الغد المشرق
2010-11-26, 07:31 PM
آلاف الأقباط المسلحين يحاولون اقتحام مبنى محافظة الجيزة ويعتدون على الشرطة
http://www.almesryoon.com/images/مانشت4325.jpg
كتب مصطفي شعبان وحماد الرمحي (المصريون): | 25-11-2010 01:25
هاجم أكثر من 2000 قبطي صباح أمس الديوان العام لمحافظة الجيزة، وأحدثوا تلفيات واسعة في المبنى الواقع بشارع الهرم، وقاموا بتحطيم بعض الممتلكات العامة في الشارع والمنطقة المحيطة بالمحافظة، احتجاجًا على قرار المحافظ اللواء سيد عبد العزيز بوقف أعمال البناء في مبنى خدمي كان المسيحيون يسعون لتحويله إلى كنيسة بمنطقة العمرانية، بعد أعمال شغب واعتداءات من جانب الآلاف على قوات الشرطة في وقت مبكر يوم الأربعاء، حينما قاموا بإشعال النار في الإطارات وأطلقوا قنابل المولوتوف على عناصر الأمن، وقطعوا الطريق الدائري، وردت القوات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين، في مواجهات أسفرت عن مصرع شاب مسيحي وإصابة أكثر من 50 آخرين، من بينهم واللواء محمود إبراهيم نائب مدير أمن الجيزة وقائد قوات الأمن المركزي بالمحافظة و13 من ضباط وجنود الأمن المركزي بعضهم إصابته خطرة، بينما ألقت قوات الأمن القبض على 93 من مثيري الشغب ومتزعمي الاعتداءات على المواطنين والشرطة خلال التظاهرة.
وكانت منطقة العمرانية استيقظت فجر الأربعاء على دوي انفجارات ضخمة ناتجة عن اشتباكات عنيفة بين آلاف المسيحيين وقوات الأمن، إثر محاولة الأقباط المتجمعين لاستكمال أعمال بناء لمجمع خدمات طبية واجتماعية وتحويله إلى مبنى كنسي، الاعتداء على نائب مدير أمن الجيزة أثناء تفقده المبنى، بزعم أنه كان ينتوي هدم السلم الخلفي، وقام الآلاف بالاعتداء على قوات الشرطة، مما أدى لاستدعاء قوات شرطة إضافية كان تعسكر علي الطريق الدائري، ودارات اشتباكات لقي خلالها طالب مسيحي يدعى متريوس جاد -19 عامًا- مصرعه متأثرًا بإصابته فور وصوله إلى مستشفى أم المصريين فى محاولة لإسعافه من طلق خرطوش بالقدم اليمنى، كما أصيب 55 آخرون بجروح بينهم 13 من أفراد الشرطة، ومن بينهم نائب مدير أمن الجيزة وقائد قوات الأمن المركزي، وعدد من مجندي الشرطة.
وعلى إثر ذلك تحرك نحو 5 آلاف مسيحي، يتزعمهم أحد القساوسة نحو مبنى ديوان محافظة بالجيزة، محاولين اقتحام المبنى وأحدثوا تلفيات بالممتلكات العامة في مبنى المحافظة والمنطقة المحيطة به، وقاموا بتحطيم النصب التذكاري الأثري بمبنى المحافظة، كما قاموا بتحطيم جميع أكشاك المرور المجاورة للمحافظة، وإتلاف جميع الزهور وأشجار الزينة وجميع إشارات المرور المواجهة لديوان المحافظة، وكذلك الأرصفة لاستخدامها في رشق مبنى المحافظة بالحجار والكتل الأسمنتية.
وجاءت تلك الأحداث وسط هتافات طائفية، حيث أخذ المسيحيون يرددون هتافات "بالروح بالدم نفديك يا صليب"، بينما عمل العديد على حشد الأقباط من خلال إرسال رسائل استغاثة إلى أقاربهم ومعارفهم تقول: "احمل صليبك واتبعني الأقباط يقتلون دفاعًا عن كنيستهم أنفذ أخاك ولا تتخاذل"، مما دفع بالعديد من الأقباط من خارج العمرانية ومحافظة الجيزة نفسها إلى التوجه إلى موقع الحدث لمؤازرة المتظاهرين.
وأكد مصدر رفيع بمحافظة الجيزة لـ "المصريون" – طالبًا عدم نشر اسمه- أن ما حدث كان مدبرا ومرتبا له بدقة ولم يكن وليد الصدفة أو الموقف، حيث قام المتظاهرون بتجميع أكثر من 2000 شاب مسيحي بمقر المبني الإداري الذي يقومون ببنائه حاليا بالقرب من الطريق الدائري، وقاموا فجرا بالتعدي على سيارات الأمن المركزي المحيطة بالمبنى بالطريق الدائري وأصابوا عددا من جنودها، ثم توجهوا إلي ديوان محافظة الجيزة سيرا على الأقدام وهم يحملون الصليب وكافة أنواع الأسلحة، والمطارق الحديدية التي كان يحملها الأقباط الصعايدة الذين حاولوا اقتحام مبنى المحافظة.
وفي تمام الساعة السابعة قام الشباب المسيحي بمهاجمة المحافظة وتحطيم جميع الأبواب والشبابيك والزروع والشجار والأكشاك الأمنية المحيطة بالمحافظة وقد تمكنوا من تدميرها تماما وإصابة جميع الجنود من أفراد الحراسة، وقاموا بطريقة محكمة ومدبرة بإغلاق شارع الهرم لمنع سيارات الأمن المركزي من الوصول إلي المحافظة، وبعد محاولات مستميتة استخدمت خلالها قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع تمكنت قوات الأمن من الوصول إلى ديوان المحافظة، لكن المتظاهرون اشتبكوا على الفور مع القوات واستخدموا المطارق الحديدية وبلاط الأرصفة في تحطيم السيارات والممتلكات العامة.
وأضاف المصدر إن اللواء سيد عبد العزيز محافظ الجيزة حضر في تمام الساعة السابعة والنصف لكنه لم يتمكن من دخول المحافظة فاضطر الأمن إلى إدخاله من أحد البواب السرية من خلف المحافظة خوفا عليه من بطش المتظاهرين، بينما حاول اللواء محسن حفظي مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة بمساعدة اللواء محمود إبراهيم حكمدار الجيزة ومدير الإدارة العامة للمرور وكمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية الوصول إلى المتظاهرين والتفاوض معهم لكنهم فوجئوا بهم يمطروهم بوابل من الحجارة التي أصابت معظم المسئولين بمديرية أمن الجيزة.
وأكد محافظ الجيزة في تصريح لـ "المصريون"، أن سبب المشكلة يعود إلى تقديم إبراشية الجيزة بطلب للمحافظة للموافقة لها على بناء مبني إداري يتكون من دور أرضي وثلاثة أدوار متكررة كمبنى إداري وخدمات لكنيسة الملاك ميخائيل، وبالفعل حصلت على التصريح المطلوب بالمبني لذي تقدمت به دون أي اعتراض من المحافظة أو الحي، لكن حي العمرانية فوجئ بقيام عدد من المواطنين ببناء قبة أعلى المبنى، وبناء مبان إضافية مكملة للكنيسة، وذلك تمهيدا لتحويله إلى كنيسة، وهو أمر مخالف لقانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008، وهو الأمر الذي اضطر رئيس الحي لإصدار قرار بوقف أعمال البناء، فتظاهر على إثر ذلك عدد من شباب الأقباط وقاموا باستئناف أعمال البناء على الرغم من قرار وقف البناء بالمبنى.
وأوضح عبد العزيز، أنه حضر إليه عدد من القساوسة وقيادات الكنيسة بالجيزة وأبلغهم أن الدولة ليس لديها أي مانع من بناء الكنيسة أو تحويل المبني الإداري إلى كنيسة ولكن طبقا للشروط والمعايير المعمول بها في القانون 119 الخاص بأعمال البناء، ووافقني جميع قادة الكنيسة علي هذا الرأي وشكروني وانصرفوا في انتظار صدور قرار رسمي بإنشاء الكنيسة، وعلى إثر ذلك تم تشكيل لجنة لدراسة الوضع القانوني لتحويل المبنى إلى كنيسة بعد تقديم الرسومات الهندسية إلى اللجنة لدراستها وفقا للقانون، وضمت اللجنة كلا من اللواء يوسف وصال السكرتير العام، رئيسا لها، والدكتور مصطفى الخطيب رئيس المجلس الشعبي المحلى، والمهندسة ثناء الديب وكيل وزارة الإسكان، واللواء محمد حسن حمودة رئيس حي العمرانية، وعيد زكى برنابه نائب رئيس لجنة المواطنة وعضو المجلس الشعبي المحلى، بالإضافة إلى عدد من القيادات والرموز الدينية والشعبية بالمحافظة كما زارت اللجنة المبنى التابع للكنيسة لتهدئة المتظاهرين ووعدوهم بحل الأزمة.
