حفيدة ابن القيم
2010-12-24, 12:18 PM
الدرس يتكرر والأقباط لا يفهمون
محمد جلال القصاص
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الدرس يتكرر والأقباط لا يفهمون
في المشهد المصري وفيما يتعلق بالأقباط خصوصاً درس يتكرر مع كل حدث؛ هذا الدرس يعطي مفهوماً واحداً هو: أن الواقع القبطي بعيد تماماً عن الصورة الذهنية التي رُسِمت في خيال عامة الأقباط وخواصهم.
كان الدرس الأول حين اختار الأقباط المواجهة الفكرية، وخرجوا على الناس في عددٍ من القنوات الفضائية، وعديد من المواقع الإلكترونية ودور الطبع والنشر، وانتشروا في كل مكان بمواد مرئية وصوتية وكتابية ، يتحدثون بلغة منحطة عن الشريعة الإسلامية وسيد البشرية ـ صلى الله عليه وسلم ـ، يقولون: "حقائق مخفية"!!؛ وصدَّق النصارى أنفسهم، وظنوا أنهم أتوا بما لم تأت به الأوائل، وكأنهم أول من يدرس الإسلام من مخالفيه، مع أن كل ما تكلموا به أتوا به من كتب غيرهم!!
وبعد قليل وبأقل جهد ومن غير المختصين( وقد تخصصوا الآن وسادوا) تم كشف عوار ذلك كله، وانقلب السحر على الساحر، وراحت الأحداث تتلو على النصارى الدرس ، تحدثهم بأنهم يعيشون حالة من الوهم، وأن الإسلام دين صحيح وغيره لا يصمد عند المقارنة، وأن من يتحدث باسمهم أو من صفهم يبالغ ويعطيهم صوره غير حقيقية عن دين غيرهم وعن دينهم.
ولم يفهم الأقباط الدرس.
ويلحق بهذا الحديث عن المتنصرين، كان القوم يتحدثون وكأن التنصر في مصر أصبح ظاهرة، وكأن الناس خرجت من دين الله أفواجاً، وظهر بطرس في (سي إن إن) بعد عامٍ أو عامين من ممارسة الدجل والكذب يحدثهم بأن مليونَ إنسانٍ تنصروا في مصر وخمسة عشر مليوناً يخفون كفرهم، وأنها أيام فقط وترتد مصر بأكملها.!! ،وصدَّق القوم هذا الكذب.. صدقوا هذا الخيال؛ ثم ماذا؟!
يتلو الواقع كل يوم على القوم الدرس يحدثهم أن الواقع بعيد تماماً عن الخيال المرسوم من نفرٍ من النخبة الكاذبة التي تسوس أمرهم، فالمتنصرون لا يزيد عددهم عن فرد أو فردين كل عام، ومن نوعية رديئة جداً تأتي بأثرٍ عكسي، فعاهرة تجاهر بعهرها ونصاب فر من القضاء بعد حادث اختلاس ومرتزق يبحث عن شهرة في سب الدين والمتدينين. وفي المقابل ألوف خرجت من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
والنوعية التي تسلم نخبوية، غيرُ قليل منها من بيوت القساوسة والرهبان، يبذلون أنفسهم رخيصة طلباً لمرضات ربهم، برهان عملي على الظلمات من يقبع فيها؟، والنور من ينعم به؟ ، والنماذج تعرض متقابلة، درس عملي يحدث الأقباط بأن القوم يكذبون عليهم ، والدرس يتلى كل يوم والقوم لا يفقهون، في الحصة منشغلون وبعد قليل يختبرون ثم يرسبون!!
وحين تسمع الخطاب النصراني تشعر وكأنك أمام كنيسة كبرى موازية للفاتيكان مثلاً، والحقيقة أقل من ذلك بألف مرة أو يزيد، فالنصارى في مصر (كلهم) قلة، وهذه القلة مقسمة إلى طوائف يكفر بعضها بعضاً، والذين يثيرون الشغب جزء من أحد هذه الأجزاء، هم الأقباط الأرثوذكس أتباع الأستاذ نظير جيد ( البابا شنودة الثالث)، فالأرثوذكس في مصر ثلاث كنائس رئيسية منها الأرثوذكس الرومان والأرثوذكس الأمريكان (ماكسيموس الأول) والأرثوذكس أتباع الأستاذ نظير جيد ( شنودة الثالث)، فهم فصيل من فصيل من فصيل، وفي داخلهم يرمي بعضهم بعضاً بالهرطقة ( كالزندقة)، وسل عن (متى المسكين) وعن (جورج حبيب بباوي) وغيرهم يأتيك بعض أخبارهم. وينتشر بينهم حالة من(التخوين العقدي)، وعلى سبيل المثال: الاتهام بالبروتستانتية، فكثيراً ما تسمع بعض كبرائهم يرمي رأساً آخر من رؤوسهم بأنه "بروتستانتي مندس"!!
وفوق ذلك يهاجر كثير منهم للملل الأخرى، وآخر ما عرف كنيسة خرجت من بينهم إلى الكاثوليكية علانية. وحين ترقبهم بعينين وتسمع حديثهم بأذنين تعلم أن مئات الألوف تستعد للرحيل من بينهم إلى شيء آخر لا يعرفوه ، فقط يريدون الخروج طلباً للفكاك من التضييق الاجتماعي عليهم.
كل هذا والحالة القبطية تحاول أن تبدوا متماسكة وتعلن على المساكين من أتباعها أنهم أولي قوة وأولي بأس شديد.!!
إنه وَهْمٌ ، وإن الدرس يتلو عليهم الحقيقة: لا تماسك وأنها غداً تنقسم بعدد أبنائها أو يكاد، ولا يفهمون.
وآخر الدروس: درس "ميليشا الكنيسة" ـ كما يسميها بعض الأفاضل ـ، أو معركة العمرانية كما أسميها.
الحديث عن تسلح الكنيسة مشهور ومنتشر وله شواهد حسية ليس أشهرها السفينة القادمة من إسرائيل محملة بالمتفجرات، والحديث عن وجود فرق مدربة من "شعب الكنيسة"منتشر ومعروف، وظهرت بوادر ذلك في "معركة العمرانية". فهذه كتيبة مدربة تم استدعاؤها ـ فيما يبدو لي ـ من الصعيد، وبشكل منظم، كما "الشدّة الخفيفة" في الوحدات العسكرية، إذ ليس من الصدفة أن يتجمع هؤلاء مرة واحدة من قرى الصعيد ومدنه وفي وقت واحد، ويصطفون في تشكيلة ويبدؤون الهجوم، ثم يتحركون خلف قيادة دينية لهدف واحد (مدرية الأمن). وما هي إلا ساعة واحدة من قوات الأمن المركزي ،لا فرقة جيش، ولا متطوعين يحملون ذات الحماسة الدينية وذات التدريب العسكري والدعم المعنوي حتى فر القوم وتم تجميعهم في عربات الأمن المركزي وراح كبراؤهم يستجدون الناس كي يرفقوا بهم.
إنه اختبار قوي لبالونة القوة المزعومة. إنه انتقال من الوهم للحقيقة، إنه ذات الدرس يتلى على النصارى الأرثوذكس ولا يفهمون.
تراهم يتدبرون ويعقلون؟؟
مادام المتحكم في الكنيسة شخصيات دينية متعصبة فلن يفهموا!!
الشخصيات المتدينة ـ كل الشخصيات المتدينة تديناً صحيحاً أو فاسداً ـ تظن أنها تنطوي على الحقيقة كاملة وتتكئ في تصرفاتها على قوى غيبية، ولذا لا تقبل غيرها ولا تحسب للواقع حساباً مناسباً إلا أن يكون تدينها عاقلاً متوازناً، ولهذا تتواجد الشخصيات المتدينة في المعادلة بأكون أو لا أكون وتبدي شجاعة وإقدام مع استخفاف بالواقع الذي تعيشه.
وهذا ما يحدث في الحالة القبطية: سيطرةٌ للمتدينين، أعقب ذلك بث لروح الحماسة الكاذبة في صدور الأتباع، وتجيشهم على مبدأ المفاصلة التامة ورفض الآخر والاتكاء على قوة غيبية مزعومة، والأحداث تشرح للقوم بوضوح أن كل ذلك كذب، تكرر عليهم في كل مرة الدرس ولكنهم لا يفهمون.
محمد جلال القصاص
23/12/1431
الاثنين 29/11/2010
محمد جلال القصاص
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الدرس يتكرر والأقباط لا يفهمون
في المشهد المصري وفيما يتعلق بالأقباط خصوصاً درس يتكرر مع كل حدث؛ هذا الدرس يعطي مفهوماً واحداً هو: أن الواقع القبطي بعيد تماماً عن الصورة الذهنية التي رُسِمت في خيال عامة الأقباط وخواصهم.
كان الدرس الأول حين اختار الأقباط المواجهة الفكرية، وخرجوا على الناس في عددٍ من القنوات الفضائية، وعديد من المواقع الإلكترونية ودور الطبع والنشر، وانتشروا في كل مكان بمواد مرئية وصوتية وكتابية ، يتحدثون بلغة منحطة عن الشريعة الإسلامية وسيد البشرية ـ صلى الله عليه وسلم ـ، يقولون: "حقائق مخفية"!!؛ وصدَّق النصارى أنفسهم، وظنوا أنهم أتوا بما لم تأت به الأوائل، وكأنهم أول من يدرس الإسلام من مخالفيه، مع أن كل ما تكلموا به أتوا به من كتب غيرهم!!
وبعد قليل وبأقل جهد ومن غير المختصين( وقد تخصصوا الآن وسادوا) تم كشف عوار ذلك كله، وانقلب السحر على الساحر، وراحت الأحداث تتلو على النصارى الدرس ، تحدثهم بأنهم يعيشون حالة من الوهم، وأن الإسلام دين صحيح وغيره لا يصمد عند المقارنة، وأن من يتحدث باسمهم أو من صفهم يبالغ ويعطيهم صوره غير حقيقية عن دين غيرهم وعن دينهم.
ولم يفهم الأقباط الدرس.
ويلحق بهذا الحديث عن المتنصرين، كان القوم يتحدثون وكأن التنصر في مصر أصبح ظاهرة، وكأن الناس خرجت من دين الله أفواجاً، وظهر بطرس في (سي إن إن) بعد عامٍ أو عامين من ممارسة الدجل والكذب يحدثهم بأن مليونَ إنسانٍ تنصروا في مصر وخمسة عشر مليوناً يخفون كفرهم، وأنها أيام فقط وترتد مصر بأكملها.!! ،وصدَّق القوم هذا الكذب.. صدقوا هذا الخيال؛ ثم ماذا؟!
يتلو الواقع كل يوم على القوم الدرس يحدثهم أن الواقع بعيد تماماً عن الخيال المرسوم من نفرٍ من النخبة الكاذبة التي تسوس أمرهم، فالمتنصرون لا يزيد عددهم عن فرد أو فردين كل عام، ومن نوعية رديئة جداً تأتي بأثرٍ عكسي، فعاهرة تجاهر بعهرها ونصاب فر من القضاء بعد حادث اختلاس ومرتزق يبحث عن شهرة في سب الدين والمتدينين. وفي المقابل ألوف خرجت من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
والنوعية التي تسلم نخبوية، غيرُ قليل منها من بيوت القساوسة والرهبان، يبذلون أنفسهم رخيصة طلباً لمرضات ربهم، برهان عملي على الظلمات من يقبع فيها؟، والنور من ينعم به؟ ، والنماذج تعرض متقابلة، درس عملي يحدث الأقباط بأن القوم يكذبون عليهم ، والدرس يتلى كل يوم والقوم لا يفقهون، في الحصة منشغلون وبعد قليل يختبرون ثم يرسبون!!
وحين تسمع الخطاب النصراني تشعر وكأنك أمام كنيسة كبرى موازية للفاتيكان مثلاً، والحقيقة أقل من ذلك بألف مرة أو يزيد، فالنصارى في مصر (كلهم) قلة، وهذه القلة مقسمة إلى طوائف يكفر بعضها بعضاً، والذين يثيرون الشغب جزء من أحد هذه الأجزاء، هم الأقباط الأرثوذكس أتباع الأستاذ نظير جيد ( البابا شنودة الثالث)، فالأرثوذكس في مصر ثلاث كنائس رئيسية منها الأرثوذكس الرومان والأرثوذكس الأمريكان (ماكسيموس الأول) والأرثوذكس أتباع الأستاذ نظير جيد ( شنودة الثالث)، فهم فصيل من فصيل من فصيل، وفي داخلهم يرمي بعضهم بعضاً بالهرطقة ( كالزندقة)، وسل عن (متى المسكين) وعن (جورج حبيب بباوي) وغيرهم يأتيك بعض أخبارهم. وينتشر بينهم حالة من(التخوين العقدي)، وعلى سبيل المثال: الاتهام بالبروتستانتية، فكثيراً ما تسمع بعض كبرائهم يرمي رأساً آخر من رؤوسهم بأنه "بروتستانتي مندس"!!
وفوق ذلك يهاجر كثير منهم للملل الأخرى، وآخر ما عرف كنيسة خرجت من بينهم إلى الكاثوليكية علانية. وحين ترقبهم بعينين وتسمع حديثهم بأذنين تعلم أن مئات الألوف تستعد للرحيل من بينهم إلى شيء آخر لا يعرفوه ، فقط يريدون الخروج طلباً للفكاك من التضييق الاجتماعي عليهم.
كل هذا والحالة القبطية تحاول أن تبدوا متماسكة وتعلن على المساكين من أتباعها أنهم أولي قوة وأولي بأس شديد.!!
إنه وَهْمٌ ، وإن الدرس يتلو عليهم الحقيقة: لا تماسك وأنها غداً تنقسم بعدد أبنائها أو يكاد، ولا يفهمون.
وآخر الدروس: درس "ميليشا الكنيسة" ـ كما يسميها بعض الأفاضل ـ، أو معركة العمرانية كما أسميها.
الحديث عن تسلح الكنيسة مشهور ومنتشر وله شواهد حسية ليس أشهرها السفينة القادمة من إسرائيل محملة بالمتفجرات، والحديث عن وجود فرق مدربة من "شعب الكنيسة"منتشر ومعروف، وظهرت بوادر ذلك في "معركة العمرانية". فهذه كتيبة مدربة تم استدعاؤها ـ فيما يبدو لي ـ من الصعيد، وبشكل منظم، كما "الشدّة الخفيفة" في الوحدات العسكرية، إذ ليس من الصدفة أن يتجمع هؤلاء مرة واحدة من قرى الصعيد ومدنه وفي وقت واحد، ويصطفون في تشكيلة ويبدؤون الهجوم، ثم يتحركون خلف قيادة دينية لهدف واحد (مدرية الأمن). وما هي إلا ساعة واحدة من قوات الأمن المركزي ،لا فرقة جيش، ولا متطوعين يحملون ذات الحماسة الدينية وذات التدريب العسكري والدعم المعنوي حتى فر القوم وتم تجميعهم في عربات الأمن المركزي وراح كبراؤهم يستجدون الناس كي يرفقوا بهم.
إنه اختبار قوي لبالونة القوة المزعومة. إنه انتقال من الوهم للحقيقة، إنه ذات الدرس يتلى على النصارى الأرثوذكس ولا يفهمون.
تراهم يتدبرون ويعقلون؟؟
مادام المتحكم في الكنيسة شخصيات دينية متعصبة فلن يفهموا!!
الشخصيات المتدينة ـ كل الشخصيات المتدينة تديناً صحيحاً أو فاسداً ـ تظن أنها تنطوي على الحقيقة كاملة وتتكئ في تصرفاتها على قوى غيبية، ولذا لا تقبل غيرها ولا تحسب للواقع حساباً مناسباً إلا أن يكون تدينها عاقلاً متوازناً، ولهذا تتواجد الشخصيات المتدينة في المعادلة بأكون أو لا أكون وتبدي شجاعة وإقدام مع استخفاف بالواقع الذي تعيشه.
وهذا ما يحدث في الحالة القبطية: سيطرةٌ للمتدينين، أعقب ذلك بث لروح الحماسة الكاذبة في صدور الأتباع، وتجيشهم على مبدأ المفاصلة التامة ورفض الآخر والاتكاء على قوة غيبية مزعومة، والأحداث تشرح للقوم بوضوح أن كل ذلك كذب، تكرر عليهم في كل مرة الدرس ولكنهم لا يفهمون.
محمد جلال القصاص
23/12/1431
الاثنين 29/11/2010