ابوالسعودمحمود
2010-11-13, 04:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ أولاً بتعربف الرمزية كما جاء في المعجم المحيط:
الرَّمْزِيَّة : مذهبٌ في الأدبِ والفنّ يقول بالتعبير عن المعاني بالرُّموزِ والإيحاء، ليدعَ للمتلقّي نصيباً في فهم الصُّورةِ أو تكميلها أو تقوية العاطفة بما يضيف إليه من توليدِ خياله.
ومن هذا التعريف يتضح مكمن الخطورة في إستخدام وقبول التفسير الرمزي للنصوص حيث تجعل المفسر قادر على لي عنق النصوص للوصول إلى أي معنى يريده. ولنضرب على ذلك مثالاً عملياً:
إذا قرأنا النص التالي:
( ثدياك كخشفتين توأمي ظبية ) (نشيد الإنشاد 3:7)
ثم قرأنا تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي:
إن كان السيد المسيح يظهر للكنيسة متمنطقًا عند ثدييه بمنطقة من ذهب (رؤ 12:1) إذ يُقدم العهدين القديم والجديد كثديين ترضعهما الكنيسة وتتقوت بهما، فإن الكنيسة أيضًا وهي كنيسة المسيح صار لها هذان العهدان كثديين يتقوت بهما أولادها.
تظهر كلمة الله الواردة في العهدين كتوأم من الغزلان الصغيرة وُلدا من أم واحدة، إشارة إلى تكامل العهدين معًا دون تمييز بينهما، فإن العهد القديم تنبأ عن العهد الجديد، والآخر كشف الأول وأوضحه.
لما وجدنا فارق كبير بينه وبين تصريح المخرج خالد يوسف بأن المشاهد الساخنة في فيلمه (الريس عمر حرب) تجسيد لاحتلال بغداد!!! فكلاهما حاول الدفاع عن أشياء إباحية وحاول تبرير وجودها كلٍ حسب هدفه.
فبالله عليكم ما العلاقة بين ثديي إمراءة والتغزل بهما وبين العهدين القديم والجديد؟ وما هي القرينة التي إستند عليها القمص تادرس يعقوب ملطي ليتفتق ذهنه عن هذا التفسير؟ وهل يمكن لأي إنسان أن يصل لهذا التفسير إلا إذا كان لديه غرض مسبق لتبرير وجود هذا النص بلي عنقه بأي طريقة ممكنة؟
فإذا عدنا للعدد (رؤ 12:1) الذي ذُكر في التفسير لوجدنا أنه لا توجد علاقة بين النصين إلا وجود كلمة “ثديين” في كلاهما:
(وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب الى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب.) (رؤيا 12:1)
فبالله عليكم ما العلاقة بين ثديي يسوع اللذين رآهما يوحنا اللاهوتي في منامه وبين ثديي المرأة في سفر نشيد الإنشاد؟ (سفر الرؤيا عبارة عن حلم رآه يوحنا اللاهوتي - على حد زعمهم - وأصبح - في غفلة من الزمن - سفراً رئيسياً في الكتاب المقدس ويستقي منه النصارى الكثير من عقائدهم!!!)
وبنفس الطريقة، نجد أن مفسري الكتاب المقدس في تفسيراتهم يلبسون نظارة ثلاثية الأقانيم تجعلهم يرون كل نص نبوءة أو إثبات لألوهية يسوع. وهم في ذلك مستعدين أن يلووا أعناق النصوص بأي طريقة للوصول إلى هذا الهدف. وطبعاً نفس النظارة قادرة على تحويل أي نص إباحي إلى نص روحاني راقي لا يفهمه إلا الروحانين المملوئين بالروح القدس ومن يعترض فالعيب فيه لأنه إنسان جسدي شهواني وتفكيره جنسي!!! وبالطبع الوسيلة الوحيدة لإقناع النصارى بذلك هو أن يتم برمجتهم على التفسير الرمزي للنصوص لدرجة أن أسرع إجابة لدى أي نصراني لأي سؤال عن الكتاب المقدس تكون “هذا رمز” ثم يطلب منك أن تقرأ التفاسير التي لم يقرأ هو شيء منها. وإذا عدت للتفاسير وجدت النصوص في وادٍ وتفسيرها في وادٍ آخر.
والتفسير الرمزي نوع من التحريف بالتأويل حيث يستطيع أي شخص تأويل النصوص كما يريد لتأييد أفكاره. فما الذي يمنعني أن أقول أن الثديان رمز لقبتي مجلسي الشعب والشورى وأن النص يدعو إلى الديمقراطية؟… فما دام التفسير الرمزي مقبولاً ولا توجد قرينة لتحديد تفسير النص، فليفسر من شاء ما شاء كيفما يشاء.
وهنا يجب أن نسأل سؤالاً: لو إفترضنا جدلاً أن الكتاب المقدس مكتوب بطريقة رمزية، لماذا إختار كاتبيه الرموز الجنسية والإباحية كإسلوب للتعبير؟ ألم يكن الأولى أن تُستخدم رموز تناسب كل العقول والأعمار حتى لا يضطر - مثلاً - أحد أوائل آباء الكنيسة العلامة أوريجانوس أن يطلق على سفر نشيد الإنشاد “سفر البالغين”؟
فإذا كان للكاتب حرية إختيار الرمز، فإن هذا الإختيار يعكس ثقافته وخلفيته وكذلك طبيعة من يبغي مخاطبتهم. فإذا كان الرمز جنسياً فمن الممكن أن نتخيل أي شيء إلا أن يكون وحياً من الله سبحانه وتعالى وأنه يخاطب كل البشر كبيرهم وصغيرهم في كل زمان ومكان. فلا يُعقل أن يكون وحي الله مصدر خجل للأب أمام إبنه وللأخ أمام أخته وللإبن أمام أمه. ولا يعقل أن يحتاج وحي الله إلى كل هذه التبريرات والتأويلات الخرافية لتحسين صورته بحيث أصبح التفسير أكثر أدباً ورقياً من النص الأصلي، ولكن لا علاقة لأحدهم بالآخر.
زكريا بطرس “يتأمل” نشيد الإنشاد في 5 سنوات
حاول زكريا بطرس في برنامجه “أسئلة في الإيمان” أن يبرر (وليس يفسر) النصوص الجنسية في سفر نشيد الإنشاد في سلسلة من الحلقات بعنوان “تأملات في سفر نشيد الإنشاد”. وفي الثلاث حلقات الأولى حاول تشبيه نشيد الإنشاد بالشعر الصوفي وأخذ يعرض لأشعار وكتب صوفية مدّعياً أن الإسلام به ما يشبه نشيد ألإنشاد!!! ومن المضحك أن نجد زكريا بطرس يستخدم أشعار رابعة العدوية لتبرير نشيد الإنشاد. وبذلك أصبحت رابعة العدوية دليل علي صحة الكتاب المقدس!
وللرد على أكاذيبه نقول:
1- الإسلام كتاب وسنة صحيحة وليست أي فكر ضال أو كافر يدّعي نسبه للإسلام. فإذا أراد زكريا بطرس أن يحتج على الإسلام فليكن في إطار القرآن الكريم والسنة الصحيحة وليس من كتب أشعار ومذاهب ضالة وكافرة. فنحن مثلاً لا نحتج على النصارى الأرثوذكس بشهود يهوه مع أنهم يقولون أنهم نصارى بالرغم من عدم إيمانهم بالوهية يسوع وأن لهم كتاب مقدس خاص بهم.
2- الشعر الصوفي لا يتعدى كونه شعراً من نظم بشر وإستخدامه كدليل على صحة إباحيات نشيد الإنشاد يعتبر إعترافاً ضمنياً بأن نشيد الإنشاد لا يرقى كسفر في كتاب مقدس.
3- بغض النظر عن النقطتين السابقتين، إلا أن زكريا بطرس فشل في ذكر بيت شعر واحد فقط به ألفاظ تشبه أو حتي تقترب من ألفاظ نشيد الإنشاد. وإذا أراد زكريا بطرس أن يجد شعراً يشبه نشيد الإنشاد فعليه بالبحث قي أشعار الغزل الصريح والإباحي.
وقد قدّم زكريا بطرس 12 حلقة من حلقات “تأملات في سفر نشيد الإنشاد” وبرر فبها 6 أعداد فقط من بداية الإصحاح الأول في السفر. ولو إستمر على هذا المعدل لإحتاج حوالي خمس سنوات لإكمال السفر كله. ولكن الغريب أن الحلقات توقفت فجاءةً بدون سبب معلن (وإن كان يمكن تخمينه!).
نبدأ أولاً بتعربف الرمزية كما جاء في المعجم المحيط:
الرَّمْزِيَّة : مذهبٌ في الأدبِ والفنّ يقول بالتعبير عن المعاني بالرُّموزِ والإيحاء، ليدعَ للمتلقّي نصيباً في فهم الصُّورةِ أو تكميلها أو تقوية العاطفة بما يضيف إليه من توليدِ خياله.
ومن هذا التعريف يتضح مكمن الخطورة في إستخدام وقبول التفسير الرمزي للنصوص حيث تجعل المفسر قادر على لي عنق النصوص للوصول إلى أي معنى يريده. ولنضرب على ذلك مثالاً عملياً:
إذا قرأنا النص التالي:
( ثدياك كخشفتين توأمي ظبية ) (نشيد الإنشاد 3:7)
ثم قرأنا تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي:
إن كان السيد المسيح يظهر للكنيسة متمنطقًا عند ثدييه بمنطقة من ذهب (رؤ 12:1) إذ يُقدم العهدين القديم والجديد كثديين ترضعهما الكنيسة وتتقوت بهما، فإن الكنيسة أيضًا وهي كنيسة المسيح صار لها هذان العهدان كثديين يتقوت بهما أولادها.
تظهر كلمة الله الواردة في العهدين كتوأم من الغزلان الصغيرة وُلدا من أم واحدة، إشارة إلى تكامل العهدين معًا دون تمييز بينهما، فإن العهد القديم تنبأ عن العهد الجديد، والآخر كشف الأول وأوضحه.
لما وجدنا فارق كبير بينه وبين تصريح المخرج خالد يوسف بأن المشاهد الساخنة في فيلمه (الريس عمر حرب) تجسيد لاحتلال بغداد!!! فكلاهما حاول الدفاع عن أشياء إباحية وحاول تبرير وجودها كلٍ حسب هدفه.
فبالله عليكم ما العلاقة بين ثديي إمراءة والتغزل بهما وبين العهدين القديم والجديد؟ وما هي القرينة التي إستند عليها القمص تادرس يعقوب ملطي ليتفتق ذهنه عن هذا التفسير؟ وهل يمكن لأي إنسان أن يصل لهذا التفسير إلا إذا كان لديه غرض مسبق لتبرير وجود هذا النص بلي عنقه بأي طريقة ممكنة؟
فإذا عدنا للعدد (رؤ 12:1) الذي ذُكر في التفسير لوجدنا أنه لا توجد علاقة بين النصين إلا وجود كلمة “ثديين” في كلاهما:
(وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب الى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب.) (رؤيا 12:1)
فبالله عليكم ما العلاقة بين ثديي يسوع اللذين رآهما يوحنا اللاهوتي في منامه وبين ثديي المرأة في سفر نشيد الإنشاد؟ (سفر الرؤيا عبارة عن حلم رآه يوحنا اللاهوتي - على حد زعمهم - وأصبح - في غفلة من الزمن - سفراً رئيسياً في الكتاب المقدس ويستقي منه النصارى الكثير من عقائدهم!!!)
وبنفس الطريقة، نجد أن مفسري الكتاب المقدس في تفسيراتهم يلبسون نظارة ثلاثية الأقانيم تجعلهم يرون كل نص نبوءة أو إثبات لألوهية يسوع. وهم في ذلك مستعدين أن يلووا أعناق النصوص بأي طريقة للوصول إلى هذا الهدف. وطبعاً نفس النظارة قادرة على تحويل أي نص إباحي إلى نص روحاني راقي لا يفهمه إلا الروحانين المملوئين بالروح القدس ومن يعترض فالعيب فيه لأنه إنسان جسدي شهواني وتفكيره جنسي!!! وبالطبع الوسيلة الوحيدة لإقناع النصارى بذلك هو أن يتم برمجتهم على التفسير الرمزي للنصوص لدرجة أن أسرع إجابة لدى أي نصراني لأي سؤال عن الكتاب المقدس تكون “هذا رمز” ثم يطلب منك أن تقرأ التفاسير التي لم يقرأ هو شيء منها. وإذا عدت للتفاسير وجدت النصوص في وادٍ وتفسيرها في وادٍ آخر.
والتفسير الرمزي نوع من التحريف بالتأويل حيث يستطيع أي شخص تأويل النصوص كما يريد لتأييد أفكاره. فما الذي يمنعني أن أقول أن الثديان رمز لقبتي مجلسي الشعب والشورى وأن النص يدعو إلى الديمقراطية؟… فما دام التفسير الرمزي مقبولاً ولا توجد قرينة لتحديد تفسير النص، فليفسر من شاء ما شاء كيفما يشاء.
وهنا يجب أن نسأل سؤالاً: لو إفترضنا جدلاً أن الكتاب المقدس مكتوب بطريقة رمزية، لماذا إختار كاتبيه الرموز الجنسية والإباحية كإسلوب للتعبير؟ ألم يكن الأولى أن تُستخدم رموز تناسب كل العقول والأعمار حتى لا يضطر - مثلاً - أحد أوائل آباء الكنيسة العلامة أوريجانوس أن يطلق على سفر نشيد الإنشاد “سفر البالغين”؟
فإذا كان للكاتب حرية إختيار الرمز، فإن هذا الإختيار يعكس ثقافته وخلفيته وكذلك طبيعة من يبغي مخاطبتهم. فإذا كان الرمز جنسياً فمن الممكن أن نتخيل أي شيء إلا أن يكون وحياً من الله سبحانه وتعالى وأنه يخاطب كل البشر كبيرهم وصغيرهم في كل زمان ومكان. فلا يُعقل أن يكون وحي الله مصدر خجل للأب أمام إبنه وللأخ أمام أخته وللإبن أمام أمه. ولا يعقل أن يحتاج وحي الله إلى كل هذه التبريرات والتأويلات الخرافية لتحسين صورته بحيث أصبح التفسير أكثر أدباً ورقياً من النص الأصلي، ولكن لا علاقة لأحدهم بالآخر.
زكريا بطرس “يتأمل” نشيد الإنشاد في 5 سنوات
حاول زكريا بطرس في برنامجه “أسئلة في الإيمان” أن يبرر (وليس يفسر) النصوص الجنسية في سفر نشيد الإنشاد في سلسلة من الحلقات بعنوان “تأملات في سفر نشيد الإنشاد”. وفي الثلاث حلقات الأولى حاول تشبيه نشيد الإنشاد بالشعر الصوفي وأخذ يعرض لأشعار وكتب صوفية مدّعياً أن الإسلام به ما يشبه نشيد ألإنشاد!!! ومن المضحك أن نجد زكريا بطرس يستخدم أشعار رابعة العدوية لتبرير نشيد الإنشاد. وبذلك أصبحت رابعة العدوية دليل علي صحة الكتاب المقدس!
وللرد على أكاذيبه نقول:
1- الإسلام كتاب وسنة صحيحة وليست أي فكر ضال أو كافر يدّعي نسبه للإسلام. فإذا أراد زكريا بطرس أن يحتج على الإسلام فليكن في إطار القرآن الكريم والسنة الصحيحة وليس من كتب أشعار ومذاهب ضالة وكافرة. فنحن مثلاً لا نحتج على النصارى الأرثوذكس بشهود يهوه مع أنهم يقولون أنهم نصارى بالرغم من عدم إيمانهم بالوهية يسوع وأن لهم كتاب مقدس خاص بهم.
2- الشعر الصوفي لا يتعدى كونه شعراً من نظم بشر وإستخدامه كدليل على صحة إباحيات نشيد الإنشاد يعتبر إعترافاً ضمنياً بأن نشيد الإنشاد لا يرقى كسفر في كتاب مقدس.
3- بغض النظر عن النقطتين السابقتين، إلا أن زكريا بطرس فشل في ذكر بيت شعر واحد فقط به ألفاظ تشبه أو حتي تقترب من ألفاظ نشيد الإنشاد. وإذا أراد زكريا بطرس أن يجد شعراً يشبه نشيد الإنشاد فعليه بالبحث قي أشعار الغزل الصريح والإباحي.
وقد قدّم زكريا بطرس 12 حلقة من حلقات “تأملات في سفر نشيد الإنشاد” وبرر فبها 6 أعداد فقط من بداية الإصحاح الأول في السفر. ولو إستمر على هذا المعدل لإحتاج حوالي خمس سنوات لإكمال السفر كله. ولكن الغريب أن الحلقات توقفت فجاءةً بدون سبب معلن (وإن كان يمكن تخمينه!).