وأضاف قائلا: لكننا فوجئنا بقيامهم المئات من الأقباط بقطع الطريق الدائري واعتدوا على قوات الشرطة التي حاولت فض التجمهر، واحتشد مئات الأقباط أمام الكنيسة وتم استكمال أعمال البناء في المبنى المخالف بالمخالفة للقانون.
وأشار محافظ الجيزة إلى أنه حاول الاتصال بالبابا شنودة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أكثر من مرة، "لكنني لم أستطع التوصل إليه بسبب ظروفه الصحية كما أبلغني مكتبه حتى فوجئت صباح اليوم (أمس) بهذا الهجوم من عدد كبير من الشباب القبطي وقاموا بإتلاف الكثير من الممتلكات العامة وسيارات الشرطة التي تقوم النيابة العامة حاليا بحصرها والتحقيق فيها".
وبدأت قيادات الكنيسة في متابعة الوضع وإجراء اتصالات بشأن تلك التطورات، وقال أحد كهنة المقر البابوي إن البابا شنودة يتابع عن كثب الأزمة عبر الاتصالات الهاتفية مع أسقف الجيزة، لكنه في الوقت ذاته لم ينكر على المسيحيين محاولتهم بناء المبنى بالقوة بالمخالفة لترخيص البناء، والهجوم على مبني المحافظة الذي اعتبره "مبررًا في خضم ثورة الغضب التي تجتاحهم من عدة أيام".
وعلق قائلاً: "ما الأزمة في أن يصلي الأقباط قداسهم في مبني خدمات"، واعتبر أن ما حدث "بمثابة تعنت أمني ضد الأقباط"، وهدد قائلاً: الأقباط "لن يسكتوا بعد ذلك".
وأشار المصدر إلي أن أسقف الجيزة الأنبا ثيئودسيوس متواجد في ألمانيا حاليًا، وأنه سوف يعود في أقرب وقت لمتابعة الأمر وتداركه، وقال: "سكرتارية البابا هي التي تدير الأزمة بتكليف من البابا وتسعي بكل جهدها إلي تهدئة الأوضاع حفاظًا على حياة الأقباط وممتلكات الشعب".
وكانت التحقيقات التي أجرتها نيابة العمرانية كشفت أن المبنى سبب الأزمة، تم ترخيصه كمجمع للخدمات تابع لمطرانية الجيزة، وأن القائمين بأعمال البناء حولوه إلى كنيسة، واستمعت النيابة إلى أقوال مهندس التنظيم، محرر محاضر المخالفات، الذي أكد أن القائمين بأعمال بناء مبنى الخدمات قاموا بتحويله إلى كنيسة، على الرغم من الترخيص صدر لبناء مجمع خدمات، كما تم إرسال إنذار بإزالة التعديات، فامتنع القائمون على العمل عن التنفيذ وواجهوا مسئولي الحي وفريقا من الشرطة بالتجمهر.
فعلي مدى 3 أيام حاول الأقباط، فرض الأمر الواقع وإدخال سيارات نقل محملة بمواد البناء فى محاولة لاستثمار المناخ الانتخابي وتصاعد وتيرة الحملات الدعائية الخارجية أخيرا، رافضين الاستجابة للنصح والتحذير بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية، وذلك بعد أن تجمهر المئات من الأقباط أمام مجمع خدمات تابع لمطرانية الجيزة، بالعمرانية، الاثنين، احتجاًجًا على قرار رئيس الحي وقف عمليات البناء في الكنيسة، وتوجهت ١٢ سيارة أمن مركزي وفرضت كردوناً أمنيًا حول المنطقة.
من جانبه، أعلن الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن عدد حالات الإصابة التي نتجت عن أحداث الشغب التي وقعت أمس الأربعاء فى منطقة الهرم وصلت إلى 35 مصابا من بينهم 13 من أجهزة الأمن والباقي من المواطنين.
وأشار البيان إلى وجود حالة وفاة واحدة لشاب قبطي يبلغ من العمر 19 عاما من محافظة سوهاج كان وصل إلى مستشفى أم المصريين جثة هامدة وهو الآن تحت تصرف النيابة. وأوضح أن المصابين تتراوح إصابتهم ما بين جروح بسيطة وكسور وقامت الفرق الطبية بالمستشفيات بعمل الإشاعات والتحاليل والإسعافات اللازمة للمصابين المحجوزين بهذه المستشفيات.
http://www.almesryoon.com/images/مانشت4325.jpg
كتب مصطفي شعبان وحماد الرمحي (المصريون): | 25-11-2010 01:25
هاجم أكثر من 2000 قبطي صباح أمس الديوان العام لمحافظة الجيزة، وأحدثوا تلفيات واسعة في المبنى الواقع بشارع الهرم، وقاموا بتحطيم بعض الممتلكات العامة في الشارع والمنطقة المحيطة بالمحافظة، احتجاجًا على قرار المحافظ اللواء سيد عبد العزيز بوقف أعمال البناء في مبنى خدمي كان المسيحيون يسعون لتحويله إلى كنيسة بمنطقة العمرانية، بعد أعمال شغب واعتداءات من جانب الآلاف على قوات الشرطة في وقت مبكر يوم الأربعاء، حينما قاموا بإشعال النار في الإطارات وأطلقوا قنابل المولوتوف على عناصر الأمن، وقطعوا الطريق الدائري، وردت القوات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين، في مواجهات أسفرت عن مصرع شاب مسيحي وإصابة أكثر من 50 آخرين، من بينهم واللواء محمود إبراهيم نائب مدير أمن الجيزة وقائد قوات الأمن المركزي بالمحافظة و13 من ضباط وجنود الأمن المركزي بعضهم إصابته خطرة، بينما ألقت قوات الأمن القبض على 93 من مثيري الشغب ومتزعمي الاعتداءات على المواطنين والشرطة خلال التظاهرة.
وكانت منطقة العمرانية استيقظت فجر الأربعاء على دوي انفجارات ضخمة ناتجة عن اشتباكات عنيفة بين آلاف المسيحيين وقوات الأمن، إثر محاولة الأقباط المتجمعين لاستكمال أعمال بناء لمجمع خدمات طبية واجتماعية وتحويله إلى مبنى كنسي، الاعتداء على نائب مدير أمن الجيزة أثناء تفقده المبنى، بزعم أنه كان ينتوي هدم السلم الخلفي، وقام الآلاف بالاعتداء على قوات الشرطة، مما أدى لاستدعاء قوات شرطة إضافية كان تعسكر علي الطريق الدائري، ودارات اشتباكات لقي خلالها طالب مسيحي يدعى متريوس جاد -19 عامًا- مصرعه متأثرًا بإصابته فور وصوله إلى مستشفى أم المصريين فى محاولة لإسعافه من طلق خرطوش بالقدم اليمنى، كما أصيب 55 آخرون بجروح بينهم 13 من أفراد الشرطة، ومن بينهم نائب مدير أمن الجيزة وقائد قوات الأمن المركزي، وعدد من مجندي الشرطة.
وعلى إثر ذلك تحرك نحو 5 آلاف مسيحي، يتزعمهم أحد القساوسة نحو مبنى ديوان محافظة بالجيزة، محاولين اقتحام المبنى وأحدثوا تلفيات بالممتلكات العامة في مبنى المحافظة والمنطقة المحيطة به، وقاموا بتحطيم النصب التذكاري الأثري بمبنى المحافظة، كما قاموا بتحطيم جميع أكشاك المرور المجاورة للمحافظة، وإتلاف جميع الزهور وأشجار الزينة وجميع إشارات المرور المواجهة لديوان المحافظة، وكذلك الأرصفة لاستخدامها في رشق مبنى المحافظة بالحجار والكتل الأسمنتية.
وجاءت تلك الأحداث وسط هتافات طائفية، حيث أخذ المسيحيون يرددون هتافات "بالروح بالدم نفديك يا صليب"، بينما عمل العديد على حشد الأقباط من خلال إرسال رسائل استغاثة إلى أقاربهم ومعارفهم تقول: "احمل صليبك واتبعني الأقباط يقتلون دفاعًا عن كنيستهم أنفذ أخاك ولا تتخاذل"، مما دفع بالعديد من الأقباط من خارج العمرانية ومحافظة الجيزة نفسها إلى التوجه إلى موقع الحدث لمؤازرة المتظاهرين.
وأكد مصدر رفيع بمحافظة الجيزة لـ "المصريون" – طالبًا عدم نشر اسمه- أن ما حدث كان مدبرا ومرتبا له بدقة ولم يكن وليد الصدفة أو الموقف، حيث قام المتظاهرون بتجميع أكثر من 2000 شاب مسيحي بمقر المبني الإداري الذي يقومون ببنائه حاليا بالقرب من الطريق الدائري، وقاموا فجرا بالتعدي على سيارات الأمن المركزي المحيطة بالمبنى بالطريق الدائري وأصابوا عددا من جنودها، ثم توجهوا إلي ديوان محافظة الجيزة سيرا على الأقدام وهم يحملون الصليب وكافة أنواع الأسلحة، والمطارق الحديدية التي كان يحملها الأقباط الصعايدة الذين حاولوا اقتحام مبنى المحافظة.
وفي تمام الساعة السابعة قام الشباب المسيحي بمهاجمة المحافظة وتحطيم جميع الأبواب والشبابيك والزروع والشجار والأكشاك الأمنية المحيطة بالمحافظة وقد تمكنوا من تدميرها تماما وإصابة جميع الجنود من أفراد الحراسة، وقاموا بطريقة محكمة ومدبرة بإغلاق شارع الهرم لمنع سيارات الأمن المركزي من الوصول إلي المحافظة، وبعد محاولات مستميتة استخدمت خلالها قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع تمكنت قوات الأمن من الوصول إلى ديوان المحافظة، لكن المتظاهرون اشتبكوا على الفور مع القوات واستخدموا المطارق الحديدية وبلاط الأرصفة في تحطيم السيارات والممتلكات العامة.
وأضاف المصدر إن اللواء سيد عبد العزيز محافظ الجيزة حضر في تمام الساعة السابعة والنصف لكنه لم يتمكن من دخول المحافظة فاضطر الأمن إلى إدخاله من أحد البواب السرية من خلف المحافظة خوفا عليه من بطش المتظاهرين، بينما حاول اللواء محسن حفظي مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة بمساعدة اللواء محمود إبراهيم حكمدار الجيزة ومدير الإدارة العامة للمرور وكمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية الوصول إلى المتظاهرين والتفاوض معهم لكنهم فوجئوا بهم يمطروهم بوابل من الحجارة التي أصابت معظم المسئولين بمديرية أمن الجيزة.
وأكد محافظ الجيزة في تصريح لـ "المصريون"، أن سبب المشكلة يعود إلى تقديم إبراشية الجيزة بطلب للمحافظة للموافقة لها على بناء مبني إداري يتكون من دور أرضي وثلاثة أدوار متكررة كمبنى إداري وخدمات لكنيسة الملاك ميخائيل، وبالفعل حصلت على التصريح المطلوب بالمبني لذي تقدمت به دون أي اعتراض من المحافظة أو الحي، لكن حي العمرانية فوجئ بقيام عدد من المواطنين ببناء قبة أعلى المبنى، وبناء مبان إضافية مكملة للكنيسة، وذلك تمهيدا لتحويله إلى كنيسة، وهو أمر مخالف لقانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008، وهو الأمر الذي اضطر رئيس الحي لإصدار قرار بوقف أعمال البناء، فتظاهر على إثر ذلك عدد من شباب الأقباط وقاموا باستئناف أعمال البناء على الرغم من قرار وقف البناء بالمبنى.
وأوضح عبد العزيز، أنه حضر إليه عدد من القساوسة وقيادات الكنيسة بالجيزة وأبلغهم أن الدولة ليس لديها أي مانع من بناء الكنيسة أو تحويل المبني الإداري إلى كنيسة ولكن طبقا للشروط والمعايير المعمول بها في القانون 119 الخاص بأعمال البناء، ووافقني جميع قادة الكنيسة علي هذا الرأي وشكروني وانصرفوا في انتظار صدور قرار رسمي بإنشاء الكنيسة، وعلى إثر ذلك تم تشكيل لجنة لدراسة الوضع القانوني لتحويل المبنى إلى كنيسة بعد تقديم الرسومات الهندسية إلى اللجنة لدراستها وفقا للقانون، وضمت اللجنة كلا من اللواء يوسف وصال السكرتير العام، رئيسا لها، والدكتور مصطفى الخطيب رئيس المجلس الشعبي المحلى، والمهندسة ثناء الديب وكيل وزارة الإسكان، واللواء محمد حسن حمودة رئيس حي العمرانية، وعيد زكى برنابه نائب رئيس لجنة المواطنة وعضو المجلس الشعبي المحلى، بالإضافة إلى عدد من القيادات والرموز الدينية والشعبية بالمحافظة كما زارت اللجنة المبنى التابع للكنيسة لتهدئة المتظاهرين ووعدوهم بحل الأزمة.
وأضاف قائلا: لكننا فوجئنا بقيامهم المئات من الأقباط بقطع الطريق الدائري واعتدوا على قوات الشرطة التي حاولت فض التجمهر، واحتشد مئات الأقباط أمام الكنيسة وتم استكمال أعمال البناء في المبنى المخالف بالمخالفة للقانون.
وأشار محافظ الجيزة إلى أنه حاول الاتصال بالبابا شنودة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أكثر من مرة، "لكنني لم أستطع التوصل إليه بسبب ظروفه الصحية كما أبلغني مكتبه حتى فوجئت صباح اليوم (أمس) بهذا الهجوم من عدد كبير من الشباب القبطي وقاموا بإتلاف الكثير من الممتلكات العامة وسيارات الشرطة التي تقوم النيابة العامة حاليا بحصرها والتحقيق فيها".
وبدأت قيادات الكنيسة في متابعة الوضع وإجراء اتصالات بشأن تلك التطورات، وقال أحد كهنة المقر البابوي إن البابا شنودة يتابع عن كثب الأزمة عبر الاتصالات الهاتفية مع أسقف الجيزة، لكنه في الوقت ذاته لم ينكر على المسيحيين محاولتهم بناء المبنى بالقوة بالمخالفة لترخيص البناء، والهجوم على مبني المحافظة الذي اعتبره "مبررًا في خضم ثورة الغضب التي تجتاحهم من عدة أيام".
وعلق قائلاً: "ما الأزمة في أن يصلي الأقباط قداسهم في مبني خدمات"، واعتبر أن ما حدث "بمثابة تعنت أمني ضد الأقباط"، وهدد قائلاً: الأقباط "لن يسكتوا بعد ذلك".
وأشار المصدر إلي أن أسقف الجيزة الأنبا ثيئودسيوس متواجد في ألمانيا حاليًا، وأنه سوف يعود في أقرب وقت لمتابعة الأمر وتداركه، وقال: "سكرتارية البابا هي التي تدير الأزمة بتكليف من البابا وتسعي بكل جهدها إلي تهدئة الأوضاع حفاظًا على حياة الأقباط وممتلكات الشعب".
وكانت التحقيقات التي أجرتها نيابة العمرانية كشفت أن المبنى سبب الأزمة، تم ترخيصه كمجمع للخدمات تابع لمطرانية الجيزة، وأن القائمين بأعمال البناء حولوه إلى كنيسة، واستمعت النيابة إلى أقوال مهندس التنظيم، محرر محاضر المخالفات، الذي أكد أن القائمين بأعمال بناء مبنى الخدمات قاموا بتحويله إلى كنيسة، على الرغم من الترخيص صدر لبناء مجمع خدمات، كما تم إرسال إنذار بإزالة التعديات، فامتنع القائمون على العمل عن التنفيذ وواجهوا مسئولي الحي وفريقا من الشرطة بالتجمهر.
فعلي مدى 3 أيام حاول الأقباط، فرض الأمر الواقع وإدخال سيارات نقل محملة بمواد البناء فى محاولة لاستثمار المناخ الانتخابي وتصاعد وتيرة الحملات الدعائية الخارجية أخيرا، رافضين الاستجابة للنصح والتحذير بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية، وذلك بعد أن تجمهر المئات من الأقباط أمام مجمع خدمات تابع لمطرانية الجيزة، بالعمرانية، الاثنين، احتجاًجًا على قرار رئيس الحي وقف عمليات البناء في الكنيسة، وتوجهت ١٢ سيارة أمن مركزي وفرضت كردوناً أمنيًا حول المنطقة.
من جانبه، أعلن الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن عدد حالات الإصابة التي نتجت عن أحداث الشغب التي وقعت أمس الأربعاء فى منطقة الهرم وصلت إلى 35 مصابا من بينهم 13 من أجهزة الأمن والباقي من المواطنين.
وأشار البيان إلى وجود حالة وفاة واحدة لشاب قبطي يبلغ من العمر 19 عاما من محافظة سوهاج كان وصل إلى مستشفى أم المصريين جثة هامدة وهو الآن تحت تصرف النيابة. وأوضح أن المصابين تتراوح إصابتهم ما بين جروح بسيطة وكسور وقامت الفرق الطبية بالمستشفيات بعمل الإشاعات والتحاليل والإسعافات اللازمة للمصابين المحجوزين بهذه المستشفيات.