المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنجيم دراسة شرعية ورد على الشبهات



الصفحات : 1 [2] 3 4

الهزبر
2011-02-16, 01:00 AM
السلام عليكم

أقسام علم التنجيم

ينقسم علم التنجيم إلى: حسابيات وطبيعيات وأوهام.

الحسابيات: يندرج تحته كل ما يتعلق بالتقاويم والتواريخ.

الطبيعيات: كالاستدلال من انتقال الشمس في البروج الفلكية على الفصول كالحر والبرد والاعتدال، ويدخل في هذا القسم أيضاً العلم بأسماء الكواكب ومناظرها ومطالعها ومساقطها وسيرها والاهتداء بها، وانتقال العرب عن مواردهم المائية بحسب ما اعتادوا من أوقاتها، وتخيرهم الأزمان لنتاج مواشيهم، ولضراب الفحول، ومعرفتهم بالأمطار على اختلافها، والتوصل إلى جهة القبلة بالنجوم، ومعرفة مواقيت الصلاة وساعات الليل بظهورها وأفولها، وهذا ما يسمى بعلم التسيير.

الأوهام: وهو ما يزعمه المنجمون من أحكام النجوم، وتأثيرها في هذا العالم.

وهذا القسم نوعان:

الأول: اعتقاد أن هذه الكواكب تدبر هذا الكون، وأنها أحياء ناطقة مختارة، منها يصدر الخير والشر، وأن حركاتها تحدث جميع حوادث الكون والفساد. وأصحاب هذا النوع أصناف:

الصنف الأول: أصحاب الهياكل: وهم الذين اعتقدوا أن الهياكل (الكواكب) آلهة وأرباب معبودة، والتقرب إليها تقرب إلى الروحانيات، والتقرب إلى الروحانيات تقرب إلى الله تعالى. وهذه الهياكل هي المدبرة لكل ما في الكون.وهي قديمة فاعلة ناطقة، ممكنة الوجود لذواتها، واجبة الوجود بإيجاب المؤثر الأول لها بذلك. وهذا مذهب بعض قوم إبراهيم وبعض الفلاسفة.

الصنف الثاني: قالوا: إن هذه الكواكب والأفلاك واجبة الوجود لذواتها، وليس لها مبدأ أول أصلاً، بل هي الموجدة لهذا العالم. وهم الصابئة الدهرية.

الصنف الثالث: وهم الذين اعتقدوا أن هذه الكواكب مخلوقة، خلقها فاعل مختار، وهو الإله الأعظم، وأودع في كل كوكب منها قوة مخصوصة، وفوض تدبير العالم إليها. قالوا: وهذا لا يقدح في جلال الله وكبريائه، فأي خلل في أن يكون للملك عبيد منقادون لأمره، ثم إنه فوض إلى كل واحد منهم تدبير مملكة طرف معين، وسلطنة إقليم معين. وهذا مذهب إخوان الصفا، ، وغيرهم من الفلاسفة.

الصنف الرابع: وهم الحلولية. زعموا أن الإله المعبود واحد في ذاته، وأنه أبدع أجرام الأفلاك وما فيها من الكواكب، وجعل الكواكب مدبرة لما في العالم السفلي، فالكواكب آباء أحياء ناطقة، والعناصر أمهات، وما تؤديه الآباء إلى الأمهات تقبلها بأرحامها فتحمل من ذلك المواليد وهي المركبات، والإله تعالى يظهر في الكواكب السبعة ويتشخَّص بأشخاصها من غير تعدد في ذاته، وقد يظهر أيضاً في الأشخاص الأرضية الخيرة.

النوع الثاني: اعتقاد أن الخالق والمدبر هو الله، وأن للشمس والقمر وسائر الكواكب تأثيرا في هذا الكون من باب التجوز والتوسع، ولكن الله أجرى الحوادث على الأرض وجعل حركات الكواكب في العادة علامات ودلالات عليها قبل حدوثه

الهزبر
2011-02-16, 01:08 AM
السلام عليكم

عبادة قوم إبراهيم للنجوم

قوم إبراهيم هم الكشدانيون الذين كانوا يعبدون الكواكب في قديم الزمان، ويزعمون أنها المدبرة لهذا العالم السفلي، وأن الخير والشر صادر منها. وهم يرون بأن الكواكب كالجسد بالنسبة للملائكة. وقالوا بأنها حقيقة بالعبادة للصفات التالية

1- أن هذه الأفلاك متحركة بحركة إرادية، وهي نفوس عالمة مدركة، وهي علل لهذه النفوس البشرية.
2- أن الأفلاك والكواكب مدركة للجزئيات والكليات.
3- إن هذه الكواكب عالمة بجميع ما يجري من الحوادث في هذا العالم سواء كانت هذه الحوادث طبيعية أو قسرية أو اختيارية.
4- زعموا أن الكواكب صور الحيوانات في العالم.
5- قالوا: إن العلة يجب أن تكون أكمل من المعلول، وهذه الصور العالية علة للصور السفلية، فيجب أن تكون أكمل منها، فلا يبعد أن يقال: إنها على بعدها من هذا العالم تحس بكل ما في هذا العالم، وتسمع دعاء البشر، وتبصر تضرعهم، وتشم روائح دخنهم وبخوراتهم، ولا يبعد أن يكون لها ولأرواحها وأعوانها أسماء مخصوصة، ولا يبعد أن تتجلى لمن يحمدها ويتضرع إليها، وتوحي أسماءها وأسماء أعوانها إلى ذلك الداعي.
6- اعتقدوا أن الكواكب والأفلاك ممكنة الوجود لذواتها، واجبة الوجود بإيجاب المؤثر الأول لها، وليس في عالم الكون والفساد فاعل قديم مختار إلا الأفلاك والكواكب.

ولما كانت هذه الكواكب يختفي أكثرها في النهار وفي بعض الليالي لما يعرض في الجو من الغيوم والضباب ونحو ذلك رأوا أن ينصبوا لهذه الكواكب أصناماً وتماثيل على هيئة الكواكب السبعة حينما تصدر أفعالها عنها -كما يزعمون- كل تمثال يقابل هيكلاً، فكانوا يتقربون إلى هذه التماثيل في الساعات المحمودة للكواكب عندهم، فيلبسون لباسه، ويتختمون بخاتمه، ويتبخرون ببخوره الخاص به، ويتضرعون بالدعاء عندها، ويسألون حاجاتهم منها.

قال تعالى

{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}

قال تعالى

{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ}

د. نيو
2011-02-17, 10:30 PM
تسلم ايدك!!!!!!!!!!!!!!!

الهزبر
2011-02-20, 08:57 PM
السلام عليكم

بورك فيك اخي الد.نينو على المرور.

الهزبر
2011-02-20, 10:33 PM
السلام عليكم

التنجيم عند العرب (في الجاهلية)

كان العرب في الجاهلية يعرفون التنجيم، ويعتقد كثير منهم تأثير النجوم في أحوال العالم السفلي، وكانوا يعدونه نوعاً من أنواع الكهانة.

فالكهانة عندهم على أنواع شتى وهي: إما أن يكون لأحدهم رئيًا من الجن وتابعاً يلقي إليه الأخبار بما يسترقه من السمع من السماء، أو بما يطلع عليه مما يغيب عن الناس غالباً، وإما أن يستند على الظن والتخمين، فيزعم أنه يعرف الأمور الخافية بمقدمات وأسباب تسبق الحوادث، وهو العرَّاف، وإما أن يستند على ظنون كاذبة وأوهام لا حقيقة لها، ويزعم أنه عرفها بالتجربة والعادة وهو المنجم.

وكان يسود بين العرب نسبة النحوس والسعود إلى الكواكب فمن ذلك قول عبيد بن الأبرص الأسدي:

ولتأتين بعدي قرون جمة*ترعى محارم أيكة ولدوداً
فالشمس طالعة، وليل كاسف*والنجم يجري أنحسًا وسعودًا

وقول خفاف بن ندبة السلمي:

كأن كوكب نحس في معرسه*أو فارسيًّا عليه سحق سربال

وقول الحارث بن حلزة اليشكري:

لا يرتجي للمال، يهلكه*سعد النجوم إليه كالنحس

أما نسبة المطر إلى الأنواء والنجوم فهو منتشر بينهم بصورة كبيرة، إذ أنهم ينسبون المطر إلى النجم الطالع، وقيل إلى الساقط،.

ولم يكن أهل الجاهلية يعتقدون أن المنشأ للمطر والخالق له هذا الكواكب، بل كانوا يعلمون أن الله هو المنزل للمطر، كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} الآية رقم 63 من سورة العنكبوت.
والذي يدل على نسبتهم المطر إلى الأنواء قول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة"رواه مسلم: (3/45) ، كتاب الجنائز.

وبعض العرب كان يصبو إلى الصابئة -الذين كانوا على دين إبراهيم- ويعتقد في الأنواء اعتقاد المنجمين في النجوم السيارة، حتى لا يتحرك ولا يسكن ولا يسافر ولا يقيم إلا بنوء من الأنواء.

وبعضهم كان يعظم الشمس والقمر، ويعتقد أن الكسوف والخسوف لا يحدثان إلا لموت عظيم أو لحياته فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا اعتقاد باطل، وأن الشمس والقمر خلقان مسخران بقوله: "إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا" متفق عليه

ولم يخف عليهم الخط على الرمل بل كان يتخذها رجال منهم صناعة لهم، ويرجع إليهم في معرفة الأمور مستقبلاً غالباً.

ولم يقتصر الحال على نسبة التأثير لهذه الكواكب، بل تعدى إلى عبادة بعضها، فقد ورد في قوله تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} سورة النمل، الآية: 24.
وهذا إخبار من الله من قبيلة سبأ بأنهم لا يعرفون سبيل الحق الذي هو إخلاص السجود لله وحده، دون ما خلق من الكواكب وغيرها، لذلك اتجهوا إلى عبادة الشمس والسجود لها من دون الله.

الهزبر
2011-02-20, 10:42 PM
السلام عليكم

دور أعداء الإسلام في نشر التنجيم

دور أهل الكتاب وغيرهم من المشركين في نشر التنجيم بين المسلمين

كانت الشعوب والقبائل التي أدخلها المسلمون تحت حكم الإسلام خليطاً من أصحاب عقائد شتى، وأديان متنوعة، وثقافات مختلفة.

فالفرس كانوا على الديانة المجوسية التي بنيت على تعظيم الأنوار، وعلى جعل مبدأ موجودات العالم من اختلاط النور بالظلمة، وعلى الاتجاه إلى الشمس عند السجود ونحو ذلك.
كما كانت الصابئة في حران وفي غيرها من نواحي العراق تعبد الكواكب، وتزعم أن لها تأثيراً في العالم السفلي، وتدعي أن لها أرواحاً، وأنها تتجلى في الكواكب ونحو ذلك.
كما كانت المدارس الفلسفية التي تحمل ثقافة اليونان والتي تضم أدياناً مختلفة من يهود ونصارى وصابئة ومجوس وغيرهم منتشرة بين هذه الشعوب كمدرسة الرها، ومدرسة نصيبين، ومدرسة حران، ومدرسة جنديسابور، ومدرسة الإسكندرية.

وهذه الأديان والاتجاهات المختلفة أثرت تأثيراً كبيراً في ثقافة شعوبها، مما جعل التنجيم جزءاً من ثقافة هذه الشعوب، وبالتالي جعل نقل هذه الثقافة إلى المسلمين وسيلة لنشر التنجيم بينهم. وذلك لما فتحت الدولة العباسية أبواب ترجمة كتب اليونان، واستقطبت من الروم كتباً كثيرة في الفلسفة والفلك والطب والتنجيم ونحو ذلك.

وكانت بداية ذلك في عهد أبي جعفر المنصور -حيث دخل الدولة الإسلامية كثير من اليهود والنصارى والمجوس والصابئة من المنجمين والفلاسفة الذين تأثروا بتلك المدارس الفلسفية، ومن غيرهم، فوجدها أعداء الإسلام هؤلاء ثغرة يستطيعون بث سمومهم منها بنشر الفلسفة والتنجيم بين أبناء المسلمين، إذ لم يكن دخول هؤلاء بين المسلمين وترجمة كتب الفلاسفة، لهدف مادي أو لهدف نشر العلم على حسب مفهومهم لمعنى العلم- ولكن كان الهدف هو الدعوة إلى نحلتهم، ونصرة مذهبهم، وصرف المسلمين عن دينهم، كما صرح بذلك كثير من كتابهم.

وبعد أن ترجمت كثير من كتب الفلاسفة انتشرت هذه الكتب، وتصفحها بعض المسلمين، فصاروا يعتقدون كما يعتقد الفلاسفة، فاعتقدوا أن الأفلاك نفوساً وعقولاً، وجعلوا الحوادث الكون والفساد مدبرة من قبل النفوس الفلكية العاقلة.

وأراد الفلاسفة أن يصبغوا عقيدتهم الباطلة شرعية -مستمدين هذه الطريقة من فلاسفة مدرسة الإسكندرية- ليمتصوا بذلك نقمة المسلمين منهم، ولتكون عقيدتهم أدعى لقبول المسلمين إياها، فسموا الأفلاك ملائكة، وسموا ما ادعوه من تدبير الأفلاك للكون بخلافة الملائكة في تدبير خلائقه.

ومن عرف مراد الأنبياء ومراد الفلاسفة علم بالاضطرار أن هذا ليس هو ذاك، فقد علم بالاضطرار من دين الأنبياء أنه ليس من الملائكة عندهم من هو رب، ولا من هو قديم أمزلى أبدي لم يزل ولا يزال.

واتخذ كثير من هؤلاء الفلاسفة التشيع ستاراً هم كيعقوب بن إسحاق الكندي، وابن سينا، وإخوان الصفا، وغيرهم، وذلك لعلمهم بأن الشيعة من أجهل الطوائف، وأضعفها عقلاً وعلماً، وأبعدها عن دين الإسلام علماً وعملاً.

الهزبر
2011-02-20, 11:42 PM
السلام عليكم

دور الرافضة في نشر التنجيم بين المسلمين

أقر الرافضة بالتنجيم وبتأثير الكواكب في هذا الكون بالسعود والنحوس والموت والحياة، ونحو ذلك، إلا أنهم أرادوا أن يصبغوا معتقدهم هذا بصيغة إسلامية أشد من صبغة الفلاسفة، وينمقوه أكثر من تنسيق الفلاسفة.

قالوا: إن النجوم مؤثرة في هذا الكون، إلا أن تأثيراتها بفعل الله تعالى، وأنها علامات على حوادث عالم الكون والفساد، إلا أن هذه العلامات ليست لازمة، إذ قد يغير الله تلك العادة لما يراه من المصلحة، وهذا مبني على عقيدتهم الفاسدة التي يصفون الله فيها بالبداء تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وحتى لا يلزموا بظهور الكذب في أكثر الحوادث التي يخبر بها المنجمون، فإن سئلوا عن ذلك قالوا: بدا الله أن يغير هذه العلامة في هذا الموضع.

الرافضة أكثر الطوائف كلاماً في التنجيم، وأعظمها أثراً في زرع هذه الصناعة ونشرها، ويتضح هذا الأمر من أربعة أوجه:

الوجه الأول: دور الرافضة الواضح في العمل على تأصيل علم التنجيم بإيراد الشبه، وتدعيمه بالآيات التي يزعمون أنها تؤيد ما ذهبوا إليه، وبالأحداث المكذوبة، وبنسبته إلى الأنبياء، وإلى من زعموا أنهم أئمة لهم، ولا شك في وجود الفرق بين ممن ينسب التنجيم إلى الدين، وبين من ينسبه إلى أحكام استنبطها من النجوم.

الوجه الثاني: استخدموا أساليب متنوعة لغرس التنجيم في قلوب الناس.

الوجه الثالث: تبنى التنجيم كثير من كبار رجالهم، وألفوا فيه كثيراً ممن الكتب، وتقربوا به إلى الخلفاء مما جعل لهم مكانة عند عامة الناس.

الوجه الرابع: تأييدهم للفلاسفة والمنجمين وتمكينهم في الأرض كما فعل النصير الطوسي عندما وظف منجمين لرصد الكواكب، وجعل لهم أوقافاً تقوم بمعاشهم، قال ابن القيم في ذلك: (ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة..، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجمين، والطبائعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس، والمساجد، والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه) .


يتبع التنجيم في العصر الحاضر

الهزبر
2011-03-04, 09:19 PM
السلام عليكم

التنجيم في العصر الحاضر

انتشرت صناعة التنجيم في العصر الحاضر انتشاراً كبيراً، وأصبح التنجيم في أغلب صورة وسيلة من وسائل ابتزاز أموال الآخرين، وتنجيم هؤلاء يقوم غالباً على التمويه على الناس، ودراسة أحوال الضحية بما يتضح من شكلها، وبما ينطق لسانها، من خلال استدراج ذكي يصطادون به الكلمات من أفواه السذج من الناس، ثم يرتبون على ذلك أخباراً بأمور عامةـ غالباً ما يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية، وتتفق مع دراستهم السابقة لحاله كالأمور العاطفية، والمالية، والصحية، ونحو ذلك، فإذا حصل ما يحصل للمرء عادة موافقاً لتمويهات المنجم شهر ذلك بين الناس، فأخذ البهتان يغزو القلوب الخالية من الإيمان، والبعيدة عن منهج الله، وأصبح لهؤلاء النصابين صيت، ولإفكهم الواضح زبائن ومروجون. ولوجود هذه الطبقة من الناس بالإضافة إلى رقي وسائل الإعلام وغيرها من المخترعات الحديثة اتخذ التنجيم في عصرنا الحاضر صوراً تختلف أكثرها عن صور التنجيم الماضي، ووسائل تختلف أكثرها عن وسائل المتقدمين، جعلت للتنجيم انتشاراً سهلاً بين عامة الناس، ومن هذه الوسائل المستخدمة ما يلي:

الوسيلة الأولى انتشار التنجيم عبر وسائل الإعلام كالصحف والمجلات وغيرها، وتعتبر هذه الطريقة أوسع الطرق انتشار التنجيم، ويكون التنجيم عادة في هذه المجلات والصحف تحت عنوان: الأبراج، أو الحظ والأبراج، أو حظك والنجوم، أو نحو هذه العناوين.

الوسيلة الثانية: انتشار التنجيم عبر الكتب المؤلفة في هذا الفن، وتنتشر هذه الكتب في كثير من الدول الإسلامية وغيرها، مع وجود سهولة في بيعها وشرائها وتداولها، مما يجعل للخرافة أرضاً خصبة تنمو فيها وتثمر.

الوسيلة الثالثة: وجود معاهد تقوم بتعليم التنجيم، وإعطاء المتعلمين شهادات بذلك: تنتشر الآن في كثير من أنحاء العالم معاهد تتيح للباحث دراسات جادة في كيفية صناعة التنجيم، حتى إن جامعة هارفارد قبلت في عام 1960م رسالة دكتوراة تقدم بها طالب في موضوع التنجيم، وأنشئت في بريطانيا كلية للدراسات التنجيمية.

الوسيلة الرابعة: إنشاء اتحاد للمنجمين: أنشئ في العالم ـكثر من اتحاد للمنجمين، ولكن أشهرها وأوسعها صيتاً هو الاتحاد العالمي للفلكيين الروحانيين في فرنسا.

الوسيلة الخامسة: الجهود الشخصية، وتتمثل في وجود منجمين دجالين يعملون لأنفسهم، دون أن تكون لهم مشاركة مع غيرهم من المنجمين، وهؤلاء ينتشرون تقريباً في جميع أرجاء العالم إما متسترين أو ظاهرين بحسب محاربة الدولة لهم أو سكوتها عنهم، ويعلن هؤلاء عن أنفسهم في الجرائد والمجلات، ويقومون أحياناً بالدعاية لأنفسهم في دليل الهاتف، وأحياناً في محطات الحافلات، وقطار الأنفاق، وقد يوزعون منشورات تشرح الخدمات التي يقدمونها، ويزعمون فيها أنهم أفضل من منافسيهم.

