سؤال حول الحديث المرسل

[فــارس الإســلام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظراً لأنني مبتدئ جداً في علم الحديث فإن عندي أسئلة كثيرة تراود ذهني أرجو أن يجيبني أحد عنها من فضلكم من ذلك الحديث المرسل

هل ألف مثلاً سعيد بن جبير مراسيله من رأسه ؟؟

لا طبعاً ولكنه سمعه من شخص معين فهل مجرد جهالة الشخص تمنع من قبول الحديث فهو مثلاً رحمه الله عاصر عدداً من الصحابة ما المانع أن يكون سعيد بن جبير نسي اسم الصحابي الذي أخذ عنه الحديث أو الرواة عنه ولماذا نفترض أن يكون من أخذ عنه الرواية ضعيفاً وهل كان هناك ضعفاء في هذا العصر ؟؟

أيضاً لماذا يعتبر قول أحد التابعين ولنأخذ مثلاً عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت

إذا قال : ذهب عبادة إلى رسول الله فقال ونحوه لماذا يعتبر الحديث ضعيفاً ؟؟ واضح جداً أنه أخذه عن جده رضي الله عنه

على سبيل المثال أنا شخصياً إن قلت ذهب أبي إلى فلان وأخبره كذا وكذا فهذا قطعاً سمعته من أبي

معذرة إن كانت الأسئلة ساذجة لكن أرجو إجابة

[أبو جاسم]

أخي الكريم فارس الإسلام حياك الله و أهلاً بك و بكل أسئلتك

أجيبك بإختصار شديد على سؤالك و إن شاء الله أزيدك توضيحاً بعد عودتي من العمل غداً .

قال ابن حجر في نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر

(( المرسل و مثاله :

والثاني: وهو ما سقط مِن آخره مَنْ بَعد التابعي، هو "المرسل".
وصورتُهُ: أن يقول التابعي -سواءٌ كان كبيراً أم صغيراً-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، أو فُعِلَ بحضرته كذا، ونحو ذلك.
وإنما ذُكِرَ في قِسْم المردود للجهل بحالِ المحذوفِ؛ لأنه يُحتمل أن يكون صحابياً، ويُحتمل أن يكون تابعياً.
وعلى الثاني يُحتمل أن يكون ضعيفاً، ويُحتمل أن يكون ثقةً، وعلى الثاني يُحتمل أن يكون حَمَل عن صحابي، ويُحتمل أن يكون حَمَل عن تابعي آخر، وعلى الثاني فيعود الاحتمالُ السابقُ، ويَتعدد. أمّا بالتجويز العقليّ فإلى ما لا نهاية له، وأمّا بالاستقراء فإلى ستةٍ أو سبعةٍ، وهو أكثرُ ما وُجِدَ مِن روايةِ بعضِ التابعين عن بعض. ))

الخلاصة أخي هناك قاعدة عند أهل العلم و هي (( ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال )) مع التذكير أن المرسل على الراجح عند أهل العلم يقبل بشروط فصّلها الأئمة النقاد و أشهرها كلام الإمام الشافعي في كتابه الرسالة على ما أذكر . و الله تعالى أعلى و أعلم .

جزاكم الله خيراً و نفع بكم و رفع قدركم في الدنيا و الأخرة

[سيل الحق المتدفق]

مراسيل كبار التابعين مثل سعيد بن المسيب مقبولة ، لان الراوي الساقط غالبا يكون صحابي ، و الصحابة كلهم عدول .
أما مراسيل أوساط و صغار التابعين ، فانها ضعيفة غير مقبولة ، لأن غالبا يكون الساقط صحابي أو غير صحابي ، فيمكن أن يكون راو غير ثقة .

والله أعلم .

[أبو جاسم]

مراسيل كبار التابعين مثل سعيد بن المسيب مقبولة ، لان الراوي الساقط غالبا يكون صحابي ، و الصحابة كلهم عدول .
أما مراسيل أوساط و صغار التابعين ، فانها ضعيفة غير مقبولة ، لأن غالبا يكون الساقط صحابي أو غير صحابي ، فيمكن أن يكون راو غير ثقة .

والله أعلم .

أخي الكريم قبول مرسل كبار التابعين هو رأي لبعض أهل العلم و البعض الأخر لا يقبله لنفس العلة التي يرد من خلالها مراسيل صغار التابعين .

صحيح أن إحتمالية أخذ كبار التابعين عن الصحابة أكبر من إحتمالية أخذ صغار التابعين عنهم إلا أن هذا الأمر لا يجعلنا نجزم بأخذ كبار التابعين عن الصحابة في كل حديث أرسلوه و عليه مرسل التابعي الكبير يتقّوى إن احتف بالقرائن التي تقّويه فيكون أقوى من غيره من المراسيل و الله تعالى أعلى و أعلم .

[فــارس الإســلام]

ولماذا لم ينطبق المثل على مراسيل صغار الصحابة ؟؟

أليس الصحابي يروي عن التابعي أحياناً ؟؟

[فــارس الإســلام]

للرفع وتجديد السؤال

[أبو جاسم]

ولماذا لم ينطبق المثل على مراسيل صغار الصحابة ؟؟

أليس الصحابي يروي عن التابعي أحياناً ؟؟

جاء في كتاب تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي

(( ( هذا كله في غير مرسل الصحابي أما مرسله ) كإخباره عن شيء فعله النبي صلى الله عليه و سلم أو نحوه مما يعلم أنه لم يحضره لصغر سنه أو تأخر إسلامه ( فمحكوم بصحته على المذهب الصحيح ) الذي قطع به الجمهور من اصحابنا وغيرهم وأطبق عليه المحدثون المشترطون للصحيح القائلون بضعف المرسل وفي الصحيحين من ذلك ما لا يحصى لأن أكثر رواياتهم عن الصحابة وكلهم عدول ورواياتهم عن غيرهم نادرة وإذا رووها بينوها بل أكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليس أحاديث مرفوعة بل إسرائيليات أو حكايات أو موقوفات ( وقيل إنه كمرسل غيره ) لا يحتج به ( إلا أن يبين الرواية عن صحابي ) زاده المصنف على ابن الصلاح وحكاه في شرح المهذب عن أبي إسحق الإسفرايني وقال الصواب الأول ))

ملاحظة ما هو باللون الأحمر من كلام الإمام النووي و ما هو باللون الأزرق من شرح الإمام السيوطي لكلام النووي .

و قال ابن حجر أيضاً في النكت على ابن الصلاح

(( 33 -قوله "بل الصواب أن يقال : لأن أكثر رواياتهم- يعني الصحابة - عن الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - إذ قد سمع جماعة من الصحابة من بعد التابعين".
قلت: وهو تعقب صحيح، لكن ألزم بعض الحنفية من يرد المرسل بأنه يلزم على أصلهم عدم قبول مراسيل الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - .
وتقرير ذلك أنه إذا لم يعلم أنه سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - احتمل أن يكون سمعه منه، أو من صحابي آخر، أو من تابعي ثقة، أو من تابعي ضعيف، فكيف يجعل حجة والاحتمال قائم؟
والانفصال عن ذلك أن يقال: قول الصحابي: قال - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهر في أنه سمعه منه أو من صحابي آخر، فالاحتمال أن يكون سمعه من تابعي ضعيف نادر جداً لا يؤثر في الظاهر، بل حيث رووا عن من هذا سبيله بيّنوه وأوضحوه.
وقد تتبعت روايات الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - عن التابعين وليس فيها من رواية صحابي عن تابعي ضعيف في الأحكام شيء يثبت. فهذا يدل على ندور أخذهم عن من يضعف من التابعين - والله أعلم - ))

الخلاصة أخي الكريم أن صغار الصحابة دل الاستقراء و التتبع من الأئمة النقاد على أن أغلب روايتهم كانت عن الصحابة لا عن التابعين و بما أن الصحابة عدول فالجهل بهم لا يضر و أما روايتهم عن غيرهم من التابعين نادرة و بينوها و هي في أغلبها روايات ليست مرفوعة إلا النبي صلى الله عليه و سلم . هذا و الله أعلى و أعلم .

[فــارس الإســلام]

جزاكم الله خيراُ

[سيل الحق المتدفق]

و للحافظ ابن حجر رحمه الله مصنف موسوم ب: " نزهة السامعين في روايات الصحابة عن التابعين"

تستطيع تحميله على هذا الرابط :

مخطوطا :
http://www.wadod.com/book####f/book/612

بصيغة الشاملة (اضغط على أيقونة الكتاب) :
http://shamela.ws/index.php/book/6009

[فــارس الإســلام]

و للحافظ ابن حجر رحمه الله مصنف موسوم ب: " نزهة السامعين في روايات الصحابة عن التابعين"

الحافظ ابن حجر رحمه الله ينقل روايات مختصرة عن الخطيب ولم أجد متونها في كتب الخطيب المطبوعة