حذيفة بن اليمان
2011-01-22, 02:44 PM
http://dc04.arabsh.com/i/00110/pu71xtvdkrts.gif
أعوذ بالله من الشيطان الرجيـــم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانــه
مالك الملك ذو القوة المتيــــن خالق الخلق ومدبـــر الأمر
ثم الصلاة والسلام على السراج المنيـــر قائد الصحابــــة
والمجاهدين وعلى آله وصحبه ومن سار بسنته إلى يوم
العرض واللقاء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و بعـد :...........................
نصرة لله
نصرة لدين الله
نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
نصرة لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
نصرة لصحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين
نصرة للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
نصرة للمرابطين القانتين الثابثين الزاهدين
أقدم
السلسلة العلمية المختصرة
http://img818.imageshack.us/img818/9541/500479.gif
بعنوان
ديننا الإسلام
جميع الحقوق محفوظة لكافة المسلمين
في الطباعة والنشر والتوزيع
الجزء السادس
درس اليـــــــــــــــــــــــــــــوم
التوحيد حق الله على العباد
توحيد الألوهية ( الولاء والبراء )
موعدنا اليوم أيها الأحباب الكرام مع الدرس الســادس من دروس
العقيدة المحمدية التي نزل بها الروح الأمين على قلـب محمــد بن
عبد الله الأمين صلى الله عليه وسلم
بعنوان
الــــــــــولاء والبــــــراء
هذين الكلمتين يمكننا اختصارهما في أمرين :
1 - الولاء يعني : محبة ونصرة ومساعدة.. المسلم لأخيه المسلم
أيا كان شكله أو لونه أو عرقه أو مكانته أو مكانه في العالم .. .
2 - البراء يعني : معاداة وبغض وكره المشرك والكافـــر والبراءة
منه ومن سائر أعداء الإسلام وإن كانوا آباءا أو أبنـاءا أو عشيرة
..... .
إن المسلــــــم الرومي البعيــــد أخ في الله للمسلم العربي والمسلم
الآسيوي أخ للمسلــــــم الإفريقي والمسلـــــم الأمريكي أخ للمسلم
الأوروبي ..تجب معاونته ونصرته والأخــذ بيده..... بكل ما أوتي
المؤمن من قوة واستطاعة .
بالمقابل
المشرك الكافر العربي أو الآسيــــــوي أو الإفريقي أو الأمريكي...
هوعدو بغيض للمسلمين في العالم كافة وإن كان ذا قربى .
تأصيل المسألــــــــــــــــــــــــــــة
*****************
1 _ البــــــــــــــــراء :
قال الله تعالى : قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيـــم والذين معه
إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم
وبدا بيننا وبينكــم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .
سورة الممتحنة
وقال تعالى : وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومــه إنني براء مما تعبدون
إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقيـــة في عقبه لعلهم
يرجعون . سورة الزخرف .
قال القرطبي رحمه الله : الآية نص في الأمـــــر بالإقتداء بإبراهيم
عليه السلام في فعله فالله عز وجل نهى عن موالاة الكفـــار بذكره
قصة إبراهيـــــــــــم عليه السلام وأن من سيرته التبرؤ من الكفار
فاقتدوا به وأتموا إلا في استغفاره لأبيه .
قال بن كثير رحمه الله : أمر الله تعالى عباده المؤمنيــن بمصارمة
الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم .
قال البغوي رحمه الله : أمر حاطبا والمؤمنيــــن بالإقتداء بإبراهيم
عليه الصلاة والسلام والذين معه من المؤمنيـــــــن في التبرؤ من
المشركين .
جاء في البحر المحيط : النهي عن موالاة الكفــــــار والتودد إليهم
وأضاف في قوله : ( عدوي ) تغليظا لجرمهــــــــم وإعلاما بحلول
عقاب الله بهم والعدو ينطلق على الواحد وعلى الجمع .
بين تعالى هذا التأسي المطلوب وذلك بقوله : إذ قالوا لقومهــم إنا
إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ..... .
فالتأسي هنا في ثلاثة أمور :
أولا : التبرؤ منهم ومما يعبدون من دون الله .
ثانيا : الكفر بهم .
ثالثا : إبداء العداوة والبغضاء وإعلانها وإظهارها أبدا إلى الغايــة
المذكورة حتى يؤمنــوا بالله وحده وهذا غاية في القطيعة بينهم و
بين قومهم وزيادة عليها إبداء العداوة والبغضاء أبـدا والسبب في
ذلك هو الكفر فإذا آمنوا بالله وحده انتفى كل ذلك بينهم .
في مقابل ما سلف
2 _ الــــــــــــــــــــولاء :
قال الله تعالى في الذكر الحكيــــم : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم
أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمـــــــون
الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهــــــم
الله إن الله عزيز حكيم . سورة التوبة
وقال أيضا : ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافريـن لا مولى
لهم . سورة محمد .
وقــــــــال أيضا : الله ولي الذيـــــــــن آمنـــــــــــوا . سورة البقرة
وقال أيضا : وأولوا الأرحام بعضهـــــــم أولى ببعض في كتاب الله
من المؤمنين والمهاجرين . ( سورة الأحزاب ) .
وقال أيضا : إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهـم
في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهـــم أولياء بعض .
( سورة الأنفال ) .
جاء في فتح الباري بشـــــرح صحيح البخاري : عن أبي بردة عن
أبيه أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المؤمــــــــن
للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعـــــــه وكان
النبي صلى الله عليـــــــه وسلم جالسا إذ جاء رجل يسأل أو طالب
حاجة أقبل علينا بوجهـــه فقال اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على
لسان نبيه ما شاء .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلـــــــم لا يظلمه
ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فـرج
عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر
مسلما ستره الله يوم القيامة . ( رواه البخاري ) .
قال ابن كثير رحمــــــه الله : لما ذكر الله تعالى صفــــات المنافقين
الذميمة عطف بذكر صفات المؤمنين المحمودة فقال : ( بعضهـــم
أولياء بعض ) أي : يتناصرون ويتعاضدون . أهـ
إخوة الإسلام إعلموا رحمكم الله أن اليهــــود والنصارى وأعوانهم
من الحكام العرب المستعمرين لديار المسلمين قهرا بقوة الحديـــد
والنار لا يجدون أي مشكلة مع ( المسلم بالهوية ) .
معنى المسلم بالهوية أي : المسلــــم المقتصر على أداء بعض من
الفرائض التعبدية الخاصة به كالصلاة والصيام والحج........ وما
شابه دون تحقيق أعمدة الإسلام الأساسية المتمثلـــة في الحكــــم
بشرع الله والتحاكم إليه والبحث عن دينه وإعتماد الولاء والبـراء
بنصرة المسلمين ومحبتهـــــم ومن ثم عداوة المشركين وتركهم .
لأنهم يعلمون يقينا أن هذا الجزء من الإسلام المنحصر بيـن البيت
والمسجد لن يشكل أبدا أي تهديد على مصالح فراعنــــة العصر و
طواغيتـــــــــــــــه .
هذا الجزء من الإسلام كان مرضيا عنه حتى في زمن كفـار قريش
بل وعرضــــــــــوا لأجله الأموال والذهب والرياسة وكافة صنوف
الشهــــــــوات الدنيويــــــة لكن يأبى الله إلا أن يتـم نوره ولو كره
المشركون فما لبث النبي صلى الله عليه وسلم حتى نــــزلت عليه
الآيات تلو الآيات بتحذيــــــــرات ربانيــة صارمة شديدة ذات وعد
ووعيد حيث قال جل جلاله :
- ولولا أن ثبتنــــــــاك لقد كدت تركن إليهـم شيئا قليلا إذا لأذقناك
ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيـــــــــــــرا .
سورة الإسراء .
قال الطبري رحمه الله : ولولا أن ثبتناك يا محمـــــد بعصمتنا إياك
عما دعاك إليه هؤلاء المشركون من الفتنة ( لقد كدت تركـــــــــن
إليهم شيئا قليلا ) يقول : لقد كدت تميـــــــــل إليهم وتطمئن شيئا
قليــــــلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر حين نزلت
هذه الآية اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين .
- وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من
العلـــــــــــــــــــــــم ما لك من الله من ولي ولا واق . سورة الرعد
قال الطبري رحمه الله : نهاه جل ثناؤه عن ترك ما أنـــــــــزل إليه
واتباع الأحزاب وتهدده على ذلك إن فعلـــه فقال : ( ولئن اتبعت )
يا محمد أهواء هؤلاء الأحزاب ورضاهم ومحبتهــــــم وانتقلت من
دينك إلى دينهم ما لك من يقيك من عذاب الله إن عذبــــــــــك على
اتباعك أهواءهم وما لك من ناصر ينصرك فيستنقـــــــــذك من الله
إن هو عاقبــــــــــــــك يقول : فاحـــــــــذر أن تتبع أهـــــــواءهم .
قال بن كثير رحمه الله : هذا وعيد لأهل العلم أن يتبعــوا سبل أهل
الضلالة بعدما صاروا إليه من سلــــــــوك السنة النبوية والمحجة
المحمديــــــــــــة على من جــــــــــاء بها أفضل الصلاة والسلام .
- ولا تركنوا إلى الذين ظلمـــــــــوا فتمسكم النار وما لكم من دون
الله من أوليـــــــــــــــــــــاء ثم لا تنصرون فيـــــــه . سورة هود .
قال الطبري رحمـــــــــــــــــــــــــــه الله : فيــــــــــه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ولا تركنوا الركون حقيقـــــــــــــــة الإستناد
والإعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به قال قتـــــادة : معناه لا
تودوهم ولا تطيعوهم .
