ابن النعمان
2011-02-16, 07:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الخطيئة الاصلية ...و الحكمة الاصلية
قد تم التأكيد فيما سبق على الحكمة والغاية من الفعل الالهى وإلا لتصق به الهراء والعبث وتعالى الله عن ذلك ولا يبقى لنا في إطار هذا الموضوع إلا مناقشة الحكمة من تجريم الفعل في الأساس الذي يمكن إن نبدأه بهذا السؤال .
لماذا نهى الله تعالى سيدنا ادم عليه السلام عن الأكل من الشجرة وما هي الحكمة من النهى في الأساس بشكل العام ؟
ليس هناك إلا شيئين لو فكرنا قليلا
1- منع الضرر العام الذى قد يمكن إن يترتب على هذا الفعل (الذى سوف ينهى عن فعله)
2- الاختبار والابتلاء والتقييم
وبالطبع الشيء الأول مستبعد تماما لان الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء او كما يقول النصارى كلى القدرة فى نفس الوقت الذى لا يمكن إن نستبعد فيه الشىء الثانى مما يعنى إن الحكمة من تجريم الاكل من الشجرة كانت لاختبار وتقييم ادم هذا سوف ينقلنا الى نقطة اخرى وهو مناقشة احاطة العلم الالهى وتعلقه بذلك المشهد وتلك القضية ونبدأه ايضا بهذا السؤال .
هل علم الله محيط وخارق لحواجز النفس والزمان والمكان ام لا ؟
الاجابة يمكن إن نتلقاها من قرأة بعض الصفحات من كتاب معجزة القرآن للشيخ الشعراوى كما يمكن إن نصل اليها من جانب اخر بالبداهة العقلية ثم سماع شهادة الفطرة .
اما اذا تركنا المجال للبداهة العقلية بغض النظر عن ما ورد فى القرآن الكريم من خرق لحاجز الزمان والنفس والمكان فسوف نجد إن العلم الالهى يجب إن يكون محيط وخارق لكل الحواجز والابواب الظاهر والباطن سواء كانت للنفس أو الزمان أو المكان أو غير ذلك على العموم والخصوص لسبب بسيط .
هو كون الايمان (القضية الاساسية المتعلقة بالحكمة من الخلق) متعلق بالقلب أو بداخل الإنسان أو باطنه الخفى (فأذا لم يظهر هذا الجانب للناس يجب إن يكون ظاهرا لله و لعدم حسم بعض القضايا فى الحياة نظرا للغموض والخفاء المحيط بها فيما يتعلق بهذه الجوانب الداخلية الخفية فلابد من اعادة للمحاكمة فى الحياة الاخرة مع ظهور كل الجوانب من اسباب وملابثات وظواهر وبواطن) ويحسم الامر فى ذلك كون النفاق والرياء موجود فى كل زمان ومكان فمن هو الذى سوف يحكم فى ذلك غير الله وكيف يحكم الله أو يحاسب الانسان وهو لا يتمتع بهذه الصفة أو الميزة (الشمول والاحاطة فى العلم) واذا لم يحدث ذلك فسوف يكون عرضة لخداع البشر وغيرهم من المخلوقات عند الوصول الى القضايا المتعلقة بهذه الحواجز واهمها الايمان (فالايمان من عمل القلب) فيمكن للانسان إن ينكر كفره وجحوده وعدم اعترافه او نفاقه الذى يعطى ظاهر خلاف باطن ولا يمكن انكار إن بعض الناس كانوا كثيرا ما يتظاهرون بالايمان وما يتتطلبه من عبادة أو عمل لاتقان الدور ليجدوا بذلك منفذ لهدم الدين اوالتدليس والتشكيك والقاء الشبهات وبذلك لن يكون للايمان اى معنى .
وفيما يتعلق بذلك يقول الدكتور حسين كفافى : كانت اساليب اضطهاد اليهود للمسيحين تتمثل فى ثلاثة اساليب :
اولا : الاسلوب المباشر بالتعذيب والانتقام .
ثانيا : اسلوب الوشاية لدى السلطات الرومانية لخلق الوقيعة بينهم وبين المسيحين .
ثالثا : اسلوب الخداع لتحريف الفكر السليم .
وتمثلت فى محاولات دؤوبة لتحريف الاناجيل وخلق المذاهب المغرضة العديدة حتى تضرب من الداخل بعضها البعض بالنزاع والتشاجر بين اتباعها حيث اخذ اليهود يشككون فى اقوال الرسل ويؤكدون على نقاط الاختلاف فى اقوال الدعاة والتلاميذ والحواريون وتعميقها لخلق عوامل الفرقة وتاكيد عوامل الخلاف فتحدث عرقلة للدعوة والكرازة العالمية مثلما حدث فى صدر الاسلام عندما وضعوا بذور التشيح مما ادى الى خروج العديد من النحل والمذاهب التى تخرج عن الاسلام بدرجات متفاوته مثل البهائية والقاديانية والعلوية والاثنى عشرية وايضا مذاهب جديدة لتكفير المسلمين وبعد ذلك استطاع اليهود ان يزيدوا الفرقة المسيحية بخلق مذاهب غريبة مثل شهود يهوه والسبتين .. والماسونية والالحاد . ]المسيحية والاسلام فى مصر – الدكتور حسين كفافى ص 26 , 37 , 38 مكتبة الاسرة [
ومما سبق نجد إن الشمول والاحاطة فى العلم لازمة من لوازم الالوهية .
وعلم الإنسان بذلك فطرى وبديهى حتى ولو كان من شياطين البشر أو من الضالين المضلين لذلك نجد مثلا سفاح قذر مثل بليدا يصرح بذلك ويشهد له (( على احاطة علم الله وشموليته)) عندما " طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، و حجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين و الكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. يقول د. لوبون: «الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية» ". (حضارة العرب – جستاف لوبون)
ففطرة هذا القذر تفضحة وتقول على لسانه إن الله يعلم السر واخفى .
هذا ينقلنا الى سؤال ثالث .
اذا كان الله عالم بالسر وما هو اخفى فهل يمكن ان يكتفى بهذا العلم لعقاب الخاطىء ام لابد من شىء اخر ؟
بدايتا لو كان الله يكتفى بعلمه فقط كذريعة للعقاب لالقى بادم فى النار من مبدأ الخلق أو بعده مباشرة لعلمة بطبيعته الشريرة وكونه سوف يفعل الخطأ ويعصى الاله وما هى الا مسألة وقت وسوف يأكل من الشجرة كما سبق فى علمه تعالى فلا يمكن الهروب من ذلك اذن مسألة الطبيعة سواء كانت شريرة أو غير ذلك أو القابلية لفعل الخطأ أو حتى الفعل المؤكد للخطأ والعلم الالهى المسبق بكل ذلك وحدوثه ليس ذريعة للعقاب وما سبق يثبت ذلك.
وما حدث لادم يؤكد عليه فلم يوصف ادم بخاطىء الا بعد الفعل ولم يصبح مستحقا للعقاب الا ايضا بعد ذلك فالله سبحانه وتعالى لا يعاقب احد بعلمه بل بشاهد من الانسان على الإنسان وهو فعله أو عمله حتى لا يكون هناك حجة أو عذر أو مماطلة منه أو اعتراض واحتجاج من غيره ويمكن إن نشبه ذلك بمعلم يعرف مستوى تلاميذه بديتا من المهمل و الكسول وانتهائا بالذكى و المجتهد و النجيب ومع علمه بذلك لا يستطيع إن يعطى ايا منهم الدرجة التى يستحقها الا بعد إن يقنن ذلك ويقره بوضع اختبار يؤكد على هذه المعرفة ويقرها مع علمه بذلك مسبقا أو بمعنى اخر من خلال اختبار تتطابق فيه درجات المعرفة المسبقة مع التحرير .
واذا قسنا كل ذلك على ابناء ادم فلن يكون هناك اى ذريعة لعقابهم أو تسميتهم قبل اكتساب الخطأ بخاطئين فالله سبحانه وتعالى كما قلنا لا يعاقب الإنسان بعلمه ولا لكان قد عاقب ادم قبل فعله للخطيئة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الخطيئة الاصلية ...و الحكمة الاصلية
قد تم التأكيد فيما سبق على الحكمة والغاية من الفعل الالهى وإلا لتصق به الهراء والعبث وتعالى الله عن ذلك ولا يبقى لنا في إطار هذا الموضوع إلا مناقشة الحكمة من تجريم الفعل في الأساس الذي يمكن إن نبدأه بهذا السؤال .
لماذا نهى الله تعالى سيدنا ادم عليه السلام عن الأكل من الشجرة وما هي الحكمة من النهى في الأساس بشكل العام ؟
ليس هناك إلا شيئين لو فكرنا قليلا
1- منع الضرر العام الذى قد يمكن إن يترتب على هذا الفعل (الذى سوف ينهى عن فعله)
2- الاختبار والابتلاء والتقييم
وبالطبع الشيء الأول مستبعد تماما لان الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء او كما يقول النصارى كلى القدرة فى نفس الوقت الذى لا يمكن إن نستبعد فيه الشىء الثانى مما يعنى إن الحكمة من تجريم الاكل من الشجرة كانت لاختبار وتقييم ادم هذا سوف ينقلنا الى نقطة اخرى وهو مناقشة احاطة العلم الالهى وتعلقه بذلك المشهد وتلك القضية ونبدأه ايضا بهذا السؤال .
هل علم الله محيط وخارق لحواجز النفس والزمان والمكان ام لا ؟
الاجابة يمكن إن نتلقاها من قرأة بعض الصفحات من كتاب معجزة القرآن للشيخ الشعراوى كما يمكن إن نصل اليها من جانب اخر بالبداهة العقلية ثم سماع شهادة الفطرة .
اما اذا تركنا المجال للبداهة العقلية بغض النظر عن ما ورد فى القرآن الكريم من خرق لحاجز الزمان والنفس والمكان فسوف نجد إن العلم الالهى يجب إن يكون محيط وخارق لكل الحواجز والابواب الظاهر والباطن سواء كانت للنفس أو الزمان أو المكان أو غير ذلك على العموم والخصوص لسبب بسيط .
هو كون الايمان (القضية الاساسية المتعلقة بالحكمة من الخلق) متعلق بالقلب أو بداخل الإنسان أو باطنه الخفى (فأذا لم يظهر هذا الجانب للناس يجب إن يكون ظاهرا لله و لعدم حسم بعض القضايا فى الحياة نظرا للغموض والخفاء المحيط بها فيما يتعلق بهذه الجوانب الداخلية الخفية فلابد من اعادة للمحاكمة فى الحياة الاخرة مع ظهور كل الجوانب من اسباب وملابثات وظواهر وبواطن) ويحسم الامر فى ذلك كون النفاق والرياء موجود فى كل زمان ومكان فمن هو الذى سوف يحكم فى ذلك غير الله وكيف يحكم الله أو يحاسب الانسان وهو لا يتمتع بهذه الصفة أو الميزة (الشمول والاحاطة فى العلم) واذا لم يحدث ذلك فسوف يكون عرضة لخداع البشر وغيرهم من المخلوقات عند الوصول الى القضايا المتعلقة بهذه الحواجز واهمها الايمان (فالايمان من عمل القلب) فيمكن للانسان إن ينكر كفره وجحوده وعدم اعترافه او نفاقه الذى يعطى ظاهر خلاف باطن ولا يمكن انكار إن بعض الناس كانوا كثيرا ما يتظاهرون بالايمان وما يتتطلبه من عبادة أو عمل لاتقان الدور ليجدوا بذلك منفذ لهدم الدين اوالتدليس والتشكيك والقاء الشبهات وبذلك لن يكون للايمان اى معنى .
وفيما يتعلق بذلك يقول الدكتور حسين كفافى : كانت اساليب اضطهاد اليهود للمسيحين تتمثل فى ثلاثة اساليب :
اولا : الاسلوب المباشر بالتعذيب والانتقام .
ثانيا : اسلوب الوشاية لدى السلطات الرومانية لخلق الوقيعة بينهم وبين المسيحين .
ثالثا : اسلوب الخداع لتحريف الفكر السليم .
وتمثلت فى محاولات دؤوبة لتحريف الاناجيل وخلق المذاهب المغرضة العديدة حتى تضرب من الداخل بعضها البعض بالنزاع والتشاجر بين اتباعها حيث اخذ اليهود يشككون فى اقوال الرسل ويؤكدون على نقاط الاختلاف فى اقوال الدعاة والتلاميذ والحواريون وتعميقها لخلق عوامل الفرقة وتاكيد عوامل الخلاف فتحدث عرقلة للدعوة والكرازة العالمية مثلما حدث فى صدر الاسلام عندما وضعوا بذور التشيح مما ادى الى خروج العديد من النحل والمذاهب التى تخرج عن الاسلام بدرجات متفاوته مثل البهائية والقاديانية والعلوية والاثنى عشرية وايضا مذاهب جديدة لتكفير المسلمين وبعد ذلك استطاع اليهود ان يزيدوا الفرقة المسيحية بخلق مذاهب غريبة مثل شهود يهوه والسبتين .. والماسونية والالحاد . ]المسيحية والاسلام فى مصر – الدكتور حسين كفافى ص 26 , 37 , 38 مكتبة الاسرة [
ومما سبق نجد إن الشمول والاحاطة فى العلم لازمة من لوازم الالوهية .
وعلم الإنسان بذلك فطرى وبديهى حتى ولو كان من شياطين البشر أو من الضالين المضلين لذلك نجد مثلا سفاح قذر مثل بليدا يصرح بذلك ويشهد له (( على احاطة علم الله وشموليته)) عندما " طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، و حجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين و الكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. يقول د. لوبون: «الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية» ". (حضارة العرب – جستاف لوبون)
ففطرة هذا القذر تفضحة وتقول على لسانه إن الله يعلم السر واخفى .
هذا ينقلنا الى سؤال ثالث .
اذا كان الله عالم بالسر وما هو اخفى فهل يمكن ان يكتفى بهذا العلم لعقاب الخاطىء ام لابد من شىء اخر ؟
بدايتا لو كان الله يكتفى بعلمه فقط كذريعة للعقاب لالقى بادم فى النار من مبدأ الخلق أو بعده مباشرة لعلمة بطبيعته الشريرة وكونه سوف يفعل الخطأ ويعصى الاله وما هى الا مسألة وقت وسوف يأكل من الشجرة كما سبق فى علمه تعالى فلا يمكن الهروب من ذلك اذن مسألة الطبيعة سواء كانت شريرة أو غير ذلك أو القابلية لفعل الخطأ أو حتى الفعل المؤكد للخطأ والعلم الالهى المسبق بكل ذلك وحدوثه ليس ذريعة للعقاب وما سبق يثبت ذلك.
وما حدث لادم يؤكد عليه فلم يوصف ادم بخاطىء الا بعد الفعل ولم يصبح مستحقا للعقاب الا ايضا بعد ذلك فالله سبحانه وتعالى لا يعاقب احد بعلمه بل بشاهد من الانسان على الإنسان وهو فعله أو عمله حتى لا يكون هناك حجة أو عذر أو مماطلة منه أو اعتراض واحتجاج من غيره ويمكن إن نشبه ذلك بمعلم يعرف مستوى تلاميذه بديتا من المهمل و الكسول وانتهائا بالذكى و المجتهد و النجيب ومع علمه بذلك لا يستطيع إن يعطى ايا منهم الدرجة التى يستحقها الا بعد إن يقنن ذلك ويقره بوضع اختبار يؤكد على هذه المعرفة ويقرها مع علمه بذلك مسبقا أو بمعنى اخر من خلال اختبار تتطابق فيه درجات المعرفة المسبقة مع التحرير .
واذا قسنا كل ذلك على ابناء ادم فلن يكون هناك اى ذريعة لعقابهم أو تسميتهم قبل اكتساب الخطأ بخاطئين فالله سبحانه وتعالى كما قلنا لا يعاقب الإنسان بعلمه ولا لكان قد عاقب ادم قبل فعله للخطيئة .