ذو الفقار
2008-03-13, 02:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إخواني الكرام :
في إحدى مستنقعات النجاسة النصرانية تعرض أحدهم لموضوع وجب الرد عليه
وقد وضعت الموضوع بنفس العنوان لكي يتسنى لكل باحث العثور على الرد بسهولة .
يقول النصراني مستدلاُ بحديث في صحيح البخاري ..
114711 - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول : ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ) . بعد ما يقول : ( سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) . فأنزل الله : { ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون } .
الراوي: عبدالله بن عمر
خلاصة الدرجة: صحيح
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 4559
الرد مسعيناً بالله ..
الحديث
114711 - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول : ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ) . بعد ما يقول : ( سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) . فأنزل الله : { ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون } .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4559
قد تكفي الأشارة بتكبير الكلمة ووضع حرف الفاء لقتل شبهتهم ولكن نوضح الأمر بشيئ من التفصيل ..
لنفهم أولاً معني اللعن
اللَّعْنُ : الإبعاد والطرد من الخير ، وقيل الطرد والإبعاد من الله (( لسان العرب ج 8 ص 91 مادة لعن .))
وثانياً نُذكر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بشراً ولم يكن إله لا آب لا إبن ولا روح قدس وهذا من نصت عليه الآية 110 من صورة الكهف ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) والآية 93 من سورة الإسراء ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً﴾. وغيرها من الآيات الدالة على ذلك فقد كان الرسول صلى الله عليه بشراً كما كانت الرسل من قبله كما جاء في سورة الأنبياء الآية السابعة والثامنة ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لاَ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ﴾
فكيف كان الأنبياء من قبله وكلهم بشر ؟
كان الأنبياء يغضبون (ولما رجع موسى الى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره اليه…) الاعراف150
ومنهم من ضرب وقتل ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه…) القصص 15
( قال رب اني قتلت منهم نفسا فاخاف أن يقتلون) القصص33
ومنهم من لعن قومه (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم)المائدة 88
وطبعاً إبتعدت في الإستدلال على طبيعة الأنبياء البشرية بما جاء في الكتاب المقدس من صفات للأنبياء فما نعلم في الإسلام نبياً سارق أو زاني أو متعري أو...أو...أو...
وبالرجوع إلى الحديث محور الموضوع
114711 - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول : ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ) . بعد ما يقول : ( سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) . فأنزل الله : { ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون } .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4559
وأضيف إليه الحديث الأتي ليضع تفسيرا
175392 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد . وشج في رأسه . فجعل يسلت الدم عنه ويقول ( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وشجوا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله ؟ ) فأنزل الله تعالى : { ليس لك من الأمر شيء } [ 3 / آل عمران / 128 ] .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1791
عزيزي القارئ:
يوم غزة أُحد هُزم المسلمون بسبب معصية أوامر رسول الله وشج ( الشجة: الجرح في الرأس والوجه خاصة ) رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ((السنان المتوسطان يسميان ثنايا، وما يليهما يسميان رباعيتين))
(فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟!)، الاستفهام يراد به الاستبعاد؛ أي: بعيد أن يفلح قوم شجوا نبيهم
قوله: (يفلح) من الفلاح، وهوالفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.
وبعدها (فنزلت: (ليس لك من الأمر شيء)، أي: نزلت هذه الآية، والخطاب فيها للرسول صلى الله عليه وسلم .
و(شيء): نكرة في سياق النفي؛ فتعم.
(فأنزل)، الفاء للسببية، وعليه؛ فيكون سبب نزول هذه الآية هذا الكلام: (كيف يلفح قوم شجوا وجه نبيهم؟!). كما وضح ذلك الشيخ بن عثيمين
وهذا ما حدث في الحديث الأول الذي فسره الحديث التاني فبعد ما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم فى المعركة وغضب من فلان وفلان ( وقد جاء فى رواية ..اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أميه )) لعنهم واللعن كما أوضحنا هنا بمعنى أبعدهم عن رحمتك، وأطردهم منها ..فعاتبه الله على ذلك بقوله جل وعلا (ليس لك من الأمر شيء) وتاب الله عليهم وأسلموا ...
الخلاصة من الشرح ان سبب نزول الآية هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وشجوا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله )) وسبب أخر هو لعن فلان وفلان .. وبالتالى هنا عتاب للرسول على هذا القول لما بدر منه في غضب ناتج عن طبيعته البشرية
ولنا في هذا الحديث حكم بعدم لعن الكافر المعين فلا يجوز لعنه إذا لم يكن قد مات على الكفر، لأنه لا يدري ما يختم له به، وليس هناك مصلحة في الدعاء على أحد بالموت على الكفر ( أنظر كتاب الأخلاق الدينيه لعبد الرحمن الجزيري ص111 ).
وأنتقل إلى حديث أخر لعدم ترك أي أثر للشبهة
175953 - دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان . فكلمها بشيء لا أدري ما هو . فأغضباه . فلعنهما وسبهما . فلما خرجا قلت : يا رسول الله ! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان . قال " وما ذاك " قالت قلت : لعنتهما وسببتهما . قال " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ؟ قلت : اللهم ! إنما أنا بشر . فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا " .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2600
وأستدرك الحديث بحديثين آخرين ..
3058 - اللهم فأيما مؤمن سببته ، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6361
1992 - اللهم ! إنما أنا بشر . فأيما رجل من المسلمين سببته ، أو لعنته ، أو جلدته . فاجعلها له زكاة ورحمة . وفي رواية : عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . إلا أن فيه : زكاة وأجرا
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2601
نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لمن سب او لعن من غضب عليه من ليس هو بأهل الدعاء عليه كما فسر ذلك أهل العلم بما مختصره وجهان :
الأول :
أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى , وفي باطن الأمر , ولكنه في الظاهر مستوجب له , فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية , ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك , وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر .
والثاني : أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود , بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية , كقول : ثكلتك امك ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية ( لا أشبع الله بطنك ) ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ,
و تجري مجرى اللسان بلا قصد السب والدعاء
فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة , فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة , وقربة وطهورا وأجرا , وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان , ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه .
واستدل على ذلك بالأحاديث
117185 - قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه ، على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، قال : ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2937
175952 - قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة " .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2599
171277 - استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليكم . فقالت عائشة : بل عليكم السام واللعنة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عائشة ! إن الله يحب الرفق في الأمر كله " قالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ قال " قد قلت : وعليكم " . وفي رواية : " قد قلت : عليكم " ولم يذكروا الواو .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2165
64545 - إنما بعثت لأتمم مكارم و في رواية ( صالح ) الأخلاق
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 45
147618 - كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي نبيا قال : كان قومه يضربونه حتى يصرع قال : فيمسح جبهته ويقول : اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/112
والله أعلم
وختاماً أقول عجبي من قوم يبحثون عن سفاسف الأمور ويعبدون من كان ملعوناُ على خشبة !!!!!
يا من كانت بيوتكم من زجاج لا ترشقوا القلاع بالحصى .
نسأل الله الهداية
أنتهى الرد على الموضوع بحمد الله
بقلم / فرسان البشارة الإسلامية
شكر خاص لإدارة المنتدى على تيسير الوصول إلى الأيات والأحاديث جعله الله في موازين حسناتكم
رجاء
ان لم يكن هناك زيادة او نقد الإكتفاء بالدعاء دون إطراء
إخواني الكرام :
في إحدى مستنقعات النجاسة النصرانية تعرض أحدهم لموضوع وجب الرد عليه
وقد وضعت الموضوع بنفس العنوان لكي يتسنى لكل باحث العثور على الرد بسهولة .
يقول النصراني مستدلاُ بحديث في صحيح البخاري ..
114711 - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول : ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ) . بعد ما يقول : ( سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) . فأنزل الله : { ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون } .
الراوي: عبدالله بن عمر
خلاصة الدرجة: صحيح
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 4559
الرد مسعيناً بالله ..
الحديث
114711 - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول : ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ) . بعد ما يقول : ( سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) . فأنزل الله : { ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون } .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4559
قد تكفي الأشارة بتكبير الكلمة ووضع حرف الفاء لقتل شبهتهم ولكن نوضح الأمر بشيئ من التفصيل ..
لنفهم أولاً معني اللعن
اللَّعْنُ : الإبعاد والطرد من الخير ، وقيل الطرد والإبعاد من الله (( لسان العرب ج 8 ص 91 مادة لعن .))
وثانياً نُذكر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بشراً ولم يكن إله لا آب لا إبن ولا روح قدس وهذا من نصت عليه الآية 110 من صورة الكهف ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) والآية 93 من سورة الإسراء ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً﴾. وغيرها من الآيات الدالة على ذلك فقد كان الرسول صلى الله عليه بشراً كما كانت الرسل من قبله كما جاء في سورة الأنبياء الآية السابعة والثامنة ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لاَ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ﴾
فكيف كان الأنبياء من قبله وكلهم بشر ؟
كان الأنبياء يغضبون (ولما رجع موسى الى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره اليه…) الاعراف150
ومنهم من ضرب وقتل ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه…) القصص 15
( قال رب اني قتلت منهم نفسا فاخاف أن يقتلون) القصص33
ومنهم من لعن قومه (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم)المائدة 88
وطبعاً إبتعدت في الإستدلال على طبيعة الأنبياء البشرية بما جاء في الكتاب المقدس من صفات للأنبياء فما نعلم في الإسلام نبياً سارق أو زاني أو متعري أو...أو...أو...
وبالرجوع إلى الحديث محور الموضوع
114711 - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول : ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ) . بعد ما يقول : ( سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) . فأنزل الله : { ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون } .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4559
وأضيف إليه الحديث الأتي ليضع تفسيرا
175392 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد . وشج في رأسه . فجعل يسلت الدم عنه ويقول ( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وشجوا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله ؟ ) فأنزل الله تعالى : { ليس لك من الأمر شيء } [ 3 / آل عمران / 128 ] .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1791
عزيزي القارئ:
يوم غزة أُحد هُزم المسلمون بسبب معصية أوامر رسول الله وشج ( الشجة: الجرح في الرأس والوجه خاصة ) رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ((السنان المتوسطان يسميان ثنايا، وما يليهما يسميان رباعيتين))
(فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟!)، الاستفهام يراد به الاستبعاد؛ أي: بعيد أن يفلح قوم شجوا نبيهم
قوله: (يفلح) من الفلاح، وهوالفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.
وبعدها (فنزلت: (ليس لك من الأمر شيء)، أي: نزلت هذه الآية، والخطاب فيها للرسول صلى الله عليه وسلم .
و(شيء): نكرة في سياق النفي؛ فتعم.
(فأنزل)، الفاء للسببية، وعليه؛ فيكون سبب نزول هذه الآية هذا الكلام: (كيف يلفح قوم شجوا وجه نبيهم؟!). كما وضح ذلك الشيخ بن عثيمين
وهذا ما حدث في الحديث الأول الذي فسره الحديث التاني فبعد ما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم فى المعركة وغضب من فلان وفلان ( وقد جاء فى رواية ..اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أميه )) لعنهم واللعن كما أوضحنا هنا بمعنى أبعدهم عن رحمتك، وأطردهم منها ..فعاتبه الله على ذلك بقوله جل وعلا (ليس لك من الأمر شيء) وتاب الله عليهم وأسلموا ...
الخلاصة من الشرح ان سبب نزول الآية هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وشجوا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله )) وسبب أخر هو لعن فلان وفلان .. وبالتالى هنا عتاب للرسول على هذا القول لما بدر منه في غضب ناتج عن طبيعته البشرية
ولنا في هذا الحديث حكم بعدم لعن الكافر المعين فلا يجوز لعنه إذا لم يكن قد مات على الكفر، لأنه لا يدري ما يختم له به، وليس هناك مصلحة في الدعاء على أحد بالموت على الكفر ( أنظر كتاب الأخلاق الدينيه لعبد الرحمن الجزيري ص111 ).
وأنتقل إلى حديث أخر لعدم ترك أي أثر للشبهة
175953 - دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان . فكلمها بشيء لا أدري ما هو . فأغضباه . فلعنهما وسبهما . فلما خرجا قلت : يا رسول الله ! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان . قال " وما ذاك " قالت قلت : لعنتهما وسببتهما . قال " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ؟ قلت : اللهم ! إنما أنا بشر . فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا " .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2600
وأستدرك الحديث بحديثين آخرين ..
3058 - اللهم فأيما مؤمن سببته ، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6361
1992 - اللهم ! إنما أنا بشر . فأيما رجل من المسلمين سببته ، أو لعنته ، أو جلدته . فاجعلها له زكاة ورحمة . وفي رواية : عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . إلا أن فيه : زكاة وأجرا
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2601
نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لمن سب او لعن من غضب عليه من ليس هو بأهل الدعاء عليه كما فسر ذلك أهل العلم بما مختصره وجهان :
الأول :
أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى , وفي باطن الأمر , ولكنه في الظاهر مستوجب له , فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية , ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك , وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر .
والثاني : أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود , بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية , كقول : ثكلتك امك ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية ( لا أشبع الله بطنك ) ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ,
و تجري مجرى اللسان بلا قصد السب والدعاء
فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة , فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة , وقربة وطهورا وأجرا , وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان , ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه .
واستدل على ذلك بالأحاديث
117185 - قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه ، على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، قال : ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2937
175952 - قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة " .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2599
171277 - استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليكم . فقالت عائشة : بل عليكم السام واللعنة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عائشة ! إن الله يحب الرفق في الأمر كله " قالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ قال " قد قلت : وعليكم " . وفي رواية : " قد قلت : عليكم " ولم يذكروا الواو .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2165
64545 - إنما بعثت لأتمم مكارم و في رواية ( صالح ) الأخلاق
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 45
147618 - كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي نبيا قال : كان قومه يضربونه حتى يصرع قال : فيمسح جبهته ويقول : اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/112
والله أعلم
وختاماً أقول عجبي من قوم يبحثون عن سفاسف الأمور ويعبدون من كان ملعوناُ على خشبة !!!!!
يا من كانت بيوتكم من زجاج لا ترشقوا القلاع بالحصى .
نسأل الله الهداية
أنتهى الرد على الموضوع بحمد الله
بقلم / فرسان البشارة الإسلامية
شكر خاص لإدارة المنتدى على تيسير الوصول إلى الأيات والأحاديث جعله الله في موازين حسناتكم
رجاء
ان لم يكن هناك زيادة او نقد الإكتفاء بالدعاء دون إطراء