مشاهدة النسخة كاملة : شبهة عدم حجية خبر الآحاد والرد عليها
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:24 PM
شبهة عدم حجية أخبار الآحاد والرد عليها
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وبعد،فهذه الشبهة لمن يخفى عليه أمرها،انتشرت واشتهرت في المواقع الإسلامية بشكل كبير،فضلاً عن انتشارها بين الكثير الكثير من المنتسبين إلى العلم الشرعي وأهل البدع والأهواء بشكل خاص،وتقوم هذه الشبهة على أن خبر الآحاد سواءاً كانت نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إلى صحابي أو تابعي رضوان الله عليهم أجمعين،لا يُؤخَذ بها في العقائد لأنها تفيد الظن حسب زعمهم ،ولو أنهم تنازلوا عن أهوائهم قليلاً وتدبروا القضية بشكل حيادي ومنصف لوجدوا بأن هذه الشبهة تشكل طعناً صريحاً في صميم السنة النبوية المطهرة كما سنرى بعد قليل ،ولكن هيهات هيهات،فالذي تكفل بحفظ الذكر من القرآن والسنة ليس العبد الفقير الذي يكتب هذه المقالة ولا أهل الحديث جزاهم الله عنا كل خير ولا الناس أجمعين،بل الذي تكفل بالحفظ هو رب العزة جل شأنه ،ولو تُرٍكَت مسؤولية الحفظ للناس لضاع الدين من زمن بعيد ولا يسعنا إلا أن نحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام والتوحيد وكفى بها نعمة.
وليت أهل الأهواء اكتفوا بالكلام عن الآحاد وحسب،بل وضعوا قواعد غريبة عجيبة لتتوافق مع أهوائهم الفاسدة مثل:
" كل ما لم يوافق العقل وكل ما لم يوافق الذوق من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب رده"
ولسنا نفهم حتى اليوم أي عقول وأي أذواق يجب أن تحكم على هذه الأمور الخطيرة التي يتعلق عليها مصير البشرية من أولها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها،فإننا وبشكل فطري وعقلاني لو احتجنا إلى دواء لمرض معين فلن نذهب للبحث عند مهندس مدني ولا بقال ولا بائع للخضار،بل سنذهب إلى طبيب مختص أو صيدلاني،لكن هؤلاء يشنعون على أهل الاختصاص وينبذونهم بأقبح الأسماء والأوصاف ويريدون لنا أن نقع تحت رحمة عقول بشر يأكلون ويشربون وينامون ويستيقظون ويمرضون ،ويخطئون ويصيبون على أقل تقدير،فضلاً عن أنهم متطفلون على أمر عظيم لا ناقة لهم فيه ولا جمل ولا علم ولا فهم ولا صدقاً ولا أمانة ولا عدالة ولا ضبطاً،وقبل أن نشرع في ذكر الشبهات وتفنيدها مستعينين بالله وحده ثم بأقوال أهل العلم والتحقيق رحمهم الله،ينبغي علينا قبلها أن نبين ونجلي حقيقة هؤلاء الطاعنين وإن كانوا من الكثرة عدداً وعدة وتنوعت أساليبهم واختلفت ألوانهم بشكل كبير،وهم وإن اختلفت مسمياتهم ومبرراتهم ودوافعهم وألوانهم فمؤدى طريقهم واحد ألا وهو الطعن في القرآن والسنة ،وبالتالي الطعن في الإسلام ككل،وبالتالي إلى الإلحاد الصريح،
وهم على قسمين،
القسم الأول صرَّح وأعلن وأفهم الدنيا بأسرها وإلى يومنا هذا بأنهم على حد زعمهم يعتقدون بالقرآن ولا يقرون بالسنة وهم معروفون باسم القرآنيين أو منكري السنة،ومنشأهم ومنبعهم من الهند،وِأشهر شخصية مؤسسة لهذه الفرقة المجرمة زنديق يسمى بأحمد خان ،
وأول من تنبأ بهم بإخبار الله عنهم بوحيه هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح المعروف:
" لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه"
وهذا الحديث النبوي صفعة قوية على وجوه هؤلاء إلى يوم الدين وإن اختلقوا المبررات والأكاذيب ولبسوا الحق بالباطل والباطل بالحق وإن ادعوا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم،فهؤلاء زعموا اكتفاءهم بالقرآن عن السنة المطهرة وهم في الحقيقة ليسوا من أهل القرآن ولا من أهل السنة لسبب بسيط، ألا وهو أن الكثير الكثير من الآيات القرآنية تصرخ في وجوههم وتشنع عليهم بأن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم جزء لا يتجزأ عن طاعة الله،
ونكتفي بمثال واحد على تلك الآيات لكثرتها وهي قوله تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"،فهؤلاء صريحون واضحون ولا خوف منهم لأن معاصريهم لم يتأثروا بمنهج ولا بعقيدة وإنما تأثروا بالروبية الهندية والدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني والتومان الإيراني والشيكل الصهيوني،
غير أن الخطر والتهديد يكمن في حصان طروادة المتمثل بمدرسة معاصرة كبرى توجهت بكل قوتها والدعم الخارجي لها للطعن في السنة النبوية المطهرة،فهي لم تصرح بالعداوة للسنة بشكل مباشر مثل سابقتها،لكنها اعتمدت إلى يومنا هذا على تزييف الحقائق و تشويه التاريخ وإثارة الشبهات لضرب الوحيين المطهرين من الداخل، ووجدت في ضعاف النفوس والقلوب والعقول الجهلة من أشباه المثقفين مطية لتحقيق هذه الغاية ،ألا وهي مدرسة جمال الدين الأفغاني،أو بالأحرى المتأفغن الرافضي الإيراني الأصل الذي ادعى تقية أنه من أفغانستان،وهو كما سنرى وسنلمس من خلال كتاباته بقلمه وبالتوثيق إن شاء الله، نال درجة الأستاذ الأعظم في الماسونية(وما أدراك ما الماسونية)،هذا الخسيس ،وضع حياته وقلمه ومن تخرج من مدرسته وتأثر بها بقصد أو بغير قصد في خدمة قوى الغرب النصرانية الحاقدة المتمثلة في بريطانيا من جهة،ومن جهة أخرى في خدمة قوى المجوسية الشعوبية المتمثلة في إيران الرافضية ،بل وحتى روسيا الشيوعية الملحدة ،ولا بأس من أن نسلط الضوء على التلازم والتلاحم بين المجوسية والشيوعية التي نعرفها في عصرنا الحالي من باب "إعرف عدوك" حتى نحيط بهذه القضية الخطيرة من كل جوانبها،
إذ أن مؤسس الفكر الشيوعي الخنزير كارل ماركس لم يأتِ بما هو جديد ومحدث،بل تمتد جذور الفلسفة الشيوعية إلا أبعد من ذلك بكثير،وكان أول من نادى بها هو مزدك وأصحابه،
يقول الشهرستاني رحمه الله في كتابه "الملل والنحل" في حديثه عن عقيدة المزدكية:"كان مزدك ينهى الناس عن المخالفة والمباغضة والقتال ولما كان أكثر ذلك إنما يقع بسبب النساء والأموال أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيهما كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ
وحكي عنه أنه أمر بقتل الأنفس ليخلصها من الشر ومزاج الظلمة
ومذهبه في الأصول والأركان أنها ثلاثة : الماء والأرض والنار
ولما اختلطت حدث عنها مدبر الخير ومدبر الشر فما كان من صفوها فهو مدبر الخير وما كان من كدرها فهو مدبر الشر
وروي عنه أن معبوده قاعد على كرسيه في العالم الأعلى على هيئة قعود خسرو في العالم الأسفل وبين يديه أربع قوى :
قوة التمييز والفهم والحفظ والسرور
كما بين يدي خسرو أربعة أشخاص :
موبذ موبذان والهربذ الأكبر والأصبهيد والرامشكر"وكما نلاحظ فإن القاسم المشترك الأكبر الأول بين مزدك وماركس هو أنهما نظرا إلى مشاكل البشرية من نزاعات وقتال فاقترحا حلاً لها ألا وهو جعل النساء والأموال مشاعاً وشركة بين الناس،ويمكننا فصل النساء كقاسم مشترك آخر ألا وهو الإباحية المكشوفة القبيحة التي غزت الاتحاد السوفييتي،والجدير بالذكر أن كارل ماركس اشتهرت عنه مقولة إبليسية ألا وهي:
"إن الإسلام أكذوبة،وإن الله خرافة،وسأعلم ابنتي كيف تكون عاهرة،وسأعلم ولدي كيف يكون ماجناً" وبالمثل فلقد استفحلت الإباحية باسم الدين وآل البيت الأطهار حتى يومنا هذا في إيران باسم المتعة وما يتعلق بها من أمور يندى لها جبين كل من لديه أدنى ذرة من إيمان أو حياء أو مروءة،والقاسم المشترك الثاني الذي نستنتجه من النص السابق هو الدموية والإجرام في قولهم أنه يجب قتل الأنفس لتخليصها من الشرور والظلمة التي هي جزء من كل إنسان،فكل إنسان على وجه الأرض له قرينان،قرين يأمره بالخير وهو ملاك،وقرين يأمره بالشر وهو الشيطان،فبناءاً على كلامهم وعقيدتهم سيكون القتل وسفك الدماء بشكل عشوائي وهو مشهود وموثق تاريخياً في الشيوعية المعاصرة المتمثلة بالثالوث الإبليسي(ماركس،ستالين،لينين) التي لا يتسع المقام لتبيان جرائمها بحق البشرية عامة،و بحق الموحدين على وجه الخصوص،فلقد ذبحوا في إقليم تركستان التابع للصين وحده أكثر من مليون وثلاثمئة ألف موحد،فضلاً عن باقي بقاع الأرض فلقد اندفعوا بكل حيوانية ووحشية وهمجية إلى ذبح وتعذيب وحصار الملايين من الموحدين رجالاً وشيوخاً وشباباً ونساءاً وأطفالاً حتى انهار الاتحاد السوفييتي ولله الحمد من قبل ومن بعد،ونستنتج أيضاً قاسماً مشتركاً آخر بينهما ألا وهو المادية،ونراه في اعتقادهم بثلاثة جعلوها أصولاً وأركاناً لدينهم ألا وهي الماء والأرض والنار ،وكارل ماركس معروف لمن قرأ سيرته بأن دوافعه لفلسفته السوداء التي تتمثل في فشله الدراسي ورسوبه فضلاً عن فقره المدقع،بل وزاد في الطين بلة أن صديقه ورفيق دربه وفكره فريدريك إنكليز كان ينفق عليه وعلى أسرته إلى آخر حياته إذ كان الأخير موسراً ولا يخفى علينا الأثر النفسي المترتب على أي شخص يقع في ظرف مثل هذا،واختلف كل منهما في أن مزدك،وأسوة بأصله المجوسي،اعتقد بإلهين مدبرين للعالم،أحدهما يدبر الخير،والآخر يدبر الشر،كما هو حال المجوس الذين اعتقدوا تدبير النار للخير،وتدبير الظلمة للشر،في حين أنكر كارل ماركس وجود أي آلهة على الإطلاق،فأطلق هو ومن تبعه بإجرام إلى يومنا هذا صيحتهم الشيطانية المتمثلة في مبدأ"لا إله في الوجود"،والمؤلم في الأمر أن الشيطان نفسه تبرأ منها كما ذكر القرآن:"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين"،ومن عجائب القدر أن كارل ماركس رغم أنه قضى حياته من أولها إلى آخرها في الترويج للإلحاد ،إلا أنه لما كان يُحتضر قال قبل خروج روحه :"يا إلهي"،الله أكبر،لم يقل"يا الله"لأن إلهه هو الشيطان ،لتظل هذه الحادثة وصمة عار وشنار على وجهه ووجه كل من تبعه بإجرام إلى يوم الدين ونسأل الله العافية في الدنيا والآخرة وحسن الختام.
وممن تبع مزدك وسار على نهجه طائفة عُرفت بالبرامكة،والتي نشأت صالحة وكانت شخصياتها الأولى معروفة بالزهد والورع والتقوى والصلاح،لكن المجوسية الشعوبية ما لبثت أن اخترقتهم لبث سمومهم بشكل يتوافق ظاهراً مع عقائد وشرائع الموحدين مستغلة قرب البرامكة من بلاط هارون الرشيد وحسن ظنه بهم،لكن الرشيد رحمه الله تعالى،والذي وصلت دولة بني العباس في عهده إلى ذروة المجد والحضارة والتقدم العلمي والازدهار الاقتصادي وانتشار رقعة التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها، سرعان ما اكتشف أمرهم وأبادهم عن بكرة أبيهم واستأصل شأفتهم ،مما دفعهم فيما بعد إلى تشويه صورته تاريخياً بتصويره بمظهر الماجن الفاسق اللاهي العابث مع صاحبه أبي نواس الذي لم يكن في الحقيقة صاحبه ولا نديمه بل كان يتمنى ذلك ولم ينله حتى آخر أيام حياته حيث تاب إلى الله وأقلع عن المجون والشعر الفاحش،وإلى يومنا هذا ما تزال صورة هذا الخليفة الرشيد الذي كان يحج عاماً ويغزو عاماً،و الذي كان يزور قبره في كل ليلة،مشوهة في كتب التاريخ وبأقلام كتاب يعتبرون أعلاماً ومنارات لمن جهل حقيقتهم،نذكر منهم المدعو جرجي زيدان النصراني الماسوني في كتابه:"العباسة أخت الرشيد"وهو معروف لدى النقاد بأنه أكثر من زيف وحرف وشوه التاريخ عامة والإسلامي خاصة من صدره إلى آخره، ،و الغريب في أمره رغم أنه نصراني إلا أنه كان حريصاً في كتاباته على نصرة الرافضة على أهل السنة وخصوصاً كتابه المسمى"غادة كربلاء"!، وهذا لا نخشى منه لأنه نصراني وليس بعد الكفر من ذنب ،ولكن الخشية من غيره ممن يعتبرون في صفوف الموحدين ،نذكر مثالاً عليهم المدعو طه حسين الملقب بعميد الأدب العربي، وهو في الحقيقة لا علاقة له بالأدب ولا حتى بالعروبة،ولا يتسع هذا المقام لذكر مآثر هذا المتنصر الحاقد لأنها كثيرة ولعلنا إن كتب الله لنا البقاء نفرده في موضوع مستقل هو ومن على شاكلته،لكن الذي يهمنا في مقامنا هذا أنه في كتابه "حديث الأربعاء" صور العصر العباسي على أنه كان عصر شك ومجون ودعارة وإباحية ،معتمداً في ذلك على قصص أبي نواس وحماد عجرد والوليد بن يزيد ومطيع بن إياس والحسين بن الضحاك ووالبة بن الحباب وإبان بن مروان بن أبي حفصة وغيرهم من المجَّان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وأما عن شعوبية هذا الذي يُلقب ب"عميد الأدب العربي "فهو الذي أحيا الفرعونية بقوله في كتابه المسمى(في الشعر الجاهلي):
" إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه".
وليس مزدك فقط من قال بالشيوعية،بل تبعه بعد قرون طوال طائفة تسمى بالقرامطة الباطنية الرافضية الجذور والتوجه وإن اختلفت مع الرافضة الاثني عشرية المعروفة في جزء من العقائد،وكتب التاريخ حافلة بسجلات جرائمهم وفضائحهم ولا يتسع المقام لحصرها لكننا نذكر فقط بأنهم هاجموا مكة المكرمة في إحدى مواسم الحج وذبحوا الموحدين حولها ورموهم في بئر زمزم،وجاء واحد منهم بحديدة وضرب بها الحجر الأسود وحمله وصار يصيح :"أين الطيور الأبابيل،أين الحجارة التي من سجيل"وبقي الحجر الأسود محتجزاً عندهم أكثر من عشرين سنة ،وتبعهم على نفس المنهج أحفادهم الروافض المعاصرين،ففي عام 1989م في موسم الحج،أفاق الجزارون الموحدون وقت الأضاحي فلم يجدوا أدوات النحر والسواطير،وما لبثوا أن وجدوها في أيدي المتظاهرين الإيرانيين في مكة المكرمة وقد قاموا بذبح 400 موحد فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،بل ووجدوا في أيدي الحجيج ساعات مكتوب عليها عبارة "لبيك يا خميني"في زمان ومكان لا يجوز أن يُقال فيها سوى "لبيك اللهم لبيك"مما دفع شيخنا الراحل ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى إصدار فتوى بإخراج الخنزير الهالك الخميني من ملة التوحيد،هذه النقاط باختصار توضح بإذن الله تلازم المعسكرين الشرقيين وهدفهما،بل ومسألة أخرى ألا وهي أن الشيوعيين إلى يومنا هذا يحجون ويسجدون ويركعون أسوة بأخوانهم القبوريين أمام قبر لينين القذر ،نسأل الله أن يجحمه فيه إلى يوم الدين.
والآن وبعد أن بينا التوحد في صف الإلحاد بين المعسكرين الشرقيين الشيوعي والشيعي،نعود بإذن الله لدراسة منهج جمال الدين المتأفغن ومن سار على نهجه واهتدى بضلاله إلى يومنا هذا،فلقد ارتكزت دعوته على أسس نجملها في المبادئ التالية:
1_ الدعوة إلى التفرنج باسم التجديد لطمس الشخصية الإسلامية بوصفها بالتقليد والرجعية والتخلف والجمود والتقوقع والعزلة.
2_ الدعوة إلى التحرر والانحلال من القيود الشرعية وبالتالي قيام العلمانية التي هي جزئية وكلية،فأما العلمانية الجزئية فهي فصل الدين عن الدولة،وأما العلمانية الكلية فهي فصل القيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية عن العالم.
3_ دعا إلى القومية التي تعتبر لوحدها مصيبة كبرى جرت المصائب على الموحدين ،وليست قضية الأكراد إلا واحدة من المآسي التي تسببت بها القومية على شعب بأكمله إلى يومنا هذا مع أنهم ومنذ مئات السنين يعيشون بين أظهرنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا حتى جاءت هذه الدعوة التي كان أول من أطلقها المدعو رفاعة رافع الطهطاوي،الذي كان مرافقاً للبعثة المصرية التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا للتعلم والمساهمة في نهضة مصر،وكان من المفروض عليه كرجل دين أزهري أن يحميهم من تأثير الفتن والشهوات في أوربا،فإذا به يعود بنظرية استهلكتها وتقيأتها أوربا نفسها عندما أقامت سويسرا التي قامت على أعراق إنكليزية وفرنسية وغيرها،ويوغوسلافيا التي لا يجمع دولها عرق واحد،بل وقام الاتحاد الأوربي بكامله على أعراق مختلفة ومصلحة صليبية علمانية واحدة ،وما زال فينا من ينادي بها ويدعو إليها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
4_ دعوته إلى السفور التي انطلقت منه إلى تلميذه النجيب الماسوني الآخر محمد عبده،ومنه إلى الملكة نازلي أم الملك فاروق،ثم إلى تلميذ محمد عبده الخنزير المدعو قاسم أمين ،والجدير بالذكر أن أرض الكنانة مصر قبل مجيء دعوة تحرير المرأة التي تزعمها قاسم أمين ومن دعمه ومن تبعه لم يكن فيها امرأة واحدة تجرؤ على الخروج بدون نقاب،حتى الكثير من اليهود والنصارى،ولعلنا في موضع آخر نبسط الكلام عن قاسم أمين ،ونحلل شخصيته ومسيرته الإجرامية هو ومن جاء بعده بإذن الله تعالى،ونكتفي بذكر حقيقة مجهولة عن قاسم أمين،ألا وهي أنه رغم دعوته بكل طاقته لسفور النساء كانت زوجته تخرج بالنقاب الشرعي الكامل، عليه من الله ما يستحق إلى يوم الدين.
كل المبادئ السابقة تجسد ولاءه للغرب النصراني العلماني الماسوني كما رأينا،أما النقاط التالية فسنلاحظ تجسيدها لولائه للشرق الشيعي الشيوعي المزدوج.
5_ الدعوة إلى الاشتراكية.
6_الدعوة إلى توحيد الأديان الثلاثة: الإسلام، واليهودية، والنصرانية وهذه الدعوة تعتبر جزءاً من عقيدة الطائفة البهائية المجرمة،بل ولقد تطور الأمر به للدعوة إلى وحدة الشرق بما فيه من ملل،وفي هذا المعتقد لا نجد له سلفاً إلا الجماعة المدعوة بأخوان الصفا،الذين قالوا في رسائلهم بأن لديهم فسحة كبيرة لجميع العقائد مهما كانت،وأكاد أجزم كرأي شخصي بأن رسائل أخوان الصفا هي منشأ الليبرالية،تمخضت عن هذه الفلسفة فيما بعد ،جماعة القرامطة الباطنية الذين أسلفنا الكلام عنهم.
7_ تبنى مبدأ وحدة الوجود ،ونوضح مستعينين بالله هذا المبدأ لمن ليس لديه فكرة مسبقة عنه فنقول،وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هوالوجود الحق، ويعتبرونه – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – صورة هذا العالمالمخلوق، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجودقائم بذاته.
وهو مخالف لعقيدة اهل السنة والجماعة في أن الله مستو على عرشه،بائنعن خلقه.
إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً، فقد كانت قائمة بشكل جزئي عنداليونانيين القدماء، وهي كذلك في الهندوسية الهندية. وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاةمن متصوفة المسلمين من أبرزهم: محي الدين ابن عربي وابن الفارض وابن سبعينوالتلمساني. ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد برونو النصراني وسبينوزا اليهودي.
يقول ابن عربي : ( العارف من يرى الحق في كل شيء ، بل في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )في كتابه الفتوحات المكية ( 2 / 332 )
ويترتب على هذه العقيدةأمور في غاية الخطورة وهي أنه لو كان الله والطبيعة شيئا واحدا حاشا لله ،فهذايستلزم أحد أمرين لاثاني لهما:
إما أن يكون الله متبعضا (جزء من الله هنا وجزءهناك)
أو أن يكون الله متعددا (الله في الجبل,الله في العمارة ،الله في المكان كذا)حاشا لله
وسامحوني إذا قلت ان أصحاب هذه العقيدة لم يستثنوا الأماكن (أستغفرالله)القذرة،حتى أن ابن سبعين كان يتمشى مع تلامذته فأبصر أحدهم كلبا ميتا فسأل ذلك التلميذ شيخه ابن سبعين"هل الله عين هذا الكلب يا شيخنا"فبهت ابن سبعين،ويؤكد هذا المعنى قول ابن عربي الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله(سيد القائلين بوحدة الوجود) يقول : ( ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات ، وأخبر بذلك عن نفسه ، وبصفات النقص وبصفات الذم ) فصوص الحكم بشرح القشاني ص 84 .
ثم إذا حل الفناء بالوجود "كل من عليها فان"فأين يذهب الله إذا كان متحدا مع الوجود؟؟؟!!!
ومن مستلزمات هذه العقيدة الشنيعة أنه إذا كان الله قد حل في الصنم الفلاني أو البقرة الفلانية أو الضريح الفلاني فلاضيرفي عبادتها لانها والله واحد حاشا لله .
يقول ابن عربي أيضا"إن الحق في كل معبودوجها يعرفه من عرفه ، ويجهله من جهله " فصوص الحكم بشرح القاشاني ص 67.
كما أن إيمان ابن عربي بوحدة الوجود يقوده إلى اعتقاد سقوط العبادة عنه ، لأنه وصل للرأي بأن العابد هو المعبود ، والشاكر هو المشكور ، يقول ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية ( 6/236 ):
الرب حق والعبد حق ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت أو قلت رب أنى يكلف
والسؤال :أين موطن هذه العقيدة على الموحدين؟
الجواب :يقول أحد الشعراء:
الله ربي لا أريد سواه....هل في الوجود حقيقةإلاه
ولننظر إلى الشطر الثاني ،إذا كان الله حقيقة فماذا عن الأنبياء ،والجنةوالنار و....الخ؟
إذا كانت وهما فهذا القول كفر والعياذ بالله.
وإذا قلنا أنها حقيقة مستمدة وجودها من الله وقعنا في مصيبة وحدة الوجود.
ويقول شاعرآخر:ألا كل شيء ماخلا الله باطل......وكل نعيم لامحالة زائل
للنظر إلى الشطرالأول ،إذا كان كل ماخلا الله باطل فماذا عن رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم؟والجنة والنار ويوم الحساب وو....الأمر واضح إن شاء الله
والآن ننطلق بعون الله إلى تفصيل هجومه على الإسلام بذروته من قلمه وأقلام أتباعه مع توثيقها:
قال،ولبئس ما قال:"" القرآن القرآن وإني لآسف إذ دفن المسلمون بين دفتيه الكنوز وطفقوا في فيافي الجهل يفتشون عن الفقر المدقـع "
خاطرات جمال الدين الأفغاني محمد المخزومي (ص:99)، المدرسة العقلية (ص:76).
وهذا لمن تدبره تصريح بإنكار السنة النبوية المطهرة من أولها إلى آخرها،متواترها وغير متواترها،وحتى ندرك حجم جريمة إنكار متواتر السنة،يكفي أن نعلم أنه كما أن جزءاً من السنة انتقلت إلينا بالتواتر،كذلك انتقل إلينا القرآن جيلاً بعد جيل بنفس التواتر...
يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:28 PM
وبما أنه يتحدث عن قدسية القرآن وعظمته سننظر إلى فهمه ومستوى علمه وعقيدته بكلام الله تبارك وتعالى،يقول هذا المعتوه مفسراً كلمة ]جدّ[ في قوله تعالى: ]وأنه تعالى جدُّ ربِّنَا[ (الجنّ:3) "بالعرش" "لأنَّ جدّ معرب كدّ، ومعناه العرش بالفارسية أو الهندية"،
وهذا تفسير باطل إذ يصير المعنى "وأنه تعالى عرش ربنا"رغم أن المفسرين الأعلام من أمتنا الإسلامية بما فيهم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يفسرون جد ربنا بأنه آلاؤه وقدرته ونعمته على خلقه،إلا أن هذا الباطني المتأفغن فسرها هذا التفسير الغريب العجيب الذي ما أنزل الله به من سلطان،وهذا تأييد لمنهج المعتزلة في تحريف القرآن بهدف إنكار الصفات بما فيها القدرة ،لكنه ينكرها بأسلوب غاية في الخبث والمكر،فهو يفسرها بالعرش ليوحي للقارئ أنه يثبت صفة العلو وصفة استواء الله على العرش بتحريفه للكلم عن مواضعه،ونستطيع أن نقول بأن اعتزالياته دليل واضح بين على عدم ولائه حتى للمدرسة العقلانية التي يدعي هو ومن على شاكلته أنه ينتمي إليها لأنه لم يفسره بعقله بل بعقل سلفه المعتزلة،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء ليسوا على شيء،وأنهم بلا مبدأ ولا كيان ولا ركيزة ولا حتى على شفا حفرة والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به ونسأل الله الثبات،وقد يظن المرء للوهلة الأولى أن اعتقاد المعتزلة بإنكار صفات الله أمر نظري أثره محدود ،لذلك فلا بد من شيء بسيط من التوضيح ونترك لكم أن تتخيلوا حجم خطر هذه البدعة الشنيعة،عندما ننكر الصفات اللازمة التي أثبتها الله لنفسه وأثبتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثبتها صحبه وتابعوه بإحسان رضوان الله عليهم أجمعين،يصبح الله سميعاً ولكن بلا سمع،وبصيراً ولكن بلا بصر،وبناءاً على ذلك فإن الإنسان سيفعل ما يحلو له عندما يعلم بأن الله لا يسمعه ولا يراه،كما أن اعتقادهم بأن القرآن مخلوق وليس كلام الله تترتب عليه مصائب جمة كبرى،
نذكر مثالاً عليها الآية :" إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري"
فما عليكم يا أحبابي في الله إلا أن تأخذوا هذه الآية وتسألوا كل معتزلي:"هل هذه الآية من كلام الله أم هي مخلوقة؟!
"وقابلوني إذا عرفوا الجواب،ثم إن كل مخلوق مصيره إلى الموت ،فمتى سيموت القرآن؟!
ثم إن الخالق لا يخطئ أبداً،لكن المخلوق يخطئ ويصيب،ومن هنا أجازوا لأنفسهم محاكمة القرآن وانتقاده والأخذ به والرد عليه والعياذ بالله تعالى من هذا الكفر البواح،نعود إلى مآثر هذا المتأفغن، يفسر ] فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة[ (النساء:3) بأنه " قيد من خاف أن لا يعدل بالمرأة الواحدة وترك لمن يخشى أن لا يعدل -حتى مع المرأة الواحدة- عدم الزواج وهذا ما يستنتجه العقل مادام يحمله العاقل ويقول به الحق والعدل"
منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير ص (87_90)،
وهذه مصيبة أخرى دخلت على أمتنا بهدف هدم الأسرة والمجتمع،
وهي قولهم بأن الله تعالى بعد أن أحل تعدد الزوجات بالآية الكريمة:" فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع"قالوا بأن الله تعالى ألغى التعدد بآيتين،الأولى:
" فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"
والثانية قوله تعالى:" ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"
وقبل أن نفند هذه الشبهة ينبغي أن نعرف مصدرها،إنه الغرب النصراني الذي يمنع الرجل من الزواج بأكثر من واحدة،ولا نراهم يفعلون ذلك إلا من باب حسدهم لنا على سعة شريعتنا وجمالها وكمالها مع أننا لا ندعوهم إلا لما هو خير في الدين والدنيا والآخرة وما يحل لهم ما حرم عليهم ويضع عنهم إصرهم ويخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة،
نقول لهم قبل كل شيء،أقرأوا نصوص كتابكم المقدس المحرف أولاً:
" أحبَّ الملك سليمان نساء غريبة كثيرة … "
سفر الملوك الأول 11 1/
ويقول : " وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السراري فأمالت نساؤه قلبه "
سفر الملوك الأول 11 3 /
يعني يا نصارى، قبل أن تصدروا إلينا هذه المصيبة،يلزمكم أولاً أن تثبتوا أنها محرمة عندكم وأن تدركوا أنكم خالفتم كتابكم المقدس على شطحاته وأخطائه الكثيرة ،نقول لمن صدق هذه الدعاية
ثانياً،الآية الأولى تقول: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع"ركزوا على عبارة"إن خفتم"حتى يتضح المعنى،وانظروا إلى الآية الثانية"فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"
سؤالنا الآن،لماذا حملتم عبارة"إن خفتم"في الآية الأولى على المباح الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه،وحملتم عبارة"إن خفتم"في الآية الثانية على المنع والتحريم؟!
كلا العبارتان تفيدان لمن تدبرهما السعة والإباحة ولا إلزام فيهما لمن كان يعرف لغة العرب،فإن قالوا بأن الآية التي تؤكد أنه منع وتحريم هي الآية القائلة:
" ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"
فنقول لهم،هذه الآية تؤكد المعنى الذي ذكرناه ولا تنفيه على الإطلاق،فكما أن الرجل لا يستطيع أن يعدل تمام العدل بين النساء ولو حرص على ذلك،كذلك لا يستطيع واحد منا بلوغ تمام الخشوع في الصلاة ولو حرص على ذلك،ولا يستطيع بلوغ تمام الإخلاص المنافي للرياء الذي يحبط العبادات ولو حرص على ذلك،
والأمثلة كثيرة في أن كل شخص بعد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يستطيع بلوغ التمام في أي عبادة من العبادات،ولو سلمنا بأنها محمولة على المنع فإنه يتوجب علينا حينها أن تكون صلاتنا حركات وكلمات لا خشوع فيها،وأن تكون أعمالنا كلها رياءاً لا إخلاص فيها،سبحان الله،القرآن يضرب لنا المثل العليا لنقتدي بها وتحفزنا لا لتثبطنا!ومما يؤكد المعنى الذي ذكرناه هو بقية الآية السابقة:" ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما"طيب لو سلمنا جدلاً بأن الله تعالى نفى العدل ونفى معه التعدد،
إذاً فلماذا يقول لنا"فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة"وهل هذه الآية تخاطب الذي له زوجة واحدة أم لديه زوجة أخرى؟
ثم يقول لنا"وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً"
والمعنى واضح إن شاء الله،طبعاً لكم أن تتخيلوا حجم الضرر الذي يلحق بالمجتمع إذا اقتصر كل رجل على امرأة واحدة،ولكم أن تتخيلوا فوائد التعدد مع الحرص على العدل على قدر المستطاع من تقليل نسبة الأرامل والعنوسة التي انتشرت في مجتمعنا كما لم تنتشر من قبل حتى من خمسين سنة خلت،تبقى مشكلة ربما لا تخرج من قلب أخت من أخواتنا ألا وهي الغيرة من ضرتها وهذا حق ومن فطرة كل امرأة ولا ينكره أحد،فنساء بيت النبوة رضوان الله عليهن كن يغرن من بعضهن البعض،نقول لها،يا أختنا الفاضلة،لو سلمنا جدلاً بأن الرجل لديه دافع تجاه النساء لا سمح الله،فهل الأولى أن يضعه في ستر نساء المؤمنين وتعزيز الأخوة والأرحام في المجتمع الإسلامي ،أم يضعه في حرام وهو الذي يتواجد خارج المنزل وبين الناس والفتن كموج البحر المتلاطم الهائج والمجال مفتوح ؟ومن قال بأن الأديان أصلاً جاءت لتوافق أهواءنا ورغباتنا؟
ألسنا كل يوم نستيقظ لصلاة الفجر من أطيب نوم؟ألسنا في شهر رمضان نمتنع عن الطعام والشراب والنكاح من طلوع الشمس إلى غروبها؟بل إننا في ساحات الجهاد نضحي أرواحنا وأنفسنا ودنيانا من أولها إلى آخرها لقاء جنات عرضها السماوات والأرض،
ورغم كل ماقلناه فأنا ادعوكم لقراءة هذه الفتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،فلقد سئل رحمه الله عن المرأة فيما إذا كان يحق لها أن تشترط على زوجها ألا يتزوج عليها ،فذكر أقوال الأئمة ثم ذكر قول الإمام أحمد رحمه الله وانتصر له بقوله:" إذا تزوج وتسرى كان الأمر بيدها إن شاءت أقامت معه وإن شاءت فارقته لقوله صلى الله عليه وسلم (إن أحق الشروط أن يوفي به ما استحللتم به الفروج) ولأن رجلا تزوج إمرأة بشرط أن لا يتزوج عليها فرفع ذلك إلى عمر فقال (مقاطع الحقوق عند الشروط)"بعبارة أوضح،كل ما أردنا قوله،لا يحق لأحد أن يحل أو يحرم أو أن يقول على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين.
نكتفي بهذين المثالين لأن شطحات هذا المتأفغن الأحمق كثيرة جمة لا أحب أن أطيل الكلام عنها لننتقل سوية إلى هجومه على الإسلام بالكلية بقوله في المحاضرة التي ألقاها في فرنسا،أول دولة علمانية في التاريخ وثالث أكبر تجمع يهودي في العالم،و التي وثقتها صحيفة جورنال ديه ديبا" الفرنسية بتاريخ 18 مايو1883م:
" وفي الحقيقة إن الدين الإسلامي حاول خنق العلم وسد جميع التطور، ولذلك نجح في سد الحركات الفكرية والفلسفية وطرد الأذهان عن طلب الحقيقة العلمية"
وقال:
" إن المجتمع النصراني الذي تحرر واستقل الآن يتقدم بادي الرأي سريعاً في سبيل التقدم والعلوم بينما المجتمع الإسلامي لم يتحرر إلى الآن من تسلط الدين"،
ونلاحظ أنه يبرر إزالة الإسلام بأنه مثل النصرانية الوثنية الغربية،يقف عائقاً دون التقدم العلمي والحضاري،مع أن أي شخص لديه أدنى معرفة واطلاع على العقيدة النصرانية ،يدرك تماماً بأنها جاءت موافقة للرومان الوثنيين الإباحيين من شرك وشذوذ يعجز اللسان عن وصفه مدون في الكتاب المقدس المحرف ،نعم نحن نعلم يقيناً أنه، وباعتراف المؤرخين النصارى الغرب أنفسهم،كانت الكنيسة عائقاً للعلم والبحث العلمي والتقدم ،وأن الحضارة المعاصرة والثورات الصناعية ما قامت إلا بعد ثورتها على الكهنوت النصراني،ونعلم أن الكثيرين ممن قالوا بكروية الأرض وغير ذلك من الاكتشافات العلمية المخالفة للكتاب المقدس تم إحراقهم بكل وحشية ولا إنسانية،لكن هل من المعقول لإنسان لديه أدنى غيرة على الإسلام أن يصدر هذا الحكم عليه ويضعه بجانب النصرانية الوثنية الإباحية المحرفة ويجعله عائقاً للحضارة والعلم مع أن أول كلمة نزلت في القرآن هي "إقرأ"!!
لمثل هذا يذوب القلب من كمد.......إن كان في القلب إسلام وإيمانُ
بل وطعن هذا الخسيس في رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقبح صورة بقوله:
"القرآن وحده سبب الهداية، أما ما تراكم عليه وتجمع حوله من آراء الرجال واستنباطهم ونظرياتهم، فينبغي ألا نعول عليه كوحي وإنما نستأنس به كرأي"
موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين (1/281)،
واضح كعين الشمس مساواته لتراث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكامله من أقوال وأفعال وعقائد وأعمال وجهاد بما يأتي من أي رجل يخطئ ويصيب ويؤخذ به ويرد عليه،سبحان الله،هل ذكر القرآن عدد ركعات الصلاة وكيفيتها!؟،
هل ذكر القرآن مقدار الزكاة؟!
ولقد رأينا قبل قليل نموذجين من فهمه للقرآن الذي أفرده بالصحة على حد زعمه الكاذب،وقبل أن ننتقل إلى تلاميذه النجباء لا بد من مشاهدة بعض الوثائق التي تثبت قيادته لمحفل كوكب الشرق الماسوني ونذكر بأن كوكب الشرق هو لقب المغنية التي كانت تسمي نفسها أم كلثوم:
، شاهدوا على هذا الرابط وثيقة انتخاب جمال الدين المتأفغن رئيساً لمحفل كوكب الشرق الماسوني في القاهرة
http://www.hanein.info/vb/imgcache/2/28387_geek4arab.com.jpg (http://www.hanein.info/vb/imgcache/2/28387_geek4arab.com.jpg)
وشاهدوا هذه الوثيقة وهي من مراسلاته للماسونيين توضح ثناءه على الآراء الفلسفية الإلحادية الهدامة
http://www.hanein.info/vb/imgcache/2/28386_geek4arab.com.jpg (http://www.hanein.info/vb/imgcache/2/28386_geek4arab.com.jpg)
شاهدوا أيضاً هذه الوثيقة لصحيفة الأهرام لمظاهر احتفال المحفل الماسوني الذي يرأسه جمال الدين المتأفغن وقتها
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs493.ash1/26937_408862171201_400071026201_4958212_34970_n.jp g (http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs493.ash1/26937_408862171201_400071026201_4958212_34970_n.jp g)
وننتقل الآن إلى تلميذه النجيب محمد عبده ،يقول هذا الزنديق الآخر
:" وإنا لنرى التـوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتبـاً متوافقة، وصحفاً متصادقة يدرسها أبناء الملتين ويوقرها أصحاب الدينين فيتم نور الله في أرضه، ويظهر دينه الحق على الدين كله"
الأعمال الكاملة لمحمد عبده جمع وتحقيق محمد عمارة ( 2/363 ) المدرسة العقلية (ص: 138)،
إن من يحاول الجمع بين اليهودية والنصرانية الحالية وبين الإسلام كمن يحاول الجمع بين الظلمات والنور،وبين الظل والحرور،وليته توقف عند هذا الحد،بل هو ومن معه قاموا بتأسيس الدعوة إلى تقارب أهل السنة والجماعة مع الطوائف الضالة من الروافض وغيرهم،ونكتفي بأن نذكر أن محمد عبده قام باختصار كتاب نهج البلاغة المنسوب كذباً إلى علي رضي الله عنه وأرضاه،وهو لم يثبت لعلي رضي الله عنه لا سنداً ولا رواية كما هو معروف عند أهل التحقيق حتى أن أحد العلماء سماه بنهج الحماقة،لكن يجب أن أشير إلى أن الرافضة قد اتخذوا من دعاة التقريب مطية لنشر مذهبهم الذي لم تعد رائحته النتنة تخفى على أحد منا،حيث أن العديد من البلدان الإسلامية فتحت المراكز التي تدعو إلى التقريب ،وقاموا بتكميم أفواه وأقلام المصلحين المخلصين الذين حرصوا على فضح هذا المنهج الإجرامي الإرهابي الهدام،وفي الوقت ذاته لم يسمح المجوس في إيران و إلى يومنا هذا بمركز واحد للتقريب بين السنة والرافضة،بل ولا حتى بأذان أهل السنة في طهران وغيرها من المدن الكبرى في إيران،بل ولا حتى بتعليم وتجويد القرآن،واندفع الرافضة بكل قوتهم لنشر سب الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين ،وهذا هو سر تحول بلاد الرافدين من أغلبية سنية إلى أغلبية مجوسية،ومن هنا ندرك بأن هؤلاء هم أول من رسخ مفهوم توحيل الإسلام مع اليهودية والنصرانية تحت مسمى التوحيد،وتخريب مذهب أهل السنة والجماعة تحت مسمى التخريب،ونواصل بعون الله كشفنا لهذه السلالة المستنيرة أصحاب العقول الناضجة المنفتحة المتحضرة المتمدنة المتحررة.
ممن سار على نهج إجرامهم واهتدى بضلالهم المدعو محمد توفيق صدقي،فلقد نشر هذا مقالة في مجلة المنار التي يرأسها المدعو محمد رشيد رضا تلميذ محمد عبده عنوان هذه المقالة :
" الإسلام هو القرآن وحده"
المنار ( 9/515 ).
وهؤلاء وإن دلسوا رفضهم للسنة النبوية المطهرة بحجج واهية تافهة مثلهم،إلا أن هناك من رفض السنة النبوية كلها أو جزءاً منها صغيراً أو كبيراً بمجرد عدم موافقتها لرأيه وعقليته المنفتحة العصرية،ونذكر تلميذاً نجيباً آخر لهذا الفكر المستنير والآراء العبقرية،هذا الرجل للإنصاف لم يدخل والله أعلم في عداوة السنة وأهلها إلا عن جهل وتعصب مقيت وليس عن إصرار على عداء السنة والإسلام بالكلية،ونتناول فقرات موثقة من كتبه ونعلق عليها مستعينين بالله وحده لا شريك له.
يقول الغزالي : "إن نفراً من العمال والحمالين والفلاحين فرطوا في أعمالهم الحرفية والفنية مكتفين في إثبات تدينهم بثوب قصير ولحية مشوشة"
سر تأخر المسلمين ص 54،
ولن نرد على هذه الشتائم والاستهزاء الواضح بشعائر الدين ولا على غيرها،وسنعتبر جدلاً بأنها من قبيل الخلاف المذهبي ، وسنتابع الكلام من زاوية حيادية على أقوال أخرى سطرها قلمه المنير.
يقول الكاتب الإسلامي المبجل:
" إن الغفلة عن القرآن الكريم والقصور في إدراك معانيه القريبة أو الدقيقة عاهة نفسية وعقلية لا يداويها إدمان القراءة في كتب السنة، فإن السنة تجيء بعد القرآن "
هموم داعية ص 25،
نأخذ على مفكرنا البحر العلامة الحبر الفهامة أمران،الأول وصفه للقرآن بالإبهام والغموض مع أن الله تعالى يقول
:" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"
وأما الأمر الثاني،فهو وصفه للنظر في كتب السنة بما فيها الصحيحين بالإدمان،ومصطلح الإدمان يُشعر القارئ بعادة سيئة يتوجب على الإنسان أن يتخلص منها وإلا فهو يتجه إلى الهلاك،وما هو الأمر الذي تريد أن تشعرنا بالخجل من النظر إليه في كتب السنة يا غزالي ،وماذا فيها سوى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله وخصاله وشمائله وأخلاقه؟!
وأما الأمر الثالث، بالنسبة لما أُشكل من ألفاظه وتراكيبه ومعانيه فيقول تعالى كما أسلفنا مخاطباً رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"،
وسؤالنا لمفكرنا العظيم ومن سار على نهجه المستنير،إذا كان القرآن يخاطبنا بأن تبيانه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى،فمن أين سنأخذ هذا التبيان إذا لم تكن كتب السنة المعتبرة تضمها؟!
تابعوا معنا قراءات من كتبه لتعرفوا المنبع الذي يدعونا هذا الكاتب العبقري إلى أن نأخذ منه وننهل ديننا الذي هو عصمة أمرنا وحياتنا وحياة حياتنا.
وقال أيضاً:
" أما أن يتهجم نفر من الطلاب أو بعض البوابين والبقالين على الأئمة الكبار وينالوا من قيمتهم العلمية، فهذا سفه منكور"
هموم داعية ص 25،
إنه يقصد من تمسك بالسنة والأدلة وخالف الأئمة الأربعة ،ونرد عليه بأقوال للأئمة الأربعة رضوان الله عليهم أنفسهم،ولعله نسي بأن أحمد بن حنبل رضي الله عنه صاحب كتاب المسند الذي يعتبر من كتب الحديث المعتبرة التي يعيب علينا هذا مفكرنا العبقري فريد عصره ونابغة زمانه ما وصفه بالإدمان عليها،شاهدوا الرد على بدعة التعصب المذهبي على هذا الرابط:
http://www.a7babfealah.com/vb/showthread.php?t=1430 (http://www.a7babfealah.com/vb/showthread.php?t=1430)
ولا بأس من أن نذكر لكم مصدر عقدة التعصب للرجال من دون الأنبياء المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم،إنه التلمود،الذي يعتبر المصدر الثاني لشريعة اليهود،فهو يأتي في المرتبة الثانية بعد العهد القديم،ويأتي في المرتبة الثالثة كتاب"بروتوكولات حكماء صهيون"،
جاء في التلمود:ص45
"إذا خالف أحد اليهود أقوال الحاخامات يعاقب أشد العقاب, لأن الذي يخالف شريعة موسى خطيئته مغفورة, أما من يخالف التلمود فيعاقب بالقتل"، بل ويقول حاخامهم روسكي: "التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى"
وثمة لفتة في عبارة الغزالي لا أستطيع تجاوزها دون التعليق عليها،ألا وهي وصفه لأتباع السلف الصالح بالبوابين والبقالين من باب الازدراء والحط من شأنهم،نقول له ولكل من على شاكلته وأخلاقه العالية،إن وجود البقالين والبوابين وغيرهم من المهن التي هي في نظرك طبقة منخفضة المستوى الاجتماعي كما هو واضح من لهجتك ليس أمراً معيباً ولا مشيناً ،فأنا شخصياً أعتز وأتشرف وأرفع رأسي عالياًً بهم،وأتقرب إلى الله بالمودة في الله والاحترام والتقدير لكل أخت أو أخ لي ،أسوداً كان أو أبيضاً،عربياً كان أو أعجمياً،حراً كان أو عبداً ،غنياً كان أو فقيراً معدماً،ضعيفاً كان أو قوياً ،متعلماً كان أو أمياً لا يقرأ ولا يكتب،صغيراً كان أو كبيراً،وأدعوا الله بالخير لهم،وأقدم لهم دمي وفكري وقلمي ومالي ووقتي وحياتي كلها لوجه الله خالصة مخلصة بإذنه تعالى، وفي المقابل أتقرب إلى الله ببغض كل ضال مضِلٍّ ولو كان يملك شهادات الدنيا بأسرها،وأموال الدنيا بأسرها،ومناصب الدنيا بأسرها، وأجاهد فيه بكل ما أملك أن أجاهده به حتى يهديه الله أو يهلك على ضلاله وضلال من تبعه إلى يوم الدين لوجه الله خالصاً مخلصاً بإذن الله،وسنسألك أنت ومن تبعك سؤالاً سهلاً صغيراً بسيطاً،أين تذهب يا غزالي عندما تحتاج إلى الخضار أو الفاكهة أو المواد الغذائية،هل تذهب إلى أستاذ جامعي يحمل الدكتوراه؟!هل تذهب إلى طبيب؟!إلى مهندس أو مساعد مهندس؟! إلى صيدلاني أو حتى ممرض؟!.
وأما عن موقفه من تاريخ أمتنا المجيدة يقول:
" لم تستفد الدعوة الإسلامية شيئا يذكر خلال الحكم العباس بل إن سوء التطبيق لتعاليم الإسلامي نال من قدرتها على الانطلاق البعيد، حكام يتهاوشون على الدنيا، ويتقاتلون على المناصب ، أجهزة الشورى صفر. العدالة الاجتماعية مضطربة . .."
سر تأخر العرب والمسلمين : ص 66
نقول للغزالي ولكل من يحاول النيل من تاريخنا المشرف المشرق ، أليس بنو العباس هم الذين نشروا الإسلام شرقاً وغرباً ،شمالاً وجنوباً؟!،
ألم ينظر هارون الرشيد رحمه الله إلى الغيمة التي لم تمطر ولم يأبه لها لأن فيئها سيعود إليه مهما ابتعدت رمزاً لعزة أمتنا وقتها؟!
من أين أخذت أوربا وأمريكا حضارتها المعاصرة التي أخذت عقولكم وقلوبكم وسحرت أبصاركم وطمست بصائركم؟!ولماذا اسودت مياه نهر دجلة عند دخول التتار إلى بغداد؟!
كل هذا ،وما خفي كان أعظم،لا يساوي عندك شيئاً يذكر يا غزالي؟!
يقول الغزالي :" إن الوحدة الوطنية الرائعة بين مسلمي مصر وأقباطها يجب أن تبقى وأن تصان ، وهي مفخرة تاريخية ودليل جيد على ما تسديه السماحة من بر وقسط " قذائف الحق : (ص 66).
وقال " وقد كنت أريد أن أتجاهل ما يصنع الأخ العزيز شنودة ، الرئيس الديني لإخواننا الأقباط غير أني وجدت عددا من توجيهاته قد أخذ طريقه إلى الحياة العملية" قذائف الحق : (ص 67)
وهنا أيضاً يحز في نفسي ولا أخفيكم،تلطفه مع النصارى ورفقه بهم لدرجة أنه جعل شنودة بمنزلة الأخ،وفي الوقت ذاته يصف أتباع السلف الصالح الذين دفعهم حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين إلى التمسك بسنته ظاهراً وباطناً على قدر استطاعة كل إنسان والله لا يكلف نفساً إلا وسعها،
لكننا نتساءل هنا،كيف يفسر الغزالي ومن تبعه هذه الآية الكريمة:" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه"
أولسنا أهل قبلة على أقل تقدير يا غزالي!!!.
بل ويشنع علينا أمراً آخر وهو النقاب للمرأة بكلام سأترك الحكم عليه للقارئ الكريم :
" إن الإسلام لا يؤخذ من أصحاب العقد النفسية سواء كانت غيرتهم عن ضعف جنسي أو شبق جنسي"
هموم داعية: ص 143.
ولا بد من توضيح بسيط ومختصر لمسألة النقاب،فلم يختلف علماءنا على الحجاب الذي يغطي الشعر،ولم يختلفوا على أن لباس المرأة لا يجوز أن يَصِفَ ولا يشُفَّ ولا يكون فتنة بحد ذاته،ولا تتطيب المرأة ولا تتزين إلا لزوجها ومحارمها،لكنهم اختلفوا على النقاب الذي يغطي الوجه والكفين فيما إذا كان واجباً أو سنة،وكما أن علماءنا الأجلاء من أمثال ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله أوجبوا النقاب،فإن شيخنا المحدث الفاضل الألباني رحمه الله جعله سنة ومستحبة،لكنه تأدب بأدب الحوار والخلاف مع خصومه ولم يشنع عليهم بمثل هذا الكلام القبيح ولا أقل منه في حياته كلها،وكل ما فعله هو أنه جاء ب 19 دليلاً على فتواه التي لامه عليها الكثير من الناس حتى اتهموه بالإرجاء،ولكن يا غزالي،يا من تجل القرآن وتدعونا للتمسك به،
أين أنت من الآية التي تقول:" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"؟!....
يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:29 PM
وكم صُعقت عندما رأيته هو الآخر يدعو للتقريب مع الرافضة ،يقول:" وأعترف بأن لي أصدقاء من الشيعة أعزهم وأحبهم ومن أجل ذلك أعرض هذه المباديء لدفع الأمور إلى طريق التصالح والإخاء" دستور الوحدة : ص ه 3 1،والطامة الكبرى في قوله:" إن وحدة المسلمين لن تتحقق ما لم يجتمع المسلمون وراء الإمام الخميني" الخمينى : دماء وتخريب وإرهاب.
الآن يا غزالي،وبعد أن شنعت وأغلظت القول والتجريح على علماء السلف الصالح الذين نحسبهم_ولا نزكي على الله أحداً_أحرص الناس على التمسك بالكتاب والسنة المطهرة والعض عليها بالنواجذ،وبعد أن صرفت الأنظار والقلوب والعقول عن كتب السنة التي هي مفسرة القرآن ووحي من الله مثل القرآن،إلى أين ستأخذنا؟وبمن تريدنا ان نقتدي؟بآية الشيطان الخميني،لن أطيل الكلام عن هذا الخنزير الخميني،بل سأكتفي بمقولتين من كتبه وما سطره قلمه،الأولى تبين عقيدته وفكره وعقليته،والثانية تبين فقه الأحكام من وجهة نظره،فأما الأولى فهي قوله:" وأنا أزعم بجرأة أن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضل من أهل الحجاز في عصر رسول الله" الوصية السياسية للخميني ص 23،لاحظوا أن الخميني خص الشعب الإيراني بالأفضلية على جيل الصحابة رضوان الله عليهم،ولو أنه قال "شيعة اليوم أفضل جيل الصحابة"لشملت العرب والترك والبلغار والروس وغيرهم،ثم ألم يكن العباس وولده عبد الله وعلي والحسن والحسين وفاطمة رضوان الله عليهم أجمعين من عرب الحجاز !!
هذه عقيدة قائد الأمة الإسلامية الذي اقترحه علينا الغزالي،وأما عن مستوى علمه وفقه السنة لدى الخميني فإليكم هذه الفتوى مما سطره قلمه:" لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين ، دواماً كان النكاح أو منقطعاً ، وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة ، ولو وطأها قبل التسع ولم يفضها لم يترتب عليه شيء غير الإثم على الأقوى" تحرير الوسيلة في ج 2 ص 216
نقول للغزالي:يا مفكرنا العظيم،تشنع على ابن عثيمين وابن باز وغيرهما أنهم حرصهم وغيرتهم على أعراض نساء الموحدين من أن تصير لعبة لمرضى القلوب وضعاف النفوس وهم كثرة في كل زمان ومكان،ثم تحيلنا إلى الولي الفقيه فرويد الشرق الخميني؟!أين عقلك وفكرك المستنير وعقول من سار على نهج التقريب الذي رسمتموه لنا من هذه الفتوى التي تدل على همجية ما بعدها همجية،ووحشية ما بعدها وحشية،وبهيمية ما بعدها من بهيمية،وقذارة ما بعدها قذارة؟!يتفطر قلبك ويتقطع فؤادك أنت ومن تبعك على المرأة خوفاً من النقاب،وتصفونه بالخيمة والرجعية والعادة الجاهلية والظلم والحيف والتشدد، وتندبون وتتباكون على الظلام الذي يلف عقل المرأة مع النقاب، وتنتفضون لمجرد الكلام عن ضوابط عملها وتعليمها الجامعي وخروجها وشروطه وموانعه الشرعية والأخلاقية ،ولا تخشى على رضيعات الموحدين من الوقوع في أحضان المجوس النجوس؟!ربما يأتي بعض السذج ويبررون ذلك بأن الغزالي لم يكن يعرف بهذه البلاوي،ونرد عليه بقول الشاعر:إن كنت لا تدري فتلك.....،وإن كنت تدري....،الغزالي ليس من عوام الناس ولا من بسطائهم الذين يرفعون شعار:"ما قيل في المحراب فهو الصواب"بل هو معدود في نظر محبيه المعجبين بشخصيته من أعلام الأمة ومجدديها وروادها ومن كبار المفكرين الإسلاميين،فكما تتبع علماءنا الأجلاء وحلل شخصياتهم واسنتنتج أمراضهم الجنسية والخلقية والعقلية،فلن يكون عاجزاً عن قراءة ولو كتاب واحد من كتب الرافضة أوغيرهم،أم أنه يحيل الأمة الإسلامية إلى منبع لا يعرف هو نفسه ما يحويه من طوام ومصائب ؟!أم أنه يريدنا أن نترك صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرها من الكتب التي ما ضمت إلا ما هو نور،ومشرق،وجميل،وطاهر،ونقي،وزكي،إلى كتب الرافضة مثل الكافي وبحار الأنوار التي ما ضمت سوى الظلمات واللعن والشتائم التي لم يسلم منها حتى ال البيت الذين يدعون محبتهم؟!
ولا بد لنا من أن نتناول شخصية أخرى سارت على نفس المنهج للأسف الشديد بعلم أو بغير علم،وهي شخصية أدبية بارزة تركت أثراً كبيراً من الشهرة وبثت فتناً كبرى بين مشارق الأمة الإسلامية ومغاربها إلى يومنا هذا،وأنا نفسي كنت من المعجبين المتأثرين إلى حد كبير بها قبل أن أنصدم بحقيقتها ،وهو إلى يومنا هذا معدود في كبار رواد الفكر الإسلامي والنهضة وعظماء الإسلام لقد نال هذا الشخص من تاريخنا وعقيدتنا وسلفنا أكثر من أي شخص آخر ذكرناه سابقاً، لسبب بسيط ألا وهو تعاطف الملايين سابقاً ولاحقاً معه وشدة إعجابهم وحبهم وانبهارهم بشخصيته وقلمه وكتاباته،فضلاً عن قصص اعتقاله وتعذيبه التي انتهت بإعدامه رحمة الله عليه،فلم يعودوا يرون منه إلا ما هو جميل ومؤثر في أعماق نفوسهم وقلوبهم وعقولهم،أنا أعلم يقيناً بأن الكثيرين ممن سيقرأون هذا الكلام سيتألمون بسبب التعرض لهذا الرجل،فأنا أعرف حق المعرفة مكانته في قلوبهم وأثر كتاباته في أعماق نفوسهم ،وأتوجه بخالص الاعتذار سلفاً عن أي ألم سينجم عن عرض هذه الحقائق ،لكننا نتحدث عن عقيدة ،ويجب أن نتذكر أن هذا الشخص وغيره انتقلوا إلى رحمة الله تعالى وأخذوا حسناتهم مع سيئاتهم، وبقي لنا نحن الحاضر والمستقبل ،وأن أمتنا وديننا يتعرضان لهجمات شرسة لا ترحم،وأن أعداءنا بشتى صنوفهم وأشكالهم وألوانهم يصلون الليل بالنهار سعياً لتدميرنا والسيطرة على بلداننا وأعراضنا وأموالنا واقتصادنا ،وكل هذا طبعاً لا يتم ونحن متمسكون بحبل الله المتمثل بالقرآن والسنة بفهم سلف الأمة،ويتوجب علينا تصفية صفوفنا وتنقية عقائدنا وعقولنا من كل الشوائب،وأن نستبرء لديننا وآخرتنا بترك المنابع المكدرة والاستغناء عنها بالعذب الفرات السائغ شرابه وطعمه،ونضرب مثالاً على ذلك قصة جرت مع أبي حفص البلقيني رحمه الله تعالى وهو أحد مشايخ البخاري رحمه الله تعالى،فلقد قام أبو حفص رحمه الله بتحقيق كتاب"الكشاف"للزمخشري رحمه الله الذي يلقب ب"شيخ الاعتزال" بل كان إذا طرق الباب على أحد من جيرانه أو أقاربه وسألوه:"من الطارق"أجابهم بقوله:"جار الله المعتزلي"مفتخراً باعتزاله ،يقول أبو حفص رحمه الله بعد أن فرغ من تحقيق كتاب الكشاف:"لقد استخرجت من الكشاف معتزليات بالمناقيش"وذلك لأن الزمخشري كان فحلاً من فحول البلاغة وعالماً بلغة العرب،الشخص الذي أريد التحدث عنه هو الكاتب المصري "سيد قطب"، والآن ننطلق بعون الله إلى تبيان موثق من كتبه التي ما زالت تُطبع حتى يومنا هذا،ونتناول بمدئياً موقفه من القرآن:
يقول سيد في خاتمة كتابه المعروف باسم "التصوير الفني في القرآن":"
وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم”. التصوير الفني ص (255)بكل بساطة يتحرر من كل ما أسماه بالقيود! وأين سنذهب بمقولة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه التي تقول:"أي سماء تظلني،وأي أرض تقلني،إن قلت على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم".
نأخذ عليه جمعه بين الدين والفن من اسم كتابه"التصوير الفني في القرآن"،بل وبقوله:" فالفن والدين صنوان" ص(143-144):من" كتاب التصوير الفني" وص(231-232) من”كتاب مشاهد القيامة في القرآن"،وذلك ببساطة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم له الكثير من الأحاديث التي تغلظ في تحريم التصوير المتمثل في عهده بنحت التماثيل،والذي يدخل فيه الرسم اليدوي للأرواح من إنسان وحيوان،والجدير بالذكر أن التصوير الفوتوغرافي لا يدخل في هذا التحريم فله شأن وتفصيل آخر،لعلة أن التصوير المذموم يدخل فيه عمل اليد البشرية،أما الفوتوغرافي فهو كالمرآة أو الماء تعكس الأصل ولا تتدخل فيه يد الإنسان ولا فعله المقصود،وحده كما ذكر أهل العلم هو الرأس ،فإذا رسم الإنسان أو نحت شيئاً له روح بدون رأس فلا إثم عليه،للحديث الذي ذكره الألباني رحمه الله في سلسلته الصحيحة برقم 1921 :" الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة" ونذكر لكم منها حديثه في صحيح البخاري وغيره عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :" أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ماذا أذنبت ؟ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما بال هذه النمرقة ) . قلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحيو ما خلقتم ) . وقال ( إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة"،ثم إن أهل العلم حرموا مجرد إدخال المقامات الموسيقية إلى تجويد القرآن أو حتى الأذان،فكيف بإدخال الفن بشتى صنوفه وألوانه على كتاب الله! وليته اكتفى بمجرد ادخال الفن والموسيقى على القرآن،بل قدم كتابه المسمى"التصوير الفني" إلى مفتش الرسم بوزارة المعارف وقتها المدعو ضياء الدين محمد ليقوم ب"تحقيقه"وصرح بذلك في كتابه التصوير الفني في القرآن ص(114)،وكتابه المذكور،من أوله إلى نهايته ،مليء بالمصطلحات الفنية من 1-المشهد، 2- الصورة، 3- التي يرسمها، 4- لوحة، 5- المشاهد 6- القصص، 7- الحوار، 8- النظارة، 9- المسرح،10- الأداة التي تصور،11- الحادث المروي، وألحق بها: 12- الجرس، 13- الموسيقى، 14- السينما، 15- الإيقاع، 16- والجرس، 17- والنغمات، 18- والريشة المبدعة ، 19- وعدسة التصوير.
ومن النصائح التي أسداها له الأستاذ ضياء الدين كما صرح سيد:" تفضل الأستاذ الفنان” ضياء الدين محمد” مفتش الرسم بوزارة المعارف بمراجعة هذا القسم الخاص بتناسق التصوير، ثم قال:”خذ سورة من السور الصغيرة التي ربما يحسب البعض أنها شبيهة بسجع الكهان أو حكمة السجاع"والكهانة لا تذكرنا إلا بالشعوذة والدجل والسحر والوثنية ،فضلاً عن قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:" فَذَكِّر فَمَآ أَنتَ بِنِعمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجنُونٍ".
اعتزالياته كثيرة جمة في تفسيره المعروف ب"الظلال" من أوله إلى نهايته،نكتفي بذكر واحدة منها، يقول في تفسير سورة طه:" والاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والاستعلاء"وهذا تصريح بإنكار علو الله الحسي بذاته التي نثبتها ولا نعلم كيفيتها،وإثبات لعلو الله المعنوية المتمثلة بالاستعلاء والقهر دون الذات،مع أن الإمام مالك رحمه الله قال:"الاستواء معلوم،والكيف مجهول،والإيمان بذلك واجب،والسؤال عن ذلك بدعة"
فقول الإمام مالك رحمه الله بأن الاستواء معلوم إثبات لأن الله "ليس كمثله شيء"،وقوله بأن الكيف مجهول لأن الله "وهو السميع البصير".
نأتي إلى طعنه في نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام،فلقد نال سيد من هذا النبي الكريم نيلاً شنيعاً في كتابه التصوير الفني في القرآن ص (200-205):" لنأخذ موسى ؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج "سبحان الله،كيف يوصف نبي من أولي العزم من الرسل،كيف تفهم يا صاحب الظلال صبره على بني إسرائيل في سورة البقرة،لمجرد أنه أمرهم بذبح بقرة جلسوا يجادلون في تفاصيل أسخف من السخافة إمعاناً في التكبر والعناد والعتو والتمرد على شرع الله ،قالوا"أتتخذنا هزواً"قالوا"ادع لنا ربك يبين لنا ما هي"إلى آخر القصة،وكان يكفيهم أن يأخذوا بقرة لا على التعيين ويذبحوها وتنتهي المشكلة،هل يصبر كل هذا الصبر إنسان عصبي المزاج يا سيد؟!هل يصبر إنسان عصبي المزاج 10 سنوات لقاء زيجته في مدين وعفة نفسه؟!
ثم قال في المصدر نفسه:" فها هو ذا قد رُبي في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره، وأصبح فتى قويا"قال تحت سمع فرعون وبصره،ورب العزة يقول:" ولتصنع على عيني وأنا اخترتك يا موسى"فمن نصدق إذا؟!ثم قال في تعليقه على الآية:" ودَخَلَ المَدينَةَ على حين غَفْلَةٍ مِنْ أهْلِها فَوَجَدَ فيها رَجُلَيْنِ يقْتَتِلانِ هذا مِنْ شيعَتِهِ وهذا مِنْ عَدُوِّهِ فاسْتغاثَهُ الّذي مِنْ شِيعَتِهِ على الّذي مِنْ عَدُوِّهِ فوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عليهِ [ (سورة القصص :15) .
وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي .
وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية، فيثوب إلى نفسه ؛ شأن العصبيين"ثم قال:" فَأَصْبَحَ في المَدينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ
وهو تعبير مصوِّر لهيئة معروفة : هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر في كل حركة، وتلك سمة العصبيين أيضاً .
ومع هذا، ومع أنه قد وعد بأنه لن يكون ظهيراً للمجرمين ؛ فلننظر ما يصنع .... إنه ينظر :" فإذا الذي استَنْصَرَهُ بالأمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ" مرة أخرى على رجل آخر
"قالَ لهُ موسى إِنَّكَ لَغَوِيٌ مُبينٌ" ولكنه يهم بالرجل الآخر كما همَّ بالأمس، وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقُّبه، لولا أن يذكره من يهم به بفعلته فيتذكر ويخشى"وهذا ليس إلا إمعاناً في التهكم والاستهزاء والسخرية من ذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،مع العلم بأنه أكثر نبي ذُكرت قصصه في القرآن ،وربما يقول قائل:"إنما كان ذلك قبل نبوة موسى عليه الصلاة والسلام،لكن سيد توقف عند هذا الحد لما صار موسى نبياً رسولاَ ،ونجيب بقول سيد في المصدر نفسه:" :] قالَ رَبِّ أَرِني أَنْظُرْ إِليكَ قالَ لَنْ تَراني ولكِنِ انْظُرْ إِلى الجَبَلِ فإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَراني [ (سورة الأعراف: 143) .
ثم حدث ما لا تحتمله أيَّة أعصاب إنسانية، بَلَهُ أعصاب موسى(3 (http://www.albshara.com/showthread.php?t=19735&p=195418#_ftn1)) :] فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ للجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وخَرَّ موسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِليكَ وأَنا أَوَّلُ المُؤْمِنينَ [ (سورة الأعراف:143) . عودة العصبي في سرعة واندفاع !"وتدبروا قوله"بله أعصاب موسى"لكنه فن ومسرح وتمثيل،ولا نستطيع أن نصف هذه المشاهد إلا بالكوميديا .
ثم قال في المصدر نفسه:" تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم ،إنه نموذج الهدوء والتسامح والحلم :" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَليمٌ أَوَّاهٌ مُنيبٌ"أريد من كل من يقرأ هذه الكلمات أن يضع نفسه في موقع هذا التهكم والاستهزاء والسخرية القبيحة،وأن يضع مكان سيد قطب شخصاً لا على التعيين،وأن يستشعر الألم الناجم عن هذه السخرية على نفسه فضلاً عن نبي من أولي العزم من الرسل وكليم الله عليه الصلاة والسلام، وأقولها بصراحة،لو أن سيد في تفسيره المعروف بالظلال ،وقف على هذه الآية لما تجرأ على هذه السخرية المشينة،هذه الآية تقول مخاطبة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:" وَلَقَدِ استُهزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَستَهزِءُونَ" وتذكروا أن سيد حرر نفسه من كل القيود الشرعية التي تحد من "حريته الفكرية والعقلية".
وأحببت في هذا السياق أن أفضح شخصية أدبية روائية فكرية معاصرة نالت من هذا النبي العظيم أيضاً والعياذ بالله تعالى،إنها الكاتبة الروائية أحلام مستغانمي،المفكرة الشهيرة التي تعتبر من رائدات الفكر المعاصر ويتهافت شبابنا وبناتنا على رواياتها بشكل كبير،تقول هذه التي توصف برائدة الأدب والفكر المعاصر في روايتها ذاكرة الجسد: "وهل أنساك ذلك "النبي المفلس" الذي سرقوا منه الوصايا العشر وهو في طريقه إليك.. فجاءك بالوصية الحادية عشرة فقط"وصاحب الوصايا العشر هو نبينا العظيم موسى عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم.
نعود إلى سيد ،من مصائبه أيضاً وصفه وفي أكثر من موضع من كتابه المذكور للقرآن بالسحر ونذكر مثلاً:" في ص(11) من كتابه التصوير الفني قال معنوناً:” سحر القرآن”". - وفي ص (13) قال:” ولكن هذه العوامل لا تنفي أنه كان لسحر القرآن"وهذا لا يجوز شرعاً بحال من الأحوال،فلم يتجرأ أحد على وصف القرآن بالسحر إلى المشركين، قال تعالى واصفاً حال الوليد بن المغيرة كما نعلم:" إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر "بل قال المشركون بعامتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" وَقَالَ الكاَفِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّاب" وتذكروا جيداً أن سيد حرر عقله وفكره من كل القيود.
وقد يقول قائل:"إن هذا ليس أمراً مشيناً بالضرورة،فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم صح عنه الحديث القائل(إن من البيان لسحراً)"نقول،لو تدبرنا سياق الحديث لوجدنا أنه على سبيل الذم أيضاً،ونصه كالتالي،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله برقم: 2100 في صحيح الجامع:" إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا " ومعنى قوله:"مئنة فقهه"أي دليل على فقهه،أي أنه أمره بأن يقصر الخطبة حتى لا يفتن ويسحر الناس عن المضمون.
وبعد أن تناولنا طعونه في القرآن ،ثم في النبوة ،بعلم أو بغير علم،نأتي الآن إلى طعونه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جميعاً صرنا نعلم وبشكل بديهي بأن الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم، ولو حتى في صحابي واحد، طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته المطهرة ،بل وفي القرآن أيضاً.فلقد نال سيد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نيلاً لا أظن أن أحداً سبقه أو سيسبقه إليه،لسبب بسيط هو أن الرافضة صريحون في العبارة والقذارة ولا يخفون علينا،أما سيد فهو محسوب على العلماء الكبار الأجلاء من أهل السنة والجماعة ،واسمه مقرون بابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب، والطامة الكبرى أن العالم الأديب المصري محمود شاكر رحمه الله،شقيق العلامة أحمد شاكر رحمه الله الذي حقق مسند أحمد وتفسير ابن كثير رحمهم الله تعالى،قام محمود شاكر بتذكير سيد مراراً وتكراراً ،وعندما تطور الأمر مع سيد قام محمود شاكر رحمه الله بشن هجوم وردود عنيفة ومشرِّفة على طعون سيد،أي أنه وُجِدَ وقتذاك من ينصح لسيد ويذكره ويحذره من النتائج المترتبة على أخطائه لكنه لم يرتدع،صدرت تلك الردود في مجلتي "المسلمون"و"الرسالة"والمقالات بعناوين" حكم بلا بينة، تاريخ بلا إيمان، لا تسبوا أصحابي، ألسنة المفترين،وآخرها كان بعنوان: ذو العقل يشقى …".
وقبل أن نبدأ في تبيان موقف سيد من هذا الجيل الرباني العظيم،أحببت أن أذكر لكم حديثاً عظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جملة الأحاديث التي زكت وأثنت على الصحابة رضوان الله عليهم،وهو في السنن بسند حسن ولفظه للإمام أحمد رحمه الله:" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه"،وطعونه كثيرة في الصحابة رضوان الله عليهم و نكتفي بما يخص الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.
قال سيد عن الخليفة الراشدي عثمان بن عفان جامع القرآن ذي النورين زوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه وأرضاه:" مضى عثمان إلى رحمة ربِّه وقد خلّف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكّن لها في الأرض وبخاصة في الشام ، وبفضل ما مكّن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام من إقامة الملك الوراثي والاستئثار بالمغانم والأموال"في كتابه المسمى بالعدالة الاجتماعية وهو ليس بعدالة على الإطلاق ص : 161.....يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:34 PM
وقال :" هذا التصوّر لحقيقة الحكم قد تغيّر شيئـًا ما بدون شك على عهد عثمان ، ولقد كان من سوء الطالع : أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخٌ كبير ، ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام ، وضعفت إرادته عن الصمود لكيد مروان وكيد أمية من ورائه "العدالة الاجتماعية،الطبعة الخامسة ص : 186.
وقال:" منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مئتي ألف درهم ، فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع ، فسأله أن يعفيه من عمله ، ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربـًا : (أتبكي يا ابن أرقم أن وصلتُ رحمي ؟) ، فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف : (لا يا أمير المؤمنين ، ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضـًا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرًا ، فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيقُ ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين ، وقال له : (ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك)"العدالة الاجتماعية ص : 159.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،لماذا كل هذا الحقد على بني أمية يا سيد،أوليسوا أصهار النبي صلى الله عليه وسلم؟!أوليسوا هم من فتح الأرض ونشروا الإسلام شرقاً وغرباً بما فيها الأندلس التي كانت شمساً أضاءت أوربا والدنيا بأسرها بنور الحضارة والعلم والتقدم؟!كان يجدر بكاتب مثلك وثق فيه الشباب والمثقفون أن يحافظ على التراث والتاريخ ويدفع شبهات المستشرقين لا أن يفعل العكس،لم كل هذا التحريف والتشويه يا سيد؟!ومن المستفيد؟!.
ثم يثني على الثورة التي قادها الخنزير المدعو بعبد الله بن سبأ تماشياً مع اتجاهه الثوري الانقلابي الاشتراكي الخارجي التكفيري بقوله:" وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه بنو أمية"العدالة الاجتماعية ص : 189 طبعة خامسة، ص : 160 ـ 161 الطبعة12،لأن أتباعه حرفوا النص في طبعات أخرى إلى ذم لابن سبأ ،والأخطر من ذلك أنه قال في كتابه كتب وشخصيات:" ولست شيعياً"ولقد قلده أتباعه اليوم بانتحال السلفية لتمرير عقائدهم وأفكارهم الليبرالية أو التكفيرية أو غيرها،وليتهم اكتفوا بذلك،بل يأتون إلى أتباع السلف ويجرحونهم بأنهم يدعون السلفية وأنها منهم براء،ويصفونهم بألقاب تحط من شأنهم مثل "الجامية"نسبة إلى العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى،الذي لم يكن يخشى في الله لومة لائم،وهذا يذكرنا بقول أعداء الأمة على أتباع السلف الصالح ونبذهم ب"الوهابية"نسبة للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
وشاهدوا هذا الرابط الذي يحوي طابعاً إيرانياً عليه صورة سيد قطب اعترافاً منهم بعظيم خدمات هذا الرجل بقصد منه أو بغير قصد.
http://islamancient.com/blutooth/161.jpg (http://islamancient.com/blutooth/161.jpg)
وسترون أيضاً صورة خالد اسلامبولي، الذي قام باغتيال الرئيس السابق أنور السادات،وهذا يدل على دعم إيران واستفادتها من كل توجه خارجي تكفيري.
ولقد بقيت متحيراً في أمر سيد،فيما إذا كان مدفوعاً مأجوراً من أعداء الأمة أياً كانوا،أو فيما إذا كان قد فعل ذلك عن جهل واندفاع أحمق أهوج في نفق يعج في ظلمات بعضها فوق بعض،إلى أن قرأت كتاباً يدون سيرته من أولها وحتى مماته بعنوان "سيد قطب"وهو من تأليف عبد الله عزام أول الأفغان العرب وأستاذ زعيم الخوارج المعاصر أسامة بن لادن،وعبد الله عزام يعتبر من أشد المغرمين بسيد قطب ،ودافع عنه دفاعاً مستميتاً ،يقول وهو يروي سيرة سيد قطب،في حديثه عن سبب تحول سيد إلى جماعة الأخوان المسلمين :" وأما الحادثة الثانية: فقد حصلت في بيت مدير المخابرات البريطاني في أمريكا ، إذ كانت السفارات الغربية تتسابق في رمي شباكها لاصطياد الطلاب الشرقيين وإيقاعهم بحبائلها ليكرسوا في محافلها المختلفة ، ويقسموا العهد على خدمتها وإنذار الحياة خالصة لخدمتها ، وأي صيد أثمن من الكاتب المعروف سيد? فدعاه مدير المخابرات البريطاني إلى بيته"
والسؤال الخطير والقضية التي شغلتني إلى اليوم،ماذا كان يفعل سيد عند رئيس المخابرات البريطانية حتى عاد وقلمه ينفث هذه السموم ويتهافت الشباب المسلم على كتبه بهذا الشكل المريب؟!وما أدراك ما المخابرات البريطانية وما بريطانيا .
ومع ذلك فسأحسن الظن بسيد،وسأصدق كلام عبد الله عزام وكلام سيد،وسأعتبر بأن سيد فعل ما فعل عن غير قصد ،في هذه الحالة فأنا أتوجه بالنصح لكل من يقرأ هذه الكلمات بأن يستبرأ لدينه وآخرته ويبتعد عن مواطن الشبهات،ويستغني بالآلاف المؤلفة من الكتب والمجلدات عن كتب هذا الضال المضل،لأن ما تنبه إليه العبد الجاهل الذي لم يرتق ولا حتى إلى مرتبة طويلب العلم الذي كتب هذه الكلمات،الذي هو أنا،ليس إلا غيض من فيض والله على ما أقول شهيد،فقد نستحسن أموراً أخرى هنا أو هناك وتكون في حقيقتها طواماً عظيمة يترتب عليها مصائب وشبهات لا ندرك خطرها،ولا يستطيع التصدر لها إلا العلماء الربانيين الراسخين في العلم حفظهم الله لنا وحفظنا معهم ورحم موتاهم،فالشطحات العقائدية التي وقع فيها سيد كثيرة جداً تبلغ المئات وربما الآلاف ولا مجال لحصرها هنا،فهو الآخر أقر عقيدة وحدة الوجود،وبأن الروح أزلية،وكفر المجتمعات الإسلامية على وجه العموم وسمى مساجدهم ب"معابد الجاهلية"،وكم من المآسي التي تسببت بها عقيدته في التكفير،فإننا لا نجد موقعاً على الإنترنت أو جماعة تكفيرية واحدة إلا ونجدهم يقدسون سيد وكتبه ويغلون فيه غلواً مقزعاً،وإن مصائب التكفيريين على الأمة الإسلامية وحدها لتكفي وزيادة،وهنا أحببت أن أذكر شبهتهم التي يعلقون عليها جل توجهاتهم وأهدافهم ومسيرتهم ألا وهي الآية الكريمة:" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"فهم لم يكتفوا بتكفير الحكام بسبب غياب الحكم بما أنزل الله فقط،بل كفروا الشعوب لأنها على حد زعمهم"رضيت بحكم الطواغيت ولم تشعل الثورات لتطبيق الحكم بما أنزل الله"وإليكم أقوال أهل التفسير في هذه الآية:
قال وكيع عن سعيد المكي عن طاوس قال :" ليس بكفر ينقل عن الملة"
قال الثوري عن ابن جريج عن عطاء أنه قال : "كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق"ونوضح بعون الله كيف يكون الكفر والظلم والفسق أكبراً مخرجاً عن الملة أو أصغر لا ينقل عن الملة.
غلت في مسألة التكفير طائفتان،طائفة غلت في عدم التكفير حتى قالوا"لا يضر ذنب مع إيمان كما لا ينفع عمل مع كفر،وإيمان أحط البشر كإيمان جبريل وميكائيل فضلاً عن أبي بكر وعمر"رضي الله عنهما وأرضاهما،هذه الطائفة تسمى بالمرجئة،وأما الطائفة الثانية فقد غلت في التكفير حتى أخرجوا فاعل الكبيرة من الزنا والسرقة والقتل من الإسلام بالكلية وقالوا بأنه كافر في الدنيا مخلد في النار يوم القيامة،ألا وهم الخوارج،وبهذه المناسبة نذكر بأن المعتزلة قالوا بأن فاعل الكبيرة في منزلة بين منزلتين،وهذا أيضاً قول باطل لا دليل عليه لا في القرآن ولا في السنة المطهرة،فالله تعالى يقول "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"طبعاً سبب ضلالهم أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً لا يتجزء،وعقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل،يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية،والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر ونذكر منها قوله تعالى:" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً"،ولتوضيح عقيدة أهل السنة والجماعة في فاعل الكبيرة يجب علينا أن نعرف الكفر،الكفر لغة الغطاء،واصطلاحاً:قول أو فعل أو عمل مخالف للشرع يغطي إيمان المرء ،وهذا الغطاء إما أن يكون كلياً مخرجاً عن الملة،أو جزئياً لا يخرج عن الملة،ودليل تقسيمه إلى أكبر وأصغر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الوارد في الصحيحين وغيرهما:" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"وهنا فلقد فرق أهل العلم ومنهم ابن تيمية رحمه الله بين مفهومين هما الإيمان المطلق،ومطلق الإيمان،وفاعل الكبيرة الذي توافرت فيه شروط الإيمان مع كبيرته فقد الإيمان المطلق،الذي هو درجة كبيرة من الإيمان،ولكنه لم يفقد مطلق الإيمان،الذي هو جذر الإيمان أو جذوته أو أصله في قلبه،ثم إن التكفير يعد من أخطر أبواب الفتوى على الإطلاق،يعد الراسخون في العلم حتى المليون قبل أن يدخلوا فيه للحديث الوارد في الصحيحين وغيرهما وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما"ورجائي الوحيد لأخوتي وأخواتي كلما رأوا تكفيرياً أن يسألوه على سبيل المثال:"هل تحفظ مناسك الحج أو العمرة؟"أو اسألوه:"عدد واجبات الصلاة أو سننها "ولا نريد إحراجهم بالأسئلة ولكننا نريد عملاً مثمراً يعود على أمتنا بالنفع وأن نشغل أوقاتنا بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ضوء فهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم،نكمل أقوال أهل التفسير في الآية المذكورة.
قال السدي: "ومن لم يحكم بما أنزلت فتركه عمدا أو جار وهو يعلم فهو من الكافرين"ويوضح هذا المعنى القول التالي:
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : "من جحد ما أنزل الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق"بمعنى،أن شرط خروج من لم يحكم بما أنزل الله عن الملة هو الجحود،بمعنى أوضح،لو سرق السارق أكثر من النصاب وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا من الكبائر تقطع يده ،ولكن إذا اعتقد بأن السرقة حلال فإنه يخرج عن الملة بعد قيام الحجة والاستتابة حتى ولو لم يسرق في حياته ولو مرة واحدة،فشرط تكفير من لم يحكم بما أنزل الله أن يعتقد بأن القوانين الوضعية الفاجرة أفضل من الحكم بالشرع،والاعتقاد محله القلب ونحن لا نحكم على الظاهر لسبب بسيط وهو أن من حسن إيمان المرء حسن ظنه بغيره وسوء ظنه بنفسه وليس العكس،فإن قال قائل:"إنهم يقيمون المحاكم ويضعون الدساتير التي تحكم بالقوانين الوضعية،فماذا تريد أكثر من هذا الدليل على جحود الحكم بشرع الله؟"نقول،ربما قام شارب للخمر بفتح خمارة والعياذ بالله،وهذا بلا منكر عظيم بلا ريب وبلا شك،طيب هل كشفنا عن قلبه وعرفنا أنه استحل الخمر بهذا العمل؟ليس بالضرورة،ثم يجب أن يفهم التكفيريون بأن إقامة الحدود شأن أولياء الأمر فقط،ولو تُرِكَ الأمر لآحاد الناس فستتحول أمتنا بالكامل إلى غابة وستعم الفوضى ويقتل الأبرياء،وهذا ما حصل فعلاً في الكثير من الدول الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:35 PM
ولكن هناك سؤال آخر لابد أنه خطر ببالنا جميعاً،لماذا لا يقوم الحكم بما أنزل الله الآن،وما المانع من ذلك؟وهذا حق،وسيجيبنا عليه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بقوله في إحدى الخطب:"أنصفونا أيها الناس،تريدون منا أن نسير فيكم سيرة أبي بكر وعمر،ولا تسيرون فينا سيرة رعية أبي بكر وعمر!نسأل الله أن يعين كلَّا على كلّ"ونقول لكل مسلم ومسلمة،لم يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفكير بالإنقلاب على أبي جهل وأبي سفيان رضي الله عن الأخير لإقامة الحكم بما أنزل الله،لأنه وبإخبار الوحي علم بأن الإصلاح يبدأ من الجذور لا من القمم،فلقد كان النجاشي رحمه الله حاكماً للحبشة ولم يكن يستطيع حتى الصلاة،لذلك فلقد بدأ بضعفاء وعامة الناس وظل يدعوهم ثلاثة عشر عاماً لكلمة التوحيد،ولما تمكن في المدينة المنورة قام بتطبيق الحكم بما أنزل الله.
كان كل ما سبق،تبيان بفضل من الله وحده لا شريك له لحقيقة وتوجه وأهداف الطاعنين في القرآن والسنة ،نبدأ بعون الله الآن يتفنيد شبهات منكري السنة النبوية المطهرة،هذه الشبهات التي ما زالوا يطنطنون بها في الإنترنت وفي كتبهم ومقالاتهم،بل وعلى الفضائيات الرافضية، ذكر جزءاً كبيراً منها المدعو محمد صدقي في مجلة المنار وهي ليست بمنار، التي كان يصدرها محمد رشيد رضا الماسوني تلميذ الماسوني محمد عبده،نذكرها مع الرد بعون الله تعالى.
الشبهة الأولى:"قال أحمد بن حنبل ما معناه: إن الأحاديث الواردة في تفسير عبارات القرآن الشريف لا أصل لها، كما نقله الحافظ السيوطي في الإتقان"
أولاً،ماهو تعريف الآحاد ؟الحديث الصحيح على ثلاثة أقسام،الأول هو المتواتر،والتواتر في اللغة هو التتابع،واصطلاحاً،هو ما نقله عدد من الرواة لا يمكن تواطؤهم على الكذب ويستوي طرفاه ووسطه ويستند على أمر حسي من سمع أو بصر أو كلاهما،واختلف العلماء في عدده إلى يومنا هذا،وضابط عدده هو ما تعارفوا عليه في كل زمن حسب مقتضى الظروف،والتواتر إما أن يكون باللفظ،وإما أن يكون بالمعنى.
والقسم الثاني هو المشهور ويسمى بالمستفيض على رأي للعلماء،وهو ما تعددت طرقه دون أن تبلغ حد التواتر.
والقسم الثالث هو العزيز،وله طريق واحدة أو اثنتان.
ولو سألنا ما هو الآحاد في ما ذكرناه؟نجيب كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه الذي يعتبر من أهم مُختصرات علم الحديث المسمى "نخبة الفكر"بأن الآحاد هو كل ما ذكرناه باستثناء الأول الذي هو التواتر،ومن هنا نكتشف تدليس وتلبيس وغش هؤلاء المرضى في القلوب والعقول،إذ أن من يسمعهم يقولون"خبر الآحاد"ولا يعرف شيئاً عن علم المصطلح،يظن بأن خبر الآحاد هو ما نقلته الروايات بطريق واحدة فقط،نكمل الرد على الشبهة الآن فنقول مستعينين بالله ثم بأقوال أهل العلم رحمهم الله.
ثانياً: نقول لهؤلاء،أين إسناد هذا القول إلى الإمام أحمد يامن لا تقبلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين إلا الآحاد؟!
ثالثاً: لو سلمنا بصحة نسبته إلى الإمام أحمد رحمه الله فهل مقصوده الطعن في السنة كما تريدون أنتم؟!وهو المعروف بشدة اهتمامه بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرصه عليها وحثه على التمسك بها والتحذير من مخالفتها والتغليظ والإنكار على من ابتدع مهما كانت صغيرة!وهو الذي قال:" الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي e وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير" أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص(276-277)،وهو الذي صنف كتابه المسند المعدود من أمهات الكتب في السنة والآثار والأخبار.
رابعاً:لو صحت هذه العبارة عن أحمد رحمه الله تعالى،فهم لم يفهموا معناها على الإطلاق،وأما المقصود بها حقيقة فهو ما نقرأه في التفاسير المعتبرة مثل تفسير ابن كثير والطبري رحمهما الله تعالى،فالتفاسير إما أن تكون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،أو الصحابة رضوان الله عليهم وعلى رأسهم ابن عباس رضي الله عنهما ترجمان القرآن وحبر الأمة ،أو التابعين مثل عكرمة وسعيد بن جبير ومسروق وأبو العالية وقتادة ومجاهد،ونذكر مجاهداً وحده على سبيل المثال،قام بعرض تفسيره ثلاث مرات على ابن عباس رضي الله عنهما وأقره ابن عباس،فمقصود أحمد رحمه الله بأن تفسير هؤلاء لا أصل له،أي أن جزءاً منها تُذكر في كتب التفسير مرسلة،ومعنى مرسلة،أي حُذف منها اسم الصحابي،لكن ذكرها في التفسير مرسلة لا يعني أنها مرسلة بالضرورة،فربما كانت مرسلة فعلاً وهذه تدخل في حكم الضعيف فعلاً،والذي قصده أحمد رحمه الله فهو ما أُرسل في موضع ،تم وصله في موضع آخر وهذا أمر بديهي عند المبتدئين من أهل الاختصاص ،ويشهد لذلك ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (13\346)وهو قول الإمام أحمد رحمه الله:" "ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير، والملاحم، والمغازي"ويروى: "ليس لها أصل" أي إسناد لأن الغالب عليها المراسيل"،ثم إن علم المصطلح الذي نقرأه اليوم لم يُدون ويُنظم ويصل إلينا بين يوم وليلة،بل تغيرت المصطلحات ومقاصدها واختلفت على مر الأزمنة و تغير الأمكنة والألسنة،ولو كان لدى هؤلاء أدنى درجة من الأمانة العلمية والصدق والتقوى لما بتروا عبارة"لا أصل لها"وشيدوا فوقها العمارات والأبراج وناطحات السحاب،لكنهم قوم سوء يبترون ويقصون ويلصقون ويتلاعبون بالألفاظ والعبارات بما يتماشى مع الغايات القذرة التي لا تخدم إلا أعداء الأمة بقصد أو بغير قصد.
الشبهة الثانية:
قال محمد صدقي:" وقال الإمام الشافعي: إن نسخ القرآن بالحديث لا يجوز".
أولا:نقول لهؤلاء،ماهو تعريف النسخ؟الجواب،النسخ لغة هو الإزالة،واصطلاحاً،رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر،فالحكم الشرعي منسوخ والدليل الرافع ناسخ،ومعنى قول الإمام الشافعي بأن القرآن لا تنسخه السنة فهذا له تفصيل ولا يجوز البتر هكذا،تقول الآية الكريمة:" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها"فنسخ القرآن بالقرآن أقره العلماء ولا خلاف،ونسخ السنة بالقرآن أجازه العلماء ولا خلاف،ونسخ السنة بالسنة أقره العلماء ولا خلاف،وأما نسخ القرآن بالسنة ،فهو إما أن يكون بسنة الآحاد وهذا غير جائز ولا خلاف،أو أن يكون بالمتواتر وهذا ما عليه الخلاف،فلقد أجازه كل من أبي حنيفة ومالك ورواية عن أحمد رحمهم الله ،ومنعه الشافعي وأحمد في رواية عن أحمد رحمهما الله، وأدلتهما أقوى ونحن لا ندور إلا مع ما صح من الأدلة وليس قول أبي حنيفة ولا مالك ولا غيرهما بكلام منزَّل،ويبدو أن هؤلاء اختلط عليهم الأمر فظنوا بأن معنى قول الشافعي بأن السنة لا تنسخ القرآن،أنه أراد فصل السنة عن القرآن،ويكذبهم الشافعي رحمه الله ،فهو الذي اشترط في كتابه "الرسالة"ص (110-111) الذي يعد أول كتاب تم تأليفه في أصول الفقه،اشترط في الآية القرآنية أن تنسخ السنة بدليل يقترن معها من السنة أيضاً،لسبب بسيط هو أن السنة تبين القرآن،وتجلي مبهمه،وتفصل مجمله،فالقرآن أوجب إقامة الصلاة وترك السنة لتبين عدد الركعات وكيفية الصلاة ومواقيتها وأحكامها،وأمر بالحج لمن استطاع إليه سبيلاً وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مناسكه وكيفيته وشعائره،ونقول لهؤلاء،ما دمتم تحتجون بالشافعي رحمه الله ،فتذكروا جيداً مواقفه من أهل البدع والأهواء،فهو الذي قال:" إذا صح الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط"،ونأتي بعد قليل إلى سياط من أدلة الشافعي رحمه الله تسلخ جلودهم بتأكيده على قبول حجية خبر الآحاد بإذن الله تعالى.
الشبهة الثالثة:قال محمد صدقي: "وقالت الظاهرية: إن تخصيص عموم القرآن بها (يعني السنة)غير جائز. وإنّ العمل بها غير واجب".
الجواب:نقول لهؤلاء،يا من لا تقبلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما هو متواتر،أين الأسانيد التي تشير إلى رفض الظاهرية لتخصيص عموم القرآن بالسنة؟!بل أين المصادر؟!والمضحك في الأمر أن داود الظاهري،وهو يعتبر المؤسس الحقيقي للظاهرية،من أشد الناس تمسكاً بظواهر نصوص القرآن والسنة لدرجة أنه أبطل القياس ،وليس داود وحده،بل إن حامل لواء الظاهرية ابن الحزم رحمه لله،يرى بأن السنة تخصص عموم القرآن،وتقيد مطلقه،وتبين مبهمه،بل ويرى بأن أخبار الآحاد تفيد العلم اليقيني وله صولات على من يرى أنه تفيد ولو مجرد الظن و سنرى بعد قليل بإذن الله أدلته التي تصفع وجوه كل من يتنقص من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،هذا مع العلم بأن مذهبه الظاهري فاسد باتفاق أهل العلم ولا ريب في ذلك،لأننا الظاهر ربما يقبل التأويل بدليل،أما تأويله بغير دليل فلا يجوز طبعاً.
الشبهة الرابعة:قال محمد صدقي:" وقال جمهور الأصوليين: إنها ظنية(يعني أخبار الآحاد) ".
الجواب:هذا تدليس آخر،لأن فحول الأصوليين بما فيهم أتباع المذاهب الأربعة ،بالإضافة إلى أهل الحديث قاطبة قالوا:" إن أخبار الآحاد التي تلقتها الأمة بالقبول تصديقاً بها وعملاً بموجبها تفيد العلم اليقيني"وحتى الذين قالوا بأنها ظنية قالوا:" إن خبر الآحاد إذا حفته القرائن يفيد العلم النظري" النكت لابن حجر على ابن الصلاح (1/347-378)وأما قولهم "العلم"فإن العلم يفيد ما هو يقين،وأن مصطلح المعرفة أعم من العلم فيشمل ما هو يقيني بالإضافة لما هو ظني غالب للصحة،وأما قولهم"النظري"فالمقصود بالنظري هو العقائدي دون العملي الذي يمثل فقه العبادات والأحكام.
قال محمد صدقي:"وقال كثير من الأئمة كالقاضي عياض: إنه لا يجب الأخذ بها (يعني الآحاد)في المسائل الدنيوية ".
الجواب:أولاً:نعيد ونقول لهم،يا من لا تأخذون إلا ما هو متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،بما أنكم تقولون "الكثير من الأئمة"أين أقوالهم وأسانيدها متواترة كانت أم آحاداً،بل وأين مصادرها ؟!.
وثانياً:لو صحت نسبة هذه المقولة جدلاً إلى القاضي عياض رحمه الله ،الذي يعتبر من كبار الفقهاء المالكية،فلقد ثبت عن مالك نفسه رحمه الله قوله:" ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ". ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91)،فهل نصدق دعواكم العريضة التي لم تأتوا بمصادرها ولا بأسانيدها أم نصدق هذه العبارة الذهبية للإمام مالك رحمه الله؟!.
ثالثاً:لو سلمنا جدلاً بإخراج أخبار الآحاد من الأمور الدنيوية،فالمسائل الدنيوية تشمل كل من: البيوع، والنكاح، والصداق، والطلاق، والخلع، والرجعة، والإيلاء، والظهار، واللعان، والعدد، والرضاع، والنفقات، والحضانة، والجنايات، والديات، والحدود، والأطعمة، واللباس، والصيد، والأيمان وكفاراتها، والقضاء، والشهادات، والعارية، والغصب، ، والودائع، وإحياء الموات،واللقطة، والوقف، والهبة، والعطية، والزراعة إلى آخر القضايا الدنيوية،وسأترك للقارئ الكريم أو القارئة الكريمة،أن يتخيلوا للحظات،النتائج المترتبة على إخراج أخبار الآحاد التي تدخل في كل هذه الأمور،أهذا ما تريدونه يا أصحاب العقول المستنيرة؟!أهذا ما تريدون نسبته إلى تلامذة الإمام مالك رحمه الله صاحب كتاب "الموطأ"الذي يعتبر من أمهات كتب السنة المطهرة؟!...يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:36 PM
الشبهة الخامسة:قال محمد صدقي:" وقال جميع المحدثين: إن الموضوع منها كثير، وتمييزه عسير، وفي بعض الأحوال مستحيل، راجع ما ذكرناه في الكلمة الرابعة".
الجواب:هذه أشهر شبهة لديهم،بل هي تعتبر عماد باطلهم وركنه وعموده وذروة سنامه،وهي تركهم للسنة المطهرة بحجة دخول الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،ونرد عليهم من عدة وجوه.
أولاً:يقول القرآن الذي تدعون أنه الدين لوحده: "إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه" تكفل في هذه الآية رب العزة جل شأنه بتبيان القرآن،ثم يقول مخاطباً رسول الله صلى الله عليه وسلم" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"نقول لهؤلاء،هل من المعقول، يا أصحاب العقول،أن يقول الله يتكفل الله بتبيان القرآن ،ثم يقول بأن التبيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم،ثم يحيلنا رب العزة جل شأنه إلى ما هو ضحل أو مكدر وقد تكفل لنا بحفظه وتبيانه على لسان وأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!نحن لا نجد لكم سلفاً وأخواناً في نسبة هذه الأخطاء العظيمة إلى الله تعالى سوى الروافض الذين قالوا بالبداء على الله تعالى،وهو أن الله يقدر الأمر ثم يبدو له بأنه خطأ فيرجع عنه ويغيره،وسبق الروافض في هذا وغيره اليهود والنصارى،الذين قالوا بأن الله له ولد وصاحبة،وأنه جسم يمشي ويضحك ويحزن ويبكي ويذرف الدمعة فتسقط إلى الأرض وتهتز لها البحار ويقول"لماذا خلقت بن آدم"،وينزل إلى الأرض ويصارع يعقوب عليه الصلاة والسلام فيغلبه يعقوب ويمسكه ولا يستطيع أن يفلت من بين يديه،وإن ادعيتم محبة الله وحرصكم على تطبيق شريعته في الأرض"على الوجه الصحيح"،ولا فرق عندنا بينكم وبين الذين قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جاء بالسحر ،وأنه كذاب،وأنه مجنون،وأنه كاهن،وأن الوحي الذي يأتيه هو شيطان حاشا لجبريل عليه الصلاة والسلام،وإن ادعيتم أنتم ومن وراءكم وأمامكم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار رضي الله عنهم وأرضاهم.
ثانياً:هذه المقولة المفتراة على المحدثين قديماً وحديثاً تعد أكبر وأعظم دليل على أنهم أجهل الناس على وجه الأرض بعلوم الحديث،فلو أراد الله عز وجل أن يحفظ السنة في كتاب واحد كما حفظ القرآن لفعل ذلك بكل يسر وسهولة،ولو أردنا الكلام عن حكمة الله في هذا الأمر فلن تكفينا ولا مئات الصفحات،ونذكر فقط أنه أراد الحركة والحيوية للأمة بالنهوض بهذه المهمة العظيمة وتحصيل الأجر والثواب منها إلى يوم الدين ،يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله وقد سُئل عن دخول الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تعيش لها الجهابذة"لقد حفظ الله السنة بأن قيض لها رجالاً على مر الأزمنة والعصور يغربلونها غربلة،ويميزون صحيحها من سقيمها بموازين بلغت غاية القوة والصدق والأمانة العلمية من الدقة بكل ما آتاهم الله من ملكة وإبداع وقوة وتحمل لمشاق طلب الحديث، ولقد شهد لهم بذلك الكثير من الكتاب والمفكرين النصارى واليهود الغرب واستفادوا منهم أيضاً،بل وكتب التاريخ مليئة بأسفارهم ورحلاتهم من أجل حتى كلمة واحدة،نذكر لكم قصة بَقِيّ بن مخلد رحمه الله فقط،وعلى سبيل المثال ،لقد جاء هذا الأسد من الأندلس إلى العراق ليأخذ الحديث عن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى،لكن الإمام أحمد كان وقتها يواجه محنة خلق القرآن التي أثارها المعتزلة،وكان الخليفة وقتها قد منعه من الذهاب إلى المسجد والتعليم والحديث للناس فالتزم رحمه الله أمر الحاكم لأنه صاحب سنة ولم يكن في سفاهة الخوارج ولم يرد إثارة فتنة رغم أن تلامذته كانوا 60 ألف تلميذ،وكان بإمكانه أن يجهزهم جيشاً يقتلع بني العباس غفر الله لهم ويستأصل شأفتهم في أيام معدودة رغم أنهم تنقصوا من كتاب الله بغير علم وقصد،ورغم أنهم جلدوه على أمام تلامذته وهم يبكون على معلمهم،وسجنوه،ورغم أنه بلغ وقتها الستين من العمر،فلما جاء ابن مخلد رحمه الله إلى الإمام أحمد،وهو يعلم أنه لا يحدث بأمر الخليفة، وقرع عليه الباب وبين له أنه جاءه طالباً للحديث من أقصى المغرب،طلب منه الإمام أحمد رحمه الله أن يأتيه كل يوم على هيئة متسول،ويقدم له الإمام أحمد رحمه الله أوراقاً تتضمن الحديث على أنه طعام وخبز ونحوه،وظل ابن مخلد رحمه الله لسنوات استمرت مع محنة خلق القرآن يأخذ الحديث بهذه الطريقة ،ولقد وضع أهل العلم الدواوين الكثيرة التي تؤرخ لكل من يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أصحابه رضوان الله عليهم أو حتى التابعين رحمهم الله جميعاً،من تاريخ ميلاده،إلى تاريخ وفاته،وأدق المعلومات عنه ،وعن عبادته وأصحابه،وأقاربه،وأسفاره،وذنوبه التي ارتكبها كبيرة كانت أو صغيرة،وبدعته فيما إذا كان صاحب بدعة،وقسموا بدعته إلى أقسام ودرجات وفيما إذا كانت تدفعه للكذب بما يتوافق مع هواه أو كان صادقاً في رواياته رغم بدعته،لدرجة أن أهل البلد كانوا يقولون لهم:"أتريدون أن تزوجوه؟!"ومن يقرأ كتاباً واحداً في الجرح والتعديل أو التراجم والعلل أومعرفة الرجال سيعلم يقيناً أنني لا أبالغ أبداً،ثم يأتي هؤلاء الحثالة المتعالمون المتثاقفون الأغبياء الحمقى ليقولوا:"إن السنة النبوية لم تحفظ ولم يتم تمييز صحيحها من سقيمها"،ونقول لهؤلاء،كيف تصدقون ما دونه العرب في الجاهلية وحفظه من الأشعار والمعلقات والأيام والغزوات والأخبار والغزل والهزل،وتصدقون أن قائد الحملة الفرنسية على مصر هو نابليون بونابرت،وتسلمون بتفاصيل ما جاءكم عن أخبار الحرب العالمية الأولى والثانية وغيرها،وتعجز عقولكم يا أهل العقول عن التصديق بأن الصحابة رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم حفظوا السنة في صدورهم وسطورهم؟!مع العلم بأن لدينا العديد من الأدلة المتواترة القطعية الثبوت على حفظ الله للوحيين من القرآن والسنة،وفي المقابل فنحن نتحداكم أن تأتونا بدليل واحد فقط، متواتر أو غير متواتر،على أن الله تكفل بحفظ أي شيء آخر لا على التعيين،ولا حتى التوراة والإنجيل ،أم أن حسد أسيادكم اليهود والنصارى على صفاء شريعتنا وحفظ الله لها تسرب إليكم وصرتم تنعقون وتنبحون ابتغاء مرضاتهم؟! أين تذهب بكم عقولكم يا أصحاب العقول؟!ولصالح من كل هذا التنطع والتكلف والغلو والتشدد في أمر بديهي من مسلمات العقل والفطرة ؟!
الشبهة السادسة:قال محمد صدقي:" وقال أبو حنيفة وأضرابه من أهل الرأي والقياس: إن الصحيح منها قليل جداً، حتى إنه لم يأخذ إلا ببضعة عشر حديثاً".
الجواب:هذا بهتان وافتيات آخر على إمام عظيم من أئمة الأمة وعلى تلامذته الأسود،ونرد عليه من عدة وجوه.
أولاً:نقول لهؤلاء،يا من لا تقبلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما هو متواتر،أين الأسانيد المتواترة أو غير المتواترة عن أبي حنيفة و"أضرابه"رحمهم الله جميعاً،بل أين مصادرها التي تدعون بأنها صرحت بذلك؟!
ثانياً:صحت عن أبي حنيفة رحمه الله مقولة: "إذا صح الحديث فهو مذهبي" ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63وغيرها كثير من الأقوال التي تدل على حرص الرجل وحرص تلامذته الفحول وعلى رأسهم القاضي أبو يوسف يعقوب ومحمد بن الحسن الشيباني على احترام الأدلة ونبذ التقليد،بل إن محمد بن الحسن وأبا يوسف رحمهما الله خالفا أبا حنيفة رحمه الله في نحو ثلثي مذهبه وأقواله فأين تذهبون.
ثالثاً:يا من تدعون بأن أبا حنيفة و"أضرابه"رحمهم الله قالوا بأن الصحيح الذي يؤخذ به من الآحاد قليل جداً،هذا اعتراف صريح منكم ببطلان قاعدتكم بأن الآحاد لا يحتج به على الإطلاق لأنكم استثنيتم جزءاً منها،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غبائكم وتخبطكم وسفاهة عقولكم وضياعكم وتناقضكم ،ولا نجد لكم مثلاً إلا قوله تعالى:" مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا".
رابعاً:يا من تدعون بأن أبا حنيفة و"أضرابه"رحمهم الله قالوا بأن الصحيح من الآحاد قليل جداً،هل قرأتم واستقرأتم كتب الفقه وأصوله للأحناف رحمهم الله حتى خرجتم بهذا الاكتشاف العبقري الذي لم يسبقكم إليه أحد؟!ثم هل قرأتم مصنفات أسانيد الحديث للأحناف وعنايتهم بها؟!ولا بأس من أن نذكر شيئاً من جهود الأحناف لحفظ السنة المطهرة،فلمحمد بن الحسن رحمه الله مصنف كامل يضم موطأ مالك بروايته،إذ أن موطأ الإمام مالك رحمه الله له روايتان،إحداهما لمحمد بن الحسن رحمه الله،والأخرى للإمام يحيى الليثي رحمه الله،والموطأ من كتب الحديث المعتبرة كما هو بديهي عندنا،كما ألف الإمام الطحاوي الحنفي رحمه الله كتابان في علوم الحديث هما:شرح معاني الآثار" في أربعة أجزاء، و"مشكل الآثار" في ستة عشر مجلداً .
الشبهة التاسعة:قال محمد صدقي:" قال مالك: إن عمل أهل المدينة مقدم عليها(يعني الآحاد)، وكذلك أهل الرأي والقياس يقدمون القياس الجلي عليها".
الجواب:هذا بهتان وافتراء وتدليس آخر يدل على شدة جهل هؤلاء بعلم الحديث والجرح والتعديل وهو مردود من عدة وجوه.
أولاً:الإمام مالك رحمه الله هو من قال: " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه" جامع بيان العلم (2/39)، ابن حزم في إحكام الأحكام ( 6/860 ).فهو لم يستثنِ نفسه من العصمة حتى يستثني أهل المدينة أو غيرهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً:الإمام مالك رحمه الله تعالى هو من قال:"إنني لأعرف في المدينة أناساً يُستسقى بهم الغيث(بدعائهم طبعاً وبحسن ظنه فيهم)،ويُستنصر بهم على الأعداء،ولا يُؤخذ منهم حرف واحد"فكما هو معروف بأنه كما أن العدالة بما تضمنته من الصدق والتقوى شرط للرواية،فكذلك يُشترط الضبط وقوة الحفظ وعدم الخلط أيضاً،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة مالك رحمه الله ومنهجيته وحرصه على السنة وتحريها،وأما عن تقديمه لأعمال أهل المدينة رحمهم الله على السنة،فهو لم يقدم عمل أي شخص في المدينة لا على التعيين،بل قدم عمل الثقات على آثار قابلة لأن تكون مرجوحة وبالتالي هي أقل منها في المرتبة،والترجيح بين الآثار أمر بديهي عند أجهل جهال أهل الحديث فضلاً عن العوام،لكن الذي يسمعكم وأنتم تقولون:" إن عمل أهل المدينة مقدم عليها"يظن بأنه يقدم عمل أي شخص في المدينة لا على التعيين ولا التوثيق على أي خبر كان من أخبار الآحاد،ثم يا من تدعون بأنكم لا تقبلون إلا ما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،أين الأسانيد المتواترة أو الآحاد عن أهل القياس الذين تدعون بأنهم قدموا عمل أهل المدينة على الآحاد ،بل أين مصادرها؟!ليس هنالك أمر أسهل من رمي الكلام المرسل والبهتان والشبهات،ولكن الحكمة تقول:"ثبت العرش،ثم انقش"ولسنا نرى لكم عرشاً ولا نراكم حتى تجيدون النقش يا من استهنتم بوعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما:" من تعمد علي كذباً فليتبوأ مقعده من النار"واستمروا في هذا البهتان واتباع الهوى والظن وخطوات الشيطان والمشي على شفا حفرة إن كنتم تملكون نفساً واحداً من أنفاسكم،وسنستمر بعون الله ونبقى على التمسك بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أن نلقى الله ونحن على هذا....يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:37 PM
الشبهة العاشرة:قال محمد صدقي:" أجمع جمهور المسلمين على عدم تكفير من أنكر أي حديث منها (يعني الآحاد)".
الجواب:لم نفهم عن إجماع أي جمهور وأي علماء يتكلم هذا الأستاذ المبجل،فيما إذا كان يقصد إخوانه جمهور علماء الروافض والجهمية والمعتزلة،أو جمهور علماء أهل السنة والجماعة،ومع ذلك فسنرد على هذا الكلام المرسل الخالي من الأدلة والدقة والأمانة العلمية كما تعودنا منهم فنقول:
أولاً:هذا يناقض قول أخيه في عداء السنة وأهلها المدعو محمود أبو رية،فلقد قال هذا المعتوه الآخر:"إن شيوخ الدين يعتقدون أن الأحاديث كآيات القرآن في وجوب التسليم لها وفرض الإذعان لأحكامها بحيث يأثم أو يرتد أو يفسق من خالفها ويستتاب من أنكرها أو شك فيها"وهذه المقولة وإن كانت على سبيل التهكم والسخرية فهو حق ،وسنأتي الآن بدليل من القرآن الذي اتفق كل من الأخوين أبو رية ومحمد صدقي(ومحمد والصدق والصديق منه براء)على أنه حق وسنعلق عليه،يُقسِمُ الله تبارك وتعالى مخاطباً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً:" فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً" النساء:65،يقول العلامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية بما معناه:"فأما تحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمور فهو مرتبة الإسلام،وأما انتفاء الحرج عن النفوس من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مرتبة الإيمان،وأما التسليم تسليماً فهو مرتبة الإحسان"ونعلق قليلاً على هذا الكلام الذي يكتب بماء الذهب والياقوت فنقول،الفئة الأولى حكَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يشترط فيهم أن ينتفي الحرج عن صدورهم،فهم رضوا بالحكم ظاهراً وباطنهم ربما كان فيه شيء من الحرج وهذا هو الإسلام ،ويجليه قوله تعالى:" قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم"،وأما الطائفة الثانية فلقد عملوا بالقضاء ظاهراً وانتفى الحرج عن صدورهم باطناً،ولا يشترط من انتفاء الحرج أن يكون رضاً وتسليماً مطلقاً فلربما كان حالة وسطاً بين الرضا والحرج فذلك هو الإيمان،وأما الطائفة الثالثة فلقد حكَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ثم لم يجدوا أي حرج في قضائه،ثم سلموا تسليماً مطلقاً فذلك هو الإحسان،وإن هذه الآية وحدها تسلخ لحومهم ولحوم كل من تبعهم وهو راضٍ وعالم بحقيقتهم بسياط ملتهبة إلى يوم الدين،ثم طالما أنهم يتحدثون عن علماء أهل السنة،علماء أهل السنة ميزوا بين نوعين رئيسين لرد السنة فضلاً عن القرآن،فأما النوع الأول فهو رد جحود وإنكار،مثل أن يقول بأنه لا يوجد شيء اسمه صلاة المغرب،فهذا لا شك في كفره على الإطلاق،طبعاً بعد قيام القرائن والحجة وتوافر الشروط وانتفاء الموانع والاستتابة،وأما النوع الثاني فهو رد الكسل،وهذا أيضاً له تفصيل مستقل،فلقد اختلف أهل العلم أيضاً فيمن ترك الصلاة كسلاً على سبيل المثال وهو يقر بوحوبها وقال بعضهم بكفره وبعضهم قالوا فاعل كبيرة لا يُكَفر لنطقه بالشهادتين مع قيامه بمضمونهما،ومثال آخر كأن يقر بأن الزنا حرام وكبيرة من الكبائر،ويقع فيه نتيجة هوى أو إغراء أو نزغ شيطان، وهذا لا يكفر على الإطلاق طالما أن لديه أركان الإيمان وشروطه وموانع الكفر التي فصلها أهل العلم والاختصاص فأين تذهبون؟!.
ثانياً:نقول للأخوين في إنكار السنة محمود أبو رية و محمد صدقي ومن تبعهم،لقد قوَّلتم علماء أهل السنة ما لم يقولوا ولم يقصدوا،فإن علماء السنة من أشد الناس حرصاً على ضبط التكفير والتفسيق والتبديع،وأهم شرط لتكفير من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن يصله من العلم ما تقوم به عليهم الحجة،لكنكم كما أسلفنا،خطلتم أوراق أهل السنة والجماعة مع أوراق الروافض والخوارج والمعتزلة وغيرهم ونسأل الله أن يشفيكم.
الشبهة الحادية عشرة: قال محمد صدقي: " إن تناقضها كثير، ومعرفة ناسخها من منسوخها عسير أو مستحيل، وكذلك أكثر أسباب قولها ".
الجواب:أولاً:نقول لمحمد صدقي ولمن على شاكلته،قولك إن تناقضها كثير يخالف القرآن الذي تدعي أنه هو الدين وحده،فالسنة سواءاً كانت متواتراً أو آحاداً هي وحي من عند الله وليست من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى،إن هو إلا وحي يوحى،وكيف تفسر يا صاحب العقل المستنير قوله تعالى:" وَلَوْ كَـانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَـدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً"؟!
وثانياً:قولك بأن معرفة ناسخها ومنسوخها عسير ومستحيل لا نختلف عليه وأوافقك وأقول بكل قوة وبكل جرأة وبكل صراحة "إنه حق وصدق ويقين ولا غبار عليه"،نعم هو عسير ومستحيل عليك وعلى أمثالك،لأنك لم تقرأ ولم تعرف كتاب ابن تيمية رحمه الله "درء تعارض العقل والنقل،ولم تقرأ ولم تعرف كتاب "الناسخ والمنسوخ"ابن النحاس رحمه الله ،ولم تقرأ ولم تعرف كتاب تأويل"مختلف الحديث"للشافعي رحمه الله الذي تحتج بكلام يتماشى مع جهلك وحماقاتك وغاياتك القذرة،ولم تقرأ ولم تعرف كتابي:" تأويل مختلف الحديث"و "مشكل القرآن"لابن قتيبة رحمه الله،ولم تقرأ ولم تعرف كتاب "مشكل الآثار" للإمام الطحاوي الحنفي الذي تحتج بكلام مبتور مدلس عنه وعن الأحناف رحمهم الله،ولم تقرأ ولم تعرف كتاب" دفع إيهام الاضطراب"للعلامة الشنقيطي رحمه الله،وليتك قرأت هذه المقولة لابن خزيمة أحد مشايخ البخاري رحمهما الله وقبلت تحديه إن كنت تعي ما تقول:" لا أعرف أنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثان بإسنادين صحيحين متضادان، فمن كان عنده فليأت به حتى أؤلف بينهما" الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (ص473)،لكنك تهرف بما لا تعرف،مثلك كمثل رسام تشكيلي، اختطفه عدد من الرجال وعصبوا عينيه ووضعوا في يديه القيود،ثم اقتادوه إلى غرفة العناية المشددة في إحدى المشافي ليجري عملية جراحية لأحد المرضى،فلما وقف أمام المريض وفي يده المبضع والابرة المخدرة ونظر إلى المريض المستلقي أمامه صرخ قائلاً:"يستحيل على أحد –أو يصعب كثيراً-أن يجري عملية جراحية لأي مريض،أتركوا جميع المرضى، وإياكم ومحاولة إجراء أي عملية لأي مريض وإلا فسوف يموتون ويهلكون بين أيديكم، وذنبهم في رقابكم ورقبتي يوم القيامة".
الشبهة الثانية عشرة: قال محمد صدقي:"نهى بعضهم عن التحديث، وكذلك علماء التابعين".
الجواب:أولاً:يريد بذلك أيضاً الروايات التي ظاهرها التناقض بين مشروعية الكتابة ومنعها،التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فضلاً عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم،وتابعيهم بإحسان رحمهم الله،فنقول بإيجاز ،صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:" لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه"وورد أيضاً في الصحيحين القائل:"سمعت أبا هريرة يقول ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا كان من عبد الله بن عمرو(ابن العاص) فإنه كان يكتب ولا أكتب"والزيادة بين القوسين( )مني للتوضيح،وأقوال العلماء متعددة في تفسير هذه المسألة ونكتفي بقولين لهما،الأول:أن الأمر بمنع الكتابة كان في بدء البعثة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد اختلاط القرآن بالسنة عند الناس وأن ينصب اهتمامهم على القرآن،ثم سمح بها فيما بعد عندما تمكنت الدعوة الإسلامية،أي أن المنع منسوخ والسماح ناسخ.
والثاني:من البديهي أنه ليست الكتابة هي الوسيلة الوحيدة للحفظ على الإطلاق،فلقد كان العرب مشهورون بصفاء ذهنهم وقوة حافظتهم،ولقد أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ولمن بعدهم أن يحملوا السنة والقرآن في قلوبهم وعقولهم ليطبقوها واقعاً في حياتهم العملية،لكن طبعاً ليس كل الناس فضلاً عن الصحابة رضوان الله عليهم بنفس قوة الحفظ والقدرة عليه فهم بحاجة إلى وسائل أخرى وهي الكتابة،فلذلك أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتابة لمن لا يقوى على الحفظ بغيرها،وكذلك الأمر بالنسبة لما يظهر من اختلاف أقوال الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم في اختلافهم حول مشروعية الكتابة ومنعها،فلقد كان التابعين رضوان الله عليهم يفتخرون بقوة حفظهم ،حتى قال احدهم:"ما كتبت حديثاً قط"بل والكثير منهم كان يحرق ما يكتبه بعد أن يحفظه ويعيه في قلبه ويعلمه لغيره ويطبقه واقعاً في حياته،وهذه من مشكلاتنا اليوم ،نحن الذين صرنا نعتمد على القص واللصق وميزات البحث المتقدمة الهائلة وتركنا الحفظ وأهملناه والله المستعان على كل الأمور.
ثانياً:ليس هنالك أسهل من رمي الأكاذيب والشبهات والدعاوي العريضة والكلام المجمل، ولكن كما أسلفنا ليس هناك أصعب على هؤلاء من إتيان دليل ساطع كالشمس يجلو الأبصار والبصائر والأفهام،فلقد أيده فيها أيضاً أخوه في عداء السنة وأهلها المدعو محمود أبو رية(وهو ليس بمحمود على الإطلاق)واعتمدوا على رواية أوردها الإمام الذهبي رحمه الله في "تذكرة الحفاظ" حيث قال في ترجمة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه: "ومن مراسيل ابن أبي مليكة أن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافاً فلا تحدثوا عن رسول الله شيئاً فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه"فبتر تعليق الذهبي عليها بأنها مرسلة،والمرسل من أقسام الضعيف الذي لا نحتج عليه على الإطلاق،وكنت بفضل الله ثم بفضل أهل العلم قد فصلت حكم الحديث الضعيف وتفصيل أقوال العلماء في ذلك،ومن أراد الرجوع إليه فعليه بهذا الرابط
http://www.a7babfealah.com/vb/showthread.php?t=1447 (http://www.a7babfealah.com/vb/showthread.php?t=1447)
...يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:38 PM
ثم حتى ولو سلمنا بصحة الرواية السابقة،فلقد بتر الأستاذ أبو رية سياق القصة بتراً شنيعاً،وسياقها هو أنه جاءت إلى أبي بكر امرأة عجوز تلتمس أن تورث ميراثاً معيناً، فقال: ما أجد لك في كتاب الله شيئاً، وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئاً. ثم سأل الناس فقام المغيرة، فقال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس، فقال له هل معك أحد، فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها ووفاها حقها كاملاً،ولاحظوا مقدار حرص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المال العام،فضلاً عن حرصه على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التحريف وإدخال ما ليس منها فيها،نقول لهؤلاء،لقد احترنا معكم،فتارة تقولون بأن الصديق ومن معه من الصحابة حرفوا في السنة المطهرة وزادوا فيها وأنقصوا منها وبدلوا الكلم عن مواضعه ومقاصده،وتارة تقولون بأنه بالغ في حرصه وتشدد وغلا فيه حتى حرم الزهراء رضي الله عنها ميراث فدك وغير هذا من الترهات،هل هذا الحرص الذي تدعون بأنه غلو وتشدد أمر يعاب عليه الصديق رضي الله عنه وأرضاه يا أحفاد المرتدين؟!
الشبهة الثالثة عشرة:قال محمد صدقي : " كان أفاضلهم أقلهم حديثاً ويصدفون عنه، ولو كان واجباً لما كان هذا حالهم ".
الجواب:إن جمع هذا الرجل بين فضيلة الصحابة رضوان الله عليهم وكثرة تحديثهم وقلته يدل على مبلغ جهله حتى بالقرآن الذي أفرده بالصحة على حد زعمه من عدة وجوه.
أولاً:لقد سمع الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول-في حجة الوداع-:"ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب"كما ثبت في الصحيحين وغيرهما،وهذه المقولة وإن كان ظاهرها خاصاً بلا شك في وصيته في حجة الوداع،فهي تُحمل على العموم لأنه هو من قال:" بلغوا عني ولو آية"كما صح عنه أيضاً في الصحيحين وغيرهما،لكنه في المقابل قال:" ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"كما هو في سياق الرواية السابقة ومصادرها،ومن هنا نعلم أن قلة حديث بعضهم من باب الحرص في الدرجة الأولى.
ثانياً:يقول الله تبارك وتعالى:"فَلَوْلا نَفَـرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَـةٍ مِنْهُمْ طَائِفـَةٌ لِيَتَفَقَّهُـوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْـذِرُوا قَوْمَهـُمْ إِذَا رَجَعُـوا إِلَيْهِـمْ لَعَلَّهُـمْ يَحْذَرُونَ".
فحقيقة منهجنا أننا لا نريد على الإطلاق لهذه الأمة أن يكونوا جميعاً على المنابر خطباءاً أو وعاظاً أو علماء،بل كل في موقعه وكل على ثغره مع حرص كل واحد على تعلم ما يلزمه وتعليمه والدعوة إليه بقدر استطاعته والله لا يكلف نفساً إلا وسعها،ونقول لهؤلاء،يا أجهل الناس بحقيقة وجوهر وروح وأهداف الإسلام،كما أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه كان أعلم الناس بالقرآن وأين نزلت كل آية وفيم نزلت ،وكما أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كان ترجمان القرآن وحبر الأمة،وكما أن أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه كان أحفظ الناس لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكما أن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه كان فقيهاً علم الحلال والحرام ،كان خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه سيف الله المسلول على أعدائه من الروم والفرس الذين نذرتم أنفسكم لخدمة أحفادهم،وكان حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه الشاعر المفوه الذي ذاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام بالشعر الذي كان مثله مثل أقوى وسائل الإعلام في عصرنا هذا....فأين تذهبون؟!.
الشبهة الرابعة عشرة: قال محمد صدقي:"من كان من الصحابة كثير الحديث ملوا منه ونهوه وزجروه كما فعل عمر بأبي هريرة، وشكوا فيه وقالوا إنه يضع الشيء في غير موضعه، ونسبوه للجنون كما في كتبهم".
الجواب:لقد تبعه في هذه الشبهة كل من محمود أبو رية وأحمد أمين والكثير من الروافض ومنكري السنة خذلهم الله جميعاً،ونود أن نقول،إن الحديث عن هذا الجيل الرباني القرآني الفريد من نوعه ،ألا وهو جيل الصحابة ومن تبعهم بإحسان رضوان الله عليهم ،يستلزم من صاحبه صفاءاً في العقيدة،ونقاء في العقل،وأمانة في النقل،وعماد أدلتهم على بهتانهم السابق هو رواية ذكرها أبو رية بأن أبا هريرة رضي الله عنه كثرت أحاديثه فقال:" وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وقال له: "أكثرت يا أبا هريرة من الرواية وأَحْرِ بك أن تكون كاذباً"ولم يكتف بذلك بل زاد في موضع آخر فقال:"ومن أجل ذلك كثرت أحاديثه بعد وفاة عمر وذهاب الدرة إذ أصبح لا يخشى أحداً بعده "وإليكم أخوتي وأخواتي أقوال أهل العلم والاختصاص والإنصاف في هذه الرواية،لقد عزاها أبو رية إلى كتاب "شرح النهج"لابن أبي حديد حكايةً عن أبي معروف الإسكافي،وابن أبي حديد من دعاة الاعتزال والرفض وهو من أصحاب ابن العلقمي وما أدراك ما ابن العلقمي ،وأبو معروف الإسكافي أيضاً من دعاة الاعتزال والرفض!!!والمضحك في الأمر هو أن ابن أبي حديد نفسه ذكر في كتابه النهج(1/360 )طعوناً لأبي معروف الإسكافي في أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه،ثم يأتي ليلفق هذه الرواية عن الفاروق رضي الله عنه متباكياً على أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه كما تعودنا منهم ،يقتلون القتيل ثم يشيعون جنازته،مثلما قتلوا الحسين رضي الله عنه بعد ما وعدوه ورغبوه بالمجيء إلى الكوفة ،ثم غدروا به، ثم جاءونا مطالبين بثأره،ومن طرائفهم أنهم كانوا على سفح الجبل لما كان الحسين وآل البيت رضي الله عنهم يقاتلون جيش الكوفة الغدار،كانوا على سفح الجبل ينظرون إلى المعركة ويقولون:"اللهم أنزل نصرك"فصرخ فيهم رجل عجوز قائلاً:"ويحكم،ألا تنزلون فتنصرونه؟!"ونقول لأبو رية ولكل من على شاكلته،ليس مثل أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه من يُضرَب بدرة الفاروق رضي الله عنه وأرضاه،بل هي لسلفك الذين كانوا يجلسون في المسجد في غير وقت الصلاة ليطلبوا من الله أن يمطر عليهم الذهب والفضة، ثم لو سلمنا جدلاً بصحة هذا الإفك والافتراء والبهتان،فبما أن عمراً رضي الله عنه وأرضاه قد اشتشهد رحمه الله تعالى،وصار أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه يحدث براحة تامة وحرية مطلقة،فلقد تم حفظ السنة وليس عليها أي غبار فمم تشتكون وما هو وجعكم يا خدم المجوس؟!
الشبهة الخامسة عشرة:وهي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد في صحيح مسلم القائل:" أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصاً فمر بهم فقال ما لنخلكم ؟ قالوا قلت كذا وكذا قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم"قالوا:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكفل بالأمور التعبدية فقط وأخرج أمور الدنيا بأسرها.
الجواب:أولاً:لا بد من توضيح بعض المعاني،الشيص هو الرديء من التمر،وكانوا يلقحونه بأيديهم،فاقترح عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتركوه دون تلقيح فلم تثمر ثمراً جيداً،فقال:"أنتم أعلم بأمر دنياكم"وهذه أسخف شبهة بين الشبهات المذكورة كما سنرى،ولولا أن العلمانيين تناقلوها بين منتدياتهم لما ذكرتها.
ثانياً:عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم مخصوصة بالتبليغ والوحي ولا غبار عليها،وأما بالنسبة للحديث السابق فإن هؤلاء لو فقهوا معناه وتدبروه لوجدوا أنه ضبط أمور الدنيا ضبطاً محكماً،فكما أنه أقر تلك الحادثة العينية وتركها،كذلك حرم الخمر،والميسر،والربا،وضبط السياسة الشرعية ،...وغيرها الكثير الكثير من الأمور الدنيوية،فهل يجرؤ هؤلاء على إنكار تحريم وضبط كل هذه الأمور وغيرها الكثير الكثير؟!والواقع أن هناك من ينكر تحريم الخمر فعلاً ،وهناك الكثير الكثير من الناس إلى يومنا هذا وبسبب هؤلاء الحمقى يتأولون الربا ويتلاعبون بأحكامه وضوابطه ويقسمونه إلى أقسام ومسميات ترغيبية مثل "الفائدة"،يعني أنهم يستدلون بعبارة:"أنتم أعلم بأمر دنياكم"على خروج الدين من الأمور الدنيوية،هذا كما لو أنهم سمعوا قارئاً يقرأ "فويل للمصلين"فأسرع وركض وصار ينادي هنا وهناك بأن الصلاة لا تجوز على الإطلاق،بل إن ابن تيمية رحمه الله استخرج قاعدة أصولية ذهبية تقول:"الأصل في العبادات التحريم والمنع إلا بدليل شرعي،والأصل في المعاملات الحل مالم تُحرم بدليل شرعي"ونحن في يومنا هذا ،نعلم بأن البسكويت وركوب الطائرات لم يكن موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولا المخدرات ولا التبغ ولا الحشيش،وبكل بساطة ويسر وسهولة،نسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث الموجود في السنن بسند حسن:"لا ضرر ولا ضرار"فنعلم بأن البسكويت والآيس كريم والشوكولا حلال،ونعلم بأن المخدرات والهيروين والحشيش والتبغ حرام.
أدلة وجوب قبول خبر الآحاد بل وخبر الواحد في العقائد والأحكام:
الدليل الأول:وهو ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة(2/362):" فممن نص على أن خبر الواحد يفيد العلم مالك والشافعي وأصحاب أبي حنيفة وداود بن علي وأصحابه كأبي محمد بن حزم ونص عليه الحسين بن علي الكرابيسي والحارث ابن أسد المحاسبي، قال ابن خواز منداد في كتاب "أصول الفقه"، وقد ذكر خبر الواحد الذي لم يروه إلا الواحد والاثنان : ويقع بهذا الضرب أيضاً العلم الضروري نص على ذلك مالك، وقال أحمد في حديث الرؤية نعلم أنها حق ونقطع على العلم بها"وقال في نفس المصدر:" أن المسلمين لما أخبرهم الواحد وهم بقباء في صلاة الصبح أن القبلة قد حولت إلى الكعبة قبلوا خبره وتركوا الحجة التي كانوا عليها واستداروا إلى القبلة، ولم ينكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم"
الدليل الثاني:قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"فالذي يأتي إلى المؤمنين بشكل عام هو رجل واحد،وقال لنا:"فتبينوا" صحة قول هذا الرجل،ولم يقل أطلبوا منه أن يأتي بشاهد آخر أو شهوداً يبلغ عددهم حد التواتر.
الدليل الثالث: قال تعالى:" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"ونحن إلى يومنا هذا نأتي إلى العالم الواحد الذي نثق بسعة علمه وقوته،فنسأله ونستفتيه في الأمور الخطيرة ونأخذ بجوابه بكل راحة وسكينة وطمأنينة وثقة ولله الحمد....يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:39 PM
الدليل الرابع:قال الله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم:" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ"
ثم قال جل شأنه في موضع آخر مخاطباً الصحابة رضوان الله عليهم بل والأمة بأسرها:" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً"ومن المعروف بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه إلى اليمن أرسله لوحده ولم يرسل معه أحد،بل أرسل مصعباً بن عمير رضي الله عنه إلى أهل المدينة المنورة لوحده ليعلمهم ما عرفه من أمور الدين ولم يرسل معه أحد،بل كان الصحابي الواحد يجلس في مدينة من المدن أو مصر من الأمصار لوحده ويأخذ أهل البلد العلم عنه بكل يسر وسهولة.
الدليل الخامس:قال تعالى:" وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"والشفاعة من الشِّفع،و الشِّفع هو الاثنان كما في قوله تعالى:"والشفع والوتر"ومنها شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا بإذن الله تعالى في يوم القيامة عندما يضم دعاءه إلى دعائنا بمفرده ولوحده ،والآية السابقة صرحت بأن "من شهد بالحق وهم يعلمون"بقبول شفاعتهم وهو قول أحدهم بمفرده ولوحده لأنهم أخذوا الركنين الأساسيين ألا وهما "الحق والصدق"و"العلم"كما هو جلي في الآية الكريمة.
الدليل السادس:قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ"وفي نفس الوقت يقول في سورة يس:" واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون"فالآية الثانية مع الأولى تفيد بأننا أخذنا الدين بأكمله من شخص واحد ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قدرة الله على أن يبعث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلاً آخرين .
والأدلة أكثر من أن تُحصر هنا ولقد أطلنا المقام زيادة عن اللازم ونعتذر لكل من قرأ عن هذا،ومن أراد الاستزادة فأنصحه بالرجوع إلى "الإحكام في أصول الأحكام"(1/97-120) لابن الحزم الذي يحتج به القوم علينا.
وأعتذر عن الإطالة في هذا الموضوع ،ولكنني أردت أن أوضح حقيقة هؤلاء وحقيقة أهدافهم،فإن هؤلاء:
يريدون ليطمسوا نور آخر نبوة أرسلها الله رحمة للعالمين.
يريدون ليوقعوا شبابنا وبناتنا في حيرة وتردد وشك وريب في هذا الدين العظيم والشريعة الغراء.
يريدون ليمكنوا أعداء الأمة من بلدانهم وثرواتها وخيراتها.
يريدون ليجعلوا المرأة المسلمة في بلداننا مثلها مثل المرأة في أوربا وأمريكا سلعة رخيصة ومصيدة لمرضى القلوب والعقول والنفوس ويمكنوا أعداء الأمة والغزاة من أعراض أخواتنا وبناتنا.
يريدون ليحاربوا آخر الأديان وخيرها وحامل رسالتها وحملة مشكاتها ويحقروا جهادهم وجهودهم وفضلهم ويحطوا من شأنهم وقيمتهم.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"
ولكن هيهات فإن الله" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"
إحذروا أنصار الأعور الدجال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت بعد أن تكلمت في الموضوع السابق عن الطاعنين في القرآن والسنة وارتباطهم بالماسونية،أن أتحدث أيضاً عن الماسونية بالتوثيق والصوت والصورة ،والماسونية باختصار،منظمة سرطانية شيطانية نجسة لا مجال للكلام عن مبلغ جرائمها وجناياتها على الإسلام،بل على البشرية بالكامل وعلى مر العصور،لكنني سأكتفي بذكر أهم محاورها ،فمبدأها عبادة صريحة لإبليس قبحه الله،وغايتها تمكين اليهود من حكم الشعوب والسيطرة على خيراتها واقتصادها وبرمجة وغسيل أدمغتها بحيث تفصل كل غير يهودي عن دينه وأخلاقه ومبادئه ،وفي نفس الوقت لا يسمحون له بالدخول في اليهودية إمعاناً منهم في القذارة والاستعلاء والتكبر على الشعوب عليهم لعائن الله إلى يوم القيامة،وأما عن وسائلهم فهم لا يدخرون وسيلة أياً كانت في سبيل تحقيق غاياتهم الخسيسة،وغايتهم الأسمى والعليا هي التمهيد لظهور الأعور الدجال، مذكور في كتبهم بأنه سيعيد لليهود ملكهم وقوتهم وسيطرتهم على الشعوب،ومذكور أيضاً في كتب السنة والأحاديث الصحاح أن الدجال قبحه الله ،سيتبعه 70ألفاً من يهود أصفهان ،وأن الله يقدره على خوارق وأفعال عجيبة ومنها إحياء الموتى وإنزال الأمطار وإخراج الكنوز من الأرض،وأن فتنته أعظم فتنة منذ خلق آدم عليه الصلاة والسلام إلى أن تقوم الساعة،ولن نطيل أكثر من ذلك،بل سنشرع الآن بعرض أفلام وثائقية اضطررت لحذف الكثير الكثير منها لوجود الكثير من المحظورات والمشاهد الإباحية،وأرجو من جميع الأخوة عدم التطرق إلا أجزاء أخرى في هذه السلسلة لأن ما عرضته يفي بغرض الموضوع بإذن الله تعالى وزيادة،شاهدوا أخوتي وأخواتي المقطع الأول، ومن ثم نعلق عليه بشيء من التفصيل :
http://www.youtube.com/watch?v=v1ua7sM0eCc (http://www.youtube.com/watch?v=v1ua7sM0eCc)
وكما رأينا،فبعد أن دخل اليهود إلى فلسطين ،وبدأ التحريف والتبديل في الدين اليهودي،فمن أهم الآثار المترتبة على ابتعاد الناس عن مشكاة النبوة هو انتشار السحر،والعكس صحيح كما نعلم مع موسى عليه الصلاة والسلام،وأما عن ألوان هذا السحر الذي تستخدمه الماسونية وأنواعه وكيفية استخدامه وآثاره فسنتعرض لها في مشاهد أخرى،وأما عن هدفهم الأسمى فهو كما صرح الرئيس الأمريكي في المقطع فهو السيطرة على العالم بأسره بكل الوسائل المتاحة لديهم،والآن نبقى مع المقطع الثاني ومن ثم نعلق عليه بإذن الله تعالى،وأرجو من الجميع مشاهدة المقطع بدون قلق،لأننا بإذن الله تعالى لن نترك أمراً يشتبه على الأذهان دون التعليق عليه:
http://www.youtube.com/watch?v=IDkrlTRC2IU&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=IDkrlTRC2IU&feature=related)
كما رأينا،يذكر هذا المقطع امتداد الماسونية التاريخي وجذراً مهما من جذورها ألا وهو السحر والكهانة ويتجلى أمام أذهاننا الارتباط الوثيق بينهما شيئاً فشيئاً،الرابط الأول،هو التماثيل والتصاوير سواءاً كانت منحوتة أو مرسومة،وكما بينا قبل قليل فرسول الله صلى الله عليه وسلم شدد وأغلظ في تحريمها ،فهذه التصاوير التي غزت الفراعنة والكنائس والمعابد كما رأينا وسيلة للسحر،ونحن نعلم بأن أول شرط للساحر هو الكفر بالله تعالى حتى يظهر له الشيطان ويفعل له الخوارق التي هي في حدود قدراته من طيران في الهواء ومشي على الماء و الجمر الملتهب حيث يلبسه الشيطان فلا يحترق ويضرب نفسه بالأسياخ فيدخل السيخ في الشيطان ويخرج من الشيطان ولا يتأذى الساحر،وكلما زاد الساحر من أفعال الكفر زادت الشياطين من تبعيتها له وإظهاره بمظهر صاحب الخوارق،ونستطيع أن نجزم بأن بني إسرائيل قد اجتمعوا في هذه المسألة مع كهنة الفراعنة ضد عدو مشترك ألا وهو نور النبوة على مر العصور،ونستنتج أمراً آخر وهو أنه كما أن أتباع إبليس على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأساليبهم يوطئون للدجال بالفساد والسحر والقتل والكذب والدجل والإباحية العمل على إضعاف مشكاة النبوة في كل زمان ومكان بنشر البدع والشركيات ومحاربة حملتها بكل الوسائل المتاحة لديهم،كذلك فإن أولياء الرحمن جعلنا الله وإياكم منهم ينتظرون قدوم المهدي ومن بعده نزول عيسى عليه الصلاة والسلام ويوطئون لهما بنشر العدل والإحسان والمحبة والسلام والطهارة والعفة والنور والعقيدة الصحيحة الخالصة من كل شائبة تشوبها،لكن المهم يا أخوتي وأخواتي،أننا وبعد أن عرفنا بأن السحر والكهانة الفرعونية وغير الفرعونية جزء لا يتجزأ عن الماسونية،تذكروا معي في الفقرة السابقة من الذي قال:" إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه"وتذكروا من الذي وصف نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ب"المفلس"وتذكروا من الذي وصف القرآن ب"السحر"عن قصد أو غير قصد،لتدركوا حجم خطر هذه الماسونية ونفوذها واختراقها للعالم بأسره.
كما نلاحظ أمراً آخر وهو كما بين المقطع ،الترابط والتماثل بين تصاوير وأدوات الفراعنة الذين اشتهروا بالسحر،وبين شعارات ورموز دخلت على المملكة المتحدة،والجدير بالذكر هو أنه بريطانيا تعد معقل الماسونية ،فرغم أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد أمريكا من ناحية عدد الماسونيين فهي الأصل لأمريكا كما هو معروف،ونلاحظ أيضاً أن الفراعنة قد اعتمدوا على الأبراج والأبنية العالية،وأسأل الله العظيم،رب العرش العظيم،أن يثبتني ويسددني حتى لا أقع في القول على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم وأن يغفر لي ولكم ويعفو عني وعنكم إن كنت سأقع في شيء من هذا القبيل ،لكن تطاول البنيان بهذا الشكل المريب يذكرني بأمرين رئيسيين،الأول هو قول فرعون لهامان:" وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين"ويذكرني أيضاً بآية أخرى:" ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين * وحفظناها من كل شيطان رجيم * إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين"وكذلك فعل الشياطين،ويفسر هذه الآية الحديث الوارد في صحيح البخاري وغيره وهو قول عائشة رضي الله عنها
: سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال ( إنهم ليسوا بشيء ) . فقالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا ؟ قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة"وتفصيل ذلك أن الشياطين يتسلقون أكتاف بعضهم البعض،حتى يصلوا إلى مقعد يسترقون منه السمع للملائكة الذين يتناقلون أقدار وأرزاق الناس ونحو هذا،فيسترقون ما هو حق وما هو باطل،والذي هو باطل أكثر من الحق لأن الله هو الذي يأذن بذلك ومن ثم يُتبعهم الشهب المحرقة ونسأل الله أن يحرقهم ومن تبعهم بنار جهنم إن لم يهدهم سواء السبيل،بل ويؤكد هذا المعنى حديث صافي بن صياد،الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الصحابة رضوان الله عليهم يشكون في أمره أنه الأعور الدجال،فلقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكشف حقيقة أمره ،وإليكم الحديث الوارد في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد ( خبأت لك خبيئا ) . قال الدخ قال ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) . قال عمر ائذن لي فأضرب عنقه قال ( دعه إن يكنه فلا تطيقه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله"وللتوضيح فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع في كشف حقيقة أمره ونقلنا لكم رواية مختصرة عن كيفيته تكفي مقامنا هذا بإذن الله تعالى ،ومعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لصافي:"خبأت لك خبيئاً"أي لقد وضعت في بالي كلمة فحاول أن تعرفها،وهذه الكلمة كما ورد في رواية أخرى هي "الدخان"فقال له صافي :"الدخ"فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم"اخسأ،فلن تعدو قدرك"أي أنك لو كنت على شيء من علم الغيب لعرفتها كاملة لكنك عرفت نصفها ولم تعرف النصف الآخر،وعندما استأذنه عمر رضي الله عنه بضرب عنقه نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لأنه لا يتسلط عليه أحد إذا كان هو الدجال فعلاً إلا عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان،وإن لم يكن هو الدجال فعلاً فلا فائدة من قتله،وهذا إن دل على شيء فيدل أيضاً على رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للعالمين وحرصه على حرمة الدماء إلا بحق،نعود إلى موضوعنا،نعرف من تطاول البنيان أمراً هاماً في الماسونية ألا وهو التكبر والاستعلاء الشنيع،ويتجلى تماماً في نجمة الصهيونية الثلاثية،فالمثلث الذي رأسه فوق يمثل أن اليهود يعدون أنفسهم شعب الله المختار وكل الخلق تحتهم وفي خدمتهم،والخطان الأزرقان يرمزان إلى الفرات والنيل،ونحن نعلم أن هاروت وماروت الذان علما الناس السحر إنما هما في بابل العراق،ومصر الفراعنة أيضاً مشهورة بالسحر والكهانة زمن الفراعنة،نعود إلى المقطع ،فبعد أن بين لنا الارتباط الوثيق بين ماسونية المملكة المتحدة وفراعنة مصر وكهنتهم،رأينا برج دبي،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن سلف اليهود الحاليين ليسوا أتباع موسى ويعقوب وإبراهيم وإسحق عليهم الصلاة والسلام،بل هم فرعون وقومه ومن كان على عبادة العجل مع السامري وتبعوا قارون طمعاً في المال وتلاقت مصالحهم بإطفاء نور النبوة بالسحر والأساليب الأخرى التي نبينها بإذن الله تعالى،ونحن لا نتنقص على الإطلاق من شعب الإمارات المسلم الشقيق ولا المصري العزيز ولا العراقي الغالي،ولكننا فقط نريد التوضيح لنكون على بينة وحذر من الفتن التي دخلت علينا دون أن نشعر بها،وظهر في المقطع أمر غاية في العجب ألا وهو كلمة وافي ،إذ أن المقطع أظهر أن معناها "موالي"وعندما سمعتها صعقت لأنها ذكرتني بالرافضة،إذ أن المصطلح الذي عرفناه عن الولاية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو حتى صحابته وأل بيته رضوان الله عليهم هو مصطلح الولي والولاية،ولا نعلم أصلاً في كتب عقيدتنا وتفسيرنا لكلمة "موالي"بهذا اللفظ،لكننا سنتعرض في موضع آخر في هذا الموضوع للجذور والفروع الماسونية للرافضة،وسنرى فيما إذا كانوا موالين لأهل البيت النبوي أم لأهل بيت من ،ثم سنرى القاسم المشترك بين اليهود والرافضة والسحرة المتمثل بالكذب الذي يتجاوز كل الحدود،والآن سوف نبقى مع المقطع الثالث ومن ثم نعلق على ما سنشاهده:
http://www.youtube.com/watch?v=SPHijLqt7iI (http://www.youtube.com/watch?v=SPHijLqt7iI)
...يتبع
أبو عائشة السوري
2010-12-14, 01:41 PM
هذا المقطع أيضاً يجلي أمامنا أموراً تعد غاية في الخطورة،فكما لاحظتم فقمة الهرم في أكثر من شكل ظهر لنا ،بما فيها الدولار الأمريكي،عليها عين مضيئة منفصلة عن الهرم وتكون في قمته،فأما الهرم بدون العين فيرمز إلا ما يفعله الماسونيون من تخريب تحت مسمى البناء،ونذكر بأن كلمة ماسون تعني البنائين الأحرار من كلمة فري وتعني حر،وماسون وتعني بناء،أي أنهم يبنون الهرم،وتأتي العين المتمثلة بالأعور الدجال لتبلغ بهم القمة والسيطرة على العالم،كما أن إضاءة العين بهذا الشكل ترمز إلى سيطرتهم على العالم وغسيل الأدمغة والعقول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،والآن نأتي إلى المقطع الرابع ،ثم نعلق على مشاهداتنا:
http://www.youtube.com/watch?v=UWXr34mfFT8&feature=fvst
علينا ان نسلم بأن الشعب الأمريكي ضحية مثله مثلنا لألاعيب اليهود القذرة وغسيل الأدمغة واللعب بالعقول،بل إن الكثيرين منهم تنبهوا لذلك ونبهوا عليه،فكما أن أمريكا اتخذت من هجوم اليابان على ميناء بيرل حجة لدخول الحرب العالمية الثانية وضرب هيروشيما وناغازاكي بالسلاح النووي بكل وحشية وإجرام وانحطاط ،كذلك فلقد قاموا بتدبير هجوم 11أيلول الذي دفعت الأمة الإسلامية بالكامل وما زالت تدفع ثمنه إلى يومنا هذا،لسبب بسيط ألا وهو دخولها في حرب لم تكن على استعداد لها،لكن المؤلم في الأمر أن بن لادن ،سواءاً كان عميلاً بالفعل أو مغرر به، ما زال الكثير من الشباب مخدوعين به ويظنون بأنه صلاح الدين المنتظر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،ثم إن مبنى مركز التجارة العالمي لم يكن فيه مدنيون أبرياء فقط،بل كان فيه الكثير من رجال الأعمال والزوار والسياح العرب والمسلمين،أردت أن أقول،لو سلمنا جدلاً بأن استهداف المدنيين الأمريكيين العزل جائز لأنهم يهود ونصارى،فما ذنب العرب والمسلمين حتى يُقتلوا بهذه الطريقة الخسيسة ؟وفي رقبة من؟!وما زال الكثيرون متأثرين بالشبهة القائلة بأن 11أيلول مذكور في القرآن فلا بد من الرد عليها وتفنيدها،وهم يقصدون الآية الكريمة:" لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم "أولاً،نذكر ونعيد بأنه لا يجوز القول على الله ولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين،فأما بالنسبة لقولهم بأن عدد الكلمات من أول سورة التوبة إلى هذه الآية يساوي 2002 مطابقاً للعام فهذا خطأ،لأن عدد الكلمات أكثر من 2100 لمن يعدها،وأما قولهم بأن رقم الجزء 11 ورقم السورة 9 مطابقاً للتاريخ،فنفيدكم علماً بأن تقسيم القرآن لأجزاء وترتيب السور كان اجتهادياً لضبط القرآن مثله مثل جمع السنة في الكتب التسعة وغيرها، وهو غير ترتيب آيات السور وتناسقها لأن ذاك توقيفي بلا شك، من باب أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ،فهو لا يدخل في الإسلام وإنما في الأمور التي تسهل العبادات وتيسرها،ثم نود أن نقول،سنسلم جدلاً بأن القرآن أخبر بها وتنبأ بالغيبيات،فهل كل ما أخبر به القرآن أو السنة أمر محمود وخير للإسلام والبشرية؟طبعاً لا،فلقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتن وحذر وأغلظ في التحذير منها وهي غيبيات ،وفي المقابل فلقد فتحت 11 أيلول علينا أبواباً من الفتن العظيمة،وذكر القرآن أخبار الماضين من فرعون وثمود وعاد وغيرهم على سبيل الذم،ومن هنا يمكننا أن نستخلص أن هؤلاء استخدموا كل الأساليب بما فيها السحر لسحر قلوب الناس وغسل أدمغتهم وتسييرهم لخدمة مشروعهم الخسيس،فمن وسائلهم نشر الإباحية بكل قوتهم،واستغلال وسائل الإعلام المقروءة والسمعية والمرئية لبث الفتن والأكاذيب والمصائب،ونذكر مثالاً على ذلك في كلمة "هوليود"،فلو ترجمناها للعربية يصبح معناها "الأخشاب المقدسة"ولو سألنا أنفسنا ما سر تقديس الأخشاب؟سر تقديسها هو أنها من أهم أدوات السحرة والعياذ بالله،ومن ضمن المقاطع التي قمت بحذفها حرصاً على مشاعركم،مقاطع كثيرة من أفلام هيوليود تشوه صورة الإسلام والعرب تشويهاً مقزعاً،ولا بد من أن أذكِّركم بمقطع لمن شاهد فيلم تايتا###،الذي ربح الأوسكارات وضج العالم بما فيه عالمنا الإسلامي وذاع صيته بيننا،عندما نزل بطل الفيلم الممثل "ليوناردو دي كابريو" المسمى في الفيلم باسم "جاك"مع صاحبه إلى الدرج،ليصل إلى البوابة الحديدية التي تم إغلاقها عليهم،يمر مروراً سريعاً على مشهد لا ينتبه إليه إلا من ركز بصره جيداً،وهو مشهد لرجل يرتدي الزي العربي وخلفه امرأتان محجبتان ترتديان الزي العربي أيضاً،ويظهر الرجل ماسكاً كتاباً ويقلب صفحاته وهو يقول"يلا يلا"كأنه يبحث عما ينجيه وينجي المرأتان معه، ويقف وتقف معه المرأتان في وسط ركض الناس للهرب من الغرق ،وتفسير هذا هو أن الرجل يمسك القرآن يقلب صفحاته بحثاً عن رقية أو نجاة إمعاناً منهم في الاستهزاء بنا وبقرآننا عليهم لعائن الله إلى يوم الدين،ومن المشاهد التي قمت بحذفها ما يتعلق بالرسوم المتحركة التي يشاهدها الأطفال في مختلف أنحاء العالم،فإنهم يبدأون رسم الشخصية الكرتونية برسم عورة أو وضعية جنسية والعياذ بالله تعالى ثم يكملونها على الوجه الذي نراه ،بل وبعضها صريح كما في توم وجيري بحلقاته المعروضة على شاشاتنا أو الممنوعة،ولا ننسى سندريلا،الطفلة المظلومة التي تعاني ما تعانيه وتقاسي ما تقاسيه،ثم تأتيها الساحرة،فتتحول الفئران إلى خيول جميلة،وتتحول ملابسها الرثة إلى ملابس أميرة،و نحن وأطفالنا نتفرج،وفي الختام يتوجب علي أن أبين لكم الجذور والروابط الماسونية للرافضة أيضاً،فبالإضافة إلى أنها من صنع اليهودي عبد الله بن سبأ قبحه الله،تأملوا معي هذا النص من كتبهم: روى عن أبي عبد الله قال: (إذا قام قائم آل محمّد حكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل بينة) (الأصول من الكافي 1/397)سبحان الله،أين القرآن الذي يدعي الرافضة أنه مع المهدي وأنه سيظهره في آخر الزمان؟!وما شأنهم بشريعة داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام؟!وللتوضيح أكثر شاهدوا على هذا الرابط الرئيس الأمريكي يرفع بإصبعيه شعار الماسونية
http://www.arab-eng.org/vb//uploaded2/18342/1187851559.jpg
وإليكم المفاجأة على هذا الرابط
http://i.ytimg.com/vi/Qz1GwXl8eQs/0.jpg
ولاحظوا أن الرئيس الأمريكي رفع يداً واحدة فقط ،وأن هذا الخنزير رفع كلتا يديه!
وما كان من توفيق وسداد وصواب فمن الله وحده لا شريك له،وما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان،والله ورسوله صلى الله عليه وسلم منه براء،وجزاكم الله كل خير على المتابعة الطيبة وحياكم الله.
"سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين"
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir