الوابـ(الصيب)ـل
2010-11-29, 08:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قاربوا وسدِّدوا، واعلموا أنه لنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِهِ ))
قالوا : و لا أنت يا رسول الله ؟ قال : (( و لا أنا إلا أن يتغمَّدني الله برحمة منه و فضل )) رواه مسلم .
و ((المقاربة)) : القصد الذي لا غُلُوَّ فيه ولا تقصير .
و ((السداد)): الإستقامة والإصابة ، و((يتغمدني)) يُلبِسَني ويستُرني ,
قال العلماء : معنى الإستقامة : لُزُومُ طاعة الله تعالى ، قالوا : وهي من جوامع الكلم ، وَهِيَ نظام الأمور ، وبالله التوفيق .
الشرح
هذا الحديث يدل على أنَّ الإستقامة على حسب الاستطاعة ،
وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم((قارِبوا وسَدِّدوا)) أي: قاربوا ما أمرتم به ، واحرصوا على أن تقرُبوا منه بقدر المسْتَطَاع .
وقوله ((سدِّدُوا)) أي سدِّدُوا على الإصابة ؛ أي : احْرصوا على أن تكون أعمالكم مصيبةً للحق بقدر المستطاع ،
وذلك لأن الإنسان مهما بلغ من التقوى ، فإنه لابد أن يخطىءَ ،
كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائين التوابون))
وقال عليه والصلاة السلام : ((لو لم تُذنِبوا لذهب الله بكم، وَلَجَاءَ بقوم يُذنِبون فيستغفرون اللهَ فيغفرُ لهم)) .
فالإنسان مأمور أن يقارب ويُسدد بقدر ما يستطيع .
ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((واعلموا أنَّه لن يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه)) أي : لن ينجو من النار بعمله.
وذلك لأن العمل لا يبلغ ما يجب لله_ عز وجل _ من الشُّكر، وما يجب له على عباده من الحقوق، ولكن يتغمد الله_ سبحانه وتعالى _ العبد برحمته فيغفر له.
فلما قال : ((لَنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه)) قالوا له : ولا أنت ؟! قال : ((ولا أنا))
حتى النبي عليه الصلاة والسلام لن ينجو بعمله ((إلا أن يتغمدني الله برحمة منه)).
فدلَّ ذلك على أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة والولاية ، فإنه لن ينجوَ بعمله ،
حتى النبي عليه الصلاة والسلام، لولا أن الله مَنَّ عليه بأن غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر ،
ما أنْجاه عمله .
فإن قال قائل : هناك نُصُوص من الكتاب والسنة تدل على أن العمل الصالح ينجي من النار ويُدخل الجنة،
مثل قوله تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97]،
فكيف يُجمَع بين هذا وبين الحديث السابق ؟ والجواب عن ذلك : أن يقال : يُجمع بينهما بأن المنفيَّ دخول الإنسان الجنة بالعمل في المقابلة ،
أما المثْبتُ : فهو أن العمل سبب وليس عوضا .
فالعمل _ لا شكَّ_ أنه سَبَب لدخول الجنة والنجاة من النار ، لكنه ليس هو العوض ،
وليس وحده الذي يدخل به الإنسان الجنة ، ولكن فضل الله ورحمته هما السَّبب في دخول الجنة وهما اللذان يوصلان الإنسان إلى الجنة وينجيانه من النار .
وفي هذا الحديث من الفوائد : أن الإنسان لا يعجب بعمله ، مهما عملت من الأعمال الصالحة لا تُعْجَبْ بعملك، فعملُكَ قليل بالنسبة لحق الله عليك .
وفيه أيضا من الفوائد : أنه ينبغي على الإنسان أن يُكثر من ذكر الله دائما،ومن السؤال بأن يتغمَّده الله برحمته ،
فأكثر من ذلك ،
وقل دائما : ((اللَّهم تغمدني برحمة منك وفضل)) لأن عملك لن يوصلك إلى مرضاة الله ، إلا برحمة الله عز وجل .
وفيه دليل على حرص الصحابة_ رضي الله عنهم _ على العلم ؛
ولهذا لما قال : ((لَنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه)) استفصلوا ، هل هذا العموم شامل له أم لا ؟ فبَيَّنَ لهم صلى الله عليه وسلم أنَّه شامل له .
و من تدبر أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - مع النبي صلى الله عليه و سلم .
وجد أنَّهم أحرص الناس على العلم ، وأنهم لا يتركون شئيا يحتاجون إليه في أُمور دينهم و دنياهم إلا ابتدروه و سألوا عنه .
و الله الموفق .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قاربوا وسدِّدوا، واعلموا أنه لنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِهِ ))
قالوا : و لا أنت يا رسول الله ؟ قال : (( و لا أنا إلا أن يتغمَّدني الله برحمة منه و فضل )) رواه مسلم .
و ((المقاربة)) : القصد الذي لا غُلُوَّ فيه ولا تقصير .
و ((السداد)): الإستقامة والإصابة ، و((يتغمدني)) يُلبِسَني ويستُرني ,
قال العلماء : معنى الإستقامة : لُزُومُ طاعة الله تعالى ، قالوا : وهي من جوامع الكلم ، وَهِيَ نظام الأمور ، وبالله التوفيق .
الشرح
هذا الحديث يدل على أنَّ الإستقامة على حسب الاستطاعة ،
وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم((قارِبوا وسَدِّدوا)) أي: قاربوا ما أمرتم به ، واحرصوا على أن تقرُبوا منه بقدر المسْتَطَاع .
وقوله ((سدِّدُوا)) أي سدِّدُوا على الإصابة ؛ أي : احْرصوا على أن تكون أعمالكم مصيبةً للحق بقدر المستطاع ،
وذلك لأن الإنسان مهما بلغ من التقوى ، فإنه لابد أن يخطىءَ ،
كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائين التوابون))
وقال عليه والصلاة السلام : ((لو لم تُذنِبوا لذهب الله بكم، وَلَجَاءَ بقوم يُذنِبون فيستغفرون اللهَ فيغفرُ لهم)) .
فالإنسان مأمور أن يقارب ويُسدد بقدر ما يستطيع .
ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((واعلموا أنَّه لن يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه)) أي : لن ينجو من النار بعمله.
وذلك لأن العمل لا يبلغ ما يجب لله_ عز وجل _ من الشُّكر، وما يجب له على عباده من الحقوق، ولكن يتغمد الله_ سبحانه وتعالى _ العبد برحمته فيغفر له.
فلما قال : ((لَنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه)) قالوا له : ولا أنت ؟! قال : ((ولا أنا))
حتى النبي عليه الصلاة والسلام لن ينجو بعمله ((إلا أن يتغمدني الله برحمة منه)).
فدلَّ ذلك على أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة والولاية ، فإنه لن ينجوَ بعمله ،
حتى النبي عليه الصلاة والسلام، لولا أن الله مَنَّ عليه بأن غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر ،
ما أنْجاه عمله .
فإن قال قائل : هناك نُصُوص من الكتاب والسنة تدل على أن العمل الصالح ينجي من النار ويُدخل الجنة،
مثل قوله تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97]،
فكيف يُجمَع بين هذا وبين الحديث السابق ؟ والجواب عن ذلك : أن يقال : يُجمع بينهما بأن المنفيَّ دخول الإنسان الجنة بالعمل في المقابلة ،
أما المثْبتُ : فهو أن العمل سبب وليس عوضا .
فالعمل _ لا شكَّ_ أنه سَبَب لدخول الجنة والنجاة من النار ، لكنه ليس هو العوض ،
وليس وحده الذي يدخل به الإنسان الجنة ، ولكن فضل الله ورحمته هما السَّبب في دخول الجنة وهما اللذان يوصلان الإنسان إلى الجنة وينجيانه من النار .
وفي هذا الحديث من الفوائد : أن الإنسان لا يعجب بعمله ، مهما عملت من الأعمال الصالحة لا تُعْجَبْ بعملك، فعملُكَ قليل بالنسبة لحق الله عليك .
وفيه أيضا من الفوائد : أنه ينبغي على الإنسان أن يُكثر من ذكر الله دائما،ومن السؤال بأن يتغمَّده الله برحمته ،
فأكثر من ذلك ،
وقل دائما : ((اللَّهم تغمدني برحمة منك وفضل)) لأن عملك لن يوصلك إلى مرضاة الله ، إلا برحمة الله عز وجل .
وفيه دليل على حرص الصحابة_ رضي الله عنهم _ على العلم ؛
ولهذا لما قال : ((لَنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه)) استفصلوا ، هل هذا العموم شامل له أم لا ؟ فبَيَّنَ لهم صلى الله عليه وسلم أنَّه شامل له .
و من تدبر أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - مع النبي صلى الله عليه و سلم .
وجد أنَّهم أحرص الناس على العلم ، وأنهم لا يتركون شئيا يحتاجون إليه في أُمور دينهم و دنياهم إلا ابتدروه و سألوا عنه .
و الله الموفق .