفاء على توثيق لين فيهم " .
قلت : فيه تساهل ظاهر ، فإن من رجاله زائد بن أبي الرقاد كما تبين من الرجوع
إلى " كشف الأستار " ( 3489 ) .
و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال البخاري : منكر الحديث " .
و أما حديث عمر فواه جدا ، بل آثار الوضع عليه لائحة فلابد من ذكره على طوله ،
و هو الآتي بعده .
هذا الحديث من الأحاديث الكثيرة الضعيفة التي ضخم بها الشيخ الصابوني الحلبي
كتابه " مختصر تفسير ابن كثير " ( 3/670 ) و ما كنت لأهتم بذلك لولا أنه تشبع
بما لم يعط و زعم في مقدمته أنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة ، و واقع
الكتاب يكذبه . و قد كنت بينت ذلك بيانا شافيا ، مع بعض الأمثلة في مقدمة
المجلد الرابع من " الصحيحة " ، و هذا الحديث من الأمثلة الجديدة على ذلك ،
و تقدم غيره .
ثم اطلعت على " مختصر تفسير ابن كثير " للشيخ نسيب الرفاعي الحلبي ، فإذا به قد
سبق ابن بلده إلى هذا الزعم الكاذب في مقدمته ، و أخل به كإخلاله أو أشد ، فقد
زاد عليه في التشبع بما لم يعط : أنه وضع في آخر كل مجلد فهرسا لأحاديثه صدر كل
حديث منها بذكر مرتبته بقوله : " صح " ، " حسن " و أحيانا " مرسل " " ض " كل
ذلك بمحض رأيه غير مستند في ذلك إلى عالم بهذا الفن حتى و لا إلى ابن كثير نفسه
، و لا مجال الآن لضرب الأمثلة ، و قد مر شيء منها ، ثم إني أذكر أنني خرجت
مثالا واحدا منها صححه بجهل بالغ ، و في إسناده عند ابن كثير من قال فيه ابن
معين : كذاب يضع الحديث ، و سيأتي هذا الحديث برقم ( 5655 ) بإذن الله تعالى .
كتبت هذا نصحا للقراء و تحذيرا ، والله المستعان من المتاجرين بادعاء العلم في
آخر الزمان .
(3/304)
________________________________________
1306 - " يا جبريل مالي أراك متغير اللون ؟ فقال : ما جئتك حتى أمر الله عز وجل
بمفاتيح النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جبريل صف لي النار ،
و انعت لي جهنم ، فقال جبريل : إن الله تبارك و تعالى أمر بجهنم فأوقد عليها
ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أمر فأوقد
عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة ، لا يضيء شررها ، و لا يطفأ لهبها
، والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء و الأرض لمات من
في الأرض جميعا من حره ، والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى
أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه و من نتن ريحه ،
والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه
وضعت على جبال الدنيا لا رفضت و ما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي فأموت قال : فنظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل و هو يبكي ، فقال : تبكي يا جبريل ؟
و أنت من الله بالمكان الذي أنت به ! قال : و مالي لا أبكي ؟ أنا أحق بالبكاء
لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها ، و ما أدري لعلي أبتلى
بمثل ما ابتلي به إبليس ، فقد كان من الملائكة ، و ما يدريني لعلي أبتلى بمثل
ما ابتلي به هاروت و ماروت ، قال : فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم و بكى
جبريل عليه السلام ، فما زالا يبكيان حتى نوديا : أن يا جبريل و يا محمد : إن
الله عز وجل قد أمنكما أن تعصيا . فارتفع جبريل عليه السلام ، و خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون و يلعبون ، فقال : أتضحكون
و وراءكم جهنم ؟ ! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، و لبكيتم كثيرا ، و لما
أسغتم الطعام و الشراب ، و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل . فنودي
: يا محمد : لا تقنط عبادي ، إنما بعثتك ميسرا ، و لم أبعثك معسرا ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : سددوا ، و قاربوا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/473 ) :

موضوع بهذا السياق و التمام

أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 9/1 ) و الطبراني في المعجم الأوسط
( 2750 - بترقيمي لمصورة الجامعة الإسلامية ) عن سلام الطويل عن الأجلح بن
عبد الله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال : قال : عمر بن الخطاب : جاء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه ، فقام
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . و قال الطبراني :
" لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام " .
قلت : و قال الهيثمي ( 10/386 - 387 ) بعد ما عزاه للطبراني :
" و هو مجمع على ضعفه " .
قلت : و قد اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع كما تقدم غير ما مرة ، و قال ابن
حبان في " الضعفاء و المتروكين " :
" يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها " .
قلت : و في هذا الحديث ما يؤكد ما اتهموه به أعظمها قوله في إبليس : *( كان من
الملائكة )* و هذا خلاف القرآن : *( و كان من الجن ففسق عن أمر ربه )* . ثم إن
الملائكة خلقت من نور كما في " صحيح مسلم " ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 458 )
، و أما إبليس فخلق من نار كما في القرآن و الحديث .
و نحوه قوله : " ما ابتلي به هاروت و ماروت ، فإنه يشير إلى ما يروى من قصتهما
مع الزهرة و مراودتهما إياها و شربهما الخمر و قتلهما الصبي ، و هي قصة باطلة
مخالفة للقرآن أيضا كما سبق بيانه في المجلد الأول برقم ( 170 ) .
و لا يفوتني التنبيه أن قوله : " لو تعلمون ... " إلى قوله : " تجأرون إلى الله
عز وجل " قد جاء طرفه الأول في " الصحيحين " ، و الباقي عند الحاكم و غيره ،
فانظر الحديث الآتي إن شاء الله برقم ( 4354 ) . و تخريج " فقه السيرة " ( ص
479 ) .
(3/305)
________________________________________
1307 - " استعيذوا بالله من المغاقر ، قيل : و ما المغاقر ؟ قال : الإمام الجائر الذي
إن أحسنت لم يقبل ، و إن أسأت لم يتجاوز ، و من جار السوء الذي عينه تراك
و قلبه يرعاك ، و إن رأى خيرا دفنه ، و إن رأى شرا أذاعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/474 ) :

ضعيف جدا

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 174/1 ) عن أحمد بن إسماعيل المدني : حدثنا
سعد بن سعيد المقبري عن أخيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا . و قال :
" و هذا أخاف أن يكون البلاء فيه من أحمد بن إسماعيل المدني ، و هو الذي يقال
له : أبو حذافة ، ضعيف جدا ، لا من سعد بن سعيد " .
و تعقبه الذهبي بقوله في أحمد هذا في " الميزان " :
" لم ينقم على أبي حذافة متن ، بل إسناد ، و لم يكن ممن يتعمد " . يعني الكذب .
قلت : فالأرجح أن آفة هذا الحديث هو أخو سعد هذا المذكور في الإسناد ، و اسمه
عبد الله بن سعيد المقبري فقد قال فيه يحيى بن سعيد :
" استبان لي كذبه في مجلس " .
و قال الذهبي :
" ساقط بمرة " .
و للحديث طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، و إسناده ضعيف جدا أيضا ،
و سيأتي بيان ذلك برقم ( 3412 ) .
(3/306)
________________________________________
1308 - " من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة ، و وجبت له الجنة و من قال : سبحان الله و بحمده مائة كتب الله له ألف حسنة و أربعا و عشرين حسنة ، قالوا :
يا رسول الله إذا لا يهلك منا أحد ؟ قال : بلى ، إن أحدكم ليجيء بالحسنات لو
وضعت على جبل أثقلته ، ثم تجيء النعم ، فتذهب بتلك ، ثم يتطاول الرب بعد ذلك
برحمته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/475 ) :

موضوع

أخرجه الحاكم ( 4/251 ) من طريق أحمد بن شريح أنبأ محمد بن يونس السامي <1> .
حدثنا يحيى بن شعبة بن يزيد : حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري
عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و قال :
" صحيح الإسناد شاهد لحديث سليمان بن هرم " .
قلت : و وافقه الذهبي ، و ذلك من أوهامه ، فإن يحيى بن شعبة بن يزيد ، و أحمد
ابن شريح لم أجد لهما ترجمة . و محمد بن يونس ; هو الكديمي ، و هو واه جدا ،
اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع ، فأنى لحديثه الصحة ، و لا سيما من فوقه و من
دونه مجهول .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل ( اليمامي ) و التصحيح من " التهذيب " و " تاريخ الخطيب " و "
المشتبه " للذهبي . اهـ .
1
(3/307)
________________________________________
1309 - " ثلاثون خلافة نبوة ، و ثلاثون نبوة و ملك ، و ثلاثون ملك و تجبر ، و ما وراء ذلك فلا خير فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/475 ) :

ضعيف

أخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " ( 2/361 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط "
( 9424 - بترقيمي ) من طريق مطر بن العلاء الفزاري قال : حدثنا عبد الملك بن
يسار الثقفي قال : حدثني أبو أمية الشعباني - و كان قد أدرك الجاهلية - قال :
حدثني معاذ بن جبل مرفوعا ، و اللفظ ليعقوب ، و ليس عند الطبراني الثلاثون
الأولى و قال :
" لا يروى عن أبي أمية إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن " .
قلت : هو ثقة ، لكن شيخه مطر بن العلاء الفزاري شبه مجهول ، لم يذكروا له راويا
غير سليمان هذا ، و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/289 ) عن أبيه : " هو شيخ " .
و ترجم له ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16/295 - 296 ) و لم يذكر فيه سوى قول
أبي حاتم هذا . و أما ابن حبان فذكره في تبع أتباع التابعين من " ثقاته " (
9/189 ) .
و لم يقف الهيثمي له على ترجمة فقال ( 5/190 ) بعد أن عزاه لأوسط الطبراني :
" و فيه مطر بن العلاء الرملي و لم أعرفه ، و بقية رجاله الثقات " .
و في الإسناد علة أخرى ، و هي أبو أمية الشعباني و اسمه ( يحمد ) و هو مجهول
الحال كما يبدو من ترجمته في " التهذيب " ، فإنه ذكره من رواية ثلاثة عنه غير
معروفين : عمرو بن جارية اللخمي ، و عبد الملك بن سفيان الثقفي ، و عبد السلام
ابن مكلبة ، و لم يوثقه غير ابن حبان ذكره ( 5/558 ) من رواية الأول فقط عنه ،
و في " التقريب " :
" مقبول " .
و الأول منهم لم يوثقه أيضا غير ابن حبان ( 7/218 ) ، و قال فيه الحافظ :
" مقبول " . و بيض له الذهبي في " الكاشف " .
و الثاني عبد الملك بن سفيان الثقفي لم أجد له ترجمة و لا في " ثقات ابن حبان "
.
و الثالث عبد السلام بن مكلبة لم أجده إلا برواية واحد عنه عند ابن أبي حاتم (
3/1/47 ) فقط .
ثم إن في متن الحديث نكارة من وجوه أهمها قوله في آخره : " و ما وراء ذلك فلا
خير فيه " ، فإنه مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة بعد أن ذكر
الملك الجبري :
" ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 5 ) .
(3/308)
________________________________________
1310 - " أفضل الأعمال الحب في الله ، و البغض في الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/476 ) :

ضعيف

أخرجه أبو داود ( 4599 ) من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل الرجل الذي لم يسهم فهو مجهول . و أيضا فإن يزيد
ابن أبي زياد و هو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف لسوء حفظه . و سيأتي من
رواية أحمد بلفظ : " أحب الأعمال ... " ( 1833 ) .
(3/309)
************************************
يتبع .............

صفاء
2008-05-20, 12:48 AM
1311 - " مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/477 ) :


ضعيف


أخرجه أحمد( 5/242 ) و البزار ( رقم - 2 كشف الأستار ) عن إسماعيل بن عياش عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البزار :
" شهر لم يسمع من معاذ " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، شهر ضعيف لسوء حفظه ، ثم إنه منقطع بين شهر و معاذ ،
كما أفاده البزار .
و إسماعيل بن عياش ثقة ، و لكنه ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها ،
فإن شيخه ابن أبي حسين مكي .
(3/310)
________________________________________

1312 - " جاءني جبريل فقال : يا محمد ! إذا توضأت فانتضح " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/477 ) :

منكر


أخرجه الترمذي ( 1/71/50 ) و ابن ماجه ( 1/157/463 ) و العقيلي في " الضعفاء "
( ص 85 ) من طريق الحسن بن علي الهاشمي عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة
:
" أن جبريل عليه السلام علم النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء فقال .. " فذكره .
و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب . و سمعت محمدا ( يعني : البخاري ) يقول : الحسن بن علي
الهاشمي منكر الحديث " .
قلت : و هو متفق على تضعيفه . و قال العقيلي :
" لا يتابع عليه من هذا الوجه ، و قد روي بغير هذا الإسناد بإسناد صالح " .
قلت : و كأنه يعني ما رواه ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن عروة قال : حدثنا
أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" علمني جبرائيل الوضوء ، و أمرني أن أنضح تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد
الوضوء " .
أخرجه ابن ماجه ( رقم 462 ) و البيهقي ( 1/161 ) و أحمد ( 4/161 ) من طرق عن
ابن لهيعة به ، و السياق لابن ماجه ، و سياق الآخرين ليس فيه الأمر بالنضح ،
و إنما هو من فعله صلى الله عليه وسلم ، و كأن هذا الاختلاف ، إنما هو من ابن
لهيعة فإنه سيء الحفظ ، و قد تابعه على رواية الفعل رشدين بن سعد إلا أنه خالفه
في السند فقال : عن عقيل و قرة عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد أن جبريل
عليه السلام .. الحديث نحوه من فعله صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 41 ) و أحمد ( 5/203 ) و ليس في سنده " و قرة
" .
فالحديث الفعلي حسن بمجموع الطريقين عن عقيل ، و اختلاف ابن لهيعة و ابن سعد في
إسناده لا يضر لأنه على كل حال مسند ، فإن أسامة بن زيد صحابي كأبيه .
و أما الحديث القولي فمنكر . والله أعلم .
(3/311)
________________________________________

1313 - " الرفث : الإعرابة و التعريض للنساء بالجماع ، و الفسوق : المعاصي كلها ،
و الجدال : جدال الرجل صاحبه " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/478 ) :

ضعيف


أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/102/2 ) : حدثنا يحيى بن عثمان بن
صالح : نا سوار بن محمد بن قريش العنبري البصري : نا يزيد بن زريع : نا روح بن
القاسم عن ابن طاووس عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : *( فلا رفث و لا فسوق و لا
جدال في الحج )* قال : فذكره .
و بهذا الإسناد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 174 ) في ترجمة سوار هذا
و نسبه العنبري و قال :
" و لا يتابع على رفع حديثه ، بصري كان بمصر " .
ثم ساقه من طريق إسماعيل بن علية قال : حدثنا روح بن القاسم به موقوفا و قال :
" هذا أولى " .
و قال الذهبي في ترجمة سوار هذا :
" محله الصدق ، رفع حديثا فأخطأ " .
يعني هذا الحديث ، فقد ساقه الحافظ العسقلاني بعد كلمة الذهبي هذه ، من طريق
العقيلي ، و نقل عنه ما حكيناه عنه آنفا .
و أورده الضياء في " المختارة " ( 62/282/1 ) من طريق الطبراني به . ثم رواه من
طريق سهل بن عثمان : حدثنا يزيد بن زريع به موقوفا . و هذا يؤكد خطأ سوار في
رفعه لهذا الحديث .
ثم رواه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن طاووس به موقوفا ، و قال :
" أرى أن الموقوف أولى من المرفوع ، و روى البخاري نحو هذا تعليقا " .
(3/312)
________________________________________

1314 - " ليس منا من خصى ، أو اختصى ، و لكن صم و وفر شعر جسدك " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/479 ) :


موضوع

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/117/1 ) عن معلى الجعفي عن ليث عن
مجاهد و عطاء عن ابن عباس قال :
" شكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم العزوبة ; فقال : ألا أختصي ؟ فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم : لا ، ليس منا .. " .
قلت و هذا إسناد موضوع آفته المعلى هذا و هو ابن هلال الحضرمي و يقال : الجعفي
الطحان الكوفي ، و هو كذاب وضاع ، شهد بذلك كبار الأئمة مثل السفيانين و ابن
المبارك و ابن المديني و غيرهم ، و قال الحافظ في " التقريب " :
" اتفق النقاد على تكذيبه " .
و به أعله الهيثمي ( 4/254 ) و قال فيه :
" متروك " .
قلت : فيا عجبا للسيوطي كيف لم يخجل من تسويد كتابه " الجامع الصغير " بهذا
الحديث ؟ ! و ليس هذا فحسب ، بل قواه أيضا فيما زعم شارحه المناوي :
" و رواه البغوي في " شرح السنة " بسند فيه مقال ، و رمز المصنف لحسنه " !
ثم إنني أخشى أن يكون في عزو المناوي إياه للبغوي شيء من الوهم ، أو التساهل ،
فقد روى البغوي حديثا آخر مطولا فيه الشطر الأول من هذا ، من حديث عثمان بن
مظعون ، لا من رواية ابن عباس ، و هو الذي في إسناده مقال كما كنت نقلته في
تعليقي على " المشكاة " ( 724 ) .
و أقول الآن بعد أن تم طبع كتاب البغوي : " شرح السنة " ، فإنه أورده ( 2/370 )
من طريق رشدين بن سعد : حدثني ابن أنعم عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ائذن لنا في الاختصاء ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" ليس منا من خصى و لا اختصى ، إن اختصاء أمتي الصيام .. " الحديث فهذا الإسناد
فيه علتان :
الأولى : الإرسال ، فإن سعد بن مسعود تابعي لم يدرك القصة و لم يسندها كما هو
ظاهر ، و قد خفيت هذه العلة على المعلق على " الشرح " فلم يتعرض لها بذكر .
و الثانية : ضعف رشدين و ابن أنعم ; و اسمه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ، و قد
سبق تضعيفهما أكثر من مرة .
و مع ضعف إسناده فليس فيه الشطر الثاني من الحديث كما رأيت .
و من هذا التخريج و التحقيق يتبين أن المناوي أخطأ مرتين :
الأولى : أنه عزا حديث الترجمة للبغوي ، و الذي عنده حديث آخر متنا و مخرجا .
و الأخرى : أنه أقر السيوطي على رمزه - كما قال - له بالحسن ، و كان اللائق به
أن يتعقبه بأن فيه ذاك الكذاب الوضاع . على أنه لم يكتف بالإقرار المذكور ، بل
صرح في " التيسير " بأن إسناد الطبراني حسن ! و قلده الغماري كما سبق في
المقدمة ( 22 - 23 ) !
(3/313)
________________________________________

1315 - " من سبح الله مائة بالغداة ، و مائة بالعشي ، كان كمن حج مائة مرة ، و من
حمد الله مائة بالغداة ، و مائة بالعشي ، كان كمن حمل على مائة فرس في
سبيل الله ، أو قال : غزا مائة غزوة ، و من هلل الله مائة بالغداة و مائة
بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى ، إلا من قال مثلما قال ، أو زاد
على مثل ما قال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/481 ) :


ضعيف


أخرجه الترمذي ( 2/259 ) من طريق أبي سفيان الحميري - هو سعيد بن يحيى الواسطي
- عن الضحاك بن حمرة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره و قال :
" حديث حسن غريب " .
قلت : بل هو ضعيف الإسناد منكر المتن في نقدي ، فإن ابن حمرة بضم الحاء و فتح
الراء ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " و لذلك تعقب الذهبي الترمذي بقوله :
" و حسنه فلم يصنع شيئا " .
(3/314)
________________________________________

1316 - " يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبل ، فيغفرها لهم ، و يضعها
على اليهود و النصارى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/481 ) :

منكر بهذا اللفظ

تفرد به حرمي بن عمارة : حدثنا شداد أبو طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي
بردة عن أبيه ( يعني أبا موس الأشعري ) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره و زاد آخره : " فيما أحسب أنا . قال أبو روح : لا أدري ممن الشك " .
أخرجه مسلم ( 8/105 ) من هذا الوجه ، و أخرجه من طريق طلحة بن يحيى و عون بن
عتبة و سعيد بن أبي بردة نحوه دون قوله : " و يضعها .. " و كذلك أخرجه أحمد (
4/391 ) عن عون و سعيد ، و ( 4/402 ) عن بريد و هو ابن عبد الله بن أبي بردة ،
و ( 4/407 ) عن عمارة و محمد بن المنكدر ، و ( 4/408 ) عن معاوية بن إسحاق ،
و ( 4/410 ) عن طلحة بن يحيى أيضا ، كلهم قالوا : عن أبي بردة به نحوه دون قوله
: " و يضعها .. " و من ألفاظهم عند مسلم :
" إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول :
هذا فكاكك من النار " .
هكذا رواه الجماعة عن أبي بردة دون تلك الزيادة ، فهي عندي شاذة بل منكرة لوجوه
:
أولا : أن الراوي شك فيها ، و هو عندي شداد أبو طلحة الراسبي ، أو الراوي عنه
حرمي بن عمارة ، و لكن هذا قد قال - و هو أبو روح - : " لا أدري ممن الشك "
فتعين أنه الراسبي ، لأنه متكلم فيه من قبل حفظه ، و إن كان ثقة في ذات نفسه ،
و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا . و قال العقيلي : له أحاديث لا يتابع
عليها " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
و ليس له في مسلم إلا هذا الحديث . قال الحافظ في " التهذيب " :
" لكنه في الشواهد " .
ثانيا : و لما كان قد تفرد بهذه الزيادة التي ليس لها شاهد في الطرق السابقة ،
و كان فيه ما ذكرنا من الضعف في الحفظ ، فالقواعد الحديثية تعطينا أنها زيادة
منكرة ، كما لا يخفى على المهرة .
ثالثا : أن هذه الزيادة مخالفة للقرآن القائل في غير ما آية : *( و لا تزر
وازرة وزر أخرى )* و لذلك اضطر النووي إلى تأويلها بقوله :
" معناه : أن الله يغفر تلك الذنوب للمسلمين و يسقطها عنهم ، و يضع على اليهود
و النصارى مثلها بكفرهم و ذنوبهم ، فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين ،
و لابد من هذا التأويل لقوله تعالى : *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* ، و قوله :
" و يضعها " مجاز ، و المراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم .. " !
و أقول : لكن التأويل فرع التصحيح ، و قد أثبتنا بهذا التخريج و التحقيق أن
الحديث بهذه الزيادة منكر ، فلا مسوغ لمثل هذا التأويل .
و ليس كذلك أصل الحديث فإنه صحيح قطعا ، و معناه كما قال النووي :
" ما جاء في حديث أبي هريرة : لكل أحد منزل في الجنة ، و منزل في النار ،
فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار ، لاستحقاقه ذلك بكفره ، و معنى (
فكاكك من النار ) أنك كنت معرضا لدخول النار ، و هذا فكاكك ، لأن الله تعالى
قدر عددا يملؤها ، فإذا دخلها الكفار بكفرهم و ذنوبهم صاروا في معنى الفكاك
للمسلمين " . والله أعلم .
(3/315)
________________________________________

1317 - " أتاني جبريل عليه السلام لثلاث بقين من ذي القعدة فقال : دخلت العمرة إلى
الحج إلى يوم القيامة ، فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو
استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدى " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/483 ) :

ضعيف جدا

رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 4/168/2 ) : حدثنا أحمد ( يعني ابن
عبد الله بن سيف ) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى : حدثنا علي بن معبد : حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن عمرو بن عبيد عن أبي جمرة عن ابن عباس مرفوعا .
و أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/184/1 ) من طريق عبيد و هو المعتزلي
قال ابن حبان :
" كان يكذب في الحديث وهما لا تعمدا " .
و في " التقريب " :
" اتهمه جماعة ، مع أنه كان عابدا " .
و يبدو أن المناوي لم يقف على علة الحديث ، و لذلك لم يزد على قوله :
" رمز المؤلف لحسنه " ! ثم قلده في ذلك فقال في " التيسير " :
" و هو حسن " !
و من أجل ذلك خرجته ، و لما فيه من التأريخ .
و أما الشطر الثاني من الحديث فصحيح ثابت من حديث جابر الطويل في " مسلم "
و غيره ، و من حديث ابن عباس ، و هما مخرجان في " الإرواء " ( 4/152 و 201 -
203 ) .
(3/316)
________________________________________

1318 - " من صلى ركعتين لا يراه إلا الله عز وجل و الملائكة كانت له براءة من النار "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/484 ) :


موضوع

رواه ابن عساكر ( 12/264/1 ) عن محمد بن مروان عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة
عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، محمد بن مروان و هو السدي الصغير ، قال الذهبي :
" تركوه ، و اتهمه بعضهم بالكذب ... " .
و قال الحافظ :
" متهم بالكذب " .
و هذا الحديث مما سود به السيوطي " جامعه " مع الأسف ، و من الظاهر أن المناوي
لم يقف على إسناد ابن عساكر ، و لذلك لم يتعقبه بشيء ، سوى أنه قال :
" و رواه أيضا أبو الشيخ و الديلمي ، فاقتصار المصنف على ابن عساكر غير جيد " .
و هذا التعقب ليس فيه كبير فائدة إلا لو كان من طريق أخرى ، و هذا مما لم يبينه
، أو لم يعلمه ، و إلا لوجب أن يبينه ، و لذلك بيض في " التيسير " له !
(3/317)
________________________________________

1319 - " إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم ، و إنما فرض المواريث
لتكون لمن بعدكم " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/484 ) :

ضعيف


أخرجه أبو داود ( 1/264 ) و الحاكم ( 1/408 - 409 ) و الضياء المقدسي في "
المختارة " ( 67/112/1 ) من طريقين عن يحيى بن يعلى المحاربي : حدثنا أبي :
حدثنا غيلان عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس قال :
لما نزلت هذه الآية : *( و الذين يكنزون الذهب و الفضة .. )* قال : كبر ذلك على
المسلمين ، فقال عمر رضي الله عنه : أنا أفرج عنكم ، فانطلق ، فقال :
يا نبي الله ! إنه كبر على أصحابك هذه الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره ، فكبر عمر ، ثم قال له :
" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة ، إذا نظر إليها سرته ، و إذا
أمرها أطاعته ، و إذا غاب عنها حفظته " .
و قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي ! و أقره ابن كثير ( 2/351 ) .
و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2/36 ) :
" سنده صحيح " .
كذا قالوا ، و فيه نظر عندي ، أما كونه " على شرط الشيخين " فهو من الأوهام
الظاهرة ، لأن غيلان - و هو ابن جامع - ليس من رجال البخاري ، و إنما روى له
مسلم وحده .
و أما كونه صحيحا ، فهو ما يبدو لأول وهلة ، و لكني قد وجدت له علة ، و هي
الانقطاع ، فأخرجه الحاكم ( 2/333 ) من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري : حدثنا
يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي : حدثنا أبي : حدثنا غيلان بن جامع عن عثمان
ابن القطان الخزاعي عن جعفر بن إياس به . و قال :
" صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي فقال :
" قلت : عثمان لا أعرفه ، و الخبر عجيب " .
و أقول : و رجال إسناده ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير إبراهيم بن إسحاق
الزهري و هو ثقة كما قال الدارقطني ، و له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6/25 -
26 ) و قال :
" و كان ثقة خيرا فاضلا دينا صالحا ، مات سنة ( 277 ) و قد بلغ ثلاثا و تسعين
سنة " .
قلت : فقد زاد في الإسناد بين غيلان و جعفر ( عثمان ) هذا فهي زيادة مقبولة ،
و لا سيما و قد توبع عليها كما يأتي ، فوجب أن نعرف حاله ، و قد رأيت قول
الذهبي فيه آنفا :
" لا أعرفه " .
و لم يورده هو في " الميزان " و لا الحافظ في " اللسان " . فمن المحتمل أن يكون
هو عثمان بن عمير أبو اليقظان الكوفي الأعمى المترجم في " التهذيب " ، فقد أورد
الحافظ ابن كثير ( 2/351 ) هذا الحديث من طريق ابن أبي حاتم قال : حدثنا أبي :
حدثنا حميد بن مالك : حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي : حدثنا أبي : حدثنا غيلان
ابن جامع المحاربي عن عثمان بن أبي اليقظان عن جعفر به ، و هكذا رواه ابن
الأعرابي في " معجمه " ( ق 182/2 - 183/1 ) نا الترقفي : نا يحيى بن يعلى به .
و لا نعلم في الرواة " عثمان بن أبي اليقظان " فلعل لفظة ( بن ) زيادة من بعض
النساخ سهوا ، و الأصل : ( عثمان أبي اليقظان ) ، و يؤيده أن المناوي ذكر في "
الفيض " أن الذهبي قال في " المهذب " :
" فيه عثمان أبو اليقظان ، ضعفوه " .
قلت : و " المهذب " هذا للذهبي ، و هو كالمختصر لـ " السنن الكبرى " للبيهقي ،
و لكنه يتكلم على أحاديثه تصحيحا و تضعيفا بأوجز عبارة ، كما رأيت آنفا ، فهو
مثل " تلخيصه " على " المستدرك " . و هذا الحديث قد أخرجه البيهقي في " سننه "
( 4/83 ) من طريق الصفار : حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي : حدثنا يحيى بن
يعلى بن الحارث فذكره فقال : " عثمان أبي اليقظان " .
ثم ساقه من روايته عن شيخه الحاكم بإسناده من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري
المتقدم .. و قال البيهقي :
" فذكره بمثل إسناده ، و قصر به بعض الرواة عن يحيى فلم يذكر في إسناده عثمان
أبا اليقظان " .
قلت : و في قول البيهقي هذا فائدتان هامتان :
الأولى : أن قول الحاكم في هذا الإسناد المتقدم : " عثمان بن القطان الخزاعي "
هو من أخطائه الكثيرة التي وقعت في " مستدركه " ، فحق للذهبي و غيره أن لا
يعرفه ، لأنه وهم لا حقيقة له .
و الأخرى : خطأ روايته الأولى التي ليس فيها ذكر لعثمان هذا ، و أنه سقط من بعض
الرواة ، و عليه فتصحيح من صححه خطأ أيضا ، كما هو ظاهر ، فالحمد لله الذي وافق
حكمي حكم الإمام البيهقي من حيث السقط ، و أيد بكلامه الصريح الاحتمال المتقدم
مني أن هذا الساقط هو عثمان بن عمير أبو اليقظان .
و يؤيده قول الضياء عقب الحديث :
" رواه أحمد بن إبراهيم الدورقي و سليمان بن الشاذكوني عن يحيى بن يعلى بن
الحارث عن أبيه عن غيلان بن جامع عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن جعفر بن إياس
" .
قلت : فزاد في الإسناد ( ابن عمير أبي اليقظان ) ، فهذا يحملنا على الجزم بأن
من قال فيه " عثمان بن القطان " ، أو عثمان بن أبي اليقظان " فقد أخطأ .
و الخلاصة : أن علة الحديث عثمان بن عمير أبو اليقظان ، و هو متفق على تضعيفه
كما يشعر بذلك قول الذهبي المتقدم في " المهذب " :
" ضعفوه " .
و كذلك قال في " الكاشف " و " الميزان " و " الضعفاء " ، و قال الحافظ في "
التقريب " :
" ضعيف ، و اختلط ، و كان يدلس ، و يغلو في التشيع " .
قلت : هذا الحديث جاء في بعض نسخ " الجامع الصغير " مرموزا له بالصحة ، و اغتر
بذلك اللجنة القائمة على تحقيق " الجامع الكبير " فقالوا ( 2/1600 ) :
الحديث في الصغير برقم 1774 و رمز لصحته " !
و قد أنبأناك مرارا أن رموز " الجامع " لا يعتد بها ، و هذا من الأمثلة العديدة
على ذلك . و من عجيب أمر هذه اللجنة أنها تركن إلى الرمز ، و لا تعتمد على
تضعيف الحافظ الذهبي الذي نقله المناوي في شرحه و هو من مراجعهم ، و الرقم الذي
ذكروه هو رقم الحديث في شرحه . فهل يعني إعراضهم عن تضعيف المناوي له تبعا
للذهبي أن تصحيحهم للأحاديث ذوقي ، و ليس على المنهج العلمي الحديثي ؟ !
ثم إنه قد وقع عندهم مرموزا للحديث بـ ( ش د ع ك ن ) ، و ( ن ) في اصطلاح
السيوطي إنما يعني النسائي ، و ليس عنده مطلقا ، و إنما هو محرف من ( ق ) أي
البيهقي ، و لو كان عند النسائي لقدم في الذكر على ( ع ك ) كما هي عادته تبعا
لعرف المحدثين لتقدمه عليهما طبقة و علما .
( تنبيه ) : هذا الحديث مما صححه الشيخ نسيب الرفاعي و الشيخ الصابوني في "
مختصر تفسير ابن كثير " بإيرادهما إياه فيه ، و زاد الأول على الآخر بأنه صرح
بصحته في فهرسه الذي وضعه في آخر المجلد الثاني ( ص 227 ) و لئن كان من الممكن
الاعتذار عنهما بأنهما اغترا بسكوت ابن كثير على تصحيح الحاكم المتقدم ، فما
عذرهما في غيره من الأحاديث التي صححاها دون الناس جميعا أو على الأقل دون ابن
كثير و أسانيدها بينة الضعف ؟ ! و قد تقدم بعضها ، و الحديث التالي مثال آخر
بالنسبة للرفاعي ، ثم رأيت الغماري قد سلك سبيل هؤلاء فأورده في " كنزه " ،
والله المستعان .
(3/318)
________________________________________

1320 - " إن الله لم يرض بحكم نبي و لا غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها من السماء ،
فجزأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك منها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/488 ) :

ضعيف


أخرجه أبو داود ( 1/258 - 259 ) و الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 1/304 -
305 ) و البيهقي ( 4/174 ) و الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ق 69/1 - 2
زوائده ) كلهم من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أنه سمع زياد بن نعيم
الحضرمي أنه سمع زياد بن الحارث الصدائي يقول :
أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي ، فقلت : يا رسول الله ! أعطني من
صدقاتهم ، ففعل ، و كتب لي بذلك كتابا ، فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ! أعطني
من الصدقات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه يعقوب الفسوي في " التاريخ " ( 2/495 ) و الطبراني في "
المعجم الكبير " ( 5/302/5285 ) مطولا و فيه عندهما قصة .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن هذا ، فقد ضعفوه كما قال الذهبي في "
الضعفاء " :
" مشهور جليل ، ضعفه ابن معين و النسائي ، و قال الدارقطني : " ليس بالقوي " ،
و وهاه أحمد " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" كان ضعيفا في حفظه ، و كان رجلا صالحا " .
و به أعله المناوي في " شرحيه " . و أشار البغوي في " شرح السنة " ( 6/90 ) إلى
تضعيفه ، و ذكر السيوطي في " الجامع الكبير " ( 4975 ) أنه رواه الدارقطني
و ضعفه .
إذا عرفت هذا يتبين لك تهور الشيخ نسيب الرفاعي بإقدامه على تصحيح هذا الحديث
بإيراده إياه في " مختصر تفسير ابن كثير " و قد التزم في مقدمته أن لا يورد فيه
إلا الصحيح أو الحسن أحيانا ! بل أقول : حتى و لو لم يلتزم ذلك لم يجز له أن
يورده إلا ببيان ضعفه الذي ذكره ابن كثير نفسه بقوله ( 2/364 ) :
" رواه أبو داود من حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، و فيه ضعف " .
و الحق - و الحق أقول - لقد كان موقف ابن بلده الصابوني تجاه هذا الحديث خيرا
من الرفاعي ، فإنه لم يورده في " مختصره " و إن كنت لا أدري إذا كان ذلك منه
وقوفا مع تضعيف ابن كثير و وفاءا بشرطه ، أم بدافع الاختصار فقط ؟
و قد مضى حديث آخر لعبد الرحمن هذا برقم ( 35 ) هو جزء من القصة المشار إليها
آنفا .
(3/319)
*************************************
يتبع ان شاء الله

أمـــة الله
2008-05-21, 10:04 AM
1321 - " لأن يتصدق الرجل في حياته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة عند موته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/489 ) :

ضعيف
رواه أبو داود ( 2866 ) و ابن حبان ( 821 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " (
198/1 - 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 10/98/2 ) عن ابن أبي فديك : أنبأ ابن
أبي ذئب عن شرحبيل عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات غير شرحبيل و هو ابن سعد أبو سعد
المدني ، و هو ضعيف ، يكاد يكون من المجمع على ضعفه ، و قد اتهمه بعضهم ، و قال
الحافظ في " التقريب " :
" صدوق اختلط بآخره " . و منه تعلم أن قول المناوي :
" ثم قال : أعني ابن حبان : حديث صحيح ، و أقره ابن حجر " .
فإنما صدر عن غير تحقيق ، فإن ابن حبان ليس من عادته أن يعقب على الأحاديث
بقوله : " حديث صحيح " ، و لا نقله الهيثمي في " موارد الظمآن " عقب هذا الحديث
، و إنما أوقعه في هذا الخطأ قول الحافظ في " الفتح " ( 5/374 ) في هذا الحديث
:
" رواه أبو داود ، و صححه ابن حبان " .
و هذا لا يعني أنه قال : " حديث صحيح " لما ذكرنا ، و غنما يعني : رواه ابن
حبان . في " صحيحه " و هذا شيء معروف عند أهل العلم ، و جره هذا الخطأ إلى
التصريح بصحة سنده في " التيسير " . و تقدم غيره .
نقول هذا بيانا للواقع ، و إلا فلا فرق عند الباحثين و العارفين بتساهل ابن
حبان بين إخراجه للحديث في " صحيحه " و سكوته عنه ، و بين ما لو قال فيه : "
حديث صحيح " فإنه لابد في الحالتين من التأكد من صحة حكمه بالصحة ، و قد فعلنا
، فنقلنا قول الحافظ فيه الدال على ضعفه ، و أن إقراره لتصحيح ابن حبان لحديثه
لا حجة فيه بعد معرفة ضعف راويه ، و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" اتهمه ابن أبي ذئب ، و ضعفه الدارقطني و غيره " .
ثم رأيت الغماري قلد المناوي - كعادته - فأورد الحديث في " كنزه " .
(3/320)
________________________________________


1322 - " مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/490 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3968 ) و النسائي ( 2/125 ) و الترمذي ( 2/17 ) و الدارمي (
2/413 ) و ابن حبان ( 1219 ) و أحمد ( 5/197 و 6/448 ) و عبد بن حميد في "
المنتخب من المسند " ( ق 28/1 ) و ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 190/2 ) عن
أبي إسحاق عن أبي حبيبة الطائي قال :
" أوصى إلي أخي بطائفة من ماله ، فلقيت أبا الدرداء ، فقلت : إن أخي أوصى
إلي بطائفة من ماله ، فإن ترى لي وضعه في الفقراء أو المساكين أو المجاهدين في
سبيل الله ، فقال : أما أنا فلو كنت لم أعدل بالمجاهدين ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ... " ، فذكره و السياق للترمذي و قال :
" حديث حسن صحيح " .
كذا قال . و أبو حبيبة هذا في عداد المجهولين ، فإنه لا يعرف له راو غير أبي
إسحاق ، و لذلك قال الحافظ فيه :
" مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث ، و لم يتابع فيما علمت .
و لذلك قال الذهبي في " الميزان " : " لا يدرى من هو ؟ و قد صحح له الترمذي " .
فتحسين الحافظ لإسناده في " الفتح " ( 5/374 ) غير حسن ، و إن وافقه المناوي
و قلده الغماري ، و أقره المعلق على " شرح السنة " ( 6/172 ) . والله المستعان
.
(3/321)
________________________________________

1323 - " يعظم أهل النار في النار ، حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة
سبعمائة عام ، و إن غلظ جلده سبعون ذراعا ، و إن ضرسه مثل أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/491 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/26 ) : حدثنا وكيع : حدثني أبو يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات
عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا سند ضعيف ، أبو يحيى القتات ، مشهور بكنيته ، و قد اختلف في اسمه ،
و هو لين الحديث . و مثله أبو يحيى الطويل و اسمه عمران بن زيد التغلبي لين
أيضا ، كما في " التقريب " . و مع هذا الضعف صححه الغماري ، فأورده في " كنزه "
.
و يعارض هذا الحديث ما عند مسلم في " صحيحه " ( 8/154 ) عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد ، و غلظ جلده مسيرة ثلاث " .
و يعارضه أيضا حديث :
" إن بين شحمة أذن أحدهم و بين عاتقه مسيرة سبعين خريفا ... " .
أخرجه أحمد بإسناد صحيح كما بينته في الكتاب الآخر ( 560 ) .
(3/322)
________________________________________

1324 - " أفشوا السلام ، و أطعموا الطعام ، و اضربوا الهام ، تورثوا الجنان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/491 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/340 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن محمد بن زياد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به و قال :
" حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن زياد عن أبي هريرة " .
كذا قال ! و الجمحي هذا ، لم يوثقه أحد ، بل قال البخاري :
" مجهول " . و قال أبو حاتم :
" ليس بالقوي ، يكتب حديثه و لا يحتج به " . و اعتمده الحافظ في " التقريب " .
و للحديث طريق أخرى دون الفقرة الثالثة ، يرويه قتادة عن أبي ميمونة عن أبي
هريرة قال :
" قلت : يا رسول الله ! إذا رأيتك طابت نفسي ، و قرت عيني ، فأنبئني عن كل شيء
، فقال : " كل شيء خلق من ماء " . قال : قلت : يا رسول الله ! أنبئني عن أمر
إذا أخذت به دخلت الجنة ، قال : " أفش السلام ، و أطعم الطعام ، و صل الأرحام ،
و قم بالليل و الناس نيام ، ثم ادخل الجنة بسلام " .
أخرجه ابن حبان ( 642 ) و أحمد ( 2/295 و 323 - 324 و 493 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، قال الدارقطني :
" أبو ميمونة عن أبي هريرة ، و عنه قتادة ; مجهول يترك " .
لكن قوله : " أفش السلام ... " إلخ قد صح من حديث عبد الله بن سلام مرفوعا و هو
مخرج في " الصحيحة " ( 569 ) .
( تنبيه ) : قد وقع للسيوطي ثم للمناوي خبط في لفظ هذا الحديث و سياقه بينته في
المصدر الآنف الذكر برقم ( 571 ) . و كذلك أخطأ الغماري بإيراده في " كنزه " ،
و معزوا لابن ماجه .
ثم رأيت الحديث في " المستدرك " ( 4/129 ) من الوجه المذكور و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! مع أن هذا أورد أبا ميمونة في " الميزان "
و نقل عن الدارقطني ما ذكرته عنه آنفا من التجهيل ! و أقره ! و أما الحاكم
فلعله ظن أن أبا ميمونة هذا هو الفارسي و ليس أبا ميمونة الأبار ، أو أنه ظن
أنهما واحد ، و الراجح التفريق ، و إليه ذهب الشيخان و أبو حاتم و غيرهم
كالدارقطني ; فإنه وثق الفارسي في " كناه " ، قال الحافظ في " التهذيب " عقبه :
" و هذا مما يؤيد أنه غير الفارسي " .
و وقع في ابن حبان " هلال بن أبي ميمونة " . و هو خطأ مطبعي أو من النساخ .
والله أعلم .
ثم رأيت ابن كثير جرى في " التفسير " على عدم التفريق ، فقال عقب الحديث و قد
ساقه من رواية أحمد ( 3/177 ) :
" و هذا إسناد على شرط الصحيحين ، إلا أن أبا ميمونة من رجال " السنن " و اسمه
سليم ، و الترمذي يصحح له . و قد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا .
والله أعلم . " .
قلت : و هذه علة أخرى و هي الإرسال . والله أعلم .
و الحديث مما صححه الرفاعي في " مختصره " ( 3/40/30 ) فما أكثر تعديه ، و ظلمه
لنفسه و قرائه ؟ ! و شاركه في ذلك بلديه الصابوني ( 2/506 ) و زاد عليه أنه عزا
التخريج إلى نفسه حين جعله في الحاشية ، و ذلك من ديدنه كما كنت نبهت عليه في
مقدمة المجلد الرابع من " الصحيحة " ، فعد إليه إن شئت أن تعرف حقيقته .
(3/323)
________________________________________


1325 - " إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول ، فإذا كان أول ليلة من
رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة عن الحور العين ، فقلن يا رب اجعل
لنا من عبادك أزواجا تقر بهم أعيننا ، و تقر أعينهم بنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/493 ) :

منكر
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 6943 ) و تمام في " الفوائد " ( ج1
رقم 34 ) و ابن عساكر في " فضل رمضان " ( ق /171 - 2 ) من طريق الوليد بن
الوليد : نا ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره و قال الطبراني :
" لم يروه عن ابن ثوبان إلا الوليد " .
قلت : و هو القلانسي واه . قال الذهبي في " الميزان " :
" قال أبو حاتم : صدوق . و قال الدارقطني و غيره : متروك . و روى له نصر
المقدسي في " أربعينه " حديثا منكرا ، و قال : تركوه " .
قلت : يعني هذا الحديث ، فقد رواه الذهبي في " تذكرة الحفاظ " من هذا الوجه ثم
قال ( 3/88 ) :
قال نصر المقدسي : تفرد به الوليد بن الوليد القلانسي ، و قد تركوه . قلت :
وهاه الدارقطني و قواه أبو حاتم " .
و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/46 ) من رواية الدارقطني في "
الأفراد " و قال الدارقطني :
" إنه تفرد به و هو منكر الحديث " .
و أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1886 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 179/2
) من حديث جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود الغفاري
مرفوعا به و زاد :
" قال : فما من عبد يصوم يوما في رمضان إلا زوج زوجة من الجور العين ، في خيمة
من درة مما نعت الله *( حور مقصورات في الخيام )* على كل امرأة سبعون حلة ليس
منها حلة على لون الأخرى ، تعطي سبعين لونا من الطيب ، ليس منه لون على ريح
الآخر ، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها .. " إلخ الحديث .
و فيه من مثل هذه المبالغات ما يدل على نكارته و وضعه و لذلك لم يسلم به ابن
خزيمة فإنه قال : " إن صح الخبر ، فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي " .
و عقب عليه الحافظ المنذري بقوله ( 2/72 ) :
" جرير بن أيوب البجلي واه ، و لوائح الوضع عليه . والله أعلم " .
قلت : و مع هذا الحكم الصريح بالوضع على هذا الحديث فقد صدره بصيغة ( عن )
المشعرة عنده بأنه فوق الضعيف كما نص عليه في المقدمة ، و هذا من تناقضه الذي
أوضحته في مقدمة كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " فراجعها فإنها مهمة جدا .
و هذا الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/188 - 189 ) و قال :
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المتهم به جرير بن أيوب
. قال يحيى : ليس بشيء ، و قال الفضل بن دكين : يضع الحديث . و قال النسائي
و الدارقطني : متروك " .
و عقب عليه السيوطي في " اللآلىء " ( 2/100 ) بما لا طائل تحته . و ذهل عنه ابن
عراق فلم يورده في " تنزيه الشريعة " لا في الفصل الأول ، و لا في الفصل الثاني
. و القول فيه قول ابن الجوزي و المنذري .
ثم إن من الممكن ربط علة الحديث بنافع بن بردة ; فإني لم أجد له ترجمة فيما
عندي من المصادر . و شيخه أبو مسعود الغفاري أورده في " الإصابة " في ( الكنى )
و قال يأتي في ( المبهمات ) و ليس عنده ( المبهمات ) ، و وقع في " الموضوعات "
( عبد الله بن مسعود ) و في " ترغيب الأصبهاني " و " اللآلىء " : ( ابن مسعود )
، و هذا لا ينافي أنه الغفاري لأنه أبو مسعود بن مسعود الغفاري كما في "
الإصابة " . والله أعلم .
(3/324)
________________________________________

1326 - " نعم السحور التمر ، و نعم الإدام الخل ، و رحم الله المتسحرين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/495 ) :

ضعيف
رواه أبو عوانة في " صحيحه " ( 8/185/1 ) : حدثني أبو محمد بن العباس القطان
الدمشقي قال : حدثنا خالد بن يزيد العمري عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي
هريرة مرفوعا .
و من هذا الوجه أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19/79/1 ) في ترجمة القطان
هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، العمري هذا قال الذهبي :
" كذبه أبو حاتم و يحيى ، قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات " .
ثم ساق له بعض الموضوعات ، و ليس منها هذا ، فإن الجملة الأولى منه لها طريق
أخرى صحيحة عن أبي هريرة أوردتها في " الصحيحة " ( 562 ) ، و الجملة الثانية في
" صحيح مسلم " من حديث جابر و عائشة ، و هو مخرج هناك برقم ( 2220 ) .
و أما الجملة الأخيرة ، فأخرجها الطبراني في " الكبير " ( 6689 ) من حديث
السائب بن يزيد مرفوعا مع الجملة الأولى ، و فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي
و هو ضعيف ، كما في " المجمع " ( 3/151 ) و " التقريب " .
و لم أجد لهذه الفقرة الأخيرة شاهدا آخر أشد به من عضدها ، و لذلك أوردته هنا ،
و إنما صحت بلفظ :
" إن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين " .
و لذلك أوردته في " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1058 ) .
(3/325)
________________________________________

1327 - " من صام يوما لم يخرقه كتبت له عشر حسنات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/496 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7653 - بترقيمي ) عن عبد الرحمن بن عبد الوهاب
الصيرفي : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن أبي جناب الكلبي عن طلحة بن مصرف عن
عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب مرفوعا و قال :
" لم يروه عن طلحة إلا أبو جناب ، و لا عنه إلا إسحاق الأزرق ، تفرد به
عبد الرحمن بن عبد الوهاب " .
قلت : و من هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/28 ) و قال :
" غريب من حديث طلحة ، تفرد به إسحاق الأزرق " .
قلت : و الراوي عنه عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي يبدو أنه العمي و هو بصري
، ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/2/262 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لكنه قال
:
" روى عنه أبو زرعة و موسى بن إسحاق الأنصاري " .
و أبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة ، و من فوقه ثقات أيضا غير أبي جناب الكلبي
و اسمه يحيى بن أبي حية و هو ضعيف مدلس ، فهو علة الحديث .
و الحديث عزاه في " الجامع " لـ " الحلية " وحده فقصر .
(3/326)
________________________________________

1328 - " قل : اللهم غارت النجوم ، و هدأت العيون ، و أنت حي قيوم ، يا حي يا قيوم !
أنم عيني ، و أهدىء ليلي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/496 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 4817 ) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي : حدثنا
محمد بن عبد الله بن علاثة : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال : سمعت
عبد الملك بن مروان يحدث عن أبيه عن زيد بن ثابت قال :
أصابني أرق من الليل ، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (
فذكره ) فقلتها فذهب عني .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ; عمرو بن الحصين متروك متهم ، و ابن علاثة فيه ضعف
، و بالأول فقط أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/128 ) .
(3/327)
________________________________________

1329 - " لكل شيء زكاة ، و زكاة الجسد الصوم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/497 ) :

ضعيف
روي من حديث أبي هريرة و سهل بن سعد .
1 - أما حديث أبي هريرة ، فأخرجه وكيع في " الزهد " ( 3/82/2 ) : حدثنا موسى بن
عبيدة عن جمهان عنه موقوفا .
و رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 3/7 ) و ابن ماجه ( رقم 1745 ) و ابن عدي
في " الكامل " ( ق 303/1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( ق 157/2
) من طريق ابن المبارك و غيره عن موسى بن عبيدة به مرفوعا .
قال البوصيري في " الزوائد " ( 2/79 - بيروت ) :
" هذا إسناد ضعيف ، موسى بن عبيدة - و هو الربذي - متفق على تضعيفه " .
و خالف يحيى بن عبد الحميد فقال : نا ابن المبارك عن الأوزاعي عن جمهان به .
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 155/1 - ظاهرية ) .
قلت : و ذكره الأوزاعي مكان موسى منكر ، تفرد به يحيى هذا و هو الحماني . قال
الذهبي في " الضعفاء " :
" حافظ منكر الحديث ، و قد وثقه ابن معين و غيره ، و قال أحمد بن حنبل : كان
يكذب جهارا . و قال النسائي : ضعيف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" اتهموه بسرقة الحديث " .
و لم يتنبه البوصيري لهذه المخالفة ، فجعل رواية الحماني عن ابن المبارك عن
موسى بن عبيدة ! و فيه علة أخرى و هي جمهان ، ترجمه في " التهذيب " برواية
اثنين آخرين عنه و وثقه ابن حبان ( 4/118 ) ، و قال في " التقريب " :
" مقبول " .
لكن ذكر البخاري في " تاريخه " ( 2/1/250 ) عن علي بن المديني أن هذا الذي روى
عنه موسى بن عبيدة هو غير الذي روى عنه الاثنان المشار إليهما ، و أحدهما عروة
ابن الزبير . والله أعلم .
و لعله لذلك بيض له الذهبي في " الكاشف " ، فلم يتبين له حاله .
2 - أما حديث سهل ، فيرويه حماد بن الوليد عن سفيان الثوري عن أبي حازم عنه
مرفوعا .
أخرجه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 2/89/2 ) و ابن عدي في " الكامل "
( 73/1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6/237/5973 ) و ابن الجوزي في "
الأحاديث الواهية " ، و قال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن الثوري غير حماد ، و لحماد أحاديث غرائب و أفرادات عن
الثقات ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 1/254 ) :
" يسرق الحديث ، و يلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم " .
و قال ابن الجوزي :
" هذا حديث لا يصح " .
ثم ذكر كلام ابن حبان و الجملة الأخيرة من كلام ابن عدي .
و قال الهيثمي ( 3/182 ) بعدما عزاه للطبراني :
" و فيه حماد بن الوليد ، و هو ضعيف " .
و قال الذهبي في " ضعفائه " :
" متروك ساقط " .
(3/328)
________________________________________