وقال ابن جريج : لا تميلـــــوا إليهم . وقال أبو العالية : لا ترضوا
أعمالهم ...وكله متقارب . وقال ابن زيد : الركــــــون هنا الإدهان
وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم .
- فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغــــــــوا إنه بما تعملون
بصير ولا تركنـــــــــوا إلى الذين ظلموا فتمسكــــــم النار وما لكم
من دون الله من أوليـــــــــــــــــاء ثم لا تنصـــرون . سورة هود .
جاء في فتح القدير قوله : أمر سبحانـــــــه رسوله صلى الله عليه
وآله وسلم بكلمة جامعة لأنواع الطاعـة له سبحانه فقال : فاستقم
كما أمـــــرت أي كما أمرك الله فيدخـــــل في ذلك جميع ما أمره به
وجميع ما نهاه عنه لأنه قد أمره بتجنب ما نهــــــاه عنه كما أمره
بفعل ما تعبـــــــــــــــده بفعلــــــــــه وأمتــــــــــه أسوته في ذلك .
ولهذا قال : ومن تـــــــــــاب معك أي رجع من الكفـــر إلى الإسلام
وشاركك في الإيمان... وما أعظم موقع هذه الآية وأشد أمرها فإن
الإستقامة كما أمر الله لا تقوم بها إلا الأنفس المطهـــــرة والذوات
المقدســــــــــــــــــة . أهـ
إخوة الإسلام إعلموا رعاكم الله أن تـرك الولاء والبراء لخطر كبير
على الإسلام وأهله حيث أن هذا الفعل يحدث شرخا كبيــــــــرا في
عمق العقيـــــــدة وعلى إثره يسـود الشرك المغـذي تلقائيا للأديان
الكفرية كالعلمانية والرأسمالية والديمقراطية.. وغيرهــــــــــم من
الأديان الكافــــــــــــرة المزاحمـــــــــــة لديـــــــــــن الله العظيــم .
وعليه بيقى المرء ضائعا يأخذ من الدين ما يعجبـــــه ويترك ما لا
يعجبه بنفس الطريقــة التي كان يفعلها اليهود و كفار قريش زمن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نــــــزل فيهم قوله جل جلاله
في كتابه العزيز : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفــــرون ببعض فما
جزاء من يفعل ذلك منكــــم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة
يردون إلى أشد العذاب وما الله بغــــــافل عما تعملون أولئك الذين
اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهــــــــــم العذاب ولا هم
ينصـــــــــــــــــــرون . سورة البقرة
قال بن كثير رحمه الله : أن الأوس والخـــزرج وهم الأنصار كانوا
في الجاهلية عبــاد أصنام وكانت بينهم حروب كثيرة وكانت يهود
المدينة ثلاث قبائل : بنو قينقاع - وبنو النضير حلفــــــاء الخزرج
وبنو قريظة حلفاء الأوس .
فكانت الحرب إذا نشبـــــــت بينهم قاتل كل فريق مع حلفائه فيقتل
اليهودي أعداءه وقد يقتـــــــل اليهودي الآخر من الفريـــــق الآخر
وذلك حرام عليهم في دينه ونص كتابه ويخرجونهــــم من بيوتهم
وينهبون ما فيها من الأثاث والأمتعة والأمــــــــوال ثم إذا وضعت
الحرب أوزارها استفكــــــــــوا الأسارى من الفريق المغلوب عملا
بحكم التوراة لهذا قال تعالى : ( أفتؤمنــــــــــــون ببعض الكتـــاب
وتكفرون ببعض ) .
قال الطبري رحمه الله : إن الله تعالى أنــــــــــب اليهود على فعلهم
ذاك مفاداة الأسير بحكم التوراة بعدها يقتلونه بحكـــــم هواهم وما
يحملونه من ظغينة إتجاهه رغـــم أنه في حكم التوراة لا يقتل ولا
يخرج من داره ولا يظاهر عليه من يشـــــــرك بالله ويعبد الأوثان
من دونه ابتغــــــــــــاء عرض من عرض الدنيـــــــــــــــــــــــــا .
وها نحن اليوم يعاد علينا نفس المشهــــد لكن بلون جديد وتطور
في الزمان والمكان حيـــــــث نجد كثيرا من المسلمين يأخذون من
القرءآن وسنة رسول الله فقط ما يخدم مصلحـــــــة الشخص دون
بقية التشريعات والأحكام المقررة بكتاب الله فإن أنكـــرت عليـــــه
قال : يا رجل إن الدين يسر وليس عسر .
أما وإن وجد مسلما موحدا قابضا على دينه قال له : هذا تشــدد و
تطرف لا يصح لك ذلك فبشر ولا تنفر.. وغير ذلك من الكلام كثير
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيـــــــــــــم ألا إلى الله المشتكى
وعنــده الملتقى .
لقد بات ( المسلم الموحد ) : أي : المسلــــــــم المتمسك بالتوحيد
الخالص وكأنه قابض على جمرة من نار تعصف به ريــاح الغربة
عصفا حتى في داره وبين أهله لكنــه ثابث على مبادئه الربانية لا
يبيع منها ولا يساوم عليها وإن فصـــــــــل رأســـــه عن جسده .
الشيء الذي صير الكفرة والمشركين والعصاة والزنادقـــــة... لأن
ينعتونه بالمتشدد والمتطرف والأصولي والإرهابي....... وما إلى
ذلك من المسميات التي ابتدعها أعداء الإســلام لينفروا الناس من
تحقيق معنى كلمة لاإله إلا الله محمد رسول الله فيدخلـــــــــــــــون
بها الجنة آمنين .
تلكم الكلمة أيها الأحباب التي لأجلها بيعت النفــــــــــوس وسكبت
الدماء وتراكمت الجماجم فوق بعض طباقا لتعلو فوقها راية الملك
الديــــــــــــــــان .
نعم أخا العقيدة ....... نعم أخت العقيدة
ألم يحذرنا الله تعالى من مكائد الشيطان ففضح ما قاله لعنـــــه الله
قال فبعزتك لأغوينهــــــــــم أجمعيــن إلا عبادك منهم المخلصين .
سورة ص .
إحذر يا أخ العقيدة ...... إحذري أخت العقيدة
قال تعالى : ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنــــه
لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيــــــــــــم ولقد أضل
منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التي كنتـم توعدون
اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون . سورة يس
لذا اعلموا أيها المسلمون أن الطواغيت المحكميــن لغير شرع الله
هم أشد عداءا وعداوة للذين آمنوا ومشكلتهم الأساس هي مع ذاك
المؤمن المسلم الموحد حصرا دون غيره لأنه أخـــــــــــذ دينه من
منبع أصلي صافي ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله وفهــــــم سلف
الأمة ومن تبعهم بإحسان .
وعليه إخوة الإسلام إعلموا رحمني الله وإياكــم أن أساس عقيدتنا
المعزة لصاحبها والتي لأجلهــا خلقنـــا والتي قال فيهـــــا ربنـــــا
جل جلاله : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون . سورة الذاريات
تقتضي بالضرورة : العلم والعمـــــــــل
أي العلم بدين الله والعمل به ليتحقق لنا التوحيـــد الخالص لله جل
جلاله ربوبية وألوهية وأسمــــاءا وصفات لاينقص من ذلك شيء
ولا يزيد وتلك هي رحمة الإسلام ويسره وذاك هو معنى التيسيـــر
لا التعسيــــــــــــــــر .
لإن الشيء إذا نقص منـــــــه ضاع الحق من صاحبه وإذا زيد فيه
ما ليس منه كان بدعة ومهلكة ومشقة على فاعله والداعي إليه .
ومن هاهنا يترائى لنا الولاء والبراء أحـــــــــد أهم أركان وشروط
لاإلاه الا الله العلمية و العملية حيث به تسطع شمس الشهادة التي
رفض كفار قريش الإمثثال لها لما علموا من مدلولاتها اللغويـــــة
والشرعية وهم أهل لغة .
لقد علمت قريش واليهود وأحلافهم ذاك الزمـــــن أن لا إلاه إلا الله
محمد رسول الله هي عداوة للمشركين وحرب عليهــــــــم إلى يوم
الدين وبالوقت نفســــــــــــــه قانون وتشريع وسمع وطاعة وحب
للمؤمنين ومساواة بين أهل الديـــــــــــن في الحقوق والواجبـــات
لذلك ساوموا رسول الله حتى يئسوا من قبوله ثم مكروا ومكـر الله
والله خير الماكرين ثم قاتلوا رسول الله والمؤمنين فهزمهــــــم الله
أيدي أولياءه والله خير ناصرا وهو القوي المتعـــال وقضى الله في
علمه القديم أن يسود دينه ويعلوا ويستمر إلى قيام الساعة بدليـل
قول الموحى إليه صلى الله عليه وسلم فعن تميـم الداري رضي الله
عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليبلغن
هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيـــت مدر ولا وبر إلا
أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعـز الله به الإسلام
وذلاً يذل الله به الكفر " وكان تميم الداري يقول : " قد عرفت ذلك
في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد
أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية . حديث صحيـح
على شرط الشيخين .
هذا والحمد لله رب العالمين
***************
يتبع للتكملة إن شاء الله
التوحيد حق الله على العباد
الأسماء و الصفات
ومن كان من الإخوة له أي سؤال بخصوص
هذا الدرس حصرا فليتفضل مشكورا
الكــــــــاتب : أخوكـــــــــم في الله
العبد الفقيـر : حذيفــــة بن اليمان
والله أكبر
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }
http://img512.imageshack.us/img512/503/1196281512wh9bj0.gif
http://dc04.arabsh.com/i/00110/pu71xtvdkrts.gif
أعوذ بالله من الشيطان الرجيـــم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانــه
مالك الملك ذو القوة المتيــــن خالق الخلق ومدبـــر الأمر
ثم الصلاة والسلام على السراج المنيـــر قائد الصحابــــة
والمجاهدين وعلى آله وصحبه ومن سار بسنته إلى يوم
العرض واللقاء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و بعـد :...........................
نصرة لله
نصرة لدين الله
نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
نصرة لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
نصرة لصحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين
نصرة للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
نصرة للمرابطين القانتين الثابثين الزاهدين
أقدم
السلسلة العلمية المختصرة
http://img818.imageshack.us/img818/9541/500479.gif
بعنوان
ديننا الإسلام
جميع الحقوق محفوظة لكافة المسلمين
في الطباعة والنشر والتوزيع
الجزء السادس
درس اليـــــــــــــــــــــــــــــوم
التوحيد حق الله على العباد
توحيد الألوهية ( الولاء والبراء )
موعدنا اليوم أيها الأحباب الكرام مع الدرس الســادس من دروس
العقيدة المحمدية التي نزل بها الروح الأمين على قلـب محمــد بن
عبد الله الأمين صلى الله عليه وسلم
بعنوان
الــــــــــولاء والبــــــراء
هذين الكلمتين يمكننا اختصارهما في أمرين :
1 - الولاء يعني : محبة ونصرة ومساعدة.. المسلم لأخيه المسلم
أيا كان شكله أو لونه أو عرقه أو مكانته أو مكانه في العالم .. .
2 - البراء يعني : معاداة وبغض وكره المشرك والكافـــر والبراءة
منه ومن سائر أعداء الإسلام وإن كانوا آباءا أو أبنـاءا أو عشيرة
..... .
إن المسلــــــم الرومي البعيــــد أخ في الله للمسلم العربي والمسلم
الآسيوي أخ للمسلــــــم الإفريقي والمسلـــــم الأمريكي أخ للمسلم
الأوروبي ..تجب معاونته ونصرته والأخــذ بيده..... بكل ما أوتي
المؤمن من قوة واستطاعة .
بالمقابل
المشرك الكافر العربي أو الآسيــــــوي أو الإفريقي أو الأمريكي...
هوعدو بغيض للمسلمين في العالم كافة وإن كان ذا قربى .
تأصيل المسألــــــــــــــــــــــــــــة
*****************
1 _ البــــــــــــــــراء :
قال الله تعالى : قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيـــم والذين معه
إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم
وبدا بيننا وبينكــم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .
سورة الممتحنة
وقال تعالى : وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومــه إنني براء مما تعبدون
إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقيـــة في عقبه لعلهم
يرجعون . سورة الزخرف .
قال القرطبي رحمه الله : الآية نص في الأمـــــر بالإقتداء بإبراهيم
عليه السلام في فعله فالله عز وجل نهى عن موالاة الكفـــار بذكره
قصة إبراهيـــــــــــم عليه السلام وأن من سيرته التبرؤ من الكفار
فاقتدوا به وأتموا إلا في استغفاره لأبيه .
قال بن كثير رحمه الله : أمر الله تعالى عباده المؤمنيــن بمصارمة
الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم .
قال البغوي رحمه الله : أمر حاطبا والمؤمنيــــن بالإقتداء بإبراهيم
عليه الصلاة والسلام والذين معه من المؤمنيـــــــن في التبرؤ من
المشركين .
جاء في البحر المحيط : النهي عن موالاة الكفــــــار والتودد إليهم
وأضاف في قوله : ( عدوي ) تغليظا لجرمهــــــــم وإعلاما بحلول
عقاب الله بهم والعدو ينطلق على الواحد وعلى الجمع .
بين تعالى هذا التأسي المطلوب وذلك بقوله : إذ قالوا لقومهــم إنا
إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ..... .
فالتأسي هنا في ثلاثة أمور :
أولا : التبرؤ منهم ومما يعبدون من دون الله .
ثانيا : الكفر بهم .
ثالثا : إبداء العداوة والبغضاء وإعلانها وإظهارها أبدا إلى الغايــة
المذكورة حتى يؤمنــوا بالله وحده وهذا غاية في القطيعة بينهم و
بين قومهم وزيادة عليها إبداء العداوة والبغضاء أبـدا والسبب في
ذلك هو الكفر فإذا آمنوا بالله وحده انتفى كل ذلك بينهم .
في مقابل ما سلف
2 _ الــــــــــــــــــــولاء :
قال الله تعالى في الذكر الحكيــــم : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم
أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمـــــــون
الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهــــــم
الله إن الله عزيز حكيم . سورة التوبة
وقال أيضا : ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافريـن لا مولى
لهم . سورة محمد .
