ابن النعمان
2011-02-10, 02:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اولا الاضطهاد المسيحى للمسيحين
إذا كانت المسيحية ]نقلا عن كتاب مناظرة بين الاسلام والمسيحية[ قد ابتدعت أشياء لا يرضى عنها المسيحيون الحقيقيون كألوهية المسيح ، والتثليث ، والصلب والفداء ، وما إلى ذلك ، فقد بدأ صراع جديد اعتبُر فيه المسيحيون الحقيقيون متمردين ، وأوقعت بهم المسيحية الإغريقية أو مسيحية بولس ، ألوانًا من العنت والاضطهاد واستمرت الكنيسة في تفريخ البدع ، وترويج الخرافات كالعشاء الرباني ، وصكوك الغفران !!
ووجد من المسيحيين من يعارض هذه الخرافات ، فووجه بقسوة لا نظير لها ، ووحشية تشمئز منها النفوس!
وسألمُّ في هذه العجالة ببعض الصور من هذا العنت والاضطهاد الذي أنزله المسيحيون بإخوانهم المسيحيين .
في القرن الرابع الميلادي ، عارض ( آريوس ) القول بألوهية المسيح مما دعا إلى عقد (مجمع نيقية) عام 325 م .
وقرر هذا المجمع إدانة آريوس ، وإحراق كتاباته وتحريم إقتنائها وخلع أنصاره من وظائفهم ونفيهم والحكم بإعدام كل من أخفى شيئًا من كتابات آريوس وأتباعه .
وفي عهد تيودوسيوس سنة 395 م ، ظهرت لأول مرة (محكمة التفتيش) .
وتم تنظيمها فيما بعد في القرن الثاني عشر ، وكان أعضاؤها من الرهبان ، وكانت وظيفتهم اكتشاف المخالفين في العقيدة ، ولهم سلطان كبير فلا يسألون عما يفعلون .
وتاريخ محكمة التفتيش هو تاريخ الاضطهاد الديني في أقسى صوره ، وقتل حرية الفكر بأبشع أسلوب .
ومن أشد أساليبها انحرافًا ، أنها نادت بضرورة أن ينهى كل إنسان -في غير ما تواطؤ ، أو تباطؤ- ما يصل إلى سمعه أو علمه من أخبار الملحدين ، وهددت من يتوانى في ذلك بعقوبات صارمة في الدنيا والآخرة ، فانتشر بسبب ذلك (القرار الإرهابي) نظام التجسس حتى بين أفراد الأسرة الواحدة !!
وفي القرون التالية كثر صرعى هذا النظام ، وتعرض للشنق والإحراق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنسية وكهنتها هراطقة .
وكثيرًا ما كانت الكنسية تلجأ إلى الإعدام البطيء مبالغة في التعذيب ، إذ كانت تسلط الشموع على جسم الضحية ، وتخلع أسنانه كما فعل ببنيامين كبير أساقفه مصر ، لأنه رفض الخضوع لقرارات مجمع (خلقيدونية) الذي يرى أن للمسيح طبيعتين ، إلهية وإنسانية .
وكان الإعدام يسبق بصورة بشعة من التعذيب كالكي بالنار والضرب المبرح ، لعل المتهم يعترف أو يقر ، فإن لم يعترف قتل .
وكان شعار المحاكمات : المتهم مجرم حتى تثبت براءته .
وليس المتهم بريء حتى تثبت إدانته .
وإذا اعترف المتهم بجريمته استمر تعذيبه قبل القضاء عليه لعله يعترف بأسماء أنصاره وشركائه .
وكانت القوانين تقضي أن يحمل الأبناء والأحفاد تبعة الجرم الذي يتهم به الأباء .
في الإصحاح العشرين من سفر التثنية (عدد 10 وما بعده) :
(حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح ، وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك ، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمة فتغتنمها لنفسك ، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة عنك جدًّا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منها نسمة ما ، بل تحرمها تحريمًا ، الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك ، لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم " .
فظهر من هذا النص (المقدس- طبعًا!!) أن الله أمر بأن يقتل بحد السيف كل ذي حياة من ذكور وإناث وأطفال الشعوب الستة :
1- الحثيين . 2- والأموريين . 3- والكنعانيين . 4- والفرزيين . 5- والحويين . 6- واليبوسيين .
وأمر فيما عداهم بأن يدعو : أولًا : إلى الصلح ، فإن رضوا به ، وقبلوا الطاعة والخضوع وأداء الجزية ، فبها .
ثانيًا : وإن لم يرضوا ، يحاربوا .
ثالثًا : فإذا تم الظفر بهم ، يقتل كل ذكر منهم بحد السيف ، وتسبى نساؤهم وأطفالهم ، وتنهب دوابهم وأموالهم ، وتقسم على المحاربين .
وهكذا يفعل بكل الشعوب البعيدة عن الشعوب الستة .
وفي الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الخروج (عدد 22 وما بعده) :
" فإن ملاكي يسير أمامك ويجيء بك إلى الأموريين والحثيين والفرزيين والكنعانيين والحويين واليبوسيين فأبيدهم ، لا تسجد لآلهتهم ولا تعبدها ولا تعمل كأعمالهم بل تبيدهم وتكسر أنصابهم " .
وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر الخروج (عدد 11 وما بعده) جاء أيضًا- في شأن هؤلاء الشعوب الستة :
" احفظ ما أنا موصيك اليوم . ها أنا طارد من قدامك الأموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، احترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخًا في وسطك بل تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم " .
وفي الإصحاح الثالث والثلاثين من سفر العدد (عدد 50 وما بعده) :
" وكلم الرب موسى في عربات موآب على أردن أريحا قائلًا : كلم بني إسرائيل وقل لهم : إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم ، تملكون وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها وتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم ، الكثير تكثرون له نصيبه ، والقليل تقللون له نصيبه . حيث خرجت له القرعة فهناك يكون له . حسب أسباط آبائكم تقتسمون . وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا في أعينكم ومناخس في جوانبكم ، ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها . فيكون أني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم " .
وفي الإصحاح السابع من سفر التثنية (عدد 1 وما بعده) :
(متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتملكها وطرد شعوبًا كثيرة من أمامك الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، سبع شعوب أكثر وأعظم منك . ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم ، لا تقطع لهم عهدًا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم ، بنتك لا تعط لابنه وبنته لا تأخذ لابنك ؛ لأنه يرد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعًا ، ولكن هكذا تفعلون بهم ؟ تهدمون مذابحهم ، وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم ، وتحرقون تماثيلهم بالنار ؟ لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك " .
فنعلم من هذا النص (المقدس- طبعًا ! !) أن الله أمر بإهلاك كل ذي حياة من الأمم السبع ، وعدم الشفقة عليهم ، وعدم إبرام أي معاهدة معهم ، وتخريب مذابحهم ، وتكسير أصنامهم ، وإحراق أوثانهم ، وتقطيع سواريهم ، وطالب بإهلاكهم ، وشدد في ذلك تشديدًا بليغًا ، حتى قال لهم إن لم ينفذوا : " إني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم " .
ثم إن هناك ملاحظة -ليست عابرة- تتعلق بعدد هؤلاء الأمم والشعوب . . لقد قال النص عنهم إنهم " أكثر وأعظم منك " .
ولكي نقف على إحصاء تقريبي لعدد هؤلاء الشعوب ، نقول :
قد ثبت في الإصحاح الأول من سفر العدد ، أن عدد بني إسرائيل الذين كانوا صالحين لمباشرة الحروب ، وكانوا أبناء عشرين سنة فما فوقها ، هو 550 ، 603 رجلًا .
وإن اللاويين الذين لم يبلغوا عشرين سنة خارجون عن هذا العدد .
ولو أخذنا عدد جميع بني إسرائيل ، وضممنا المتروكين والمتروكات كلهم إلى المعدودين لبلغ العدد ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون .
يقول ويل سميث :
"وعقب سقوط الاندلس نجد أن ضحايا محاكم التفتيش لم يكونوا فقط من المسلمين السابقين ، بل كانوا من المسيحيين أيضاً، فقد انتهجت الكنيسة السلوك الإرهابي عينه تجاه بعض المسيحيين عن طريق محاكم التفتيش التي أوكلت إليها مهمة فرض آرائها على الناس باسم الدين والبطش بجميع من يتجرأ على المعارضة والانتقاد، فنصبت المزيد من المشانق ، وأعدمت عدداً من النصارى المعارضين لسياساتها القمعية عن طريق حرقهم بالنار، ويقدر بعض المؤرخين الغربيين عدد الضحايا المسيحيين ممن جرت عملية إعدامهم من قبل محاكم التفتيش (300.000) ألف شخص ، أُحرق منهم (32000 ) ألفاً أحياء، وقد كان من بينهم العالم الطبيعي المعروف (برونو) الذي نقمت عليه الكنيسة نتيجة آرائه المتشددة التي منها قوله بتعدد العوالم وكذلك الأمر فيما يتعلق بالعالم الطبيعي الشهير(غاليليو) الذي نفذ به القتل ؛ لأنه كان يعتقد بدوران الأرض حول الشمس" (وول سميث تاريخ أوروبا في العصور الوسطى دار الحقائق بيروت 1980م).
الاضطهاد المتبادل بين الكاثوليك والبروتستانت
استعملت الكنسية الرومانية -مرات كثيرة- الاضطهادات والطرد ضد البروتستانت ، وذلك في ممالك أوروبا ، وقد بلغ عدد من أحرق بالنار قرابة 230 . 000 من الذين آمنوا بيسوع دون البابا .
وفي فرنسا قتل في يوم واحد ثلاثون ألف رجل!
وفي مدينة تولوز قتل ألف ألف!
وفي كالابريا الإيطالية سنة 1560 م ، قتل ألوف الألوف من البروتستانت!! يقول أحد الكتاب الرومانيين : إنني أرتعد كلما تذكرت ذلك الجلاد والخنجر الدموي بين أسنانه والمنديل يقطر دمًا بيده ، وهو متلطخ اليدين إلى نهاية المرفقين ، يسحب واحدًا بعد واحد من المساجين كما يفعل الجزار بالغنم !!
وكارولوس الخامس سنة 1521 م ، أصدر أمرًا بطرد البروتستانتيين من بلاد الفالامنك برأي البابا وبسبب ذلك قتل خمسمائة ألف .
وبعد كارلوس تولى ابنه فليبس ولما ذهب إلى إسبانيا سنة 1559 م ، استخلف الأمير ألفا على طرد البروتستانتيين ، ويذكر المؤرخون أنه في أشهر قليلة قتل على يديه ثمانية عشر ألفًا! وبعد ذلك كان يفخر بأنه قتل في جميع المملكة ستة وثلاثين ألفًا!
هذا ما فعله الكاثوليك بالبروتستانت!
فماذا فعل البروتستانت بالكاثوليك عندما قدروا ؟
أصدر البروتستانت هذه القوانين!
(1) لا يرث كاثيوليكي تركة أبويه .
(2) لا يشتري واحد منهم أرضًا بعد ما يجاوز عمره ثماني عشرة سنة إلا إذا صار بروتستانتينيًا !!
(3) لا يشتغل أحد منهم بالتعليم ، ومن خالف هذا الحكم يسجن سجنًا مؤبدًا .
(4) من كان من الكاثوليك يؤدي ضعف الخراج .
(5) إن أرسل أحد منهم ولده خارج إنجلترا للتعليم يقتل هو وولده وتسلم أمواله ومواشيه كلها .
(6) لا يعطى لهم منصب في الدولة .
(7) من لم يحضر منهم يوم الأحد أو العيد في الكنيسة البروتستانتينية يغرم غرامة مالية شهرية كبيرة ، ويكون خارجًا عن الجماعة .
(8) لا يسمع استغاثة أحد منهم عند الحكام وحسب القانون .
(9) لا تنفذ أنكحتهم ، ولا تجهز موتاهم ولا تكفن ، ولا تعمد أولادهم إلا إذا كان ذلك على طريقة كنيسة إنجلترا .
(10) لا يحضر القسيس عند قتلهم ولا عند تجهيزهم وتكفينهم .
(11) لا يصح لواحد منهم أن يمتلك سلاحًا .
(12) إن أدى قسيس منهم خدمة من الخدمات المتعلقة به يسجن سجنًا مؤبدًا .
ولقد حمل كثير من رهبانهم وعلمائهم بأمر الملكة إليزابيث في المراكب ، ثم أغرقوا في البحر ، وجاء عساكرها إلى أيرالندا ليدخلوا الكاثوليك في المذهب البروتستانتي ، فأحرقوا كنائس الكاثوليك ، وقتلوا علماءهم ، وكانوا يصطادونهم كاصطياد الوحوش البرية ، وكانوا لا يؤمنون أحدًا ، وإن أمنوه قتلوه أيضًا بعد الأمان !!
وفي (حديث الأرقام والوثائق) أنه :
في إسبانيا فقط قدمت محمكة التفتيش للنار أكثر من 31 . 000 نسمة ، وحكمت على 290 . 000 بعقوبات أخرى تلي الإعدام .
وفي عام 1568 م ، أصدر (الديوان المقدس) حكمه بإدانة جميع سكان الأراضي المنخفضة . والحكم عليهم بالإعدام واستثنى من الحكم بضعة أفراد نص القرار على أسمائهم ، وبعد عشرة أيام من صدور الحكم دفع للمقصلة ملايين الرجال والنساء والأطفال .
ومن أهم المذابح التي دبرها الكاثوليك للبروتستانت مذبحة باريس في 24 أغسطس سنة 1572 م ، التي سطا فيها الكاثوليك على ضيوفهم من البروتستانت ، هؤلاء الذين دعوا لباريس لعمل تسوية تقرب بين وجهات النظر ، ثم قتلوا خيانة وهم نيام ، فلما أصبحت باريس كانت شوارعها تجري بدماء هؤلاء الضحايا ، وانهالت التهاني على شارل التاسع من البابا وملوك الكاثوليك وعلمائهم على هذا العمل البطولي النبيل ! ! !
وقد أسلفنا أن البروتستانت لما قويت شوكتهم مثلوا نفس الدور ، دور القسوة والاضطهاد الدنيء مع الكاثوليك ، ولم يكونوا أقل وحشية في معاملة خصومهم وأعدائهم السابقين .
وهكذا . . . هكذا دَوَّن تاريخ المسيحية أخبار بحار من الدماء ، وأكداس من جثث الضحايا البشرية التي تحولت إلى رماد محترق ، وآهات ودموع وأنين ووحشية وبربرية وأصوات استغاثة . . . !
الاضطهاد المسيحي لليهود
يقول ابن البطريق : (نقلًا عن الجواب الصحيح ، جـ3 ، ص 28) :
" وأمر الملك أن لا يسكن يهود بيت المقدس ، ولا يمر بها ، ومن لم يتنصر يقتل ، فتنصر من اليهود خلق كثير ، وظهر دين النصرانية .
فقيل لقسطنطين الملك : إن اليهود يتنصرون من فزع القتل ، وهم على دينهم .
قال الملك : كيف لنا أن نعلم ذلك منهم ؟ قال بولس البترك : إن الخنزير في التوراة حرام ، واليهود لا يأكلون لحم الخنزير ، فأمر أن تذبح الخنازير ، وتطبخ لحومها ، وتطعمهم منها ، فمن لم يأكل منه علمنا أنه مقيم على دين اليهودية .
فقال الملك : إذا كان الخنزير في التوراة حرامًا فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير ونطعمه الناس ؟
فقال له بولس البترك : إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة ، وجاء بناموس آخر ، وبتوراة جديدة ، وهو الإنجيل ، وفي إنجليه المقدس ، أن كل ما يدخل البطن ليس بحرام ولا بنجس وإنما ينجس الإنسان الذي يخرج من فيه " .
" فأمر الملك أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها ، وتقطع صغارًا صغارًا ، وتصير على أبواب الكنائس في كل مملكته يوم أحد الفصح ، وكل من خرج من الكنيسة يلقم لقمة من لحم الخنزير ، فمن لم يأكل منه يقتل ، فقتل لأجل ذلك خلق كثير " .
وليست هذه هي الحادثة الوحيدة التي صب فيها المسيحيون العذاب صنوفًا على رءوس اليهود . . . وإنما هناك عبر سنوات التاريخ وعصوره حوادث وحوادث . . . نختصر بعضها في هذه السطور :
كان الكاثوليك يعتقدون أن اليهود كفار ، ولهذا أجروا عليهم عدة أحكام منها : (1) من حمى يهوديًا ضد مسيحي خرج عن الملة .
(2) لا يعطى يهودي منصبًا في دولة من الدول .
(3) لو كان مسيحي عبدًا ليهودي فهو حر .
(4) لا يأكل أحد مع يهودي ، ولا يتعامل معه .
(5) أن تنزع أولادهم منهم ويلقنون العقيدة المسيحية .
- وقد أجلي اليهود من فرنسا سبع مرات .
- وعدد اليهود الذين أخرجوا من النمسا- وحدها- 71.000 أسرة!
وفي النمسا -أيضًا- قتل كثير منهم ونهبت أموالهم ، ونجا منهم القليل ، وهم الذين تنصروا . . . !
وفي النمسا -أيضا- مات كثير منهم بأن سدوا عليهم أبوابهم ثم أهلكوهم إما بالإغراق في البحر ، أو بالإحراق في النار!
وفي إنجلترا ، ذاق اليهود ألوان الذل والتشريد والطرد ، حتى إن إدوارد الأول لما ولي الملك أصدر أمره بنهب أموالهم كلها ثم أجلاهم من مملكته ، فأجلى أكثر من خمسة عشر ألف يهودي في غاية الفقر والحاجة!
وقد نقل أحد المسافرين واسمه ( سوتي ) : " أنه كان حال البرتغاليين ، أنهم كانوا يأخذون اليهودي ، ويحرقونه بالنار ، ويجتمع رجالهم ونساؤهم يوم إِحراقه كاجتماع يوم العيد ، وكانوا يفرحون أعظم الفرح ، وكانت النساء يصحن وقت إحراقه سعادة وسرورًا " .
وفى مقالة بعنون محاكم التفتيش هل يمكن أن تعود؟)مجلة العربى ).. يقول : الدكتور عادل زيتون
وعند انشاء محاكم التفتيش فى اسبانيا كان اليهود هم أولى ضحايا هذه المحكمة. ومن المعروف أن جماعات دينية متعصبة من الإسبان كانت تضغط - وقبل تأسيس المحكمة- على يهود إسبانيا لتنصيرهم. وبالفعل فقد تنصر عددٌ منهم، ووصل بعضهم إلى مناصب رفيعة في الكنيسة والدولة، حتى أن أحدهم أصبح منجماً في بلاط الملك جون الثاني (والد فرديناند). إلا أن هؤلاء اليهود المتنصرين ظلوا موضع شك، لأن تنصرهم كان في حقيقته هروبًا من الاضطهادات ورغبة في المنافع المادية، والدليل على ذلك أنهم ظلوا يمارسون شعائرهم اليهودية سرًا. ولكن بعد تأسيس محكمة التفتيش الإسبانية (عام 1478م) بدأت عمليات الاضطهاد المنظمة لليهود المتنصرين الذين نُظر إليهم كهراطقة. وقد ارتبط اضطهاد اليهود في هذه الفترة باسم المفتش العام تروكيمادا الذي بطش بهم، حيث سجن وصادر وأعدم حرقًا أفواجًا منهم. ولكنه عندما وجد أن كل هذه الإجراءات غير كافية أخذ يلح على الملكة إيزابيلا بأن تصدر قرارًا بطرد اليهود من إسبانيا مالم يتنصروا، إلا أن الملكة لم تستجب لطلبه آنذاك لأنها كانت بحاجة إلى الأموال التي يقدمها الممولون اليهود في حربها ضد العرب المسلمين في غرناطة. ولكن بعد ثلاثة أشهر من سقوط الحكم العربي في غرناطة، أي بتاريخ 30 مارس عام 1492، أصدر الملكان (فرديناند وإيزابيلا) قرارًا اشتمل جملة من البنود وأهمها:
1- طرد اليهود الذين لم يتنصروا من إسبانيا خلال أربعة أشهر من تاريخ القرار (وكانت الذريعة هي ألا يؤثر هؤلاء في اليهود الذين تنصروا فيرتدون إلى اليهودية) .
2- فرض عقوبة الإعدام على كل يهودي لم يتنصر أو لم يغادر.
3- يحرم على أي إسباني إيواء أي يهودي سرًا أو جهرًا بعد انقضاء المدة المذكورة.
ويرى بعض الباحثين أن قرار الطرد هذا لم يكن بدوافع دينية أو عنصرية فحسب، وإنما بدوافع اقتصادية أيضًا، حيث رغبت الدولة الإسبانية في التخلص من أعباء الديون التي قدمها لها الممولون اليهود من ناحية والحصول على أموال اليهود التي ستصادر، بعد هذا القرار، من ناحية أخرى. والواقع فقد غدا موقف اليهود الإسبان - والبالغ عددهم آنذاك نحو مائة ألف - غاية في الخطورة، حيث كان عليهم إما التنصر (وما يرافق ذلك من الشك فيهم وملاحقة محكمة التفتيش لهم) أو الرحيل عن إسبانيا أو المقاومة المسلحة. والواقع إن الخيار الأخير كان مستبعدًا لقلة أعدادهم من ناحية ولكونهم يعيشون في أحياء خاصة بهم (مما يجعل حصارهم والقضاء عليهم أمراً سهلاً) من ناحية أخرى. وعلى أي حال فقد رحل ثمانون ألفًا منهم تقريبًا إلى بلدان المغرب العربي وأوربا والسلطنة العثمانية. أما بقية اليهود فقد آثرت التنصر رغبة في البقاء وحماية لمصالحها. ولكن الشك ظل يحوم حول هؤلاء المتنصرين أو «المسيحيين الجدد» ولاسيما أن عدداً منهم ظل يمارس الشعائر اليهودية سرًا، وبالتالي كان هدفًا لمراقبة محكمة التفتيش ومطاردتها. واختلفت المراجع في تقدير عدد اليهود المتنصرين الذين أحرقهم تروكيمادا أحياءً - خلال توليه منصب المفتش العام أي ما بين 1483-1498م، حتى أن بعضها قدره بعدة آلاف، هذا فضلاً عن آلاف من كتب التراث العبري التي أحرقها هذا المفتش، والتي كان العلماء اليهود قد ألفوها في ظل الحكم العربي الإسلامي للأندلس.
وينبغي أن نؤكد على أن معاملةَ الإسبان لليهود هذه كانت تتناقض مع المعاملة الطيبة التي عامل بها العربُ المسلمون اليهودَ في إسبانيا أثناء الحكم العربي للأندلس. حيث يتفق المؤرخون على أن العصر الذهبي لليهود الإسبان كان أيام العرب. فالفتح العربي للأندلس حررهم من اضطهاد القوط لهم. كما منح العربُ اليهودَ الحرية الدينية والثقافية والاقتصادية، وتولى عددٌ منهم مناصب رفيعة في الدولة العربية كالوزارة في قرطبة وغرناطة، وبرز عدد كبير من اليهود في ميدان الطب والتجارة والترجمة، بل تعربت ثقافتهم مما ساعدهم على أن يلعبوا دورًا مهمًا كوسطاء بين الثقافتين العربية واللاتينية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اولا الاضطهاد المسيحى للمسيحين
إذا كانت المسيحية ]نقلا عن كتاب مناظرة بين الاسلام والمسيحية[ قد ابتدعت أشياء لا يرضى عنها المسيحيون الحقيقيون كألوهية المسيح ، والتثليث ، والصلب والفداء ، وما إلى ذلك ، فقد بدأ صراع جديد اعتبُر فيه المسيحيون الحقيقيون متمردين ، وأوقعت بهم المسيحية الإغريقية أو مسيحية بولس ، ألوانًا من العنت والاضطهاد واستمرت الكنيسة في تفريخ البدع ، وترويج الخرافات كالعشاء الرباني ، وصكوك الغفران !!
