مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني
ساجدة لله
2010-10-18, 08:56 AM
1601 " إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 131 :
أخرجه أحمد ( 4 / 366 ) من طريق أبي حيان التيمي حدثني يزيد بن حيان التيمي
.... و حدثنا # زيد ( بن أرقم ) # قال : فذكره , و هو مرفوع و لكنه لم يصرح
برفعه .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري
مرفوعا نحوه . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 587 ) من طريق محمد بن أبي ليلى عن عطية
العوفي عنه . و هذا إسناد ضعيف . لكن يقويه أن أحمد أخرجه ( 3 / 29 ) من طريق
ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه نحوه . و أخرجه مسلم ( 8 / 154 )
و الترمذي ( 4 / 341 ) و الحاكم ( 4 / 595 ) و ابن حبان ( 2616 ) و أحمد ( 2 /
328 و 334 و 537 ) من طرق عن أبي هريرة مرفوعا مختصرا . و أحمد ( 2 / 26 ) من
حديث أبي يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا به مختصرا
. قلت : و الطويل و القتات فيهما ضعف , لكن لا بأس بهما في الشواهد .
1602 " إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن , يصل من وصلها و يقطع من قطعها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 132 :
أخرجه أحمد ( 1 / 321 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 538 - بتحقيقي ) عن
ابن جريج قال : أخبرني زياد أن صالحا مولى التوأمة أخبره أنه سمع # ابن عباس #
يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة ,
ففيه كلام , و الذي يتحرر منه ما ذهب إليه الإمام أحمد و غيره أن من سمع منه
قديما فهو حجة , و إلا فلا . و قال ابن عدي : " لا بأس به إذا روى عنه القدماء
مثل ابن أبي ذئب و ابن جريج و زياد بن سعد , و من سمع منه بأخرة فهو مختلط (
يعني فهو ضعيف ) و لا أعرف له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة و حدث عنه من سمع
منه قبل الاختلاط " .
قلت : و هذا الحديث من رواية زياد بن سعد عنه كما ترى , فالحديث جيد , إن شاء
الله تعالى . و قد صح الحديث عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا نحوه , و هو مخرج
في " تخريج الحلال و الحرام " ( 405 ) . و للحديث شواهد كثيرة يأتي أحدها برقم
( 2474 ) .
( شجنة ) بتثليث الشين المعجمة : الشعبة من كل شيء , كما في " المعجم الوسيط "
. و في " الترغيب " ( 3 / 226 ) : " قال أبو عبيد : يعني قرابة مشتبكة كاشتباك
العروق " .
و ( الحجزة ) بضم الحاء المهملة : موضع شد الإزار من الوسط . و يقال : أخذ
بحجزته : التجأ إليه و استعان به كما في " المعجم " . و راجع " الأسماء و
الصفات " للبيهقي ( ص 369 ) .
1603 " إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه , و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 133 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 4757 - نسختي ) : حدثنا عبيد الله بن محمد
العمري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
# أبي هريرة و عائشة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اطلع من بيته و الناس
يصلون يجهرون بالقراءة فقال لهم : فذكره و قال : " لم يروه عن محمد بن عمرو إلا
أبو أويس تفرد به ابنه " .
قلت : و هو صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه كما قال الحافظ , و قال الذهبي في
" الضعفاء " : " صدوق , ضعفه النسائي , و ابن عدي قال : يسرق الحديث كأبيه " .
و محمد بن عمرو حسن الحديث لكن قد خولف في إسناده , فقال الإمام أحمد ( 3 / 94
) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي سعيد الخدري قال : " اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ,
فسمعهم يجهرون بالقراءة , و هو في قبة له , فكشف الستور و قال : ألا إن كلكم
مناج ربه , فلا يؤذين بعضكم بعضا , و لا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة . أو قال
: في الصلاة . و هكذا أخرجه أبو داود ( 1 / 209 - تازية ) : حدثنا الحسن بن علي
حدثنا عبد الرزاق به . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
قلت : فجعله من مسند أبي سعيد الخدري , لا من مسند أبي هريرة و عائشة , و هو
الصواب . و للحديث شاهد من حديث البياضي : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج على الناس و هو يصلون و قد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي
ربه , فلينظر بما يناجيه , و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن " . و قد روي عنه
من أربعة وجوه مختلفة , كما تقدم بيانه برقم ( 1597 ) . و حديث الترجمة عزاه
السيوطي للحاكم من حديث أبي هريرة بلفظ : " إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي
ربه فلينظر كيف يناجيه " . و لم أره في " مستدرك الحاكم " ! و قد عزاه المناوي
لأحمد و النسائي و البيهقي و لم أره عندهم عن أبي هريرة , و إنما رأيته عندهم -
حاشا النسائي - من حديث أبي سعيد المتقدم و من حديث البياضي المذكور عند أحمد .
و قد مضيا قريبا برقم ( 1597 ) . ثم وقفت على حديث أبي هريرة في " المستدرك "
بواسطة فهرسي الذي وضعته له أخيرا , و هو تحت الطبع , أخرجه ( 1 / 235 - 236 )
من طريق محمد بن إسحاق أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال : صلى
بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر , فلما سلم نادى رجلا كان في آخر
الصفوف فقال : " يا فلان ! ألا تتقي الله , ألا تنظر كيف تصلي ? ! إن أحدكم إذا
قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه , فلينظر كيف يناجيه , إنكم ترون أني لا أراكم ,
إني و الله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي " . و هو في " مسند أحمد " ( 2
/ 449 ) من هذا الوجه دون فقرة المناجاة , و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم
" . و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو حسن فقط كما نبهنا عن ذلك مرارا في أحاديث ابن إسحاق . و على
كل حال فروايته للحديث بسنده الصحيح عن أبي هريرة , يدل على أن لحديث الترجمة
أصلا أصيلا عنه , فهو شاهد قوي له . و الله أعلم .
ساجدة لله
2010-10-18, 08:56 AM
1604 " ليبيتن قوم من هذه الأمة على طعام و شراب و لهو , فيصبحوا قد مسخوا قردة
و خنازير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 135 :
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 126 ) من طريق علي بن يونس الأصبهاني
حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا فرقد السبخي عن
قتادة عن سعيد بن المسيب عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره , و قال : " غريب من حديث قتادة عن سعيد , تفرد به علي بن يونس عن
أبي داود " .
قلت : و هو ثقة كما قال أبو الشيخ في " طبقات المحدثين " ( 2 / 74 / 2 ) , و هو
في " مسند الطيالسي " ( 1137 ) و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 153 / 1
- 2 ) نحوه . و سائر الرجال ثقات غير فرقد السبخي فإنه ضعيف . و قد روي عنه على
وجوه أخرى , فقال أحمد ( 5 / 259 ) : حدثنا سيار بن حاتم حدثنا جعفر قال : أتيت
فرقدا يوما فوجدته خاليا , فقلت : يا ابن أم فرقد لأسألنك اليوم عن هذا الحديث
, فقلت : أخبرني عن قولك في الخسف و القذف أشيء تقوله أنت : أو تأثره عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم , قال : لا , بل آثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
, قلت : و من حدثك ? قال : حدثني عاصم بن عمر البجلي عن أبي أمامة عن النبي صلى
الله عليه وسلم , و حدثني قتادة عن سعيد بن المسيب , و حدثني به إبراهيم النخعي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تبيت طائفة من أمتي على أكل و شرب و
لهو و لعب , ثم يصبحون قردة و خنازير , فيبعث على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم
كما نسفت من كان قبلهم باستحلالهم الخمور و ضربهم بالدفوف و اتخاذهم القينات "
. و تابعه صدقة بن موسى عن فرقد السبخي حدثنا أبو منيب الشامي عن أبي عطاء عن
عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , و حدثني شهر بن حوشب عن عبد
الرحمن بن غنم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : و حدثني عاصم بن عمرو
البجلي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : و حدثني سعيد بن
المسيب أو حدثت عنه عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" و الذي نفسي بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر و بطر , و لعب و لهو , فيصبحوا
قردة و خنازير باستحلالهم المحارم و القينات و شربهم الخمر و أكلهم الربا
و لبسهم الحرير " . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 5 / 329 ) .
قلت : و ذكر الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 75 ) رواية عبد الله هذه , و التي
قبلها و قال : " و فرقد ضعيف " . و قال الحافظ : " صدوق عابد لكنه لين الحديث
كثير الخطأ " .
قلت : و لذلك لا يتحمل منه تفرده بهذه الطرق العدة , دون كل الثقات الأثبات .