وقــــــــال أيضا : الله ولي الذيـــــــــن آمنـــــــــــوا . سورة البقرة
وقال أيضا : وأولوا الأرحام بعضهـــــــم أولى ببعض في كتاب الله
من المؤمنين والمهاجرين . ( سورة الأحزاب ) .
وقال أيضا : إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهـم
في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهـــم أولياء بعض .
( سورة الأنفال ) .
جاء في فتح الباري بشـــــرح صحيح البخاري : عن أبي بردة عن
أبيه أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المؤمــــــــن
للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعـــــــه وكان
النبي صلى الله عليـــــــه وسلم جالسا إذ جاء رجل يسأل أو طالب
حاجة أقبل علينا بوجهـــه فقال اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على
لسان نبيه ما شاء .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلـــــــم لا يظلمه
ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فـرج
عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر
مسلما ستره الله يوم القيامة . ( رواه البخاري ) .
قال ابن كثير رحمــــــه الله : لما ذكر الله تعالى صفــــات المنافقين
الذميمة عطف بذكر صفات المؤمنين المحمودة فقال : ( بعضهـــم
أولياء بعض ) أي : يتناصرون ويتعاضدون . أهـ
إخوة الإسلام إعلموا رحمكم الله أن اليهــــود والنصارى وأعوانهم
من الحكام العرب المستعمرين لديار المسلمين قهرا بقوة الحديـــد
والنار لا يجدون أي مشكلة مع ( المسلم بالهوية ) .
معنى المسلم بالهوية أي : المسلــــم المقتصر على أداء بعض من
الفرائض التعبدية الخاصة به كالصلاة والصيام والحج........ وما
شابه دون تحقيق أعمدة الإسلام الأساسية المتمثلـــة في الحكــــم
بشرع الله والتحاكم إليه والبحث عن دينه وإعتماد الولاء والبـراء
بنصرة المسلمين ومحبتهـــــم ومن ثم عداوة المشركين وتركهم .
لأنهم يعلمون يقينا أن هذا الجزء من الإسلام المنحصر بيـن البيت
والمسجد لن يشكل أبدا أي تهديد على مصالح فراعنــــة العصر و
طواغيتـــــــــــــــه .
هذا الجزء من الإسلام كان مرضيا عنه حتى في زمن كفـار قريش
بل وعرضــــــــــوا لأجله الأموال والذهب والرياسة وكافة صنوف
الشهــــــــوات الدنيويــــــة لكن يأبى الله إلا أن يتـم نوره ولو كره
المشركون فما لبث النبي صلى الله عليه وسلم حتى نــــزلت عليه
الآيات تلو الآيات بتحذيــــــــرات ربانيــة صارمة شديدة ذات وعد
ووعيد حيث قال جل جلاله :
- ولولا أن ثبتنــــــــاك لقد كدت تركن إليهـم شيئا قليلا إذا لأذقناك
ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيـــــــــــــرا .
سورة الإسراء .
قال الطبري رحمه الله : ولولا أن ثبتناك يا محمـــــد بعصمتنا إياك
عما دعاك إليه هؤلاء المشركون من الفتنة ( لقد كدت تركـــــــــن
إليهم شيئا قليلا ) يقول : لقد كدت تميـــــــــل إليهم وتطمئن شيئا
قليــــــلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر حين نزلت
هذه الآية اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين .
- وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من
العلـــــــــــــــــــــــم ما لك من الله من ولي ولا واق . سورة الرعد
قال الطبري رحمه الله : نهاه جل ثناؤه عن ترك ما أنـــــــــزل إليه
واتباع الأحزاب وتهدده على ذلك إن فعلـــه فقال : ( ولئن اتبعت )
يا محمد أهواء هؤلاء الأحزاب ورضاهم ومحبتهــــــم وانتقلت من
دينك إلى دينهم ما لك من يقيك من عذاب الله إن عذبــــــــــك على
اتباعك أهواءهم وما لك من ناصر ينصرك فيستنقـــــــــذك من الله
إن هو عاقبــــــــــــــك يقول : فاحـــــــــذر أن تتبع أهـــــــواءهم .
قال بن كثير رحمه الله : هذا وعيد لأهل العلم أن يتبعــوا سبل أهل
الضلالة بعدما صاروا إليه من سلــــــــوك السنة النبوية والمحجة
المحمديــــــــــــة على من جــــــــــاء بها أفضل الصلاة والسلام .
- ولا تركنوا إلى الذين ظلمـــــــــوا فتمسكم النار وما لكم من دون
الله من أوليـــــــــــــــــــــاء ثم لا تنصرون فيـــــــه . سورة هود .
قال الطبري رحمـــــــــــــــــــــــــــه الله : فيــــــــــه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ولا تركنوا الركون حقيقـــــــــــــــة الإستناد
والإعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به قال قتـــــادة : معناه لا
تودوهم ولا تطيعوهم .
وقال ابن جريج : لا تميلـــــوا إليهم . وقال أبو العالية : لا ترضوا
أعمالهم ...وكله متقارب . وقال ابن زيد : الركــــــون هنا الإدهان
وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم .
- فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغــــــــوا إنه بما تعملون
بصير ولا تركنـــــــــوا إلى الذين ظلموا فتمسكــــــم النار وما لكم
من دون الله من أوليـــــــــــــــــاء ثم لا تنصـــرون . سورة هود .
جاء في فتح القدير قوله : أمر سبحانـــــــه رسوله صلى الله عليه
وآله وسلم بكلمة جامعة لأنواع الطاعـة له سبحانه فقال : فاستقم
كما أمـــــرت أي كما أمرك الله فيدخـــــل في ذلك جميع ما أمره به
وجميع ما نهاه عنه لأنه قد أمره بتجنب ما نهــــــاه عنه كما أمره
بفعل ما تعبـــــــــــــــده بفعلــــــــــه وأمتــــــــــه أسوته في ذلك .
ولهذا قال : ومن تـــــــــــاب معك أي رجع من الكفـــر إلى الإسلام
وشاركك في الإيمان... وما أعظم موقع هذه الآية وأشد أمرها فإن
الإستقامة كما أمر الله لا تقوم بها إلا الأنفس المطهـــــرة والذوات
المقدســــــــــــــــــة . أهـ
إخوة الإسلام إعلموا رعاكم الله أن تـرك الولاء والبراء لخطر كبير
على الإسلام وأهله حيث أن هذا الفعل يحدث شرخا كبيــــــــرا في
عمق العقيـــــــدة وعلى إثره يسـود الشرك المغـذي تلقائيا للأديان
الكفرية كالعلمانية والرأسمالية والديمقراطية.. وغيرهــــــــــم من
الأديان الكافــــــــــــرة المزاحمـــــــــــة لديـــــــــــن الله العظيــم .
وعليه بيقى المرء ضائعا يأخذ من الدين ما يعجبـــــه ويترك ما لا
يعجبه بنفس الطريقــة التي كان يفعلها اليهود و كفار قريش زمن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نــــــزل فيهم قوله جل جلاله
في كتابه العزيز : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفــــرون ببعض فما
جزاء من يفعل ذلك منكــــم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة
يردون إلى أشد العذاب وما الله بغــــــافل عما تعملون أولئك الذين
اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهــــــــــم العذاب ولا هم
ينصـــــــــــــــــــرون . سورة البقرة
قال بن كثير رحمه الله : أن الأوس والخـــزرج وهم الأنصار كانوا
في الجاهلية عبــاد أصنام وكانت بينهم حروب كثيرة وكانت يهود
المدينة ثلاث قبائل : بنو قينقاع - وبنو النضير حلفــــــاء الخزرج
وبنو قريظة حلفاء الأوس .
فكانت الحرب إذا نشبـــــــت بينهم قاتل كل فريق مع حلفائه فيقتل
اليهودي أعداءه وقد يقتـــــــل اليهودي الآخر من الفريـــــق الآخر
وذلك حرام عليهم في دينه ونص كتابه ويخرجونهــــم من بيوتهم
وينهبون ما فيها من الأثاث والأمتعة والأمــــــــوال ثم إذا وضعت
الحرب أوزارها استفكــــــــــوا الأسارى من الفريق المغلوب عملا
بحكم التوراة لهذا قال تعالى : ( أفتؤمنــــــــــــون ببعض الكتـــاب
وتكفرون ببعض ) .
قال الطبري رحمه الله : إن الله تعالى أنــــــــــب اليهود على فعلهم
ذاك مفاداة الأسير بحكم التوراة بعدها يقتلونه بحكـــــم هواهم وما
يحملونه من ظغينة إتجاهه رغـــم أنه في حكم التوراة لا يقتل ولا
يخرج من داره ولا يظاهر عليه من يشـــــــرك بالله ويعبد الأوثان
من دونه ابتغــــــــــــاء عرض من عرض الدنيـــــــــــــــــــــــــا .
وها نحن اليوم يعاد علينا نفس المشهــــد لكن بلون جديد وتطور
في الزمان والمكان حيـــــــث نجد كثيرا من المسلمين يأخذون من
القرءآن وسنة رسول الله فقط ما يخدم مصلحـــــــة الشخص دون
بقية التشريعات والأحكام المقررة بكتاب الله فإن أنكـــرت عليـــــه
قال : يا رجل إن الدين يسر وليس عسر .
أما وإن وجد مسلما موحدا قابضا على دينه قال له : هذا تشــدد و
تطرف لا يصح لك ذلك فبشر ولا تنفر.. وغير ذلك من الكلام كثير
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيـــــــــــــم ألا إلى الله المشتكى
وعنــده الملتقى .
لقد بات ( المسلم الموحد ) : أي : المسلــــــــم المتمسك بالتوحيد
الخالص وكأنه قابض على جمرة من نار تعصف به ريــاح الغربة
عصفا حتى في داره وبين أهله لكنــه ثابث على مبادئه الربانية لا
يبيع منها ولا يساوم عليها وإن فصـــــــــل رأســـــه عن جسده .
الشيء الذي صير الكفرة والمشركين والعصاة والزنادقـــــة... لأن
ينعتونه بالمتشدد والمتطرف والأصولي والإرهابي....... وما إلى
ذلك من المسميات التي ابتدعها أعداء الإســلام لينفروا الناس من
تحقيق معنى كلمة لاإله إلا الله محمد رسول الله فيدخلـــــــــــــــون
بها الجنة آمنين .
تلكم الكلمة أيها الأحباب التي لأجلها بيعت النفــــــــــوس وسكبت
الدماء وتراكمت الجماجم فوق بعض طباقا لتعلو فوقها راية الملك
الديــــــــــــــــان .
نعم أخا العقيدة ....... نعم أخت العقيدة
ألم يحذرنا الله تعالى من مكائد الشيطان ففضح ما قاله لعنـــــه الله
قال فبعزتك لأغوينهــــــــــم أجمعيــن إلا عبادك منهم المخلصين .
سورة ص .
إحذر يا أخ العقيدة ...... إحذري أخت العقيدة
قال تعالى : ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنــــه
لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيــــــــــــم ولقد أضل
منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التي كنتـم توعدون
اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون . سورة يس
لذا اعلموا أيها المسلمون أن الطواغيت المحكميــن لغير شرع الله
هم أشد عداءا وعداوة للذين آمنوا ومشكلتهم الأساس هي مع ذاك
المؤمن المسلم الموحد حصرا دون غيره لأنه أخـــــــــــذ دينه من
منبع أصلي صافي ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله وفهــــــم سلف
الأمة ومن تبعهم بإحسان .
وعليه إخوة الإسلام إعلموا رحمني الله وإياكــم أن أساس عقيدتنا
المعزة لصاحبها والتي لأجلهــا خلقنـــا والتي قال فيهـــــا ربنـــــا
جل جلاله : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون . سورة الذاريات
تقتضي بالضرورة : العلم والعمـــــــــل
أي العلم بدين الله والعمل به ليتحقق لنا التوحيـــد الخالص لله جل
جلاله ربوبية وألوهية وأسمــــاءا وصفات لاينقص من ذلك شيء
ولا يزيد وتلك هي رحمة الإسلام ويسره وذاك هو معنى التيسيـــر
لا التعسيــــــــــــــــر .
لإن الشيء إذا نقص منـــــــه ضاع الحق من صاحبه وإذا زيد فيه
ما ليس منه كان بدعة ومهلكة ومشقة على فاعله والداعي إليه .
ومن هاهنا يترائى لنا الولاء والبراء أحـــــــــد أهم أركان وشروط
لاإلاه الا الله العلمية و العملية حيث به تسطع شمس الشهادة التي
رفض كفار قريش الإمثثال لها لما علموا من مدلولاتها اللغويـــــة
والشرعية وهم أهل لغة .
لقد علمت قريش واليهود وأحلافهم ذاك الزمـــــن أن لا إلاه إلا الله
محمد رسول الله هي عداوة للمشركين وحرب عليهــــــــم إلى يوم
الدين وبالوقت نفســــــــــــــه قانون وتشريع وسمع وطاعة وحب
للمؤمنين ومساواة بين أهل الديـــــــــــن في الحقوق والواجبـــات
لذلك ساوموا رسول الله حتى يئسوا من قبوله ثم مكروا ومكـر الله
والله خير الماكرين ثم قاتلوا رسول الله والمؤمنين فهزمهــــــم الله
أيدي أولياءه والله خير ناصرا وهو القوي المتعـــال وقضى الله في
علمه القديم أن يسود دينه ويعلوا ويستمر إلى قيام الساعة بدليـل
قول الموحى إليه صلى الله عليه وسلم فعن تميـم الداري رضي الله
عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليبلغن
هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيـــت مدر ولا وبر إلا
أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعـز الله به الإسلام
وذلاً يذل الله به الكفر " وكان تميم الداري يقول : " قد عرفت ذلك
في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد
أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية . حديث صحيـح
على شرط الشيخين .
هذا والحمد لله رب العالمين
***************
يتبع للتكملة إن شاء الله
التوحيد حق الله على العباد
الأسماء و الصفات
ومن كان من الإخوة له أي سؤال بخصوص
هذا الدرس حصرا فليتفضل مشكورا
الكــــــــاتب : أخوكـــــــــم في الله
العبد الفقيـر : حذيفــــة بن اليمان
والله أكبر
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }
http://img512.imageshack.us/img512/503/1196281512wh9bj0.gif
http://dc04.arabsh.com/i/00110/pu71xtvdkrts.gif