aymanred
2010-12-19, 10:18 AM
تناول العالم الجليل الدكتور عبد الصبور شاهين الذى رحل عن عالمنا منذ عدة أسابيع هذه القضية الهامة فى آخر مؤلفاته السنة والشيعة أمة واحدة، تمنى فى طيات هذا الكتاب أن ينزع الله ما فى صدورنا من غل كى نتوحد كمسلمين وتعلو كلمتنا، وأن تعود إلى الآفاق والصدارة رايتنا راية خير أمة أخرجت للناس، والكتاب برغم أن صفحاته لا تتجاوز المائة؛ يحتوى على كنوز من الإيمان واليقين الذى لا يقطعه شك أننا - سنة وشيعة - أمة واحدة تجمعنا راية الإسلام تحت ظلها ، معطياتها مشتركة ؛ إله واحد ، قـِبلة واحدة ، وقرآن واحد ، ونبى واحد.
يتساءل العالم الراحل فى كتابه: (كيف تشرذمت الأمة الإسلامية؟)، وأوضح الإجابة: (عندما كان المسلمون فعلا كالبنيان المرصوص تم لهم نشر الدعوة الإسلامية فى شتى بقاع الأرض ، ودخل الناس فى دين الله أفواجا ، وقد ساء ذلك أعداء الإسلام فانبروا فى البحث عن وسائل لتفكيك هذا البنيان المرصوص ، وكان ما نعرف من أحداث الفتنة الكبرى التى بدأ بها تمزيق المسلمين ، ووهنت بها العزائم وتفتت اجتماع المسلمين إلى فرقة محزنة تبكى لها القلوب ، فقد استطاع أعداء الإسلام أن يفرقوا صفوف المسلمين قولا وفعلا وأن يحولوهم إلى شراذم متقاتلة وفرق متناحرة).
وفى فصول الكتاب تنقل الدكتور عبد الصبور شاهين بأسلوبه الرائق الرائع ليبين للقارئ عوامل وحدة الأمة، والفرق بين مصطلح الأمة ومصطلح القوم ، مبينا أن انتكاسة الأمة بدأت مع ظهور الفرق والأحزاب ، وبعد مرور عدة مئات من السنين ما بين فرقة واتحاد التئم الشمل ، يقول : ( وجين أفاقت الأمة على يد الخلفاء من آل عثمان التئم شملها وتضامت أجزاؤها، لكن الجراح السابقة كانت قد نزفت دما كثيرا وروحا أكثر، فضعفت بنيتها ووهنت عزيمتها وتحولت الروابط الروحية البناءة إلى مفاصل مادية باردة .....، وعانت الأمة على أيدى جماعات القوميين العلمانيين فى كل بلد حيث تقطعت الأمة إلى جذاذات ، كل جذاذة بيد جماعة علمانية قومية ) ، ويتابع : ( وما فعله أتاتورك فى عاصمة الخلافة ، وما مارسه القوميون المحليون والمغامرون من العسكر فى الشام والعراق ومصر ، هو بعض ما حدث لتدمير الأمة) .
وفى آخر الكتاب تساءل داعية الوحدة الإسلامية تساؤلات مريرة : ــ هل اقترب موعد التقاء الأمة الواحدة ليتصافحوا ويتعانقوا ويستردوا وحدتهم ويؤدون فريضتهم الضائعة أساس كل الفرائض بعد طول اغتراب؟ وهل يواجه المسلمون أوضاع الفرقة التى يعيشونها بشئ من الشجاعة والصراحة والحسم والتنازل عن الأنانيات المريضة؟
وختم كتابه الرائع بندائه: (فلتخرج الجماهير لتهتف لمستقبلها لا شعوبية ولا قبائلية ولا مذهبية ، لا سنة ولا شيعة ولكن أمة واحدة هى أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس ).
كان هذا النداء آخر نداء وجهه الدكتور الراحل عبد الصبور شاهين للأمة الإسلامية، فهل يتحقق النداء؟
كلنا نتمنى كمسلمين سنة وشيعة أن نستيقظ من غفلتنا التى طالت كى نعود خير أمة كما كنا، حقق الله لنا هذه الأمنية الغالية ، والله من وراء القصد.
رحم الله فقيد العالم الإسلامى الدكتور عبد الصبور شاهين.
منقول من جريدة اليوم السابع
تعقيب
حين حزن الصحابة لهزيمة الروم من الفرس كان السبب هو أن الروم أهل كتاب ومؤمنبن بالله ورسله والفرس كافرين بالله ويعبدون النار وقد أنزل الله تعالى قرءان ليطمئن الصحابة على الروم
يتساءل العالم الراحل فى كتابه: (كيف تشرذمت الأمة الإسلامية؟)، وأوضح الإجابة: (عندما كان المسلمون فعلا كالبنيان المرصوص تم لهم نشر الدعوة الإسلامية فى شتى بقاع الأرض ، ودخل الناس فى دين الله أفواجا ، وقد ساء ذلك أعداء الإسلام فانبروا فى البحث عن وسائل لتفكيك هذا البنيان المرصوص ، وكان ما نعرف من أحداث الفتنة الكبرى التى بدأ بها تمزيق المسلمين ، ووهنت بها العزائم وتفتت اجتماع المسلمين إلى فرقة محزنة تبكى لها القلوب ، فقد استطاع أعداء الإسلام أن يفرقوا صفوف المسلمين قولا وفعلا وأن يحولوهم إلى شراذم متقاتلة وفرق متناحرة).
وفى فصول الكتاب تنقل الدكتور عبد الصبور شاهين بأسلوبه الرائق الرائع ليبين للقارئ عوامل وحدة الأمة، والفرق بين مصطلح الأمة ومصطلح القوم ، مبينا أن انتكاسة الأمة بدأت مع ظهور الفرق والأحزاب ، وبعد مرور عدة مئات من السنين ما بين فرقة واتحاد التئم الشمل ، يقول : ( وجين أفاقت الأمة على يد الخلفاء من آل عثمان التئم شملها وتضامت أجزاؤها، لكن الجراح السابقة كانت قد نزفت دما كثيرا وروحا أكثر، فضعفت بنيتها ووهنت عزيمتها وتحولت الروابط الروحية البناءة إلى مفاصل مادية باردة .....، وعانت الأمة على أيدى جماعات القوميين العلمانيين فى كل بلد حيث تقطعت الأمة إلى جذاذات ، كل جذاذة بيد جماعة علمانية قومية ) ، ويتابع : ( وما فعله أتاتورك فى عاصمة الخلافة ، وما مارسه القوميون المحليون والمغامرون من العسكر فى الشام والعراق ومصر ، هو بعض ما حدث لتدمير الأمة) .
وفى آخر الكتاب تساءل داعية الوحدة الإسلامية تساؤلات مريرة : ــ هل اقترب موعد التقاء الأمة الواحدة ليتصافحوا ويتعانقوا ويستردوا وحدتهم ويؤدون فريضتهم الضائعة أساس كل الفرائض بعد طول اغتراب؟ وهل يواجه المسلمون أوضاع الفرقة التى يعيشونها بشئ من الشجاعة والصراحة والحسم والتنازل عن الأنانيات المريضة؟
وختم كتابه الرائع بندائه: (فلتخرج الجماهير لتهتف لمستقبلها لا شعوبية ولا قبائلية ولا مذهبية ، لا سنة ولا شيعة ولكن أمة واحدة هى أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس ).
كان هذا النداء آخر نداء وجهه الدكتور الراحل عبد الصبور شاهين للأمة الإسلامية، فهل يتحقق النداء؟
كلنا نتمنى كمسلمين سنة وشيعة أن نستيقظ من غفلتنا التى طالت كى نعود خير أمة كما كنا، حقق الله لنا هذه الأمنية الغالية ، والله من وراء القصد.
رحم الله فقيد العالم الإسلامى الدكتور عبد الصبور شاهين.
منقول من جريدة اليوم السابع
تعقيب
حين حزن الصحابة لهزيمة الروم من الفرس كان السبب هو أن الروم أهل كتاب ومؤمنبن بالله ورسله والفرس كافرين بالله ويعبدون النار وقد أنزل الله تعالى قرءان ليطمئن الصحابة على الروم