المعالم الإسلامية والمسيحية واليهودية بمدينة القدس

[السعيد شويل]

المعالم الإسلامية والمسيحية واليهودية بمدينة القدس
************************************************** **********************************************
...........
المعالم الإسلامية بالمدينة
مدينة القدس .. وضع الله على ثراها وأرضها المسجد الأقصى أو الحرم القدسى الشريف ..
...
وبعد الفتح الإسلامى .. أحاط المسلمون المدينة وأحاطوا المسجد الاقصى بسور حجرى قوى البنيان عظيم الأبراج والأركان ..
وجعلوا لسور المدينة سبعة أبواب وأربعة وثلاثون برجاً .. ولسور المسجد خمسة عشر باباً ..
...
وقاموا .. بحفر خندق حول المدينة يحيط بها من جميع جهاتها للدفاع عنها وحمايتها وعدم انتهاك حرمتها ..
وأنشأوا : برجاً للساعة .. وقاموا بتجديد وعمارة قلعة القدس ..
قلعة القدس .. وهى القلعة التى أقامها الكنعانيون لتكون بوابة الدخول إلى المدينة . جعلها الخلفاء قلعة منيعة ذات أبراج حصينة
وقاموا ببناء وتشييد مسجد بها ( قام اليهود بتحويلها إلى متحف وأطلقوا عليها اسم " قلعة داود " وعلى مئذنة مسجدها اسم " برج داود " )
برج الساعة .. أنشأه خلفاء المسلمين أعلى باب الخليل بارتفاع ثلاثة عشر متراً وجعلوه تحفة معمارية جميلة ..
واستغرق بناؤه عدة سنوات وكان يضم أربع ساعات من مختلف الجهات ..
( قام الصليبيون أثناء احتلالهم للمدينة بردم الخندق .. وهدم برج الساعة وإزالة آثاره . وقيل تم نقله إلى بريطانيا)
...........
وشيّد المسلمون بالمدينة جوامع ومساجد عديدة .. منها :
المسجد العمرى .. وهو مسجد الفاروق الذى صلى فى موضعه سيدنا عمر بن الخطاب . وهو من أقدم المساجد بالمدينة .
مسجد النبى داود .. ويوجد بالقرب من باب النبى داود . قيل أن به مقام النبى داود . وقد تم تشييده على ربوة مرتفعة ذات أقواس فخمة وأعمدة ضخمة .
يشتمل على عدة قاعات وساحات . وبه جزء يسمى " كنيسة الخضر أو كنيسة الحواريين " قيل أنها موضع المائدة التى أنزلها الله من السماء إلى الحواريين النصارى
بعد إيمانهم وتصديقهم برسالة المسيح عيسى عليه السلام والتى يسمونها " العشاء الأخير " .

كما شيد المسلمون : مسجد أبو بكر الصديق . ومسجد عثمان بن عفان . ومسجد مصعب بن عمير . ومسجد قلاوون المنصورى .
والجامع الأزرق . والمسجد اليعقوبى . ومسجد ولى الله محارب . ومسجد القيمرى . ومسجد الشيخ ريحان . ومسجد المأذنة الحمراء .
وغيرها من المساجد والجوامع ..

وبالمدينة مقابر لبعض الصحابة والتابعين وشهداء المسلمين . وأسواق وحارات مازالت بمعالمها الإسلامية الأثرية التليدة ..
...........
وقام الخلفاء بعمارة وتجديد : بئر أيوب . وعين سلوان ..
بئر أيوب : قام صلاح الدين الأيوبى بتجديده لسقيا أهل قرية سلوان وما يجاورها من بلدان ..
وهذا البئر قيل أنه هو الذى ركض فيه سيدنا أيوب عليه السلام برجله حين كان مريضاً فكان له مغتسل وشراب .
يقول عز وجل : { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ }
ماؤه عذب وبارد وغوره بعيد يفور ويفيض فى فصل الشتاء ويسيح على سفح وجه الأرض ..
يقول عنه مجير الدين الحنبلى فى كتابه " الأُنس الجليل بتاريخ القدس والخليل " : ( فى كل سنة عند قوة الشتاء وكثرة الأمطار يفور الماء منها
حتى يصير كالنهر الجارى ويسيح إلى مسافة بعيدة ويستمر على هذه الحال عدة أيام كالشهر ونحوه وهو من العجائب )
عين سلوان : ماؤها يشبه ماء زمزم يخرج من باطن الأرض ومن الصخر الصلد منذ آلاف السنين .
توجد على بعد ثلاثمائة متر من سور المسجد الأقصى الشريف ..
كانت تسمى " عين العذراء " لما ورد أن السيدة مريم غسلت بمائها ملابس المسيح عيسى عليه السلام .
وتسمى " عين أم الدرج " حيث يتم النزول إليها عبر سبعة عشر درَجة ليُرى تدفق الماء من صخرها ..
وكانت تقوم بسقيا أهل قرية سلوان وسقيا البساتين التى أوقفها سيدنا عثمان رضى الله عنه للمسلمين ..
المعالم المسيحية بالمدينة
تخليداً للمواضع والأماكن التى هبطت بها الملائكة والتى ولد ونزل بها المسيح عيسى والسيدة مريم عليهما السلام :
شيد النصارى بمدينة القدس كنائس كثيرة وعديدة ( قديماً وحديثاً ) ..
من أهم هذه الكنائس :
كنيسة القديسة حنة أو كنيسة سانت آن : توجد ما بين باب حطة وباب الأسباط .والقديسة حنة هى زوجة عمران ( ويطلق عليها القديسة آن )
وقد تم بناؤها فى الموضع الذى ولدت فيه زوجة عمران إبنتها السيدة مريم عليها السلام .. وكانت تسمى قديماً ب " كنيسة مريم البتول "
.
كنيسة المهد .. وتوجد " بمدينة بيت لحم " التى تبعد عن مدينة القدس حوالى تسعة أو عشرة كيلو متر تقريباً .
وهى من الكنائس الأثرية القديمة .. بداخلها مغارة تسمى " مغارة الميلاد " قيل أنها موضع ولادة المسيح عيسى عليه السلام .
وقيل .. أن مولد المسيح كان بالمسجد الأقصى بالزاوية الجنوبية الشرقية .. وفى الموضع المسمى " قبة مهد عيسى" .
وهذه القبة وصفها الرحالة والمؤرخون فى كتبهم باسم " مهد عيسى ومسجده " ..
يقول المقدسى فى كتابه " أحسن التقاسيم فى معرفة الأقاليم " :
( وقبة مهد عيسى ومسجده محمولة على أربعة أعمدة تحتها حوض حجرى يسمى مهد النبى عيسى
وأمام الحوض محراب حجرى بسيط التجويف أرضيته مفروشة بالبلاط الحجرى يقال أنه مكان تعبد السيدة مريم عليها السلام )
.
كنيسة البشارة ( الخاصة بطائفة الكاثوليك ) : توجد " بمدينة الناصرة " التى تبعد عن مدينة القدس حوالى حوالى تسعون أو مائة كيلو متر تقريباً ..
شيدت فى موضع البيت الذى نشأت فيه السيدة مريم والذى ظهر فيه الوحى الأمين سيدنا جبريل وبشرها بولادة المسيح عيسى عليهم السلام .
كنيسة البشارة ( الخاصة بطائفة الأرثوذكس ) : وتوجد أيضاً " بمدينة الناصرة " بنيت حول عين ماء كانت السيدة مريم تستقى الماء منها فأتاها
سيدنا جبريل وبشرها بمولد المسيح . ولهذا يطلق عليها " كنيسة الملاك جبريل " ..
.
كنيسة القيامة : توجد فى مواجهة المسجد العمرى أو مسجد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ..
ويُطلق عليها اسم " كنيسة القبر المقدس" .. يرِدها كافة الطوائف المسيحية لاعتقادهم أنها موضع القبر المقدس الذى قتل وصلب ودفن فيه المسيح عيسى عليه السلام
وأنه قام من موضعها من موته وصعد إلى السماء .
تم بناؤها وتشييدها فى عهد الملك قسطنطين فى مكان يسمى تل الجلجثة أو تل الجلجلة أو تل الجمجمة ..
حيث توجهت أم الملك "هيلانة الحرانية " إلى مدينة القدس للبحث عن موضع قتل وصلب المسيح وموضع رفعه فعثرت فى تل الجلجثة أو تل الجلجلة على خشبة زعمت
أنها هى الخشبة التى صلب عليها سيدنا عيسى عليه السلام فعظمتها وغشّتها بالذهب واللآلىء وأمرت ببناء كنيسة فى موضع عثورها عليها وقامت بتسميتها ب " كنيسة القيامة "
وأمرت بزخرفتها وتزيينها ووضع التصاوير بها وبناء " قبر فارغ " فيها بدعوى أنه موضع القبر المقدس الذى قام منه المسيح من موته وصعد إلى السماء .
.
كنيسة نياحة العذراء : وتسمى " كنيسة رقاد السيدة العذراء " مجاورة لباب النبى داود . شيدت فى موضع وفاة
السيدة مريم وبداخلها مغارة مقامة على أعمدة رخامية وفى وسطها اسطوانة حجرية وصورة للسيدة مريم وهى نائمة على فراش الموت .
كنيسة الجيسمانية أو الجثمانية : تسمى " كنيسة كل الأمم " حيث اشترك وأسهم فى بنائها دولاً صليبية عديدة . وتوجد فوق صخرة الآلام على سفح جبل الزيتون .
زعموا أن موضعها يمثل اللحظات الأخيرة للمسيح التى جلس فيها متأملاً متفكراً بأن اليهود سوف يأتون إليه للقبض عليه لمساءلته ومحاكمته فشعر حينها بالأسى والحزن وصلى وبكى ..
كنيسة حبس المسيح : وتسمى " كنيسة الجلد " قالوا أنها موضع مساءلة المسيح والحكم عليه بحبسه وجلده ..
كنيسة أوجاع العذراء : توجد فى حارة الواد قالوا بأنها موضع التقاء السيدة مريم بسيدنا عيسى أثنا سيره بطريق الآلام .
كنيسة القديسة فيرونيكا : قالوا أن موضعها هو الذى مسحت فيه " القديسة فيرونيكا " وجه المسيح عليه السلام أثناء اقتياد اليهود له فى رحلة عذابه بطريق الآلام ..
كنيسة الصعود : بنيت على شكل دائرى على قمة سفح جبل الزيتون . قالوا أنها موضع الربوة التى رفع الله منها سيدنا عيسى إلى السماء .
حيث زعموا أنه بعد قتل وصلب المسيح بعثه الله من موته وعادت إليه الحياة . وبعد أربعين يوماً قامت قيامته وصعد من هذا الموضع إلى السماء .
وأرسل روحه "روح القدس " لكى تحل محله لدى تلاميذه ( حوارييه ) ..
.
كنيسة مريم المجدلية : قالوا أن مريم المجدلية هى أول من رأت المسيح بعد أن عادت إليه الحياة .. وتعرف باسم" الكنيسة الروسية " .
بنيت على شكل بصلى وقبابها ذهبية أمر ببنائها أحد القياصرة الروس على منحدر من جبل الزيتون ..
كنيسة الثلاث مريْمات : والمريْمات الثلاث اللاتى يقصدونهن هن : ( السيدة مريم عليها السلام . والسيدة مريم أم سيدنا يعقوب . ومريم المجدلية )
وهى كنيسة خاصة بطائفة الأرمن . قالوا أن المسيح عيسى قد ظهر فى موضعها بعد قتله وصلبه وطلب من المريمات الثلاث
أن يقمن بإبلاغ تلاميذه " حوارييه " بالتوجه إليه بمدينة الجليل للقائه حيث أنه قام من موته وعادت إليه الحياة ..
المعالم اليهودية بالمدينة
اليهود ليس لهم أية معالم بمدينة القدس .. سوى مقبرة توجد ما بين سلوان والطور .
حيث أذِن المسلمون لهم ولمن كان يقطن منهم بالمدينة بدفن موتاهم فيها ( وكانوا لايتعدوا حينئذ بضع من المئات ) ..
وبعد الإحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية .. جاء اليهود مهاجرين من مختلف الدول ومن كل مكان وقاموا بالإستيطان
وطمسوا الكثير من المقدسات الإسلامية وأزالوا معالمها لمحو عبق التاريخ الإسلامى والمجد الراسخ والشامخ للأمة الإسلامية ..
مثل :
قلعة القدس : اغتصبوها وحولوها إلى متحف وأطلقوا عليها اسم " قلعة داود " وعلى مئذنة مسجدها اسم " برج داود " .
ومسجد النبى داود : اغتصبوه وأزالوا منه الآيات القرآنية والكتابات الإيمانية واستبدلوها بكتابات عبرية وحولوه إلى كنيس يهودى.
ومازالت مئذنته باسقة شامخة ..
كنيس الخراب : قاموا بتشييده ( حديثاً ) مجاوراً وملاصقاً للمسجد العمرى ومواجهاً لكنيسة القيامة ..
حيث زعموا أن موضعه كان مكاناً لأحد الأديرة القديمة يسمى " دير الأشكناز " .
وأنه قد تم هدمه فى سالف العصور والأزمان وأنهم يقومون بإعادة بنائه بعد خرابه ولهذا أطلقوا عليه اسم " كنيس الخراب " ..
.
حائط البراق بالمسجد الأقصى : توهموا أنه الأثر الباقى من الهيكل الذى قام الملك سليمان ببنائه ( سيدنا سليمان عليه السلام ) وأطلقوا عليه اسم " حائط المبكى " .
يأتون إليه ويقفون أمامه ينتحبون بالعويل والبكاء على ما أصابه من تدمير وإحراق على يد البابليون والرومان ويتخذون من ساحته التى قاموا بتشريد أهلها
وتدمير بيوتهم منطلقاً لتنقيبهم وحفرهم للبحث عن سراب وهمهم وما يسمونه بهيكل سليمان .
ويتوهمون أنهم فى حالة عثورهم على أى أثر أو جزء منه سوف يصبحون مملكة لاتهزم وأنه سيجلب النصر لهم أينما كانوا
لاعتقادهم أنه كان سبب نصرة قومهم على قوم جالوت وجنده .
ويوهمون الصليبيين أنه بعثورهم على أى أثر منه فإن المسيح عيسى سيظهر وينزل ويتولى هو بناء الهيكل .
.
الحرم الإبراهيمى بمدينة الخليل : ادّعوا تصديقهم واتباعهم لخليل الله سيدنا إبراهيم وسيدنا إسحق وسيدنا يعقوب عليهم السلام .
وقاموا بنجسهم ورجسهم بتدنيس مثواهم وتدنيس الحرم الشريف ..
..........
************************************************** **********************************************
سعيد شويل