خالد بن الوليد
2011-01-15, 12:44 PM
أمن الدولة لزوجة بلال: أدفنوا# "الرمة#"
الخميس, 13 يناير 2011 12:30
حوار ـ حسام السويفي - علياء علي#:
#
»ادفنوا الرمة ده دلوقتي# يا إما هندفنوا إحنا بمعرفتنا في# مقابر الصدقة#« كانت هذه الكلمات القاسية الغليظة هي# آخر ما أطلقه# ضباط أمن الدولة بالإسكندرية في# وجوه أسرة سيد بلال
الشاب السلفي# الذي# لقي# حتفه بعد# 48# ساعة من ذهابه لمقر أمن الدولة#. للتحقيق معه علي# خلفية حادث تفجيرات كنيسة القديسين الذي# أودي# بحياة# 21# قتيلا وخلف أكثر من# 100# جريح كانت هذه الكلمات دافعا لتزايد# غضب أسرة# »بلال#« خاصة زوجته شيماء إبراهيم التي# زادت شكوكها إلي# حد التأكد من وفاة زوجها إثر التعذيب في# أجواء# : مريبة حاول الضابط# »غليظ القلب#« ان# ينهيها بدفن دليل جريمة متحملة في# نظر أسرة# »بلال#« والتعجل بدفن جثته مساء الخميس وليس عقب صلاة ظهر الجمعة الماضي# كما أرادت الأسرة#. وتؤكد# »شيماء#« في# حوار مع# »الوفد#« ان زوجها ليست له علاقة بالسياسة ولا بنظام الحكم لافتة إلي# أن زوجها كان# يكره فقط الاحتلال الأمريكي# للعراق،# وأنه لم# يكره# يوما الأقباط وليست له علاقة بأحداث تفجيرات كنيسة القديسين وتكشف زوجة بلال في# هذا الحوار عن مفاجأة حيث أكدت أن أجهزة الأمن عرضت دفع دية قدرها# 100# ألف جنيه ومنحها شقة باسم نجلها فضلاً# عن رحلتي# حج لها ولوالدة# »بلال#« نهاية هذا العام،# مؤكدة انها لم تقبل العرض ولم ترفضه ولا تعلم ماذا تفعل حتي# الآن،# ووجهت رسالة خلال حوارها للأجهزة الأمنية أن# يتركوها في# حالها لتعيش بسلام مع طفلها وإلي# نص الحوار#:
#* في# البداية كيف تم اعتقال زوجك؟
ـ زوجي# لم# يتم اعقتاله بل هو الذي# ذهب بإرادته إلي# مباحث أمن الدولة بالاسكندرية بعدما اتصل به ضابط بمباحث أمن الدولة صباح الثلاثاء قبل الماضي# بمنزل والدته بينما لم# يكن موجوداً# وقتها حيث كان# يجلس معي# أنا وطفلي# بلال# »عام وتسعة أشهر#« عقب عودتنا من المستشفي# بسبب معاناته من أمراض مرضية منذ الصباح وطالب الضابط والدة زوجي# بإبلاعه بمثوله أمام مقر أمن الدولة في# تمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء# .
#* وهل استجاب زوجك لاستدعاء الضابط عند عودته لمنزل والدته؟
ـ نعم فزوجي# كان معتاد الذهاب لمنزل والدته صباح كل# يوم للاطمئنان عليها،# وهذا ما جعل ضباط أمن الدولة# يتصلون بمنزل والدته للسؤال عنه،# لكن زوجي# اتصل بجهاز مباحث أمن الدولة واستأذنهم أن# يتأخر ساعة نظراً# لمواعيد عمله،# وبعد ذلك أخذ زوجي# إجازة من عمله في# هذا اليوم وجلس معي# أنا وبلال ليذهب إليهم في# الموعد المحدد#.
#* نلحظ من كلامك أن ضباط أمن الدولة كانوا دائمي# الاتصال به وان# »بلال#« كان دائم التردد عليهم# .
ـ زوجي# كان# يخشي# ان# يقتحم جهاز أمن الدولة منزل الزوجية وينتهكوا حرمة بيته ويرعبوا طفلنا الصغير# ،# كما أنه كان لا# يرغب في# المشاكل وكان مسالما#.
*لم تجيبي# علي# سؤالي# بشكل واضح#.
#* لا# ،# كانت هذه المرة الأولي# منذ الافراج عنه،# ولكنه لم تكن مفاجأة له# ،لأنه منذ أن وقعت تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية،# أخبرني# ان أمن الدولة استدعي# الكثير من السلفيين،# وربما# يستدعونه لوجود اسمه لديهم،# ولذلك ذهب طواعية في# نفس اليوم لانه كان جرئيا ولا# يخشي# إلا الله# .
#* هل تم اعتقال زوجك قبل ذلك؟
ـ نعم لقد تم اعتقاله منذ ثلاث سنوات لمدة عامين كاملين وكان# يتم الافراج عنه كل# 70# يوما#.
#* وما سبب اعتقاله؟
ـ ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه لمساعدته لصديق له في# السفر إلي# دولة العراق حتي# يجاهد هناك ضد الاحتلال الأمريكي# والبريطاني# وهذا هو الاتهام الذي# وجهته الأجهزة الأمنية لزوجي# كمبرر لاعتقاله مع صديقه# ،# والغريب أنه تم الافراج عن صديقه وبقي# زوجي# لمدة عامين في# المعتقل دون محاكمة أو تهمة حقيقية ضده#.
#* هل كان زوجك# ينوي# السفر إلي# العراق لـ# »الجهاد#« ضد الاحتلال الأمريكي#. ـ
زوجي# كان مسالما لأقصي# درجة وكان# يكره الاحتلال أمريكا وبريطانيا للعراق والعديد من الدول الإسلامية# ،# إلا انه في# الوقت نفسه كان# يحب والدته وأشقاءه ويخاف عليهم،# ولذلك كان من المستحيل عليه ان# يفكر في# أي# عمل من الممكن أن# يعرض والدته وأشقاءه لأي# مضايقات أمنية،# ولذلك فإن اتهامه بالسفر للعراق هو اتهام مفبرك ولا أساس له من الصحة#.
#* ومن وجهة نظرك لماذا وجهت أجهزة الأمن إلي# زوجك هذه التهمة واصرت علي# اعتقاله# .
ـ اعتقد أن السبب في# ذلك مساعدته لصديقه الذي# كان# ينوي# بالفعل الذهاب للعراق،# كما أن زوجي# كان متدينا منذ طفولته وكان# يحب شيوخ السلفية في# الاسكندرية مثل الشيخ الدكتور# ياسر برهان والشيخ محمد إسماعيل وغيرهما وكان دائم الحضور في# جلسات الذكر الخاصة بهم وكان# يطلق لحيته منذ بداية شبابه# ،# كل ذلك جعل السلطات الأمنية تتهمه بأعمال لم# يرتكبها ولم# يفكر بها#.
#* حديثنا عن تفاصيل ذلك اليوم منذ اتصاله بأمن الدولة حتي# ذهابه إليهم ؟
#* بعدما استأذن# »بلال#« من عمله وأخذ أجازة استعد للذهاب لأمن الدولة في# الوقت المحدد،# وجلس معي# أنا وابننا# »بلال#« وتناول معنا الغذاء الأخير وعندما حانت صلاة العشاء صلي# إماماً# بوالدته في# منزلها واخذت ومعنا طفلنا إلي# منزل والدي# الذي# يبعد بضعة أمتار عن منزل والدته وطلب مني# أن أحضر له# »بطانية#« من المنزل حتي# يأخذها معه لتحميه من البرد ثم ودعني# أمام باب المنزل وقال لي# إنه سيمر بشقتنا للاستحمام وتغيير ملابسه قبل الذهاب لأمن الدولة وودعني# قائلاً#: لا تقلقي# علي# وخللي# بالك من نفسك وإن شاء الله سوف أعود بعد# يومين،# ثم فوجئت بأنه# يخلع الخاتم الذي# كان# يلبسه ويعتز به جداً# وهو خاتم من الفضة كان قد اشتراه منذ فترة كبيرة وأعطاه لي# كتذكار،# ثم طلب مني# مفتاح شقة الزوجية وطلبت منه ان# يتصل بي# عند استقراره في# أي# قسم شرطة#.
#* هل انتهي# الوداع بينكما بعد هذا ؟
#* فوجئت بزوجي# يقول لطفلنا بلال# » خلي# بالك من والدتك وخليك راجل#« وللمرة الأولي# أجد زوجي# يتحدث فيها بهذه النبرة التي# تبدو كوصية اكثر منها حديثا للوداع المؤقت،# كما فوجئت بطفلنا# »بلال#« يصرخ بشكل هستيري# ،# وينطق لأول مرة# »بابا# .. بابا#« رغم أنه ومنذ ولادته لم# يقل هذه الكلمة حيث# يقول كلمة# »ماما#« فقط وظل طفلنا بهذه الحالة منذ وداع زوجي# لنا حتي# الساعة الثانية بعد منتصف الليل#.
#* هل انتاتك أي# مشاعر# غير# معتاده في# تلك اللحظة؟
ـ نعم شعرت وأنا أمشي# بجواره في# الطريق إلي# منزل والدي# أنها المرة الأخيرة التي# نمشي# في# الشارع سويا وفي# منتصف الليل أخذ الطفل# يصرخ بشدة فشعرت أن زوجي# في# خطر وانتابني# شعور بأن هناك شيئاً# ما سوف# يحدث له#.
#* وماذا حدث في# اليوم التالي# لاعتقال زوجك؟
ـ ذهبت صباح الاربعاء إلي# شقة الزوجية لأطمئن علي# ان زوجي# ارتدي# الملابس التي# نصحته بأن# يرتديها قبل الذهاب لأمن الدولة ففوجئت بأن محتوياتها مبعثرة تماما ووجدت الكثير من أثاث الشقة مكسوراً،# واختفاء الهارد ديسك الخاص بجهاز الكمبيوتر الشخصي# لزوجي# واخبرني# الجيران بأن المباحث اقتحمت الشقة وقامت بتفتيشها ووجدت أيضا أن الأكسسورات الخاصة بي# تم اختفاؤها فضلاً# عن اختفاء بعض الملابس وجهاز بنت شقيقته الذي# كان أمانة لدينا،# كما وجدت الكتب الخاصة بزوجي# ملقاة علي# الأرض بطريقة عشوائية والغريب أن باب الشقة لم# يكن مكسورا عند دخولها#.
#* ولماذ لم تحرري# محضر بسرقة هذه الاشياء وقتها؟
ـ لأن زوجي# كان معتقلاً# في# أمن الدولة وخشيت أن أقوم بعمل مشاكل مع الأمن حتي# لا تؤثر هذه المشاكل علي# زوجي# ويتم معاملته بشكل سيئ داخل المعتقل#.
#* ماذا عن تفاصيل معرفتك بخبر وفاته؟
ـ منذ ذهاب زوجي# لأمن الدولة وأنا لا أعلم عنه شيئاً# حتي# فوجئت بشقيقته الصغري# تتصل بي# في# الساعة الحادية عشرة صباح# يوم الخميس وهي# تصرخ# »سيد مات في# المستشفي#«. ولم أصدق ما قالته،# وقلت إن هذا الخبر من ألاعيب الأمن،# ثم طلبت مني# وهي# تصرخ أن# يحضر والدي# اليها ليذهب مع زوجها خالد الشريف وشقيق زوجي# »إبراهيم#« الي# المستشفي# للتأكد من خبر وفاة# »سيد#«.
#> كيف جرت الأمور بعد ذهابهم الي# المستشفي؟
#- والدي# ذهب للمستشفي# ففوجئ بأن خالد الشريف أخبره أن مركز# »زقليح#« الطبي# القريب من قسم شرطة اللبان اتصل به في# تمام الساعة السابعة صباح# يوم الخميس وطلب منه الحضور بسبب أن سيد بلال في# حالة متدهورة صحياً،# وقال إنه عندما ذهب في# الساعة السابعة صباحاً# للمستشفي# وجد ضابطا من مباحث قسم شرطة اللبان# يطلب منه استلام جثة# »بلال#«،# وهو ما رفضته الأسرة وطالبوا بمناظرة الجثة،# فوجدوا بها آثار تعذيب شديدة وجروح في# الجبهة# تبدو وكأن طوقاً# كان ملفوفاً# حول رقبته وكدمات في# الساعدين والقدمين وآثار تعذيب بالكهرباء في# الجزء الأسفل من جسده حيث كان جسده ممزقاً# من شدة الكهرباء التي# تعرض لها خلال التعذيب،# اطلع والدي# علي# تقرير المستشفي# فوجده# يؤكد ان سبب الوفاة هو سرعة دقات قلبه نتيجة لانخفاض حاد في# الدورة الدموية واصفرار عام في# الجسد،# وأكد لي# والدي# أن زوجي# دخل المستشفي# وهو علي# قيد الحياة كما قال له الأطباء الذين حاولوا انقاذه ببعض الإسعافات الأولية إلاّ# انه لفظ أنفاسه الأخيرة حيث وجد والدي# المستشفي# مكتظفاً# بالعديد من القيادات الأمنية من مباحث أمن الدولة وغيرها#.
#> ولماذا لم تذهبي# مع الأسرة؟
#- لأنني# لم أصدق أنه مات وقلت إنه ربما تشابه أسماء،# والموقف كان صعباً# عليَّ# للغاية،# ووجدت نفسي# متوقفة تماما عن التفكير،# ولم أصدق خبر وفاته لأن زوجي# كان معي# منذ# يومين فقط قبل ذهابه لأمن الدولة وهو في# صحة جيدة للغاية#.
#> وماذا فعل والدك وزوج شقيقة بلال بعد تأكدهما من وفاته في# المستشفي؟
رفضا استلام الجثة وطالبا بتشريحها،# وذهبا إلي# قسم اللبان وحررا محضراً# يحمل رقم# 88# لسنة# 2011# إداري# اللبان،# اتهما فيه جهاز أمن الدولة بتعذيب زوجي# حتي# الموت لأنه آخر الجهات التي# تحفظت عليه قبل وفاته،# وكان والدي# قد علم بشخصين مجهولين قاما بإلقاء زوجي# أمام المستشفي# فجر الخميس ووضعاه علي# الرصيف وهربا#.
#> وهل كنت تتفقين مع رأي# والدك في# تشريح جثة زوجك؟
#- في# البداية# .. رفضت تشريح الجثة خوفاً# من بهدلة زوجي# ولانني# أعرف أن الحق في# هذه البلد ضايع،# كما أن زوجي# طول عمره وهو مستور في# الدنيا وأردت أن استره في# آخرته،# ومع ذلك فإن المحامي# العام قرر نقل الجثة الي# مستشفي# »كوم الدكة#« التي# توجد بها المشرحة وتأخر حضور الطبيب الشرعي# في# صباح# يوم الخميس إلي# الساعة الرابعة عصر نفس اليوم،# ثم حضر وسط حراسة أمنية مشددة#. وجري# إغلاق جميع أبواب المستشفي،# ليبدأ تشريح الجثة حتي# صلاة المغرب#.
#> من حضر هذه الإجراءات عدا والدك وزوج شقيقة بلال؟
#- حضر جميع أقارب زوجي# وجميع أصدقائه والعديد من مشايخ السلفية أمثال الشيخ#: ياسر برهان ومحمد إسماعيل،# كما تجمع نحو ألف شخص أمام المستشفي# وتمكنوا# .. من إقامة صلاة الجنازة علي# زوجي# في# المستشفي# بإمامة الشيخ# ياسر برهان،# ولم تظهر نتيجة تشريح الجثة حتي# لقائنا هذا#.
#> وماذا احدث بعد تشريح الجثة؟
#- طلبوا جميعهم أن# يتم دفن زوجي# عقب صلاة الجمعة حتي# يحضر جميع أقاربه من الصعيد إلا أن الأمن رفض الطلب بشدة وقال أحد ضباط أمن الدولة إذا لم# يتم دفن الجثة في# الحادية عشرة مساء الخميس فسيتم دفنه في# مقابر الصدقة ولن# يعرف أحد مكان قبره،# وكان# يريد دفن جثة زوجي# بأسرع وقت وكأنهم# يتسترون علي# جريمة قتل زوجي# مع سبق الإصرار والترصد#. في# حين صرخ زميله#: »إذا ما دفنتوش الرمة دي# دلوقتي# هنأخذ الجثة ومش هتعرفوا لها طريق#«،# وفي# ظل هذه التهديدات من قبل ضباط أمن الدولة وافق الجميع علي# أن# يتم دفن الجثة وفتح المسجد المجاور للمقابر في# الساعة العاشرة مساء وإقامة صلاة الجنازة مرة ثانية علي# الجثمان وسط حصار عدد من القيادات الأمنية وقوات الأمن المركزي# في# حين حضر آلاف من أصدقاء زوجي# ومعارفه وشيوخ السلفية للصلاة عليه بإمامة الشيخ# ياسر برهان ثم تم دفنه# »بلال#« بمقابر أبوالنور بحي# الرمل وسط حراسة أمنية مشددة#.
#> هل واجهت الأسرة متاعب أمنية بعد تقديم البلاغ؟
#- نواجه تهديدات للتنازل عن المحضر،# وأول هذه التهديدات هو تجهيز السلطات الأمنية قراري# اعتقال لإبراهيم شقيق زوجي# وخالد الشريف زوج شقيقة زوجي،# الأمر الذي# أصابني# بالخوف من فقدان جميع أفراد أسرة زوجي# وخشيت أن# يؤثر ذلك علي# نفسية والدة زوجي# التي# فقدت ابنها ومن الممكن أن تفقد ابنها الثاني# وتوأم بلال إبراهيم#.
#> في# مقابل هذه التهديدات#.. ألم تكن هناك أي# إغراءات للتنازل عن البلاغ؟
#- عرض الأمن علي# توفير شقة باسم ابني# »بلال#« ومنحي# مبلغاً# مالياً# كبيراً# قدره# 100# ألف جنيه كدية عن قتل زوجي# بطريق الخطأ ورحلتي# حج آخر العام لي# ولوالدة# »بلال#«.
#> وهل أبلغوكي# أن دفع الدية سيتم بطريقة رسمية،# ومن الذي# سيدفع الدية؟#
#- الضباط أبلغوني# أنهم قرروا جمع مبلغ# الدية من جيوبهم الخاصة مقابل تسوية الموضوع والتنازل عن البلاغ#.
#> وهل قبلتم هذا العرض أو تتجهون لقبوله؟
#- لا أعلم ماذا أفعل حتي# الآن،# ولكنني# أحب أن أقول إن مال الدنيا كلها لا# يساوي# خلية واحدة من جسد زوجي#.
#> معني# ذلك سترفضين الدية؟
#- لقد سألت بعض المشايخ فأكدوا لي# أنه من حقي# ان آخذ الدية بعد مقتل زوجي# عمداً،# وأكدوا لي# أن هذا حلال شرعاً# ولا حرمة فيه،# ولذلك فمن الممكن أن أقبل الدية لأنها حقي# وحق لطفلي# بلال،# كما أنني# لا أريد لطفلي# أن# يتعذب مرة أخري# بفقدان عمه الذي# شبه والده لأنه توأمه،# كما أن إبراهيم شقيق زوجي# وخالد الشريف هما الرجلان المتبقيان بالعائلة ولا أريد أن أعرضهما لمصير زوجي#.
#> هل كان زوجك# يتحدث في# بعض الأمور السياسية معكِ# أو# يعترض علي# الوضع الحالي# للنظام والسلطة الحاكمة؟
#- زوجي# كان لا# يحب الحديث في# السياسة وشعاره دع الملك للمالك،# وكان متفرغا لطاعة الله وخدمته وكان# يكره فقط احتلال الأمريكان لبعض الدول الإسلامية وعمره ما كره الأقباط ولا المسيحيين ولا تحدث عنهم بطريقة# غير لائقة#.
#> ما هي# أهم الصفات التي# كانت تميز زوجك بخلاف إنه كان متديناً؟
#- كان سيد بلال صبوراً# وشديد التجمل،# وكريم جداً،# وضحوكاً# وكان حلمه ان# يؤمن مستقبل طفلنا ويعيش مستوراً،# وكان# يرضي# بمعيشته رغم راتبه الضئيل#.
#> ماذا كان# يعمل زوجك؟ وكم كان# يتقاضي؟
#- زوجي# عمل في# جميع الأعمال منذ أن كان عمره# 12# عاماً،# عقب وفاة والده في# هذه السن الصغيرة حيث عمل عجلاتي،# وبقال،# كما حصل علي# دبلوم صنايع،# وكان# يفهم في# جميع أعمال السباكة وعندما تزوجني# كان# يعمل في# شركة بتروجيت# »كلحام#« من الساعة السابعة صباحاً# وحتي# التاسعة مساء ولم# يتجاوز راتبه# 700# جنيه رغم أن عمله كان موسمياً# فكان# يعمل لمدة# 3# شهور ويجلس شهرين بالمنزل ثم ترك عمله في# بتروجيت مند شهرين وعمل في# أحد المقاهي# من الساعة الثانية ظهراً# وحتي# منتصف الليل فتحسن راتبه قليلاً# في# هذه الفترة#.
#> كيف تعرفتي# علي# زوجك وكيف حدث الزواج؟
#- تعرفت عليه عن طريق أحد أصدقائه،# حيث أخبره بأن له جارة منقبة ومتدينة ومن أسرة ملتزمة فجاء إلي# منزل والدي# وخطبني# دون أن# يعرف اسمي# ولا شكلي# وتم اعتقاله بعد ذلك،# فتم زفافنا في# المعتقل بعد# 70# يوماً# من اعتقاله وأنجبت طفلنا# »بلال#« ووالده مازال معتقلاً#.. وقد أعجبت بزوجي# عندما جاء لخطبتي# رغم أني# خريجة كلية التربية قسم أحياء بينما هو صاحب مؤهل متوسط ولكنني# وجدته ملتزماً# ورجلاً# بمعني# الكلمة وأعجبت بأخلاقه وكانت في# نظري# بمثابة دكتوراة فخرية#.
#> هل اتصلت بك أي# جهات أو منظمات حقوقية للتضامن معك؟
#- اتصلت بي# نقابة المحامين في# القاهرة وأخبروني# بأن هناك# 15# محامياً# تطوعوا للدفاع عن حق زوجي،# كما أن هناك الكثير من المراكز الحقوقية اتصلت بي# وأعلنت تضامنها#.
#> هل تدين زوجك كان# يتسم بالتشدد والمغالاة برأيك؟
#- سأفاجئك بأن إبراهيم شقيق زوجي# رغم انه توأمه وشبيهه كثيراً،# لم# يكن ملتحياً# ولم# يكن ملتزماً# وكان مدخناً# ولم# يجبره زوجي# علي# الالتزام والتدين بل كان# ينصحه باللين فقط#.
#> ما الرسالة التي# تريدين أن تقوليها لأجهزة الأمن الآن؟
# - سيبونا في# حالنا،# وكفاية اللي# عملتوه في# زوجي# وياريت# يتركوا شقيق زوجي# وبقية رجال الأسرة في# حالهم ويتركوا طفلي# بلال لمستقبله#.
#> هل تخشين الآن أن# يكبر ابنك علي# نهج والده؟
#- أتمني# أن# يكون طفلي# بلال مثل والده في# كل شيء وخاصة في# تدينه وأخلاقه#.
المصدر :
جريدة الوفد : 15-1-2011 (http://www.akhbarak.net/article/2285595)
الخميس, 13 يناير 2011 12:30
حوار ـ حسام السويفي - علياء علي#:
#
»ادفنوا الرمة ده دلوقتي# يا إما هندفنوا إحنا بمعرفتنا في# مقابر الصدقة#« كانت هذه الكلمات القاسية الغليظة هي# آخر ما أطلقه# ضباط أمن الدولة بالإسكندرية في# وجوه أسرة سيد بلال
الشاب السلفي# الذي# لقي# حتفه بعد# 48# ساعة من ذهابه لمقر أمن الدولة#. للتحقيق معه علي# خلفية حادث تفجيرات كنيسة القديسين الذي# أودي# بحياة# 21# قتيلا وخلف أكثر من# 100# جريح كانت هذه الكلمات دافعا لتزايد# غضب أسرة# »بلال#« خاصة زوجته شيماء إبراهيم التي# زادت شكوكها إلي# حد التأكد من وفاة زوجها إثر التعذيب في# أجواء# : مريبة حاول الضابط# »غليظ القلب#« ان# ينهيها بدفن دليل جريمة متحملة في# نظر أسرة# »بلال#« والتعجل بدفن جثته مساء الخميس وليس عقب صلاة ظهر الجمعة الماضي# كما أرادت الأسرة#. وتؤكد# »شيماء#« في# حوار مع# »الوفد#« ان زوجها ليست له علاقة بالسياسة ولا بنظام الحكم لافتة إلي# أن زوجها كان# يكره فقط الاحتلال الأمريكي# للعراق،# وأنه لم# يكره# يوما الأقباط وليست له علاقة بأحداث تفجيرات كنيسة القديسين وتكشف زوجة بلال في# هذا الحوار عن مفاجأة حيث أكدت أن أجهزة الأمن عرضت دفع دية قدرها# 100# ألف جنيه ومنحها شقة باسم نجلها فضلاً# عن رحلتي# حج لها ولوالدة# »بلال#« نهاية هذا العام،# مؤكدة انها لم تقبل العرض ولم ترفضه ولا تعلم ماذا تفعل حتي# الآن،# ووجهت رسالة خلال حوارها للأجهزة الأمنية أن# يتركوها في# حالها لتعيش بسلام مع طفلها وإلي# نص الحوار#:
#* في# البداية كيف تم اعتقال زوجك؟
ـ زوجي# لم# يتم اعقتاله بل هو الذي# ذهب بإرادته إلي# مباحث أمن الدولة بالاسكندرية بعدما اتصل به ضابط بمباحث أمن الدولة صباح الثلاثاء قبل الماضي# بمنزل والدته بينما لم# يكن موجوداً# وقتها حيث كان# يجلس معي# أنا وطفلي# بلال# »عام وتسعة أشهر#« عقب عودتنا من المستشفي# بسبب معاناته من أمراض مرضية منذ الصباح وطالب الضابط والدة زوجي# بإبلاعه بمثوله أمام مقر أمن الدولة في# تمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء# .
#* وهل استجاب زوجك لاستدعاء الضابط عند عودته لمنزل والدته؟
ـ نعم فزوجي# كان معتاد الذهاب لمنزل والدته صباح كل# يوم للاطمئنان عليها،# وهذا ما جعل ضباط أمن الدولة# يتصلون بمنزل والدته للسؤال عنه،# لكن زوجي# اتصل بجهاز مباحث أمن الدولة واستأذنهم أن# يتأخر ساعة نظراً# لمواعيد عمله،# وبعد ذلك أخذ زوجي# إجازة من عمله في# هذا اليوم وجلس معي# أنا وبلال ليذهب إليهم في# الموعد المحدد#.
#* نلحظ من كلامك أن ضباط أمن الدولة كانوا دائمي# الاتصال به وان# »بلال#« كان دائم التردد عليهم# .
ـ زوجي# كان# يخشي# ان# يقتحم جهاز أمن الدولة منزل الزوجية وينتهكوا حرمة بيته ويرعبوا طفلنا الصغير# ،# كما أنه كان لا# يرغب في# المشاكل وكان مسالما#.
*لم تجيبي# علي# سؤالي# بشكل واضح#.
#* لا# ،# كانت هذه المرة الأولي# منذ الافراج عنه،# ولكنه لم تكن مفاجأة له# ،لأنه منذ أن وقعت تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية،# أخبرني# ان أمن الدولة استدعي# الكثير من السلفيين،# وربما# يستدعونه لوجود اسمه لديهم،# ولذلك ذهب طواعية في# نفس اليوم لانه كان جرئيا ولا# يخشي# إلا الله# .
#* هل تم اعتقال زوجك قبل ذلك؟
ـ نعم لقد تم اعتقاله منذ ثلاث سنوات لمدة عامين كاملين وكان# يتم الافراج عنه كل# 70# يوما#.
#* وما سبب اعتقاله؟
ـ ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه لمساعدته لصديق له في# السفر إلي# دولة العراق حتي# يجاهد هناك ضد الاحتلال الأمريكي# والبريطاني# وهذا هو الاتهام الذي# وجهته الأجهزة الأمنية لزوجي# كمبرر لاعتقاله مع صديقه# ،# والغريب أنه تم الافراج عن صديقه وبقي# زوجي# لمدة عامين في# المعتقل دون محاكمة أو تهمة حقيقية ضده#.
#* هل كان زوجك# ينوي# السفر إلي# العراق لـ# »الجهاد#« ضد الاحتلال الأمريكي#. ـ
زوجي# كان مسالما لأقصي# درجة وكان# يكره الاحتلال أمريكا وبريطانيا للعراق والعديد من الدول الإسلامية# ،# إلا انه في# الوقت نفسه كان# يحب والدته وأشقاءه ويخاف عليهم،# ولذلك كان من المستحيل عليه ان# يفكر في# أي# عمل من الممكن أن# يعرض والدته وأشقاءه لأي# مضايقات أمنية،# ولذلك فإن اتهامه بالسفر للعراق هو اتهام مفبرك ولا أساس له من الصحة#.
#* ومن وجهة نظرك لماذا وجهت أجهزة الأمن إلي# زوجك هذه التهمة واصرت علي# اعتقاله# .
ـ اعتقد أن السبب في# ذلك مساعدته لصديقه الذي# كان# ينوي# بالفعل الذهاب للعراق،# كما أن زوجي# كان متدينا منذ طفولته وكان# يحب شيوخ السلفية في# الاسكندرية مثل الشيخ الدكتور# ياسر برهان والشيخ محمد إسماعيل وغيرهما وكان دائم الحضور في# جلسات الذكر الخاصة بهم وكان# يطلق لحيته منذ بداية شبابه# ،# كل ذلك جعل السلطات الأمنية تتهمه بأعمال لم# يرتكبها ولم# يفكر بها#.
#* حديثنا عن تفاصيل ذلك اليوم منذ اتصاله بأمن الدولة حتي# ذهابه إليهم ؟
#* بعدما استأذن# »بلال#« من عمله وأخذ أجازة استعد للذهاب لأمن الدولة في# الوقت المحدد،# وجلس معي# أنا وابننا# »بلال#« وتناول معنا الغذاء الأخير وعندما حانت صلاة العشاء صلي# إماماً# بوالدته في# منزلها واخذت ومعنا طفلنا إلي# منزل والدي# الذي# يبعد بضعة أمتار عن منزل والدته وطلب مني# أن أحضر له# »بطانية#« من المنزل حتي# يأخذها معه لتحميه من البرد ثم ودعني# أمام باب المنزل وقال لي# إنه سيمر بشقتنا للاستحمام وتغيير ملابسه قبل الذهاب لأمن الدولة وودعني# قائلاً#: لا تقلقي# علي# وخللي# بالك من نفسك وإن شاء الله سوف أعود بعد# يومين،# ثم فوجئت بأنه# يخلع الخاتم الذي# كان# يلبسه ويعتز به جداً# وهو خاتم من الفضة كان قد اشتراه منذ فترة كبيرة وأعطاه لي# كتذكار،# ثم طلب مني# مفتاح شقة الزوجية وطلبت منه ان# يتصل بي# عند استقراره في# أي# قسم شرطة#.
#* هل انتهي# الوداع بينكما بعد هذا ؟
#* فوجئت بزوجي# يقول لطفلنا بلال# » خلي# بالك من والدتك وخليك راجل#« وللمرة الأولي# أجد زوجي# يتحدث فيها بهذه النبرة التي# تبدو كوصية اكثر منها حديثا للوداع المؤقت،# كما فوجئت بطفلنا# »بلال#« يصرخ بشكل هستيري# ،# وينطق لأول مرة# »بابا# .. بابا#« رغم أنه ومنذ ولادته لم# يقل هذه الكلمة حيث# يقول كلمة# »ماما#« فقط وظل طفلنا بهذه الحالة منذ وداع زوجي# لنا حتي# الساعة الثانية بعد منتصف الليل#.
#* هل انتاتك أي# مشاعر# غير# معتاده في# تلك اللحظة؟
ـ نعم شعرت وأنا أمشي# بجواره في# الطريق إلي# منزل والدي# أنها المرة الأخيرة التي# نمشي# في# الشارع سويا وفي# منتصف الليل أخذ الطفل# يصرخ بشدة فشعرت أن زوجي# في# خطر وانتابني# شعور بأن هناك شيئاً# ما سوف# يحدث له#.
#* وماذا حدث في# اليوم التالي# لاعتقال زوجك؟
ـ ذهبت صباح الاربعاء إلي# شقة الزوجية لأطمئن علي# ان زوجي# ارتدي# الملابس التي# نصحته بأن# يرتديها قبل الذهاب لأمن الدولة ففوجئت بأن محتوياتها مبعثرة تماما ووجدت الكثير من أثاث الشقة مكسوراً،# واختفاء الهارد ديسك الخاص بجهاز الكمبيوتر الشخصي# لزوجي# واخبرني# الجيران بأن المباحث اقتحمت الشقة وقامت بتفتيشها ووجدت أيضا أن الأكسسورات الخاصة بي# تم اختفاؤها فضلاً# عن اختفاء بعض الملابس وجهاز بنت شقيقته الذي# كان أمانة لدينا،# كما وجدت الكتب الخاصة بزوجي# ملقاة علي# الأرض بطريقة عشوائية والغريب أن باب الشقة لم# يكن مكسورا عند دخولها#.
#* ولماذ لم تحرري# محضر بسرقة هذه الاشياء وقتها؟
ـ لأن زوجي# كان معتقلاً# في# أمن الدولة وخشيت أن أقوم بعمل مشاكل مع الأمن حتي# لا تؤثر هذه المشاكل علي# زوجي# ويتم معاملته بشكل سيئ داخل المعتقل#.
#* ماذا عن تفاصيل معرفتك بخبر وفاته؟
ـ منذ ذهاب زوجي# لأمن الدولة وأنا لا أعلم عنه شيئاً# حتي# فوجئت بشقيقته الصغري# تتصل بي# في# الساعة الحادية عشرة صباح# يوم الخميس وهي# تصرخ# »سيد مات في# المستشفي#«. ولم أصدق ما قالته،# وقلت إن هذا الخبر من ألاعيب الأمن،# ثم طلبت مني# وهي# تصرخ أن# يحضر والدي# اليها ليذهب مع زوجها خالد الشريف وشقيق زوجي# »إبراهيم#« الي# المستشفي# للتأكد من خبر وفاة# »سيد#«.
#> كيف جرت الأمور بعد ذهابهم الي# المستشفي؟
#- والدي# ذهب للمستشفي# ففوجئ بأن خالد الشريف أخبره أن مركز# »زقليح#« الطبي# القريب من قسم شرطة اللبان اتصل به في# تمام الساعة السابعة صباح# يوم الخميس وطلب منه الحضور بسبب أن سيد بلال في# حالة متدهورة صحياً،# وقال إنه عندما ذهب في# الساعة السابعة صباحاً# للمستشفي# وجد ضابطا من مباحث قسم شرطة اللبان# يطلب منه استلام جثة# »بلال#«،# وهو ما رفضته الأسرة وطالبوا بمناظرة الجثة،# فوجدوا بها آثار تعذيب شديدة وجروح في# الجبهة# تبدو وكأن طوقاً# كان ملفوفاً# حول رقبته وكدمات في# الساعدين والقدمين وآثار تعذيب بالكهرباء في# الجزء الأسفل من جسده حيث كان جسده ممزقاً# من شدة الكهرباء التي# تعرض لها خلال التعذيب،# اطلع والدي# علي# تقرير المستشفي# فوجده# يؤكد ان سبب الوفاة هو سرعة دقات قلبه نتيجة لانخفاض حاد في# الدورة الدموية واصفرار عام في# الجسد،# وأكد لي# والدي# أن زوجي# دخل المستشفي# وهو علي# قيد الحياة كما قال له الأطباء الذين حاولوا انقاذه ببعض الإسعافات الأولية إلاّ# انه لفظ أنفاسه الأخيرة حيث وجد والدي# المستشفي# مكتظفاً# بالعديد من القيادات الأمنية من مباحث أمن الدولة وغيرها#.
#> ولماذا لم تذهبي# مع الأسرة؟
#- لأنني# لم أصدق أنه مات وقلت إنه ربما تشابه أسماء،# والموقف كان صعباً# عليَّ# للغاية،# ووجدت نفسي# متوقفة تماما عن التفكير،# ولم أصدق خبر وفاته لأن زوجي# كان معي# منذ# يومين فقط قبل ذهابه لأمن الدولة وهو في# صحة جيدة للغاية#.
#> وماذا فعل والدك وزوج شقيقة بلال بعد تأكدهما من وفاته في# المستشفي؟
رفضا استلام الجثة وطالبا بتشريحها،# وذهبا إلي# قسم اللبان وحررا محضراً# يحمل رقم# 88# لسنة# 2011# إداري# اللبان،# اتهما فيه جهاز أمن الدولة بتعذيب زوجي# حتي# الموت لأنه آخر الجهات التي# تحفظت عليه قبل وفاته،# وكان والدي# قد علم بشخصين مجهولين قاما بإلقاء زوجي# أمام المستشفي# فجر الخميس ووضعاه علي# الرصيف وهربا#.
#> وهل كنت تتفقين مع رأي# والدك في# تشريح جثة زوجك؟
#- في# البداية# .. رفضت تشريح الجثة خوفاً# من بهدلة زوجي# ولانني# أعرف أن الحق في# هذه البلد ضايع،# كما أن زوجي# طول عمره وهو مستور في# الدنيا وأردت أن استره في# آخرته،# ومع ذلك فإن المحامي# العام قرر نقل الجثة الي# مستشفي# »كوم الدكة#« التي# توجد بها المشرحة وتأخر حضور الطبيب الشرعي# في# صباح# يوم الخميس إلي# الساعة الرابعة عصر نفس اليوم،# ثم حضر وسط حراسة أمنية مشددة#. وجري# إغلاق جميع أبواب المستشفي،# ليبدأ تشريح الجثة حتي# صلاة المغرب#.
#> من حضر هذه الإجراءات عدا والدك وزوج شقيقة بلال؟
#- حضر جميع أقارب زوجي# وجميع أصدقائه والعديد من مشايخ السلفية أمثال الشيخ#: ياسر برهان ومحمد إسماعيل،# كما تجمع نحو ألف شخص أمام المستشفي# وتمكنوا# .. من إقامة صلاة الجنازة علي# زوجي# في# المستشفي# بإمامة الشيخ# ياسر برهان،# ولم تظهر نتيجة تشريح الجثة حتي# لقائنا هذا#.
#> وماذا احدث بعد تشريح الجثة؟
#- طلبوا جميعهم أن# يتم دفن زوجي# عقب صلاة الجمعة حتي# يحضر جميع أقاربه من الصعيد إلا أن الأمن رفض الطلب بشدة وقال أحد ضباط أمن الدولة إذا لم# يتم دفن الجثة في# الحادية عشرة مساء الخميس فسيتم دفنه في# مقابر الصدقة ولن# يعرف أحد مكان قبره،# وكان# يريد دفن جثة زوجي# بأسرع وقت وكأنهم# يتسترون علي# جريمة قتل زوجي# مع سبق الإصرار والترصد#. في# حين صرخ زميله#: »إذا ما دفنتوش الرمة دي# دلوقتي# هنأخذ الجثة ومش هتعرفوا لها طريق#«،# وفي# ظل هذه التهديدات من قبل ضباط أمن الدولة وافق الجميع علي# أن# يتم دفن الجثة وفتح المسجد المجاور للمقابر في# الساعة العاشرة مساء وإقامة صلاة الجنازة مرة ثانية علي# الجثمان وسط حصار عدد من القيادات الأمنية وقوات الأمن المركزي# في# حين حضر آلاف من أصدقاء زوجي# ومعارفه وشيوخ السلفية للصلاة عليه بإمامة الشيخ# ياسر برهان ثم تم دفنه# »بلال#« بمقابر أبوالنور بحي# الرمل وسط حراسة أمنية مشددة#.
#> هل واجهت الأسرة متاعب أمنية بعد تقديم البلاغ؟
#- نواجه تهديدات للتنازل عن المحضر،# وأول هذه التهديدات هو تجهيز السلطات الأمنية قراري# اعتقال لإبراهيم شقيق زوجي# وخالد الشريف زوج شقيقة زوجي،# الأمر الذي# أصابني# بالخوف من فقدان جميع أفراد أسرة زوجي# وخشيت أن# يؤثر ذلك علي# نفسية والدة زوجي# التي# فقدت ابنها ومن الممكن أن تفقد ابنها الثاني# وتوأم بلال إبراهيم#.
#> في# مقابل هذه التهديدات#.. ألم تكن هناك أي# إغراءات للتنازل عن البلاغ؟
#- عرض الأمن علي# توفير شقة باسم ابني# »بلال#« ومنحي# مبلغاً# مالياً# كبيراً# قدره# 100# ألف جنيه كدية عن قتل زوجي# بطريق الخطأ ورحلتي# حج آخر العام لي# ولوالدة# »بلال#«.
#> وهل أبلغوكي# أن دفع الدية سيتم بطريقة رسمية،# ومن الذي# سيدفع الدية؟#
#- الضباط أبلغوني# أنهم قرروا جمع مبلغ# الدية من جيوبهم الخاصة مقابل تسوية الموضوع والتنازل عن البلاغ#.
#> وهل قبلتم هذا العرض أو تتجهون لقبوله؟
#- لا أعلم ماذا أفعل حتي# الآن،# ولكنني# أحب أن أقول إن مال الدنيا كلها لا# يساوي# خلية واحدة من جسد زوجي#.
#> معني# ذلك سترفضين الدية؟
#- لقد سألت بعض المشايخ فأكدوا لي# أنه من حقي# ان آخذ الدية بعد مقتل زوجي# عمداً،# وأكدوا لي# أن هذا حلال شرعاً# ولا حرمة فيه،# ولذلك فمن الممكن أن أقبل الدية لأنها حقي# وحق لطفلي# بلال،# كما أنني# لا أريد لطفلي# أن# يتعذب مرة أخري# بفقدان عمه الذي# شبه والده لأنه توأمه،# كما أن إبراهيم شقيق زوجي# وخالد الشريف هما الرجلان المتبقيان بالعائلة ولا أريد أن أعرضهما لمصير زوجي#.
#> هل كان زوجك# يتحدث في# بعض الأمور السياسية معكِ# أو# يعترض علي# الوضع الحالي# للنظام والسلطة الحاكمة؟
#- زوجي# كان لا# يحب الحديث في# السياسة وشعاره دع الملك للمالك،# وكان متفرغا لطاعة الله وخدمته وكان# يكره فقط احتلال الأمريكان لبعض الدول الإسلامية وعمره ما كره الأقباط ولا المسيحيين ولا تحدث عنهم بطريقة# غير لائقة#.
#> ما هي# أهم الصفات التي# كانت تميز زوجك بخلاف إنه كان متديناً؟
#- كان سيد بلال صبوراً# وشديد التجمل،# وكريم جداً،# وضحوكاً# وكان حلمه ان# يؤمن مستقبل طفلنا ويعيش مستوراً،# وكان# يرضي# بمعيشته رغم راتبه الضئيل#.
#> ماذا كان# يعمل زوجك؟ وكم كان# يتقاضي؟
#- زوجي# عمل في# جميع الأعمال منذ أن كان عمره# 12# عاماً،# عقب وفاة والده في# هذه السن الصغيرة حيث عمل عجلاتي،# وبقال،# كما حصل علي# دبلوم صنايع،# وكان# يفهم في# جميع أعمال السباكة وعندما تزوجني# كان# يعمل في# شركة بتروجيت# »كلحام#« من الساعة السابعة صباحاً# وحتي# التاسعة مساء ولم# يتجاوز راتبه# 700# جنيه رغم أن عمله كان موسمياً# فكان# يعمل لمدة# 3# شهور ويجلس شهرين بالمنزل ثم ترك عمله في# بتروجيت مند شهرين وعمل في# أحد المقاهي# من الساعة الثانية ظهراً# وحتي# منتصف الليل فتحسن راتبه قليلاً# في# هذه الفترة#.
#> كيف تعرفتي# علي# زوجك وكيف حدث الزواج؟
#- تعرفت عليه عن طريق أحد أصدقائه،# حيث أخبره بأن له جارة منقبة ومتدينة ومن أسرة ملتزمة فجاء إلي# منزل والدي# وخطبني# دون أن# يعرف اسمي# ولا شكلي# وتم اعتقاله بعد ذلك،# فتم زفافنا في# المعتقل بعد# 70# يوماً# من اعتقاله وأنجبت طفلنا# »بلال#« ووالده مازال معتقلاً#.. وقد أعجبت بزوجي# عندما جاء لخطبتي# رغم أني# خريجة كلية التربية قسم أحياء بينما هو صاحب مؤهل متوسط ولكنني# وجدته ملتزماً# ورجلاً# بمعني# الكلمة وأعجبت بأخلاقه وكانت في# نظري# بمثابة دكتوراة فخرية#.
#> هل اتصلت بك أي# جهات أو منظمات حقوقية للتضامن معك؟
#- اتصلت بي# نقابة المحامين في# القاهرة وأخبروني# بأن هناك# 15# محامياً# تطوعوا للدفاع عن حق زوجي،# كما أن هناك الكثير من المراكز الحقوقية اتصلت بي# وأعلنت تضامنها#.
#> هل تدين زوجك كان# يتسم بالتشدد والمغالاة برأيك؟
#- سأفاجئك بأن إبراهيم شقيق زوجي# رغم انه توأمه وشبيهه كثيراً،# لم# يكن ملتحياً# ولم# يكن ملتزماً# وكان مدخناً# ولم# يجبره زوجي# علي# الالتزام والتدين بل كان# ينصحه باللين فقط#.
#> ما الرسالة التي# تريدين أن تقوليها لأجهزة الأمن الآن؟
# - سيبونا في# حالنا،# وكفاية اللي# عملتوه في# زوجي# وياريت# يتركوا شقيق زوجي# وبقية رجال الأسرة في# حالهم ويتركوا طفلي# بلال لمستقبله#.
#> هل تخشين الآن أن# يكبر ابنك علي# نهج والده؟
#- أتمني# أن# يكون طفلي# بلال مثل والده في# كل شيء وخاصة في# تدينه وأخلاقه#.
المصدر :
جريدة الوفد : 15-1-2011 (http://www.akhbarak.net/article/2285595)