مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الضعيفة
زنبقة الاسلام
2008-03-01, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ماشاء الله اخي ذو الفقار
الله يعطيك الف عافيه موسوعة قيمة ورائعة
متابعين ان شاء الله
أمـــة الله
2008-03-01, 09:15 PM
يمكن أن تقومي بتنزيل السلسلة كاملة من الرابط الذي وضعه أخانا أسد الدين يا أخت زهراء ويمكنك المشاركة في الموضوع والكلام موجه للجميع
فالموضوع طويل ويفوق 5500 حديث أحب أن نضعهم كمرجع على الشبكة لمن يبحث عن صحة أي حديث فلا نضع للنصارى فرصة للإستدالا بأحاديث موضوعة وضعيفة
سلمت اناملك اخي احمد على الموضوع انا متابعة للموضوع لكن لم اشارك فيه
ادعو الله ان يتقبل منك عملك هذا وان يجعل لك بكل حرف فيه ملايين الحسنات
تقبل مروري على صفحتك القيمة دون ان اشارك بنقل الاحاديث :p015:
131 - " عليكم بالوجوه الملاح و الحدق السود فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا
بالنار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 256 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 282 ـ 283 ) في ترجمة الحسن بن علي بن زكريا
بإسناده عن شعبة عن توبة العنبري عن أنس رفعه و أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ، و قال : آفته الحسن بن علي بن زكريا العدوي يضع الحديث ، قال
السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 113 ) : هو أحد المعروفين بالوضع ، و قال الشيخ
القاري ( ص 110 ) : فلعنة الله على واضعه الخبيث ، ثم وجدت له طريقا أخرى فقال
لاحق بن محمد في " شيوخه " ، ( 114 / 1 / 2 ) : أخبرنا أبو مسعود حدثنا لاحق بن
الحسين المقدسي حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي درة القاضي حدثنا محمد بن طلحة
العروقي حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن
أنس بن مالك مرفوعا به .
قلت : و هذا كالذي قبله أو شر منه ، و فيه علل :
1 - الزيات هذا قال ابن عدي : ليس بالقوي .
2 - و العروقي ، و الراوي عنه محمد القاضي لم أعرفهما .
3 - لاحق هذا و هو آفة الحديث فإنه كذاب وضاع ، و قال الإدريسى الحافظ : كان
كذابا أفاكا يضع الحديث على الثقات ، لا نعلم له ثانيا في عصرنا مثله في الكذب
و الوقاحة .
و قال الشيرازي في " الألقاب " : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن أبي الورد
فذكر خبرا موضوعا ظاهر الكذب ، متنه : " عليكم بالوجوه الملاح ... " فذكره .
قلت : و من أحاديث هذا العدوي الكذاب الحديث الآتي .
(1/208)
________________________________________
132 - " النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر ، و النظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 257 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 3 / 226 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 162 ـ
163 ) من طريق الحسن بن علي بن زكريا البصري حدثنا بشر بن معاذ حدثنا بشر بن
الفضل عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا .
و رواه محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي عن الحسن بن علي بن زكريا بإسناد
آخر عن أنس مرفوعا ، لكنها رواية أخطأ فيها الطرازي هذا و قد روى مناكير و
أباطيل ، و الصواب عن الحسن بن زكريا الرواية الأولى كما قال الخطيب ،
و الحسن هذا قال ابن عدي : عامة ما حدث به إلا القليل موضوعات و كنا نتهمه بل
نتيقن أنه هو الذي وضعها ، و قال ابن حبان : لعله حدث عن الثقات بالأشياء
الموضوعات ما يزيد على ألف حديث ، و قال ابن الجوزى : لا نشك أن أبا سعيد هو
الذي وضعه و مثله :
(1/209)
________________________________________
133 - " النظر إلى وجه المرأة الحسناء و الخضرة يزيدان في البصر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 258 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 201 - 202 ) و عنه الديلمي ( 4 / 106 ) من
طريق أحمد بن الحسين الأنصاري حدثنا إبراهيم بن حبيب بن سلام المكي حدثنا ابن
أبي فديك حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا .
إبراهيم هذا لم أجد من ترجمه و كذا الراوي عنه أحمد بن الحسين ، لكن تابعه محمد
ابن يعقوب عن أبي الشيخ في " التاريخ " ( 236 ) إلا أنه قال : حدثنا إبراهيم بن
سلام المكي و تابعه أيضا محمد بن أحمد القاضي البوراني قال : حدثنا إبراهيم بن
حبيب بن سلام به ، رواه أبو نعيم أيضا كما ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 /
116 ) و البوراني هذا ترجمه الخطيب ( 1 / 295 ) و روي عن الدارقطني أنه قال
فيه : لا بأس به ، و لكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء .
قلت : فالظاهر أن إبراهيم شيخ البوراني في هذا الحديث من أولئك الشيوخ الضعفاء
فهو آفة هذا الحديث و قد ذكره الذهبي في " الميزان " في ترجمة محمد بن
عبد الرحمن أبي الفضل بسنده عن ابن أبي فديك به ، و قال : خبر باطل .
قلت : و أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 7 ) ، و قال ابن القيم :
هذا الحديث و نحوه من وضع الزنادقة .
قلت : و هو و ما بعده مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " و لكن بلفظ آخر و هو .
(1/210)
________________________________________
134 - " ثلاثة يزدن في قوة البصر : النظر إلى الخضرة ، و إلى الماء الجاري ، و إلى
الوجه الحسن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 259 ) :
موضوع .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 163 ) من طريق وهب بن وهب القرشي عن
جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين عن جده علي بن أبي طالب
مرفوعا .
و قال ابن الجوزي : باطل ، وهب كذاب .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 115 - 117 ) بأن له طرقا أخرى يرقي
الحديث بها عن درجة الوضع ، ثم ساقها من حديث ابن عمرو و بريدة و عائشة و جابر
و قد تقدم قبل هذا و أبي سعيد الخدري و ابن عباس موقوفا عليه .
قلت : و كل من هذه الطرق فيها ضعيف أو مجهول أو متهم ، و بيان ذلك مما يطول به
الكلام جدا فاكتفيت بالإشارة ، و الحكم على هذا الحديث و ما في معناه بالوضع من
قبل معناه أقوى من الحكم عليه به من جهة الإسناد ، فقد قال ابن القيم
رحمه الله في رسالته " المنار " : فصل : و نحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون
الحديث موضوعا ، ثم ذكر في بيان ذلك فصولا قيمة جدا نقلها عنه الشيخ على القاري
في " خاتمة الموضوعات " قال ( ص 109 ) : فصل : و منها أن يكون الحديث لا يشبه
كلام الأنبياء بل لا يشبه كلام الصحابة كحديث : " ثلاثة يزدن في البصر : النظر
إلى الخضرة ، و الوجه الحسن " ، و هذا الكلام مما يجل عنه أبو هريرة و ابن عباس
بل سعيد بن المسيب و الحسن ، بل أحمد و مالك .
و تعقبه الشيخ القاري بأنه ضعيف لا موضوع .
قلت : لا تعارض بين قوليهما فهو ضعيف سندا موضوع متنا ، و قد سبق لهذا بعض
الأمثلة .
(1/211)
________________________________________
135 - " إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا ، و إذا سمعتم برجل تغير عن خلقه فلا تصدقوا به ، و إنه يصير إلى ما جبل عليه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 260 ) :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 6 / 443 ) من طريق الزهري أن أبا الدرداء قال : بينما نحن عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون إذ قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، الحديث .
و هذا إسناد منقطع ، و به أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 696 )
و تبعه المناوي في " شرح الجامع الصغير " فقال : قال الهيثمي : رجاله رجال
الصحيح إلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء ، و قال السخاوي : حديث منقطع ، و به
يعرف ما في رمز المؤلف لصحته .
قلت : و كأن الشيخ العجلوني اغتر بالرمز المشار إليه فإنه قال في " الكشف "
( 1 / 87 ) ، رواه أحمد بسند صحيح " ! و من عجيب أمره أنه ذكره في موضع آخر
( 1 / 82 ) برواية أحمد و سكت عليه فلم يصححه ، ثم أورده في مكان ثالث ( 1 /
259 ) و نقل عن " المقاصد " أنه منقطع ! ، و هذا من الأدلة الكثيرة على أن
العجلوني مقلد ناقل ، و هذا الحديث يستشم منه رائحة الجبر و أن المسلم لا يملك
تحسين خلقه لأنه لا يملك تغييره ! ، و حينئذ فما معنى الأحاديث الثابتة في الحض
على تحسين الخلق كقوله صلى الله عليه وسلم : " أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن
حسن خلقه " رواه أبو داود ( 2 / 288 ) و غيره في حديث .
و سنده صحيح ، فهذا يدل على أن حديث الباب منكر ، والله أعلم .
(1/212)
________________________________________
136 - " من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 261 ) :
باطل .
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 148 / 2 ) و كذا الترمذي الحكيم و أبو يعلى
و الطبراني في " الأوسط " و ابن شاهين من طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن
أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا ، و أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 3 / 77 ) من طريق ابن شاهين ثم قال : باطل تفرد به معاوية
و ليس بشيء ، و تابعه عبد الله بن جعفر المديني أبو علي عن أبي الزناد ،
و عبد الله متروك .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 286 ) بأحاديث أوردها ، بعضها مرفوعة
و بعضها موقوفة ، ثم إن بعضها في فضل العطاس مطلقا فلا يصلح شاهدا لو صح .
و أما قول النووي رحمه الله في فتاويه ( ص 36 - 37 ) بعد أن عزاه لأبي يعلى :
إسناده جيد حسن ، كل رجاله ثقات متقنون إلا بقية بن الوليد فمختلف فيه ، و أكثر
الحفاظ و الأئمة يحتجون بروايته عن الشاميين ، و هو يروي هذا الحديث عن معاوية
ابن يحيى الشامي .
قلت : فهذا من أوهامه رحمه الله فإن بقية معروف بالتدليس و قد رواه عن معاوية
معنعنا و قد قال النسائي و غيره : إذا قال :حدثنا و أخبرنا فهو ثقة ، و قال غير
واحد : كان مدلسا فإذا قال : عن فليس حجة ، و لهذا قال أبو مسهر : أحاديث بقية
ليست نقية فكن منها على تقية ، ذكره الذهبي ثم قال : و بقية ذو غرائب
و مناكير ، أقول هذا لبيان حال بقية و إلا فالظاهر من كلام السيوطي في
" اللآليء " أنه لم يتفرد به عن معاوية ، فعلة الحديث هو معاوية هذا فإنه ضعيف
جدا قال ابن معين : هالك ليس بشيء ، و قال أبو حاتم : ضعيف في حديثه إنكار ،
و قال النسائي : ليس بثقة ، و قال الحاكم أبو أحمد : يروي عنه الهقل بن زياد عن
الزهري أحاديث منكرة شبيهة بالموضوعة ، و قال الساجي : ضعيف الحديث جدا ،
و هكذا باقي أقوال الأئمة كلها متفقة على تضعيفه ليس فيهم من وثقه ، فانظر كيف
انصرف النووي عن علة الحديث الحقيقية ، و أخذ يدافع عن بقية مع أنه لم يحمل
عليه في هذا الحديث أحد ! فلولا أن النووي رحمه الله وهم لما جاز له أن يصف
يحيى هذا بالثقة و الإتقان ، و قد علم أنه متفق على تضعيفه ! و الحديث رواه
البيهقي أيضا و قال : إنه منكر ، كما في " شرح المناوي " و قال الهيثمي في
" المجمع " ( 8 / 59 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و قال : لا يروى عن النبي
صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد و أبو يعلى ، و فيه معاوية بن يحيى الصدفي
و هو ضعيف ، و قد قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 342 ) : سألت أبي عن
حديث رواه داود بن رشيد عن بقية عن معاوية بن يحيى عن أبي الزناد .. عن النبي
صلى الله عليه وسلم : " من حدث بحديث فعطس عنده فهو حق " ؟ قال أبي : هذا حديث
كذب ، فبعد شهادة مثل هذا الإمام النقاد أنه حديث كذب ، فما يفيد المتساهلين
محاولتهم إنقاذ إسناد هذا الحديث من الوضع إلى الضعف أو الحسن لأنها محاولات لا
تتفق مع قواعد الحديث في شيء ، و ما أحسن ما قاله المحقق ابن القيم رحمه الله
فيما نقله عنه الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص 106 ـ 107 ) : و هذا الحديث
و إن صحح بعض الناس سنده فالحس يشهد بوضعه ، لأنا نشاهد العطاس و الكذب يعمل
عمله ، و لو عطس مئة ألف رجل عند حديث يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يحكم بصحته بالعطاس ، و لو عطسوا عنده بشهادة رجل لم يحكم بصدقه ، و تعقبه هو
و الزركشي من قبل و غيرهما بقولهم : إن إسناده إذا صح و لم يكن في العقل ما
يأباه وجب تلقيه بالقبول .
قلت : أنى لإسناده الصحة و فيه من اتفقوا على ضعفه و يشهد الإمام أبو حاتم بأن
حديثه هذا كذب ؟ ! ثم العقل يأباه كما بينه ابن القيم فيما سبق و لو صح هذا
الحديث لكان يمكن الحكم على كل حديث نبوي عطس عنده بأنه حق و صدق ، و لو كان
عند أئمة الحديث زورا و كذبا ؟ و هذا ما لا يقوله فيما أظن أحد .
(1/213)
________________________________________
137 - " أصدق الحديث ما عطس عنده " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 264 ) :
باطل .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 191 / 2 / 3502 ـ بترقيمي ) من طريق عمارة
ابن زاذان عن ثابت عن أنس مرفوعا ، و قال : لم يروه عن ثابت إلا عمارة .
قلت : و عمارة هذا ، قال أحمد : يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير .
قلت : و هذا الحديث من روايته عن ثابت عن أنس ، فهو علة الحديث ، و إلى ذلك
أشار الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 8 / 59 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " عن
شيخه جعفر بن محمد بن ماجد و لم أعرفه ، و عمارة بن زاذان وثقه أبو زرعة
و جماعة و فيه ضعف ، و بقية رجاله ثقات .
و ابن ماجد وثقه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 196 ) فلا يعل به الحديث ، و الله
أعلم .
و قد تقدم الكلام على بطلان الحديث من حيث معناه في الحديث الذي قبله فأغنى عن
الإعادة .
(1/214)
________________________________________
138 - " ثلاث يفرح بهن البدن و يربو عليها : الطيب ، و الثوب اللين ، و شرب العسل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 265 ) :
موضوع .
رواه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3 / 141 ) و أبو نعيم ( 6 / 340 )
من طريق الطبراني عن محمد بن روح القتيري حدثنا يونس بن هارون الأزدي عن مالك
ابن أنس عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب مرفوعا ، و قال أبو نعيم :
غريب من حديث مالك عن أبيه تفرد به القتيري في الأصل القشيري في الموضعين و هو
تصحيف .
قلت : و القتيرى هذا بفتح القاف و بعدها مثناة ضبطه ابن ماكولا و غيره ، و تصحف
على ابن السمعاني فذكره في القنبري ، و قال : نسبة إلى قنبر مولى علي رضي الله
عنه ، منكر الحديث .
قلت : قال فيه ابن يونس أيضا : منكر الحديث ، و قال الدارقطني فيه و في شيخه
يونس بن هارون ضعيفان ، و قال في " غرائب مالك " : لا يصح هذا الحديث عن مالك
و قال ابن حبان في ترجمة يونس بن هارون : روى عجائب لا تحل الرواية عنه ، ما
روى مالك عن أبيه و لا جده شيئا .
(1/215)
________________________________________
139 - " أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا و الآخرة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 266 ) :
موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 322 ) و البيهقي في " السنن " ( 7 / 13 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 2 / 294 / 1 9423 ) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن
أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
و قال الطبراني : لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد تفرد به خالد .
قلت : و هو ضعيف متهم و لكنه لم يتفرد به كما يأتي قريبا .
و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي .
قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة ، فإن خالدا هذا قال أحمد : ليس بشيء ، و قال
ابن أبي الحواري : سمعت ابن معين يقول : بالشام كتاب ينبغي أن يدفن كتاب الديات
لخالد بن يزيد بن أبي مالك ، لم يرض أن يكذب على أبيه حتى كذب على الصحابة قال
أحمد بن أبي الحواري : سمعت هذا الكتاب عن خالد ثم أعطيته للعطار ، فأعطى للناس
فيه حوائج ! ذكره الذهبي في " الميزان " ، و قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 359 ) : سئل أبي عن خالد هذا ؟ فقال : يروي
أحاديث مناكير .
و للحديث طريق ثان ، فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278 ) : و سمعت أبي
و حدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد الغافقي أبي مسعود عن هشام عن
الحسن عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به ، قال أبي : هذا حديث باطل ، و ماضى لا
أعرفه ، و ذكر نحوه في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 242 ) و أقره الذهبي في
" الميزان " و قال : لم يرو عنه غير ابن وهب ، قال ابن عدي : منكر الحديث ،
و رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 99 / 1 / 2 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 102 / 2 / 2085 ) من طريقين آخرين عن ابن وهب قال : أخبرني
الماضي بن محمد عن هشام بن حسام عن الحسن عن أبي سلمة عن أبي سعيد به .
و أعله الهيثمي ( 10 / 267 ) بشيخ الطبراني أحمد بن طاهر ، و هو كذاب و قلده
المعلق على " الأوسط " ( 2 / 528 ) و هو متابع كما ترى و إنما علته الماضي كما
عرفت ، و قد أخرجه ابن عدي أيضا عنه ( 6 / 432 ) و أعله به .و له طريق ثالث سوف
يأتي بلفظ : " اللهم توفني إليك فقيرا ... " ، و رابع أخرجه القضاعي ( 94 / 1 )
عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن عطاء به .
و هذا سند واه من أجل يزيد بن سنان ، و ابنه محمد ، و هو أشد ضعفا من أبيه .
ثم وجدت له شاهدا لكنه مما لا يفرح به ، يرويه أحمد بن إبراهيم المزني : حدثنا
محمد بن كثير حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " ألا
أخبركم بأشقى الأشقياء .... " الحديث ، و هو لفظ ابن عدي عن الماضي .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 144 ) و من طريقه ابن الجوزي في " العلل "
( 2 / 325 ) و قال : لا يصح ، قال ابن حبان : كان المزني يضع الحديث على الثقات
وضعا .
قلت : فهو بكتاب ابن الجوزي الآخر " الموضوعات " أولى ، و له من مثله الشيء
الكثير ، كما أنه يورد في هذا ما هو بـ " العلل " أولى ، كما هو معروف عند
العلماء .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني ، ثم تكلم عليه
المناوي بما نقله عن الهيثمي ، و ذكرت بعض كلامه آنفا ، ثم قال المناوي :
و من العجب العجاب أنه رمز لصحته لكن الحديث كله مضروب عليه في مسودة المصنف ،
و أما قوله في " التيسير " و هو حسن لا صحيح خلافا للمؤلف و لا ضعيف خلافا
لبعضهم فهو مما لا يساعد عليه شدة ضعف طرقه مع إبطال أبي حاتم إياه ، و من
أحاديث هذا الماضي .
(1/216)
________________________________________
140 - " الزنا يورث الفقر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 268 ) :
باطل .
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 7 / 2 ) عن أحمد بن عبد الرحمن بن أخي وهب
قال أخبرنا عمي قال أنبأنا الماضي بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن
عبد الله بن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا سند واه ، و له علتان : الأولى ضعف ليث بن أبي سليم ، و الأخرى
الماضي بن محمد و هو مجهول ، منكر الحديث كما تقدم ، و عزاه السيوطي في
" الجامع " لرواية القضاعي و البيهقي عن ابن عمر ، و قال المنذري في
" الترغيب " ( 3 / 190 ) : رواه البيهقي ، و في إسناده الماضي بن محمد .
قلت : هو عنده في " الشعب " ( 4 / 363 ) من طريق ابن عدي و هذا في " الكامل "
( 6 / 432 ) و قال الذهبي : له أحاديث منكرة منها هذا الحديث .
قلت : و الحديث رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 410 - 411 ) : سمعت أبي
و حدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد عن هشام عن ليث بن أبي سليم عن
مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، قال أبي : هذا
حديث باطل ، و ماضي لا أعرفه .
قلت : ثم وجدت له متابعا ، فقال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "
( 359 / 2 ) : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا القاسم بن عباد حدثنا عباد حدثنا
أحمد بن حرب عن حسان عن إسماعيل عن ليث به .
قلت : فانحصرت علة الحديث في الليث و لعل أصله موقوف وهم فيه الليث فرفعه ، فقد
رواه ابن حبان في " الثقات ، ( 2 / 295 ) من طريق مكحول الشامي قال لي ابن عمر
يا مكحول إياك و الزنا فإنه يورث الفقر .
ثم وجدت له طريقا آخر أخرجه البيهقي في " الشعب " و الديلمي في
" مسند الفردوس " ( 2 / 99 / 2 ـ الغرائب ) كلاهما من طريق الحاكم عن شيخه محمد
ابن صالح بن هانيء و هو ثقة قال حدثنا أحمد بن سهل بن مالك حدثني محمد بن
إسماعيل البخاري حدثنا الحسن بن علي الصفار حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا محمد
ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر به .
قلت : و هذا إسناد حسن لولا أنني لم أعرف الحسن بن علي بن صفار و أحمد بن سهل
ابن مالك ، فمن كان عنده علم عنهما فليتفضل بإعلامي مشكورا و جزاه الله خيرا .
و للحديث شاهد و لكنه واه و هو :
(1/217)
******************************************
يتبع .....
khaled faried
2008-03-01, 09:56 PM
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أحمد
ما أحوجنا جميعا لمثل هذه الموضوعات الرائعة
بارك الله لنا فيكم
وجزا الله أختنا الفاضلة صفاء كل خيرا
جهد مبارك
بارك الله لنا فيكم وزادكم علما
141 - " إياكم و الزنا فإنه فيه ست خصال : ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة ، فأما
اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ، و يورث الفقر ، و ينقص الرزق ، و أما
اللواتي في الآخرة : فإنه يورث سخط الرب ، و سوء الحساب و الخلود في النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 270 ) :
موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 20 / 23 ) و أبو نعيم ( 4 / 111 ) من طريق مسلمة بن علي عن
الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ، و قال ابن عدي : و هذا عن
الأعمش غير محفوظ و هو منكر ، و قال أبو نعيم : غريب من حديث الأعمش ، تفرد به
مسلمة و هو ضعيف الحديث .
قلت : و هو مجمع على تركه ، بل قال الحاكم : روى عن الأوزاعي و الزبيدي
المناكير و الموضوعات و قد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث كثيرة منها هذا ،
و آخر قال فيه أبو حاتم : باطل موضوع و سيأتي إن شاء الله برقم ( 145 ) .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق أبي نعيم ثم
قال : مسلمة متروك ، و تابعه أبان بن نهشل عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش به
و أبان منكر الحديث جدا ، قال ابن حبان : و لا أصل لهذا الحديث ، و تعقبه
السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بما نقله عن أبي نعيم من اقتصاره على تضعيف
مسلمة ، و بأن البيهقي أخرجه في " شعب الإيمان " و قال : هذا إسناد ضعيف ،
مسلمة متروك و أبو عبد الرحمن الكوفي مجهول .
قلت : أبو عبد الرحمن هذا وقع في رواية ابن الجوزي بين مسلمة و الأعمش ، و ليس
هو في سند " الحلية " و لا في سند الحديث في " الميزان " فالله أعلم .
ثم رأيت الحديث في جزء من " أمالي الشريف أبي القاسم الحسيني " ( 55 / 1 )
و فيه أبو عبد الرحمن الكوفي هذا ، و كذا هو في " الشعب " ( 4 / 379 / 5475 )
.ثم وجدت له طريقا آخر عن الأعمش أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 100 / 1 )
من طريق معاوية بن يحيى عن سليمان عن الأعمش .
قلت : و معاوية هذا هو الصدفي و هو ضعيف جدا ، قال النسائي : ليس بثقة و ضعفه
هو في رواية و غيره ، و لا يخفى أن تعقب السيوطي المذكور لا فائدة منه لأن كلام
البيهقي و كذا أبي نعيم ليس نصا في أن الحديث غير موضوع حتى يعارض به حكم ابن
الجوزي بوضعه لما أخبرناك غير مرة أن الموضوع من أنواع الحديث الضعيف .
فتنبه ، و قد روي هذا الحديث بلفظ آخر و هو :
(1/218)
________________________________________
142 - " إياكم و الزنا فإن في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا و ثلاث في الآخرة ،
فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه ، و انقطاع الرزق ، و سرعة الفناء
و أما اللواتي في الآخرة فغضب الرب ، و سوء الحساب ، و الخلود في النار إلا أن
يشاء الله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 271 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 493 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من
طريق كعب بن عمرو بن جعفر البلخي إملاء ، حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي في
الموصل : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي : حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن
أنس مرفوعا ، و قال الخطيب و تبعه ابن الجوزي : رجال إسناد هذا الحديث ثقات
سوى كعب و كان غير ثقة ، ثم روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : كان سيء
الحال في الحديث ، و عن العتيقي قال : فيه تساهل في الحديث .
و الحديث رواه من هذا الوجه الواحدي في " تفسيره " ( ق 155 / 1 ) ، و تعقب
ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بقوله : قلت : و له طريق آخر
واه أخرجه أبو نعيم : حدثنا أبو بكر المفيد حدثنا أبو الدنيا الأشج عن علي بن
أبي طالب رفعه ، والله أعلم .
قلت : لم يخجل السيوطي عفا الله عنا و عنه من أن يستشهد بهذا الإسناد الباطل
فإن أبا الدنيا هذا كذاب أفاك لا يخفى حاله على السيوطي ، فقد ترجمه الذهبي في
" الميزان " فقال : كذاب طرقي ، كان بعد الثلاث مئة ادعى السماع من علي بن
أبي طالب و اسمه عثمان بن خطاب أبو عمرو ، حدث عنه محمد بن أحمد المفيد بأحاديث
و أكثرها متون معروفة ملصوقة بعلي بن أبي طالب ... و ما يعني برواية هذا الضرب
و يفرح بعلوها إلا الجهلة ، و قال في ترجمته من الأسماء : طير طرأ على أهل
بغداد ، و حدث بقلة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك و كذبه
النقادون .
فإذا كان السيوطي لا يحكم بوضع حديث يرويه مثل هذا الرجل البين كذبه ، فهو دليل
واضح على مبلغ تساهله في حكمه على الأحاديث ، فاعلم هذا و لا تنسه يفدك ذكرك
إياه في مواطن النزاع .
و روي هذا الحديث على لفظ آخر و هو :
(1/219)
________________________________________
143 - " إياكم و الزنا فإن فيه أربع خصال : يذهب بالبهاء من الوجه ، و يقطع الرزق ،
و يسخط الرحمن ، و الخلود في النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 273 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 144 / 2 / 7238 ـ بترقيمي ) و ابن الجوزي في الموضوعات " ( 3 / 106 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن
عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال الطبراني : لم يروه ، عن ابن جريج إلا
عمرو ، و قال ابن الجوزي : عمرو كذاب ، و هو كما قال الهيثمي في " المجمع "
( 6 / 255 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن جميع و هو متروك ،
و أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 189 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني
في " الأوسط " ، و بناء على هذا التعقيب الذي لا يسمن و لا يغني من جوع أورد
السيوطي الحديث في " الجامع " برواية الطبراني و ابن عدي فتعقبه الشارح المناوي
بعد أن ذكر تعقب السيوطي لابن الجوزي فقال : و هو تعقب أوهى من بيت العنكبوت
لأن ابن جميع الذي حكم بوضع الحديث لأجله في سند الطبراني أيضا فما الذي صنعه ؟
! ثم وجدت له متابعا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 99 / 2 ) أنبأنا
إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد ، أنبأنا مختار بن
غسان قال سمعت إسماعيل بن مسلم عن ابن جريج به .
قلت : و من طريق ابن الأعرابي رواه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من
مسموعاته " ( 34 / 2 ) ، و هذا السند خير من الذي قبله ، و لكنه معلول من وجوه
ثلاثة : الأول : إسماعيل هذا هو البصري ثم المكي ضعيف .
الثاني : مختار بن غسان لم يوثقه أحد .
الثالث : إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ترجمه نعم ذكره ابن حبان ( في الثقات )
(80 / 88 ) ثم إن مدار السندين على ابن جريج و قد عنعنه !
(1/220)
________________________________________
144 - " أكذب الناس الصباغون و الصواغون " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 274 ) :
موضوع .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 262 من ترتيب المسند ) قال : حدثنا همام عن
فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله الشخير عن أبي هريرة مرفوعا ، و كذا أخرجه
ابن ماجه ( 2 / 6 ) و أحمد ( 2 / 292 ، 324 ، 345 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في
" معجمه " ( 78 / 2 ) من طرق عن همام به ، و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير
فرقد هذا و هو أحد زهاد البصرة ، قال أبو حاتم : ليس بقوي في الحديث ، و قال
النسائي : ليس بثقة ، و قال البخاري : في حديثه مناكير كذا في " الميزان " ثم
ساق له من مناكيره أحاديث هذا أولها ! و لهذا أورده ابن الجوزي في " العلل "
و قال : لا يصح ، و للحديث طريق أخرى رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278
) من طريق يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن نعيم بن المجمر عن أبي هريرة
مرفوعا بلفظ : " أكذب الكاذبين الصياغ " ، ثم قال : قال أبي هذا حديث كذب ، و
عثمان هو البري و يحيى بن سلام هو الذي روى عنه عبد الحكم بصرى وقع إلى مصر .
قلت : زاد في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 155 ) : و هو صدوق .
و أما الدارقطني فضعفه ، و قال ابن عدي : يكتب حديثه مع ضعفه ، و أما عثمان
البري فقد كذبه ابن المعين و الجوزجاني ، فهو علة هذه الطريق ، و قد ساق الذهبي
في ترجمته هذا الحديث .
و له طريق ثالث عن أبي هريرة ، رواه ابن عدي ( 316 / 2 ) عن محمد بن يونس
الكديمي حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
به و قال : و الكديمي أظهر أمرا من أن يحتاج أن يبين ضعفه .
قلت : يشير بذلك إلى أنه كذاب وضاع .
و للحديث شاهد أخرجه ابن عدي ( 315 / 2 ) عن محمد بن الوليد بن أبان حدثنا هدبة
قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعا ، و قال : و هذا عن أنس بهذا الإسناد
باطل ، و ابن الوليد القلانسي يضع الحديث ، و الحديث أورده ابن طاهر في
" تذكرة الموضوعات " ( ص 15 ) من الطريقين الأولين ، و قال ابن القيم رحمه الله
: الحس يرد هذا الحديث ، فإن الكذب في غيرهم أضعافه فيهم ، كالرافضة فإنهم أكذب
خلق الله و الكهان و الطرقية و المنجمون ، و قد تأوله بعضهم على أن المراد
بالصباغ الذي يزيد في الحديث ألفاظا تزينه ، و الصواغ الذي يصوغ الحديث ليس له
أصل ، و هذا تكلف بارد لحديث باطل ، و تعقبه الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص
107 ) بقوله : و هذا غريب منه فإن الحديث بعينه رواه أحمد و ابن ماجه عن
أبي هريرة كما في " الجامع الصغير " .
قلت : و هذا لا شيء فبعد ثبوت ضعف سند الحديث لا مجال للرد به على من انتقده من
حيث معناه ، و إنما يصح مثل هذا التعقيب فيما لو صح سند الحديث و هيهات هيهات !
(1/221)
________________________________________
145 - " كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 277 ) :
موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 439 ) و أبو الشيخ في " الأخلاق " ( 255 ) و ابن عساكر
( 16 / 226 / 2 / 19 / 131 / 1 ) من طريق مسلمة بن علي حدثنا ابن جريج عن حميد
الطويل عن أنس مرفوعا .
قلت : ابن جريج مدلس و قد عنعنه ، و هو إنما يدلس عن الضعفاء ! و مسلمة متهم
كما سبق بيانه في الحديث ( 141 ) و هو آفة هذا الحديث فقال ابن أبي حاتم في
" العلل " ( 2 / 315 ) : سألت أبي عن هذا الحديث فقال : هذا حديث باطل موضوع ،
قلت : ممن هو ؟ قال : مسلمة ضعيف ، و أقره الذهبي في " الميزان " و مع ذلك فقد
سود به السيوطي " جامعه " .
و أخرجه البيهقي في " الشعب " و قال : إسناده غير قوي ، و ذكره الحافظ في
" تهذيب التهذيب " من منكرات مسلمة ، و قد حاول بعضهم أن يشد من عضد الحديث
بحديث آخر بمعناه و لكنه لم ينجح لأنه موضوع كهذا ، و هو :
(1/222)
________________________________________
146 - " لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 277 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 200 / 1 / 3647 ـ بترقيمي ) عن نصر بن حماد
أبي الحارث الوراق عن روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
مرفوعا ، و قال الطبراني : تفرد به أبو الحارث الوراق .
قلت : و هذا سند لا يساوي شيئا ، أبو الحارث هذا قال ابن معين : كذاب ، و قال
البخاري : يتكلمون فيه .
و روح متهم و يأتي له حديث آخر قريبا .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي بسنده عن نصر به
إلا أنه قال : روح بن غطيف ، بدل روح بن جناح ، ثم قال ابن الجوزي ما ملخصه :
لا يصح ، روح متروك و كذا نصر .
و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 403 ) فقال : قلت له شاهد ،
ثم ساق الحديث الذي قبله فلم يصنع شيئا لأنه حديث موضوع كما تقدم .
ثم ذكر له شاهدا آخر من طريق نوح بن أبي مريم حدثنا أبان عن أنس مرفوعا .
و نوح هذا متهم بالكذب و قد مضى ، و كذا أبان و هو ابن أبي عياش .
(1/223)
________________________________________
147 - " تزوجوا و لا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 278 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 12 / 191 ) و من طريقه ابن الجوزي ( 2 /
277 ) في ترجمة عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن
أبي طالب مرفوعا ، و قال : عمرو كان يروي المناكير عن المشاهير و الموضوعات
عن الأثبات .
قلت : و هو كذاب و قد تقدم له أحاديث ، و جويبر ضعيف جدا و تقدم له شيء ،
و بهذا أعله ابن الجوزي و قال : لا يصح .
و الحديث أورده الصغاني في " الموضوعات " ( ص 8 ) .
و أقر ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 179 ) فالعجب منه كيف أورده من
رواية ابن عدي في " الجامع الصغير " الذي اشترط في مقدمته أن يصونه مما تفرد به
كذاب أو وضاع ! و أعجب من هذا استدراك الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 304 )
على حكم الصغاني عليه بالوضع بقوله : لكن عزاه في " الجامع الصغير " لابن عدي
بسند ضعيف عن علي ! و كيف لا يكون هذا الحديث موضوعا ، و قد طلق جماعة من السلف
بل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق زوجته حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ؟ !
.
(1/224)
________________________________________
148 - " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم " ، و في لفظ : " إذا كان في الثوب قدر
الدرهم من الدم غسل الثوب و أعيدت الصلاة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 279 ) :
موضوع .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 298 ) ، و الدارقطني في " سننه "
( ص 154 ) و البيهقي ( 2 / 404 ) عن روح بن غطيف عن الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال ابن حبان : هذا خبر موضوع لا شك فيه ما قاله
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما اخترعه أهل الكوفة ، و روح يروي
الموضوعات عن الثقات و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 212 ) و ابن
الملقن في " الخلاصة " ( ق 30 / 1 ) ، و قال الدارقطني : لم يروه عن الزهري غير
روح بن غطيف و هو متروك الحديث ، و قال البخاري في " التاريخ الصغير "
( ص 138 ) : و لا يتابع عليه ، و روى البيهقي من طريق الحافظ ابن عدي بسنده إلى
أحمد بن العباس قال : قلت لابن معين : تحفظ عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ؟ فقال : لا والله ، ثم قال : ممن ؟
قلت : حدثنا محرز بن عون ، قال : ثقة ، عمن ؟ قلت : عن القاسم بن مالك المزني
قال : ثقة ، عمن ؟ قلت : عن روح بن غطيف ، قال : ها ، قلت : يا أبا زكريا ما
أرى أتينا إلا من روح بن غطيف ؟ قال : أجل ، قال ابن عدي : هذا لا يرويه عن
الزهري فيما أعلمه غير روح بن غطيف و هو منكر بهذا الإسناد ، و فيما بلغني عن
يحيى الذهلي قال : أخاف أن يكون هذا موضوعا .
و الحديث رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 133 ) من هذا الوجه ثم قال : حدثني آدم
قال : سمعت البخاري يقول : هذا الحديث باطل ، و روح هذا منكر الحديث ، و من
طريق العقيلي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 76 ) ، و أقره السيوطي
في " اللآلىء " ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 428 / 2 ) فالعجب من
السيوطي كيف أورده في " الجامع الصغير " !
و للحديث طريق أخرى بلفظ آخر و هو :
(1/225)
________________________________________
149 - " الدم مقدار الدرهم يغسل و تعاد منه الصلاة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 9 / 330 ) ، و عنه ابن الجوزي أيضا ( 2 / 75 ) من طريق نوح بن
أبي مريم عن يزيد الهاشمي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
و هذا سند موضوع نوح بن أبي مريم متهم ، و قال ابن الجوزي : نوح كذاب ، و أقره
الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 212 ) و السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 3 ) ،
و مع ذلك ذكره في " الجامع " .
و اعلم أن هذا الحديث هو حجة الحنفية في تقدير النجاسة المغلظة بالدرهم ، و إذا
علمت أنه حديث موضوع يظهر لك بطلان التقييد به ، و أن الواجب اجتناب النجاسة
و لو كانت أقل من الدرهم لعموم الأحاديث الآمرة بالتطهير .
(1/226)
________________________________________
150 - " ثلاث لا يعاد صاحبهن : الرمد ، و صاحب الضرس ، و صاحب الدملة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 11 / 1 / 150 ـ بترقيمي ) و العقيلي
( 421 ) و ابن عدي ( 319 / 2 ) من طريق مسلمة بن علي الخشني حدثني الأوزاعي عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الطبراني و ابن
عدي : لم يروه عن الأوزاعي إلا مسلمة .
قلت : و هو متهم ، كما يأتي و قال العقيلي : قال ابن معين : ليس بشيء .
و قال البخاري : منكر الحديث .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 208 ) من طريق العقيلي و قال :
موضوع ، و الحمل فيه على مسلمة و إنما يروى من كلام يحيى بن أبي كثير .
قلت : و قال العقيلي عقبه : هذا أولى ، يعني أنه من كلام يحيى ، و كذا قال
البيهقي كما يأتي ، و ذكره الحافظ في " التهذيب " من منكرات الخشني و قال : قال
أبو حاتم : هذا باطل منكر ، و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء "
( 2 / 406 ) بقوله : قلت : مسلمة لم يتهم بالكذب ، و الحديث أخرجه الطبراني في
" الأوسط " و البيهقي في " الشعب " و ضعفه .
قلت : الحق مع ابن الجوزي فإن مسلمة قد روى أحاديث موضوعة تقدم بعضها فانظر
الحديث ( 141 و 145 ) ، و لذلك لم يصب السيوطي بذكره في " الجامع " ، و قد جزم
البيهقي في " الشعب " ( 6 / 535 / 9190 ) بأن الصحيح أنه من قول يحيى .
و مما يدل على وضعه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود صاحب الرمد ، قال
أنس : عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم من رمد كان به .
أخرجه علي بن الجعد في " مسنده " ( 2 / 844 / 2335 ) و الحاكم ( 1 / 342 ) من
طريق آخر و صححه و وافقه الذهبي و هو كما قالا و له شاهد من حديث زيد نفسه
صححه الحاكم أيضا و الذهبي ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2716 ) و من
موضوعات الخشني :
(1/227)
*******************************************
يتبع ...
وجزا الله أختنا الفاضلة صفاء كل خيرا
جزاك الله كل خير اخي الفاضل خالد فريد وبارك الله فيك
الهزبر
2008-03-01, 11:28 PM
السلام عليكم.
اللهم اجعل هذا العمل في صحائف اصحابه.
متابع باذن الله
151 - " العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 283 ) :
موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 320 / 1 ) في ترجمة مسلمة بن علي الخشني حدثنا سعيد بن سنان عن
أبي الزاهرية عن عبد الله بن عمر مرفوعا ، و قال ابن عدي : مسلمة كل
أحاديثه أو عامتها غير محفوظة .
و مما يدل على بطلان هذا الحديث أنه مخالف لما ثبت في " الصحيح " مرفوعا :
" إن الله لم يجعل لمسخ نسلا و لا عقبا " ، رواه مسلم ( 8 / 55 ) .
و قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 / 430 ) : و كل ما جاء في المسوخ في غير القرد
و الخنزير فباطل و كذب موضوع .
و خالف السيوطي كعادته فذكره في " جامعه " .
(1/228)
________________________________________
152 - " استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه ، و بما مدح الله به نفسه :
*( الحمد لله )* ، و *( قل هو الله أحد )* ، فمن لم يشفه القرآن فلا
شفاه الله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 283 ) :
ضعيف جدا .
رواه أبو محمد الخلال في " فضائل قل هو الله أحد " ( 198 / 2 ) حدثنا أحمد بن
عروة الكاتب أنبأنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال حدثنا يزيد بن عمرو بن
البراء أبو سفيان الشوف حدثنا أحمد بن الحارث الغساني حدثنا ساكنة بنت الجعد
قالت : سمعت رجاء الغنوي يقول : فذكره ، رواه الواحدي في " تفسيره " ( 2 /
185 / 2 ) من طريق آخر عن أحمد بن الحارث الغساني ، مقتصرا على الجملة الأخيرة
منه، و كذا أخرجه الثعلبي كما في " تخريج أحاديث الكشاف " للحافظ ابن حجر
( ص 103 رقم 304 ) .
قلت : و ابن الحارث هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل "
( 1 / 1 / 47 ) : سألت أبي عنه فقال : متروك الحديث ، و قال النسائي : منكر
الحديث ، و قال البخاري و الدولابي : فيه نظر ، و قال العقيلي : له مناكير لا
يتابع عليها ، قال : و لا يعرف لرجاء الغنوي رواية ، و لا صحت له صحبة ،
و أورده السيوطي في " الجامع " برواية ابن قانع عن رجاء الغنوي ، قال المناوي
في شرحه : و قد أشار الذهبي في " تاريخ الصحابة " إلى عدم صحة هذا الخبر فقال
في ترجمة رجاء هذا : له صحبة ، نزل البصرة ، و له حديث لا يصح في فضل القرآن ،
انتهى بنصه .