1330 - " من صام يوما ابتغاء وجه الله تعالى ، بعده الله عز وجل من جهنم كبعد غراب طار
و هو فرخ حتى مات هرما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/498 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/526 ) : حدثنا عبد الله بن يزيد : حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن
يزيد عن لهيعة أبي عبد الله عن رجل قد سماه : حدثني سلمة بن قيس عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله ثقات ، غير شيخ لهيعة الذي لم يسم .
و لهيعة هو والد عبد الله بن لهيعة لم يوثقه غير ابن حبان و قال الأزدي :
" حديثه ليس بالقائم " . و قال ابن القطان :
" مجهول الحال " .
و هذا هو الذي اعتمده الحافظ من الأقوال فقال :
" مستور " .
و قد اختلف في إسناده على ابن لهيعة و أبيه ، فرواه خالد بن يزيد عنه هكذا
و قال الطبراني في " الأوسط " ( 3270 ) : حدثنا بكر - هو ابن سهل - : حدثنا
عبد الله بن يوسف و شعيب بن يحيى قالا : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا زبان بن فائد
عن لهيعة بن عقبة عن عمرو بن ربيعة الحضرمي : سمعت سلامة بن قيصر يقول : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره و قال :
" لا يروى عن سلام إلا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة " .
قلت : و هو ضعيف في غير رواية عبد الله بن يزيد المقرئ - و هي الأولى -
و عبد الله بن المبارك و عبد الله بن وهب ، و أما رواية غير هؤلاء الثلاثة عنه
فهي ضعيفة ، لأنهم رووا عنه بعد احتراق كتبه ، و تحديثه من حفظه ، و هو فيه
ضعيف ، لكن شيخ الطبراني بكر بن سهل ضعيف أيضا ، بل إنهم وضعوه ، و شيخ ابن
لهيعة زبان بن فائد ضعيف ، فهو إسناد مظلم كما ترى ، فيه عدة علل تترى ،
و اقتصر الهيثمي على بيان علة واحدة منها ، فقال ( 3/181 ) بعد أن ذكره من حديث
سلمة بن قيصر :
" رواه أبو يعلى و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " إلا أنه قال : سلامة بن
قيصر ، و فيه ابن لهيعة و فيه كلام " !
قلت : قال الحافظ في " الإصابة " :
" سلامة بن قيصر ، و يقال : سلمة ; نزل مصر ، قال أحمد بن صالح : له صحبة .
و نفاها أبو زرعة . و قال ابن صالح : سلمة عندنا أصح ، و هو من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم . و قال البخاري : لا يصح حديثه . و أخرجه حديثه مطين ،
و الحسن بن سفيان و الطبراني من طريق عمرو بن ربيعة الحضرمي سمعت سلامة بن قيصر
يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام .. و مداره على ابن
لهيعة ، فرواه ابن وهب و جل أصحابه عنه هكذا ، و رواية ابن وهب في " مسند أبي
يعلى " و قال عبد الله بن يزيد المقرىء عنه بهذا الإسناد عن سلمة بن قيصر عن
أبي هريرة و عنه أخرجه أحمد في مسنده ، و رجح أبو زرعة هذه الزيادة ، و أنكرها
أحمد بن صالح " .
قلت : و في قوله : " بهذا الإسناد .. " نظر ، فإن إسناد أحمد عن عبد الله بن
يزيد عن ابن لهيعة يختلف كل الاختلاف عن إسناد سائر أصحاب ابن لهيعة عنه كما
سبق بيانه .
و جملة القول : أن الحديث لا يصح كما قال البخاري ، لأن مداره على ابن لهيعة ،
و قد اختلفوا عليه في إسناده كما أوضحته بأتم توضيح والله تعالى ولي التوفيق .
( تنبيه ) : وقع في " المسند " كما رأيت " سلمة بن قيس " و الصواب " سلمة بن
قيصر " كما يفهم من كلام الحافظ المتقدم ، و كذلك ذكره في " تعجيل المنفعة " ،
و هذا الخطأ عينه وقع في " المشكاة " من رواية البيهقي في " الشعب " ، و قد نبه
عليه القاري في " المرقاة " .
ثم وقفت على خلاف آخر على ابن لهيعة ، فأخرجه البزار في " مسنده " ( 1037 - كشف
الأستار ) من طريق عبد الله بن يزيد أيضا عن ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن أبي
الشعثاء عن سلمة بن قيصر عن أبي هريرة .
قلت : فأسقط من إسناده الرجل الذي لم يسم ، فلا أدري أهذا من ابن لهيعة ، أم
سقط من الناسخ أو الطابع ؟ فقد قال المنذري في " الترغيب " ( 2/61 ) و تبعه
الهيثمي :
" رواه أحمد و البزار ، و في إسناده رجل لم يسم " !
(3/329)
________________________________________

*************************************
يتبع أن شاء الله

أمـــة الله
2008-05-21, 10:05 AM
1331 - " أشعرت يا بلال ! أن الصائم تسبح عظامه ، و تستغفر له الملائكة ما أكل عنده "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/500 ) :

موضوع
أخرجه ابن ماجه ( 1749 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " و من طريقه ابن عساكر في
" تاريخ دمشق " ( 3/232/2 و 10/330 - ط ) من طريق أبي عتبة عن بقية : حدثنا
محمد بن عبد الرحمن عن سليمان بن بريدة [ عن أبيه ] قال :
" دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو يتغدى ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : [ الغداء يا بلال ! قال : إني صائم يا رسول الله ] فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : نأكل رزقنا ، و فضل رزق بلال في الجنة ، أشعرت
... " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ; محمد بن عبد الرحمن هو القشيري ، قال ابن عدي :
" منكر الحديث " . ذكره الذهبي و قال :
" و فيه جهالة ، و هو متهم ليس بثقة ، و قد قال فيه أبو الفتح الأزدي : كذاب
متروك الحديث " .
قلت : و كذلك قال أبو حاتم الرازي ، و كأن الذهبي فاته ذلك ، و إلا لما عدل عنه
إلى الأزدي المنتقد في نقده ، فقد ترجمه ابنه في " الجرح و التعديل " ( 3/2/325
) و قال :
" و سألته عنه ، فقال : متروك الحديث ، كان يكذب و يفتعل الحديث " .
و إذن فلا وجه لقول الذهبي : " فيه جهالة " . فالرجل معروف ، و لكن بالكذب في
الحديث ، فمثله يكون حديثه موضوعا و لا كرامة .
و بقية ، مدلس ، و لكنه قد صرح هنا بالتحديث ، و ليس به حاجة إلى التدليس ،
فالشيخ الذي قد يدلسه ، لن يكون شرا من هذا القشيري !
و لكن الراوي عنه أبو عتبة ، ليس سالما من القدح كما تراه في ترجمته من "
الميزان " و " اللسان " إلا أنه لم يتفرد به ، فقد قال ابن ماجه في " سننه " (
1749 ) : حدثنا محمد بن المصفى : حدثنا بقية به . فآفة الحديث من القشيري .
( تنبيه ) : وقع في نسخة " التاريخ " سقط في هذا الحديث ، من الناسخ ،
فاستدركته من " مشكاة المصابيح " ( 2082 ) فإنه ذكره من رواية البيهقي في " شعب
الإيمان " عن بريدة ، و هو كعادته لم يتكلم بشيء على إسناده ، فحققت القول عليه
هنا ، و ذكرت خلاصته في تعليقي عليه للمرة الثانية ، أتيت فيها على الأحاديث
التي لم يتيسر لي الكلام عليها في المرة الأولى ، فحققت القول فيها أيضا ، عسى
أن يعاد طبعه مرة أخرى إن شاء الله تعالى .
(3/330)
________________________________________

1332 - " إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا ، و ربما قال : حتى
يقضوا أكلهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/502 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/150 ) و النسائي في " السنن الكبرى " ( ق 62/2 ) و الدارمي (
2/17 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2138 - 2140 ) و ابن ماجه ( 1748 ) من طريق
ابن أبي شيبة و هذا في " المصنف " ( 3/86 ) و ابن المبارك في " الزهد " (
500/1424 ) و في الجزء الثاني من " حديثه " ( ق 104/2 ) و أحمد( 6/365 و 439 )
و ابن سعد في " الطبقات " ( 8/415 - 416 ) و البغوي في " حديث علي بن الجعد " (
1/477/899 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1704 ) و عنه ابن حبان ( 953 - موارد
) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 25/30/49 ) و أبو نعيم في " الحلية " (
2/65 ) و البيهقي ( 4/305 ) كلهم من طريق حبيب بن زيد الأنصاري قال : سمعت
مولاة لنا يقال لها : ليلى ، تحدث عن جدته أم عمار بنت كعب :
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها ، فدعت له بطعام ، فقال لها : " كلي " ،
فقالت : إني صائمة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن صحيح " .
و أقره المناوي في " شرحيه " : " الفيض " و " التيسير " ، و كأنه لم يرجع إلى
إسناده ، فإن ليلى هذه لا تعرف ، فقد أوردها الذهبي في فصل " النسوة المجهولات
" و قال :
" تفرد عنها حبيب بن زيد " .
و قال الحافظ فيها :
" مقبولة " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلينة الحديث ، و ما عرفت لها متابعا ، بل إن من
الممكن أن يقال : إنها قد خولفت فرواه أبو أيوب عن عبد الله بن عمرو موقوفا
مختصرا بلفظ :
" الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة " .
أخرجه ابن أبي شيبة و عبد الرزاق و ابن المبارك من طريق قتادة عن أبي أيوب عنه
.
و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، و هو موقوف في حكم المرفوع ، و يشهد له
دعاء الضيف :
" أفطر عندكم الصائمون .. و صلت عليكم الملائكة " الحديث ، و هو مخرج في " آداب
الزفاف " ( ص 91 - 92 ) .
فإن الصلاة هنا جملة دعائية كالجملتين الأخريين ، و إنما يدعى بشيء يمكن أن يقع
إذا توفر سببه ، و هذا ما أكده ابن عمرو رضي الله عنه بحديثه هذا . والله أعلم
.
ثم إن الحديث رواه شريك عن حبيب بن زيد بلفظ :
" الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة حتى يمسي " .
أخرجه الترمذي و ابن خزيمة بإسناد واحد عن شريك و ليس عند الترمذي : " حتى يمسي
" . و هو بهذه الزيادة منكر ، لأن شريكا و هو ابن عبد الله القاضي سيىء الحفظ ،
و بهذه الزيادة رواه الطبراني أيضا ( رقم 50 ) .
و الحديث علقت عليه اللجنة القائمة بتحقيق " الجامع الكبير " للسيوطي ( 5652 )
بأن السيوطي رمز في " الجامع الصغير " لحسنه ، و كفى ! كما أورده الغماري في "
كنزه " .
(3/331)
________________________________________


1333 - " من فطر صائما من كسب حلال ، صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها ، و صافحه
جبريل ، و من يصافحه جبريل يرق قلبه ، و تكثر دموعه . قال رجل : يا رسول الله !
فإن لم يكن ذاك عنده ؟ قال : قبضة من طعام . قال : أرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟
قال : ففلقة خبز . قال : أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده ؟ قال : فمذقة من لبن . قال
: أفرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟ قال : فشربة من ماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/503 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 69/2 ) عن حكيم بن خذام العبدي : نا علي بن
زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : علي بن زيد - و هو ابن جدعان - ضعيف لسوء حفظه .
و الأخرى : حكيم هذا قال أبو حاتم : " متروك الحديث " .
و قال البخاري : " منكر الحديث " .
قلت : و هذا منه تضعيف شديد له ، كما هو اصطلاحه .
لكن تابعه الحسن بن أبي جعفر عند ابن عدي أيضا ( 87/1 ) و الأصبهاني في "
الترغيب " ( ق 179/2 ) ، و قال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن علي بن زيد إلا الحسن بن أبي جعفر و حكيم بن خذام " .
قلت : و ثلاثتهم ضعفاء ، و حكيم أشدهم ضعفا ، فالحديث ضعيف .
و من طريق الحسن أخرجه الطبراني مختصرا ، و البزار نحوه كما في " مجمع الزوائد
" ( 3/156 ) .
قلت : في عزوه للبزار نظر لأسباب أهمها أنه ليس في " كشف الأستار عن زوائد
البزار " للهيثمي أيضا ، و هو أصل ما يعزوه للبزار في " المجمع " و كذلك ليس هو
في " زوائد البزار " للحافظ ابن حجر .
و أما الطبراني فقد أخرجه في " الكبير " ( 6162 ) من طريق الحسن بن أبي جعفر ،
باختصار ، و رواه قبيله ( 6161 ) من طريق حكيم بن خذام أيضا أخصر منه .
( تنبيه ) : ( خذام ) بكسر المعجمة الأولى كما في " الإكمال " ( 3/130 ) لابن
ماكولا ، و مثله في " تاريخ البخاري " و " الجرح و التعديل " و " الكامل "
و غيرها ، و وقع في " اللسان " و " الطبراني " : حزام " ، ! بالحاء المهملة
و هو تصحيف .
(3/332)
________________________________________

1334 - " فضل القرآن على سائر الكلام ، كفضل الرحمن على سائر خلقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/505 ) :

ضعيف
أخرجه أبو يعلى في " معجم شيوخه " ( ق 34/1 ) و ابن عدي في " الكامل " (
ق/246/1 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 238 ) من طريق عمر الأبح عن
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة - زاد البيهقي : عن الأشعث الأعمى - عن شهر بن حوشب
عن أبي هريرة مرفوعا به .و قال البيهقي :
" تفرد به عمر الأبح و ليس بالقوي " .
قلت : بل هو ضعيف جدا كما يفيده قول البخاري فيه :
" منكر الحديث " .
و مع ذلك فقد اقتصر الحافظ في " الفتح " ( 9/54 ) على قوله فيه :
" و هو ضعيف " .
و لعل ذلك لعدم تفرد الأبح به كما يأتي .
و شهر بن حوشب ضعيف من قبل حفظه .
و أما الأشعث الأعمى فهو ابن عبد الله الحداني أبو عبد الله الأعمى ، و هو صدوق
. و قد اختلف في إسناده ، فقال البيهقي :
" و روي عن يونس بن واقد البصري عن سعيد دون ذكر الأشعث في إسناده . و رواه
عبد الوهاب بن عطاء و محمد بن سواء عن سعيد عن الأشعث دون ذكر قتادة فيه " .
ثم قال الحافظ ابن حجر :
" و أخرجه ابن الضريس من وجه آخر عن شهر بن حوشب مرسلا ، و رجاله لا بأس بهم "
.
قلت : و كذلك أخرجه الدارمي ( 2/441 ) : حدثنا سليمان بن حرب : حدثنا حماد بن
سلمة عن أشعث الحداني عن شهر بن حوشب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
...
و الحداني صدوق ، و من دونه ثقات .
و بالجملة فالحديث ضعيف لاضطرابه ، و إرساله و ضعف راويه . و قد أشار البخاري
في " أفعال العباد " ( ص 91 ) ، إلى أنه لا يصح مرفوعا . و قد أخرجه العسكري عن
طاووس و الحسن من قولهما كما في " الفتح " ، و كذلك رواه ابن نصر في " قيام
الليل " ( ص 71 ) عن شهر بن حوشب و أبي عبد الرحمن السلمي ، و علقه البخاري في
" الأفعال " ( ص 72 ) عن السلمي ، و قد روي عنه عن عثمان مرفوعا .
أخرجه البيهقي من طريق يعلى بن المنهال السكوني : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي
عن الجراح بن الضحاك الكندي عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن عن عثمان
مرفوعا به .
و هكذا أخرجه ابن الضريس عن الجراح به كما في " الفتح " . و الجراح صدوق كما في
" التقريب " ، و قال الذهبي : " صويلح " ! و بقية رجاله ثقات غير يعلى بن
المنهال أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4/2/305 ) من رواية حاتم
ابن أحمد بن الحجاج المروزي فقط عنه ، و لم يذكر فيه توثيقا و لا تجريحا .
و قد تابعه الحماني عن إسحاق به مرفوعا .
أخرجه البيهقي أيضا و قال :
" و يقال : إن الحماني أخذ ذلك من يعلى والله أعلم " .
يعني أنه سرقه منه ، فإنه متهم بسرقة الحديث ، كما تقدم في الحديث ( 1329 ) .
و قد خالفهما يحيى بن أبي طالب ، فرواه عن إسحاق بن سليمان به إلى أبي
عبد الرحمن موقوفا عليه من قوله .
و تابعه على ذلك غيره كما قال البيهقي . و قال الحافظ ( 9/54 ) :
" و قد بين العسكري أنها من قول أبي عبد الرحمن السلمي " .
و جملة القول أن الحديث ضعيف لا يصح من طريقيه ، فالأولى ضعيفة جدا ، و الأخرى
ضعيفة ، و الصواب الوقف .
و قد روي من طريق أخرى مرفوعا في عجز الحديث الآتي :
" يقول الرب عز وجل : من شغله القرآن و ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي
السائلين ، و فضلا كلام الله على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه " .
(3/333)
________________________________________

1335 - " يقول الرب عز وجل : من شغله القرآن و ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي
السائلين ، و فضلا كلام الله على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/507 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 2/152 ) و اللفظ له ، و الدارمي ( 2/441 ) و ابن نصر في " قيام
الليل " ( ص 71 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 375 ) و البيهقي في " الأسماء
و الصفات " ( ص 238 ) من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن
قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
قلت : بل هو ضعيف ، فإن عطية و هو العوفي ضعيف .
و محمد بن الحسن بن أبي يزيد متهم ، و به أعله العقيلي فقال :
" و قال أحمد : ضعيف الحديث ، و قال ابن معين : ليس بثقة . و قال في موضع آخر :
يكذب " .
و كذلك كذبه أبو داود كما في " الميزان " و ساق له هذا الحديث ثم قال :
" حسنه الترمذي فلم يحسن " .
و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/82 ) عن أبيه :
" هذا حديث منكر ، و محمد بن الحسن ليس بالقوي " .
قلت : و كذلك لم يحسن الحافظ حين قال في " الفتح " ( 9/54 ) :
" أخرجه الترمذي و رجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعف " .
فذهل عن الهمداني هذا و هو أشد ضعفا من عطية ، و قد قال العقيلي :
" و لا يتابع عليه " .
لكن خالفه البيهقي فقال :
" قلت : تابعه الحكم بن بشير ، و محمد بن مروان عن عمرو بن قيس " .
قلت : فإذا صح السند بهذه المتابعة ، فهي متابعة قوية ، يبرأ محمد بن الحسن هذا
من عهدة الحديث ، فالحكم بن بشير صدوق ، كما في " التقريب " ، و محمد بن مروان
إن كان هو العقيلي البصري ، فهو صدوق أيضا لكن له أوهام ، و إن كان هو السدي
الأصغر فهو متهم و كلاهما من طبقة واحدة . والله أعلم .
و بالجملة ، فقد انحصرت علة الحديث في العوفي .
و قد روي الحديث بشطره الأول عن عمر و حذيفة .
أما حديث عمر ، فأخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 93 - هند ) : حدثنا
ضرار : حدثنا صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله بن عمر
عن أبيه عن جده مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، ضرار و هو ابن صرد - بضم المهملة و فتح الراء -
و شيخه صفوان بن أبي الصهباء ضعيفان ، و الأول أشد ضعفا ، فقد قال البخاري نفسه
:
" متروك " . و كذبه ابن معين .
و أما الآخر ، فقال الذهبي :
" ضعفه ابن حبان و قال : يروي ما لا أصل له ، و لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به
" .
ثم ذكره في " الثقات " أيضا !
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول ، اختلف فيه قول ابن حبان " .
و الحديث قال في " الفتح " ( 9/54 ) :
" و أخرجه يحيى بن عبد الحميد الحماني في " مسنده " من حديث عمر بن الخطاب ،
و في إسناده حذيفة فأخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/313 ) و ابن عساكر في "
فضيلة ذكر الله عز وجل " ( ق 2/2 ) بإسنادين عن أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد :
حدثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
" قال الله تعالى : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني " . و قالا :
" حديث غريب تفرد به أبو مسلم " .
قلت : وثقه ابن حبان . و قال ابن عدي :
" يحدث بالمناكير عن الثقات ، و يسرق الحديث " .
و قال الحافظ :
" صدوق يغلط " .
قلت : و بقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين ، فالإسناد حسن عندي ، لولا ما
يخشى من سرقة عبد الرحمن بن واقد ، أو غلطه والله أعلم .
(3/334)
________________________________________

1336 - " من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/509 ) :

شاذ
أخرجه الترمذي ( 2/145 ) : حدثنا محمد بن بشار : حدثنا محمد بن جعفر : حدثنا
شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء
عن النبي صلى الله عليه وسلم به . حدثنا محمد بن بشار : حدثنا معاذ بن هشام :
حدثني أبي عن قتادة بهذا الإسناد نحوه . قال أبو عيسى :
" هذا حديث حسن صحيح " .
قلت : الحديث صحيح بغير هذا اللفظ ، و أما هذا ، فشاذ أخطأ فيه شعبة أو من دونه
، و قد أخطأ شعبة في موضع آخر منه ، فالأول قوله : " ثلاث " و الصواب : " عشر "
. فقال أحمد ( 6/446 ) : حدثنا محمد بن جعفر و حجاج : حدثنا شعبة به بلفظ :
" من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من فتنة الدجال " .
و هكذا أخرجه مسلم ( 2/199 ) : حدثنا محمد بن المثنى و ابن بشار قالا : حدثنا
محمد بن جعفر به و لم يسق لفظه ، و إنما أحال به على لفظ هشام الدستوائي قبله
عن قتادة و هو بلفظ :
" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " .
ثم قال مسلم عقب سياقه لسند شعبة :
" قال شعبة : " من آخر الكهف " ، و قال همام : " من أول الكهف " ، كما قال هشام
" .
قلت : و هذا معناه أن رواية شعبة عند مسلم متفقة مع رواية همام و هشام في لفظة
" العشر " ، و مخالفة لها في لفظة " أول " و هي عند مسلم و الترمذي و كلاهما من
طريق ابن بشار ، و مع ذلك فقد اختلفت روايتاهما عنه في اللفظ الأول ، فمسلم قال
: " العشر " و الترمذي قال : " ثلاث " كما اختلفت في الحرف الأول ، فعند مسلم "
آخر الكهف " ، و عند الترمذي " أول الكهف " ، و في كل من الروايتين صواب و خطأ
، فقوله : " ثلاث " خطأ مخالف لعامة الرواة الثقات عن قتادة ، و كلهم قالوا : "
عشر " . و قد ذكرت أسماءهم في " السلسلة الأخرى " ( 582 ) و قوله : " أول الكهف
" صواب لموافقته الثقات ، و يبدو لي أن شعبة نفسه كان يضطرب في رواية هذا
الحديث فتارة كان يقول : " عشر " كما هي رواية أحمد و مسلم عنه ، و تارة يقول :
" ثلاث " كما في رواية الترمذي هذه ، و هي شاذة قطعا ، و تارة يقول : " آخر
الكهف " كما روايتهما ، و أخرى يقول : " أول الكهف " و هي الصواب كما بينته في
المصدر المشار إليه آنفا ، و كان الغرض هنا بيان الشذوذ في المكان الأول ، و قد
يسر الله لنا ذلك فله الحمد و المنة .
ثم وجدت لرواية " آخر الكهف " شاهدا من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا و موقوفا ،
خرجته في " الصحيحة " برقم ( 2651 ) ، و ملت هناك إلى العمل بأيهما شاء القاريء
، والله أعلم .
( تنبيه ) : لم يتنبه الحافظ ابن كثير لشذوذ رواية الثلاث ، فذكرها من رواية
الترمذي و أقره على تصحيحها ، فقلده مختصره الشيخ الرفاعي فصرح بصحتها في "
فهرسه " ( 2/563/615 ) و لقد كان بلديه الصابوني موفقا في هذه المرة لأنه لم
يوردها في " مختصره " !
و كذلك أقره المنذري في " الترغيب " و المناوي في " شرحه " ، و كان هذا من
دواعي هذا التخريج و التحقيق . والله تعالى ولي التوفيق ، و الهادي إلى أقوم
طريق .
(3/335)
________________________________________

1337 - " ثلاثة تحت العرش يوم القيامة : القرآن يحاج العباد ، له ظهر و بطن ،
و الأمانة ، و الرحم تنادي : ألا من وصلني وصله الله ، و من قطعني قطعه الله "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/510 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 366 ) و حميد بن زنجويه في " كتاب الأدب "
كما في " هداية الإنسان " ( ق 99/2 ) و السياق له ، و من طريقه البغوي في " شرح
السنة " ( 13/22/3433 ) عن مسلم بن إبراهيم : حدثنا كثير بن عبد الله اليشكري :
حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن عوف القرشي عن أبيه مرفوعا .
أورده العقيلي في ترجمة اليشكري هذا و قال :
" و لا يصح إسناده ، و الرواية في الرحم و الأمانة من غير هذا الوجه بأسانيد
جياد بألفاظ مختلفة ، و أما القرآن ، فليس بالمحفوظ " .
قلت : و أورده ابن أبي حاتم ( 3/2/154 ) من رواية أربعة من الثقات ، و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و ثمة خامس روى عنه أيضا و هو زيد بن الحباب كما جاء في
" الإصابة " ، و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 7/354 ) ، فمثله قد يحسن
حديثه إذا كان من دونه و من فوقه ثقة .
و شيخه الحسن بن عبد الرحمن ، لا يعرف ، فقد أورده ابن أبي حاتم أيضا ( 1/2/23
) من رواية اليشكري هذا فقط ! و كذلك صنع ابن حبان في " الثقات " ( 4/142 ) فهو
في عداد المجهولين ، فهو علة الحديث عندي ، و ليس اليشكري كما يشعر به كلام
العقيلي المتقدم ، و قلده فيه المعلق على " شرح السنة " ، و من قبله المناوي في
" الفيض " .
( تنبيه ) : وقع في ابن حبان : " الحسن بن عبد الرحمن بن عوف الزهري " وفي
إسناد هذا الحديث ( القرشي ) مكان " الزهري " و كذلك هو عند ابن أبي حاتم و قال
:
" و ليس هو بابن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، لكنه آخر بصري " .
و على هذا جرى الحافظ في " الإصابة " فإنه ترجم أولا لعبد الرحمن بن عوف الزهري
ثم قال :
" عبد الرحمن بن عوف ; آخر إن لم يذكر إلا في هذا الحديث بهذا الإسناد فلا تثبت
صحبته ، بل هو أيضا لا يعرف ، و على هذا فهذه علة ثانية . والله سبحانه و تعالى
أعلم .
(3/336)
________________________________________

1338 - " هل تدرون ما يقول ربكم عز وجل ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قالها ثلاثا :
قال : قال عز وجل : وعزتي لا يصليها عبد لوقتها إلا أدخلته الجنة ، و من صلى
لغير وقتها إن شئت رحمته ، و إن شئت عذبته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/512 ) :

منكر
أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 134 ) من طريق يزيد بن قتيبة الجرشي
: حدثنا الفضل بن الأغر الكلابي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال :
" إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما فقال لهم : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، الفضل بن الأغر و أبوه لم أجد من ترجمهما .
و يزيد بن قتيبة الجرشي ، أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/284 ) و قال :
" روى عن الفضل الأغر الكلابي ، روى عنه مسلم بن إبراهيم " و لم يزد .
و وقع عنده ( الحرشي ) بالحاء المهملة . والله أعلم .
(3/337)
________________________________________

1339 - " *( يوم يكشف عن ساق )* ، قال : عن نزر عظيم يخرون له سجدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/512 ) :

منكر
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1751 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص
347 - 348 ) عن روح بن جناح عن مولى عمر بن عبد العزيز عن أبي بردة بن أبي
موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : *( يوم يكشف عن
ساق .. )* .
قلت : و هذا سند واه جدا ، مولى عمر بن عبد العزيز مجهول ، و روح بن جناح قال
الحافظ :
" ضعيف اتهمه ابن حبان " .
و قال في " الفتح " ( 8/538 ) :
" أخرجه أبو يعلى بسند فيه ضعف " !
و لا يخفى ما في هذا التعبير من التساهل في تليين الضعف ! و أبعد منه عن الصواب
قول الهيثمي في " المجمع " ( 7/128 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه روح بن جناح وثقه دحيم و قال فيه : ليس بالقوي و بقية
رجاله ثقات " .
و ذلك لأن في بقية ذلك المولى المجهول ، فمن أين لتلك البقية الثقة ؟ !
و قد صح في تفسير هذه الآية خلاف هذا الحديث المنكر بلفظ :
" يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة .. " الحديث .
و هو مخرج في " الصحيحة " برقم ( 583 ) ، فراجعه ففيه بحث هام حول هذه الصفة
و طعن الكوثري في ثقات رواتها و الرد عليه و بيان بعده عن النقد العلمي النزيه
.
(3/338)
________________________________________

1340 - " إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الاستجابة فليقل : الحمد لله الذي بعزته
وجلاله تتم الصالحات ، و من أبطأ عنه من ذلك شيء فليقل : الحمد لله على كل حال
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/513 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 136 - 137 ) من طريق عمرو بن محصن
ابن علي الفهري ( الأصل : النهري ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، محصن هذا مجهول الحال ، كما قال ابن القطان .
و قال الحافظ :
" مستور من السادسة " .
و هذا يعني أنه لم يسمع من أبي هريرة ، فهو منقطع ، و قد أشار ابن حبان إلى مثل
هذا حين قال في " ثقات التابعين " :
" يروي المراسيل " .
و قد روى له الحاكم ( 1/208 ) حديثا آخر عن عوف بن الحارث عن أبي هريرة و قال :
صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي ، و ذلك من أوهامهما ، و قد وصف الذهبي
نفسه محصنا هذا بالجهالة في " الميزان " نقلا عن ابن القطان و أقره ! فالعجب
منه ما أكثر تناقض كلامه في " التلخيص " مع كلامه في غيره و هو الحافظ النقاد ،
الأمر الذي يحملني على أن أعتقد أنه من أوائل مؤلفاته ، و أنه لم يتح له أن
يعيد النظر فيه ، والله أعلم .
و الحديث عزاه السيوطي في جامعيه للبيهقي في " الدعوات " عن أبي هريرة ، و لم
نقف على هذا الكتاب بعد ، و إن كنت أظن أن إسناده هو نفس الإسناد المذكور نقلا
عن " الأسماء و الصفات " .
و لم يتكلم عليه المناوي بشيء ، فكأنه لم يقف عليه ، و لذلك انصرف إلى الكلام
عن غيره فقال عقب الحديث :
" و للحاكم نحوه من حديث عائشة ، قال الحافظ العراقي : و إسناده ضعيف " .
و قلده المعلقون على " الجامع الكبير " ( 1940 ) فنقلوه عنه ، دون أن يعزوه
إليه ! و زادوا على ذلك فقالوا - كعادتهم - : رمز السيوطي في " الجامع الصغير "
لضعفه !
و حديث عائشة الذي أشار إليه المناوي حديث آخر ، لا يمكن اعتباره شاهدا لهذا ،
فإنه من فعله صلى الله عليه وسلم ، و قد أورده السيوطي في " باب كان و هي
الشمائل الشريفة " و ضعفه المناوي هناك أيضا برقم ( 6028 ) و خفي عليه أن له
شواهد تقويه كما بينته في " الصحيحة " برقم ( 265 ) ، و بناء عليه ذكرته في "
صحيح الجامع الصغير " ( 4516 ) ، و لا أدري ماذا سيكون حكم المعلقين المشار
إليهم آنفا عليه ، إذا ما جاء دور تعليقهم عليه ؟ لأنهم لا يزالون إلى الآن في
حرف الألف من " الجامع " فيما وصلني من أجزائه التي طبعوها ، و إن كان يغلب على
الظن أنهم سيضعفونه تقليدا لمناويهم ، و لكني لا أجزم بذلك إلى أن نرى تعليقهم
عليه . والله ولي التوفيق .
(3/339)
*************************************
يتبع أن شاء الله

أبوعبدالرحمن الأثري
2008-05-21, 10:10 AM
موضوع مفيد جدا أخي ذوالفقار

بارك الله فيك ونفعنا الله بك

واصل وصلك الله

أمـــة الله
2008-05-25, 01:45 AM
1441 - " إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فليمسك ، ( و في رواية ) : فارفعوا أيديكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/632 ) :

ضعيف جدا
رواه الترمذي ( 1/354 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 104/2 )
و تمام في " الفوائد " ( ق 104/2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3/69/2 ) و ابن
عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15/131/1 ) عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد
الخدري مرفوعا ، و قال الترمذي و البغوي :
" أبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين ، ضعفه شعبة " .
قلت : بل ضعفه جدا ، فقال :
" لأن أقدم فيضرب عنقي ، أحب إلي من أن أحدث عن أبي هارون العبدي " .
رواه العقيلي ( 3/313 ) بسند صحيح عنه .
و لهذا قال الذهبي في " الميزان " :
" تابعي ، لين بمرة " .
و قال في " الكاشف " :
" متروك " .
و كذا قال الحافظ في " التقريب " و زاد :
" و منهم من كذبه " .
(3/440)

1442 - " أفضل الصدقة اللسان ، قالوا : و ما صدقة اللسان ؟ قال : الشفاعة ; يفك بها
الأسير ، و يحقن بها الدم ، و يجر بها المعروف و الإحسان إلى أخيك المسلم ،
و تدفع عنه الكريهة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/632 ) :

ضعيف
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 194/1 ) : نا عبد الله ( يعني ابن أيوب
المخرمي ) : نا مروان ( يعني ابن جعفر بن سعد بن سمرة ) : حدثني محمد بن هاني
عن محمد بن يزيد عن المستلم بن سعيد عن أبي بكر عن الحسن عن سمرة مرفوعا .
و أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/453/1 ) من طريق أخرى عن مروان به ، لكن سقط
منه بعض رجال إسناده .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، فيه علل :
الأولى : عنعنة الحسن ، و هو البصري ، فقد كان مدلسا .
الثانية : ضعف أبي بكر ، و هو الهذلي ، قال الحافظ :
" متروك الحديث " .
الثالثة : جهالة حال محمد بن هاني ، و هو والد أبي بكر الأثرم ، ترجمه ابن أبي
حاتم ( 4/1/117 ) ثم الخطيب ( 3/370 ) ، و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا .
الرابعة : مروان بن جعفر ; مختلف فيه ، قال أبو حاتم :
" صالح الحديث " . و قال ابنه :
" صدوق " .
و خالفهما الأزدي فقال :
" يتكلمون فيه " .
و من أجل هذا القول أورده الذهبي في " الضعفاء " فلم يحسن ، لأن الأزدي نفسه
متكلم فيه ، فلا يعتد بقوله مع مخالفته لأبي حاتم و ابنه ، نعم قال الذهبي في
ترجمة مروان من " الميزان " :
" له نسخة عن قراءته على محمد بن إبراهيم فيها ما ينكر ، رواها الطبراني " .
لكن لعله لم يتفرد به ، فقد أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 6962 ) و القضاعي
في " مسند الشهاب " ( ق 104/1 ) من طريق محمد بن أبي نعيم الواسطي قال : نا
محمد بن يزيد به .
بيد أن محمدا هذا ، و هو ابن موسى بن أبي نعيم ، قال الحافظ :
" صدوق ، لكن طرحه ابن معين " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير "
و البيهقي في " شعب الإيمان " ، و قال المناوي :
" قال الهيثمي : فيه أبو بكر الهذلي ، ضعيف ، ضعفه أحمد و غيره ، و قال البخاري
: ليس بالحافظ ، ثم أورد له هذا الخبر " .
و أقول : فيه أيضا عند البيهقي مروان بن جعفر السمري ، أورده الذهبي في "
الضعفاء " و قال :
" قال الأزدي : يتكلمون فيه " !
(3/441)
________________________________________


1443 - " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا ، فلا تسبوا أباه ، فإن سب الميت يؤذي
الحي ، و لا يبلغ الميت ، فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشر
و وثب له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رجليه ، فرحا بقدومه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/634 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 3/241 ) من طريق محمد بن عمر : أن أبا بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة : حدثه موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى عبد الله بن الزبير عن عبد الله
ابن الزبير قال :
لما كان يوم فتح مكة ، هرب عكرمة بن أبي جهل ، و كانت امرأته أم حكيم بنت
الحارث بن هشام امرأة عاقلة ، أسلمت ، ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأمان لزوجها ، فأمرها برده ، فخرجت في طلبه ، و قالت له : جئتك من عند أوصل
الناس ، و أبر الناس ، و خير الناس ، و قد استأمنت لك ، فأمنك ، فرجع معها ،
فلما دنا من مكة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : فذكر الحديث .
قلت : سكت عليه الحاكم و الذهبي ، و إسناده واه جدا ، بل موضوع ، آفته ابن أبي
سبرة ، أو محمد بن عمر ، و هو الواقدي ، و كلاهما كذاب وضاع ، و أبو حبيبة لا
يعرف ، أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/3459 ) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ،
و لكنه قال :
" أبو حبيبة ، مولى الزبير ، صاحب عبد الله بن الزبير ، روى عن الزبير ، روى
عنه موسى بن عقبة ، و أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن " .
قلت : و إنما خرجت هذا الحديث لما فيه من نسبة القيام إلى النبي صلى الله عليه
وسلم لعكرمة بن أبي جهل ، فقد لهج المتأخرون بالاستدلال على جواز بل استحباب
القيام للداخل ، فأحببت أن أبين وهاءه و أظهر عواره ، حتى لا يغتر به من يريد
انصح لدينه ، و لا سيما ، و هو مخالف لما دلت السنة العملية عليه من كراهته
صلى الله عليه وسلم لهذا القيام ، كما حققته في غير هذا المقام .
و نحوه ما ذكره الأستاذ عزت الدعاس في تعليقه على " الشمائل " المحمدية " ( ص -
175 - طبع حمص ) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم لعبد الله بن أم مكتوم -
( الأصل : ابن أم كلثوم ! ) و يفرش له رداءه ليجلس عليه و يقول : أهلا بالذي
عاتبني ربي من أجله ، و لا أعلم لهذا الحديث أصلا يمكن الاعتماد عليه ، و غاية
ما روي في بعض الروايات في " الدر المنثور " أنه صلى الله عليه وسلم كان يكرم
ابن أم مكتوم إذا دخل عليه . و هذا إن صح لا يستلزم أن يكون إكرامه صلى الله
عليه وسلم إياه بالقيام له ، فقد يكون بالقيام إليه ، أو بالتوسيع له في المجلس
، أو بإلقاء وسادة إليه ، و نحو ذلك من أنواع الإكرام المشروع .
و بهذه المناسبة لا بد لي من التنبيه على بعض الأخطاء التي وقعت للأستاذ
المذكور في تعليقه على حديث أنس : " لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، و كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " ، فقد
ذكر أن هذا الحديث الصحيح لا ينافي القيام لأهل الفضل من الصالحين ، و الدليل :
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يكره قيام بعضهم لبعض .
2 - و أنه أمر أسرى بني قريظة فقال لهم : قوموا لسيدكم ، يعني سعد بن معاذ .
3 - أنه قام لعكرمة بن أبي جهل .
4 - و كان يقوم لعدي بن حاتم كلما دخل عليه .
5 - و كان يقوم لعبد الله بن أم مكتوم ...
6 - و قد ورد أن الصحابة قاموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
و الجواب : أنه لا يصح شيء من هذه الأدلة مطلقا ، و هى على ثلاثة أنواع :
الأول : ما لا أصل له البتة في شيء من كتب السنة ، كالدليل الأول ، بل و لا
علمت أحدا من العلماء المتقدمين ذكره حديثا ، و كأنه رأي رآه بعضهم ، فجاء غيره
فتوهمه حديثا ! و يعارضه قول الشيخ علي القاري في " شرح الشمائل " : إن الأصحاب
ما كان يقوم بعضهم لبعض ، و استدل عليه بحديث أنس المذكور آنفا ، و هذا هو
اللائق بهم رضي الله عنهم ، لحرصهم المعروف على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم
في كل كبير و صغير ، خلافا لبعض المعاصرين الذين يقولون في مثل هذه المسألة :
هذه قشور لا قيمة لها ! و نحو ذلك من العبارات التي تصد الشباب المؤمن عن
الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، بل و تحمله على مخالفته ، لأن الأمر كما قيل
: نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر !
الثاني : ما له أصل و لكنه غير ثابت كالدليل الثالث و الرابع و الخامس ، فكل
ذلك مما لا يصح من قبل إسناده و المثال بين يديك ، و هو الدليل الثالث ، و مثله
حديث قيامه صلى الله عليه وسلم لأخيه في الرضاعة ، فهو ضعيف أيضا كما سبق بيانه
برقم ( 1120 ) ، و مثله قيامه لعدي ، و أما الدليل الخاس ، فلم أقف عليه كما
سبق ، و قد اعترف غير ما واحد بضعف هذا النوع ، منهم ابن حجر الهيتمي ، و لكنهم
ركنوا في الرد على من عارضهم بما ذكرنا من الضعف إلى قولهم المعروف بينهم ،
و الواهي عند المحققين من العلماء : " يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال "
! فنقول : فأين الدليل على أن هذا القيام من فضائل الأعمال ، حتى يصدق فيه
قولهم المذكور إن صح ؟ ! و قد تنبه لهذا الشيخ القاريء ، فقال :
" إن هذا الرد مدفوع ; لأن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال المعروفة في الكتاب
و السنة ، لكن لا يستدل به على إثبات الخصلة المستحبة " .
قلت : و هذه حقيقة يغفل عنها جماهير العلماء و المؤلفين ، فضلا عن غيرهم ،
و بيانه مما لا يتسع له المجال هنا .
و النوع الثالث و الخير : ما له أصل أصيل من حيث الثبوت ، و لكن طرأ عليه شيء
من التحريف و التغيير لفظا أو معنى أو كليهما معا و لو بدون قصد ، من ذلك
الدليل الثاني ; فقد وقع فيه تحريفان : قديم و حديث ، أما القديم ، فهو أن نص
الحديث في البخاري و غيره : " قوموا إلى سيدكم " فجعله السيد عزت و غيره " ...
لسيدكم " ، و تأكد التحريف برواية أخرى قوية بلفظ : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه
" و هذا مفصل في " الصحيحة " ( رقم - 67 ) فلا نطيل القول فيه .
و أما التحريف الجديد ، فقد اختص به السيد المذكور ، و هو قوله : أنه صلى الله
عليه وسلم أمر أسرى بني قريظة .. و الحقيقة أن الأمر كان موجها إلى الأنصار
الذين هم قوم سعد و هو أميرهم و سيدهم فعلا ، و أنه كان لإنزاله لأنه كان مريضا
، و لذلك جاء النص : " قوموا إليه " و ليس : " قوموا له " و أكده زيادة الرواية
الأخرى : " فأنزلوه " فلا علاقة للحديث بموضع النزاع .
و من ذلك قيامه صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة إذا دخلت عليه ، و قيامها
إليه صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها ، فإنه صحيح الإسناد ، و لكن ليس في
القيام المتنازع فيه ، لأنه قام إليها ليجلسها في مجلسه ، و قامت إليه لتجلسه
في مجلسها ، و هذا مما لا خلاف فيه . ألست ترى القائلين باستحباب القيام
المزعوم لا يقوم أحدهم لابنه و لو كان عالما فاضلا ؟ ! بل قال العصام الشافعي
كما في شرح المناوي على " الشمائل " .
" و قد اتفق الناس في القديم و الحديث على استهجان قيام الوالد لولده ، و إن
عظم ، و لو وقع ذلك من بعض الآباء لاتخذه الناس ضحكة و سخروا منه " !
و خلاصة القول أنه لا يوجد دليل صحيح صريح في استحباب هذا القيام ، و الناس
قسمان : فاضل و مفضول ، فمن كان من القسم الأول فعليه أن يقتدي بالنبي صلى الله
عليه وسلم فيكره القيام من غيره له ، و من كان من القسم الآخر ، فعليه أن يقتدي
بأصحابه صلى الله عليه وسلم ، فلا يقوم لمن كان من القسم الأول فضلا عن غيره !
و يعجبني في هذا الصدد ما ذكره الشيخ جسوس في شرحه على " الشمائل " نقلا عن ابن
رشد في " البيان " قال :
" القيام للرجل على أربعة أوجه :
1 - وجه يكون فيه محظورا لا يحل ، و هو أن يقوم إكبارا و تعظيما و إجلالا لمن
يحب أن يقام له تكبرا و تجبرا على القائمين له .
2 - و وجه يكون فيه مكروها ، و هو أن يقوم إكبارا و تعظيما و إجلالا لمن لا يحب
أن يقام له ، و لا يتكبر على القائمين له ، فهذا يكره للتشبه بفعل الجبابرة و
ما يخشى أن يدخله من تغيير نفس المقوم له .
3 - و وجه يكون فيه جائزا ، و هو أن يقوم تجلة و إكبارا لمن لا يريد ذلك ،
و لا يشبه حاله حال الجبابرة ، و يؤمن أن تتغير نفس المقوم له لذلك ، و هذه صفة
معدومة إلا فيمن كان بالنبوة معصوما .
4 - و وجه يكون فيه حسنا ، و هو أن يقوم إلى القادم عليه من سفر فرحا بقدومه
يسلم عليه ، أو القادم عليه المصاب بمصيبة ليعزيه بمصابه ، و ما أشبه ذلك ،
فعلى هذا يتخرج ما ورد في هذا الباب من الآثار ، و لا يتعارض شيء منها " .
و لقد صدق رحمه الله و أحسن مثواه .
(3/442)
________________________________________


1444 - " المدينة خير ( و في رواية : أفضل ) من مكة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/638 ) :

باطل
رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/1/160/476 ) و المفضل الجندي في "
فضائل المدينة " ( رقم 12 من منسوختي ) و الطبراني في " الكبير " ( 4450 ) عن
محمد بن عبد الرحمن العامري عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : خطب
مروان بن الحكم بمكة ، فذكر مكة و فضلها ، فأطنب فيها ، و رافع بن خديج عند
المنبر فقال : ذكرت مكة و فضلها و هي على ما ذكرت ، و لم أسمعك ذكرت المدينة ،
أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، علته محمد بن عبد الرحمن العامري ، و هو الرداد ، قال
أبو حاتم :
" ليس بقوي " .
و قال أبو زرعة :
" لين " .
و قال ابن عدي :
" رواياته ليست محفوظة " .
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، و قال الذهبي بعد أن ذكره :
" ليس هو بصحيح ، و قد صح : صلاة في مكة ... " .
يشير إلى حديث " أن الصلاة في مكة أفضل من الصلاة في المدينة " فكيف تكون
المدينة أفضل من مكة ؟ و يعارضه أيضا قوله صلى الله عليه وسلم لمكة :
" والله إنك لخير أرض الله ، و أحب أرض الله إلى الله .. " .
و هو مخرج في المشكاة ( 2725 ) .
و الحديث ضعفه أيضا عبد الحق في " أحكامه " ( 108/2 ) فقال :
" و محمد بن عبد الرحمن هذا ليس حديثه بشيء عندهم " .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير "
و الدارقطني في " الأفراد " عن رافع ، و قال في رسالته " الحجج المبينة في
التفضيل بين مكة و المدينة " ( ق 68/2 ) :
" و هو ضعيف ، كما قال ابن عبد البر " .
(3/443)
________________________________________


1445 - " إني سألت ربي عز وجل فقلت : اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلي ، فأنزلني أحب
الأرض إليك ، فأنزلني المدينة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/639 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 3/277 - 278 ) من طريق الحسين بن الفرج : حدثنا محمد بن عمر :
و حدثني الضحاك بن عثمان : أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير : سمعت عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام يحدث عن أبيه قال :
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته ، و هو واقف على راحلته ، و هو
يقول :
" والله إنك لخير الأرض و أحب الأرض إلى الله ، و لولا أني أخرجت منك ما خرجت "
. قال : فقلت : يا ليتنا لم نفعل ، فارجع إليها فإنها منبتك و مولدك ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
أخرجه الحاكم في ترجمة الحارث بن هشام هذا رضي الله عنه ، و سكت عن إسناده ، هو
و الذهبي ، و هو إسناد هالك ، آفته محمد بن عمر ، و هو الواقدي ، فإنه كذاب ،
كما قال غير واحد من الأئمة ، على أن الراوي عنه الحسين بن فرج قريب منه ، فقد
أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " و قال :
" قال ابن معين : يسرق الحديث " .
و قال في " الميزان " :
" قال ابن معين : كذاب يسرق الحديث ، و مشاه غيره ، و قال أبو زرعة : ذهب حديثه
" .
قال الحافظ في " اللسان " :
" قوله : مشاه غيره ، ما علمت من عنى " .
ثم نقل عن جمع آخر من الأئمة تضعيفه ، و عن أبي حاتم أنه تركه .
و الحديث له طريق أخرى عند الحاكم أيضا ( 3/3 ) عن موسى الأنصاري : حدثنا سعد
ابن سعيد المقبري : حدثني أخي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ، و قال :
" رواته مدنيون من بيت أبي سعيد المقبري " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" لكنه موضوع ، فقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة ، و سعد ليس بثقة " .
قلت : تعصيب الجناية بأخيه عبد الله أولى ، فإنه أشد ضعفا من سعد ، و قد
أوردهما الذهبي في " الضعفاء " ، فقال في سعد :
" مجمع على ضعفه " .
و قال في أخيه :
" تركوه " .
و قد قال أبو حاتم في الأول منهما :
" هو في نفسه مستقيم ، و بليته أنه يحدث عن أخيه عبد الله ، و عبد الله ضعيف ،
و لا يحدث عن غيره " .
و موسى الأنصاري لم أعرفه ، و يحتمل أنه موسى بن شيبة بن عمرو الأنصاري السلمي
المدني ، قال أحمد :
" أحاديثه مناكير " .
و قال أبو حاتم :
" صالح الحديث " .
(3/444)
________________________________________

1446 - " حد الساحر ضربة بالسيف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/641 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/276 ) و الدارقطني ( ص 336 ) و الحاكم ( 4/360 ) و الطبراني
في " المعجم الكبير " ( رقم - 1665 ) و الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 141 )
و ابن عدي في " الكامل " ( 8/2 ) و عنه البيهقي ( 8/136 ) من طريق إسماعيل بن
مسلم المكي عن الحسن عن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
و قال الترمذي :
" لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، و إسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث
، و الصحيح عن جندب موقوف " .
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد ; و إن كان الشيخان تركا حديث إسماعيل بن مسلم ; فإنه غريب صحيح
" !
قلت : و وافقه الذهبي ! و هذا هو الغريب حقا ، فإن الذهبي نفسه قد أورد إسماعيل
هذا في " الضعفاء و المتروكين " و قال :
" متفق على ضعفه " . و قال في " الكاشف " : " ضعفوه ، و تركه النسائي " .
و قد وجدت له متابعا ، يرويه محمد بن الحسن بن سيار أبو عبد الله : حدثنا خالد
العبدي عن الحسن به .
أخرجه الطبراني ( 1666 ) و أبو سهل القطان في " حديثه " ( 4/245/2 ) .
لكنها متابعة واهية ، فإن خالدا هذا ، لم أجد من ترجمه ، و كذلك الراوي عنه ،
فلا يعضد بها ، على أن مدار الطريقين على الحسن ، و هو مدلس و قد عنعن . و لذلك
فمن رام تحسين الحديث فما أحسن ، لا سيما و الصحيح عن جندب موقوف كما تقدم عن
الترمذي ، و قد أخرجه الحاكم ( 4/361 ) من طريق أشعث بن عبد الملك عن الحسن :
" أن أميرا من أمراء الكوفة دعا ساحرا يلعب بين يدي الناس فبلغ جندب ، فأقبل
بسيفه ، و اشتمل عليه ، فلما رآه ضربه بسيفه ، فتفرق الناس عنه ، فقال : أيها
الناس لن تراعوا ، إنما أردت الساحر - فأخذه الأمير فحبسه . فبلغ ذلك سلمان ،
فقال : بئس ما صنعا ! لم يكن ينبغي لهذا و هو إمام يؤتم به يدعو ساحرا يلعب بيد
يديه ، و لا ينبغي لهذا أن يعاتب أميره بالسيف " .
قلت : و هذا إسناد موقوف صحيح إلى الحسن . و قد توبع ، فقال هشيم : أنبأنا خالد
الحذاء عن أبي عثمان النهدي :
" أن ساحرا كان يلعب عند الوليد بن عقبة ، فكان يأخذ سيفه فيذبح نفسه ، و لا
يضره ، فقام جندب إلى السيف فأخذه فضرب عنقه ، ثم قرأ : *( أفتأتون السحر
و أنتم تبصرون )* .
أخرجه الدارقطني و عنه البيهقي و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/19/1 و 2 )
و السياق له من طرق عن هشيم به .
و هذا إسناد صحيح موقوف ، صرح فيه هشيم بالتحديث .
و له طريق أخرى عند البيهقي عن ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود :
" أن الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر ، و كان يضرب رأس الرجل ،
ثم يصيح به ، فيقوم خارجا ، فيرتد إليه رأسه ، فقال الناس : سبحان الله ، يحيى
الموتى ! و رآه رجل من صالح المهاجرين ، فنظر إليه ، فلما كان من الغد ، اشتمل
على سيفه فذهب يلعب لعبه ذلك ، فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه ، فقال : إن كان
صادقا فليحي نفسه ! و أمر به الوليد دينارا صاحب السجن - و كان رجلا صالحا -
فسجنه ، فأعجبه نحو الرجل ، فقال : أتستطيع أن تهرب ؟ قال : نعم ، قال : فاخرج
لا يسألني الله عنك أبدا " .
قلت : و هذا إسناد صحيح إن كان أبو الأسود أدرك القصة فإنه تابعي صغير ، و اسمه
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة .
قلت : و مثل هذا الساحر المقتول ، هؤلاء الطرقية الذين يتظاهرون بأنهم من
أولياء الله ، فيضربون أنفسهم بالسيف و الشيش ، و بعضه سحر و تخييل لا حقيقة له
، و بعضه تجارب و تمارين ، يستطيعه كل إنسان من مؤمن أو كافر إذا تمرس عليه
و كان قوي القلب ، و من ذلك مسهم النار بأفواههم و أيديهم ، و دخولهم التنور ،
و لي مع أحدهم في حلب موقف تظاهر فيه أنه من هؤلاء ، و أنه يطعن نفسه بالشيش ،
و يقبض على الجمر فنصحته ، و كشفت له عن الحقيقة ، و هددته بالحرق إن لم يرجع
عن هذه الدعوى الفارغة ! فلم يتراجع ، فقمت إليه و قربت النار من عمامته مهددا
، فلما أصر أحرقتها عليه ، و هو ينظر ! ثم أطفأتها خشية أن يحترق هو من تحتها
معاندا . و ظني أن جندبا رضي الله عنه ، لو رأى هؤلاء لقتلهم بسيفه كما فعل
بذلك الساحر *( و لعذاب الآخرة أشد و أبقى )* .
(3/445)
________________________________________


1447 - " من خلال المنافق : إذا حدث كذب ، و إذا وعد أخلف ، و إذا ائتمن خان . و لكن
المنافق إذا حدث و هو يحدث نفسه أنه يكذب ، و إذا وعد و هو يحدث نفسه أنه يكذب
( لعله : يخلف ) ، و إذا ائتمن و هو يحدث نفسه أنه يخون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/643 ) :

منكر بهذا التمام
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 6186 ) من طريق مهران بن أبي عمر : حدثنا علي
ابن عبد الأعلى عن أبي النعمان : حدثني أبو الوقاص : حدثني سلمان الفارسي
قال :
" دخل أبو بكر و عمر رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكر الشطر الأول منه ) فخرجا من عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم و هما ثقيلان ، فلقيتهما ، فقلت : ما لي أراكما
ثقيلين ؟ قالا : حديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكره )
قال : أفلا سألتماه ؟ قالا : هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : لكني
سأسأله . فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : لقيني أبو بكر و عمر ،
و هما ثقيلان . ثم ذكرت ما قالا . فقال : قد حدثتهما ، و لم أضعه على الموضع
الذي يضعانه ، و لكن المنافق .. " الحديث .
قلت : و إسناده ضعيف ، أبو النعمان و أبو وقاص كلاهما مجهول كما قال الترمذي ثم
الذهبي ، ثم العسقلاني . فقول هذا في " الفتح " :
" و إسناده لا بأس به ، ليس فيهم من أجمع على تركه " .
أقول : يكفي في ضعف السند أن يكون فيه مجهول واحد فكيف و هما مجهولان ؟ ! فلعل
الحافظ نسي أو لم يستحضر الجهالة التي اعترف بها في " التقريب " ، فكون السند
سالما ممن أجمع على تركه لا يستلزم القول بأنه لا بأس بإسناده كما يخفى على
العارفين بهذا العلم . و لذلك ضعف الحديث الترمذي كما يأتي .
ثم إن فيه علة أخرى و هي تفرد ابن عبد الأعلى ، و قد قال فيه الذهبي :
" صويلح الحديث ، قال أبو حاتم : ليس بقوي . و قال أحمد و النسائي : ليس به بأس
" .
و قال في " الكاشف " :
" صدوق ، قال أبو حاتم : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ :
" صدوق ، ربما وهم " .
قلت : فمثله يترشح ليكون حسنا ، فإذا توبع من مثله جزم بحسنه ، و لكنه تفرد به
كما جزم بذلك الذهبي في " الميزان " .
و قد اختلف عليه في إسناده فرواه مهران عنه بإسناده المتقدم .
و خالفه إبراهيم بن طهمان عنه عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا وعد الرجل أخاه و من نيته أن يفي له فلم يف و لم يجىء للميعاد فلا إثم
عليه " .
أخرجه أبو داود ( 4995 ) و الترمذي ( 2635 ) و قال :
" حديث غريب ، و ليس إسناده بالقوي ، علي بن عبد الأعلى ثقة ، و لا يعرف أبو
النعمان و لا أبو وقاص ، و هما مجهولان " .
و لعل رواية ابن طهمان أصح من رواية ابن أبي عمر و هو العطار الرازي ، فإن
الأول أخرج له الشيخان ، و قال فيه الحافظ :
" ثقة يغرب " .
و الآخر لم يخرج له الشيخان شيئا ، و قال فيه الحافظ :
" صدوق له أوهام سيىء الحفظ " !
و جملة القول أن الحديث ضعيف للجهالة و الاضطراب .
ثم إن في قوله : " و لكن المنافق .. " إلخ نكارة لمخالفته لحديث أبي هريرة
و ابن عمرو مرفوعا <1> بنحو الشطر الأول منه دون هذه الزيادة المفسرة للمراد بـ
" المنافق " ، و هو خلاف المتبادر من إطلاق الحديث الصحيح ، فإنه يشمل من كان
في نيته أن يفي ، ثم لم يف ، و من لم يكن في نيته أن يفعل ، خلافا لما نقله
الحافظ عن الغزالي . والله أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " مختصر البخاري " ( 24 و 25 ) . اهـ .
1
(3/446)
________________________________________

1448 - " احضروا موتاكم ، و لقنوهم لا إله إلا الله ، و بشروهم بالجنة ، فإن الحليم من
الرجال و النساء يتحيرون عند ذلك المصرع ، و إن الشيطان لأقرب ما يكون عند ذلك
المصرع ، والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على
حياله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/645 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/186 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ
عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره و قال :
" غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل " .
قلت : و هو ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها ، فإن أبا معاذ هذا
بصري ، و مع ذلك ففي حفظه - أعني أبا معاذ - شيء كما يشعر بذلك قول الحافظ فيه
:
" صدوق له أوهام " .
و مكحول و هو الشامي ، و إن كان سمع من واثلة ، فإنه موصوف بالتدليس ، فمثله
يتحفظ من حديثه المعنعن كهذا .
و الحديث أورده السيوطي في زيادته على " الجامع الصغير " و سكت عليه في "
الحاوي للفتاوي " ( 2/119 ) ! و قد ذكر فيه بعضه شاهدا فقال :
" و أخرج الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " من مرسل عطار بن يسار عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
" معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف ، و ما من مؤمن يموت إلا و كل عرق
منه يألم على حدة ، و أقرب ما يكون عدو الله منه تلك الساعة . مرسل جيد الإسناد
" .
( فائدة ) : و أما ما نقله الغزالي في " الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة " من
فتنة الموت ، و أن إبليس لعنه الله و كل أعوانه يأتون الميت على صفة أبويه على
صفة اليهودية ، فيقولان له : مت يهوديا ، فإن انصرف عنهم جاء أقوام آخرون على
صفة النصارى حتى يعرض عليه عقائد كل ملة ، فمن أراد الله هدايته أرسل إليه
جبريل فيطرد الشيطان و جنده ، فيبتسم الميت ... إلخ ، فقال السيوطي :
" لم أقف عليه في الحديث " .
(3/447)
________________________________________

1449 - " من قرأ في إثر وضوئه : *( إنا أنزلناه في ليلة القدر )* مرة واحدة كان من
الصديقين ، و من قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء ، و من قرأها ثلاثا
حشره الله محشر الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/646 ) :

موضوع
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق أبي عبيدة عن الحسن عن أنس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أبو عبيدة مجهول . كذا في " الحاوي للفتاوي " للسيوطي ( 2/11 ) و فيه علة
أخرى و هي عنعنة البصري .
و أما الحديث فلوائح الوضع عليه ظاهرة ، و ظني أن الآفة من هذا المجهول أو ممن
دونه ، لكن السيوطي لم يسق من إسناده إلا ما ذكرت . والله أعلم .
و قد كنت ذكرت الحديث مختصرا برقم ( 68 ) و نقلت عن الحافظ السخاوي أنه قال : "
لا أصل له " ، فلما وقفت على لفظه و شيء من سنده بادرت إلى تخريجه و الكشف عن
علته ، لكي لا يفهم قول السخاوي : " لا أصل له " بمعنى لا إسناد له كما هو
المتبادر عند المتأخرين .
(3/448)
________________________________________


1450 - " ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا ، و إماما مقسطا ، و ليسلكن فج [ الروحاء ]
حاجا أو معتمرا ، أو ليثنينهما <1> ، و ليأتين قبري حتى يسلم علي ، و لأردن
عليه " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل : " بنيتهما " . و التصحيح من " صحيح مسلم " . اهـ .
1

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2/647 )

منكر بهذا التمام
و أخرجه الحاكم ( 2/595 ) من طريق يعلى بن عبيد : حدثنا محمد بن إسحاق عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية قال : سمعت أبا هريرة يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكذكره ، و قال :
" صحيح الإسناد ، و لم يخرجاه بهذه السياقة " . و وافقه الذهبي .
و أقول : كلا ، بل هو ضعيف ، فيه ثلاث علل :
الأولى : جهالة عطاء هذا قال الذهبي نفسه في ترجمته من " الميزان " :
" لا يعرف ، تفرد عنه المقبري " .
الثانية : عنعنة ابن إسحاق ، فإنه مدلس مشهور بذلك .
الثالثة : الاختلاف عليه في إسناده ، فقد قال ابن أبي حاتم في " العلل " (
2/413 ) :
" سألت أبا زرعة عن حديث اختلف فيه عن محمد بن إسحاق ، فيروي محمد بن سلمة عن
محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( فذكره ) . و روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق
عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم ؟ قال أبو زرعة : قد اختلف فيه عن محمد بن سلمة في هذا الحديث ، حدثنا
أحمد بن أبي شعبة ، فقال فيه : عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن سعيد عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو زرعة : و حدثنا أبو الأصبغ
عبد العزيز بن يحيى الحراني عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عطاء مولى أم صبية
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . و هذا أصح " .
قلت : و يؤيده رواية يعلى بن عبيد عن ابن إسحاق به . والله أعلم .
و إنما أوردت الحديث هنا ، من أجل شطره الثاني ، و أما شطره الأول فصحيح ،
أخرجه مسلم ( 4/60 ) و غيره من طريق أخرى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :
" والذي نفسي بيده ، ليهلن ابن مريم .. " الحديث دون قوله : " و ليأتين قبري ..
" .
(3/449)



*************************************
يتبع أن شاء الله

أمـــة الله
2008-05-27, 01:55 AM
1451 - " ليس صدقة أعظم أجرا من الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/648 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/1/152 - طبع دمشق ) من طريق البيهقي
بسنده عن داود بن عطاء عن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي عن أبيه عن
يزيد بن خصيفة عن يزيد بن رومان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و من طريق البيهقي أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ، فقال المناوي :
" رمز لحسنه ( ! ) و فيه داود بن عطاء أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين "
و قال :
" قال البخاري : متروك " .
و يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعفوه .
و سعيد بن أبي سعيد قال ابن عدي : " مجهول " . انتهى كلام المناوي .
قلت : سعيد هذا هو المقبري ما في ذلك ريب ، و هو معروف بالإكثار من الرواية عن
أبي هريرة ، و هو ثقة ، لا دخل له في هذا الحديث ، و إنما العلة من اللذين
ذكرهما قبله .
و قال في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف ، و قول المؤلف : " حسن " ممنوع " .
(3/450)
________________________________________


1452 - " خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة : اول ليلة من رجل ، و ليلة النصف من شعبان ،
و ليلة الجمعة ، و ليلة الفطر ، و ليلة النحر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/649 ) :

موضوع
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10/275 - 276 ) من طريق أبي سعيد بندار بن
عمر بن محمد الروياني بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب عن أبي أمامة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أورده في ترجمة بندار هذا ، و روى عن عبد العزيز النخشبي أنه قال :
" لا تسمع منه ، فإنه كذاب " .
قلت : و إبراهيم بن أبي يحيى كذاب أيضا كما قال يحيى و غيره . و هو من شيوخ
الشافعي الذين خفي عليه حالهم .
و أبو قعنب ، لم أعرفه .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من هذا الوجه فأساء ! و يبدو أن المناوي
لم يقف على إسناده ، فلم يتكلم عليه بشيء ، و لكنه قال :
" و رواه عن أبي أمامة أيضا الديلمي في " الفردوس " ، فما أوهمه صنيع المصنف من
كونه لم يخرجه أحد ممن وضع لهم الرموز غير سديد ، و رواه البيهقي من حديث ابن
عمر ، و كذا ابن ناصر و العسكري . قال ابن حجر : و طرقه كلها معلولة " .
قلت : و من هذه الطرق ما أخرجه أبو بكر بن لال في " أحاديث أبي عمران الفراء "
( ق 64/2 ) و ابن عساكر أيضا ( 3/217/2 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن برة
الصنعاني : حدثنا عبد القدوس بن الحجاج بن مرداس : حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى
عن ابن معتب عن أبي أمامة به .
كذا وقع عند ابن لال : " ابن معتب " ، و عن ابن عساكر : " أبو قعيب " و عنده في
الطريق الأولى : " أبي قعنب " ، و كل ذلك مما لم يوجد ، و لعل الصواب أبو معتب
و هو ابن عمرو الأسلمي ، ذكره أبو حاتم في " الصحابة " و لا يثبت كما قال ابن
منده .
و عبد القدوس بن الحجاج الظاهر أنه أبو المغيرة الخولاني و هو ثقة ، لكني لم أر
من سمى جده مرداسا .
و أما الراوي عنه ابن برة ، فلم أعرفه ، و لم يترجمه الحافظ في " التبصير "
كعادته .
و بالجملة فمدار هذه الطريق على إبراهيم بن أبي يحيى الكذاب .
ثم رأيته في " مسند الفردوس " في نسخة مصورة مخرومة ( ص 130 ) من طريق إبراهيم
ابن محمد بن مرة ( كذا ) الصنعاني : حدثنا عبد القدوس بن مرداس : حدثنا إبراهيم
ابن أبي يحيى به .
و في " الجرح و التعديل " ( 3/1/56 ) :
" عبد القدوس بن إبراهيم بن عبيد الله بن مرداس العبدري من بني عبد الدار
الصنعاني روى عن إبراهيم بن عمر الصنعاني . روى عنه إسماعيل بن أبي أويس حديث
المائدة " .
فلعله هو هذا ، لكن وقع منسوبا لجده ، و قوله في الطريق المتقدمة : " ابن
الحجاج " من زيادات بعض النساخ .
ثم إن في " الديلمي " : " أبي قعنب " كما في الطريق الأولى . والله أعلم .
(3/451)
________________________________________


1453 - " سادة السودان أربعة : لقمان الحبشي ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/650 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10/1/330 ) من طريق أحمد بن شبويه : نا
سليمان بن صالح : حدثني عبد الله يعني ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله ; فيه أحمد بن شبويه مجهول كما قال
الحافظ في " اللسان " ، و ساق له حديثا من روايته عن محمد بن سلمة بإسناده إلى
ابن عباس و قال :
" و الحديث باطل مركب على هذا الإسناد ، و الآفة منه أو من شيخه ، فإنه ضعيف "
.
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من طريق ابن عساكر ، و يبدو أن المناوي
لم يتنبه لهذه الجهالة ، فقال مستدركا عليه :
" ابن عساكر في " تاريخه " في ترجمة بلال من طريق ابن المبارك مصرحا فلو عزاه
المصنف إليه لكان أولى " !
قلت : كيف يصح عزوه إليه ، و السند غير صحيح إليه ، و هو لم يخرجه - فيما علمت
- في شيء من مصنفاته الثابتة النسبة إليه ، مثل " الزهد " مثلا ؟ !
و قد روي من وجه آخر معضلا بلفظ :
" خير السودان أربعة : لقمان ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .
(3/452)
________________________________________

1454 - " خير السودان أربعة : لقمان ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/651 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عساكر ( 10/330/331 ) من طريق أبي صالح عن معاوية عن الأوزاعي
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد معضل كما قال السيوطي في " الجامع " لأن الأوزاعي و اسمه
عبد الرحمن بن عمرو من أتباع التابعين .
قلت : و السند إليه فيه ضعف لأن ; أبا صالح و هو عبد الله أبي صالح كاتب الليث
متكلم فيه من قبل حفظه . قال الحافظ :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و قد روي الحديث عن الأوزاعي موصولا بلفظ آخر و هو :
" خير السودان ثلاثة : لقمان ، و بلال ، و مهجع مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم " .
(3/453)
________________________________________


1455 - " خير السودان ثلاثة : لقمان ، و بلال ، و مهجع مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/651 ) :

منكر
أخرجه الحاكم ( 3/284 ) : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني : حدثنا
جدي : حدثنا الحكم عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي : حدثني أبو عمار عن واثلة
ابن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ،
و قال :
" صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" كذا قال : " مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم " و لا أعرف ذا " .
قلت : يشير إلى نكارة هذا القول ، و لكنه لم يتكلم على الإسناد بشيء فأوهم
سلامته من قادح ، و ليس كذلك ، فإن إسماعيل الشعراني هذا قد أورده الذهبي نفسه
في " الميزان " و قال :
" من شيوخ الحاكم ، قال الحاكم : ارتبت في لقيه بعض الشيوخ . ثم قال : حدثنا
إسماعيل : حدثنا جدي .. " .
قلت : فذكر له بإسناد آخر عن أنس حديث " طلب العلم فريضة على كل مسلم " و قال :
" غريب فرد " .
فكأن الحاكم يشير بهذا إلى شكه في سماع إسماعيل من جده الفضل .
و الفضل نفسه فيه كلام أيضا ، فقد قال ابن أبي حاتم ( 3/2/69 ) :
" كتبت عنه بالري ، و تكلموا فيه " .
و من أجل هذا ذكره الذهبي أيضا في " الميزان " لكنه أتبع ذلك بقوله :
" و قال الحاكم : كان أديبا فقيها عابدا ، عارفا بالرجال ، كان يرسل شعره . قلت
: عرف بالشعراني ، و هو ثقة ، لم يطعن فيه بحجة ، و قد سئل عنه الحسين القتباني
؟ فرماه بالكذب . قال : و سمعت أبا عبد الله بن الأخرم يسأل عنه ، فقال : صدوق
إلا أنه كان غاليا في التشيع قلت : مات سنة اثنتين و ثمانين و مائتين " .
قلت : و بالجملة فعلة هذا الإسناد ، إنما هي إسماعيل الشعراني ، فإنه مع تكلم
الحاكم في سماعه لا أعلم أحدا وثقه . مع النكارة التي في متنه ، كما تقدم عن
الذهبي ، و تبعه على ذلك الحافظ فإنه أورد مهجعا هذا في القسم الأول من "
الإصابة " و قال :
" هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكره الحاكم في " صحيحه " من طريق
الهقل بن زياد .. ( فذكر الحديث و قال : ) قلت : و أخشى أن يكون الذي بعده " .
قلت : والذي بعده :
" مهجع العكي مولى عمر بن الخطاب . قال ابن هشام : أصله من ( عك ) ، فأصابه
سباء ، فمن عليه عمر فأعتقه ، و كان من السابقين إلى الإسلام ، و شهد بدرا
و استشهد بها ، و قال موسى بن عقبة : كان أول من قتل ذلك اليوم " .
فقد أخطأ الشعراني فجعل مهجعا هذا حبشيا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و هو عكي عربي مولى عمر . والله أعلم .
(3/454)
________________________________________


1456 - " إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/653 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 63 ) و كذا الطبراني في " الكبير " و ابن
عدي ( ق 155/2 ) من طريق سليمان أبي إدام قال : سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، سليمان هذا و هو ابن زيد المحاربي قال ابن معين :
" ليس بثقة ، كذاب ، ليس يسوى حديثه فلسا " .
و قال النسائي :
" متروك الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" ليس بقوي " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 8/151 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه أبو إدام المحاربي و هو كذاب " .
(3/455)
________________________________________


1457 - " من سأل في المساجد فاحرموه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/653 ) :

لا أصل له
كما قال السيوطي في " الحاوي للفتاوي " ( 1/120 ) ، و هو من الأحاديث التي وقعت
في كتاب " المدخل " لابن الحاج ( 1/310 ) ، و كم فيه من الأحاديث الضعيفة
و الموضوعة ، و ما لا أصل له ، و هو في هذا شبيه بكتاب " الإحياء " للغزالي ،
كما لا يخفى على من درس الكتابين من أهل العلم .
ثم قال السيوطي :
" و إنما قلنا بالكراهة أخذا من حديث النهي عن نشد الضالة في المسجد ، و يلحق
به ما في معناه ، من البيع و الشراء و نحوها ، و كراهة رفع الصوت في المسجد
بالعلم و غيره " .
و قد استدل السيوطي على جواز السؤال و التصدق عليه في المسجد بالحديث الآتي
و قواه ، و لما كان ضعيف الإسناد كان لا بد من أن أورده لأكشف عن علته فقلت :
" هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : دخلت المسجد
فإذا أنا بسائل ، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن ، فأخذتها منه ، فدفعتها
إليه " .
(3/456)
________________________________________


1458 - " هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : دخلت المسجد
فإذا أنا بسائل ، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن ، فأخذتها منه ، فدفعتها
إليه " .قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/654 ) :

منكر
أخرجه أبو داود ( 1/265 ) و الحاكم ( 1/412 ) و عنه البيهقي ( 4/199 ) من طريق
مبارك بن فضالة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن
أبي بكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي !
قلت : و هذا من عجائبهما ، و لا سيما الذهبي ; فإنه أورد المبارك هذا في "
الضعفاء و المتروكين " و قال :
" ضعفه أحمد و النسائي ، و كان يدلس " .
فأنت تراه قد عنعنه ، ثم هو مع ذلك ليس من رجال مسلم ! ! و من هذا تعلم أن قول
النووي في " شرح المهذب " :
" رواه أبو داود بإسناد جيد " ليس بجيد و إن أقره السيوطي في " الحاوي للفتاوي
" ( 1/118 ) ! !
و مما يؤكد ضعف الحديث بهذا السياق أنه قد صح من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه .
و ليس فيه أن تصدق أبي بكر رضي الله عنه كان في المسجد ، أخرجه مسلم و غير ،
و هو مخرج في الكتاب الآخر " الصحيحة " ( رقم 88 ) .
و إذا عرفت ذلك فلا يستقيم استدلال السيوطي بالحديث على أن الصدقة على السائل
في المسجد ليست مكروهة ، و أن السؤال فيه ليس بمحرم ، والله أعلم .
(3/457)
________________________________________


1459 - " ليس لقاتل وصية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/655 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/152/2 - مجمع البحرين ) و الدارقطني في " سننه
" ( 4/236/115 ) و البيهقي ( 6/281 ) عن بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطاة
عن عاصم عن زر عن علي ، و قال الطبراني :
" لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد ، تفرد به بقية " .
قلت : و هو مدلس ، و مثله حجاج بن أرطاة ، لكن الآفة من الذي بينهما ، و به
أعله الدارقطني فقال :
" مبشر بن عبيد متروك الحديث يضع الحديث " .
و قال البيهقي :
" تفرد به مبشر بن عبيد الحمصي و هو منسوب إلى وضع الحديث ، و إنما ذكرت هذا
الحديث لتعرف روايته " .
قلت : و قال الإمام أحمد :
" روى عنه بقية و أبو المغيرة أحاديث موضوعة كذب " .
و قال مرة :
" يضع الحديث " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3/30 ) :
" روى عن الثقات الموضوعات ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " .
و مما ذكرنا عن هؤلاء الأئمة يظهر تقصير الهيثمي أو تساهله في قوله في " المجمع
" ( 4/214 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه بقية ، و هو مدلس " !
و أسوأ منه عملا السيوطي ; فإنه أورد الحديث في " الجامع الصغير " الذي نص في
مقدمته أنه صانه عما تفرد به وضاع أو كذاب ! و قد تعقبه المناوي في " فيض
القدير " بقوله :
" قال ( يعني الذهبي ) في " المهذب " :
( فيه مبشر بن عبيد ; منسوب إلى الوضع ، و قال أحمد : أحاديثه منكرة ، و قال
البخاري : منكر الحديث ) " .
فمن العجيب حقا أن يتساهل المناوي أيضا و بعد أن نقل هذا ، فيقول في " التيسير
" :
" ضعيف ; لضعف مبشر ( الأصل : بشر ) بن عبيد " !
(3/458)
________________________________________


1460 - " الله الله فيمن ليس له [ ناصر ] إلا الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/656 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 137/1 ) : حدثنا أحمد بن عمر بن المهلب أبو
الطيب المصري : حدثنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود : حدثنا رشدين بن سعد عن
إبراهيم بن نشيط عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي هريرة . قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال :
" و هذا الحديث كتبته عن جماعة عن عيسى بن مثرود ، و لم يقل في هذا الإسناد أحد
: " عن أبي هريرة " إلا ابن المهلب هذا ، و غيره يرسله " .
قلت : و ابن المهلب هذا لم أجد له ترجمة ، و الإسناد ضعيف مسندا و مرسلا ،
و عيسى بن إبراهيم بن مثرود ذكره ابن أبي حاتم ( 3/1/272 ) برواية ابن خزيمة
عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و شيخه رشدين بن سعد معروف بالضعف لسوء حفظه ، و في " التقريب " :
" ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة . و قال ابن يونس : كان صالحا في دينه ،
فأدركته غفلة الصالحين ، فخلط في الحديث " .
و الحديث قال المناوي في " الفيض " :
" رمز المصنف لضعفه ، و هو مما بيض له الديلمي " .
قلت : و لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء ، فكأنه لم يقف عليه .
(3/459)
*************************************
يتبع أن شاء الله

ذو الفقار
2008-05-27, 06:51 PM
1461 - " كان يقبل بوجهه و حديثه على شر القوم يتألفه بذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/657 ) :

ضعيف


أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 2/189 ) من طريق محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي
زياد عن محمد بن كعب القرظي عن عمرو بن العاص قال : فذكره و زاد :
" فكان يقبل بوجهه و حديثه علي ، حتى ظننت أني خير القوم ! فقلت : يا رسول الله
! أنا خير أو أبو بكر ؟ فقال : أبو بكر ، فقلت : يا رسول الله ! أنا خير أم عمر
؟ فقال : عمر . فقلت : يا رسول الله ! أنا خير أم عثمان ؟ فقال : عثمان . فلما
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصدقني " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس معروف بذلك . و لهذا
فقول الهيثمي في " المجمع " ( 9/15 ) بعد أن ساق الحديث بتمامه :
" رواه الطبراني ، و إسناده حسن " .
ففيه نظر بين إلا أن يكون ابن إسحاق قد صرح بالتحديث عند الطبراني . والله أعلم
.
و زياد هذا هو المخزومي المدني و هو ثقة .
(3/460)
________________________________________
1462 - " فرخ الزنا لا يدخل الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/657 ) :

ضعيف


رواه ابن عدي ( 189/1 ) : حدثنا حمزة بن داود الثقفي : حدثنا محمد بن زنبور :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" يعرف بسهيل " .
قلت : إنما يعرف عنه بلفظ : " ولد الزنا شر الثلاثة " .
هكذا أخرجه الطحاوي و أبو داود و غيرهما من طرق عدة عن سهيل به . و في لفظ
للطحاوي : " فرخ الزنا شر الثلاثة " ، لكن في إسناده حسان بن غالب و هو متروك .
فالمحفوظ اللفظ الذي قبله ، و لذلك خرجته في " الصحيحة " ( 671 ) .
و أما هذا فعلته محمد بن زنبور ، فإن فيه ضعفا ، فلا يقبل منه ما خالف فيه
الثقات ، و حمزة بن داود الثقفي لم أجد له ترجمة .
(3/461)
________________________________________
1463 - " ثلاثة لا يدخلون الجنة ، مدمن خمر ، و قاطع رحم ، و مصدق بالسحر ، و من مات مدمنا للخمر سقاه الله عز وجل من نهر الغوطة ، قيل : و ما نهر الغوطة ؟ قال : نهر يجري من فروج المومسات ، يؤذي أهل النار ريح فروجهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/658 ) :

ضعيف


أخرجه ابن حبان ( 1380 و 1381 ) و الحاكم ( 4/146 ) و أحمد ( 4/399 ) و أبو
نعيم في " أحاديث مشايخ أبي القاسم الأصم " ( ق 31/1 ) عن الفضيل بن ميسرة عن
أبي حريز أن أبا بردة حدثه عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ، و فيه نظر ، فإن أبا حريز هذا ، و اسمه
عبد الله بن الحسين ، قال الذهبي نفسه في " الميزان " :
" فيه شيء " . و لذلك أورده في " الضعفاء " و قال :
" قال أبو داود : ليس حديثه بشيء ، و قال جماعة : ضعيف ، و وثقه أبو زرعة " .
و في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
(3/462)
________________________________________
1464 - " لا يدخل الجنة صاحب خمس : مدمن خمر ، و لا مؤمن بسحر ، و لا قاطع رحم ، و لا كاهن ، و لا منان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/658 ) :

ضعيف


أخرجه أحمد ( 3/14 و 83 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2/59 ) بالأولى منها فقط
و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 255 ) من طريق عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات رجال البخاري غير عطية و هو العوفي و هو ضعيف .
لكن الحديث قد جاء مفرقا في عدة أحاديث ، إلا المتعلق منه " بالكاهن " فإني لم
أجد ما يقويه ، و لذلك خرجته هنا .
و أما قوله : " و لا مؤمن بسحر " ، فهو في الحديث الذي قبله . و أما سائره فهو
مخرج في عدة أحاديث خرجت بعضها في الكتاب الآخر ( 672 - 675 ) .
(3/463)
________________________________________
1465 - " من أهان سلطان الله [ في الأرض ] أهانه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/659 ) :

ضعيف


أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 887 ) : حدثنا حميد بن مهران عن سعد بن أوس
عن زياد بن كسيب قال :
" خرج ابن عامر فصعد المنبر ، و عليه ثياب رقاق ، فقال بلال : انظروا إلى
أميركم يلبس لباس الفساق ! فقال أبو بكرة من تحت المنبر : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ... " فذكره .
و أخرجه الترمذي ( 2/35 ) عن الطيالسي ، و أحمد ( 5/42 و 49 ) و ابن حبان في "
الثقات " ( 4/259 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 35/2 ) و ابن عساكر في "
تاريخ دمشق " ( 9/231/2 ) من طرق أخرى عن حميد به و زاد أحمد و القضاعي :
" و من أكرم سلطان الله أكرمه الله " .
و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
كذا قال ! و زياد بن كسيب هذا مجهول الحال لم يرو عنه غير سعد بن أوس هنا
و مستلم بن سعيد ، و لم يوثقه غير ابن حبان ، و في ترجمته ساق الحديث ، و لذلك
قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث عند التفرد ، و لما لم أجد له متابعا أو
شاهدا ، أوردته في هذه " السلسلة " .
و سعد بن أوس هو العدوي أو العبدي كما في بعض طرق الحديث ، قال الحافظ :
" صدوق له أغاليط " .
قلت : و هو غير العبسي ، هذا ثقة أخطأ الأزدي في تضعيفه كما قال الحافظ .
و قد روي الحديث بزيادة جملة في أوله بلفظ :
" السلطان ظل الله في الأرض " .
و قد أخرجته فيما يأتي برقم ( 1661 ) .
ثم وجدت لحديث الترجمة شاهدا من حديث أبي بكرة ، فنقلته إلى الصحيحة برقم (
2297 ) .
(3/464)
________________________________________
1466 - " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا ، مالك الملوك ، و ملك الملوك
، قلوب الملوك في يدي ، و إن العباد إذا أطاعوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط
و النقمة ، فساموهم سوء العذاب ، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ، و لكن
اشغلوا أنفسكم بالذكر و التضرع [ إلي ] أكفكم ملوككم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/660 ) :

ضعيف جدا


أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/76 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 9195 -
بترقيمي ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2/388 ) عن علي بن معبد الرقي :
حدثنا وهب بن راشد : نا مالك بن دينار عن خلاس بن عمرو عن أبي الدرداء قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قالا :
" لم يروه عن مالك إلا وهب " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن حبان :
" شيخ يروي عن مالك بن دينار العجائب ، لا تحل الرواية عنه " .
و قال الدارقطني :
" متروك " .
و قال أبو حاتم :
" منكر الحديث ، حدث ببواطيل " .
قلت : و المقدام ضعيف أيضا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" صويلح ، قال ابن أبي حاتم : تكلموا فيه ، قال ابن القطان : قال الدارقطني :
ضعيف " .
و الحديث قال الهيثمي ( 5/249 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم ) بن راشد و هو
متروك " .
(3/465)
________________________________________
1467 - " ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال الذي ينزل وحده ،
و يمنع رفده ، و يجلد عبده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/661 ) :

ضعيف


أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 448 ) و الحاكم ( 4/269 - 270 ) من طريق محمد
بن معاوية : حدثنا مصادف بن زياد المديني - قال : و أثنى عليه خيرا - قال :
سمعت محمد بن كعب القرظي .. قال : قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و سكت عليه و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : محمد بن معاوية كذبه الدارقطني ، فبطل الحديث " .
قلت : و مصادف بن زياد مجهول كما في " الميزان " .
و قد وجدت له متابعين ثلاثة :
الأول : أبو المقدام هشام بن زياد ، و لكنه متروك كما قال الذهبي .
أخرجه الحاكم شاهدا للذي قبله ، و لا يصلح لذلك لشدة ضعفه .
و الثاني : القاسم بن عروة ، و لم أعرفه ، و في الطريق إليه أحمد بن عبد الجبار
العطاردي و هو ضعيف .
أخرجه أبو عثمان الصابوني في " عقيدة السلف " ( ج1/120 - 121 من المجموعة
المنيرية ) .
الثالث : عيسى بن ميمون المدني ، و هو ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان :
" يروي أحاديث كلها موضوعات " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/97/2 ) .
(3/466)
________________________________________
1468 - " عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب ، قالوا : و كيف الحزن ؟ قال : أجيعوا أنفسكم بالجوع و أظمئوها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/662 ) :

ضعيف


رواه الطبراني ( 3/132/1 ) : حدثنا جبرون بن عيسى المقرىء : نا يحيى بن سليمان
الحفري : نا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف ، يحيى بن سليمان الحفري هو القرشي ، قال أبو نعيم في "
الحلية " :
" فيه مقال " ، كما سبق ذكره في الحديث رقم ( 316 ) .
و الراوي عنه جبرون لم أعرفه ، كما بينت هناك . فقول الهيثمي في " المجمع " (
10/310 ) :
" إسناده حسن " غير حسن ، و إن أقره المناوي في " الفيض " ، و قلده في "
التيسير " ! !
و الحفري هذا مولع برواية أحاديث الجوع ! فقد ساق له الطبراني ثلاثة منها هذا
أحدها و الآخران تقدما برقم ( 315 ، 316 ) ، فلعله كان من المتصوفة الذين
يحرمون على أنفسهم طيبات ما أحل الله لهم !
(3/467)
________________________________________
1469 - " عليكم بالحناء فإنه ينور وجوهكم ، و يطهر قلوبكم ، و يزيد في الجماع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/662 ) :

موضوع


رواه ابن عدي ( ق 321/2 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/201 ) :
حدثنا أحمد بن عامر : حدثني عمر بن حفص الدمشقي : حدثني أبو الخطاب معروف
الخياط : حدثنا واثلة بن الأسقع مرفوعا .
و رواه ابن عساكر ( 12/353/1 ) من طريق أخرى عن ابن عامر به و قال ابن عدي :
" معروف الخياط عامة أحاديثه لا يتابع عليه " .
و قال الذهبي في ترجمته :
" هذا موضوع بيقين ، و البلية من عمر بن حفص ، لأن معروفا قل ما روى " .
و قال في ترجمة عمر بن حفص الدمشقي :
" أعتقد أنه وضع على معروف الخياط أحاديث ، كما سيأتي في ترجمة معروف ، و قد
زعم أنه بلغ مائة و ستين سنة " .
و أقره الحافظ في الترجمتين ، و لكنه وهم في ترجمة معروف فذكر فيها أنه بلغ
مائة .. إلخ ما ذكره الذهبي في ترجمة عمر ، و بناء على وهمه هذا قال في ترجمة
معروف من " التقريب " :
" و كان معمرا عاش مائة و ... " إلخ .
و قال ابن الجوزي عقب الحديث :
" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عدي : لمعروف بن عبد الله
أحاديث منكرة جدا ، عامة ما يروي لا يتابع عليه ، و هذا حديث منكر " .
قال ابن الجوزي :
" قلت : و في الإسناد عمر بن حفص ، و قد قال أحمد : حرقنا حديثه ، و قال يحيى :
ليس بشيء ، و قال النسائي : متروك الحديث " .
و نقل المناوي في " الفيض " الشطر الأول من كلامه ، و أعرض عن الآخر فأخطأ ،
لأن عمر هذا هو آفة هذا الحديث كما تقدم في كلام الذهبي ، فتعصيب الآفة بمعروف
منكر لا يليق بالمعروف ! و كذلك عدوله عن الحكم على الحديث بالوضع الذي تقدم عن
الحافظين إلى قوله في " التيسير " :
" حديث منكر " ; مما لا مسوغ له ، و لعله من آثار إعراضه المذكور . والله أعلم
.
(3/468)
________________________________________
1470 - " إذا أردت سفرا فقل لمن تخلف : أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/663 ) :

ضعيف


أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 136/2 ) من طريق محمد بن أبي السري : حدثنا
رشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رشدين بن سعد و ابن أبي السري ضعيفان .
و قد خالفهما في متنه الليث بن سعد و سعيد بن أبي أيوب فقالا : عن الحسن بن
ثوبان أنه سمع موسى بن وردان يقول :
أتيت أبا هريرة أودعه لسفر أردته ، فقال أبو هريرة رضي الله عنه : ألا أعلمك يا
ابن أخي شيئا علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول عند الوداع ؟ قلت : بلى
، قال : قل : أستودعكم الله ... إلخ .
أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " 0 508 ) و ابن السني أيضا ( 499 )
و كذا أحمد ( 2/403 ) إلا إنه لم يذكر فيه سعيد بن أبي أيوب .
و هذا إسناد حسن . و انظر " الصحيحة " ( 16 و 2547 ) و التعليق على " الكلم
الطيب " ( ص 93 ) .
و الحديث عزاه في " الفتح الكبير " تبعا لـ " الزيادة " للحكيم فقط !
(3/469)
************************
يتبع ان شاء الله ...