لكن للحديث شواهد يتقوى بها إن شاء الله تعالى , و قد مضى ذكر بعضها برقم ( 90
و 91 ) , فهو بها حسن .
1605 " كان إذا ودع الجيش قال : أستودع الله دينكم و أمانتكم و خواتيم أعمالكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 137 :
أخرجه المحاملي في " الدعاء " ( ق 30 / 2 ) : حدثنا العباس بن محمد حدثنا يحيى
ابن إسحاق أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب عن # عبد
الله بن يزيد الخطمي # مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات من رجال مسلم غير العباس بن محمد
و أبي جعفر الخطمي - و اسمه عمير بن يزيد - و هما ثقتان مترجمان في " التهذيب "
. و عبد الله بن يزيد الخطمي صحابي صغير , له في " مسند أحمد " ( 4 / 307 )
حديثان . و قد تقدم هذا الحديث برقم ( 15 ) من مصدرين آخرين , أبي داود و ابن
السني , فقدر أن أعيده هنا بهذا المصدر الحديث لعزته و ندرته , كما تقدم له
هناك بعض الشواهد ( 14 و 16 ) . هذا , و إن مما يؤسف له حقا أن ترى هذا الأدب
النبوي الكريم , قد صار مما لا أثر له و لا عين عند قواد جيوش زماننا , فإنهم
يودعون الجيوش على أنغام الآلات الموسيقية التي يرى بعض الدعاة الإسلاميين
اليوم أنه لا شيء فيها , تقليدا منهم لظاهرية ابن حزم التي قد يسخرون منها
عندما تخالف آراءهم - و لا أقول : أهواءهم , و لا يتبعون أقوال الأئمة الأربعة
و غيرهم الموافقة للأحاديث الصحيحة و الصريحة في تحريم المعازف , تيسيرا على
الناس بزعمهم ! فإلى الله المشتكى من غربة الإسلام , و قلة من يعمل بأحكامه في
هذا الزمان , و يشكك فيها بالخلاف الواقع في الكثير منها , ليأخذ منها ما يشتهي
, دون أن يحكم فيه قوله تعالى : *( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول
إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر )* , فكأن هذه الآية منسوخة عنده . و الله
المستعان .
1606 " إن الشيخ يملك نفسه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 138 :
أخرجه أحمد ( 2 / 185 و 221 ) عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن قيصر
التجيبي عن # عبد الله بن عمرو بن العاص # قال : " كنا عند النبي صلى الله عليه
وسلم , فجاء شاب فقال : يا رسول الله أقبل و أنا صائم ? قال : " لا " . فجاء
شيخ فقال : أقبل و أنا صائم ? قال : " نعم " . قال : فنظر بعضنا إلى بعض فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سيء
الحفظ . لكن لحديثه شواهد كنت ذكرتها قديما في " التعليقات الجياد " يتقوى
الحديث بها . و من شواهده ما أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11040 )
من طريق حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " رخص للشيخ
( أن يقبل ) و هو صائم , و نهى الشاب " . و رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي
( 3 / 166 ) , فهو صحيح لولا عنعنة حبيب , فإنه مدلس . و أخرج أيضا ( 10604 )
من طريق عطية قال : سأل شاب ابن عباس : أيقبل و هو صائم ? قال : لا . ثم جاء
شيخ فقال : أيقبل و هو صائم ? قال : نعم . قال الشاب : سألتك أقبل و أنا صائم ?
فقلت : لا . و سألك هذا : أيقبل و هو صائم ? فقلت : نعم , فكيف يحل لهذا ما
يحرم على هذا , و نحن على دين واحد ? فقال له ابن عباس : إن عروق الخصيتين
معلقة بالأنف , فإذا شم الأنف تحرك الذكر , و إذا تحرك الذكر دعا إلى ما هو
أكبر من ذاك , و الشيخ أملك لإربه , و ذاك بعد ما ذهب بصر عبد الله , و خلفه
امرأة , فقيل : يا ابن عباس إن خلفك امرأة ! قال : أف لك من جليس قوم .
قلت : و عطية - و هو العوفي - ضعيف مدلس .
ساجدة لله
2010-10-18, 08:57 AM
1607 " إن السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض , فأفشوه فيكم , فإن الرجل
إذا سلم على قوم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لأنه ذكرهم , فإن لم يردوا
عليه رد عليه من هو خير منهم و أطيب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 139 :
رواه الطبراني ( رقم 10391 ) عن سفيان بن بشر أخبرنا أيوب بن جابر عن الأعمش عن
زيد بن وهب عن # عبد الله # مرفوعا .
قلت : و سفيان بن بشر لم أجد له ترجمة . و أيوب بن جابر ضعيف , لكنه قد توبع من
غير واحد . الأول : محمد بن جعفر المدائني : أخبرنا ورقاء عن الأعمش به . أخرجه
الطبراني ( 10392 ) و البزار في " مسنده " ( رقم - 1999 ) و ابن حبان في " روضة
العقلاء " ( ص 59 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن كما بينته في " الروض النضير " تحت الحديث ( 1075 ) .
الثاني : عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن الأعمش به . أخرجه البزار أيضا .
و عبد الرحمن و أبوه فيهما ضعف من قبل حفظهما , فيستشهد بهما . و الجملة الأولى
من الحديث لها شاهد من حديث أنس و أبي هريرة و هما مخرجان في " الروض النضير "
( 2 / 457 ) .
قلت : و من إفشاء السلام , السلام على المصلي و التالي للقرآن و الطاعم و غيرهم
, و بسط ذلك له مجال آخر .
1608 " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب و لكن في التحريش بينهم "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 140 :
حديث صحيح , مما حفظه لنا # جابر بن عبد الله الأنصاري # رضي الله عنهما , و له
عن طرق :
الأولى : عن الأعمش عن أبي سفيان عنه . أخرجه مسلم ( 8 / 138 ) و الترمذي ( 3 /
127 ) و أحمد ( 3 / 313 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 609 ) و قال الترمذي :
" هذا حديث حسن , و أبو سفيان اسمه طلحة بن نافع " .
قلت : بل هو صحيح لطريقه الآتية . و ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 284
) من رواية المسيب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش به , و عن أبي إسحاق
الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
. و قال : " قال أبي : أحد هذين باطل " .
قلت : الأول محفوظ قطعا لأن جماعة من الثقات رووه عن الأعمش به . فالآخر هو
الباطل . و علته من المسيب بن واضح , فإنه سيء الحفظ .
الثانية : عن صفوان عن ماعز التميمي عنه به دون ذكر جزيرة العرب . أخرجه أحمد (
3 / 354 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 2 / 1 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير ماعز هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 4 / 391 ) من
رواية صفوان هذا و هو ابن عمرو السكسكي و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أما
ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 3 / 266 ) من رواية الزهري عنه .
الثالثة : عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : فذكره موقوفا دونها
أيضا . أخرجه أحمد ( 3 / 384 ) : حدثنا روح حدثنا ابن جريج حدثنا أبو الزبير .
و هذا إسناد موقوف صحيح على شرط مسلم , و هو في حكم المرفوع , و قد جاء مرفوعا
فيما سبق من الطرق , و في هذه أيضا في رواية لأحمد قال ( 3 / 366 ) : " حدثنا
أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( فذكره ) . حدثناه وكيع عن سفيان معناه " . و هكذا أخرجه أبو يعلى ( 2
/ 577 ) من طريق عبد الرحمن عن سفيان به .
1609 " إن الشيطان ليفرق منك يا عمر ! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 142 :
أخرجه أحمد ( 5 / 353 ) و الترمذي ( 4 / 316 ) و ابن حبان ( 2186 ) مختصرا من
طريق الحسين بن واقد حدثني # عبد الله بن بريدة عن أبيه # : " أن أمة سوداء أتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم و رجع من بعض مغازيه , فقالت : إني كنت نذرت : إن
ردك الله صالحا أن أضرب عندك بالدف ! قال : " إن كنت فعلت فافعلي , و إن كنت لم
تفعلي فلا تفعلي " . فضربت , فدخل أبو بكر و هي تضرب و دخل غيره و هي تضرب , ثم
دخل عمر , قال : فجعلت دفها خلفها و هي مقنعة , فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( فذكره ) و زاد : " أنا جالس ههنا , و دخل هؤلاء , فلما أن دخلت فعلت
ما فعلت " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و في الحسين كلام لا يضر . و قد يشكل
هذا الحديث على بعض الناس لأن الضرب بالدف معصية في غير النكاح و العيد ,
و المعصية لا يجوز نذرها و لا الوفاء بها . و الذي يبدو لي في ذلك أن نذرها لما
كان فرحا منها بقدومه صلى الله عليه وسلم صالحا سالما منتصرا , اغتفر لها السبب
الذي نذرته لإظهار فرحها , خصوصية له صلى الله عليه وسلم دون الناس جميعا , فلا
يؤخذ منه جواز الدف في الأفراح كلها . لأنه ليس هناك من يفرح كالفرح به صلى
الله عليه وسلم , و لمنافاة ذلك لعموم الأدلة المحرمة للمعازف و الدفوف و غيرها
, إلا ما استثنى كما ذكرنا آنفا .
ساجدة لله
2010-10-18, 08:57 AM
1610 " إن الصالحين يشدد عليهم , و إنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا
أحطت بها عنه خطيئة و رفع بها درجة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 143 :
أخرجه أحمد ( 6 / 160 ) و ابن حبان ( 702 ) و الحاكم ( 4 / 320 ) أوله فقط من
طريق معاوية بن سلام قال : سمعت يحيى بن أبي كثير قال : أخبرني أبو قلابة أن
عبد الرحمن بن شيبة أخبره أن # عائشة # أخبرته : " أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم طرقه وجع , فجعل يشتكي , و يتقلب على فراشه , فقالت عائشة : لو صنع هذا
بعضنا لوجدت عليه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره , و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و رجاله ثقات رجال مسلم
غير عبد الرحمن بن شيبة و هو ثقة . و تابعه علي و هو ابن المبارك عن يحيى به .
أخرجه أحمد ( 6 / 215 ) . و للحديث في " صحيح مسلم " ( 8 / 15 - 16 ) طرق أخرى
عن عائشة نحوه و في بعضها : " إلا كتب الله له بها حسنة , أو حط عنه بها خطيئة
" .
1611 " إن العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته : يا ملائكتي أنا قيدت عبدي بقيد من
قيودي , فإن أقبضه أغفر له و إن أعافه فحينئذ يقعد و لا ذنب له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 143 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7697 ) و الحاكم ( 4 / 313 ) عن عفير بن معدان
عن سليم بن عامر عن # أبي أمامة # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و اللفظ للحاكم و قال : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي
بقوله : " قلت عفير واه " .
قلت : و هو كما قال الذهبي رحمه الله , و قال الحافظ : " هو ضعيف " , و كذا قال
الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 291 ) .
قلت : لكن له شاهد يرويه إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي
الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق , و هجر بالرواح , فلقي شداد بن أوس
و الصنابحي معه , فقلت : أين تريدان يرحمكما الله ? قالا : نريد ههنا إلى أخ
لنا مريض نعوده , فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له : كيف أصبحت ?
قال : أصبحت بنعمة , فقال له شداد : أبشر بكفارات السيئات و حط الخطايا , فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عز وجل يقول : إني إذا
ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته , فإنه يقوم من مضجعه ذلك
كيوم ولدته أمه من الخطايا , و يقول الرب عز وجل : أنا قيدت عبدي و ابتليته ,
فأجروا له كما كنتم تجرون له و هو صحيح " . أخرجه أحمد ( 4 / 123 ) و الطبراني
في " الكبير " ( 7136 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , و في راشد بن داود الصنعاني كلام يسير لا
ينزل حديثه عن رتبة الحسن , و قدأشار الحافظ إلى ذلك بقوله فيه : " صدوق له
أوهام " . و أما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 303 - 304 ) : " رواه
أحمد و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن
راشد الصنعاني و هو ضعيف في غير الشاميين " . ففيه ذهول عن أن الصنعاني هذا ليس
نسبة إلى " صنعاء اليمين " و إنما هو منسوب إلى صنعاء دمشق كما في " التقريب "
, فهو شامي , و إسماعيل صحيح الحديث عنهم , فثبت الحديث و الحمد لله .
1612 " إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم , فتهوي فيها سبعين عاما ما تفضي إلى
قرارها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 145 :
أخرجه الترمذي ( 3 / 341 ) من طريق هشام بن حسان عن الحسن قال : قال # عتبة بن
غزوان # على منبرنا هذا - منبر البصرة - عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال :
فذكره . و قال : " لا نعرف للحسن سماعا عن عتبة بن غزوان , و إنما قدم عتبة بن
غزوان البصرة زمن عمر . و ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر " .
قلت : و رجال إسناده ثقات , إلا أنه منقطع , لكنه قد جاء موصولا من طريق خالد
ابن عميري العدوي قال : " خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :
أما بعد ... فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين عاما
لا يدرك لها قعرا " . أخرجه مسلم ( 8 / 215 ) و أحمد ( 4 / 174 ) .
قلت : و هو شاهد قوي لحديث الحسن لأن قول عتبة : " ذكر لنا " بالبناء للمجهول
مثل قول غيره من الصحابة "أمرنا " و " نهينا " و ذلك كله في حكم المرفوع كما
هو مقرر في " مصطلح الحديث " . و له شاهد من حديث أبي هريرة قال : كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" تدرون ما هذا ? " . قال : قلنا : الله و رسوله أعلم , قال : " هذا حجر رمي به
في النار منذ سبعين خريفا , فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها " .
أخرجه مسلم ( 8 / 150 ) و أخرجه في مكان آخر ( 1 / 130 ) مختصرا موقوفا .
و رواه ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 2 / 1 ) مرفوعا به , و الحاكم ( 4
/ 606 ) من طريق أخرى عنه مرفوعا مختصرا . و قال الذهبي : " سنده صالح " .
ثم أخرجه الحاكم ( 4 / 597 ) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن و سعيد بن المسيب
قالا : قال أبو هريرة مرفوعا بلفظ : " و الذي نفس محمد بيده إن قدر ما بين شفير
النار و قعرها لصخرة زنتها سبع خلفات بشحومهن و لحومهن و أولادهن تهوي فيما بين
شفير النار و قعرها سبعين خريفا " . و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي . و له شاهدان آخران من حديث أبي موسى و بريدة مرفوعا نحوه .
أخرجهما البزار في " مسنده " ( ص 315 - زوائده ) و قال في الأول منهما : " و هو
إسناد حسن " .
قلت : و فيه عطاء بن السائب و كان اختلط لكنه لا بأس في الشواهد و من طريقه
أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا و ابن حبان ( 2609 ) . و له شاهد رابع من رواية يزيد
الرقاشي عن أنس . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا . و خامس من رواية الوليد بن حصين
الشامي قال : أخبرني لقمان بن عامر عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي مرفوعا
به و زاد تفسير قوله تعالى : ( غيا ) و ( آثاما ) . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا
قال : حدثنا الفضل ابن إسحاق قال : حدثنا شبابة بن سوار قال : أخبرني الوليد بن
حصين الشامي ....
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير الوليد بن حصين الشامي و هو الملقب بـ (
شرقي بن قطامي ) ضعفه الساجي و غيره . و قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 231
) : " رواه الطبراني و البيهقي مرفوعا , و رواه غيرهما موقوفا عن أبي أمامة
و هو أصح " . و قال الهيثمي ( 10 / 389 ) : " رواه الطبراني و فيه ضعفاء قد
وثقهم ابن حبان و قال : يخطؤون " .
قلت : إسناد ابن أبي الدنيا ليس فيه إلا الوليد بن حصين , فإن الفضل بن إسحاق
و هو أبو العباس البزار الدوري ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 360 - 361 )
و روى عن السراج أنه ثقة مأمون . مات سنة اثنتين و أربعين يعني و مائتين .
و الموقف الذي أشار إليه المنذري قد أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا ( ق 2 / 2 )
و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 144 ) من طريق هشيم قال : أخبرنا زكريا ابن أبي
مريم الخزاعي قال : سمعت أبا أمامة يقول : فذكره موقوفا . و فيه ذكر الغي
و الآثام و لكن بدون تفسير . و روى العقيلي عن علي بن المديني قال : سمعت عبد
الرحمن بن مهدي - و ذكر زكريا بن أبي مريم الذي روى عنه هشيم - قال : قلنا
لشعبة : لقيت زكريا ابن أبي مريم سمع من أبي أمامة ? فجعل يتعجب - ثم ذكره -
فصاح صيحة . و هذا الحديث حدثناه بشر ...
قلت : فذكره . و قال ابن أبي حاتم : " فدلت صيحة شعبة أنه لم يرضه " .
قلت : و الظاهر من تعجبه أنه من تصريحه بالسماع من أبي أمامة . و قال ابن عدي (
ق 148 / 1 ) عقب رواية ابن مهدي المذكورة : " و هشيم يروي عن زكريا بن أبي مريم
القليل , و ليس فيما روى عنه هشيم حديث له رونق و ضوء " .
قلت : فإن كان المنذري عنى بالموقوف هذه الرواية ففي قوله : إنه أصح , نظر لا
يخفى . لاسيما و ليس فيه التفسير المشار إليه . و الله أعلم . ثم رأيت رواية
شرقي بن قطامي في " كبير معجم الطبراني " ( 7731 ) أخرجه من طريق أخرى عنه .
ساجدة لله
2010-10-18, 08:58 AM
1613 " إن الصدقة لا تحل لنا , و إن موالي القوم من أنفسهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 149 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 262 ) و النسائي ( 1 / 366 ) و الترمذي ( 1 / 128 )
و الحاكم ( 1 / 404 ) و أحمد ( 6 / 10 و 390 ) من طرق عن شعبة حدثنا الحكم عن
ابن أبي رافع عن # أبي رافع # رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث
رجلا من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع : اصحبني كيما تصيب منها . فقال :
لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله , فانطلق إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فسأله فقال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم
: " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و قد تابعه ابن
أبي ليلى عن الحكم بن عتيبة . أخرجه الطحاوي ( 1 / 299 ) و أحمد أيضا ( 6 / 8 )
و لفظ أبي داود بتقديم الجملة الأخرى على الأولى كما سيأتي . و الجملة الثانية
أخرجها البخاري ( 4 / 290 ) من حديث أنس مرفوعا . و لها شواهد كثيرة منها عن
ميمون أو مهران مرفوعا بلفظ : " إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة و إن موالينا من
أنفسنا و لا نأكل الصدقة " . أخرجه أحمد ( 4 / 34 - 35 ) . و عزاه السيوطي في "
الجامع " لأوسط الطبراني عن ابن عمر بلفظ : " موالينا منا " . و في سنده ضعف
نقله المناوي عن الهيثمي . ثم ادعى أن الحديث بهذا اللفظ ليس في تحريم الزكاة
على الموالي , و إنما في الاستنان بسنتان , و الاحترام و الإكرام . و ما دل
عليه الحديث من تحريم الصدقة على موالي أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هو
المشهور في مذهب الحنفية خلافا لقول ابن الملك منهم , و قد رد ذلك عليه العلامة
الشيخ علي القاريء في " مرقاة المفاتيح " ( 2 / 448 - 449 ) فليراجعه من شاء .
1614 " أرأيت لو كان بفناء أحدكم نهر يجري يغتسل منه كل يوم خمس مرات , ما كان يبقى
من درنه ? قالوا : لا شيء , قال : إن الصلوات تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 150 :
أخرجه أحمد ( 1 / 71 - 72 ) و ابن نصر في " الصلاة " ( 17 / 1 ) و الضياء في
" المختارة " رقم ( 298 - 299 بتحقيقي ) عن الزهري قال : أخبرني صالح بن عبد
الله ابن أبي فروة أن عامر بن سعد بن أبي وقاص أخبره أنه سمع أبان بن عثمان
يقول : قال # عثمان # : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : رجاله ثقات غير صالح هذا وثقه ابن معين و ابن حبان , و لم يذكروا له
راويا غير الزهري و كأنه لذلك قال أبو جعفر الطبري في " التهذيب " : " ليس
بمعروف في أهل النقل عندهم " . لكن الحديث على كل حال صحيح , فإن له شاهدا من
حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه الشيخان , و من حديث جابر عند مسلم , و عن
أبي سعيد الخدري عند البزار و غيره . و هو مخرج في " الترغيب " ( 1 / 138 )
و هي كلها عند ابن نصر ( 17 / 1 - 18 / 1 ) .
1615 " كان يربط الحجر على بطنه من الغرث " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 151 :
أخرجه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 3 / 1 ) من طريق زينب بنت أبي طليق أخبرنا
حيان بن حية عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث .
قلت : و هذا إسناد غريب , من دون أبي هريرة و لم أعرفهما . لكن يشهد له حديث
سيار عن سهل بن أسلم عن يزيد بن أبي منصور عن ابن مالك عن أبي طلحة قال :
" شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع , و رفعنا عن بطوننا عن حجر
حجر , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين " . أخرجه الترمذي في
" السنن " ( 3 / 276 ) و " الشمائل " ( 2 / 232 ) و قال : " حديث غريب , لا
نعرفه إلا من هذا الوجه " .
قلت : و هو ضعيف من أجل سيار و هو ابن حاتم العنزي , أورده الذهبي في " الضعفاء
" و قال : " قال القواريري : كان معي في الدكان لم يكن له عقل , قيل : أتتهمه ?
قال : لا , و قال غيره : صدوق سليم الباطن " . و قال الحافظ : " صدوق له أوهام
" . و يشهد له أيضا حديث جابر قال : " لما كان يوم الخندق نظرت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوجدته قد وضع حجرا بينه و بين إزاره , يقيم به صلبه من
الجوع " . أخرجه أبو يعلى و رجاله وثقوا على ضعف في إسماعيل بن عبد الملك , كما
في " مجمع الزوائد " ( 10 / 314 ) . فالحديث حسن بمجموع الطرق الثلاثة . و الله
أعلم . ( الغرث ) : الجوع .
ساجدة لله
2010-10-18, 08:58 AM
1616 " العبد إذا نصح لسيده و أحسن عبادة الله فله أجره مرتين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 152 :
أخرجه مالك ( 3 / 146 ) و من طريقه البخاري ( 5 / 132 ) و في " الأدب المفرد "
( 31 ) عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قد رواه من طريقه مسلم ( 5 / 94 )
و أبو داود ( 2 / 338 ) بلفظ : " إن العبد ....... " و الباقي مثله سواء .
1617 " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم خليل الرحمن تبارك و تعالى , لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني
الداعي لأجبت , إذ جاءه الرسول فقال : *( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة
اللاتي قطعن أيديهن )* , و رحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد , إذ
قال لقومه : *( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد )* , فما بعث الله بعده
من نبي إلا في ثروة من قومه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 152 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 605 ) و الترمذي ( 4 / 128 - 129 )
و الحاكم ( 2 / 346 - 347 و 570 و 571 ) و أحمد ( 2 / 332 و 384 ) من طريق محمد
ابن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا به و قال الترمذي : " حديث حسن "
. و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و أخرجه مسلم ( 7 /
98 ) من طريق ابن شهاب عن أبي سلمة و سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مختصرا .
1618 " إن الذي يكذب علي يبنى له بيت في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 153 :
أخرجه أحمد ( 2 / 22 و 103 و 144 ) عن # أبي بكر بن سالم عن أبيه عن جده # أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
1619 " طوبى للغرباء , قيل : و من الغرباء يا رسول الله ? قال : ناس صالحون قليل
في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 153 :
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 190 / 2 من الكواكب 575 - و رقم 775 مطبوعة )
: أنبأنا ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد بن جندب بن عبد الله العدواني أنه سمع
سفيان بن عوف القاري يقول : سمعت # عبد الله بن عمرو بن العاص # يقول : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم و نحن عنده : فذكره . و هكذا أخرجه أحمد
( 2 / 177 و 222 ) من طريقين أخريين عن ابن لهيعة به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أن سفيان بن عوف القاري لم يوثقه غير ابن
حبان ( 3 / 96 ) و العجلي رقم ( 483 ) فقال : " مصري تابعي ثقة " . و الراوي
عنه جندب بن عبد الله العدواني وثقه العجلي أيضا رقم ( 182 ) فالإسناد مستور .
نعم رواه ابن عساكر ( 12 / 8 / 1 ) عن معاذ بن أسد ( كاتب ) ابن المبارك أخبرنا
ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عبد الرحمن المعافري عن
سفيان بن عبد الله الثقفي عن عبد الله بن عمرو به .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات من رجال " الصحيح " غير ابن لهيعة و هو
ثقة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة , و منهم عبد الله بن المبارك و هذا
الحديث من روايته عنه كما ترى و من الظاهر أن ابن لهيعة كان عنده فيه إسنادان ,
فرواه عنه ابن المبارك , مرة بهذا و مرة بهذا , و به صح الحديث و الحمد لله .
و أبو عبد الرحمن المعافري اسمه عبد الله بن يزيد الحبلي المصري .
ساجدة لله
2010-10-18, 09:09 AM
1620 " إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 154 :
أخرجه أبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( ص - 259 ) و الطبراني في " الأوسط "
( رقم 4360 ) و أبو بكر الملحمي في " مجلسين من الأمالي " ( ق 148 / 1 - 2 )
و الهروي في " ذم الكلام " ( 6 / 101 / 1 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 /
380 / 2 ) و يوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر " ( ق
33 / 1 ) من طرق عن هارون بن موسى حدثنا أبو ضمرة عن حميد عن # أنس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن موسى و هو
الفروي , قال النسائي و تبعه الحافظ في " التقريب " : " لا بأس به " و قال
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 189 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
و رجاله رجال " الصحيح " غير هارون بن موسى الفروي و هو ثقة " . و قال المنذري
في " الترغيب " ( 1 / 45 ) : " رواه الطبراني و إسناده حسن " .
قلت : و تابعه محمد بن عبد الرحمن القشيري عن حميد به . أخرجه ابن أبي عاصم في
" السنة " ( رقم - 37 بتحقيقي ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 311 / 1 ) و ابن
عبد الهادي ( 10 / 2 ) من طريق بقية بن الوليد حدثني محمد بن عبد الرحمن به .
لكن القشيري هذا واه , فالعمدة على ما قبله .
1621 " ما أهل مهل قط إلا بشر , و لا كبر مكبر قط إلا بشر , قيل : بالجنة ? قال :
نعم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 155 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 7943 - نسختي ) و أبو الحسن الحربي في
" الأمالي " ( 245 / 2 ) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا معتمر بن سليمان
حدثنا زيد بن عمر بن عاصم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا
, و قال الطبراني : " لم يروه عن زيد إلا معتمر " .
قلت : قال في " الميزان " : " حدث عن سهيل بن أبي صالح بخبر منكر " .
قلت : لعله يعني هذا , لكن مجيئه من طريق آخر يرفع عنه النكارة , و هو ما أخرجه
الطبراني أيضا قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن علي
الحلواني حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبيد الله بن عمر
عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عثمان بن أبي
شيبة و فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله كما بينته في مقدمة
" مسائل ابن أبي شيبة شيوخه " تأليف محمد بن عثمان هذا . و الحديث قال الهيثمي
( 3 / 224 ) تبعا للمنذري ( 2 / 119 ) : " رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين
رجال أحدهما رجال الصحيح " . كذا قال و ابن شيبة هذا ليس من رجال الصحيح لكن قد
رواه الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 79 ) من طريق محمد بن أبان البلخي قال : نبأ
عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه
مرفوعا بلفظ : " ما أهل مهل قط إلا آبت الشمس بذنوبه " . فهذا إسناد رجاله كلهم
رجال البخاري غير محرر بن أبي هريرة فإنه من رجال النسائي و ابن ماجة فقط ,
و لم يوثقه غير ابن حبان . و لذلك لم يوثقه الحافظ ابن حجر بل اكتفى بقوله :
" مقبول " . يعني عند المتابعة . على أن في الإسناد علة أخرى خفية نبه عليها
الخطيب فقال عقبه : " تفرد بروايته محمد بن أبان عن عبد الرزاق عن الثوري ,
و خالفه الحسن بن أبي الربيع الجرجاني فرواه عن عبد الرزاق عن ياسين الزيات عن
ابن المنكدر به " , ثم ساق إسناده إلى الحسن به . ثم ساق لمحمد بن أبان البلخي
حديث آخر له عن عبد الرزاق قال أبو داود فيه : " أنكروه على ابن أبان " !
قلت : و ابن أبان البلخي و الحسن الجرجاني كل منهما ثقة , و لكن الأول منتقد في
بعض رواياته عن عبد الرزاق . فروايته عند المخالفة شاذة مرجوحة , و كلام الخطيب
السابق يشير إلى هذا و الفرق بين روايته و رواية الجرجاني أن الأول جعل سفيان
الثوري مكان ياسين الزيات , و الثوري إمام جليل مشهور بينما ياسين الزيات ضعيف
جدا , فهو علة هذه الطريق . و الله أعلم .
1622 " إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته و فيهم الصالحون , فيصابون معهم , ثم
يبعثون على نياتهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 157 :
أخرجه ابن حبان ( 1846 ) عن عمرو بن عثمان الرقي قال : حدثنا زهير بن معاوية عن
هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : " قلت : يا رسول الله إن الله إذا
أنزل سطوته بأهل الأرض و فيها الصالحون فيهلكون بهلاكهم ? فقال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل الرقي هذا , فإنه ضعيف كما قال الحافظ و أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال النسائي و غيره : متروك " .
قلت : لكن الحديث في " صحيح مسلم " ( 8 / 168 ) و " المسند " ( 6 / 259 ) من
طرق أخرى عن عائشة رضي الله عنها بلفظ آخر , و لفظ مسلم : " العجب ! إن ناسا من
أمتي يؤمون بالبيت , برجل من قريش , قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف
بهم , فقلنا : يا رسول الله : إن الطريق قد يجمع الناس , قال : نعم , فيهم
المستبصر و المجبور و ابن السبيل , يهلكون مهلكا واحدا , و يصدرون مصادر شتى ,
يبعثهم الله على نياتهم " . و أخرجه البخاري ( 4 / 271 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 5 / 11 ) من طريق أخرى عن عائشة مرفوعا نحوه , و لفظه : " يغزو
جيش الكعبة , فإذا كانوا ببيداء من الأرض ... " الحديث . للحديث شاهد من حديث
عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ : " إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان
فيهم , ثم بعثوا على أعمالهم " . أخرجه البخاري ( 13 / 50 - 51 - فتح ) و مسلم
( 8 / 165 ) و أحمد ( 2 / 40 ) .
ساجدة لله
2010-10-18, 09:10 AM
1623 " أخذ الله تبارك و تعالى الميثاق من ظهر آدم بـ ( نعمان ) - يعني عرفة - فأخرج
من صلبه كل ذرية ذرأها , فنثرهم بين يديه كالذر , ثم كلمهم قبلا قال : *( ألست
بربكم قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين . أو
تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون
)* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 158 :
أخرجه أحمد ( 1 / 272 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 15338 ) و ابن أبي عاصم في
" السنة " ( 17 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 544 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات "
( ص 326 - 327 ) كلهم من طريق الحسين بن محمد المروذي حدثنا جرير بن حازم عن
كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و حقهما أن يقيداه بأنه على شرط مسلم , فإن كلثوم بن جبر من رجاله
و سائرهم من رجال الشيخين . و تابعه وهب بن جرير حدثنا أبي به دون ذكر " نعمان
" و قال أيضا : " صحيح الإسناد , و قد احتج مسلم بكلثوم بن جبر " . و وافقه
الذهبي أيضا . و أما ابن كثير فتعقبه بقوله في " التفسير " ( 2 / 262 ) :
" هكذا قال , و قد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس فوقفه . و كذا رواه إسماعيل بن علية و وكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن
أبيه به , و كذا رواه عطاء بن السائب و حبيب بن أبي ثابت و علي بن بذيمة عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس , و كذا رواه العوفي و علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ,
فهذا أكثر و أثبت . و الله أعلم " .
قلت : هو كما قال رحمه الله تعالى , و لكن ذلك لا يعني أن الحديث لا يصح مرفوعا
و ذلك لأن الموقوف في حكم المرفوع , لسببين :
الأول : أنه في تفسير القرآن , و ما كان كذلك فهو في حكم المرفوع , و لذلك
اشترط الحاكم في كتابه " المستدرك " أن يخرج فيه التفاسير عن الصحابة كما ذكر
ذلك فيه ( 1 / 55 ) .
الآخر : أن له شواهد مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جمع من الصحابة ,
و هم عمر بن الخطاب و عبد الله بن عمرو و أبو هريرة و أبو أمامة و هشام بن حكيم
أو عبد الرحمن بن قتادة السلمي على خلاف عنهما - و معاوية بن أبي سفيان و أبو
الدرداء و أبو موسى , و هي إن كان غالبها لا تخلوا أسانيدها من مقال , فإن
بعضها يقوي بعضا , بل قال الشيخ صالح المقبلي في " الأبحاث المسددة " : " و لا
يبعد دعوى التواتر المعنوي في الأحاديث و الروايات في ذلك " <1> , و لاسيما
و قد تلقاها أو تلقى ما اتفقت عليه من إخراج الذرية من ظهر آدم و إشهادهم على
أنفسهم , السلف الصالح من الصحابة و التابعين دون اختلاف بينهم , منهم عبد الله
ابن عمرو و عبد الله بن مسعود , و ناس من الصحابة , و أبي بن كعب و سلمان
الفارسي و محمد بن كعب و الضحاك بن مزاحم و الحسن البصري و قتادة و فاطمة بنت
الحسين و أبو جعفر الباقر و غيرهم , و قد أخرج هذه الآثار الموقوفة و تلك
الأحاديث المرفوعة الحافظ السيوطي في " الدر المنثور " ( 3 / 141 - 145 ) ,
و أخرج بعضها الشوكاني في " فتح القدير " ( 2 / 215 - 252 ) و من قبله الحافظ
ابن كثير في " تفسيره ( 2 / 261 - 164 ) و خرجت أنا حديث عمر في " الضعيفة " (
3070 ) و صححته لغيره في " تخريج شرح الطحاوية " ( 266 ) و حديث أبي هريرة في
تخريج السنة لابن أبي عاصم ( 204 و 205 - بتحقيقي ) و صححته أيضا هناك ( ص 267
) و في الباب عن أبي الدرداء مرفوعا , و قد سبق برقم ( 49 ) و عن أنس , و سبق
برقم ( 172 ) و هو متفق عليه , فهو أصحها و فيه : " إن الله تعالى يقول للرجل
من أهل النار يوم القيامة : أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا ?
فيقول : نعم . فيقول الله : قد أردت منك أهون من ذلك , قد أخذت عليك في ظهر آدم
أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي " . إذا عرف هذا فمن العجيب قول
الحافظ ابن كثير عقب الأحاديث و الآثار التي سبقت الإشارة إلى أنه أخرجها :
" فهذه الأحاديث دالة على أن الله عز وجل استخرج ذرية آدم من صلبه , و ميز بين
أهل الجنة و أهل النار , و أما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في
حديث كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس , و في حديث عبد الله بن عمرو ,
و قد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم " .
قلت : و ليس الأمر كما نفى , بل الإشهاد وارد في كثير من تلك الأحاديث :
الأول : حديث أنس هذا , ففيه كما رأيت قول الله تعالى : " قد أخذت عليك في ظهر
آدم أن لا تشرك بي شيئا " . قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 284 )
: " فيه إشارة إلى قوله تعالى : *( و إذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
و أشهدهم على أنفسهم )* الآية .
قلت : و لفظ حديث ابن عمرو الذي أعله ابن كثير بالوقف إنما هو : أخذ من ظهره .
.. " , فأي فرق بينه و بين لفظ حديث أنس الصحيح ? !
الثاني : حديث عمر بلفظ : ( ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ... "
الثالث : حديث أبي هريرة الصحيح : " ... مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو
خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ... " .
الرابع : حديث هشام بن حكيم : " إن الله قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم , ثم أشهدهم
على أنفسهم ... "
الخامس : حديث أبي أمامة : " لما خلق الله الخلق و قضى القضية , أخذ أهل اليمين
بيمينه , و أهل الشمال بشماله , فقال : ... ألست بربكم , قالوا : بلى ... " .
ففي ذلك رد على قول ابن القيم أيضا في كتاب " الروح " ( ص 161 ) بعد أن سرد
طائفة من الأحاديث المتقدمة : " و أما مخاطبتهم و استنطاقهم و إقرارهم له
بالربوبية و شهادتهم على أنفسهم بالعبودية - فمن قال من السلف فإنما هو بناء
منه على فهم الآية , و الآية لم تدل على هذا بل دلت على خلافه " . و قد أفاض
جدا في تفسير الآية و تأويلها تأويلا ينافي ظاهرها بل و يعطل دلالتها أشبه ما
يكون بصنيع المعطلة لآيات و أحاديث الصفات حين يتأولونها , و هذا خلاف مذهب ابن
القيم رحمه الله الذي تعلمناه منه و من شيخه ابن تيمية , فلا أدري لماذا خرج
عنه هنا لاسيما و قد نقل ( ص 163 ) عن ابن الأنباري أنه قال : " مذهب أهل
الحديث و كبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه و صلب
أولاده و هم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم و أنهم مصنوعون ,
فاعترفوا بذلك و قبلوا , و ذلك بعد أن ركب فيهم عقولا عرفوا بها ما عرض عليهم
كما جعل للجبل عقلا حين خوطب , و كما فعل ذلك للبعير لما سجد , و النخلة حتى
سمعت و انقادت حين دعيت " . كما نقل أيضا عن إسحاق بن راهويه : " و أجمع أهل
العلم أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد , و أنه استنطقهم و أشهدهم " .
قلت : و في كلام ابن الأنباري إشارة لطيفة إلى طريقة الجمع بين الآية و الحديث
و هو قوله : " إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه و أصلاب أولاده " . و إليه ذهب
الفخر الرازي في " تفسيره " ( 4 / 323 ) و أيده العلامة ملا على القاري في "
مرقاة المفاتيح " ( 1 / 140 - 141 ) و قال عقب كلام الفخر : " قال بعض المحققين
: إن بني آدم من ظهره , فكل ما أخرج من ظهورهم فيما لا يزال إلى يوم القيامة هم
الذين أخرجهم الله تعالى في الأزل من صلب آدم , و أخذ منهم الميثاق الأزلي
ليعرف منه أن النسل المخرج فيما لا يزال من أصلاب بنيه هو المخرج في الأزل من
صلبه , و أخذ منهم الميثاق الأول , و هو المقالي الأزلي , كما أخذ منهم فيما لا
يزال بالتدريج حين أخرجوا الميثاق الثاني , و هو الحالي الإنزالي . و الحاصل أن
الله تعالى لما كان له ميثاقان مع بني آدم أحدهما تهتدي إليه العقول من نصب
الأدلة الحاملة على الاعتراف الحالي , و ثانيهما المقالي الذي لا يهتدي إليه
العقل , بل يتوقف على توقيف واقف على أحوال العباد من الأزل إلى الأبد ,
كالأنبياء عليهم الصلاة و السلام , أراد عليه الصلاة و السلام أن يعلم الأمة
و يخبرهم أن وراء الميثاق الذي يهتدون إليه بعقولهم ميثاقا آخر أزليا فقال ( ما
) قال من مسح ظهر آدم في الأزل و إخراج ذريته و أخذه الميثاق عليهم و بهذا يزول
كثير من الإشكالات , فتأمل فيها حق التأمل " .
و جملة القول أن الحديث صحيح , بل هو متواتر المعنى كما سبق , و أنه لا تعارض
بينه و بين آية أخذ الميثاق , فالواجب ضمه إليها , و أخذ الحقيقة من مجموعها
و قد تجلت لك إن شاء الله مما نقلته لك من كلام العلماء , و بذلك ننجو من
مشكلتين بل مفسدتين كبيرتين :
الأولى : رد الحديث بزعم معارضته للآية .
و الأخرى : تأويلها تأويلا يبطل معناها , أشبه ما يكون بتأويل المبتدعة
و المعتزلة . كيف لا و هم أنفسهم الذين أنكروا حقيقة الأخذ و الإشهاد و القول
المذكور فيها بدعوى أنها خرجت مخرج التمثيل ! و قد عز علي كثيرا أن يتبعهم في
ذلك مثل ابن القيم و ابن كثير , خلافا للمعهود منهم من الرد على المبتدعة ما هو
هو دون ذلك من التأويل . و العصمة لله وحده . ثم إنه ليلوح لي أننا و إن كنا لا
نتذكر جميعا ذلك الميثاق الرباني و قد بين العلماء سبب ذلك - فإن الفطرة التي
فطر الله الناس عليها , و التي تشهد فعلا بأن الله هو الرب وحده لا شريك له ,
إنما هي أثر ذلك الميثاق , و كأن الحسن البصري رحمه الله أشار إلى ذلك حين روى
عن الأسود بن سريع مرفوعا : " ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة ...
" الحديث , قال الحسن عقبه : " و لقد قال الله ذلك في كتابه : *( و إذ أخذ ربك
... )* الآية " . أخرجه ابن جرير ( 15353 ) , و يؤيده أن الحسن من القائلين
بأخذ الميثاق الوارد في الأحاديث , كما سبقت الإشارة إلى ذلك , و عليه فلا يصح
أن يقال : إن الحسن البصري مع الخلف القائلين بأن المراد بالإشهاد المذكور في
الآية إنما هو فطرهم على التوحيد , كما صنع ابن كثير . و الله أعلم .
-----------------------------------------------------------
[1] نقلته من " فتح البيان " لصديق حسن خان " ( 3 / 406 ) . اهـ .
1624 " إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا , فوهب مسيئكم لمحسنكم , و أعطى محسنكم ما
سأل , ادفعوا باسم الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 163 :
أخرجه ابن ماجة ( 3024 ) عن أبي سلمة الحمصي عن # بلال بن رباح # أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال له غداة جمع : " يا بلال أسكت الناس , أو أنصت الناس " . ثم
قال : فذكره . قال البوصيري في " الزوائد " ( 207 / 2 - مصورة المكتب ) : " هذا
إسناد ضعيف , أبو سلمة هذا لا يعرف اسمه , و هو مجهول " .
قلت : لكن الحديث صحيح عندي , فإن له شواهد من حديث أنس بن مالك و عبادة بن
الصامت و عباس بن مرداس . أما حديث أنس فيرويه صالح المري عن يزيد الرقاشي عنه
مرفوعا به أتم منه . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1015 ) . و صالح المري
و يزيد الرقاشي ضعيفان , و اقتصر الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 257 ) على إعلاله
بالمري فقط ! لكن رواه ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس بن
مالك به نحوه . هكذا ساق إسناده في " الترغيب " ( 2 / 128 ) , و هو إسناد صحيح
لا علة فيه , و قد أشار إلى ذلك عبد الحق الإشبيلي في كتابه " الأحكام " ( رقم
71 - بتحقيقي ) بسكوته عليه , و فيه : " إن الله غفر لأهل عرفات و أهل المشعر .
.. " . و انظر " صحيح الترغيب " ( 1143 ) . و الحديثان الآخران مخرجان في
" الترغيب " , و إسنادهما و إن كان ضعيفا , فلا بأس به في الشواهد . و للحديث
شاهد آخر رواه البغوي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده . ذكره
السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 143 / 2 ) .
1625 " إن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلا , و ما بقي منها إلا القليل من القليل ,
و مثل ما بقي من الدنيا كالثغب - يعني الغدير - شرب صفوه , و بقي كدره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 164 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 320 ) من طريق الفضل بن محمد الشعراني حدثنا عبيد الله بن
محمد العبسي حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي وائل عن # ابن مسعود # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي .
قلت : و إنما هو حسن فقط لأن عاصما و هو ابن أبي النجود في حفظه بعض الضعف .
و الفضل بن محمد الشعراني , قد تكلم فيه بعضهم بغير حجة , و هو ثقة كما قال
الذهبي في " الميزان " , و قد توبع فأخرجه الديلمي ( 1 / 2 / 226 ) من طريق
السلمي بسنده عن أبي الأحوص حدثنا أبو سلمة عن حماد بن سلمة به . و الحديث
أخرجه البخاري ( 2 / 239 ) من طريق منصور عن أبي وائل به الشطر الآخر منه لكنه
أوقفه على ابن مسعود .
ساجدة لله
2010-10-18, 09:10 AM
1626 " إن الله جميل يحب الجمال , إن الكبر من سفه الحق و غمص الناس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 165 :
رواه أحمد ( 4 / 133 - 134 و 134 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 34 / 1 -
2 ) و كذا رواه ابن عساكر ( 14 / 271 / 2 ) و الخطابي في " الغريب " ( 97 / 1 )
عن سعيد بن مرثد عن عبد الرحمن بن حوشب عن ثوبان بن شهر الأشعري قال : سمعت
كريب بن أبرهة يقول : سمعت # أبا ريحانة # يقول , فذكره مرفوعا : " لا يدخل شيء
من الكبر الجنة " فقال قائل : يا نبي الله إني أحب أن أتجمل : بجلاز سوطي و شسع
نعلي ? فقال صلى الله عليه وسلم : " إن ذلك ليس من الكبر , إن الله جميل .. " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه من لا يعرف منهم سعيد و يقال : سعد بن مرثد , ترجمه
ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 63 ) فقال : " أدرك صفين . روى عن عبد الرحمن بن حوشب .
روى عنه حريز بن عثمان " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن قال أبو داود
: " شيوخ حريز كلهم ثقات " , و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و كذلك ذكر فيهم
من فوق سعيد هذا و أشهرهم كريب بن أبرهة . و قد وثقه العجلي أيضا . و الحديث
صحيح على كل حال لأن له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عمرو
و عقبة بن عامر و عبد الله بن عمر و جابر بن عبد الله و أبي هريرة .
1 - أما حديث ابن مسعود فيرويه إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود
مرفوعا به نحوه . أخرجه مسلم ( 1 / 65 ) و أبو داود ( 4091 ) ببعضه و الترمذي (
1 / 360 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . و أخرجه الحاكم ( 4 / 181 ) لكنه لم
يسقه بطوله . ثم أخرجه من طريق أبي يحيى بن جعدة عن ابن مسعود به و قال :
" صحيح الإسناد , و قد احتجا برواته " . و وافقه الذهبي . و أخرجه أحمد ( 1 /
385 و 427 ) و الحاكم أيضا ( 4 / 182 ) من طريق حميد بن عبد الرحمن عن ابن
مسعود به دون قوله : " إن الله جميل يحب الجمال " .
2 - و أما حديث ابن عمرو فيرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عنه به مثل رواية
حميد بن عبد الرحمن . أخرجه أحمد ( 2 / 169 - 170 ) و الحاكم ( 1 / 26 ) مختصرا
و فيه عنده الزيادة : " إن الله جميل يحب الجمال " , و قال : " على شرط مسلم "
و هو كما قال .
3 - و أما حديث عقبة فيرويه شهر بن حوشب قال : سمعت رجلا يحدث عن عقبة به .
أخرجه أحمد ( 4 / 151 ) . و شهر ضعيف , و شيخه لم يسم .
4 - و أما حديث ابن عمر فيرويه موسى بن عيسى القرشي أخبرنا عطاء الخراساني عن
نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سحب
ثيابه لم ينظر الله إليه يوم القيامة " , فقال أبو ريحانة , لقد أمرضنا ما
حدثتنا , إني أحب الجمال حتى أجعله في نعلي , و علاقة سوطي , أفمن الكبر ذلك ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جميل يحب الجمال , و يحب أن يرى
أثر نعمته على عبده , لكن الكبر من سفه الحق , و غمص الناس أعمالهم " . رواه
ابن عساكر ( 17 / 200 / 1 ) في ترجمة القرشي هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و عطاء و هو ابن مسلم الخراساني قال الحافظ : " صدوق يهم كثيرا و يرسل
و يدلس " .
قلت : لكن حديثه صحيح لأن طرفيه يشهد له ما تقدم , و أما وسطه فقد جاء من حديث
والد أبي الأحوص و ابن عمرو و هو مخرج في " غاية المرام في تخريج الحلال
و الحرام " ( رقم 76 ) و " المشكاة " ( 4350 ) .
5 - و أما حديث جابر فيرويه محمد بن صالح المديني عن محمد بن المنكدر أنه سمعه
يقول : حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا بلفظ : " إن الله جميل يحب
الجمال و يحب معالي الأمور و يكره سفسافها " . أخرجه ابن عساكر ( 11 / 50 / 2 )
. قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد فإن محمد بن صالح المديني قال الحافظ
: " صدوق يخطىء " . و لشطره الأول ما تقدم من الشواهد , و أما الشطر الآخر فله
شواهد أخرى يأتي تخريجها عقب هذا إن شاء الله تعالى .
6 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة . أن رجلا
أتى النبي صلى الله عليه وسلم و كان رجلا جميلا , فقال يا رسول الله إني رجل
حبب إلي الجمال , و أعطيت منه ما ترى حتى ما أحب أن يفوقني أحد , إما قال :
بشراك نعلي , و إما قال : بشسع نعلي , أفمن الكبر ذلك ? قال : " لا و لكن الكبر
من بطر الحق و غمط الناس " . أخرجه أبو داود ( 4092 ) و الحاكم ( 4 / 181 - 182
) و صححه , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . ( جلاز سوطي ) الجلاز : كل شيء
يلوى على شيء , واحدته : جلاوزة . ( علاقة سوطي ) العلاقة : ما يعلق به السيف
و نحوه .
1627 " إن الله يحب معالي الأمور و أشرافها و يكره سفسافها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 168 :
رواه الطبراني رقم ( 2894 ) و ابن عدي ( 114 / 1 ) و القضاعي ( 89 / 2 ) عن
خالد بن إلياس عن محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان عن فاطمة بنت الحسين عن
# حسين بن علي # مرفوعا . و رواه الخطيب البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم
" ( 8 / 1 ) من هذا الوجه .
قلت : و خالد بن إلياس ضعيف . لكن له شاهد , فقال الماليني في " الأربعين
الصوفية " ( 10 / 1 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح أخبرنا محمد
ابن زهير أنبأنا محمد بن الخطاب أنبأنا أحمد بن يونس أنبأنا الفضيل بن عياض عن
محمد بن ثور عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا به .
قلت : و رجاله ثقات غير هؤلاء المحمدين الذين هم على نسق واحد فلم أجد لهم
ترجمة غير محمد بن الخطاب , فأورده الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 252 ) و روى عن
ابن قانع أن وفاته كانت سنة ( 284 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن قد
تابعه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي و إبراهيم بن عبد الرزاق الضرير
قالا : أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يونس به . أخرجه ابن عساكر ( 2 / 226 / 1 )
عن أبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري عنهما . و أبو بكر هذا هو
الخرائطي صاحب كتاب " مكارم الأخلاق و معاليها " و قد أخرجه فيه ( ص 2 - 3 )
بهذا الإسناد . و أخرجه البيهقي في " الأسماء " ( ص 53 ) من طريق أخرى عن ابن
يونس به .
قلت : فهو إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات مترجمون في " التهذيب " غير شيخي
الخرائطي و هما ثقتان أيضا ( ص 55 ) من طريق أبي معاوية الضرير عن الحجاج بن
أرطاة عن سليمان بن سحيم عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره و زاد في أوله : " إن الله جواد يحب الجود و يحب معالي
... " . و أخرجه الهيثم بن كليب في " المسند " ( 7 / 1 ) من هذا الوجه , و كذا
أبو عبيدة في " فضائل القرآن " ( ق 11 / 2 ) . و هذا مرسل ضعيف , عبيد الله بن
كريز هذا تابعي ثقة , و لم يقع للهيثم منسوبا لكريز فظنه طلحة بن عبد الله
التيمي الصحابي فأورده في " مسنده " ! و وافقه السيوطي في " الجامع " فلم يذكر
أنه مرسل على خلاف عادته في مثله . و الحجاج بن أرطأة مدلس و قد عنعنه , و قد
رواه عنه نوح بن أبي مريم موصولا فقال : عنه عن طلحة بن مصرف عن كريب عن ابن
عباس مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 29 ) . و هذا من أوهام
نوح أو وضعه , فإنه كذاب . و قوله : " إن الله جواد يحب الجود " . روي من حديث
سعد أيضا و غيره , و هو مخرج في " حجاب المرأة المسلمة " ( 101 ) .
1628 " إنما أنا مبلغ و الله يهدي و قاسم و الله يعطي , فمن بلغه مني شيء بحسن
رغبة و حسن هدى , فإن ذلك الذي يبارك له فيه و من بلغه عني شيء بسوء رغبة
و سوء هدى , فذاك الذي يأكل و لا يشبع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 170 :
أخرجه أحمد ( 4 / 101 - 102 ) : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان قال :
حدثنا أبو الزاهرية عن # معاوية بن أبي سفيان # مرفوعا . و هذا سند صحيح رجاله
كلهم ثقات رجال مسلم . و تابعه عبد القدوس أخبرنا صفوان به . أخرجه البخاري في
" التاريخ " ( 4 / 1 / 10 ) . و عزاه السيوطي للطبراني في " الكبير " عن معاوية
نحوه دون قوله : " فمن بلغه .... " و قال شارحه المناوي : " قال الهيثمي رواه
بإسنادين أحدهما حسن " .
قلت : أخرجه البخاري في " التاريخ " من طريق صفوان أيضا و فضيل بن فضالة عن أبي
هزان عطية بن رافع عن معاوية مرفوعا بلفظ : " إنما أنا مبلغ و الله يهدي و إنما
أنا قاسم و الله يعطي " . أورده البخاري في ترجمة عطية هذا . و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 382 ) و ذكر أنه روى عنه
ثلاثة من الثقات . و هو في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 204 ) . و الجملة الثانية
منه في " الصحيحين " غيرهما من حديث أبي هريرة . و أخرجه الحاكم ( 2 / 604 ) من
طريق ابن عجلان عن أبيه عنه مرفوعا بلفظ : " أنا أبو القاسم , الله يعطي , و
أنا أقسم " . و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و أقره الذهبي . و إنما هو حسن
فقط لأن محمد بن عجلان لم يحتج به مسلم , و إنما روى له متابعة أو مقرونا . نعم
هو صحيح باعتبار ما قبله من الطرق .
ساجدة لله
2010-10-18, 09:11 AM
1629 " إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه : إن رحمتي تغلب غضبي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 171 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 271 ) و اللفظ له و أحمد ( 2 / 433 ) و ابن ماجة ( 4295 )
من طريق ابن عجلان عن أبيه عن # أبي هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره و قال : " هذا حديث حسن صحيح غريب " .
قال : و سنده حسن , و الحديث صحيح , فإن له طرقا أخرى كثيرة في " الصحيحين "
و " المسند " ( 2 / 242 و 257 و 259 و 313 و 358 و 381 و 397 و 466 ) عن أبي
هريرة رضي الله عنه نحوه , و راجع بعضها في " ظلال الجنة في تخريج السنة "
( 808 - 809 ) .
1630 " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض , فجاء بنو آدم على قدر الأرض
, جاء منهم الأحمر و الأبيض و الأسود , و بين ذلك , و السهل و الحزن , و الخبيث
و الطيب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 172 :
رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 5 - 6 ) : أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف
عن قسامة قال : سمعت # أبا موسى الأشعري # مرفوعا به .
قلت : هذا سند صحيح رجاله رجال مسلم غير هوذة , و هو ثقة , و عنه رواه الواحدي
في " الوسيط " ( 1 / 14 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 307 / 2 ) من طرق عنه
و كذا رواه أبو الفرج الثقفي في " الفوائد " ( 97 / 1 ) و صححه و ابن حبان (
2083 و 2084 ) و أحمد ( 4 / 406 ) و غيرهم كأبي داود و الترمذي و قال : " حسن
صحيح " .
قلت : و قد توبع هوذة بن خليفة , فأخرجه الطبري أيضا في " التفسير " ( 1 / 481
/ 645 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( 327 و 385 ) و ابن خزيمة في
" التوحيد " ( 44 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 104 و 8 / 135 ) من طرق عن
عوف الأعرابي به .
1631 " إن المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه , والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح
النبل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 172 :
أخرجه أحمد ( 6 / 387 ) : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن
# عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه # أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن
الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل , فقال : فذكره . و هذا صحيح على شرط
الشيخين . و في رواية لأحمد ( 3 / 456 ) و ابن عساكر ( 14 / 290 / 1 ) من طريق
شعيب عن الزهري قال : حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك . أن كعب بن
مالك حين أنزل الله تبارك و تعالى في الشعر ما أنزل أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : إن الله تبارك و تعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت و كيف ترى فيه
? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه " . و هذا
سند صحيح أيضا على شرطهما . و الظاهر أن الزهري له فيه شيخين أحدهما : عبد
الرحمن بن كعب بن مالك كما رواه معمر عنه , و الآخر عبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب بن مالك كما في رواية شعيب هذه عنه . و تابعه محمد بن عبد الله بن أخي
الزهري عنه بلفظ : " اهجوا بالشعر ... " , و قد مضى برقم ( 802 ) .
1632 " إن المؤمن بكل خير , على كل حال , إن نفسه تخرج من بين جنبيه و هو يحمد الله
عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 173 :
أخرجه أحمد ( 1 / 273 - 274 ) : حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب
عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : " أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنتا له تقضي ,
فاحتضنها فوضعها بن ثدييه , فماتت و هو بين ثدييه , فصاحت أم أيمن , فقيل :
أتبكي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ? ! قالت : ألست أراك تبكي يا رسول
الله ? قال : لست أبكي , إنما هي رحمة , إن المؤمن ..... " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , فإن عطاء بن السائب و إن كان قد
اختلط , فإن سفيانا - و هو الثوري - سمع منه قبل الاختلاط , و كأنه لهذا أخرج
الحديث الضياء المقدسي في " المختارة " ( 65 / 66 / 1 ) من طريق أحمد هذه .
و من طريق أخرى عنده ( 1 / 297 ) , و رواه النسائي ( 1 / 261 ) و البزار ( 808
) من طرق أخرى عن عطاء به . و له شاهد يرويه عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي
عمرو عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: رفعه : " إن المؤمن عند الله بمنزلة كل خير , يحمدني و أنا أنزع نفسه من بين
جنبيه " . أخرجه أحمد ( 2 / 361 ) و كذا البزار في " مسنده " ( رقم - 781 )
و قال الهيثمي : " إسناد حسن " . و هو كما قال . و لفظ أحمد : " قال الله
عز وجل : إن المؤمن عندي بمنزلة ... " . و في رواية له ( 2 / 341 ) : " إن الله
عز وجل يقول : إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة .... " .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir