المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار حول الدين بين الداعي ومختلف.



الصفحات : 1 2 [3] 4 5

مختلف
2010-12-09, 05:35 PM
بعد التحية والسلام:






أنا لن أقول إن الله ينهى عن التفكر فيه, ولكن أقول: أنَّى لك أن تفكر في شيء أن عاجز عن إدراكه؟!



أنت؛ أنت..تقول: وهذا لا يعني أنك على صواب! عزيزي؛ كلامك خاطئ؛ فهل كان الناس على زمن الرسول يدركون الموجات الراديوية؟ أو الكهرباء؟ أو حتى أسباب البرق والرعد حتى خُيل إليهم أنه ملاك !

اقتباس أحاديث:



أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال الرعد ملك
والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد

أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه

أخرج البخاري في الأدب المفرد وابن أبي الدنيا في المطر وابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له وقال إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه


أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو الذي تسمعون صوته والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب

أخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال الرعد ملك اسمه الرعد وصوته هذا تسبيحه فإذا اشتد زجره احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه

أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ما خلق الله شيئا أشد سوقا من السحاب ملك يسوقه والرعد صوت الملك يزجر به والمخاريق يسوقه بها




إن عدم مقدرتك على إدراك الشيء حالياً لا ينفي عدم قدرتك لاحقاً على إدراكه؛ وربما يريدنا الله أن نبحث عنه ونجده: وهذا لا يعني أبداً أن نصدق أيّ شخص يقول أنه استطاع التواصل معه. إني أتكلم بقواعد المنطق اﻷساسية؛ ولا أتكئ على رأي مسبق؛ لذا تفهّم حياديتي.


ب‌- قولك:" ولكن رحمة الخالق لا تُدرك من رحمة خلقه، وإلا لكانت هناك صفات سلبية ستُدرك بهذا الخالق بسبب وجود مخلوقات شريرة".
- من قال هذا القول؟
- أنا قلت:" ويدرك رحمة الخالق من تكامل خلقه وتآلفه". فهذا الكون المسخر للإنسان هو من رحمة الله, وصدق الله العظيم: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾, (الروم: 50).
- مختلف, أرجو أن تدقق جيدًا في كلامي.


آسف؛ فقد ظننت التآلف رحمة!


وماذا تغير اﻵن؟ لم يتغير شيء؛ ﻷنني سأسألك نفس السؤال وبصيغة أخرى:


هل يعني ذلك أن الخلق غير المتكامل وغير المتآلف يدل على عدم رحمة الله؟


سأهمس لك بشيء: اقرأ نسبة المواليد المشوهة ونسبة الناس العقة ﻷهلها والناس والمخلوقات التي تناقض كلامك -وما أكثرها- فستجد أن الاستدلال على رحمة الله من تآلف وتكامل خلقه يقتضي الاستدلال على جلافة الله بسبب عدم تآلف وعدم تكامل الكثير من خلقه!


طبعاً لن أناقش هنا مسألة عدم الكمال ﻷننا سندخل بمتاهة تعرفها جيداً - لكنني أريد منك جواباً عن شيء آخر تماماً:


ماهي العملية الاستقرائية المنطقية التي قمتَ بها لتخرج وتقول (إدراك رحمة الخالق يمكن من ملاحظة تكامل خلقه وتآلفه)؟ ومثالي مازال ضمن صلاحيته:


[ما الذي يضمن للشاة التي يهتم بها الراعي ويسمنها، أنه يهتم بها ﻷنه رحيم بها؟ بل ﻷنه سيذبحها ]


[1]






ت‌- قولك:" أتفق معك فيما ذكرت ضمناً، لكن ما علاقة هذا بحاجته، أو حاجتنا ﻹرسال الرسل من البشر؟". هذه النقطة تثبت أن الله لم يخلقنا عبثا, فما الحكمة من خلقه لنا؟ وما الغاية؟ وبنيت على هذه النقطة النقطة التي تليها.








لا يحق لك التقوّل على الله الخالق العظيم؛ ماالذي يمنعه أن يخلقنا دون أن نفهم الغاية؟ كما يقوم العالم بعمل تجارب على فأر تجارب دون أن يستطيع الفأر فهم السبب؛ قلت أنت أعلاه:



أنَّى لك أن تفكر في شيء أن عاجز عن إدراكه؟!



إذاً رأيك أننا لن نستطيع إدراك الله، وهذا يقتضي بالمنطق أنه ليس بالضرورة لنا أن نفهم لماذا خلقنا! [2]



- " هذا يسمى استقراءاً خاطئاً أو لنقل قاصراً": هذا تشخيص غير سديد, وما هو بالصواب.



ماهكذا يتم الدفاع عن اﻷفكار عزيزي الداعي؛


أنت قلت:



ث‌- لأنَّنا لا ندرك ذات الله, ولم نبلغ علم الله, ونعجز عن الإحاطة بنعم الله, لأننا كذلك عجزنا عن إدراك حكمته من خلقنا وخلق ما حولنا؛ لذلك لا بدَّ لنا من الرسل ليبلغنا الله من خلالها الحكمة والغاية من الخلق؛ لنقوم بما خلقنا من أجله. وهنا أذكر قول إبراهيم_ عليه السلام _: ﴿لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾, (الأنعام: 77).









وانا أجبتك:



مختلف كتب:
ث- هذا يسمى استقراءاً خاطئاً - أو لنقل قاصراً، فلو كان عقلك قاصراً عن استيعاب وإدراك علم الله -وهو كذلك- فكيف تقول أنه لابد فاعلٌ كذا وكذا؟ بل اﻷصح أن تقول: فلا بدّ إذن من أن يبلغنا سبب خلقنا والحكمة منه بالطريقة التي يريدها فهو الخالق وعلمك لا يدركه وبالتالي فلن تستطيع إدراك رغبته -إن تعارضت او توافقت بالظاهر مع رغباتك.






فتردّ علي بأن هذا تشخيص غير سديد، وما هو بالصواب!!


أرني الصواب بالاستقراء المنطقي:





مسلّمة ، مبرهنة، استقراء، نتيجة. أما ما فعلته أنت مجرد أننا لا نستطيع الادراك إذا يجب الارسال! وماذا لو قلت لك للمرة الثانية هذا تقوّل عن الله الخالق العظيم؟





ولننظر ما تقول:



" فلو كان عقلك قاصراً عن استيعاب وإدراك علم الله -وهو كذلك- فكيف تقول أنه لابد فاعلٌ كذا وكذا؟": أنا لم أقل, بل هو أخبرني, وذلك في قوله: ﴿يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾, (الأعراف: 35).






من أخبرك ومتى؟ لم أفهم؟؟


نريد إثبات صدقية الرسالة ومعها صدقية القرآن فتأتيني ببرهان مما هو تحت المجهر ﻹثبات برهانه؟؟؟


أريد من مشرف الحوار أن يقول لي أنّ حجتك منطقية، حتى أرحل بسلام!





وتقول:



" بل اﻷصح أن تقول: فلا بدّ إذن من أن يبلغنا سبب خلقنا والحكمة منه بالطريقة التي يريدها": لو أنَّه لم يقل لي الوسيلة التي سيبلغنا من خلالها سبب خلقنا والحكمة منه, لقلت قولك, ولأخذت أفترض: هل سيخبرني الله بنفسه؟ هل سيرسل رسلا من البشر؟ هل سيرسل رسلا من مخلوقات لم نعرفها؟ إلى غير ذلك من الافتراضات, ولكنَّه أرسل الرسل حقًّا.








أنا هنا أناقشك بصحة فرضية جواز إرسال الرسل ﻷنني أفترض أنهم لم يتواصلوا مع الخالق ولا بشكل؛ فتقول لي بلى: أخبرني الله عن طريق الرسل أنه هناك رسل ؟؟؟؟ بالله أنت مقتنع بكلامك؟؟؟؟ [3]


وتقول:






" فهو الخالق وعلمك لا يدركه وبالتالي فلن تستطيع إدراك رغبته إن تعارضت او توافقت بالظاهر مع رغباتك": هذا قول حقٌّ لا مراء فيه, ولكنَّني لم أُملِ رغبتي على خالقي, بل هو أبلغني برغبته وإرادته ببعث رسل الحق: ﴿لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾.








نفس الكلام أعلاه؛ لا تفترض أن هذا كلام الله ، حتى هذه النقطة من نقاشنا لم تثبت صحة القرءان حتى تأتيني بأمثلة وبراهين منه على أنه كلام الله.


أنا أستشهد بكلام القرءان والحديث النبوي عند رغبتي دحض كلامك ﻷنه من صميم معتقدك، أما أنت فلا يمكنك دحض كلامي بالقرآن ولا بالسنة ﻷنني أقول لك: هذا ليس كلام الله!. [4]






- " ملاحظة عن النقطة [ث]: كم عدد الديانات المسماة بالسماوية في دنيانا نحن البشر؟ والتي تقول لنا: [الحكمة من خلقكم كذا، ودوركم كذا]": أنا أجاوبك عن الإسلام؛ لأنه في نظري هو الدين الحق, ولم تلعب به يد العبث, ولم تطاله يد التحريف والتبديل, فلا تسألني إلا عن الإسلام في هذا الموضوع. وحياك الله.






أنت لم تطلع على الديانات اﻷخرى ومع ذلك متأكد من أن الاسلام هو الدين الصحيح! كيف؟؟ ﻷنه قال ذلك!! [5]


يا أخي الاسلام حتى اللحظة (في حوارنا) ليس إلهياً وليس محمياً من التحريف فنحن هنا نتناقش ﻹثبات أو دحض ذلك!!


سأسألك عن اﻹسلام فقط؛ تكرم.





اﻵن:


كل النقاط التالية لن أعلق عليها سوى النقاط اﻷخيرة ﻷنني قلت:



مختلف كتب:


{وما خلقت اﻹنس والجنّ إلا ليعبدون - الذاريات 56} وهذا يتنافى مع قولك ان الخالق لا يُنعتُ بالعبثية، فهل يُعقل أن يخلق الخالق المبدع ملايين المجرات والتي لا نُساوي فيها ذرة غبار، ويخلق معنا ملايين الملايين من اﻷنواع الأخرى منها ما نعرفه ومنها لمّا نعرفه بعد، فقط لنعبده! نحن والجن! - رأيي الشخصي الذي لا يُلزمك: هذه تسمى عبثية أيضاً!.








أي أنني رأيتُ عبثيةً بمفهوم الاسلام لله، وليس عبثية بالله الذي أؤمن! وهناك فارق خارق هائل بين المعنيين؛ أنا: مختلف: أعتبر الله منزه عن صفة العبثية التي تلصقونه بها من خلال آية الذاريات 56: وليس العكس.


اﻵن جيد أنت دافعت عن رأي الاسلام بهذه النقطة بالملاحظات من 1-13


وﻷنني قلت (هذا رأيي الشخصي وانت غير ملزم به) لذا لن أدخل النقاش بل سأحترم فيك دفاعك عن عدم عبثية اﻹله الابراهيمي – إن صحت التسمية "كي أميزه عن الخالق الذي أؤمن به والذي أنزهه عن أي نوع من العبث حتى لو كان أن نعبده نحن والجن فقط...الخ"





تعليقي هو على النقطة:



) هذه حكم قد أخبرنا الله بها, والله وحده يعلم كم ثمَّة حكم لم نعلمها, ولم يخبرنا الله بها!!



هذا الكلام لم يخبرك الله به، انت مازلت في طور إثبات أن هذا كلام الله! - تأمل عزيزي، أنت هنا ﻹثبات ذلك ولا يحق لك باعتبار الكلام إلهياً وتستبق الأحداث!






13) فهل بعد هذا بقيت عبثية يا زميل؟! هداك الله لما يحبه ويرضاه.



حاشاك ربي عن نعتي لك بالعبثية!! - هداك الله لما تحب وترضاه أيضاً. هذه النقطة متفقان بها ولسنا مختلفان!!



ج‌- ومهما يكن من أمر, فالرسل هم من ثبت أنَّ الله أرسلهم لهذا الأمر.



لم يحن وقت نقاشنا عن صحة أن الله أرسلهم، فنحن أصلاً لم ننته من النقطة اﻷولى وهي الدليل على ان الله يجب أن يرسل بشراً رسلاً من عنده. [6]






ح‌- وعليه, هذا دليل خريت دامغ على حاجة الناس للرسل, ألا وهو: إخبارنا سبب خلقنا والغاية منه.









قلت في مداخلتي السابقة:



مختلف كتب:


الأدلة الخمسة التي سميتها لتوك -أدلة عقلية ﻹثبات حاجة وجود الرسل- لا تُثبت الحاجة الفعلية لوجود ما يسمى بالرسل – حتى لو افترضنا جدلاً ضرورة وجود نظام من الخالق لتنظيم الخلائق ولإخبارها عن سبب وجودها.








أكرر؛ حتى لو افترضنا جدلاً ضرورة وجود نظام من الخالق لتنظيم الخلائق وإخبارها عن سبب وجودها: أي بالعودة إلى قولك ومقارنته بقولي:


تقول: حاجة الناس للرسل هي إخبارنا سبب خلقنا والغاية منه؛ فانت افترضت بناء على مقدمات متباينة أن الرسل حاجة؛ وانا أقول لك مرارا وتكرارا حتى لو افترضنا جدلا أن الله يجب أن ينظم حياتنا بنظام من عنده – هذا لا يؤخذ كدليل "خريت ودامغ" أن الرسل يجب أن يكونوا بشراً أو يجب أن ياتوا أصلاً !!! [7]





بناء على مداخلتك رقم (ح) ونتيجتي [7] واضح أننا غير متفقان على التأكيد القطعي لوجوب إرسال الرسالة أصلاً


أنا أقول ربما هناك رسالة وإن كان فليس بالضرورة أن تكون رسلا بشرية! وأنت تقول برهان دامغ وخريت و...الخ؟؟؟؟؟





بناء على النتائج [1] و [2] و [3] و [4] و [5] و [6] تمّ دحض الدليل العقلي اﻷول "للمرة الثانية!!” وبرجاء من الزملاء إعادة قراءة ما كتبته بتأني، وإزالة هالة القدسية عن النصوص ولو مؤقتاً ﻷنها ليست ادلة في بحثنا هذا.





زميلي الفاضل الداعي – برجاء الانتظار حتى أرد على كافة المداخلات؛ وأكتب خلاصة برأيي وما استنتجته، وهذا يتطلب وقت فانا حتى اللحظة لم أفرغ سوى من ردي على ردك على الدليل العقلي اﻷول!! وهذا يعني أننا سنطيل الزيارة في منتداكم إن شاء الله:


رجائي: فضلاً لا أمراً عدم كتابة المزيد من المداخلات حتى أفرغ من الردود وأكتب الخلاصة.





تحية طيبة للجميع وللفاضل الداعي ورود محبة وتقدير، وللأخ مسعود كل التحية والمحبة والاحترام.


إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية – محبتي..


دمتم بخير..





يتبع..

مختلف
2010-12-10, 11:53 AM
عد التحية والسلام؛
أشرع اﻵن بتفنيد الرد على تفنيدي لدليلك العقلي الثاني:



مختلف, تحية طيبة, وبعد:
1.#الدليل العقلي الثاني:
أ‌-#قولك:"اسمح لي أن أبين لك أنني متفقٌ معك بأن الخالق لم يخلقنا عبثاً، لكنه ليس بالضرورة خلقنا كي نعبده! - ربما، ولكن ليس بالضرورة".
-#جميل أن تقرَّ أنَّ الله لم يخلقنا عبثًّا, وتجزم بذلك.
-#لماذا خلقنا الله إذن؟
-#لن نعرف من أنفسنا, فلربما من أجل العبادة, أو من أجل شيء آخر!!
-#من سيخبرنا؟
-#إنه الله نفسه, إمَّا بنفسه, وإمَّا بواسطة (الرسول).
-#وعليه, هذا دليل خريت على حاجتنا لأن يتصل الله بنا (الرسل كما ثبت بالمشاهد المحسوس).


بالنسبة للنقطة أ أعلاه؛ والتي هي حول النقطة ب في حديثك عن الدليل العقلي الثاني؛ أنا استنتجت من كلامك أنت أنّ الله ربما خلقنا للعبادة ولكن ليس بالضرورة؛ وهذه النتيجة نتيجة منطقية أنت أصلاً لم تدحضها. ﻷنها مستنتجة بالمنطق من كلامك -في ردي ما قبل السابق- إذاً:
نحن متفقان على أن الله لم يخلقنا عبثاً
غير متفقان حتى اللحظة على أن الله سيخبرنا أم لا؛ وأنا قلت بالملخص السابق:
الأدلة الخمسة التي سميتها لتوك -أدلة عقلية ﻹثبات حاجة وجود الرسل- لا تُثبت الحاجة الفعلية لوجود ما يسمى بالرسل – حتى لو افترضنا جدلاً ضرورة وجود نظام من الخالق لتنظيم الخلائق ولإخبارها عن سبب وجودها.
أي حتى لو افترضنا : أي بمعنى آخر حتى لو وافقتك واعتبرت أن كلامك مقبول فهذا لا يجعل إرسال الرسل أمراً حتمياً والدليل من كلامك أنت لا من كلامي انظر:



وعليه, هذا دليل خريت على حاجتنا لأن يتصل الله بنا (الرسل كما ثبت بالمشاهد المحسوس).


أنت تقول الرسل "بالمشاهد المحسوس" ولكن لو كان الرسل كذابون فهذا يعني أنّ الله لم يتصل بنا! يعني احتمال أنه لم يتصل بنا قائم؛ وبالتالي تم تفنيد دليلك فهو لا خريت ولا هم يحزنون.
فالمشاهد المحسوس يندرج تحت صفاتنا ولكنك أنت قلت بمداخلتك السابقة:



أنَّى لك أن تفكر في شيء أن عاجز عن إدراكه؟!


إذا كنت عاجز عن إدراكه فكيف تقول أن المشاهد المحسوس هو دليل خريت..؟ عجبت لهذا الكلام والله!



ب‌-#قولك:"#ناهيك عن أن التشبيه بين قيم اﻹنسان واﻹله لن تجد لبعضها أيّ نوعٍ من التأويل.".#
-#أنا لم أجعل قيم الإله هي نفسها قيم الإنسان.
-#لقد سقت الكلام للدلالة على أنه لا بد أن يكون لله حكمة من خلقه لنا.
-#أنت قد اتفقت معي في ذلك, ونلنا الغاية المرجوة من المداخلة.


لا بأس بقولك هذا؛ فنحن هنا لسنا للاختلاف، بل للفائدة وتقريب وجهات النظر.



ت‌-#قولك:"لم نأتِ بعد للاستشهاد بآيات من القرآن، فلم نثبت صدقية الرسالة بعد ولا صِحة القرآن".
-#أنا لم آت بالآيات للاستشهاد بها, بل سقتها لأبين أنها متفقة مع ما توصل إليه العقل, وليست مناقضة له.
-#الآيات ليست حجة عليك مالم تهتد لإعجاز القرآن


شكراً لتفهمك.
اﻵن:
كنت قد قلت في مداخلتي السابقة تفنيداً ﻷن يكون الدليل العقلي الثاني هو فعلاً دليلا عقليا يرقى لمرتبة الدليل؛



مختلف كتب:


ت- بينت في ملاحظتي اﻷخيرة أنّ ما تراه خلقاً هادفاً أراه عبثية، وأنزه خالقي من هكذا صفة!، ومثالك -إن صحَّ- فهو تبيان ﻷن يكون لله – عز وعلا- قيماً نعرفها وندركها كي لا يتهم بالعبثية؛ أفهم من سابق كلامك أنّ الله إن كان له عمل أو خلقنا لتجربةٍ ما -حاشاه أن يفعل- فستسقط عنه تهمة اﻵخر بالعبثية!! - اسمح لي أن أبين لك أنني متفقٌ معك بأن الخالق لم يخلقنا عبثاً، لكنه ليس بالضرورة خلقنا كي نعبده! - ربما، ولكن ليس بالضرورة. وهذا الاستنتاج الأخير هو من كلامك أنت!
ناهيك عن أن التشبيه بين قيم اﻹنسان واﻹله لن تجد لبعضها أيّ نوعٍ من التأويل.
ث- أجبت عن هذه النقطة بجوابي عن النقطة [ث] في الدليل العقلي اﻷول.
ج- لم نأتِ بعد للاستشهاد بآيات من القرآن، فلم نثبت صدقية الرسالة بعد ولا صِحة القرآن. لذلك لا يُعتد باﻵيات كدليل عقلي، وإن كان هناك اعتراض فلا تنسَ أن هناك رُسلاً قبل نبي اﻹسلام محمد (ص) ولم تكُ اﻵيات بعد!


النقطة أ في الدليل العقلي الثاني بكلامك لم تكن دليلاً بل تمهيدا [1]
النقطة ت في كلامك تم تفنيدها سابقاً وتفنيد الرد أعلاه [2]
النقطة ث أجبت عنها سابقاً وتم التفنيد [3]
النقطة ج : انت قلت أنها ليست للاستشهاد ولا يعتد بها كحجة على نقاشي معك.[4]
النقطة ب نقطة متفقان عليها لكنها ليست دليلاً؛ ولا تربط مع غيرها من النقاط لتصبح حجة.


نتيجة:
مما سبق :
[1] و [2] و[3] و [4] نستنتج: الدليل العقلي الثاني ليس دليلاً على ضرورة إرسال الرسل.
الرجاء عدم الرد حتى انتهاء ردي على الردود جميعاً؛ أرجو التفهم.
عذراً للإطالة لكن وقتي ضيق قليلاً.


يتبع..

مختلف
2010-12-10, 08:12 PM
td p { margin-bottom: 0in; }p { margin-bottom: 0.08in; }
بعد التحية؛ عزيزي الفاضل الداعي..

أتابع اﻵن ردي بخصوص ما أطلقتَ عليه -الدليل العقلي الثالث.






. الدليل العقلي الثالث:
أ‌- قولك:" يقدس اللاديني إلهه، فهو يعبده!". هذا قول صحيح.



خلافنا هو ليس بالتقديس بل بالعبادة؛ إن كنت تعتبر التقديس عبادة فهنا أوافقك لكنني فهمت منك العبادة أي القيام بالعبادات والواجبات الدينية وافتراض وجودها! - مثلاً أنا أقدس إلهي الخالق لكنني لا أقوم بأي "واجب" عدا عن كوني إنسان صادق ومخلص وسخي على الفقراء ومثالي في التعامل مع الناس؛ إن كانت هذه عبادة فانا أعبده أما إن كنت تقصد صلاة وصوم وحج وزكاة؛ فاعذرني إننا مختلفان بهذه النقطة.






ب‌- قولك:" كيف يؤدي عدم تنظيم العلاقة المقدسة بين الخالق والمخلوق إلى عبادة غير الخالق؟".
- مشركو قريش قالوا عن عبادتهم للأصنام أنَّها من تقديس الله والتقرب إليه: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾, (الزمر: 3). فهذا مثال حقيقي على الانحراف.
- المجوس يعبدون النار, والصابئة يعبدون النجوم, وآلاف من الاعتقادات المنحرفة؛ لأنَّ أصاحبها وضعوا نظام العبادة من أنفسهم, ولم يأخذوه من خالقهم.
- قد ينسبون لله صفات النقص من حيث يجب تنزيه عنها؛ فمنهم من جعل لله ولدًا, ومنهم من وصفه بالتعب,...إلخ.
- وعليه, فلا بدَّ أن تنظم علاقة العبد مع خالقه المتمثلة بالعبادات والمعتقدات بنظام من عند الله.






تعطي مثالاً عن قريش وانحرافها وكأن قريشاً هي المجموعة الوحيدة من البشر التي تقدس الله!؛ أنا أقدسه دون عبادات إذان لا يمكن انحرافي! مثالك -حتى لو كان واقعياً- فهو لا يفيد مسألة تأكيد وجوب وجود نظام للعبادة؛ ﻷن الله الخالق له كامل الحق بأن يفعل ما يشاء ولا يحق لنا (او باﻷحرى لا نستطيع) أن نغير من إرادته شيئاً؛ ربما إرادته هي كذلك: أن لا يرسل نظاماً أصلاً. هذه النقطة أصلاً غير مهمة فأنا لا أريد معارضتك وفقط معارضتك؛ يمكننا الاتفاق على إمكانية وجود نظام من الخالق – لكن رجائي ثم رجائي أن تعلم أنك لم تستطع إقناعي -منطقياً- بهذه الحجة فكل اﻷمثلة التي أوردتها انت ليست أدلة على (الوجوب) بل على (إمكانية) وجود نظام من الخالق واﻹمكانية هي (لاشيء) في علم البراهين.




قولك أن أصحاب العبادات المنحرفة وضعوا أنظمتهم لوحدهم صحيح؛ سأرضى بهذا الرد لكن لا تنسَ : حتى اللحظة اﻹسلام هو واحد من هذه اﻷنظمة المختلقة من البشر: وعليه يجب عليك إثبات أن اﻹسلام (وكذا الديانات الابراهيمية) لها نظام من عند الخالق بدليل دامغ لا يقبل أي نوع من التأويل.




نسب الصفات لله من حيث له ولد وانه يتعب أكيد هي صفات بشرية لا تليق بالخالق ومردود عليها ببساطة؛ لكن أهمس بأذنك أن الإسلام أيضاً يضع لله صفات إنسانية هي أبعد ما تكون عن إله خالق للكون كاملاً! الغضب!

انظر اﻵيات:






وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿6﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ ﴿7﴾ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿8﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿9﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿10﴾ - سورة النور




وأيضاً اﻵية:



أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ - سورة المجادلة 14




وهناك غيرها صفات بشرية لله بالإسلام لكن ليس حوارنا هذا.






ت‌- قولك: " لا يأت النظام من إنسان فكيف لنا أن نصدق من يدعي أنه من طرف اﻹله؟".
- تصديقه يكون بناء على دليل يثبت دعواه.
- هذه نقطة ستبحث في محور: (كيفية إثبات النبوة), فلا تعجل.
- ليس ثمة تناقض بين كون الرسول بشرا, وبين كونه يوحى إليه.




لا يوجد تناقض في حال واحد هو الدليل الدامغ؛ لستُ مستعجلاً.




ث‌- قولك:" مالمانع أن توجد الرسالة ولكن أن تُرسل مع مخلوق آخر". لا يوجد مانع, ولكن عندما تقام الحجة أن الله اصطفى من البشر رسلا, ليس لنا عذر في الاعتراض على اختيار الله.




بانتظار الحجة.




من النقاش أعلاه لم أجدك تدحض تفنيدي؛ أنت قلت أن هذا الدليل العقلي الثالث لوجوب إرسال رُسل؛ ومازالت اﻷسباب التي سُقتَها لا تُعتد كدليل كافٍ وردّك هو توضيح لرأيك وليس دحض لرأيي.

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------


تحية لكل المارين وكل الزملاء وأخص بالتحية الزميل الداعي لصبره وسعة صدره..

أرجو عدم الرد بانتظار إكمال مداخلتي (الطويلة مع اعتذاري) - فضلاً لا أمراً.




يتبع..

مختلف
2010-12-11, 07:19 PM
السلام عليكم أخي الفاضل – الداعي.
بعد التحية؛ أشرع بالرد على ردكم على تفنيدي للدليل العقلي الرابع.



مختلف, تحية طيبة, وبعد:
1. الدليل العقلي الرابع:
أ‌- أنا لم أقل أنَّ إشباع غريزة التدين من حيث هلاك الإنسان, إشباع حتمي, بل لا يوجد غريزة إشباعها حتمي من حيث هلاك الإنسان.
ب‌- الذي إشباعه يكون حتميا هو ما كان حاجة عضوية.
ت‌- إشباع الغريزة حتمي من حيث استقرار الإنسان وقلقه؛ فالذي يشبع غرائزه يستقر, والذي لا يشبعها يقلق.
ث‌- لا يشترط في إشباع الغريزة أن يكون إشباعا صحيحة؛ فإنسان يسرق الأموال يكون قد أشبع مظهر التملك, ولكنه إشباع خاطئ. وإنسان يشبع شهوته عن طريق الزنا يكون إشباعه خاطئ, وإنسان يعبد الأصنام يكون تقديسه خاطئ.


أنت لمحت بشكل واضح أن التدين هو غريزة حتمية فقد قلت:


ب‌- إشباع الإنسان لغرائزه وحاجاته العضوية أمر حتمي، وهذا الإشباع إذا سار دون نظام يؤدي إلى الإشباع الخطأ أو الشاذ ويسبب شقاء الإنسان، فلا بد من نظام ينظم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية.
ت‌- هذا النظام لا يأتي من الإنسان، لأن فهمه لتنظيم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض والتأثر بالبيئة التي يعيش فيها، فإذا ترك ذلك له كان النظام عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض وأدى إلى شقاء الإنسان.


عندما تتحدث عن اﻹشباع غير الصحيح للغرائز الحتمية وسببه بشقاء اﻹنسان وتقول بعدها أن هذا النظام لا يأت مع الانسان فأنت تقصد أن التدين غريزة حتمية! ؛ إن لم يكن هذا قصدك فلا حجة أصلاً لأرد عليها!
فأستطيع ببساطة القول أني متفق معك؛ ولكن علامَ؟ أن الغرائز الحتمية يجب اشباعها اشباعاً صحيحاً وأن نظام إشباعها يجب أن يكون من غير اﻹنسان؟ ممتاز – هل الرسول غير بشري؟ أنتَ أجلت الحديث عن ضرورة وجود نظام حتى إثبات صحة الرسالة ولكنك لم تُثبت ذلك "تأجيل لا أكثر".


ج‌- وعليه, كل من ذكرتهم أشبعوا غريزة التدين, ولكن بشكل خاطئ؛ منهم من قدس الصنم, ومنهم من قدس نفسه, ومنهم من قدس المادة والعلم, ومنهم من قدس الله بنظام من عنده كاللادينيين واللا أدريين.


ومنهم من قدس الله بنظام من عند بشر آخرين كاﻷديان! فأنت لم تُثبت بعد صحة الرسالة حتى تفرض أن النظام الاسلامي -كمثال سماوي- هو من عند الخالق بالفعل!!



ح‌- إن أردت أن تفتح موضوعا مستقلا لأبين لك الشقاء الذي ساقه النظام الرأسمالي للبشرية سأفعل.


ح- قلت لك أنك تستطيع أن تاتيني بألف دليل مناقض؛ وأستطيع إتيانك بألف دليل مؤيد! حديثنا ليس هذا ولن نخوض فيه؛ إلا إن أردت ذلك.



خ‌- وهنا لك سؤال: هل يوجد أي شخص يستطيع أن يضع نظاما يقود البشرية للسعادة والهناء مع الدليل.


خ- لا؛ الدليل أنه لا يوجد حتى اللحظة أي نظام -أجل أي نظام مهما كان- قد قاد ويقود البشرية للسعادة والهناء؛ ومثالي هو المسيحية والاسلام والرأسمالية: كلها أنظمة سببت الدمار في إحدى مراحلها على اﻷقل.
وأظنك أغفلت النقطة التي أوردتها: أن مؤسسي النظام الرأسمالي لم يقولوا أن نظامهم إلهي؛ لذا لا يحق لنا تقييم الدين الاسلامي على أساس مقارنته مع النظام الرأسمالي ﻷن الإسلام يدعي أنه من الخالق!



د‌- ولأن الله يريد الخير للبشرية, لم يترك لهم وضع نظام ينظم شؤون حياتهم؛ لأنهم عاجزون, بل هو من شرع لهم ذلك, ولأنه أراد للكون أن يعمر بأحكام الله.
ذ‌- وعلاقة هذه النقطة بالرسل, هو أن النظام الذي من عند الله لا بد لنا من رسول يخبرنا به بغض النظر عن طبيعته, سواء أكان بشرا أم غير ذلك.

لا فائدة أستخلصها من النقطتين أعلاه! فلا بأس أن نتفق على أن النظام الكامل لن يأتي سوى من اﻹله- ولا بأس أن نتفق -رغم أنك لم تقنعني بالحجة- أن الله سيرسل هذا النظام للبشر؛
حتى اللحظة: ما دخل الرسل؟ - الله الخالق الذي خلقك وخلقني وخلق مليارات اﻷكوان هو أعرف بكيفية إرسال الرسالة (أو النظام) ولا يوجد أي سبب يجعلنا نرفع احتمالية أنهم بشر مثلنا أبداً !! ؛ يعني كلامك صحيح وجميل:


سواء أكان بشرا أم غير ذلك.


إذاً أنت رددت على ردي؛ ولكنك ظللت بنفس دائرة الكلام الذي لا يثبت ضرورة إرسال الرسل!
أما أنا فدحضت أن دليلك الرابع هو ليس دليلاً يُعتد به.


بالعودة إلى مداختي السابقة – الرد على الدليل العقلي الرابع:
مختلف كتب:


عزيزي الداعي، أعد قراءة الدليل العقلي الرابع وتمعن به، ستجد نفسك أثبت وجود الله، النظام، لكنك لم تثبت الحاجة الفعلية ﻹرسال الرُسل! تأمل معي:

ب- غريزة التدين هي غريزة إشباع غير حتمية، والدليل،،عفواً ملايين اﻷدلة!
1-الملحدون
2-الفراعنة الذين يؤلهون أنفسهم
3-مشاكل المؤمنين النفسية (حتى لو قلت لي أنهم أقل من الملحدين مثلاً، ولكنهم موجودون، وتستطيع تصفح أي موقع إخباري لترى أن المتدينون يشكلون رقماً لا يستهان به من المكتئبين أو المنتحرين)
4-اللادينيون اللاادريون (طبعاً جزء من كلّ)
5- تصور قبيلة بدائية تموت وتفنى عن وجه اﻷرض ﻷنها لا تعبد خالقاً!
6- والكثير..
ت- بأي حجة منطقية تفترض عدم إتيان النظام الناظم للغرائز مع اﻹنسان فيما تقبل بالوقت نفسه إتيان الغرائز دون نظام منظم يضبط عملها!
ث-النظام الرأسمالي نظام بناه اﻹنسان، كان من الممكن أن تستشهد به لو أنّ مؤسسيه قالوا انه من عند الخالق؛ ولكن ورغم ذلك لا أظنك تتعامى عن نجاح النظام الرأسمالي عند تطبيقه مع حكم ديمقراطي ومثال ذلك سويسرا، النمسا، السويد، ألمانيا!
ج-ليس دليلاً على شيء، فكما تستطيع أن تأتي لي بألف دليل عن مدى فشل هذه اﻷنظمة ومسيرها باﻹنسانية نحو التهلكة، أستطيع بالمقابل أن آتيك بالف دليل عن أنها أنظمة ناجحة بالمجمل.
ح- أقبل -بتحفظ- بأن النظام المثالي يكون من عند الله، ولكن: هل الله يريد ذلك؟ لماذا لا تكون مشيئة الخالق أن نقوم باختراع أنظمتنا لوحدنا، وباﻷساس ما علاقة هذه النقطة بوجوب إرسال رُسل؟؟
[اسمح لي ولكن هذه النقطة تندرج تحت مسميات كثيرة “دليل” ليس إحداها!!]
خ- جواب مكرر: لم نأتِ بعد للاستشهاد بآيات من القرآن، فلم نثبت صدقية الرسالة بعد ولا صِحة القرآن. لذلك لا يُعتد باﻵيات كدليل عقلي، وإن كان هناك اعتراض فلا تنسَ أن هناك رُسلاً قبل نبي اﻹسلام محمد (ص) ولم تكُ اﻵيات بعد!


ومقارنتها مع ردك وردي اﻷخير يمكن للقارئ ملاحظة أنك ادعيت أن هذا دليل وهو ليس كذلك. علماً أنني متفق معك -دون استطاعتك أن تثبت ذلك- أن الله سيرسل النظام للبشرية؛ وهذا فقط يندرج تحت بند (عدم العناد) أي أنني لا أريد ان أعاندك فحسب؛ بل سأمشي بالطريق الذي تريده وأوصلك إلى نقاشك الذي تريد أن: هل محمداً رسول فعلاً أم لا؟ ولكن انتبه مرة ثانية: أنت لم تثبت ذلك!
خلاصة: الدليل المسمى دليلاً عقلياً رابعاً أوصلنا لنقطة التقاء هي متابعة الحوار دون أن يكون دليلاً عقلياً منطقياً لضرورة إرسال الرسل. وهي أننا سنتابع الحوار حول الرسالة الاسلامية.

شكراً لصبركم على اﻹطالة- تحياتي المسائية لكم وأمنياتي أن يكون الجميع بصحة وسعادة.
يتبع الجزء الخامس من الرد واﻷخير + الخلاصة.
يتبع..

مختلف
2010-12-13, 12:34 AM
بعد التحية..

مختلف, تحية طيبة, وبعد:
1. الدليل العقلي الخامس:
أ‌- هذا دليل قد قلت لك يختلف عن سابقيه.
ب‌- وهو دليل سيبين لك صدقه عند بحث نبوة محمد إن كنت نزيها طالبا للحق.
ت‌- قولك:" إن اتاك اليوم شخص وقال: أنا نبي من عند الله ورسول اﻹسلام كاذب؛ فأول شيء يخطر على بالك أنه كاذب؛ طيب إن أراك معجزة ماحقة سوف تؤمن!! لمَ لا تؤمن؟؟ ". إن أتى بما يثبت دعواه بشكل قاطع لا يدع مجالا للشك, فإني مؤمن به, وكافر بما آمنت به؛ فأبو بكر كان يؤمن بأن الأصنام حق, فلما تبين له زيف اعتقاده آمن بنبي الإسلام محمد.
ث‌- قولك:" أنت تفسر الماء بعد الجهد بالماء! فكيف تكون نظرية تحتاج ﻹثبات هي دليل وبرهان صحة هذه النظرية!!". هذه نقطة سيتبين لك صدقها عند بحثها, وليس الآن. فتأمل.
ج‌- أما بالنسبة لتلخيصك, فقد تم نسفه. وعليه:
- لقد ثبت قطعا أنَّ الله لم يخلقنا عبثا, بل خلقنا لحكمة وغاية.
- لا سبيل لنا لمعرفة هذه الغاية من أنفسنا, فيجب معرفتها من الله.
- هذه الحقيقة تثبت أن الله لا بد أنه سيتصل بنا: إما بنفسه, وإما بواسطة.
- وجود الرسل وثبوت نبوتهم_ وهذه نقطة البحث القادمة _يتبن منه أن الله اتصل بنا من خلال الرسل.
- وسؤال أخير: إن لم يثبت عقلنا حاجتنا للرسل, وخرج من بيننا من يدعي النبوة, فما التصرف المبرئ أمام الله.
- وجوابه: ننظر؛ أصدق بادعائه أم كذب.


ت- هذا ما قصدته؛ أنك إن لم تؤمن به فﻷن دليله ليس دامغاً كما يجب أن يكون؛ ولو كان دامغاً ساحقاً لما كذبك أحد !
ج- عزيزي إن كنت تقصد بالنسف البنود العقلية الأربعة فقد دحضتها واحداً واحداً؛ والخامس هو تأجيل كما هو واضح فانت لم ترد بل قلت لي سيتبين قريباً - وانا سانتقل وإياك للنقطة التالية وهي الرسالة المحمدية وإثباتها القطعي اليقيني الذي لا يشوبه شائبة -عقلياً و نقلياً- ولكن:
كما قلت لك بالمداخلة السابقة أنت لم تستطع إثبات ضرورة إرسال رُسل من البشر- وسأقبل بتجاوز المرحلة اﻷولى إن استطعت إثبات أن الرسالة اﻹسلامية هي رسالة من الخالق حقاً في المرحلة اللاحقة كما وعدتني..
لكن أرجو اﻹقرار بعدم استطاعتك إثبات ضرورة اﻹرسال بل اﻹتفاق على الحاجة اﻹنسانية كاتفاق وليس بالحجة؛ كيلا يظن القارئ أن إثباتاتك كانت على قدر المهمة ألا وهي الرسالة اﻹلهية!

لن أضيف المزيد فقد تفرع الموضوع كثيراً ؛ وما يهم وصولنا لنقطة الالتقاء ألا وهي الاستمرار بدلاً من النقاش العقيم.
بانتظار رأيك وردك وحجتك؛ أو إكمالك للمحور الثاني.

ملاحظة: آسف لضيق الوقت ستكون الردود موزعة على أوقات متباعدة؛ مع الاعتذار المسبق.
تحياتي لك ولزملائي في المنتدى دينيين ولا دينيين.

الداعي
2010-12-14, 11:42 AM
مختلف تحية طيبة, وبعد:


بادئ ذي بَدْءٍ: إنَّ الشيء بالشيئ يذكر, وقد ذكرت مثلا, ألا وهو: «لَا تَعْدَمُ الْحَسْنَاءُ ذَامًا». وحسناؤنا ههنا هي الأدلة العقلية؛ ألا ترى_ يا مختلف _أنَّ ثمَّة أشخاصًا يلحدون بالخالق العظيم مع وجود هذه الحجج الدامغة الدالة على وجود الله, دلالةً تقضي على كلِّ ريب, وتدفع كلَّ شك!! ولكن: منهم من لزم الكبر والعناد, ومنهم من غاب عنه الصواب والسداد, ومنهم من قلَّد بغير هدى ولا رشاد.


ولكنَّ الذي استرعى حفيظتي, هو قولك:" وهذا فقط يندرج تحت بند (عدم العناد) أي أنني لا أريد ان أعاندك فحسب". ولا جرم أنَّ هذا القول يصدر من إنسان همُّه معرفة الحق ليس غير, وقد قلت لك: واعلم أنَّ بك نعمتين يفتقدهما كثير غيرك, ألا وهما: الإيمان بالله, وعدم الاعتقاد بدين محرف أو وضعي. فالملحد تنكس لفطرته, وجحد خالقه, وأبى الملحد إلا كفورا. وصاحب الاعتقاد بالدين الباطل يعز عليه ترك باطله, ويعز عليه أن يكفر بملة آبائه وأجداده. أما أنت؛ فإيمانك بالله راسخ, وليس لديك عقائد دينية تحول بينك وبين اكتشاف الدين الحق؛ فاقصد الحق, وتقصاه حثيثا سعيا.


ومسك النقاش, هو أنَّك لن تنفع الله ولن تضرَّه؛ فسبحانه من إله لا تنفعه طاعة, ولا تضره معصية: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾, (الحج: 37). وفي الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا», أخرجه مسلم.


وهنا خطوط عريضة:
1. ثمَّة كلام كثير إمَّا أنَّه انحرف عن لبِّ النقاش, وإمَّا أنه لم يمسَّ جوهره؛ لذلك سأتجاوز عنه, ونرجئه إلى حيث يبحث.


2. أنا وأنت, نؤمن مطمئنين بأنَّ الله لم يخلقنا عبثًا, ونؤمن مقتنعين أنَّنا لن ندرك الحكمة والغاية من خلقنا من دون أن نعلم من الله ذلك, ولكن الخلاف في أمرين:
- هل من الضروري أن نعلم الحكمة والغاية من خلقنا؟
- هل من الضروري أن نعلم ذلك برسول بشري؟
والصواب أن نتجاوز هذا الخلاف إلى جوهر البحث, ألا وهو: هل محمد بن عبد الله رسول من الله؟


3. قد لا يجزم المرء بأنه لا بدَّ من بعث رسل من الله على أي حال كانوا, ولكن إن جاءه من يدعي أنه رسول من الله, التصرف المبرئ أمام الله هو أن ينظر؛ أصدق في ادعائه أم لا؟


4. المداخلة القادمة, ستكون_ بإذن الله _هي في صلب نبوة محمد بن عبد الله, ولكن قبل الشروع بذلك, قل لي_ يا مختلف _:
ما هي المعايير والأسس التي يثبت المرء من خلالها أنَّه رسول من الله حسب ما يقرُّه عقلك, استنادًا للدليل العقلي؟

الداعي
2010-12-16, 01:25 AM
قل لي_ يا مختلف _:
ما هي المعايير والأسس التي يُثْبِتُ المرءُ من خلالها أنَّه رسول من الله حسب ما يقرُّه عقلُك, استنادًا للدليل العقلي؟

مختلف
2010-12-16, 09:10 PM
آسف للتأخير عزيزي الداعي واﻷسباب متعددة منها عدم استطاعتي التسجيل البارحة!
على كل حال أكرر اعتذاري؛
بالنسبة لسؤالك:


ما هي المعايير والأسس التي يُثْبِتُ المرءُ من خلالها أنَّه رسول من الله حسب ما يقرُّه عقلُك, استنادًا للدليل العقلي
فأنا ببساطة ليس لدي معايير ولا أسس يمكن أن (يقرها الانسان بمثل هذه القضية الشائكة) فمثلاً شخص متطور من بلد متحضر قادر أن يثبت بالدليل القاطع أنه رسول لمجموعة بشر بدائيين مازالوا في اﻷمازون! بمجرد جلبه لكاميراته!
لذا أستطيع- فقط تجاوزا- أن أقول: أن يكون الدليل ساحقاً بحيث لا يبق أي مشكك! يعني بالعربي الفصيح كما نقول محلياً: يجب أن يكون الجميع آمنوا بلا أدنى اسثناء وهذا أضعف اﻹيمان!!
بالنسبة لي شخصياً لن أقبل بمعجزة رآها غيري ولم أرها أنا!؛ ولا أقبل بأي معجزة ممكنة الحدوث بالصدفة أو بالاتفاق مهما بلغت صعوبة تنفيذها بالاتفاق! فأنا ببساطة أطلب معجزة على قدر اﻹله الخالق: ولنر ما خلق:
كوننا على اﻷقل.. وفي كوننا على اﻷقل خلق سكستليار مجرة في كل مجرة على اﻷقل مليار نجم ومليار كوكب وخلق اﻹنسان بكل تفاصيله الرائعة خلق الخُضرة وجعلها متنفسا لنا! خلق ملايين اﻷنواع من الحيوانات وملايين اﻷنواع من الأسماك والطيور والحشرات والبكتيريا..الخ الخ.. فلن أقبل من هكذا إله عظيم معجزة على مستوى بعض السحرة أو معجزة خداعية أو معجزة كلامية! وبالتأكيد لن أقبل أن أكون أنا ممن (لم يروها)! طيب بعث الله رسولا وأيده بمعجزة لا المعجزة على مستوى خلق الله ولا أنا رأيتها؟؟ أين المعجزة!!

تحياتي لك وللزملاء وأعتذر عن ضيق وقتي وإطالتي الدائمة...
ورود مسائية للجميع...

الداعي
2010-12-16, 11:33 PM
مختلف, تحية طيبة, وبعد:

1. تثبت النبوة بالمعجزة, والمعجزة هي الشيء الخارق للعادة, ولا يكون بمقدور الإنسان أن يأتي بها لا من نفسه, ولا من غيره. والمعجزة تكون سلطانًا مبينا, وحجة دامغة, ودليلا خريتا, وبرهانا ساطعا؛ لذلك هي حجة على من يراها, وهي حجة مادام البشر قاصرين عن مجاراتها, والإتيان بمثلها, وهم لم ولن يأتوا بمثلها؛ لأنها معجزة.

2. والمعجزة نوعان؛ معجزة تنتهي بموت صاحبها, ومعجزة خالدة, وهذه الأخيرة قد اختصَّ بها سيدنا محمد دون سائر الرسل والأنبياء؛ لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين.

3. وقد كان الله سبحانه يؤيد نبيه بالمعجزات؛ ليقيم بها الحجة في الدنيا والآخرة, وقد كانت المعجزة في أعظم شيء اشتهر به قومه؛ لتقوم الحجة عليهم:
أ‌- قوم ثمود قد برعوا في النحت, وكانوا حاذقين, وقد دعاهم نبي الله صالح عليه السلام إلى ما أوحي إليه, فطلبوا منه آية معجزة ليعلموا صدقه من كذبه, فأشار كبراؤهم إلى صخرة, وطلبوا منه أن يخرج ناقة عشراء من صفتها كذا وكذا. فعند ذلك أخذ عليهم نبي الله صالح العهود والمواثيق، لئن أجابهم إلى ما سألوا ليؤمنن به، فأنعموا بذلك. فقام نبي الله صالح، عليه السلام، فصلى، ثم دعا الله، عز وجل، أن يجيبهم إلى سؤالهم، فانفطرت تلك الصخرة التي أشاروا إليها عن ناقة عشراء، على الصفة التي وصفوها.
ب‌- قوم فرعون قد برعوا في السحر, وكانوا حاذقين, وقد دعاهم نبي الله موسى إلى ما أوحي إليه, فطلب منه فرعون معجزة تدل على صدق دعواه, وجمع له سحرة البلاد يوم الزينة, فلما ألقوا عصيهم سحروا أعين الناظرين, فخاف موسى عليه السلام, فثبته الله, وأمره أن يلقي عصاه, فصيرها الله إلى ثعبان مبين حقيقي, وابتلعت عصي السحرة, فعلم السحرة_ وهم أهل السحر _أنَّ ما فعله موسى ليس بسحر, بل هو معجزة من الله, فخروا ساجدين لله, ولم يأبهوا بما فعله بهم فرعون. وثمَّة معجزات أخر؛ انفلاق البحر فلقين, والبلاء الذي حل بفرعون وملئه.
ت‌- بنو إسرائيل قد برعوا في الطب, وكانوا حاذقين, وقد دعاهم نبي الله عيسى إلى ما أوحي إليه, وأيده الله بمعجزات أعجزت الطب: يخلق من الطين طيرا, ويبرئ الأكمه والأبرص, ويحييى الموتى.
هذه بعض النماذج التي تكون عليها المعجزة من حيث صفتها وكيفيتها.

4. زميلي مختلف, ترى ضرورة أن تكون المعجزة ساحقة بحيث لا يراها أحد إلا ويؤمن بها, وهذا باطل من وجوه:
أ‌- أنت تقرُّ أن هذا الكون العظيم معجزة ساحقة دامغة ساطعة مبينة, ومع هذا لم يؤمن بها الجميع على أنَّها تثبت وجود خالق؛ فمنهم من جعل نفسه إلها, ومنهم من جحد خالقه, وصار ملحدًا. إذن, لا يشترط بالمعجزة أن يؤمن بها الجميع؛ لأنَّه لو كان ذلك حقًّا وعدلا, لآمن من في الأرض كلهم جميعا بالله, وهذا الذي لم يكن!!
ب‌- بعض الناس يستحوذ عليه السوء, ويتحكم به الكبر والعناد؛ فلا يؤمن بالرسول؛ ليس لأنَّه لم يقتنع بمعجزته, بل لأنه تكبَّر وبغى في الأرض, وصدق الله العظيم: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾.
ت‌- بعض الناس سذج بسطاء, مردوا على دين آبائهم, وقلدوا بغير هدى ولا رشاد, وليسوا بأصحاب الرأي السوي, ومستمسكون بالقوي, وله تابعون؛ فيكفرون بالرسول؛ لأنَّ سيدهم على ذلك كان, وبه أمرهم.

5. زميلي مختلف, تشترط بالمعجزة أن تكون على مستوى خلق الله. ألا فاعلم أنَّ الشيء الخارق للعادة هو دالٌّ على قدرة الله؛ فمن الذي يحيى الموتى؟ ومن الذي يخلق من الجماد خلقا؟ ومن الذي يعلم غيب السموات والأرض؟ ومن الذي ينزع من الأشياء خاصياتها؟ ومن الذي يعلم كل شيء؟ إنَّه الله.
إذن, من أتى بإحدى هؤلاء المعجزات فإنَّه أتى بشيء يرقى إلى أمر الله من حيث قدرته وحكمته.

6. زميلي مختلف, تشترط ضرورة أن ترى المعجزة, وهذا الشرط حقٌّ لك في حالة واحدة, ألا وهي: أن لا تنقل المعجزة بشكل متواتر, فإن نقلت بشكل متواتر, يكون نقلها قد أفاد العلم, أي أنَّها حدثت بشكل قاطع, فعندها ليس بالضرورة أن تراها؛ لأنَّه نقلها لك جمع عن جمع يستحيل طواطؤهم على الكذب.

7. زميلي مختلف, ضربت مثلا: (شخص متطور من بلد متحضر, قادر أن يثبت بالدليل القاطع أنه رسول لمجموعة بشر بدائيين مازالوا في اﻷمازون! بمجرد جلبه لكاميراته!), لكن: مجموعة بشر بدائية, جلب لهم بدائي منهم الكاميرات والتلفون والكمبيوتر والإنترنت؛ فإنَّ ذووي الألباب منهم يقطعون أنَّ هذه الأمور ليست منه, بل هي من غيره. فإن لم يكن في الأرض من له قدرة على ذلك, علم أنَّها ليست من البشر, بل هي من غيرهم, وهو الله. ومَثَلُكَ فيه خلل؛ لأنَّ الذي جلب كاميراته ثمَّة كثير مثله, وبذلك لم تكن كاميراته معجزة؛ لأنَّها لم تعجز جنس البشر. فتأمَّل.

8. الآن, نشرع رسميًّا بإثبات نبوة خير الأنبياء والمرسلين, محمد بن عبد الله الأمي الأمين.

مختلف
2010-12-17, 10:08 PM
بعد السلام والتحية..

وقد كان الله سبحانه يؤيد نبيه بالمعجزات؛ ليقيم بها الحجة في الدنيا والآخرة, وقد كانت المعجزة في أعظم شيء اشتهر به قوم
لا يحتاج الله لمقارعتك بشيء تبرعه ليثبت أنه الله!!؛ فيعني خالق السموات واﻷرض سينتظر منك أن تكون بارعاً بالنحت ليقارعك؟؟ أو بارعاً بالشعر ليجادلك؟؟
هذا الكلام ينتقص من الله انتقاصاً كبيراً؛ أستغرب كيف تطرحه أصلاً!!

أ‌- أنت تقرُّ أن هذا الكون العظيم معجزة ساحقة دامغة ساطعة مبينة, ومع هذا لم يؤمن بها الجميع على أنَّها تثبت وجود خالق؛ فمنهم من جعل نفسه إلها, ومنهم من جحد خالقه, وصار ملحدًا. إذن, لا يشترط بالمعجزة أن يؤمن بها الجميع؛ لأنَّه لو كان ذلك حقًّا وعدلا, لآمن من في الأرض كلهم جميعا بالله, وهذا الذي لم يكن!!
لا أجد إشكالا من عدم الايمان لمجرد النظر للكون؛ فلا رأي واحد ممكن تشكيله من مجرد التمتع بالطبيعة؛ وأما اﻵراء الثانية فمجرد وجودها يبطل احتمال قولك؛ ماذا أعني؟؟
أي أن هناك يوجد من يقول الطبيعة هي الله أو الكون هو الموجد أو تطورنا بفعل كذا وكذا!! أي أن الجميع لديه تصور عن كيفية وجودنا منهم من هو مخطئ ومنهم من هو صحيح؛ لكن مجرد تبرير أحدهم لوجود الكون يجعل من مجرد النظر للكون لا يعني شيئاً.


زميلي مختلف, تشترط ضرورة أن ترى المعجزة, وهذا الشرط حقٌّ لك في حالة واحدة, ألا وهي: أن لا تنقل المعجزة بشكل متواتر, فإن نقلت بشكل متواتر, يكون نقلها قد أفاد العلم, أي أنَّها حدثت بشكل قاطع, فعندها ليس بالضرورة أن تراها؛ لأنَّه نقلها لك جمع عن جمع يستحيل طواطؤهم على الكذب.
أختلف معك اختلافا جذرياً؛ فكلمة دليل ساحق لا تمشي مع كلمة متواتر؛ فنحن نتكلم عن معجزة إلهية تثبت أن الشخص الفلاني من عند الخالق؛ وليس صحة كتاب الأغاني للأصفهاني!!
ولو سمحت ما هو النقل جمع عن جمع؟؟ يعني هل تستطيع تصديق اﻷساطير لمجرد أن الناس صدقتها وتواترتها؟؟ وما هو دليل التواتر أصلا؟؟ أي حاكم في فترة حكمه يستطيع أن يغير ويكتب التاريخ كيفما يشاء وسيقوم العامة بتواتر الكلام وخاصة في أزمنة كانت الكتابة فيها علماً؛ والطباعة مهمة شبه مستحيله! يارجل استطاع حكام العالم العربي أن يخلقوا شعوبا ترتل كلماتهم وتجعل من قصص عادية حولهم أساطير وحكايا! وتقول لي لا يمكن التواطؤ؟؟
هل يقبل الصيني أن تصله رسالة إلهية مكتوبة بغير لغته ولا يفهم منها حرفاً وفوق هذا منقولة بالتواتر؟؟؟؟
عزيزي : اﻵن عندما ترى فيديو (وتعرف من نفسك) فيه شيء غريب أو صعب الحصول أو يندر حدوثه أول ما تفكر فيه هو التزوير؛ عندما قلت لك لو كانت المعجزة إلهية فعلاً لآمن الناس كلهم بدون استثناء، ولكن السؤال يبقى هل المعجزة إلهية؟ أصلا هل يحتاج الله إلى معجزة ليثبت صدقه؟ وهل يحتاج رسول لهذه المهمة؟؟
قلت لك سابقاً أنت إن أتاك رسول ولم تؤمن رغم معجزته فما هو السبب؟ السبب أكيد ليس عنادك! بل السبب ببساطة ان المعجزة لم تكن على القدر المطلوب من إله خالق اكوان ومجرات وحيوات!
أنا انفي قلباً وقالباً صحة النقل بالتواتر فالتقل أصلاً ينفي الدليل؛ أكان متواترا
ام لا.


زميلي مختلف, ضربت مثلا: (شخص متطور من بلد متحضر, قادر أن يثبت بالدليل القاطع أنه رسول لمجموعة بشر بدائيين مازالوا في اﻷمازون! بمجرد جلبه لكاميراته!), لكن: مجموعة بشر بدائية, جلب لهم بدائي منهم الكاميرات والتلفون والكمبيوتر والإنترنت؛ فإنَّ ذووي الألباب منهم يقطعون أنَّ هذه الأمور ليست منه, بل هي من غيره. فإن لم يكن في الأرض من له قدرة على ذلك, علم أنَّها ليست من البشر, بل هي من غيرهم, وهو الله. ومَثَلُكَ فيه خلل؛ لأنَّ الذي جلب كاميراته ثمَّة كثير مثله, وبذلك لم تكن كاميراته معجزة؛ لأنَّها لم تعجز جنس البشر. فتأمَّل.

هل هذا يعني أن أبو لهب كان من ذوي اﻷلباب لمجرد اعتباره أن محمداً يكذب؟

آنذاك لم يكن لدى الناس طريقة للتأكد من صحة ماجاء به محمد أصلاً!! وقالوا له آتنا بمعجزة -حادثة دار الندوة- وانتظروا وانتظروا ولم تات المعجزة المطلوبة!! طيب لم طلبوا معجزة لو كانت معجزته اﻷصلية فعالة!


تقول الكاميرا لم تعجز جنس البشر؛ أعرف ولكن ما هو الشيء الذي أعجز البشر في رسائل اﻷنبياء؟؟ دون الخوض طبعا بصحة الحوادث التي لم نرها!

عزيزي الداعي؛ تفضل بإكمال إثباتات دعوة محمد (ص) ؛ رغم خلافي معك بالنقطة أعلاه؛ إلا إن احببت أن نستزيد بالنقاش حولها.
تحياتي لك وعطر محبة للجميع - أكرر هنا اعتذاري عن استطاعتي -حاليا- متابعة شريط التعليقات مع وعدي بمتابعته إن أمكن.

دمتم بخير..