الوسيلة السادسة: استخدام المبتكرات الحديثة كالحاسب الآلي (الكمبيوتر) ، والبريد، ونحو ذلك.

الوسيلة السابعة: استخدام بعض الدول للتنجيم في الأمور السياسية: كاستخدام المخابرات الأمريكية التنجيم في هذا الغرض، حيث نقلت جريدة المدينة عن مدير سابق لوكالة المخابرات الأمريكية المركزية الأمريكية، وهو ما يلز كوبلند أنه ذكر (أن علم التنجيم والطوالع كان يقع ضمن اهتمامات الوكالة المركزية خلال الفترة التي عمل فيها بالوكالة في الستينات وقال في رسالة نشرتها له صحيفة التايمز البريطانية في عددها الصادر هنا أمس الأول في باب رسائل من القراء أن الوكالة كانت تنظم في عهده دورات منتظمة، وخاصة حول ما أسماه بفنون التنجيم الحديثة لتدريب عملائها في هذا المجال، وأضاف أن الوكالة المركزية قامت في السابق بزرع المتخرجين من هذه الدورات في قصور عدد كبير من زعماء العالم الثالث)


يتبع باذن الله

الهزبر
2011-03-06, 09:14 PM
السلام عليكم

الحكمة من خلق النجوم

خلق الله النجوم لحكمة سامية، أرشدنا الله تعالى إليها، ووردت هذه الحكم مجموعة فيما رواه البخاري تعليقاً أن قتادة قال: ( {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} سورة الملك، الآية:5.، خلق هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف مالا علم له به) أخرجه البخاري: (4/224-225) ، وأخرجه الطبري في "تفسيره": (29/3) ، وأخرجه الخطيب في "حكم علم النجوم": (ق10أ)،

ومن هذا تبين أن الحكم التي اتضحت لنا من خلق النجوم ثلاث، وهي:

1- أن تكون زينة للسماء: وقد دلت نصوص القرآن الكريم على هذه الحكمة في

قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً 4 وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} سورة الحجر، الآية: 16، أي: زينا السماء بالكواكب لمن نظر إليها وأبصرها،

وقوله: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} سورة الصافات، الآية: 6،

وقوله:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} سورة فصلت، الآية: 12.


وقوله: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} سورة ق، الآية: 6

وقوله: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} سورة الملك، الآية: 5


2- أن تكون رجوماً للشياطين: وقد دلت نصوص القرآن الكريم على هذه الحكمة أيضاً في

قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} سورة الحجر، الآيات: 16-18

وقوله: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} سورة الصافات، الآيات: 6-10.

وقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} سورة فصلت، الآية: 12.

وقوله: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ 8 وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ}سورة الملك، الآية: 5

وقوله حكاية عن الجن: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً} سورة الجن، الآيتان: 8-9.

وبينها النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار أنهم بينما هم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم فاستنار. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: وُلد الليلة رجل عظيم ومات رجل عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمراً سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال، قال: فيستخبر بعض أهل السماوات بعضاً، حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فتخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم، ويرمون به، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون"

3- أن تكون علامات يهتدى بها في ظلمات البر والبحر:

قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} سورة الأنعام، الآية: 97

وقال: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} سورة النحل، الآية: 16.

هذه هي الحكم التي من أجلها خلقت النجوم، فمن الواجب أن تجعل النجوم فيما جعلت من أجله، لا يتجاوز بها ذلك، كما قال قتادة رحمه الله: (فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به).

يتبع باذن الله تعالى

حكم الاستسقاء بالأنواء

قاصِف
2011-03-06, 10:04 PM
ممتاز يا أخي الهزبر على هذا الموضوع الخطير بارك الله فيك!

فعلا الكثير من أبناء الأسلام بالذات فتياتنا يقعن ضحيه هذه الخزعبلات الشركيه!

أكمل سلمت يداك!