ووجد من المسيحيين من يعارض هذه الخرافات ، فووجه بقسوة لا نظير لها ، ووحشية تشمئز منها النفوس!
وسألمُّ في هذه العجالة ببعض الصور من هذا العنت والاضطهاد الذي أنزله المسيحيون بإخوانهم المسيحيين .
في القرن الرابع الميلادي ، عارض ( آريوس ) القول بألوهية المسيح مما دعا إلى عقد (مجمع نيقية) عام 325 م .
وقرر هذا المجمع إدانة آريوس ، وإحراق كتاباته وتحريم إقتنائها وخلع أنصاره من وظائفهم ونفيهم والحكم بإعدام كل من أخفى شيئًا من كتابات آريوس وأتباعه .
وفي عهد تيودوسيوس سنة 395 م ، ظهرت لأول مرة (محكمة التفتيش) .
وتم تنظيمها فيما بعد في القرن الثاني عشر ، وكان أعضاؤها من الرهبان ، وكانت وظيفتهم اكتشاف المخالفين في العقيدة ، ولهم سلطان كبير فلا يسألون عما يفعلون .
وتاريخ محكمة التفتيش هو تاريخ الاضطهاد الديني في أقسى صوره ، وقتل حرية الفكر بأبشع أسلوب .
ومن أشد أساليبها انحرافًا ، أنها نادت بضرورة أن ينهى كل إنسان -في غير ما تواطؤ ، أو تباطؤ- ما يصل إلى سمعه أو علمه من أخبار الملحدين ، وهددت من يتوانى في ذلك بعقوبات صارمة في الدنيا والآخرة ، فانتشر بسبب ذلك (القرار الإرهابي) نظام التجسس حتى بين أفراد الأسرة الواحدة !!
وفي القرون التالية كثر صرعى هذا النظام ، وتعرض للشنق والإحراق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنسية وكهنتها هراطقة .
وكثيرًا ما كانت الكنسية تلجأ إلى الإعدام البطيء مبالغة في التعذيب ، إذ كانت تسلط الشموع على جسم الضحية ، وتخلع أسنانه كما فعل ببنيامين كبير أساقفه مصر ، لأنه رفض الخضوع لقرارات مجمع (خلقيدونية) الذي يرى أن للمسيح طبيعتين ، إلهية وإنسانية .
وكان الإعدام يسبق بصورة بشعة من التعذيب كالكي بالنار والضرب المبرح ، لعل المتهم يعترف أو يقر ، فإن لم يعترف قتل .
وكان شعار المحاكمات : المتهم مجرم حتى تثبت براءته .
وليس المتهم بريء حتى تثبت إدانته .
وإذا اعترف المتهم بجريمته استمر تعذيبه قبل القضاء عليه لعله يعترف بأسماء أنصاره وشركائه .
وكانت القوانين تقضي أن يحمل الأبناء والأحفاد تبعة الجرم الذي يتهم به الأباء .
في الإصحاح العشرين من سفر التثنية (عدد 10 وما بعده) :
(حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح ، وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك ، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمة فتغتنمها لنفسك ، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة عنك جدًّا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منها نسمة ما ، بل تحرمها تحريمًا ، الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك ، لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم " .
فظهر من هذا النص (المقدس- طبعًا!!) أن الله أمر بأن يقتل بحد السيف كل ذي حياة من ذكور وإناث وأطفال الشعوب الستة :
1- الحثيين . 2- والأموريين . 3- والكنعانيين . 4- والفرزيين . 5- والحويين . 6- واليبوسيين .
وأمر فيما عداهم بأن يدعو : أولًا : إلى الصلح ، فإن رضوا به ، وقبلوا الطاعة والخضوع وأداء الجزية ، فبها .
ثانيًا : وإن لم يرضوا ، يحاربوا .
ثالثًا : فإذا تم الظفر بهم ، يقتل كل ذكر منهم بحد السيف ، وتسبى نساؤهم وأطفالهم ، وتنهب دوابهم وأموالهم ، وتقسم على المحاربين .
وهكذا يفعل بكل الشعوب البعيدة عن الشعوب الستة .
وفي الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الخروج (عدد 22 وما بعده) :
" فإن ملاكي يسير أمامك ويجيء بك إلى الأموريين والحثيين والفرزيين والكنعانيين والحويين واليبوسيين فأبيدهم ، لا تسجد لآلهتهم ولا تعبدها ولا تعمل كأعمالهم بل تبيدهم وتكسر أنصابهم " .
وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر الخروج (عدد 11 وما بعده) جاء أيضًا- في شأن هؤلاء الشعوب الستة :
" احفظ ما أنا موصيك اليوم . ها أنا طارد من قدامك الأموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، احترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخًا في وسطك بل تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم " .
وفي الإصحاح الثالث والثلاثين من سفر العدد (عدد 50 وما بعده) :
" وكلم الرب موسى في عربات موآب على أردن أريحا قائلًا : كلم بني إسرائيل وقل لهم : إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم ، تملكون وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها وتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم ، الكثير تكثرون له نصيبه ، والقليل تقللون له نصيبه . حيث خرجت له القرعة فهناك يكون له . حسب أسباط آبائكم تقتسمون . وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا في أعينكم ومناخس في جوانبكم ، ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها . فيكون أني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم " .
وفي الإصحاح السابع من سفر التثنية (عدد 1 وما بعده) :
(متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتملكها وطرد شعوبًا كثيرة من أمامك الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، سبع شعوب أكثر وأعظم منك . ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم ، لا تقطع لهم عهدًا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم ، بنتك لا تعط لابنه وبنته لا تأخذ لابنك ؛ لأنه يرد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعًا ، ولكن هكذا تفعلون بهم ؟ تهدمون مذابحهم ، وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم ، وتحرقون تماثيلهم بالنار ؟ لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك " .
فنعلم من هذا النص (المقدس- طبعًا ! !) أن الله أمر بإهلاك كل ذي حياة من الأمم السبع ، وعدم الشفقة عليهم ، وعدم إبرام أي معاهدة معهم ، وتخريب مذابحهم ، وتكسير أصنامهم ، وإحراق أوثانهم ، وتقطيع سواريهم ، وطالب بإهلاكهم ، وشدد في ذلك تشديدًا بليغًا ، حتى قال لهم إن لم ينفذوا : " إني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم " .
ثم إن هناك ملاحظة -ليست عابرة- تتعلق بعدد هؤلاء الأمم والشعوب . . لقد قال النص عنهم إنهم " أكثر وأعظم منك " .
ولكي نقف على إحصاء تقريبي لعدد هؤلاء الشعوب ، نقول :
قد ثبت في الإصحاح الأول من سفر العدد ، أن عدد بني إسرائيل الذين كانوا صالحين لمباشرة الحروب ، وكانوا أبناء عشرين سنة فما فوقها ، هو 550 ، 603 رجلًا .
وإن اللاويين الذين لم يبلغوا عشرين سنة خارجون عن هذا العدد .
ولو أخذنا عدد جميع بني إسرائيل ، وضممنا المتروكين والمتروكات كلهم إلى المعدودين لبلغ العدد ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون .
يقول ويل سميث :
"وعقب سقوط الاندلس نجد أن ضحايا محاكم التفتيش لم يكونوا فقط من المسلمين السابقين ، بل كانوا من المسيحيين أيضاً، فقد انتهجت الكنيسة السلوك الإرهابي عينه تجاه بعض المسيحيين عن طريق محاكم التفتيش التي أوكلت إليها مهمة فرض آرائها على الناس باسم الدين والبطش بجميع من يتجرأ على المعارضة والانتقاد، فنصبت المزيد من المشانق ، وأعدمت عدداً من النصارى المعارضين لسياساتها القمعية عن طريق حرقهم بالنار، ويقدر بعض المؤرخين الغربيين عدد الضحايا المسيحيين ممن جرت عملية إعدامهم من قبل محاكم التفتيش (300.000) ألف شخص ، أُحرق منهم (32000 ) ألفاً أحياء، وقد كان من بينهم العالم الطبيعي المعروف (برونو) الذي نقمت عليه الكنيسة نتيجة آرائه المتشددة التي منها قوله بتعدد العوالم وكذلك الأمر فيما يتعلق بالعالم الطبيعي الشهير(غاليليو) الذي نفذ به القتل ؛ لأنه كان يعتقد بدوران الأرض حول الشمس" (وول سميث تاريخ أوروبا في العصور الوسطى دار الحقائق بيروت 1980م).
الاضطهاد المتبادل بين الكاثوليك والبروتستانت
استعملت الكنسية الرومانية -مرات كثيرة- الاضطهادات والطرد ضد البروتستانت ، وذلك في ممالك أوروبا ، وقد بلغ عدد من أحرق بالنار قرابة 230 . 000 من الذين آمنوا بيسوع دون البابا .
وفي فرنسا قتل في يوم واحد ثلاثون ألف رجل!
وفي مدينة تولوز قتل ألف ألف!
وفي كالابريا الإيطالية سنة 1560 م ، قتل ألوف الألوف من البروتستانت!! يقول أحد الكتاب الرومانيين : إنني أرتعد كلما تذكرت ذلك الجلاد والخنجر الدموي بين أسنانه والمنديل يقطر دمًا بيده ، وهو متلطخ اليدين إلى نهاية المرفقين ، يسحب واحدًا بعد واحد من المساجين كما يفعل الجزار بالغنم !!
وكارولوس الخامس سنة 1521 م ، أصدر أمرًا بطرد البروتستانتيين من بلاد الفالامنك برأي البابا وبسبب ذلك قتل خمسمائة ألف .
وبعد كارلوس تولى ابنه فليبس ولما ذهب إلى إسبانيا سنة 1559 م ، استخلف الأمير ألفا على طرد البروتستانتيين ، ويذكر المؤرخون أنه في أشهر قليلة قتل على يديه ثمانية عشر ألفًا! وبعد ذلك كان يفخر بأنه قتل في جميع المملكة ستة وثلاثين ألفًا!
هذا ما فعله الكاثوليك بالبروتستانت!
فماذا فعل البروتستانت بالكاثوليك عندما قدروا ؟
أصدر البروتستانت هذه القوانين!
(1) لا يرث كاثيوليكي تركة أبويه .
(2) لا يشتري واحد منهم أرضًا بعد ما يجاوز عمره ثماني عشرة سنة إلا إذا صار بروتستانتينيًا !!
(3) لا يشتغل أحد منهم بالتعليم ، ومن خالف هذا الحكم يسجن سجنًا مؤبدًا .
(4) من كان من الكاثوليك يؤدي ضعف الخراج .
(5) إن أرسل أحد منهم ولده خارج إنجلترا للتعليم يقتل هو وولده وتسلم أمواله ومواشيه كلها .
(6) لا يعطى لهم منصب في الدولة .
(7) من لم يحضر منهم يوم الأحد أو العيد في الكنيسة البروتستانتينية يغرم غرامة مالية شهرية كبيرة ، ويكون خارجًا عن الجماعة .
(8) لا يسمع استغاثة أحد منهم عند الحكام وحسب القانون .
(9) لا تنفذ أنكحتهم ، ولا تجهز موتاهم ولا تكفن ، ولا تعمد أولادهم إلا إذا كان ذلك على طريقة كنيسة إنجلترا .
(10) لا يحضر القسيس عند قتلهم ولا عند تجهيزهم وتكفينهم .
(11) لا يصح لواحد منهم أن يمتلك سلاحًا .
(12) إن أدى قسيس منهم خدمة من الخدمات المتعلقة به يسجن سجنًا مؤبدًا .
ولقد حمل كثير من رهبانهم وعلمائهم بأمر الملكة إليزابيث في المراكب ، ثم أغرقوا في البحر ، وجاء عساكرها إلى أيرالندا ليدخلوا الكاثوليك في المذهب البروتستانتي ، فأحرقوا كنائس الكاثوليك ، وقتلوا علماءهم ، وكانوا يصطادونهم كاصطياد الوحوش البرية ، وكانوا لا يؤمنون أحدًا ، وإن أمنوه قتلوه أيضًا بعد الأمان !!
وفي (حديث الأرقام والوثائق) أنه :
في إسبانيا فقط قدمت محمكة التفتيش للنار أكثر من 31 . 000 نسمة ، وحكمت على 290 . 000 بعقوبات أخرى تلي الإعدام .
وفي عام 1568 م ، أصدر (الديوان المقدس) حكمه بإدانة جميع سكان الأراضي المنخفضة . والحكم عليهم بالإعدام واستثنى من الحكم بضعة أفراد نص القرار على أسمائهم ، وبعد عشرة أيام من صدور الحكم دفع للمقصلة ملايين الرجال والنساء والأطفال .
ومن أهم المذابح التي دبرها الكاثوليك للبروتستانت مذبحة باريس في 24 أغسطس سنة 1572 م ، التي سطا فيها الكاثوليك على ضيوفهم من البروتستانت ، هؤلاء الذين دعوا لباريس لعمل تسوية تقرب بين وجهات النظر ، ثم قتلوا خيانة وهم نيام ، فلما أصبحت باريس كانت شوارعها تجري بدماء هؤلاء الضحايا ، وانهالت التهاني على شارل التاسع من البابا وملوك الكاثوليك وعلمائهم على هذا العمل البطولي النبيل ! ! !
وقد أسلفنا أن البروتستانت لما قويت شوكتهم مثلوا نفس الدور ، دور القسوة والاضطهاد الدنيء مع الكاثوليك ، ولم يكونوا أقل وحشية في معاملة خصومهم وأعدائهم السابقين .
وهكذا . . . هكذا دَوَّن تاريخ المسيحية أخبار بحار من الدماء ، وأكداس من جثث الضحايا البشرية التي تحولت إلى رماد محترق ، وآهات ودموع وأنين ووحشية وبربرية وأصوات استغاثة . . . !
الاضطهاد المسيحي لليهود
يقول ابن البطريق : (نقلًا عن الجواب الصحيح ، جـ3 ، ص 28) :
" وأمر الملك أن لا يسكن يهود بيت المقدس ، ولا يمر بها ، ومن لم يتنصر يقتل ، فتنصر من اليهود خلق كثير ، وظهر دين النصرانية .
فقيل لقسطنطين الملك : إن اليهود يتنصرون من فزع القتل ، وهم على دينهم .
قال الملك : كيف لنا أن نعلم ذلك منهم ؟ قال بولس البترك : إن الخنزير في التوراة حرام ، واليهود لا يأكلون لحم الخنزير ، فأمر أن تذبح الخنازير ، وتطبخ لحومها ، وتطعمهم منها ، فمن لم يأكل منه علمنا أنه مقيم على دين اليهودية .
فقال الملك : إذا كان الخنزير في التوراة حرامًا فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير ونطعمه الناس ؟
فقال له بولس البترك : إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة ، وجاء بناموس آخر ، وبتوراة جديدة ، وهو الإنجيل ، وفي إنجليه المقدس ، أن كل ما يدخل البطن ليس بحرام ولا بنجس وإنما ينجس الإنسان الذي يخرج من فيه " .
" فأمر الملك أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها ، وتقطع صغارًا صغارًا ، وتصير على أبواب الكنائس في كل مملكته يوم أحد الفصح ، وكل من خرج من الكنيسة يلقم لقمة من لحم الخنزير ، فمن لم يأكل منه يقتل ، فقتل لأجل ذلك خلق كثير " .
وليست هذه هي الحادثة الوحيدة التي صب فيها المسيحيون العذاب صنوفًا على رءوس اليهود . . . وإنما هناك عبر سنوات التاريخ وعصوره حوادث وحوادث . . . نختصر بعضها في هذه السطور :
كان الكاثوليك يعتقدون أن اليهود كفار ، ولهذا أجروا عليهم عدة أحكام منها : (1) من حمى يهوديًا ضد مسيحي خرج عن الملة .
(2) لا يعطى يهودي منصبًا في دولة من الدول .
(3) لو كان مسيحي عبدًا ليهودي فهو حر .
(4) لا يأكل أحد مع يهودي ، ولا يتعامل معه .
(5) أن تنزع أولادهم منهم ويلقنون العقيدة المسيحية .
- وقد أجلي اليهود من فرنسا سبع مرات .
- وعدد اليهود الذين أخرجوا من النمسا- وحدها- 71.000 أسرة!
وفي النمسا -أيضًا- قتل كثير منهم ونهبت أموالهم ، ونجا منهم القليل ، وهم الذين تنصروا . . . !
وفي النمسا -أيضا- مات كثير منهم بأن سدوا عليهم أبوابهم ثم أهلكوهم إما بالإغراق في البحر ، أو بالإحراق في النار!
وفي إنجلترا ، ذاق اليهود ألوان الذل والتشريد والطرد ، حتى إن إدوارد الأول لما ولي الملك أصدر أمره بنهب أموالهم كلها ثم أجلاهم من مملكته ، فأجلى أكثر من خمسة عشر ألف يهودي في غاية الفقر والحاجة!
وقد نقل أحد المسافرين واسمه ( سوتي ) : " أنه كان حال البرتغاليين ، أنهم كانوا يأخذون اليهودي ، ويحرقونه بالنار ، ويجتمع رجالهم ونساؤهم يوم إِحراقه كاجتماع يوم العيد ، وكانوا يفرحون أعظم الفرح ، وكانت النساء يصحن وقت إحراقه سعادة وسرورًا " .
وفى مقالة بعنون محاكم التفتيش هل يمكن أن تعود؟)مجلة العربى ).. يقول : الدكتور عادل زيتون
وعند انشاء محاكم التفتيش فى اسبانيا كان اليهود هم أولى ضحايا هذه المحكمة. ومن المعروف أن جماعات دينية متعصبة من الإسبان كانت تضغط - وقبل تأسيس المحكمة- على يهود إسبانيا لتنصيرهم. وبالفعل فقد تنصر عددٌ منهم، ووصل بعضهم إلى مناصب رفيعة في الكنيسة والدولة، حتى أن أحدهم أصبح منجماً في بلاط الملك جون الثاني (والد فرديناند). إلا أن هؤلاء اليهود المتنصرين ظلوا موضع شك، لأن تنصرهم كان في حقيقته هروبًا من الاضطهادات ورغبة في المنافع المادية، والدليل على ذلك أنهم ظلوا يمارسون شعائرهم اليهودية سرًا. ولكن بعد تأسيس محكمة التفتيش الإسبانية (عام 1478م) بدأت عمليات الاضطهاد المنظمة لليهود المتنصرين الذين نُظر إليهم كهراطقة. وقد ارتبط اضطهاد اليهود في هذه الفترة باسم المفتش العام تروكيمادا الذي بطش بهم، حيث سجن وصادر وأعدم حرقًا أفواجًا منهم. ولكنه عندما وجد أن كل هذه الإجراءات غير كافية أخذ يلح على الملكة إيزابيلا بأن تصدر قرارًا بطرد اليهود من إسبانيا مالم يتنصروا، إلا أن الملكة لم تستجب لطلبه آنذاك لأنها كانت بحاجة إلى الأموال التي يقدمها الممولون اليهود في حربها ضد العرب المسلمين في غرناطة. ولكن بعد ثلاثة أشهر من سقوط الحكم العربي في غرناطة، أي بتاريخ 30 مارس عام 1492، أصدر الملكان (فرديناند وإيزابيلا) قرارًا اشتمل جملة من البنود وأهمها:
1- طرد اليهود الذين لم يتنصروا من إسبانيا خلال أربعة أشهر من تاريخ القرار (وكانت الذريعة هي ألا يؤثر هؤلاء في اليهود الذين تنصروا فيرتدون إلى اليهودية) .
2- فرض عقوبة الإعدام على كل يهودي لم يتنصر أو لم يغادر.
3- يحرم على أي إسباني إيواء أي يهودي سرًا أو جهرًا بعد انقضاء المدة المذكورة.
ويرى بعض الباحثين أن قرار الطرد هذا لم يكن بدوافع دينية أو عنصرية فحسب، وإنما بدوافع اقتصادية أيضًا، حيث رغبت الدولة الإسبانية في التخلص من أعباء الديون التي قدمها لها الممولون اليهود من ناحية والحصول على أموال اليهود التي ستصادر، بعد هذا القرار، من ناحية أخرى. والواقع فقد غدا موقف اليهود الإسبان - والبالغ عددهم آنذاك نحو مائة ألف - غاية في الخطورة، حيث كان عليهم إما التنصر (وما يرافق ذلك من الشك فيهم وملاحقة محكمة التفتيش لهم) أو الرحيل عن إسبانيا أو المقاومة المسلحة. والواقع إن الخيار الأخير كان مستبعدًا لقلة أعدادهم من ناحية ولكونهم يعيشون في أحياء خاصة بهم (مما يجعل حصارهم والقضاء عليهم أمراً سهلاً) من ناحية أخرى. وعلى أي حال فقد رحل ثمانون ألفًا منهم تقريبًا إلى بلدان المغرب العربي وأوربا والسلطنة العثمانية. أما بقية اليهود فقد آثرت التنصر رغبة في البقاء وحماية لمصالحها. ولكن الشك ظل يحوم حول هؤلاء المتنصرين أو «المسيحيين الجدد» ولاسيما أن عدداً منهم ظل يمارس الشعائر اليهودية سرًا، وبالتالي كان هدفًا لمراقبة محكمة التفتيش ومطاردتها. واختلفت المراجع في تقدير عدد اليهود المتنصرين الذين أحرقهم تروكيمادا أحياءً - خلال توليه منصب المفتش العام أي ما بين 1483-1498م، حتى أن بعضها قدره بعدة آلاف، هذا فضلاً عن آلاف من كتب التراث العبري التي أحرقها هذا المفتش، والتي كان العلماء اليهود قد ألفوها في ظل الحكم العربي الإسلامي للأندلس.
وينبغي أن نؤكد على أن معاملةَ الإسبان لليهود هذه كانت تتناقض مع المعاملة الطيبة التي عامل بها العربُ المسلمون اليهودَ في إسبانيا أثناء الحكم العربي للأندلس. حيث يتفق المؤرخون على أن العصر الذهبي لليهود الإسبان كان أيام العرب. فالفتح العربي للأندلس حررهم من اضطهاد القوط لهم. كما منح العربُ اليهودَ الحرية الدينية والثقافية والاقتصادية، وتولى عددٌ منهم مناصب رفيعة في الدولة العربية كالوزارة في قرطبة وغرناطة، وبرز عدد كبير من اليهود في ميدان الطب والتجارة والترجمة، بل تعربت ثقافتهم مما ساعدهم على أن يلعبوا دورًا مهمًا كوسطاء بين الثقافتين العربية واللاتينية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته