مشاهدة النسخة كاملة : خطوات عملية لدعوة غير المسلمين
mosaab1975
2010-12-13, 06:34 AM
خطوات عملية لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام
الحمد لله القائل ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ) واصلي واسلم على الهادي البشير وسيد ولد آدم القائل: ( بلغوا عني ولو آية ), فـ ( بلغوا) هي تكليف, ( عني ) تشريف, ( ولو آية ) تيسير.
قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل: 125 )
و روى مسلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا).
عشرة جوائز لوظيفة الدعوة إلى الله :
1- الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء و الرسل.
2- الدعوة إلى الله أحسن الأقوال.
3- الدعوة إلى الله من أسباب وصف الأمة بالخيرية.
4- الدعوة إلى الله من أسباب نصر الأمة.
5- الدعوة إلى الله سبب لكسب رحمة الله.
6- الدعوة إلى الله من شروط الفوز و الفلاح.
7- الدعوة إلى الله تتيح لك اكتساب أجور عظيمة تستمر حتى بعد الموت.
8- الدعوة إلى الله تقودك إلى الطمأنينة القلبية.
9- الدعوة إلى الله تزيد من علم الداعية من خلال المناقشة مع المدعوين.
10- الدعوة إلى الله تزيد المسلم إيمانا وهدى.
لماذا ندعو غير المسلمين إلى الإسلام ؟
1- أداء الواجب بتبليغ الإسلام .
2- إنقاذ غير المسلمين من النار.
3- إقامة الحجة عليهم .
4- إزالة الشبهة الموجودة في أهانهم عن الإسلام و المسلمين.
5- درء الخطر العقدي و السلوكي للجاليات غير المسلمة.
6- خطوة لنشر الإسلام في العالم بعد عودتهم إلى بلدانهم مسلمين و بالتالي زيادة عدد المسلمين.
7- مناصرة الأقليات المسلمة في بلدانهم بعد إسلامهم .
8- نشر العقيدة الصحيحة بين المسلمين الجدد.
9- إن دعوة الجاليات خير وسيلة عملية لمكافحة التنصير.
10- زعزعه التنظيمات المعادية للإسلام التي ينتمي إليها بعض العمالة بواسطة إسلام تلك العمالة و تقليل حجم الدعم المادي الذي قد تلتزم به هذه العمالة تجاة تنظيماتها.
قبل أن تدعو تذكر:
1- تزود بالعلم الشرعي فلا يمكن أن تتم الدعوة إلا بعلم الإنسان بما يدعو إليه: لأن الجاهل قد يدعو إلى شيء يظنه حقا وهو باطل. وقد ينهى عن شيء يظنه باطلا وهو حق, فلابد من العلم بأن يتعلم ما يدعو إليه, وأن يكون عالما في نفس المسألة التي يدعو إليها , قال تعالى : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء : 36 ) .
2- اقصد بعملك الدعوي وجه الله تعالى , فلا تبتغ بدعوتك محمده الناس , أو إثبات وجود ومنافسه الأقران.
3- تحر الدعاء للمدعوين بظهر الغيب بالهداية و الصلاح و البراءة من كل حول وقوة إلا من الله , قال تعالى : (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود : 88 ).
4- اجعل تعاملك طيبا مع الآخرين, فهذا من أعظم الأساليب التي تجذب الناس إلى الإسلام والهداية و الاستقامة.
5- كن قدوة حسنة في حياتكم , فلهذا أثر ناجع على نفوس المدعوين للانقياد إلى الخير الذي تدعوهم إليه, فالداعي بسيرته الحميدة و حسن تطبيقه لما يدعو إليه , يؤثر في الناس أبلغ من تأثير القول و الكلام.
6- أجتهد في التعرف على شخصية المدعوين و اهتماماتهم ليسهل الوصول إلى قلوبهم.
7- احرص على اختيار الوقت المناسب و المكان الملائم, فذلك يسهم بدرجة كبيرة على تلقي المعلومات و الاقتناع بها و العمل بموجبها.
8- تحبب إلى الناس و اكسب قلوبهم, بالهداية أو دعوة إلى عشاء, قال صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا).
mosaab1975
2010-12-13, 06:37 AM
مفاهيم خاطئة تعيق دعوة غير المسلمين :
1) ضيق مفهوم الدعوة و يتجلى ذلك بحصر مفهوم الدعوة بأنه تصحيح لبعض الأخطاء السلوكية أو حصر الخطاب في دائرة الوعظ العاطفي و الصحيح أن مفهوم واسع فمن ذلك:
أ) دعوة الكافرين إلى الإسلام
ب) دعوة أهل المعصية إلى الطاعة .
2) عدم التفريق بين محبة الخير للكافر و محبة الكافر:
إن محبة الخير للكافر هي محبة دعوته و هدايته, وهي واجب على كل مسلم, أما محبة الكافر فهي ضد البراءة التي أمر الله تعالى بها و أوجبها على المؤمنين , قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ) (الممتحنة : 1 )
3) الاعتقاد الخاطئ بأن البراءة من الكفار تقتضي الغلظة في التعامل و القسوة وعدم الاحترام, بينما الله تعالى يقول : ( وقولوا للناس حسنا ) أي لعموم الناس, وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( و خالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي و الحاكم . , قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: 8 )
4) اعتقاد بعض الناس أنه يجوز له اهانة الكفار و ظلمهم و تأخير حقوقهم و التضييق عليهم و أذيتهم , مستدلين بظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) رواه مسلم ’ يقول الإمام ابن حجر نقلا عن القرطبي في تفسير هذا النص : ( معناه لا تفسحوا لهم عن الطريق إكراما و احتراما ) وقد كان اليهود في المدينة تجارا و الكل يعرف أن الناس يحترمون التجار و كان التاجر أذا مشى وسط الشارع يأتي المسلم ويلصق نفسه بالجدار احتراما و تعظيما لهذا التاجر الكافر, فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يربي المؤمنين على العزة ., قال ابن حجر قال القرطبي : ( لا تفسحوا لهم عن الطريق إكراما و احتراما و ليس معناه إذا لقيتموهم في طريق و اسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم لأن ذلك أذى لهم و قد نهينا عن أذاهم بغير سبب ) .
كيفية التعامل مع غير المسلمين :
إن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام لا تكون إلا بالاختلاط بهم , ولا يتصور دعوة غير المسلمين في المجتمع الإسلامي دون الاختلاط بهم و معرفة طبائعهم و عاداتهم و ثقافتهم ومن ثم الاستفادة منها في دعوتهم و الاختلاط بهم يحتم تبادل التحايا و الهدايا و عيادة المرضى والتعزية و الأكل والشرب معهم إذا دعينا إلى مناسبة لا تتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي , لذلك سنسلط الضوء على بعض أحكام التعامل مع غير المسلمين فيما يعيننا على دعوتهم بعد توفيق الله و امتنانه.
1- تقديم التحية لغير المسلمين :
- لا يبدأ الكافر بالسلام مطلقا: و هذا عليه عامة العلماء سلفا و خلفا لحديث النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تبدءوا اليهود و النصارى بالسلام...) رواه مسلم. يقول الشيخ ابن باز رحمه الله ( مجموع الفتاوى الجزء الخامس ص 406): " فهذا الحديث أصل في هذا الباب وحكم بقية الكفار حكم اليهود و النصارى لعدم الدليل على الفرق".
- يجوز ابتداء الكافر بتحية غير السلام عند الحاجة : تقول اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية . ج 3 ص 312, : " و لابأس أن يقول للكافر ابتداء كيف حالك , كيف أصبحت , كيف أمسيت , ونحو ذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك , صرح بذلك أهل العلم منهم أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله )
2- عيادة المريض : لا حرج في عيادة غير المسلم إذا ترتب على ذلك مصلحة و المصلحة في ذلك قد تكون دعوته إلى الإسلام , أو كف شره , فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلاما يهوديا , و دعاه إلى الإسلام فأسلم , وحضر النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه أبي طالب فدعاه إلى الإسلام فأبى . ( مجموع الفتاوى ج 24 ص 265).
3- التعزية : يجوز تعزية غير المسلم من باب تأليف قلبه على الإسلام بكلام يهون به مصيبته , على ان يحذر الوقوع في الألفاظ المنهي عنها كالترحم على الميت غير المسلم أو الدعاء له بالمغفرة, قال ابن باز رحمة الله عليه : ( يقول له أي لغير المسلم , جبر الله مصيبتك أو أحسن الله لك الخلف بخير, وما أشبهه من الكلام الطيب , و لا يقول غفر الله له , ولا يقول رحمه الله إذا كان كافرا ’ أي لا يدعو للميت , وإنما يدعو للحي بالهداية و العوض الصالح و نحو ذلك ) ( مجموع الفتاوى ج 4 , ص266)
mosaab1975
2010-12-13, 06:39 AM
الهدية:
يجوز للمسلم أن يقبل الهدية من غير المسلم إذا كانت مباحة , لما في ذلك من الترغيب في الإسلام , فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية المقوقس وكان غير مسلم , وقبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية زينب بنت الحارث اليهودية حين أهدت إليه الشاه المسمومة .
و لا حرج في إهداء غير المسلمين لأنه من البر المباح , قال تعالى : ((لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة : 8 )
أعانة المحتاج :
من صور البر المشروع لغير المسلمين ومن وسائل دعوتهم و تحبيب الإسلام إليهم , إعانتهم بالمال أو النفس عند الحاجة , ومن ذلك كفالة العاجز منهم عن العمل أو كبير السن , كما يدخل في إعانتهم إغاثة الملهوف و إسعاف المحتاج منهم كما لو وجد مصابا أو انقطع به الطريق , فلا حرج ان يعينه , قال ابن عثيمين رحمه الله : ( قضاء حاجة الكافر لا باس بها إذا كان ليس في ذلك معصية )
ويجوز للمسلم أن يتصدق على جاره الكافر وغيره من الكفار قال ابن تيمه رحمه الله: ( يجوز بل يجب الإعطاء من يحتاج إلى تأليف قلبه. ) و ذكر رحمه الله أن المؤلفة قلبوهم نوعان : ( كافر ومسلم , فالكافر إما يرجى بعطيته منفعة كإسلامه أو دفع مضرته إذا لم يندفع الا بذلك, والمسلم المطاع يرجى بعطيته المنفعة أيضا ) الفتاوى ج 28 ص 288/290
قد يقول قائل: إن إعطاء المال قد يجعل الشخص يسلم حبا في المال لا عن قناعة , أقول إن بعض الكفار يسلم في هذه الحالة إذا رأى عزة الإسلام و أهله , و بعض الناس لا يصلح معهم هذا الطريق فمن الممكن أن يسلموا بالحجج و البراهين عن أن الإسلام هو الدين الحق و آخرون يأسرهم إحسان المسلم و تعامله معهم وهكذا فكل إنسان له وسيله إلى الإقناع فهذه الطريقة ليست عامة .
كما يجوز إقراض غير المسلم والاقتراض منه ’ لأن الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقترضون من يهود المدينة و لكن لذلك شروط:
1- أن يكون قرضا لا ربا فيه .
2- أن يغلب على ظن المسلمين رجوع أموالهم إليهم إذا كانوا هم المقرضين.
3- ألا يترتب على إقراضهم ضرر بالمسلمين كإقراض المحاربين.
إجابة الدعوة إلى الأطعمة والاشربة :
- يجوز دعوة غير المسلم إلى طعام أو شراب إذا كانت حلالا
- يجوز تناول أطعمة غير المسلمين من غير اللحم الواجب ذبحه بطريقة إسلامية , كالسمك و الخضروات والفاكهة .
- لا يجوز أكل ذبائح غير المسلمين و سيثنى من ذلك طعام أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ), و المسلم من حيث علمه بطريقة ذبائح أهل الكتاب لا يخلو من إحدى ثلاث حالات:
- 1- أن يتيقن أنها ميتة بطريقة إسلامية أو يغلب على ظنه ذلك فهي حلال.
- 2- أن يتيقن أنها ميتة بطريقة غير إسلامية أو يغلب الظن على ذلك فهي لا يجوز أكلها.
- 3- أن يشط ولا يغلب على ظنه شيء من ذلك فله الأكل منها لأن الأصل و الورع الترك .
الكونت
2010-12-13, 08:03 AM
أتمنى من الأدراه تعديل العنوان
بارك الله فيكم
أمـــة الله
2010-12-13, 12:13 PM
عشرة جوائز لوظيفة الدعوة إلى الله :
1- الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء و الرسل.
2- الدعوة إلى الله أحسن الأقوال.
3- الدعوة إلى الله من أسباب وصف الأمة بالخيرية.
4- الدعوة إلى الله من أسباب نصر الأمة.
5- الدعوة إلى الله سبب لكسب رحمة الله.
6- الدعوة إلى الله من شروط الفوز و الفلاح.
7- الدعوة إلى الله تتيح لك اكتساب أجور عظيمة تستمر حتى بعد الموت.
8- الدعوة إلى الله تقودك إلى الطمأنينة القلبية.
9- الدعوة إلى الله تزيد من علم الداعية من خلال المناقشة مع المدعوين.
10- الدعوة إلى الله تزيد المسلم إيمانا وهدى.
خطوات مهمة جداً
نسأل الله أن يجعلنا وإياك أخي الفاضل مصعب من دعاة الحق
بارك الله فيك على هذا الموضوع والمعلومات القيمة
mosaab1975
2010-12-14, 09:17 PM
إن الإسلام له منطق الأدب المهذب, له قوة استعلاء المنطق له جمال الإيمان القوي الذي يقيم العدل و ينشر الفضل, هو منهج الخالق العالم لمخلوق محتاج والقوة بالإيمان تعرف أن العدل هو المنهج, ولا استعلاء لبشر على بشر, ألا يرقى الإيمان الممتد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدبا , فليكن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو قدوة الأدب في الكلمة وفي السلوك وفي مراعاة ظرف من تدعوهم إلى الإيمان .
إن عرض قضية الإسلام إقناعا و تأييدا يجب أن نبنيه على:
- سماحة العرض
- لين القول
- حكمة الموعظة, يقول تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل: 125 )
- الجدل الحسن
لأن ذلك إن لم يقنع الخصم فلا أقل من أن يعلمه ذلك أن الداعي للإسلام إنسان مهذب بأسلوب منهج الله.
إن الداعي إلى الإسلام لا يمكن أن يعرض على الناس أن يخرجوا مما تعودوا عليه بأسلوب يكرهونه.
لأن الإنسان الداعي للهداية يعلم أن الدعوة بأسلوب مكروه تجعل الناس يتحملون مشقتين:
المشقة الأولى:هي إرهاق الناس بأن يخرجوا عما اعتادوا عليه و تعودوا.
والمشقة الثانية : إرهاق الطريق الذي يؤدي إلى الجديد بما قد يحمله أسلوب الإقناع الفج من الوقاحة وسوء الأدب و عدم الحكمة في الموعظة.
وكان العرب تقول: النصح ثقيل فلا ترسله جدلا و تجعله جبلا و تلقيه حجرا, فاستعيروا للنصح خفة البيان و جميل المعاني.
ولكن لماذا النصح ثقيل ؟
لأن النصح يدفع المنصوح إلى الخروج عما أحب أن يفعله, لذلك فقد يستثقل النصح., وقد يكون المنصوح لا يحب إلا من يزين له أمر شهوته, و قد يكون المنصوح لا يحب أن يفكر في إصلاح نفسه.
و لذلك نجد الأدب العالي في منهج القرآن , فهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يتلقى تعليم ربه بأن يقول لخصومه ((قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (سبأ : 25 ), , , , يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله : (إن قياس الكلام هنا كان أوجب أن يقول الرسول : ولا نسأل عما تجرمون , لكن الله يعلم نبيه و رسوله صلى الله عليه وسلم آداب الجدل , فلا تأتي سيرة الإجرام حتى بالنسبة لمن يتحقق عند الله إجرامهم ومع ذلك لم يجابههم الرسول غليه السلام بالجرام , هذا هو أدب الجدال . يعلمنا الله ان نسمو بالجدل فلا نلذع الخصم بالسياط , لكننا نجادل بمنطق الحق , بسماحة العرض, ) "من فيض الرحمن الجزء الثالث, مكتبة الشعراوي الإسلامية , أخبار اليوم
هكذا يجب أن يكون حال الداعية للإسلام , وهكذا يجب ان نستقبل كل خصومة للإسلام .
قال تعالى (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) (البقرة: 263 )
يتبـــــــــــــــــع
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir