abcdef_475
2008-04-23, 04:08 PM
سقوط المعوذتين من كتاب الله القرآن
ومن الامور التي تجعل القارئ يشكك في صحة القرآن هو انه هناك من يزعم ان المعوذتين ليستا من كتاب الله وهما زيادة
وهي في سورتي الفلق والناس.
سورة الفلق - سورة 113 - آية 1
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
ابن كثير:
سورة الفلق : قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال : قلت لأبي بن كعب إن ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له : قل " أعوذ برب الفلق " فقلتها قال : " قل أعوذ برب الناس " فقلتها فنحن نقول ما قال النبي صلي الله عليه وسلم .
وكذلك الامام احمد في مسنده ج 6 ص 154
الرد :-
نضيف علي ما قاله النصاري في حق المعوذتين ان ابن مسعود كان لا يكتب فاتحه الكتاب في مصحفه
وان شاء الله سيتم الرد علي الشبهتين
ونبدء اولا مع سورة الفاتحه
ووضع الادله التي تثبت قرآنيتها ، مما لا يدع مجالا للشك من انها تنزيل من رب العالمين
روي النسائي والترمذي والحاكم من حديث ابي بن كعب مرفوعا " ما انزل الله في التوراة ولا في الانجيل مثل ام القرآن ، وهي السبع المثاني "
صحيح : اخرجه النسائي في سننه ج 2 ص 139 - كتاب الافتتاح - باب تأويل قول الله عز وجل " ولقد ءاتيناك سبعا .... )
والترمذي في سننه ج 5 ص 5 - ابواب فضائل القرآن - ما جاء في فاتحه الكتاب ح 2875 مطولا وفي ابواب تفسير القرآن - ب : سورة الحج ح 3125 مختصرا وقال في الموضع الاول : حديث حسن صحيح .
وصححه الالباني في صحيح الترمذي ح 2307
واخرجه الحاكم في المستدرك ج 2 ص 177 - كتاب التفسير ، تفسير سورة الفاتحة وصححه علي شرط مسلم ووافقه الذهبي
2 - اخرج الامام احمد وغيره من حديث عبد الله بن جابر " اخير سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين "
اخرجه في مسنده ج 4 ص 177 ، حسن . وكذا حسنه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 6 ص 310 فقال :
" وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل ، وهو سيء الحفظ وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات "
3 - اخرج البيهقي في الشعب والحاكم في المستدرك من حديث انس " افضل القرآن الحمد لله رب العالمين " .
الشعب ج 2 ص 444 - ذكر فاتحه الكتاب ح 2358
المستدرك ج 1 ص 560 ك فضائل القرآن وقال : صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه
صححه الالباني في صحيح الجامع الصغير ج 1 ص 252 ر 1125 وقال صحيح.
4 - وعن ابي سعيد بن المعلي " اعظم سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين "
رواه البخاري في صحيحه ج 8 ص 156 فتح ، ح 4474
هذا ولله الحمد كافي لاثبات قرآنية الفاتحه بما لا يدع مجالا للشك
ولكن لنقف عند الاثار التي تحكي عن ابن مسعود عدم كتابه الفاتحه في مصحفه
قال الزرقاني في مناهل العرفان ج 1 ص 276
اما فاتحة الكتاب، فإن عدم كتابتها في مصحف ابن مسعود مشكوك فيه، غير مسلم بصحته.
والخبر الذي تعلَّق به أصحاب هذه الشبهة ليس فيه إنكار قرآنية الفاتحة، وإنَّما قصارى ما فيه أن ابن مسعود لم يكن يكتبها، وليس في ذلك جحد بأنجحد بانها من القرآن.
ولو صح عن ابن مسعود هذا الخبر، فإنه لا يجوز لمسلمٍ أن يظن خفاء قرآنية الفاتحة على ابن مسعود، فضلا عن أن يظن به إنكار قرآنيتها، وكيف يظن به ذلك، وهو من أشد الصحابة عناية بالقرآن، وقد أوصى النبي بقراءة القرآن على قراءته .
كما أن ابن مسعود من السابقين إلى الإسلام ولم يزل يسمع النبي يقرأ بالفاتحة في الصلاة ويقول: لا صَلاَةَ إِلاَّ بِقِرَاءةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ . رواه ابي داود ( جمع القرآن ص 169 )
فلو صح عنه هذا النقل، وجب أن يحمل على أكمل أحواله ، وذلك بأن يقال: إنه كان يرى أن القرآن كتب في المصاحف مخافة الشك والنسيان، أو الزيادة والنقصان، فلمَّا رأى ذلك مأمونًا في فاتحة الكتاب؛ لانّها تثنى في الصلاة، ولأنه لا يجوز لأحد من المسلمين ترك تعلمها -ترك كتابتها، وهو يعلم أنها من القرآن، وذلك لانتفاء علة الكتابة -وهي خوف النسيان- في شأنها.
فكان سبب عدم كتابتها في مصحفه وضوح انَّها من القرآن، وعدم الخوف عليها من الشك والنسيان، والزيادة والنقصان . ( مشكل تاويل القرآن ص 47 - مناهل العرفان ج 1 ص 276 )
قال أبو بكر الأنباري تعليقًا على قول ابن مسعود: "لو كتبتها لكتبتها في أول كل سورة" قال: يعني أن كل ركعة سبيلها أن تفتتح بأم القرآن، قبل السورة المتلوة بعدها، فقال: اختصرت بإسقاطها، ووثقت بحفظ المسلمين لها، ولم أثبتها في موضع فيلزمني أن أكتبها مع كل سورة، إذ كانت تتقدمها في الصلاة . ( تفسير ابن كثير ج 1 ص9 )
اما بخصوص المعوذتين
فايضا نورد الادلة علي قرآنيتها
حدثنا قتيبة ، حدثنا جرير ، عن بيان ، عن قيس بن أبي حَازم ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " . رواه الامام مسلم في صحيحة ح 418
ورواه أحمد ج 4 ص 144،والترمذي ح 2902 وقال الترمذي : حسن صحيح . والنسائي ج 2 ص 158
2- حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "يا عقيب ، ألا أُعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس ؟ ". قلت : بلى يا رسول الله. فأقرأني : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما .
رواه الامام احمد ج 4 ص 144
النسائي ج 8 ص 253
3- حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني يزيد ابن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم ، عن يزيد بن محمد القرشي ، عن علي بن رباح ، عن عقبة بن عامر قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
رواه احمد ج 4 ص 155 - النسائي ج 3 ص 68 - ورواه الترمذي في سننه وقال غريب .
4- حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لَهِيعة ، عن مشَرح بن هاعان ، عن عقبة بن عامر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اقرأ بالمعوذتين ، فإنك لن تقرأ بمثلهما".
رواه احمد في مسنده ج 4 ص 146 . وقال عنه ابن كثر تفردبه احمد . تفسر ابن كثير ج 8 ص 532
أخبرنا محمد بن يسار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا معاوية ، عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن عقبة بن عامر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في صلاة الصبح .
اخرجه النسائي ج 8 ص 252
ونكتفي بهذا من الادله فهي والحمد لله تفي بالغرض
وامام الاثار الوارده عن ابن مسعود رضي الله عنه ومساله عدم كتابته للمعوذتين
فالجواب احد وجهين
اولهما :
أنكر كثير من أهل العلم صحة النقل عن ابن مسعود في إنكاره قرآنية المعوذتين، وفي عدم إثباتهما في مصحفه ( جمع القرآن 170 )
قال الرازي في تفسيره :
نقل في بعض الكتب القديمة ان ابن مسعود كان ينطر كون سورة الفاتحه والمعوذتين من القرآن ، وهو غاية الصعوبة لانا إن قلنا : ان النقل المتواتر كان حاصلا في عصر الصحابه بكون ذلك من القرآن ، فانكاره يوجب الكفر وان قلنا لم يكن حاصلا في ذلك الزمان فيلزم ان القرآن ليس بمتواتر في الاصل "
وقال " والاغلب علي الظن ان نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل باطل وبه يحصل الخلاص من هذه العقده ، وكذا قال القاضي ابو بكر : لم يصح عنه انها ليست بقرآن ولا حفظ عنه انما حكمها واسقكها من مصحفع انكارا لكتابتها لا جحدا لكونها قرىنا لانه كانت السنه عنده الا يكتب في المصحف الا ما امر النبي صلي الله عليه وسلم باثباته فيخ ولم يجده كتب ذلك ولا سمعه امر به "
2- قال النووي في شرح المهذب " هذا كذب علي ابن مسعود موضوع وانما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه ، وفيها المعوذتان والفاتحه ".
3 - قال البزار : " لم يتابع ابن مسعود احد من الصحابه ، وقد صح انه قرأهما في الصلاه "
والحديث رواه ابن خزيمه في صحيحه ج 1 ص 266 . كتاب الصلاه - باب قراءة المعوذتين في الصلاه ضد قول من زعم ان المعوذتين ليستا من القرآن ح 534 . ورواه احمد في مسنده ج 4 ص 144 وصححه شعيب الارنؤوط .
3 - قال الزركشي في البرهان :
وقال القاضي أبو بكر بن الطيب في كتاب التقريب: لم ينكر عبد الله بن مسعود كون المعوذتين والفاتحة من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف وإثبات الحمد لأنه كانت السنة عنده ألا يثبت إلا ما أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإثباته وكتبه ولم نجده كتب ذلك ولا سمع أمره به وهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا
وفي صحيح ابن حبان عن زر قلنا لأبي بن كعب: إن ابن مسعود لا يكتب في مصحفه المعوذتين فقال: قال لي رسول الله صلى عليه وسلم: قال لي جبريل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} فقلتها وقال لي: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقلتها فنحن نقول ما قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
القول الثاني :
قول بعض العلماء مثل بن حجر والسيوطي علي ان الروايات صحيحه والتأويل محتمل
يقول بن حجر :
فقول من قال : انه كذب عليه مردود والطعن في الروايات الصحيحه بغير مستند لا يقبل ، بل الروايات صحيحه والتاويل محتمل ". وقال " وقد اوله القاضي عياض وغيره علي انكار الكتابه كما سبق ..... وهو تأويل حسن لا ان الروايه الصريحه تدفع ذلك حيث جاء فيها : ويقول انهما ليست من كتاب الله " . قال ويمكن حمل لفظ " كتاب الله " علي المصحف ، فيتم التأويل المذكور ... لكن من تأمل سياق الطرق المذكورة استبعد هذا الجمع .
وقال : وقد اجاب ابن الصباغ بانه لم يستقر عنده القطع بذلك ، ثم حصل الاتفاق بعد ذلك وحاصله انهما كانتا متواترتين في عصره لكن لم تتواترا عنده .
وقال ايضا : وأجيب باحتمال أنه كان متواترًا في عصر ابن مسعودٍ، لكن لم يتواتر عند ابن مسعود، فانحلَّت العقدة بعون الله تعالى . فتح الباري ج 8 ص 616
وقال ابن كثير :
وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء : أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ، فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتواتر عنده ، ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة ، فإن الصحابة ، رضي الله عنهم ، كتبوهما في المصاحف الأئمة ، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ، ولله الحمد والمنة .
وقال ابن قتيبه في مشكل القرآن : ظن ابن مسعود ان المعوذتين ليستا من القرآن لانه راي النبي صلي الله عليه وسلم يعوذ بها الحسن والحسين فاقام علي ظنه ولا نقول انه اصاب في ذلك او اخطا المهاجرون والانصار " .
يتبع ان شاء الله
ومن الامور التي تجعل القارئ يشكك في صحة القرآن هو انه هناك من يزعم ان المعوذتين ليستا من كتاب الله وهما زيادة
وهي في سورتي الفلق والناس.
سورة الفلق - سورة 113 - آية 1
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
ابن كثير:
سورة الفلق : قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال : قلت لأبي بن كعب إن ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له : قل " أعوذ برب الفلق " فقلتها قال : " قل أعوذ برب الناس " فقلتها فنحن نقول ما قال النبي صلي الله عليه وسلم .
وكذلك الامام احمد في مسنده ج 6 ص 154
الرد :-
نضيف علي ما قاله النصاري في حق المعوذتين ان ابن مسعود كان لا يكتب فاتحه الكتاب في مصحفه
وان شاء الله سيتم الرد علي الشبهتين
ونبدء اولا مع سورة الفاتحه
ووضع الادله التي تثبت قرآنيتها ، مما لا يدع مجالا للشك من انها تنزيل من رب العالمين
روي النسائي والترمذي والحاكم من حديث ابي بن كعب مرفوعا " ما انزل الله في التوراة ولا في الانجيل مثل ام القرآن ، وهي السبع المثاني "
صحيح : اخرجه النسائي في سننه ج 2 ص 139 - كتاب الافتتاح - باب تأويل قول الله عز وجل " ولقد ءاتيناك سبعا .... )
والترمذي في سننه ج 5 ص 5 - ابواب فضائل القرآن - ما جاء في فاتحه الكتاب ح 2875 مطولا وفي ابواب تفسير القرآن - ب : سورة الحج ح 3125 مختصرا وقال في الموضع الاول : حديث حسن صحيح .
وصححه الالباني في صحيح الترمذي ح 2307
واخرجه الحاكم في المستدرك ج 2 ص 177 - كتاب التفسير ، تفسير سورة الفاتحة وصححه علي شرط مسلم ووافقه الذهبي
2 - اخرج الامام احمد وغيره من حديث عبد الله بن جابر " اخير سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين "
اخرجه في مسنده ج 4 ص 177 ، حسن . وكذا حسنه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 6 ص 310 فقال :
" وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل ، وهو سيء الحفظ وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات "
3 - اخرج البيهقي في الشعب والحاكم في المستدرك من حديث انس " افضل القرآن الحمد لله رب العالمين " .
الشعب ج 2 ص 444 - ذكر فاتحه الكتاب ح 2358
المستدرك ج 1 ص 560 ك فضائل القرآن وقال : صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه
صححه الالباني في صحيح الجامع الصغير ج 1 ص 252 ر 1125 وقال صحيح.
4 - وعن ابي سعيد بن المعلي " اعظم سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين "
رواه البخاري في صحيحه ج 8 ص 156 فتح ، ح 4474
هذا ولله الحمد كافي لاثبات قرآنية الفاتحه بما لا يدع مجالا للشك
ولكن لنقف عند الاثار التي تحكي عن ابن مسعود عدم كتابه الفاتحه في مصحفه
قال الزرقاني في مناهل العرفان ج 1 ص 276
اما فاتحة الكتاب، فإن عدم كتابتها في مصحف ابن مسعود مشكوك فيه، غير مسلم بصحته.
والخبر الذي تعلَّق به أصحاب هذه الشبهة ليس فيه إنكار قرآنية الفاتحة، وإنَّما قصارى ما فيه أن ابن مسعود لم يكن يكتبها، وليس في ذلك جحد بأنجحد بانها من القرآن.
ولو صح عن ابن مسعود هذا الخبر، فإنه لا يجوز لمسلمٍ أن يظن خفاء قرآنية الفاتحة على ابن مسعود، فضلا عن أن يظن به إنكار قرآنيتها، وكيف يظن به ذلك، وهو من أشد الصحابة عناية بالقرآن، وقد أوصى النبي بقراءة القرآن على قراءته .
كما أن ابن مسعود من السابقين إلى الإسلام ولم يزل يسمع النبي يقرأ بالفاتحة في الصلاة ويقول: لا صَلاَةَ إِلاَّ بِقِرَاءةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ . رواه ابي داود ( جمع القرآن ص 169 )
فلو صح عنه هذا النقل، وجب أن يحمل على أكمل أحواله ، وذلك بأن يقال: إنه كان يرى أن القرآن كتب في المصاحف مخافة الشك والنسيان، أو الزيادة والنقصان، فلمَّا رأى ذلك مأمونًا في فاتحة الكتاب؛ لانّها تثنى في الصلاة، ولأنه لا يجوز لأحد من المسلمين ترك تعلمها -ترك كتابتها، وهو يعلم أنها من القرآن، وذلك لانتفاء علة الكتابة -وهي خوف النسيان- في شأنها.
فكان سبب عدم كتابتها في مصحفه وضوح انَّها من القرآن، وعدم الخوف عليها من الشك والنسيان، والزيادة والنقصان . ( مشكل تاويل القرآن ص 47 - مناهل العرفان ج 1 ص 276 )
قال أبو بكر الأنباري تعليقًا على قول ابن مسعود: "لو كتبتها لكتبتها في أول كل سورة" قال: يعني أن كل ركعة سبيلها أن تفتتح بأم القرآن، قبل السورة المتلوة بعدها، فقال: اختصرت بإسقاطها، ووثقت بحفظ المسلمين لها، ولم أثبتها في موضع فيلزمني أن أكتبها مع كل سورة، إذ كانت تتقدمها في الصلاة . ( تفسير ابن كثير ج 1 ص9 )
اما بخصوص المعوذتين
فايضا نورد الادلة علي قرآنيتها
حدثنا قتيبة ، حدثنا جرير ، عن بيان ، عن قيس بن أبي حَازم ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " . رواه الامام مسلم في صحيحة ح 418
ورواه أحمد ج 4 ص 144،والترمذي ح 2902 وقال الترمذي : حسن صحيح . والنسائي ج 2 ص 158
2- حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "يا عقيب ، ألا أُعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس ؟ ". قلت : بلى يا رسول الله. فأقرأني : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما .
رواه الامام احمد ج 4 ص 144
النسائي ج 8 ص 253
3- حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني يزيد ابن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم ، عن يزيد بن محمد القرشي ، عن علي بن رباح ، عن عقبة بن عامر قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
رواه احمد ج 4 ص 155 - النسائي ج 3 ص 68 - ورواه الترمذي في سننه وقال غريب .
4- حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لَهِيعة ، عن مشَرح بن هاعان ، عن عقبة بن عامر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اقرأ بالمعوذتين ، فإنك لن تقرأ بمثلهما".
رواه احمد في مسنده ج 4 ص 146 . وقال عنه ابن كثر تفردبه احمد . تفسر ابن كثير ج 8 ص 532
أخبرنا محمد بن يسار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا معاوية ، عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن عقبة بن عامر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في صلاة الصبح .
اخرجه النسائي ج 8 ص 252
ونكتفي بهذا من الادله فهي والحمد لله تفي بالغرض
وامام الاثار الوارده عن ابن مسعود رضي الله عنه ومساله عدم كتابته للمعوذتين
فالجواب احد وجهين
اولهما :
أنكر كثير من أهل العلم صحة النقل عن ابن مسعود في إنكاره قرآنية المعوذتين، وفي عدم إثباتهما في مصحفه ( جمع القرآن 170 )
قال الرازي في تفسيره :
نقل في بعض الكتب القديمة ان ابن مسعود كان ينطر كون سورة الفاتحه والمعوذتين من القرآن ، وهو غاية الصعوبة لانا إن قلنا : ان النقل المتواتر كان حاصلا في عصر الصحابه بكون ذلك من القرآن ، فانكاره يوجب الكفر وان قلنا لم يكن حاصلا في ذلك الزمان فيلزم ان القرآن ليس بمتواتر في الاصل "
وقال " والاغلب علي الظن ان نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل باطل وبه يحصل الخلاص من هذه العقده ، وكذا قال القاضي ابو بكر : لم يصح عنه انها ليست بقرآن ولا حفظ عنه انما حكمها واسقكها من مصحفع انكارا لكتابتها لا جحدا لكونها قرىنا لانه كانت السنه عنده الا يكتب في المصحف الا ما امر النبي صلي الله عليه وسلم باثباته فيخ ولم يجده كتب ذلك ولا سمعه امر به "
2- قال النووي في شرح المهذب " هذا كذب علي ابن مسعود موضوع وانما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه ، وفيها المعوذتان والفاتحه ".
3 - قال البزار : " لم يتابع ابن مسعود احد من الصحابه ، وقد صح انه قرأهما في الصلاه "
والحديث رواه ابن خزيمه في صحيحه ج 1 ص 266 . كتاب الصلاه - باب قراءة المعوذتين في الصلاه ضد قول من زعم ان المعوذتين ليستا من القرآن ح 534 . ورواه احمد في مسنده ج 4 ص 144 وصححه شعيب الارنؤوط .
3 - قال الزركشي في البرهان :
وقال القاضي أبو بكر بن الطيب في كتاب التقريب: لم ينكر عبد الله بن مسعود كون المعوذتين والفاتحة من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف وإثبات الحمد لأنه كانت السنة عنده ألا يثبت إلا ما أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإثباته وكتبه ولم نجده كتب ذلك ولا سمع أمره به وهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا
وفي صحيح ابن حبان عن زر قلنا لأبي بن كعب: إن ابن مسعود لا يكتب في مصحفه المعوذتين فقال: قال لي رسول الله صلى عليه وسلم: قال لي جبريل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} فقلتها وقال لي: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقلتها فنحن نقول ما قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
القول الثاني :
قول بعض العلماء مثل بن حجر والسيوطي علي ان الروايات صحيحه والتأويل محتمل
يقول بن حجر :
فقول من قال : انه كذب عليه مردود والطعن في الروايات الصحيحه بغير مستند لا يقبل ، بل الروايات صحيحه والتاويل محتمل ". وقال " وقد اوله القاضي عياض وغيره علي انكار الكتابه كما سبق ..... وهو تأويل حسن لا ان الروايه الصريحه تدفع ذلك حيث جاء فيها : ويقول انهما ليست من كتاب الله " . قال ويمكن حمل لفظ " كتاب الله " علي المصحف ، فيتم التأويل المذكور ... لكن من تأمل سياق الطرق المذكورة استبعد هذا الجمع .
وقال : وقد اجاب ابن الصباغ بانه لم يستقر عنده القطع بذلك ، ثم حصل الاتفاق بعد ذلك وحاصله انهما كانتا متواترتين في عصره لكن لم تتواترا عنده .
وقال ايضا : وأجيب باحتمال أنه كان متواترًا في عصر ابن مسعودٍ، لكن لم يتواتر عند ابن مسعود، فانحلَّت العقدة بعون الله تعالى . فتح الباري ج 8 ص 616
وقال ابن كثير :
وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء : أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ، فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتواتر عنده ، ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة ، فإن الصحابة ، رضي الله عنهم ، كتبوهما في المصاحف الأئمة ، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ، ولله الحمد والمنة .
وقال ابن قتيبه في مشكل القرآن : ظن ابن مسعود ان المعوذتين ليستا من القرآن لانه راي النبي صلي الله عليه وسلم يعوذ بها الحسن والحسين فاقام علي ظنه ولا نقول انه اصاب في ذلك او اخطا المهاجرون والانصار " .
يتبع ان شاء الله