و هذا الحديث يوحي بترك المعالجة بالأدوية المادية و الاعتماد فيها على تلاوة
القرآن و هذا شيء لا يتفق في قليل و لا كثير مع سنته صلى الله عليه وسلم
القولية و الفعلية ، فقد تعالج صلى الله عليه وسلم بالأدوية المادية مرارا ،
و أمر بذلك فقال : يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا و أنزل له
دواء " ، أخرجه الحاكم بسند صحيح ، و هو مخرج في " غاية المرام " ( 292 ) عن
جمع من الصحابة نحوه .
(1/229)
________________________________________
153 - " من استشفى بغير القرآن فلا شفاه الله تعالى " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 285 ) :
موضوع .
أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 12 ) و أقره الشيخ العجلوني في
" الكشف " ( 2 / 332 ) .
قلت : و أصل هذا اللفظ في الحديث الذي قبله .
(1/230)
________________________________________
154- " السخي قريب من الله ، قريب من الجنة ، قريب من الناس ، بعيد من النار ،
و البخيل بعيد من الله ، بعيد من الجنة ، بعيد من الناس ، قريب من النار ،
و جاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 285 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه الترمذي ( 3 / 143 ) و العقيلي " في الضعفاء " ( 154 ) ، و ابن حبان في
" روضة العقلاء " ( ص 246 ) و ابن عدي ( 183 / 2 ) ، و الطبري في " التهذيب "
( مسند عمر / 100 / 163 ) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد عن
الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا ، و ضعفه الترمذي
بقوله : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن محمد ، و قد خولف سعيد بن
محمد في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد ، إنما يروي عن يحيى بن سعيد عن
عائشة شيء مرسل و قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل من حديث يحيى و لا غيره .
و قال ابن حبان : إن كان حفظ سعيد بن محمد إسناد هذا الخبر فهو غريب غريب .
قلت : و سعيد هذا قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال ابن سعد و غيره : ضعيف ،
و قال النسائي : ليس بثقة ، و قال الدارقطني : متروك .
و قد اضطرب في رواية هذا الحديث فمرة رواه كما سبق ، و مرة قال : عن يحيى بن
سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعا
به ، أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 132 / 1 / 2545 ـ بترقيمي ) و قال :
لم يروه بهذا الإسناد إلا سعيد ، و كذلك رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته
بمرو " ( 127 / 2 ) إلا أنه لم يقل : عن أبيه ، و الحديث أورده ابن الجوزي من
هذه الطريق و غيرها في " الموضوعات " ( 2 / 180 ) و قال : لا يصح ، ثم بين
عللها .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 92 - 93 ) بطرق أخرى ذكرها ، و كلها
ضعيفة ، عند تدقيق النظر فيها ، و قد فاته أن الحافظ أبا حاتم قال في حديث
الوراق هذا : هذا حديث منكر ، و كذا قال أحمد كما في ترجمة سعيد من " التهذيب "
و قال أبو حاتم في طريق أخرى للحديث عن عائشة : هذا حديث باطل ، و سعيد بن
مسلمة ضعيف الحديث أخاف أن يكون أدخل له ، انظر " العلل " لابن أبي حاتم
( 2 / 283 ـ 284 ) .
(1/231)
________________________________________
155 - " ربيع أمتي العنب و البطيخ " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 287 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 176 ـ 177 ) ، و ابن الجوزي في " الموضوعات "
من طريق محمد بن أحمد بن مهدي : حدثنا محمد بن الضوء بن الدلهمس حدثنا عطاف بن
خالد عن نافع عن ابن عمر ، و قال ابن الجوزي : موضوع ، محمد بن الضوء كذاب
مجاهر بالفسق ، و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 210 ) ! ثم ابن عراق في
" تنزيه الشريعة " ( 317 / 2 ) .
قلت : و محمد بن أحمد بن مهدي ضعيف جدا ، كما قال الدارقطني .
و الحديث أورده ابن القيم في " الموضوعات " فقال في " المنار " ( ص 21 ) :
و مما يعرف به كون الحديث موضوعا سماجة الحديث و كونه مما يسخر منه .
ثم ذكر أحاديث هذا منها ، و أقره الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص 107 - 108 )
و سيأتي في آخر الحديث ( 167 ) عن السخاوي أن أحاديث فضل البطيخ كلها باطلة
و لذلك فقد شان به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " فأورده فيه من رواية
أبي عبد الرحمن السلمي في " كتاب الأطعمة " و أبي عمر النوقاني في " كتاب
البطيخ " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عمر .
(1/232)
________________________________________
156
- " احترسوا من الناس بسوء الظن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 288 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 36 / 1 / 592 ) و ابن عدي ( 6 / 2398 ) من
طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن سليم عن أنس مرفوعا ، و قال
الطبراني : تفرد به بقية ، قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 89 ) : بقية بن
الوليد مدلس ، و بقية رجاله ثقات .
كذا قال : و معاوية بن يحيى ضعيف جدا و لم يوثقه أحد و قد ذكرت بعض أقوال
الأئمة في تضعيفه عند الحديث ( رقم 136 ) و قد ساق له الذهبي أحاديث مما أنكر
عليه هذا أحدها ، و قد نقل المناوي في " الفيض " أن الحافظ ابن حجر قال في
" الفتح " : خرجه الطبراني في " الأوسط " من طريق أنس و هو من رواية بقية
بالعنعنة عن معاوية بن يحيى و هو ضعيف ، فله علتان ، و صح من قول مطرف أخرجه
مسدد .
قلت : و كذا أخرجه ابن عساكر ( 16 / 291 / 2 ) عن مطرف .
و روي من قول عمر و غيره ، فأخرج أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في
الفتن " ( ق 12 / 1 - 2 ) عن عيسى بن إبراهيم عن الضحاك بن يسار عن أبي عثمان
النهدي قال : قال عمر بن الخطاب : " ليأتين على الناس زمان يكون صالحو الحي
فيهم في أنفسهم إن غضبوا غضبوا لأنفسهم ، و إن رضوا رضوا لأنفسهم ، لا يغضبون
لله عز وجل و لا يرضون لله عز وجل ، فإذا كان ذلك الزمان فاحترسوا " ، الحديث ،
لكن عيسى بن إبراهيم هذا و هو الهاشمي ضعيف جدا ، و روى أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 202 ) من طريق آخر عن عمر قال : " إن الحزم أن تسيء الظن
بالناس " ، و سنده ضعيف أيضا .
و رواه ابن سعد ( 2 / 177 ) من قول الحسن البصري و سنده صحيح .
ثم إن الحديث منكر عندي لمخالفته للأحاديث الكثيرة التي يأمر النبي صلى الله
عليه وسلم فيها المسلمين بأن لا يسيئوا الظن بإخوانهم ، منها قوله صلى الله
عليه وسلم : " إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث ... " رواه البخاري ( 10 /
395 - 398 ) و غيره ، و هو مخرج في " غاية المرام " ( 417 ) .
ثم إنه لا يمكن التعامل مع الناس على أساس سوء الظن بهم ، فكيف يعقل أن يأمر
صلى الله عليه وسلم أمته أن يتعاملوا على هذا الأساس الباطل ؟ !
(1/233)
________________________________________
157 - " الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة ، و التودد إلى الناس نصف العقل ، و حسن
السؤال نصف العلم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 290 ) :
ضعيف .
عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " مكارم الأخلاق " و البيهقي في
" الشعب " عن ابن عمر ، و سكت عليه الشارح المناوي و هو ضعيف فقد قال ابن
أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 284 ) : سألت أبي عن حديث رواه عن هشام بن عمار عن
المخيس بن تميم عن حفص بن عمر عن إبراهيم بن عبد الله بن الزبير عن نافع عن ابن
عمر فذكره ، قال أبي : هذا حديث باطل ، و مخيس و حفص مجهولان .
قلت : و كذا قال الذهبي في ترجمة مخيس و قال : روى عنه هشام بن عمار خبرا منكرا
ثم ساق هذا الحديث ، و أقره الحافظ في " اللسان " .
و من هذا الوجه أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 1 / 55 / 33 ) .
(1/234)
________________________________________
158 - " اغتسلوا يوم الجمعة و لو كأسا بدينار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 290 ) :
موضوع .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 104 ) من رواية الأزدي بسنده إلى ابن
حبان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال ابن
الجوزي : ابن حبان هو إبراهيم بن البحتري ساقط لا يحتج به .
قلت : هو إبراهيم بن البراء و قد سبق له حديث موضوع ( رقم 114 ) .
هذا و قد تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 26 ) فقال : قلت : له طريق آخر
أخرجه ابن عدي : حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا حفص بن عمر أبو إسماعيل الديلمي
.... عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا تعقب فاشل فإن حفص بن عمر هذا كذاب كما قال أبو حاتم فيما نقله
الذهبي في " الميزان " ثم ساق له أحاديث هذا أحدها و لهذا قال ابن عراق ( 248 /
2 ) فلا يصلح شاهدا ، و من الغرائب أن السيوطي أورد الحديث في " الجامع " من
رواية ابن عدي هذه ، و من رواية ابن أبي شيبة عن أبي هريرة موقوفا ، قال
المناوي : و هو شاهد للأول يعني المرفوع ، و به رد المصنف على ابن الجوزي جعله
الحديث موضوعا .
قلت : و هذا رد واه فإن الحديث إذا ثبت وضعه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فلا يفيده أن يرد موقوفا على بعض الصحابة إلا أن يكون من الأحاديث التي لا
تقال بالاجتهاد و الرأي فحينئذ يكون لها حكم المرفوع و ليس منها هذا الحديث كما
لا يخفى ، هذا و قد سقط من النسخة المطبوعة من " اللآليء " إسناد حديث ابن
أبي شيبة عن أبي هريرة فلم نتمكن من النظر في صحته و لو أنه موقوف ، ثم وقفت
على إسناده فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 20 / 2 ) : أنبأنا وكيع عن
ثور عن زياد النميري عن أبي هريرة قال : لأغتسلن يوم الجمعة و لو كأسا بدينار .
و هذا سند ضعيف ، زياد هو ابن عبد الله و هو ضعيف كما في " التقريب " ، ثم ساق
السيوطي موقوفا آخر على كعب ، و سنده ضعيف أيضا ، و بالجملة فالحديث موضوع
مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ضعيف موقوفا ، و الله سبحانه و تعالى
أعلم .
و يغني عنه الأحاديث الصحيحة في الأمر بالغسل يوم الجمعة كقوله صلى الله عليه
وسلم : " غسل الجمعة واجب على كل محتلم " ، رواه الشيخان و غيرهما و هو مخرج في
" الإرواء " ( رقم 143 ) ، و قد تساهل أكثر الناس بهذا الواجب يوم الجمعة فقل
من يغتسل منهم لهذا اليوم ، و من اغتسل فيه فإنما هو للنظافة ، لا لأنه من حق
الجمعة ، فالله المستعان .
(1/235)
________________________________________
159 - " إن الله عز وجل و ملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 292 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الكبير " ، و من طريقه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 189 ـ
190 ) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا أيوب بن مدرك عن مكحول عن
أبي الدرداء مرفوعا .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 105 ) من هذا الوجه و قال : لا أصل له
تفرد به أيوب ، قال الأزدي : هو من وضعه كذبه يحيى و تركه الدارقطني ، و تعقبه
السيوطي بقوله ( 2 / 27 ) : اقتصر على تضعيفه الحافظان : العراقي في " تخريج
الإحياء " و ابن حجر في " تخريج الرافعي " ، والله أعلم .
قلت : و تقليدا منه لهما ، و هو مجتهد عصره ! ، أورده في " الجامع الصغير " !
و قد تعقبه الشارح بقوله بعد أن ذكر قول ابن الجوزي السابق : و لم يتعقبه
المؤلف بشيء سوى أنه اقتصر على تضعيفه العراقي و ابن حجر ، و لم يزد على ذلك ،
و أنت خبير بما في هذا التعقب من التعصب .
قلت : و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 176 ) بعد أن عزاه للطبراني : و فيه
أيوب بن مدرك قال ابن معين : إنه كذاب ، و نقل هذا عنه الذهبي في " الميزان "
ثم ساق له هذا الحديث و في " اللسان " : و قال العقيلي : يحدث بمناكير لا يتابع
عليها ، و قال في حديث العمائم : لا يتابع عليه .
قلت : و الراوي عنه العلاء بن عمرو الحنفي متهم أيضا و من أحاديثه الآتي عقب
هذا بإذن الله .
ثم رأيت العقيلي قد أخرجه في " الضعفاء " ( ص 42 ) من طريق يوسف بن عدي قال :
حدثنا أيوب بن مدرك به ، و يوسف هذا ثقة من رجال البخاري ، فبرئت ذمة العلاء بن
عمرو منه و انحصرت التهمة في شيخه أيوب بن مدرك ، و أخرجه ابن عدي ( 18 / 1 )
من طريق ثالث عنه ، و قال : و هذا الحديث منكر .
(1/236)
________________________________________
160 - " أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي ، و القرآن عربي ، و كلام أهل الجنة عربي " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 293 ) :
موضوع .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 87 ) و في " معرفة علوم الحديث ( ص 161 -
162 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 327 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 122 /
1 ) و " الأوسط " ، و تمام في " الفوائد " ( 22 / 1 ) و من طريقه الضياء
المقدسي في " صفة الجنة " ( 3 / 79 / 1 ) و البيهقي في " شعب الأيمان "
و الواحدي في " تفسيره " ( 81 / 1 ) و ابن عساكر ( 6 / 230 / 1 و 7 / 34 / 1 )
و كذا أبو بكر الأنباري في " إيضاح الوقف و الابتداء " ( ق 6 / 1 نسخة
الإسكندرية ) كلهم من طريق العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري
أنبأنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و له ثلاث علل :
الأولى : العلاء بن عمرو ، قال الذهبي في " الميزان " : متروك ، و قال
ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال ، ثم ساق له هذا الحديث من طريق العقيلي
ثم قال : هذا موضوع ، قال أبو حاتم : هذا كذب ، ثم ساق له حديثا آخر ثم قال :
و هو كذب ، و قال في " اللسان " : و قال الأزدي : لا يكتب حديثه ، و ذكره ابن
حبان في " الثقات " و قال : ربما خالف ، و قال النسائي : ضعيف ، و قال صالح
جزرة : لا بأس به ، و قال أبو حاتم : كتبت عنه و ما رأيت إلا خيرا .
قلت : لعل قول أبي حاتم هذا و هو في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 359 ) قبل
أن يطلع على روايته للأحاديث المكذوبة ، و إلا فتوثيقه لا يتفق في شيء مع
تكذيبه لحديثه كما نقله الذهبي عنه ، و هو في كتاب " العلل " لابنه قال : ( 2 /
375 - 376 ) قال : سألت أبي عن حديث رواه العلاء بن عمرو الحنفي ( قلت : فذكره
قال ) : فسمعت أبي يقول : هذا حديث كذب .
لكن قد يقال : ما دام أن الحديث له علل كثيرة فجائز أن تكون العلة عند أبي حاتم
في غير العلاء هذا ، والله أعلم .
و قال في ترجمته من " اللسان " : و قال العقيلي بعد تخريجه : منكر ضعيف المتن
لا أصل له و أقره الحافظ .
قلت : و ليس في نسختنا من العقيلي قوله : ضعيف المتن ، والله أعلم .
و توثيق ابن حبان إياه مع قوله فيما نقله الذهبي عنه لا يجوز الاحتجاج به بحال
فيه تناقض ظاهر ، فلعل التوثيق كان قبل الاطلاع على حقيقة أمره ، والله أعلم .
و قد يؤيده قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 52 ) بعد أن عزاه للطبراني :
و فيه العلاء بن عمرو الحنفي و هو مجمع على ضعفه .
الثانية : يحيى بن يزيد كذا وقع في هذه الرواية : يزيد ، قال الذهبي : ( و هو
تصحيف ، و إنما هو : بريد ) .
قلت : و كذلك وقع في " الضعفاء " للعقيلى و " المعرفة " للحاكم و هكذا أورده
ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 12 / 131 ) و روى عن ابن معين أنه
قال : ضعيف ، و عن ابن نمير قال : ما يسوى تمرة ؟ و عن أبي زرعة : منكر الحديث
و عن أبيه قال : ضعيف الحديث ليس بالمتروك يكتب حديثه قال في " اللسان " :
و ذكره الساجي و العقيلي و ابن الجارود في الضعفاء ، و قد تابعه عند الحاكم
محمد بن الفضل و هو متهم كما سبق في الحديث ( 26 ) ثم قال الحاكم : حديث يحيى
ابن يزيد عن ابن جريج صحيح ، فتعقبه الذهبي بقوله : بل يحيى ضعفه أحمد و غيره ،
و العلاء بن عمرو الحنفي ليس بعمدة ، و أما محمد بن الفضل فمتهم و أظن الحديث
موضوعا ، و كذلك تعقبه الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 5 /
1 ) فقال : قلت : و ليس كما قال ، بل هو ضعيف لأن يحيى بن يزيد بن أبي بردة
ضعيف عندهم ، و كذلك راويه عنه : العلاء بن عمرو الحنفي .
الثالثة : عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا ، قال أحمد : بعض هذه الأحاديث التي
كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها :
يعني قوله : أخبرت و حدثت عن فلان كذا في " الميزان " .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 41 ) من طريق العقيلي ، ثم
قال : قال العقيلي : منكر لا أصل له ، قال ابن الجوزي : يحيى يروي المقلوبات .
قال السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 442 ) : قلت : إنما أورده العقيلي في ترجمة
العلاء بن عمرو على أنه من مناكيره ، و كذا فعل صاحب " الميزان " ثم ذكر توثيق
ابن حبان و صالح جزرة للعلاء متغافلا عن قاعدة ( الجرح مقدم على التعديل ) و عن
قول ابن حبان الآخر فيه : لا يحل الاحتجاج به بحال ، و عن قول الحافظ العراقي :
ضعيف عندهم ، كما تقدم ، ثم ذكر تصحيح الحاكم له و ما تعقبه الذهبي به ، ثم
تعقبه السيوطي بقوله : و له شاهد .
قلت : و لكنه منكر باعتراف السيوطي نفسه فلم يصنع شيئا ! و هو الآتي بعده .
و الحديث أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " ( ص 76
طبعة الخانجي ) من طريق العقيلي و أنه قال : لا أصل له و أن ابن الجوزي ذكره في
" الموضوعات " و أقرهما على ذلك ، إلا أنه نقل قبل ذلك عن الحافظ السلفي : هذا
حديث حسن ، قال شيخ الإسلام : فما أدري أراد ( حسن إسناده ) على طريقة المحدثين
أو ( حسن متنه ) على الاصطلاح العام .
قلت : و غالب الظن أنه أراد الثاني و به جزم في " الفيض " لكنه عزاه لابن تيمية
مع أن كلامه كما رأيت لا يدل على جزمه بذلك ، و على كل حال فإني أستبعد جدا أن
يستحسن السلفي إسناد هذا الحديث مع أن أحسن أحواله أن يكون ضعيفا جدا ، و قد
حكم بوضعه غير واحد من الأئمة الذين سبقوه مثل أبي حاتم و العقيلي دون أن
يخالفهم في ذلك أحد ممن يوثق بعلمه .
و الشاهد الذي أشار إليه السيوطي فيما سبق هو :
(1/237)
**************************************
يتبع ...
161 - " أنا عربي ، و القرآن عربي ، و لسان أهل الجنة عربي " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 298 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 285 / 1 / 9301 ) قال حدثنا مسعدة بن سعد
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا شبل بن العلاء عن
أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : لم يروه عن شبل إلا عبد العزيز
ابن عمران .
و قد ساقه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 442 ) شاهدا للحديث الذي قبله ثم عقبه
بقوله : قال الذهبي في " المغني " : شبل بن العلاء بن عبد الرحمن ، قال ابن
عدي : له مناكير .
قلت : و أعله الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 52 - 53 ) بالراوي عنه فقال : و فيه
عبد العزيز بن عمران و هو متروك .
قلت : و قال ابن معين فيه : ليس بثقة ، فالحمل في هذا الحديث عليه أولى ،
و لهذا قال الحافظ العراقي في " المحجة " ( 56 / 1 ) : لكن عبد العزيز بن عمران
الزهري متروك قاله النسائي و غيره ، و قال البخاري : لا يكتب حديثه ، و على هذا
فلا يصح هذا الحديث و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 209 ) .
و مما يدل على بطلان نسبة هذا الحديث إليه صلى الله عليه وسلم أن فيه افتخاره
صلى الله عليه وسلم بعروبته و هذا شيء غريب في الشرع الإسلامي لا يلتئم مع قوله
تعالى : *( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* و قوله صلى الله عليه وسلم : " لا فضل
لعربي على عجمي ... إلا بالتقوى " رواه أحمد ( 5 / 411 ) بسند صحيح كما قال ابن
تيمية في " الاقتضاء " ( ص 69 ) و لا مع نهيه صلى الله عليه وسلم عن الافتخار
بالآباء و هو قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل أذهب عنكم عبية
الجاهلية و فخرها بالآباء ، الناس بنو آدم ، و آدم من تراب ، مؤمن تقي و فاجر
شقي ، لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم ، أو ليكونن أهون
على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأفواها " .
رواه أبو داود و الترمذي و حسنه و صححه ابن تيمية ( ص 35 ، 69 ) و هو مخرج في
" غاية المرام " ( 312 ) .
فإذا كانت هذه توجيهاته صلى الله عليه وسلم لأمته فكيف يعقل أن يخالفهم إلى ما
نهاهم عنه ؟ !
و من أحاديث ابن عمران هذه التي تدل على حاله ! الحديث الآتي و هو :
(1/238)
________________________________________
162 - " لما تجلى الله للجبل - يعني جبل الطور - طارت لعظمته ستة جبال فوقعت ثلاثة في المدينة ، و ثلاثة بمكة ، بالمدينة أحد و ورقان و رضوى ، و وقع بمكة حراء و ثبير و ثور " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 300 ) :
موضوع .
رواه المحاملي في " الأمالي " ( 1 / 172 / 1 ) ، و من طريقه الخطيب في" التاريخ " ( 10 / 440 ـ 441 ) و ابن الأعرابي في " معجمه " ( 166 / 2 ) و ابن أبي حاتم في " تفسيره " من طريق عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن عبد الله عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس مرفوعا ، و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 2 / 245 ) : و هذا حديث غريب بل منكر .
قلت : و لم يبين علته ، و هي من عبد العزيز بن عمران فإنه غير ثقة كما تقدم في
الحديث الذي قبله ، و في ترجمته ساق له الذهبي هذا الحديث و الجلد بن أيوب قال
الدارقطني : متروك .
ثم وجدت الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 120 ) من طريق الخطيب
و قال : قال ابن حبان : موضوع ، و عبد العزيز متروك يروي المناكير عن المشاهير
، و تعقبه السيوطي ( 1 / 24 ) بما لا يجدي ، كما هي عادته .
(1/239)
________________________________________
163 - " إذا ذلت العرب ذل الإسلام " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 301 ) :
موضوع .
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 340 ) ، و كذا أبو يعلى في " مسنده "
( 3 / 402 / 1881 ) عن منصور بن أبي مزاحم حدثنا محمد بن الخطاب البصري عن علي
ابن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا ، و ذكره ابن أبي حاتم في
" العلل " ( 2 / 376 ) فقال : سألت أبي عن حديث رواه منصور بن أبي مزاحم فذكره
قال : فسمعت أبي يقول : هذا حديث باطل ليس له أصل .
قلت : و له علتان :
الأولى : محمد بن الخطاب فإنه مجهول الحال ، قال ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 3
/ 2 / 246 ) : سألت أبي عنه ؟ فقال : لا أعرفه ، و في " الميزان " ، و قال
الأزدي : منكر الحديث ، ثم ساق له هذا الحديث ، يشير بذلك إلى أنه منكر ،
و أقره الحافظ في " اللسان " و زاد عليه أن ابن الخطاب هذا ذكره ابن حبان في
" الثقات " ( 9 / 139 ) .
قلت : و توثيق ابن حبان لا يعتمد عليه كما سبق التنبيه عليه مرارا و بخاصة إذا
خولف ! .
الأخرى : علي بن زيد و هو ابن جدعان ضعيف و قد مضى .
و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 53 ) : رواه أبو يعلى ، و فيه محمد بن
الخطاب البصري ضعفه الأزدي و غيره ، و وثقه ابن حبان ، و بقية رجاله رجال
الصحيح .
فهذا من أوهامه رحمه الله لأن ابن جدعان ليس من رجال الصحيح ، ثم هو ضعيف كما
تقدم ، و منه تعلم خطأ قول المناوي في " فيض القدير " : قال العراقي في
" القرب " : صحيح ، ثم نقل ما ذكرت عن الهيثمي آنفا ثم قال : و رمز المصنف
لضعفه باطل ... يعني أنه صحيح ، ثم ناقض نفسه بنفسه في شرحه الآخر " التيسير "
فقال : قال العراقي : صحيح و فيه ما فيه ! و اغتر بذلك السيد رشيد رضا فقال في
مجلة " المنار " ( 17 / 920 ) : رواه أبو يعلى بسند صحيح .
ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في " محجة القرب في فضل العرب " ( 5 / 2 - 5 / 1 )
بعد أن ساق الحديث من طريق أبي يعلى عن منصور به : و محمد بن الخطاب بن جبير بن
حية تقدم الكلام عليه في الباب الذي قبله ، و علي بن زيد بن جدعان مختلف فيه ،
و قد أخرج له مسلم في المتابعات و الشواهد ، و ذكر في الباب المشار إليه أن
محمد بن الخطاب زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه ذكرهم ، و لا يخفى أن زوال
جهالة العين لا يلزم منه زوال جهالة الحال ، و على هذا فكلام الحافظ المذكور
يدل على أن الحديث ضعيف عنده للعلتين اللتين ذكرهما ، فهذا التحقيق الذي ذكرته
أنا يجعلني أشك في التصحيح الذي نقله المناوي عن العراقي ، و الحق أنه ضعيف كما
رمز له السيوطي ، و لولا أن في معناه ما يدل على بطلانه لاقتصرنا على تضعيفه ،
ذلك لأن الإسلام لا يرتبط عزه بالعرب فقط بل قد يعزه الله بغيرهم من المؤمنين
كما وقع ذلك زمن الدولة العثمانية لا سيما في أوائل أمرها فقد أعز الله بهم
الإسلام حتى امتد سلطانه إلى أواسط أوربا ، ثم لما أخذوا يحيدون عن الشريعة إلى
القوانين الأوربية ( يستبدلون الأدنى بالذي هو خير ) تقلص سلطانهم عن تلك
البلاد و غيرها حتى لقد زال عن بلادهم ! فلم يبق فيها من المظاهر التي تدل على
إسلامهم إلا الشيء اليسير ! فذل بذلك المسلمون جميعا بعد عزهم و دخل الكفار
بلادهم و استذلوهم إلا قليلا منها ، و هذه و إن سلمت من استعمارهم إياها ظاهرا
فهي تستعمرها بالخفاء تحت ستار المشاريع الكثيرة كالاقتصاد و نحوه ! فثبت أن
الإسلام يعز و يذل بعز أهله و ذله سواء كانوا عربا أو عجما ، " و لا فضل لعربي
على عجمي إلا بالتقوى " ، فاللهم أعز المسلمين و ألهمهم الرجوع إلى كتابك و سنة
نبيك حتى تعز بهم الإسلام .
بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم ، بل هذا هو
الذي أؤمن به و أعتقده و أدين الله به - و إن كنت ألبانيا فإني مسلم و لله
الحمد - ذلك لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب هو الذي عليه أهل السنة
و الجماعة ، و يدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب منها قوله
صلى الله عليه وسلم : " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم و اصطفى من ولد إسماعيل
بني كنانة ، و اصطفى من بني كنانة قريشا ، و اصطفى من قريش بني هاشم و اصطفاني
من بني هاشم " .
رواه أحمد ( 4 / 107 ) و الترمذي ( 4 / 392 ) و صححه و أصله في " صحيح مسلم "
( 7 / 48 ) و كذا البخاري في " التاريخ الصغير " ( ص 6 ) من حديث واثلة بن
الأسقع ، و له شاهد عن العباس بن عبد المطلب ، عند الترمذي و صححه ، و أحمد ،
و آخر عن ابن عمر عند الحاكم ( 4 / 86 ) و صححه .
و لكن هذا ينبغي ألا يحمل العربي على الافتخار بجنسه ، لأنه من أمور الجاهلية
التي أبطلها نبينا محمد العربي صلى الله عليه وسلم على ما سبق بيانه ، كما
ينبغي أن لا نجهل السبب الذي به استحق العرب الأفضلية ، و هو ما اختصوا به في
عقولهم و ألسنتهم و أخلاقهم و أعمالهم ، الأمر الذي أهلهم لأن يكونوا حملة
الدعوة الإسلامية إلى الأمم الأخرى ، فإنه إذا عرف العربي هذا و حافظ عليه
أمكنه أن يكون مثل سلفه عضوا صالحا في حمل الدعوة الإسلامية ، أما إذا هو تجرد
من ذلك فليس له من الفضل شيء ، بل الأعجمي الذي تخلق بالأخلاق الإسلامية هو خير
منه دون شك و لا ريب ، إذ الفضل الحقيقي إنما هو اتباع ما بعث به محمد صلى الله
عليه وسلم من الإيمان و العلم ، فكل من كان فيه أمكن ، كان أفضل ، و الفضل إنما
هو بالأسماء المحددة في الكتاب و السنة مثل الإسلام و الإيمان و البر و التقوى
و العلم ، و العمل الصالح و الإحسان و نحو ذلك ، لا بمجرد كون الإنسان عربيا أو
أعجميا ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، و إلى هذا أشار صلى الله
عليه وسلم بقوله : " من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " رواه مسلم ، و لهذا قال
الشاعر العربي :
لسنا و إن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني و نفعل مثل ما فعلوا
و جملة القول : إن فضل العرب إنما هو لمزايا تحققت فيهم فإذا ذهبت بسبب إهمالهم
لإسلامهم ذهب فضلهم ، و من أخذ بها من الأعاجم كان خيرا منهم ، " لا فضل لعربي
على أعجمي إلا بالتقوى " ، و من هنا يظهر ضلال من يدعو إلى العروبة و هو لا
يتصف بشيء من خصائصها المفضلة ، بل هو أوربي قلبا و قالبا !
(1/240)
________________________________________
164 - " المدبر لا يباع و لا يوهب ، و هو حر من الثلث " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 305 ) :
موضوع .
أخرجه الدارقطني ( ص 384 ) و البيهقي ( 10 / 314 ) عن عبيدة بن حسان عن أيوب عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال الدارقطني : لم يسنده غير عبيدة بن حسان
و هو ضعيف ، و إنما هو عن ابن عمر موقوف من قوله .
قلت : و عبيدة هذا بالفتح ، قال أبو حاتم : منكر الحديث ، و قال ابن حبان ( 2 /
189 ) : يروي الموضوعات عن الثقات .
قلت : و هذا منها بلا شك فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم باع المدبر ، فقال جابر
رضي الله عنه : إن رجلا من الأنصار أعتق غلاما له عن دبر لم يكن له مال غيره ،
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : من يشتريه مني ؟ فاشتراه نعيم بن
عبد الله بثمان مئة درهم ، فدفع إليه ، رواه البخاري ( 5 / 25 ) و مسلم ( 5 /
97 ) و غيرهما ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 1288 ) ، و الحديث روى منه ابن
ماجه ( 2 / 104 ) و العقيلي ( 297 ) و الدارقطني و البيهقي من طريق علي بن
ظبيان عن عبيد الله نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " المدبر من الثلث " ، و قال
ابن ماجه : سمعت ابن أبي شيبة يقول : هذا خطأ ، قال ابن ماجه : ليس له أصل .
قلت : يعني مرفوعا و قال العقيلي : لا يعرف إلا به ، يعني علي بن ظبيان ، قال
ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال ابن أبي حاتم في
" العلل " ( 2 / 432 ) : سئل أبو زرعة عن حديث رواه علي بن ظبيان عن عبيد الله
قلت : فذكره ، فقال أبو زرعة : هذا حديث باطل و امتنع من قراءته ، ثم أشار
ابن أبي حاتم إلى أنه من قول ابن عمر موقوفا عليه و لهذا قال ابن الملقن في
" الخلاصة " ( 179 / 1 ) : و أطبق الحفاظ على أن الصحيح رواية الوقف .
و رواه أبو داود في " المراسيل " ( 351 ) عن أبي قلابة مرسلا ، و مع إرساله فيه
عمر بن هشام القبطي ، مجهول .
و منه يتبين خطأ السيوطي في إيراده الحديث في " الجامع " بلفظيه ! .
(1/241)
________________________________________
165 - " كلوا التين ، فلو قلت : إن فاكهة نزلت من الجنة بلا عجم لقلت : هي التين ، و إنه يذهب بالبواسير ، و ينفع من النقرس " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 306 ) :
ضعيف .
ذكره السيوطي في " الجامع " برواية ابن السني و أبي نعيم و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 6 / 47 ) بدون سند عن أبي ذر ، و قال شارحه المناوي : رووه كلهم من حديث يحيى بن أبي كثير عن الثقة عن أبي ذر .
قلت : فالإسناد ضعيف لجهالة هذا الذي قيل فيه الثقة ! فإن هذا التوثيق غير
مقبول عند علماء الحديث حتى و لو كان الموثق إماما جليلا كالشافعي و أحمد حتى
يتبين اسم الموثق ، فينظر هل هو ثقة اتفاقا أم فيه خلاف ، و على الثاني ينظر ما
هو الراجح أتوثيقه أم تضعيفه ؟ و هذا من دقيق نظر المحدثين رضي الله عنهم و شدة
تحريهم في رواية الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ، و لهذا قال العلامة ابن القيم
في " زاد المعاد " ( 3 / 214 ) بعد أن ذكر الحديث : و في ثبوته نظر .
قلت : و يغلب على الظن أن هذا الحديث موضوع فإنه ليس عليه نور النبوة ، و قد
قال الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 423 ) : جميع ما ورد في الفاكهة من
الأحاديث موضوع ، كأنه يعني في فضلها ، ثم رأيت الحافظ ابن حجر عزاه في " تخريج
أحاديث الكشاف " ( 4 / 186 ) لأبي نعيم في الطب و الثعلبي من حديث أبي ذر
و قال : و في إسناده من لا يعرف .
(1/242)
________________________________________
166 - " إن أهل البيت ليقل طعمهم فتستنير بيوتهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 307 ) :
موضوع .
رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الجوع " ( 5 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء "
( 222 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 35 ) و ابن عدي ( 89 / 1 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 15 / 5298 ) من طريق عبد الله بن المطلب العجلي
عن الحسن بن ذكوان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ،
و قال الطبراني : لم يروه عن الحسن إلا عبد الله بن المطلب .
قلت : أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : لا يعرف .
و قال ابن الجوزي : لا يصح ، قال العقيلي : عبد الله بن المطلب مجهول ، و حديثه
منكر غير محفوظ ، و قال أحمد : الحسن بن ذكوان أحاديثه أباطيل ، و أقره السيوطي
في " اللآليء " ( 2 / 253 ) و مع هذا فقد أورده في " الجامع الصغير " من رواية
الطبراني في " الأوسط " عن أبي هريرة ، و الطريق هو هو ! كما رأيت .
و الحديث ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 5 ) من هذا الوجه و قال : سألت
أبي عنه ؟ قال : هذا حديث كذب ، و عبد الله بن المطلب مجهول ، و قال الذهبي في
" الميزان " : إنه خبر منكر ، و أقره الحافظ في " اللسان " .
(1/243)
________________________________________
167 - " البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا ، و يذهب بالداء أصلا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 308 ) :
موضوع .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 282 و 10 / 287 ـ المصورة ) ،
و الذهبي في ترجمة أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الجرجاني حدثنا الفضل بن صالح
ابن عبيد حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن
عن أبيه عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا ، و فيه قصة للزهري
مع عبد الملك ، و قال ابن عساكر : شاذ لا يصح ، و قال المناوي عقبه في
" التيسير " : بل لا يصح أصلا و بينه في " الفيض " ، فقال فيه مع شذوذه أحمد بن
يعقوب بن عبد الجبار الجرجاني ، قال البيهقي : روى أحاديث موضوعة لا أستحل
رواية شيء منها و منها هذا الخبر ، و قال الحاكم : أحمد هذا يضع الحديث كاشفته
و فضحته .
قلت : و هذا نقله عن " الميزان " ! و وافقه الحافظ في " اللسان " بل إن السيوطي
نفسه قد أورد هذا الحديث في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 136 / 645 ـ
بترقيمي ) و أعله بما تقدم عن ابن عساكر و الذهبي ( ص 136 ) و وافقه ابن عراق
( 331 / 1 ) و مع ذلك شان به " الجامع الصغير " !
فائدة : قال الحافظ السخاوي في " المقاصد " و تبعه جماعة : صنف أبو عمر
النوقاني في فضائل البطيخ جزءا ، و أحاديثه باطلة .
و قد ساق بعضها السيوطي في " الذيل " و لوائح الوضع عليها ظاهرة جدا .
(1/244)
________________________________________
168 - " بركة الطعام الوضوء قبله و بعده " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 309 ) :
ضعيف .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 655 ) : حدثنا قيس عن أبي هاشم عن زاذان عن
سلمان قال : في التوراة أن بركة الطعام الوضوء قبله ، فذكرت ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و أخرجه أبو داود ( 3761 ) و الترمذي ( 1 / 329 ) و عنه البغوي في " شرح
السنة " ( 3 / 187 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 106 - 107 ) و أحمد ( 5 / 441 ) من طرق
عن قيس بن الربيع به ، و قال أبو داود : و هو ضعيف ، و قال الترمذي : لا نعرف
هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع ، و قيس يضعف في الحديث .
و قال الحاكم : تفرد به قيس بن الربيع عن أبي هاشم ، و انفراده على علو محله
أكثر من أن يمكن تركه في هذا الكتاب ، و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : مع ضعف قيس
فيه إرسال .
قلت : و لم يتبين لي الإرسال الذي أشار إليه ، فإن قيسا قد صرح بالتحديث عن
أبي هاشم ، و هذا من الرواة عن زاذان ، و قيل لابن معين : ما تقول في زاذان ؟
روى عن سلمان ؟ قال : نعم روى عن سلمان و غيره ، و هو ثبت في سلمان .
فعلة الحديث قيس هذا و به أعله كل من ذكرنا و غيرهم ، ففي " تهذيب السنن " لابن
القيم ( 5 / 297 / 298 ) أن مهنا سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال : هو منكر
ما حدث به إلا قيس بن الربيع .
و الحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 10 ) فقال : سألت أبي عنه ؟
فقال : هذا حديث منكر ، لو كان هذا الحديث صحيحا ، كان حديثا و يشبه هذا الحديث
أحاديث أبي خالد الواسطي عمرو بن خالد ، عنده من هذا النحو أحاديث موضوعة عن
أبي هاشم .
قلت : و عمرو بن خالد هذا كذاب فإن كان الحديث حديثه فهو موضوع ، والله أعلم .
و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 129 ) بعد أن ساق كلام الترمذي في قيس
ابن الربيع : قيس بن الربيع صدوق و فيه كلام لسوء حفظه لا يخرج الإسناد عن حد
الحسن .
قلت : و هذا كلام مردود بشهادة أولئك الفحول من الأئمة الذين خرجوه و ضعفوه فهم
أدري بالحديث و أعلم من المنذري ، و المنذري يميل إلى التساهل في التصحيح
و التحسين ، و هو يشبه في هذا ابن حبان و الحاكم من القدامى ، و السيوطي و نحوه
من المتأخرين ، و في الباب حديث آخر و لكنه منكر ، تقدم برقم ( 117 ) ، ثم قال
المنذري : و قد كان سفيان يكره الوضوء قبل الطعام ، قال البيهقي : و كذلك مالك
ابن أنس كرهه ، و كذلك صاحبنا الشافعي استحب تركه ، و احتج بالحديث ، يعني حديث
ابن عباس قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الخلاء ثم إنه رجع فأتي
بالطعام ، فقيل : ألا تتوضأ ؟ قال : " لم أصل فأتوضأ " .
رواه مسلم و أبو داود و الترمذي بنحوه إلا أنهما قالا : " إنما أمرت بالوضوء
إذا قمت إلى الصلاة " .
قلت : فهذا دليل آخر على ضعف الحديث و هو ذهاب هؤلاء الأئمة الفقهاء إلى خلافه
و معهم ظاهر هذا الحديث الصحيح .
و قد تأول بعضهم الوضوء في هذا الحديث بمعنى غسل اليدين فقط ، و هو معنى غير
معروف في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في
" الفتاوى " ( 1 / 56 ) فلو صح هذا الحديث لكان دليلا ظاهرا على استحباب الوضوء
قبل الطعام و بعده و لما جاز تأويله .
هذا ، و اختلف العلماء في مشروعية غسل اليدين قبل الطعام على قولين ، منهم من
استحبه ، و منهم من لم يستحبه ، و من هؤلاء سفيان الثوري فقد ذكر أبو داود عنه
أنه كان يكره الوضوء قبل الطعام ، قال ابن القيم : و القولان هما في مذهب أحمد
و غيره ، و الصحيح أنه لا يستحب .
قلت : و ينبغي تقييد هذا بما إذا لم يكن على اليدين من الأوساخ ما يستدعي
غسلهما ، و إلا فالغسل و الحالة هذه لا مسوغ للتوقف عن القول بمشروعيته ،
و عليه يحمل ما رواه الخلال عن أبي بكر المروذي قال : رأيت أبا عبد الله يعني
الإمام أحمد يغسل يديه قبل الطعام و بعده ، و إن كان على وضوء .
و الخلاصة أن الغسل المذكور ليس من الأمور التعبدية ، لعدم صحة الحديث به ، بل
هو معقول المعنى ، فحيث وجد المعنى شرع و إلا فلا .
(1/245)
________________________________________
169 - " إن لكل شيء قلبا ، و إن قلب القرآن يس ، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر
مرات " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 312 ) :
موضوع .
أخرجه الترمذي ( 4 / 46 ) و الدارمي ( 2 / 456 ) من طريق حميد بن عبد الرحمن عن
الحسن بن صالح عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس مرفوعا
و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه و هارون أبو محمد
مجهول ، و في الباب عن أبي بكر الصديق و لا يصح ، و إسناده ضعيف و في الباب عن
أبي هريرة .
قلت : كذا في نسختنا من الترمذي حسن غريب ، و نقل المنذري في " الترغيب " ( 2 /
322 ) و الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 563 ) و الحافظ في " التهذيب "
أنه قال : حديث غريب ليس في نقلهم عنه أنه حسنه ، و لعله الصواب فإن الحديث
ضعيف ظاهر الضعف بل هو موضوع من أجل هارون ، فقد قال الحافظ الذهبي في ترجمته
بعد أن نقل عن الترمذي تجهيله إياه : قلت : أنا أتهمه بما رواه القضاعي في
" شهابه " : ثم ساق له هذا الحديث ، قلت : هو فيه برقم ( 1035 ) .
و في " العلل " ( 2 / 55 - 56 ) لابن أبي حاتم : سألت أبي عن هذا الحديث ؟
فقال : مقاتل هذا ، هو مقاتل بن سليمان ، رأيت هذا الحديث في أول كتاب وضعه
مقاتل بن سليمان و هو حديث باطل لا أصل له .
قلت : كذا جزم أبو حاتم - و هو الإمام الحجة - أن مقاتلا المذكور في الإسناد هو
ابن سليمان مع أنه وقع عندي الترمذي و الدارمي مقاتل بن حيان كما رأيت ، فلعله
خطأ من بعض الرواة ، و يؤيده أن الحديث رواه القضاعي كما سبق و كذا أبو الفتح
الأزدي من طريق حميد الرؤاسي بسنده المتقدم عن مقاتل عن قتادة به ، كذا قال :
عن مقاتل ، لم ينسبه فظن بعض الرواة أنه ابن حيان فنسبه إليه ، من هؤلاء الأزدي
نفسه فإنه ذكر عن وكيع أنه قال في مقاتل بن حيان : ينسب إلى الكذب قال الذهبي :
كذا قال أبو الفتح و أحسبه التبس عليه مقاتل بن حيان بمقاتل بن سليمان فابن
حيان صدوق قوي الحديث ، و الذي كذبه وكيع هو ابن سليمان ، ثم قال أبو الفتح
( قلت : فساق إسناد الحديث كما ذكرت آنفا ) فتعقبه الذهبي بقوله : قلت : الظاهر
أنه مقاتل بن سليمان .
قلت : و إذا ثبت أنه ابن سليمان كما استظهره الذهبي و جزم به أبو حاتم فالحديث
موضوع قطعا لأنه أعني ابن سليمان كذاب كما قال وكيع و غيره .
ثم اعلم أن حديث أبي بكر الذي أشار إليه الترمذي و ضعفه لم أقف على متنه و أما
حديث أبي هريرة فقال الحافظ ابن كثير : منظور فيه ثم قال : قال أبو بكر البزار
حدثنا عبد الرحمن بن الفضل حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حميد المكي مولى آل علقمة
عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا به دون قوله : " من قرأها ... " ثم
قال البزار : لا نعلم رواه إلا زيد عن حميد .
قلت : و حميد هذا مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " و عبد الرحمن بن الفضل
شيخ البزار لم أعرفه ، و حديثه في " كشف الأستار " برقم ( 2304 ) .
و الحديث مما شان به السيوطي " جامعه " و كذا الشيخ الصابوني " مختصره " 3 /
154 ) الذي زعم أنه لا يذكر فيه إلا الصحيح من الحديث ! و هيهات فإنه مجرد
ادعاء ! .
(1/246)
________________________________________
170 - " إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة :
أي رب *( أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ، و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك
؟ قال : إني أعلم ما لا تعلمون )* قالوا : ربنا نحن أطوع لك من بني آدم ،
قال الله تعالى للملائكة : هلموا ملكين من الملائكة ، حتى يهبط بهما الأرض ،
فننظر كيف يعملان ؟ قالوا : ربنا ! هاروت و ماروت ، فأهبطا إلى الأرض ، و مثلت
لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت : لا والله حتى
تكلما بهذه الكلمة من الإشراك ، فقالا : والله لا نشرك بالله ، فذهبت عنهما ثم
رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها قالت : لا والله حتى تقتلا هذا الصبي ، فقالا :
والله لا نقتله أبدا ، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر ، فسألاها نفسها ، قالت : لا
والله حتى تشربا هذا الخمر ، فشربا فسكرا ، فوقعا عليها ، و قتلا الصبى ، فلما
أفاقا ، قالت المرأة : والله ما تركتما شيئا مما أبيتما علي إلا قد فعلتما حين
سكرتما ، فخيرا بين عذاب الدنيا و الآخرة ، فاختارا عذاب الدنيا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 314 ) :
باطل مرفوعا .
أخرجه ابن حبان ( 717 ـ موارد ) و أحمد ( 2 / 134 و رقم 6178 - طبع شاكر )
و عبد بن حميد في " المنتخب " ( ق 86 / 1 ) و ابن أبي الدنيا في " العقوبات "
( ق 75 / 2 ) و البزار ( 2938 ـ الكشف ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة "
( 651 ) من طريق زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع مولى ابن عمر عن
عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و قال البزار : رواه بعضهم عن نافع عن ابن عمر موقوفا و إنما أتى رفع هذا عندي
من زهير لأنه لم يكن بالحافظ .
قلت : و الموقوف صحيح كما يأتي و قال الحافظ ابن كثير في تفسيره " ( 1 / 254 )
: و هذا حديث غريب من هذا الوجه ، و رجاله كلهم ثقات من رجال " الصحيحين " إلا
موسى بن جبير هذا هو الأنصاري .... ذكره ابن أبي حاتم في " كتاب الجرح و
التعديل " ( 4 / 1 / 139 ) و لم يحك فيه شيئا من هذا و لا هذا ، فهو مستور
الحال ، و قد تفرد به عن نافع .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 451 ) و لكنه قال : و كان يخطيء و يخالف .
قلت : و اغتر به الهيثمي فقال في " المجمع " ( 5 / 68 ) بعد ما عزى الحديث
لأحمد و البزار : و رجاله رجال الصحيح خلا موسى بن جبير و هو ثقة .
قلت : لو أن ابن حبان أورده في كتابه ساكتا عليه كما هو غالب عادته لما جاز
الاعتماد عليه لما عرف عنه من التساهل في التوثيق فكيف و هو قد وصفه بقوله :
يخطيء و يخالف و ليت شعري من كان هذا وصفه فكيف يكون ثقة و يخرج حديثه في
" الصحيح " ؟ ! .
قلت : و لذلك قال الحافظ ابن حجر في موسى هذا : إنه مستور ، ثم إن الراوي عنه
زهير بن محمد و إن كان من رجال " الصحيحين " ففي حفظه كلام كثير ضعفه من أجله
جماعة ، و قد عرفت آنفا قول البزار فيه أنه لم يكن بالحافظ .
و قال أبو حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 590 ) : محله الصدق ، و في
حفظه سوء ، و كان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه ، فما حدث من
كتبه فهو صالح ، و ما حدث من حفظه ففيه أغاليط .
قلت : و من أين لنا أن نعلم إذا كان حدث بهذا الحديث من كتابه ، أو من حفظه ؟ !
ففي هذه الحالة يتوقف عن قبول حديثه ، هذا إن سلم من شيخه المستور ، و قد تابعه
مستور مثله ، أخرجه ابن منده كما في ابن كثير من طريق سعيد بن سلمة حدثنا موسى
ابن سرجس عن نافع به بطوله .
سكت عن علته ابن كثير و لكنه قال : غريب ، أي ضعيف ، و في " التقريب " موسى بن
سرجس مستور .
قلت : و لا يبعد أن يكون هو الأول ، اختلف الرواة في اسم أبيه ، فسماه بعضهم
جبيرا ، و بعضهم سرجسا ، و كلاهما حجازي ، والله أعلم .
ثم قال الحافظ ابن كثير : و أقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر
عن كعب الأحبار ، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال عبد الرزاق في
" تفسيره " : عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب الأحبار
قال : ذكرت الملائكة أعمال بني آدم و ما يأتون من الذنوب فقيل لهم : اختاروا
منكم اثنين ، فاختاروا هاروت و ماروت ... إلخ ، رواه ابن جرير من طريقين عن
عبد الرزاق به ، و رواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن عصام عن مؤمل عن سفيان الثوري
به ، و رواه ابن جرير أيضا حدثني المثنى أخبرنا المعلى و هو ابن أسد أخبرنا
عبد العزيز بن المختار عن موسى بن عقبة حدثني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن
كعب الأحبار فذكره ، فهذا أصح و أثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين
المتقدمين ، و سالم أثبت في أبيه من مولاه نافع ، فدار الحديث و رجع إلى نقل
كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل ، و علق عليه الشيخ رشيد رضا رحمه الله بقوله :
من المحقق أن هذه القصة لم تذكر في كتبهم المقدسة ، فإن لم تكن وضعت في زمن
روايتها فهي في كتبهم الخرافية ، و رحم الله ابن كثير الذي بين لنا أن الحكاية
خرافة إسرائيلية و أن الحديث المرفوع لا يثبت .
قلت : و قد استنكره جماعة من الأئمة المتقدمين ، فقد روى حنبل الحديث من طريق
أحمد ثم قال : قال أبو عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) : هذا منكر ، و إنما يروى
عن كعب ، ذكره في " منتخب ابن قدامة " ( 11 / 213 ) ، و قال ابن أبي حاتم في
" العلل " ( 2 / 69 ـ 70 ) : سألت أبي عن هذا الحديث ؟ فقال : هذا حديث منكر .
قلت : و مما يؤيد بطلان رفع الحديث من طريق ابن عمر أن سعيد بن جبير و مجاهدا
روياه عن ابن عمر موقوفا عليه كما في " الدر المنثور " للسيوطي ( 1 / 97 ـ 98 )
و قال ابن كثير في طريق مجاهد : و هذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر ، ثم هو -
والله أعلم - من رواية ابن عمر عن كعب كما تقدم بيانه من رواية سالم عن أبيه ،
و من ذلك أن فيه وصف الملكين بأنهما عصيا الله تبارك و تعالى بأنواع من المعاصي
على خلاف وصف الله تعالى لعموم ملائكته في قوله عز وجل : *( لا يعصون الله ما
أمرهم و يفعلون ما يؤمرون )* .
و قد رويت فتنة الملكين في أحاديث أخرى ثلاثة ، سيأتي الكلام عليها في المجلد
الثاني رقم ( 910 و 912 و 913 ) إن شاء الله تعالى .
(1/247)
*****************************************
يتبع....
ذو الفقار
2008-03-02, 04:54 PM
171 - " من ولد له مولود ، فسماه محمدا تبركا به ، كان هو و مولوده في الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 319 ) :
موضوع .
رواه ابن بكير في " فضل من اسمه أحمد و محمد " ( ق 58 / 1 ) و من طريقه أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 157 ) حدثنا حامد بن حماد بن المبارك
العسكري حدثنا إسحاق بن يسار أبو يعقوب النصيبي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا
حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا ، و قال
ابن الجوزي : في إسناده من تكلم فيه ، و لم يزد ، و تعقبه السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 106 ) بقوله : قلت : هذا أمثل حديث ورد في الباب ، و إسناده
حسن ، و مكحول من علماء التابعين و فقهائهم وثقه غير واحد ، و احتج به مسلم في
" صحيحه " ، و روى له البخاري في " الأدب " ، و الأربعة ، وثقه ابن معين
و النسائي ، و ضعفه ابن المديني و قال أبو حاتم : ليس بالمتين ، و قال مرة :
كان صدوقا ، و قال أبو زرعة : لا بأس به ، والله أعلم .
قلت : لقد أبعد السيوطي عفا الله عنه النجعة فأخذ يتكلم على بعض رجال السند
موهما أنهم موضع النظر منه ، مع أن علة الحديث ممن دونهم ، ألا و هو حامد بن
حماد العسكري شيخ ابن بكير قال الذهبي في " الميزان " : روى عن إسحاق بن يسار
النصيبي خبرا موضوعا هو آفته ، ثم ساق له هذا .
و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " .
و لذلك قال المحقق ابن القيم : إنه حديث باطل ، كما نقله الشيخ القاري في
" موضوعاته " عنه ، ( ص 109 ) و أقره .
و غفل عن هذا التحقيق المناوي فأقر تحت الحديث الآتي ( 437 ) السيوطي على
تحسينه فلا تغتر به ، ثم وجدت ابن عراق قد تعقب السيوطي في " تنزيه الشريعة "
( 82 / 1 ) بمثل ما تعقبته به ، إلا أنه زاد فقال : لكن وجدت له طريقا أخرى
أخرجها ابن بكير أيضا والله أعلم .
قلت : و سكت عليه ! و فيه ثلاثة لم أجد من ذكرهم ، فأحدهم آفته .
(1/248)
________________________________________
172 - " قال الله لداود : يا داود ابن لي في الأرض بيتا ، فبنى داود بيتا لنفسه قبل
البيت الذي أمر به ، فأوحى الله إليه : يا داود بنيت بيتك قبل بيتي ؟ قال : أي
رب هكذا قلت فيما قضيت : من ملك استأثر ، ثم أخذ في بناء المسجد ، فلما تم سور
الحائط سقط ، فشكا ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه أنه لا يصح أن تبني لي بيتا
! قال : أي رب و لم ؟ قال : لما جرى على يديك من الدماء ، قال : أي رب أو لم
يكن ذلك في هواك ؟ قال : بلى و لكنهم عبادي و إمائي و أنا أرحمهم ، فشق ذلك
عليه فأوحى الله إليه : لا تحزن فإني سأقضى بناءه على يد ابنك سليمان ... " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 320 ) :
باطل موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5 / 12 ) و " مسند الشاميين " ( ص 62 و
99 ـ المصورة ) ، و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 300 ) و عنه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 200 ) ، عن محمد بن أيوب بن سويد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم
ابن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير مرفوعا ، و قال ابن الجوزي :
موضوع ، محال ، تتنزه الأنبياء عن مثله و يقبح أن يقال : أبيح له قتل قوم أو
أمر بذلك ، ثم أبعد بذلك عن الرضا ، كيف و قد قال تعالى في حق العصاة : *( و لا
تأخذكم بهما رأفة في دين الله )* قال ابن حبان : و محمد بن أيوب يروي الموضوعات
و أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 1 / 170 ) و قال : قلت : أخرجه الطبراني و ابن
مردويه في " التفسير " و قد وافق صاحب " الميزان " على أنه موضوع ، قال
أبو زرعة : محمد بن أيوب رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة .
و قال ابن حبان ، كان يضع الحديث ، و الموضوع منه قصة داود ، و أما سؤال سليمان
الخصال الثلاث فورد من طرق أخرى .
قلت : و قد حذفت السؤال منه و أشرت إليه بالنقط ( ... ) لأنه صحيح من حديث
عبد الله بن عمرو ، و قد صححه جمع كما هو مبين في " التعليق الرغيب " ( 2 /
137 ) ، و راجع تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ( 2 / 288 / 1334 ) ، و قد أورده
بتمامه الهيثمي ( 4 / 7 - 8 ) و قال : رواه الطبراني في " الكبير " و فيه محمد
ابن أيوب ابن سويد الرملي و هو متهم بالوضع .
(1/249)
________________________________________
173 - " فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 322 ) :
موضوع .
أخرجه أبو الشيخ في " العظمة " ( 1 / 297 / 42 ) و عنه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 3 / 144 ) من طريق عثمان بن عبد الله القرشي حدثنا إسحاق بن
نجيح الملطي حدثنا عطاء الخراساني عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : عثمان
و شيخه كذابان ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 227 ) بقوله : قلت :
اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء " على تضعيفه ، و له شاهد .
قلت : ثم ساق من رواية الديلمي و هذا في " مسنده " ( 2 / 46 ) بسنده إلى سعيد
ابن ميسرة سمعت أنس بن مالك يقول : تفكر ساعة في اختلاف الليل و النهار خير من
عبادة ألف سنة .
قلت : هذا مع كونه موقوفا و مغايرا للفظ الحديث فهو موضوع أيضا ، سعيد بن ميسرة
قال الذهبي : مظلم الأمر ، و قال ابن حبان : يروي الموضوعات ، و قال الحاكم :
روى عن أنس موضوعات ، و كذبه يحيى القطان .
قلت : فمثله لا يستشهد به و لا كرامة ! و لذلك فقد أساء بذكره في " جامعه " .
(1/250)
________________________________________
174 - " إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع ، ناداه مناد من السماء : أين تذهب يا أفسق الفاسقين ؟! " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 322 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 75 ) من طريق الطبراني قال : حدثنا علي بن
سعيد الرازي قال : حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال : حدثنا الوليد بن موسى
الدمشقي قال : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أنس مرفوعا
و قال : غريب من حديث الحسن و يحيى و الأوزاعي ، تفرد به الوليد بن موسى القرشي
و هو ضعيف ليس كالوليد بن موسى الدمشقي .
قلت : و ابن موسى هذا القرشي قال الذهبي في " الميزان " : قال الدارقطني : منكر
الحديث ، و قواه أبو حاتم ، و قال غيره : متروك ، و وهاه العقيلي و ابن حبان ،
و له حديث موضوع .
قلت : و لعله يشير إلى هذا الحديث فإنه ظاهر الوضع لأن الارتفاع بالبناء القدر
المذكور في هذا الحديث ليس ذنبا بله كبيرة حتى يحكم على فاعله بأنه أفسق
الفاسقين ، فقاتل الله الوضاعين ما أقل حياءهم و أجرأهم على النار .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بهذا اللفظ و بلفظ : " من بنى فوق
عشرة أذرع ناداه مناد من السماء : يا عدو الله إلى أين تريد " ، و قال : رواه
الطبراني عن أنس ، أما شارحه المناوي فقال : أغفل المصنف من خرجه ، و عزاه في
" الدرر " إلى الطبراني عن أنس ، و فيه الربيع بن سليمان الجيزي أورده الذهبي
في " ذيل الضعفاء " و قال : كان فقيها دينا لم يتقن السماع من ابن وهب .
قلت : تعصيب الجناية بالجيزي مع أن فوقه من هو أشد ضعفا منه ليس من الإنصاف في
شيء ألا و هو الوليد بن موسى القرشي فقد عرفت مما سبق أنه متهم ، ثم إن الحسن
هو البصري و هو على جلالة قدره مدلس و لم يصرح بسماعه من أنس فهو منقطع .
ثم إن الحديث لم يورده الهيثمي في " المجمع " و إنما أورد فيه ( 4 / 70 ) ما
نصه : و عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ببنية قبة لرجل من
الأنصار فقال : " ما هذه " ؟ قالوا : قبة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" كل بناء ، و أشار بيده على رأسه أكبر من هذا فهو وبال على صاحبه يوم
القيامة " ، رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات .
قلت : هذا رواه أبو داود في " سننه " ( 3 / 347 و 348 ) بنحوه من طريق آخر تبين
فيما بعد أنه جيد ، كما قال الحافظ العراقي ، فنقلته إلى " الصحيحة "
( 8830 ) .
(1/251)
________________________________________
175 - " من بنى بناء فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة بحمله على عاتقه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 324 ) :
باطل .
أخرجه الطبراني ( 3 / 71 / 2 ) و ابن عدي ( 333 / 1 - 2 ) و أبو نعيم ( 8 / 246
) من طريق المسيب بن واضح حدثنا يوسف عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي
عبيدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا ، و قال أبو نعيم و ابن عدي : غريب من
حديث الثوري تفرد به المسيب عن يوسف ، ثم رواه أبو نعيم ( 8 / 252 ) من طريق
محمد يعني ابن المسيب حدثنا عبد الله بن خبيق حدثنا يوسف بن أسباط به .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل يوسف بن أسباط قال أبو حاتم : كان رجلا عابدا ،
دفن كتبه ، و هو يغلط كثيرا ، و هو رجل صالح ، لا يحتج به ، كما في " الجرح "
( 4 / 2 / 418 ) ، و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " و الهيثمي في
" المجمع " ( 4 / 70 ) و قال : رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه المسيب بن
واضح وثقه النسائي و ضعفه جماعة .
قلت : قد تابعه عبد الله بن خبيق كما سبق ، فعلة الحديث من شيخهما ابن أسباط ،
ثم إن له علة أخرى هي الانقطاع بين أبي عبيدة و أبيه عبد الله بن مسعود فإنه لم
يسمع منه و أشار لهذا الحافظ العراقي فقال في " تخريج الإحياء " ( 4 / 204 ) :
رواه الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد فيه لين و انقطاع ، و الحديث قال
الذهبي في ترجمة المسيب : و هذا حديث منكر ، و قال ابن أبي حاتم في " العلل "
( 2 / 115 و 116 ) : سألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح عن يوسف بن أسباط ..
قلت : فذكره ، قال : قال أبي : هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد .
(1/252)
________________________________________
176 - " لا تسقوني حلب امرأة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 325 ) :
منكر .
أخرجه وكيع في " الزهد " ( 3 / 494 / 408 ) حدثنا قيس بن الربيع عن امرئ القيس
عن عاصم بن بحير عن ابن أبي الشيخ المحاربي قال : أتانا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال : " نصركم الله يا معشر محارب ! لا تسقوني ... " .
و أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 6 / 43 ) من طريقين آخرين عن قيس بن الربيع
به ، و زاد أحدهما : قال قيس بن الربيع : فرأيت امرأ القيس إذا أتى بشيراز
( كذا ) قال : حلاب امرأة هذا ؟ .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، ابن أبي الشيخ لا يعرف إلا في هذا الحديث بهذا
الإسناد ، أورده ابن الأثير و غيره هكذا في الصحابة .
و عاصم بن بحير ـ بالحاء المهملة مكبرا أو مصغرا ـ كما في" الإكمال " و غيره
و لم أجد له ترجمة ، و امرؤ القيس ، أورده في " الميزان " بروايته هذه عن عاصم
و قال : قال الأزدي : حدث بخبر منكر لا يصح ، و كذا في " اللسان " .
و قيس بن الربيع ، قال الحافظ في " التقريب " : صدوق ، تغير لما كبر ، و أدخل
عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به .
قلت : فلا يبعد أن يكون هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم مما أدخله عليه ابنه و
الله أعلم .
(1/253)
________________________________________
177 - " من بنى بنيانا في غير ظلم و لا اعتداء ، أو غرس غرسا في غير ظلم و لا اعتداء كان أجره جاريا ما انتفع به أحد من خلق الرحمن تبارك و تعالى " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 326 ) :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 3 / 438 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 416 - 417 ) و الطبراني
في " المعجم الكبير " ( 20 / 187 / رقم 410 و 411 ) من طريق زبان بن فائد عن
سهل بن معاذ الجهني عن أبيه مرفوعا .
و هذا ضعيف من أجل زبان فإنه ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته كما قال الحافظ في
" التقريب " ، و الحديث قال في " المجمع " ( 4 / 70 ) : رواه أحمد و الطبراني
في " الكبير " و فيه زبان بن فائد ضعفه أحمد و غيره ، و وثقه أبو حاتم .
(1/254)
________________________________________
178 - " من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 327 ) :
موضوع .
أخرجه الترمذي ( 3 / 318 ) و ابن أبي الدنيا في " ذم الغيبة " و ابن عدي ( 296
/ 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 339 - 340 ) من طريق محمد بن الحسن بن أبي
يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا ،
و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، و ليس إسناده بمتصل ، و خالد بن معدان لم
يدرك معاذ بن جبل .
قلت : أنى له الحسن إذن ؟ ! فإنه مع هذا الانقطاع فيه محمد بن الحسن هذا ، كذبه
ابن معين و أبو داود كما في " الميزان " ثم ساق له هذا الحديث ، و لهذا أورده
الصغاني في " الموضوعات " ( ص 6 ) و من قبله ابن الجوزي ( 3 / 82 ) ذكره من
طريق ابن أبى الدنيا ثم قال : لا يصح محمد بن الحسن كذاب ، و تعقبه السيوطي في
" اللآليء " ( 2 / 293 ) بقوله : قلت : أخرجه الترمذي و قال : هذا حديث حسن
غريب ، و له شاهد .
قلت : ثم ذكر الشاهد و هو من طريق الحسن قال : كانوا يقولون : " من رمى أخاه
بذنب تاب إلى الله منه ، لم يمت حتى يبتليه الله به " ، و هو مع أنه ليس مرفوعا
إليه صلى الله عليه وسلم ، فإن في سنده صالح بن بشير المري ، و هو ضعيف كما في
" التقريب " فلا يصح شاهدا لضعفه و عدم رفعه ، و قد رواه عبد الله بن أحمد في
" زوائد الزهد " ( ص 281 ) قال أخبرت عن سيار حدثنا صالح المري قال : سمعت
الحسن يقول : فذكره ، و له شاهد آخر مرفوع و لكنه ضعيف فانظر أجوبة ابن حجر على
القزويني مع مقدمتي لها المنشورة في آخر " المشكاة " بتحقيقنا ( ج 3 ص ح ) .
(1/255)
________________________________________
179 - " الدعاء سلاح المؤمن ، و عماد الدين ، و نور السموات و الأرض " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 328 ) :
موضوع .
أخرجه أبو يعلى ( 439 ) و ابن عدي ( 296 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 492 ) و القضاعي
( 4 / 2 / 1 ) من طريق الحسن بن حماد الضبي حدثنا محمد بن الحسن بن الزبير
الهمداني حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي
رضي الله عنه مرفوعا ، و قال الحاكم : هذا حديث صحيح فإن محمد بن الحسن هذا هو
التل و هو صدوق في الكوفيين و وافقه الذهبي و هذا منه خطأ فاحش لأمرين :
الأول : أن فيه انقطاعا كما ذكره الذهبي نفسه في " الميزان " بين علي بن الحسين
و جده علي بن أبي طالب .
الآخر : أن محمد بن الحسن الهمداني هذا ليس هو التل الصدوق كما قال الحاكم ،
و إنما هو محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكذاب المذكور في الحديث
المتقدم و يدل على هذا أمور :
1 - أن الذهبي نفسه أورد الحديث في ترجمته بعد أن نقل تكذيبه عن ابن معين
و غيره ، و كذلك أورده ابن عدي في ترجمته ، فإيراد السيوطي الحديث في
" الجامع " خطأ.
2 - أن الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 147 ) و قال : رواه أبو يعلى
و فيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد و هو متروك .
3 - أن محمد بن الحسن التل لم يذكر في شيوخه جعفر بن محمد ، و إنما ذكر هذا في
شيوخ محمد بن الحسن الهمداني .
4 - أن التل لم ينسب إلى همدان ، و إنما نسب إليها ابن أبي يزيد ، فالظاهر أن
لفظة ( الزبير ) تحرفت على بعض الرواة في " المستدرك " من ( أبي يزيد ) ،
و بناء عليه ذهب الحاكم إلى أنه التل فأخطأ والله أعلم .
و الجملة الأولى من الحديث وردت من كلام الفضيل بن عياض ، رواه السلفي في
" الطيوريات " ( 64 / 1 ) ، و رويت في حديث آخر لا يصح و هو :
(1/256)
________________________________________
180 - " ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم و يدر لكم أرزاقكم ؟ تدعون الله ليلكم
و نهاركم ، فإن الدعاء سلاح المؤمن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 329 ) :
ضعيف .
رواه أبو يعلى ( 3 / 346 / 1812 ) من طريق سلام بن سليم عن محمد بن أبي حميد عن
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 147 ) : رواه أبو يعلى من حديث
جابر بن عبد الله و فيه محمد بن أبي حميد و هو ضعيف .
و أما قول الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 403 ) عقب الحديث المتقدم و قول
الهيثمي هذا : و قال ابن الغرس : قال شيخنا : صحيح ، فلعله أراد باعتبار
انجباره فتدبر .
قلت : قد علمت أن الحديث الذي قبله موضوع فلا تأثير له في تقوية هذا الحديث
الضعيف ، كما هو مقرر في علم المصطلح .
على أن له علة أخرى تبينت لي بعد أن وقفت على إسناده في " مسند أبي يعلى " ،
فإنه قال : حدثنا أبو الربيع حدثنا سلام يعني ابن سليم عن محمد بن أبي حميد عن
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله به .
قلت : سلام هذا هو الطويل المدني ، و هو متروك متهم بالوضع فإعلال الحديث به
أولى من إعلاله بمحمد بن أبي حميد و قد مضى له حديث موضوع برقم ( 58 ) و آخر
ضعيف توبع عليه برقم ( 26 ) فالحديث موضوع أيضا كالذي قبله ، و ليس ضعيفا فقط
كما كنا عللناه بابن أبي حميد من قبل بناء على عبارة الهيثمي فتنبه .
(1/257)
________________________________________
يتبع ...
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir